تلاوة

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

التلاوة لغة:

مصدر الفعل: "تلا" بمعنى: "تبع"، تقول: "تلوته تلوًا" أي: تبعته، ويقال: "ما زلت أتلوه حتى أتليته"، أي: تقدمته وصار خلفي، وأتليته أي: سبقته، وتلا فلانٌ القرآن يتلو تلاوة، وتلا الشيء: تبعه تلوًا (انظر: العين، الفراهيدي ٨/١٣٤، الصحاح، الجوهري، ٦/٢٢٩٠، لسان العرب، ٢/٢٣٥، تاج العروس، ٣٧/٢٤٩).

وتطلق التلاوة: على القراءة، تقول: تلا يتلو تلاوةً يعني: قرأ قراءةً؛ لأن القارئ في قراءته كأنه يتبع الحروف والكلمات بعضها بعضًا (الجامع لأحكام القرآن، القرطبي:١-٣٦٩).

 

التلاوة اصطلاحًا:

 

هي القراءة لكلام مكتوبٍ أو محفوظٍ من كلامٍ له أو لغيره، يحكيه لسامعه، وغلب استعمالها في: قراءة القرآن وتجويده وترتيله بتفكر وتدبر (انظر: التمهيد في علم التجويد، ابن الجزري ص ٥٠، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٩/٢٥٦).

 

الصلة بين التلاوة والقراءة:

 

التلاوة صورة من صور القراءة فهي إتباع الحروف والكلمات بعضها لبعض، وبينها وبين القراءة عموم وخصوص، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة، وغلب استعمالها في قراءة القرآن خاصة.

 

يقول الراغب الأصفهاني: "والتلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة، تارة بالقراءة، وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهي، وترغيب وترهيب، فهي أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة"(المفردات؛ للراغب الأصفهاني:١٦٧).

 

ويقول أبو هلال العسكري: "الفرق بين التلاوة والقراءة: أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعدًا، والقراءة تكون للكلمة الواحدة يقال: قرأ فلان اسمه، ولا يقال تلا اسمه"(الفروق اللغوية؛ للعسكري:١٤٠).

العناصر

1- تعريف تلاوة القرآن

 

2- حكم هجر تلاوة القرآن

 

3- أقسام تلاوة القرآن

 

4- أحكام تلاوة القرآن

 

5- فضل تلاوة القرآن وأثره

 

6- حال السلف مع تلاوة القرآن

 

7- أهمية تدبر القرآن

 

 

 

الايات

1- قال الله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[البقرة:44].

 

2- قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ)[البقرة:102].

 

3- قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ)[البقرة:113].

 

4- قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ)[البقرة: 121]

 

5- قال تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)[البقرة:129].

 

6- قال تعالى: (كَمَا أَرْسَلنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ)[البقرة:151].

 

7- قال تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)[البقرة:252].

 

8- قال تعالى: (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ)[آل عمران:58].

 

9- قال تعالى: (قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[آل عمران:93].

 

10- قال تعالى: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ)[آلعمران:101].

 

11- قال تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ)[آلعمران:108].

 

12- قال تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)[آلعمران:113].

 

13- قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[آل عمران:164].

 

14- قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ)[النِّسَاء: 127].

 

15- قال تعالى: (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ)[المائدة: 1].

 

16- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا)[المائدة: 27].

 

17- قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...)[الأنعام:١٥١].

 

18- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا)[الأعراف:175].

 

19- قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[الأنفال:2].

 

20- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)[الأنفَال:31].

 

21- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[يونس:15-16].

 

22- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ...)[يونس:71].

 

23- قال تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً)[هود:17].

 

24- قال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ)[الرعد:30].

 

25- قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الإسراء: 9].

 

26- قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)[الإسراء: 82].

 

27- قال تعالى: (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)[الكهف:27].

 

28- قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا)[الكهف:83].

            

29- قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)[مريم:58].

 

30- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا)[مريم:73].

 

31- قال تعالى: (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)[الحج:30].

 

32- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا)[الْحَجِّ: 72].

 

33- قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ)[المؤمنون:66-67].

 

34- قال تعالى: (أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ)[المؤمنون:105].

 

35- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ)[الشُّعَرَاء:69].

 

36- قال تعالى: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ)[النمل:91-92].

 

37- قال تعالى: (نَتلُو عَلَيكَ مِن نَبَأِ مُوسَى وَفِرعَونَ بِالحَقِّ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ)[القصص:3].

 

38- قال تعالى: (وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)[القصص:٤٥].

 

39- قال تعالى: (وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ)[القصص:53].

 

40- قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)[القصص: 59].

 

41- قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ)[العنكبوت:45].

 

42- قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)[العنكبوت:48-50].

 

43- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[لُقْمَانَ: 7].

 

44- قال تعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)[الْأَحْزَابِ: 34].

 

45- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ)[سبأ: 43].

 

46- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)[فَاطِرٍ:29].

 

47- قال تعالى: (فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا)[الصَّافَّاتِ:3]

 

48- قال تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر: 23].

 

49- قال تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ * وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[الجاثية:6-8].

 

50- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[الْجَاثِيَةِ:25].

 

51- قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ)[الْجَاثِيَةِ:31].

 

52- قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)[الْأَحْقَافِ: 7].

 

53- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[الجمعة: 2].

 

54- قال تعالى: (رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)[الطلاق:11].

 

55- قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ)[القلم:10-15].

 

56- قال تعالى: (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)[المطففين: 12-13].

 

57- قال تعالى: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً)[البينة:2].

 

 

 

الاحاديث

1- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- كانَ رأسُ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في حِجرِ إحدانا، وَهيَ حائضٌ، وَهوَ يتلو القرآنَ (رواه النسائي:٢٧٣، وحسنه الألباني).

 

2- عن أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-، وهو يَقُصُّ في قَصَصِهِ، وهو يَذْكُرُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ أَخًا لَكُمْ لا يقولُ الرَّفَثَ -يَعْنِي بذلكَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ رَواحَةَ-

وَفِينا رَسولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتابَهُ *** إذا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ ساطِعُ

أَرانا الهُدى بَعْدَ العَمى فَقُلُوبُنا *** به مُوقِناتٌ أنَّ ما قالَ واقِعُ

يَبِيتُ يُجافِي جَنْبَهُ عن فِراشِهِ *** إذا اسْتَثْقَلَتْ بالمُشْرِكِينَ المَضاجِعُ

(رواه البخاري:١١٥٥)

 

3- عن أبي هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ، وَيَتَدارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ"(رواه مسلم:٢٦٩٩)

 

4- عن أبي ذر الغفاري -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً، ويُبغِضُ ثلاثةً: يُبغِضُ الشيخَ الزانيَ، والفَقيرَ المُختالَ، والمُكثِرَ البَخيلَ، ويُحِبُّ ثلاثةً: رَجُلٌ كان في كَتيبةٍ، فكَرَّ يَحْميهم حتى قُتِلَ، أو فتَحَ اللهُ عليه، ورَجُلٌ كان في قومٍ، فأَدْلَجوا، فنَزَلوا من آخِرِ الليلِ، وكان النومُ أحبَّ إليهم ممّا يُعدَلُ به، فناموا، وقام يَتْلو آياتي ويَتمَلَّقُني، ورَجُلٌ كان في قومٍ فأَتاهم رَجُلٌ يَسأَلُهم بقَرابةٍ بينَهم وبينَه فبَخِلوا عنه، وخَلَفَ بأعْقابِهم، فأَعْطاهُ حيث لا يَراه إلّا اللهُ، ومَن أَعْطاه (أخرجه النسائي في السنن الكبرى:١٣١٥، وأحمد:٢١٣٥٦، وصححه شعيب الأرنؤوط).

 

5- عن عبدالله بن عمر -رَضِيَ اللَّهُ عنْهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ"(رواه البخاري:٧٥٢٩).

 

6- عن عبدالله بن عباس -رَضِيَ اللَّهُ عنْهما- أنَّ أَبا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه خَرَجَ، وعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يُكَلِّمُ النّاسَ، فَقالَ: اجْلِسْ، فأبى، فَقالَ: اجْلِسْ، فأبى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَمالَ إلَيْهِ النّاسُ، وتَرَكُوا عُمَرَ، فَقالَ: أَمّا بَعْدُ، فمَن كانَ مِنكُم يَعْبُدُ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم-، فإنَّ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- قدْ ماتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، قالَ اللَّهُ تَعالى: (وَما مُحَمَّدٌ إلّا رَسولٌ قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)[آل عمران: ١٤٤] إلى (الشّاكِرِينَ) [آل عمران: ١٤٤] واللَّهِ لَكَأنَّ النّاسَ لَمْ يَكونُوا يَعْلَمُونَ أنَّ اللَّهَ أَنْزَلَها حتّى تَلاها أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَتَلَقّاها منه النّاسُ، فَما يُسْمَعُ بَشَرٌ إلّا يَتْلُوها (رواه البخاري:١٢٤٢).

 

7- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "عليكَ بتقوى اللهِ؛ فإنَّه رأسُ الأمرِ كلَّه" قلتُ: يا رسولَ اللهِ ! زِدْني. قال: "عليكَ بتلاوةِ القرآنِ، فإنَّهُ نورٌ لكَ في الأرضِ، وذُخرٌ لكَ في السَّماءِ"(وقال الألباني في صحيح الترغيب (١٤٢٢): حسن لغيره).

 

8- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "أُوصيكَ بِتَقْوى اللهِ فإنَّهُ رَأْسُ كلِّ شيءٍ، وعليكَ بالجهادِ، فإنَّهُ رَهْبانِيَّةُ الإسلامِ، وتِلاوَةِ القرآنِ، فإنَّهُ رَوْحُكَ في السَّماءِ، وذِكْرُكَ في الأرضِ"(وقال الألباني في السلسلة الصحيحة:٥٥٥، قال: حسن بجموع الطرق).

 

9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "يُؤتى الرجلُ في قبرِه فإذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسِه دفَعَتْه تلاوةُ القرآنِ وإذا أُتِيَ من قِبَلِ يدَيه دفعَتْه الصدقةُ وإذا أُتِيَ من قِبَلِ رِجلَيه دَفَعَه مَشيُه إلى المساجدِ"(أخرجه مطولاً الطبراني في المعجم الأوسط:٩٤٣٨، واللفظ له وحسنه الألباني في صحيح الترغيب:٣٥٦١).

 

10- عن معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ صلاتنا هذِهِ لاَ يصلحُ فيها شيءٌ من كلامِ النّاسِ، إنَّما هو التَّسبيحُ والتَّكبيرُ، وتلاوةُ القرآنِ"(رواه النسائي:١٢١٧، وصححه الألباني). 

 

11- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: كانَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يحجبُهُ عن تلاوةِ القرآنِ شيءٌ إلّا الجَنابةُ (الاستذكار:٢‏-٤٦٠، وقال ابن عبد البر: ثابت).

 

12- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَمّا أُسريَ بي مرَرْتُ برِجالٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قال: فقلْتُ: مَن هؤلاء يا جِبريلُ؟ قال: هؤلاء خُطباءُ مِن أُمَّتِك، يأمُرونَ الناسَ بالبِرِّ ويَنسَونَ أنفُسَهم وهُم يَتْلُونَ الكِتابَ، أفلا يَعقِلونَ؟! (أخرجه أحمد:١٣٤٢١، وصححه شعيب الأرنؤوط).

 

13- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: أخَّر رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صلاةَ العِشاءِ ثمَّ خرَج إلى المسجدِ والنّاسُ ينتظِرونَ الصَّلاةَ فقال: (أما إنَّه ليس مِن أهلِ الأديانِ أحَدٌ يذكُرُ اللهَ هذه السّاعةَ غيرُكم) ثمَّ نزَلت عليه: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ)[آلعمران: ١١٣] - إلى - (يَسْجُدُونَ) [آلعمران: ١١٣]. (أخرجه ابن حبان في صحيحه:١٥٣٠، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن)

 

14- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بَعَثَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طالِبٍ إلى رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ اليَمَنِ، بذَهَبَةٍ في أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِن تُرابِها، قالَ: فَقَسَمَها بيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: بيْنَ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ، والأقْرَعِ بنِ حابِسٍ، وَزَيْدِ الخَيْلِ، والرّابِعُ إمّا عَلْقَمَةُ بنُ عُلاثَةَ، وإمّا عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ، فَقالَ رَجُلٌ مِن أَصْحابِهِ: كُنّا نَحْنُ أَحَقَّ بهذا مِن هَؤُلاءِ، قالَ: فَبَلَغَ ذلكَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ: "أَلا تَأْمَنُونِي؟ وَأَنا أَمِينُ مَن في السَّماءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّماءِ صَباحًا وَمَساءً" قالَ: فَقامَ رَجُلٌ غائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، ناشِزُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإزارِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، اتَّقِ اللَّهَ، فَقالَ: وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ، قالَ: ثُمَّ وَلّى الرَّجُلُ، فَقالَ خالِدُ بنُ الوَلِيدِ: يا رَسولَ اللهِ، أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَقالَ: لا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ يُصَلِّي قالَ خالِدٌ: وَكَمْ مِن مُصَلٍّ يقولُ بلِسانِهِ ما ليسَ في قَلْبِهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: إنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عن قُلُوبِ النّاسِ، وَلا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ قالَ: ثُمَّ نَظَرَ إلَيْهِ وَهو مُقَفٍّ، فَقالَ: "إنَّه يَخْرُجُ مِن ضِئْضِئِ هذا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ، رَطْبًا لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ" قالَ: أَظُنُّهُ قالَ: "لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ"(أخرجه البخاري:٧٤٣٢، ومسلم:١٠٦٤).

 

15- عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: عَنْ حَديثِ عائِشَةَ، حِينَ قالَ لَها أهْلُ الإفْكِ ما قالوا، وكُلٌّ حدَّثَني طائِفَةً مِنَ الحَديثِ، قالَتْ: فاضْطَجَعْتُ على فِراشِي وأَنا حِينَئِذٍ أعْلَمُ أنِّي بَرِيئَةٌ، وأنَّ اللَّهَ يُبَرِّئُنِي، ولَكِنِّي واللَّهِ ما كُنْتُ أظُنُّ أنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ في شَأْنِي وحْيًا يُتْلى، ولَشَأْنِي في نَفْسِي كانَ أحْقَرَ مِن أنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بأَمْرٍ يُتْلى، وأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (إنَّ الَّذِينَ جاؤُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُمْ) العَشْرَ الآياتِ (رواه البخاري:٧٥٤٥).

 

16- عن ذَكوانَ، مَولى عائِشةَ: أنَّه استأذَنَ لابنِ عبّاسٍ على عائِشةَ وهي تَموتُ، وعِندَها ابنُ أَخيها عَبدُ اللهِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ، فقال: هذا ابنُ عبّاسٍ يَستَأذِنُ عليكِ، وهو مِن خَيرِ بَنيكِ، فقالت: دَعني مِن ابنِ عبّاسٍ، ومِن تَزكيَتِه، فقال لها عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: إنَّه قارِئٌ لِكِتابِ اللهِ، فَقيهٌ في دينِ اللهِ، فَأْذَني له فليُسلِّمْ عليكِ وليودِّعْكِ، قالت: فَأْذَن له إنْ شئتَ، قال: فأذِنَ له، فدخَلَ ابنُ عبّاسٍ، ثم سلَّمَ وجلَسَ، وقال: أَبشِري يا أُمَّ المُؤمنين، فواللهِ ما بَينَك وبَينَ أنْ يَذهَبَ عنكِ كُلُّ أَذًى ونَصَبٍ -أو قال: وَصَبٍ- وتَلقَيِ الأَحِبَّةَ محمدًا وحِزبَه -أو قال: أَصحابَه- إلّا أنْ تُفارِقَ روحُكِ جَسدَكِ، فقالت: وأَيضًا؟ فقال ابنُ عبّاسٍ: كنتِ أَحَبَّ أَزواجِ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إليه، ولَم يَكنْ يُحِبُّ إلّا طَيِّبًا، وأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ بَراءَتَكِ مِن فَوقِ سَبعِ سَمَواتٍ، فليس في الأَرضِ مَسجِدٌ إلّا وهو يُتلى فيه آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ... الخ (أخرجه أحمد:٣٢٦٢، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي على شرط مسلم).

 

17- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكَ بتقوى اللهِ؛ فإنَّه رأسُ الأمرِ كلَّه" قلتُ: يا رسولَ اللهِ ! زِدْني. قال: "عليكَ بتلاوةِ القرآنِ، فإنَّهُ نورٌ لكَ في الأرضِ، وذُخرٌ لكَ في السَّماءِ"(رواه ابن حبان:361، وقال الألباني صحيح الترغيب (١٤٢٢): حسن لغيره).

 

18- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعامَ والشَّرابَ بِالنَّهارِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، ويقولُ القُرْآن: ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ، فيشَفَّعانِ"(أخرجه أحمد:٦٦٢٦، وصححه الألباني في صحيح الترغيب ١٤٢٩).

 

19- عن عقبة بن عامر-رضي الله عنه- قال: خَرَجَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بناقَتَيْنِ كَوْماوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلا قَطْعِ رَحِمٍ؟" فَقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: "أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتابِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، خَيْرٌ له مِن ناقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ"(رواه مسلم:٨٠٣).

 

20- عن جابر بن عبدالله وابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "القرآنُ شافع مُشفَّعٌ، وماحِلٌ مصدَّقٌ، مَنْ جعلَهُ أمامَهُ قادَهُ إلى الجنةِ، ومَنْ جعلَهُ خلْفَهُ ساقَهُ إلى النارِ"(أخرجه ابن حبان:١٢٤ بنحوه، والبيهقي في شعب الإيمان:١٨٥٥ وصححه الألباني في صحيح الجامع:٤٤٤٣).

 

21- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سرَّه أن يحبَّ اللهَ ورسولَه، فلْيقرأْ في المصحفِ"(أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء:٧-٢٠٩ واللفظ له، والبيهقي في شعب الإيمان:٢٢١٩، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:٦٢٨٩).

 

22- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَجيءُ القرآنُ يومَ القيامةِ كالرَّجُلِ الشّاحِبِ، يقولُ لصاحبِهِ: هل تَعرِفُني؟ أنا الذي كنتُ أُسهِرُ لَيْلَكَ، وأُظْمِئُ هَواجِرَكَ، وإنَّ كلَّ تاجرٍ مِن وراءِ تِجارتِهِ، وأنا لكَ اليومَ مِن وراءِ كلِّ تاجرٍ؛ فيُعطى المُلْكَ بيمينِهِ، والخُلْدَ بشِمالِهِ، ويوضَعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، ويُكْسى والِداهُ حُلَّتَيْنِ لا تقومُ لهما الدُّنيا وما فيها؛ فيقولانِ: يا ربِّ، أنّى لنا هذا؟! فيُقالُ: بتعليمِ وَلَدِكُما القرآنَ"(أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:٥٧٦٤، وقال الألباني: في السلسلة الصحيحة:٢٨٢٩: حسن أو صحيح).

 

23- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَجيءُ القرآنُ يومَ القيامةِ فيَقولُ: يا ربِّ حلِّهِ، فَيلبسُ تاجَ الكَرامةِ، ثمَّ يقولُ: يا رَبِّ زِدهُ، فيلبسُ حلَّةَ الكرامةِ، ثمَّ يقولُ: يا ربِّ ارضَ عنهُ، فيقالُ لَهُ: اقرأْ وارْقَ، وتزادُ بِكُلِّ آيةٍ حسنةً"(رواه الترمذي:٢٩١٥، وحسنه الألباني).

 

24- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النّاسِ" قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: "هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ"(رواه ابن ماجه:١٧٩، وصححه الألباني).

 

25- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو جُعِل القرآنُ في إهابٍ، ثمَّ أُلقي في النّارِ؛ ما احترق"(أخرجه أحمد:١٧٣٦٥، والدارمي:٣٣١٠ واللفظ له وحسنه الألباني).

 

26- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ"(أخرجه البخاري:٤٩٣٧، ومسلم:٧٩٨).

 

27- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المُؤْمِنُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَعْمَلُ بهِ: كالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُها طَيِّبٌ ورِيحُها طَيِّبٌ، والمُؤْمِنُ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ، ويَعْمَلُ بهِ: كالتَّمْرَةِ طَعْمُها طَيِّبٌ ولا رِيحَ لَها، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ: كالرَّيْحانَةِ رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ: كالحَنْظَلَةِ، طَعْمُها مُرٌّ - أوْ خَبِيثٌ - ورِيحُها مُرٌّ"(رواه البخاري ٥٠٥٩، ومسلم:٧٩٧).

 

28- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ عشرَ آياتٍ في ليلةٍ لم يُكتَبْ من الغافلينَ"(أخرجه الحاكم:٢٠٤١، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:٦٤٠).

 

29- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن حافظَ على هؤلاءِ الصَّلواتِ المَكتوباتِ لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ، ومَن قرأَ في ليلةٍ مائةَ آيَّةٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ، أو كتبَ منَ القانِتينَ"(أخرجه ابن خزيمة:١١٤٢، وقال الألباني في صحيح ابن خزيمة (١١٤٢): إسناده صحيح على شرط الشيخين).

 

30- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن نامَ عن حِزْبِهِ، أوْ عن شَيءٍ منه، فَقَرَأَهُ فِيما بيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ الظُّهْرِ؛ كُتِبَ له كَأنَّما قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ"(رواه مسلم:٧٤٧).

 

31- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بَكْرٍ، وأشدُّهم في أمرِ اللَّهِ عمرُ، وأصدقُهُم حياءً عثمانُ، وأعلَمُهُم بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ، وأفرَضُهُم زيدُ بنُ ثابتٍ، وأقرَؤُهُم أبيُّ ولِكُلِّ أمَّةٍ أمينٌ وأمينُ هذِهِ الأمَّةِ أبو عُبَيْدةَ بنُ الجرّاحِ"(رواه الترمذي:٣٧٩٠، وصححه الألباني).

 

32- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النّارُ"(رواه مسلم:٨١).

 

33- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنّى بالقُرْآنِ"(أخرجه البخاري:٥٠٢٣، ومسلم:٧٩٢).

 

34- عن عابس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بادِروا بالموتِ ستًّا: -وذكر منها- ونَشْوًا يَتَّخِذونَ القُرآنَ مَزاميرَ يُقَدِّمونَه يُغَنِّيهم، وإنْ كان أقلَّ منهم فِقهًا"(قال شعيب الأرنؤوط في تخريج زاد المعاد (١‏-٤٧٢): له شاهدان يصح بهما ويقوى).

 

35- عن عبدالله بن الشخير -رضي الله عنه- أتيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهوَ يصلِّي ولجوفِهِ أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ -يعني يبكي- (رواه النسائي:١٢١٣، وصححه الألباني).

 

36- عن أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كانت قراءةَ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ * الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ * الرَّحمنِ الرَّحيمِ * ملِكِ يومِ الدِّين) يقطعُ قراءتَهُ آيةً آيةً (رواه أبو داود:٤٠٠١، وصححه الألباني).

 

37- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فاسْتَعْجَمَ القُرْآنُ على لِسانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ ما يقولُ، فَلْيَضْطَجِعْ"(رواه مسلم:٧٨٧).

 

38- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ"(رواه الترمذي:٢٩١٠، وصححه الألباني).

 

39- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشكُ أنْ يَأْتِيَ على الناسِ زمانٌ، لا يَبْقى منَ الإسلامِ إلّا اسمُهُ، ولا يبْقى من القرآنِ إلّا رسمُهُ، مساجدُهم عامِرَةٌ؛ وهيَ خرابٌ من الهُدى، علماؤُهم شرُّ مَنْ تحتَ أديمِ السماءِ، من عندِهم تخرجُ الفتنةُ، وفيهم تعودُ"(رواه البيهقي في شعب الإيمان:٢-٧٨٨، وقال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (٢٦٦): ضعيف جداً). ولكن الحديث معناه صحيح كما قال ابن باز رحمه الله.

 

40- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ"(رواه مسلم:٨٠٤).

 

41- عن النواس بن سمعان الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يُؤْتى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجّانِ عن صاحِبِهِما"(رواه مسلم:٨٠٥).

 

42- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ وفي الدّارِ الدّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذا ضَبابَةٌ -أوْ سَحابَةٌ- غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ: "اقْرَأْ فُلانُ؛ فإنَّها السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ. أوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ"(رواه البخاري ٣٦١٤، ومسلم:٧٩٥).

 

43- عن نافِعَ بنَ عبدِ الحارِثِ أنه لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفانَ، وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ على مَكَّةَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ على أَهْلِ الوادِي، فَقالَ: ابْنَ أَبْزى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزى؟ قالَ: مَوْلًى مِن مَوالِينا، قالَ: فاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟! قالَ: إنَّه قارِئٌ لِكِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإنَّه عالِمٌ بالفَرائِضِ، قالَ عُمَرُ: أَما إنَّ نَبِيَّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- قدْ قالَ: "إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتابِ أَقْوامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ"(رواه مسلم:٨١٧).

 

44- عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: "اقْرَأِ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ" قالَ قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: "فاقْرَأْهُ في عِشْرِينَ لَيْلَةً" قالَ قُلتُ: إنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قالَ: "فاقْرَأْهُ في سَبْعٍ وَلا تَزِدْ على ذلكَ"(أخرجه البخاري:١٩٧٨، ومسلم:١١٥٩).

 

45- عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو -رضي الله عنهما- أنَّهُ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ! في كم أقرأُ القرآنَ؟ قالَ: "في شَهرٍ". قالَ: إني أقوى من ذلِكَ يردِّدُ الْكلامَ أبو موسى وتناقصَهُ حتّى قالَ: "اقرأْهُ في سبعٍ". قالَ: إني أقوى من ذلِك. قالَ: "لاَ يفقَهُ من قرأَهُ في أقلَّ من ثلاثٍ"(رواه أبو داود:١٣٩٠، وصححه الألباني).

 

46- عنْ أبي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"(أخرجه مسلم:780).

 

47- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتّى غُفِرَ لَه تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ"(رواه ابن ماجه:٣٠٦٨، وصححه الألباني).

 

48- عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَلهُ أشَدُ أَذَنًا إلى الرَّجُلِ الحسَنِ الصَّوتِ بالقُرآنِ مِن صاحبِ القَيْنةِ إلى قَيْنَتِه"(رواه ابن حبان:٧٥٤، وصححه ابن تيمية في جامع الرسائل:٢-٢٦).

 

الاثار

1- قال عثمان رضي الله عنه: "إني لأكره أن يمضي عليَّ يوم لا أنظر فيه إلى عهد الله سبحانه، يعني: المصحفَ، فقيل له في ذلك، فقال: إنه مبارك، وكان يقرأ القرآن في المصحف تبرُّكًا به"(‏آداب الحسن البصري وزهده ومواعظه:96).

 

2- قالَ عبدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه: "إنَّ أحْسَنَ الحَديثِ كِتابُ اللَّهِ، وأَحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ"(رواه البخاري:٦٠٩٨).

 

3- قال قتادة -رحمه الله-: "اعْمُروا به قلوبَكم، واعْمُروا به بيوتكم" أي: القرآن (أخرَجه الدارمي:3385).

 

4- عن أيّوب عن أبي جمرة الصّنيعيّ قال:قلت لابن عبّاس: إنّي سريع القراءة إنّي أقرأ القرآن في ثلاث قال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبّرها وأرتّلها أحبّ إليّ من أن أقرأ كما تقول. (قال محقق أخلاق أهل القرآن (170): إسناده صحيح ورجال ثقات).

 

5- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: "ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة، إلّا خرج منه الشّيطان وله ضراط"(الدارمي:3375).

 

6-عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: "تعلّموا القرآن واتلوه فإنّكم تؤجرون به، إنّ بكلّ اسم منه عشرا أما إنّي لا أقول ب (الم) عشر ولكن بالألف عشر وباللّام عشر وبالميم عشر"(رواه الدارمي:2-429. وابن المبارك في الزهد:279، والحاكم:1- 566).

 

7- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: "والّذي نفسي بيده إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويقرأه كما أنزله اللّه ولا يحرّف الكلم عن مواضعه ولا يتأوّل منه شيئا على غير تأويله"(جامع البيان في تفسير القرآن للطبري:1-411. ولابن عباس نحو هذا الكلام أيضا).

 

8- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: "كان أبو بكر إذا قرأ القرآن كثير البكاء. زاد بعضهم: "في صلاة وغيرها"(أخرجه ابن الأثير في جامع الأصول:2- 466).

 

9- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: القرآن أكرم من أن يزيل عقول الرّجال"(أخرجه ابن الأثير في جامع الأصول:2-466).

 

10- عن أسماء بنت أبي بكر- رضي اللّه عنهما- قالت: "ما كان أحد من السّلف يغشى عليه ولا يصعق عند قراءة القرآن، وإنّما يبكون ويقشعرّون، ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم لذكر اللّه"(أخرجه البغوي:7-238).

 

11- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛ قال: "من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيه غير أنّه لا يوحى إليه فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحدّ مع من يحدّ  ولا يجهل مع من يجهل؛ لأنّ القرآن في جوفه"(رواه الحاكم (1/ 552) ليس هذا لفظ الحاكم مرفوعا وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. والآجري (56) موقوفا وهو أصح وليس فيه مطعن).

 

12- عن مجاهد في قول اللّه- عزّ وجلّ-: (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) قال: على تؤدة.قال محمّد بن الحسين: "والقليل من الدّرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبّره أحبّ إليّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبّر ولا تفكّر فيه وظاهر القرآن يدلّ على ذلك والسّنّة وقول أئمّة المسلمين"(قال محقق أخلاق أهل القرآن:(169): إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات).

 

13- قال الحسن البصري: "تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه"().

 

14- قال الحسن البصري: "رحم الله امرئ خلا بكتاب الله عز وجل، وعرض عليه نفسه، فإن وافقه، حَمِد ربه، وسأله المزيد من فضله، وإن خالفه، تاب وأناب ورجع من قريب"().

 

15- قال الحسن البصري: "إن هذا القرآن شفاء المؤمنين، وإمام المتقين، فمن اهتدى به هدي، ومن صُرِف عنه شقي وابتُلِي"().

 

16- قال الحسن البصري: "قرَّاء القرآن ثلاثة نفر: قوم اتخذوه بضاعةً؛ يطلبون به ما عند الناس، وقوم أجادوا حروفه، وضيعوا حدوده؛ استدَرُّوا به أموال الولاة، واستطالوا به على الناس، وقد كثر هذا الجنس من حملة القرآن، فلا كثَّرَ الله جمعَهم، ولا أبعد غيرهم، وقوم قرؤوا القرآن، فتدبروا آياته، وتداوَوْا بدوائه، واستشفوا بشفائه، ووضعوه على الداء من قلوبهم، فهم الذين يُستسقَى بهم الغيث، وتُسدَى من أجلهم النعم، وتُستدفَع بدعائهم النقم، أولئك حزب الله، ألاَ إن حزب الله هم الغالبون"(الحسن البصري لمحمد حمدون عبدالله:138).

 

 

القصص

1- قيل: "كانوا -أي الصحابة- إذا تلوا كتابهم وما أنزل عليه من القرآن خشعوا وسجدوا وسبحوا"(الجامع لأحكام القرآن؛ للقرطبي:١٠-٣٤٠).

 

2- عن ثابت- رضي اللّه عنه- قال: كان عبد الرّحمن بن أبي ليلى إذا صلّى الصّبح قرأ المصحف حتّى تطلع الشّمس، قال: وكان ثابت يفعله"(الدارمي:3353).

 

3- عن عروة بن الزّبير؛ أنّ عائشة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ قالت: "لم أعقل أبويّ إلّا وهما يدينان الدّين، ولم يمرّ علينا يوم إلّا يأتينا فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم طرفي النّهار بكرة وعشيّة. ثمّ بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلّي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكّاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين"(البخاري- الفتح:1-476).

 

4- عند أبي داود قال أبو جمرة لابن عباس -رضي الله عنهما-: "إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاثٍ، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدَّبَّرها، وأُرَتِّلها، أحبُّ إليَّ من أن أقرأ كما تقول"(فتح الباري شرح صحيح البخاري:10-76).

 

5- عن أسيد بن حضير -رضي الله عنه- قال: بيْنَما هو يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ، وفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إذْ جالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ، فَقَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ، فَسَكَتَ وسَكَتَتِ الفَرَسُ، ثُمَّ قَرَأَ فَجالَتِ الفَرَسُ، فانْصَرَفَ، وكانَ ابنُهُ يَحْيى قَرِيبًا مِنْها، فأشْفَقَ أنْ تُصِيبَهُ، فَلَمّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ، حتّى ما يَراها، فَلَمّا أصْبَحَ حَدَّثَ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقالَ: "اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يا ابْنَ حُضَيْرٍ"، قالَ: فأشْفَقْتُ يا رَسولَ اللَّهِ أنْ تَطَأَ يَحْيى، وكانَ مِنْها قَرِيبًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فانْصَرَفْتُ إلَيْهِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلى السَّماءِ، فإذا مِثْلُ الظُّلَّةِ فيها أمْثالُ المَصابِيحِ، فَخَرَجَتْ حتّى لا أراها، قالَ: "وتَدْرِي ما ذاكَ؟" قالَ: لا، قالَ: "تِلكَ المَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، ولو قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النّاسُ إلَيْها، لا تَتَوارى منهمْ"(رواه البخاري:٥٠١٨ معلقا).

 

6- قال ابن إسحاق‏‏:‏‏ حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه حدث:‏‏ أن أبا سفيان بن حرب، وأبا جهل بن هشام، والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي، حليف بني زهرة، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا. فجمعهم الطريق، فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض:‏‏ لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا، ثم انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثانية، عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا. فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض:‏‏ لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود:‏‏ فتعاهدوا على ذلك، ثم تفرقوا"(سيرة ابن هشام).

 

7- قال عبد العزيز بن عبد الله المقبل: "هذه قصة ليست من نسج الخيال، ولا تحتاج إلى بحث عن أسانيدها في كتب الرجال، إنها قصة أنا من عاش وقائعها، ورأى مَشاهِدها. إنها قصة شيخٍ صالحٍ عابد، عاشرتُه عشر سنوات تقريباً، في المركز الذي كنت أخطب فيها من (1412-1422هـ) تقريبًا. توفي قبل خمس سنوات، وقد نيّف على التسعين، كان هذا الشيخ رأساً في عشيرته من جهة الوجاهة، ومن جهة الديانة -أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً-. ومثل هذا الشيخ نادر، بل هو غريب في عشيرته، فهو من طراز العباد الذين كنا نسمع عنهم ـ ولقينا بعضَهم من أهل القرن السابق. هذا الرجل مِن أكثر مَن رأيت تلاوة للقرآن، مع كونه معدوداً من المحبين للعلم والصالحين وليس من طلاب العلم، لكنه كان في عمله أقرب إلى أحوال أهل العلم. كان يختم القرآن الكريم كلّ ثلاث، وله دويٌّ إذا تلا القرآن، وربما سمعه من دخل سور المسجد الذي يصلي فيه؛ لأن من عادته الجهر بالتلاوة. كان يقسم بالله ـ وهو صادق فيما أحسب ـ أن أحب المجالس إليه تلك المجالس التي يغشاه فيها الدعاة أو طلبة العلم، فتلك المجالس كأنها عرس بالنسبة له، يلحظ ذلك على وجهه كلُّ من رآه، فالسرور يلوح على وجهه، ومحياه يطفح بالبِشر. كان سريع الدمعة، وإذا أردتَ أن تبكيه فاذكر له شيئًا من أخبار الصالحين، أو حدّثِه عن نعيمِ الجنة، أو عذابِ النار، أو إن شئت فحدّثه عن سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. ابتلي في آخر عمره بعدة أمور، منها: - وفاة زوجته قبله بربع قرنٍ تقريباً. - آلامٌ كانت تعاوده قبل وفاته بسنوات، كانت لا تجعله ينام كثيراً. - ومن أعوص ما مرّ به: ماء غشى عينيه، حتى استحكم، فحال بينه وبين قراءة كتاب الله. دخلتُ عليه رحمه الله بعد أن استحكم الماء على عينيه، فبكى حتى أبكى! فقلت: "ما الخَطْب أبا عبد الله؟!"، قال: "الماء غطّى عيوني (أَزْريتُ = عجزت) أقرأ قرآن!"، هكذا نطق بها بلهجة عامية تعبّر عن حرقة وأسى، ثم واصل حديثه قائلاً: "والله يا بو عبد الله ما عندي بهالدنيا غير هالقرآن يوسِّع صدري، فإذا راح شَوْفي (يعني بَصَري) أيش أبي بها الدنيا؟!"، يقولها والدموع تتقاطر على لحيته! قلت له: "يا أبا عبد الله! أبشر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ـ كما في حديث أبي موسى في البخاري ـ : "إذا مرض العبدُ أو سافر كُتب له ما كان يعمل صحيحا مقيماً" (صحيح البخاري:2996)، أبشر فأجر قراءتك الذي مُنِعته بسبب الماء الذي حال بينك وبين قراءة القرآن ثابت بإذن الله، وثقة بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم". فقاطعني بصوته المتهدج، وبلهجة صادقة اختلطت بدموعه الحارة: "لكن ما معي إلا كم جزء حافظهن قديم عند الشيخ ابن سالم الله يرحمه، وأنا ودّي أختم، ما أدري متى أموت!!"، فقلت له: "أدع الله يا أبا عبد الله أن الله يزيل عنك هذا الماء، وأبشر". وأصدقكم القول ـ أيها القراء الكرام ـ أنني قلتها بغير يقين، لا شكاً في قدرة الله ـ حاشا ـ ولكن هو ضعف إيماني ويقيني تلك اللحظة، فقد جرت العادة بصعوبة عودة البصر بعد غشاوته. انصرفتُ من عنده وهو يتمتم بالحوقلة ويسترجع: "إنا الله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله". مضت مدة من الزمن ـ لا أدري هل شهر أو أكثر ـ فدخلتُ عليه كعادتي الأسبوعية بعد خطبة الجمعة، فإذا وجهه يتهلل فرحاً، وكلماته تتسابق إلى فمه ليبشرني بقوله: "أبشرك يا بو عبد الله! أبشرك يا بو عبد الله! راح الماء عن عيوني! استجاب الله دعائي"، قالها لي وكأن كنوزَ الدنيا كلها وُضعت بين يديه! هنا مرتْ أمام خاطري معانٍ لا أستطيع التعبيرَ عنها الآن! أأتعجب من قوة يقين هذا الموحد؟! أم من إجابة الله دعاءه ـ كما عجبتْ زوجةُ إبراهيم الخليل ـ ؟! أم أبكي على ضعف إيماني ويقيني؟! لقد لقّنَني هذا الرجل الموحّد، وهذا الموقف؛ دروساً لا أجدني آخذها من بعض العلماء ـ سواء في كتبهم أو ممن استفدنا من علمهم ـ رحمهم الله أجمعين! ولم أملك إلا أن شاركته الفرحة بصدق ـ لأنني أحببته حبّ الولد لوالده ـ. بقي على هذه الحال من التعبد والاجتهاد في الطاعة حتى لقي ربه. رحم الله ذلك الشيخَ العابد، صادقَ اللهجة: أبا عبدالله، عبدالرحمن بن جميعان بن ضاوي الشتيلي المطيري، وجمعني به وبكم في الفردوس الأعلى برحمته سبحانه، ويرحم الله عبداً قال: آمينًا".

 

 

الاشعار

1- قصيدة للشاعر المصري مصطفى الجزار بعنوان: حروفُ النور عن فضل القرآن وأهله،

حُفّاظِه وقارئيه

أَكْرِمْ بقومٍ أَكْرَمُوا القُرآنا *** وَهَبُوا لَهُ الأرواحَ والأَبْدَانا

قومٌ قد اختارَ الإلهُ قلوبَهُمْ *** لِتَصِيرَ مِنْ غَرْسِ الهُدى بُسْتَانا

زُرِعَتْ حُروفُ النورِ بينَ شِفَاهِهِمْ *** فَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً يَفِيضُ بَيَانَا

رَفَعُوا كِتابَ اللهِ فوقَ رُؤوسِهِمْ *** لِيَكُونَ نُوراً في الظلامِ فَكَانا

سُبحانَ مَنْ وَهَبَ الأُجورَ لأهْلِهَا *** وَهَدى القُلُوبَ وَعَلَّمَ الإنسانا

يا ختمةَ القرآنِ جئتِ عظيمةً *** بِجُهُودِ قَوْمٍ ثَبَّتُوا الأركانا

بَدْءاً مِنَ (الكُتَّابِ)، أَوَّلِ نَبْتَةٍ *** غُرِسَتْ، فأَثْمَرَ عُوْدُهَا فُرْسَانا

حَمَلُوا على أكتافِهِمْ أحلامَهُمْ *** يَبْنُونَ صَرْحاً بِالتُّقَى مُزْدَانا

لَبِنَاتُهُ اكتملت بحفظِ كتابِهم *** كَالنُّورِ حِينَ يُتِمُّ بَدْرَ سَمَانا

يا ختمة القرآن أهلاً مَرْحَباً *** آنَ الأوَانُ لِتُكْمِلي البُنْيَانا

جُهْدٌ تَنُوءُ بِهِ الجبالُ تَصَدُّعاً *** وَتَفيضُ مِنْهُ قُلُوبُنَا عِرْفَانا

مِنْ كُلِّ صَوْبٍ جاءَ قَلْبٌ خَافِقٌ *** يَسْتَعْذِبُ التَّرْتيلَ والإتقانا

غُرَبَاءُ مِنْ كُلِّ البِقَاعِ تَجَمَّعُوا *** هَجَرُوا الدِّيَارَ وَوَدَّعُوا الأَوْطَانا

غُرَبَاءُ لَكِنْ قَدْ تآلَفَ جَمْعُهُمْ *** صَارُوا بِنِعْمَةِ رَبِّهِمْ إِخْوَانا

يَا رَبِّ أَكْرِمْ مَنْ يَعيشُ حَيَاتَهُ *** لِكِتَابِكَ الوَضَّاءِ لا يَتَوَانى

يَا مُنْزِلَ الوَحْيِ الْمُبِينِ تَفَضُّلاً *** نَدْعُوكَ فَاقْبَلْ يَا كَرِيمُ دُعَانا ا

جْعِلْ كِتَابَكَ بَيْنَنَا نُوراً لنا *** أَصْلِحْ بِهِ مَا سَاءَ مِنْ دُنْيَانا

واحْفَظْ بِهِ الأوطانَ، واجمعْ شملَنا *** فَالشَّمْلُ مُزِّقَ، وَالْهَوَى أَعْيَانا

وانصُرْ بِهِ قَوْماً تَسِيلُ دِمَاؤهُمْ *** فِي القُدْسِ.. في بَغْدادَ.. في لُبْنَانا

http://alquse.ahlamontada.com/t439-topic

 

2- قصيدة يا حامل القرآن للشاعر عبدالله بن نويجع القرشي:

يا واحةَ الشعرِ عذراً لستِ منصِفة ***إن لم تصوغي من الياقوتِ أشعارا

يا واحةَ الشعرِ زورينا فلن تجدي ***إلاَّ رياضاً لأهلِ الذكرِ مضمارا

قد انبرت من منارِ الأرضِ قاطبة ***فلم تذر لذوي الأحقادِ أبصارا

من مهبطِ الوحي كانت قطرةً فنمت *** حتى جرت في بقاعِ الأرضِ أنهارا

تلك الرياضُ على المنهاجِ ما فتئت ***حتى جنت من صدى القرآنِ أنوارا

وحيٌ من اللهِ لا شعراً كما زعموا *** كالغيث يروي يباسَ الأرضِ مدرارا

قد نلت يا حاملَ القرآنِ منزلة *** تبقى على الدهرِ للأسلافِ تذكارا

قد خصك اللهُ بالخيراتِ والمننِ ***إذ كنتَ ممن لحفظِ الآي مختارا

إهنأْ بما قد حباك اللهُ من شرفٍ ***فلستَ يوماً لأهلِ اللهو سمارا

فبين جنبيك نورٌ قد سموتَ بهِ *** فلستَ كلاًّ ولا في الأرضِ جبارا

أحامل الذكر في الفردوسِ تقرأهُ *** من نهج داود قد أُوتيت مزمارا

رتل كما كنت في الدنيا ترتلُهُ ***واقطف بهِ من جنان الخلد أثمارا

بشراك من مُنزِلِ القرآنَ مغفرةُ *** فالله حقٌ وكان الله غفارا

http://h-j-gaais.montadamoslim.com/t470-topic

 

 

متفرقات

1- قال أبو السعود في معنى قوله تعالى: (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ)[النمل:92]: "أي أواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه الرائعة المخزونة في تضاعيفه شيئاً فشيئاً، أو على تلاوته على الناس بطريق تكرير الدعوة، وتثنية الإرشاد، فيكون ذلك تنبيهاً على كفايته في الهداية والإرشاد"(تفسير أبي السعود).

 

2- قال ابن عاشور في قوله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) قال: "الاستفهام هنا للتوبيخ لعدم استقامة الحمل على الاستفهام الحقيقي فاستعمل في التوبيخ مجازا بقرينة المقام وهو مجاز مرسل لأن التوبيخ يلازم الاستفهام لأن من يأتي ما يستحق التوبيخ عليه من شأنه أن يتساءل الناس عن ثبوت الفعل له ويتوجهون إليه بالسؤال فينتقل من السؤال إلى التوبيخ ويتولد منه معنى التعجيب من حال الموبخ وذلك لأن الحالة التي وبخوا عليها حالة عجيبة لما فيها من إرادة الخير للغير وإهمال النفس منه. فحقيق بكل سامع أن يعجب منه.

 

فكيف تأمرون أتباعكم وعامتكم بالبر وتنسون أنفسكم؟ ففيه تنديد بحال أحبارهم أو تعريض بأنهم يعلمون أن ما جاء به رسول الإسلام هو الحق فهم يأمرون أتباعهم بالمواعظ ولا يطلبون نجاة أنفسهم.

 

وقوله: (وأنتم تتلون الكتاب) جملة حالية قيد بها التوبيخ والتعجيب. لأن نسيان أنفسهم يكون أغرب وأفظع إذا كان معهم أمران يقلعانه، وهما أمر الناس بالبر، فإن شأن الأمر بالبر أن يذكر الآمر حاجة نفسه إليه إذا قدر أنه في غفلة عن نفسه، وتلاوة الكتاب أي التوراة يمرون فيها على الأوامر والنواهي من شأنه أن تذكرهم مخالفة حالهم لما يتلونه.

وقوله: (أفلا تعقلون) استفهام عن انتفاء تعقلهم استفهاما مستعملا في الإنكار والتوبيخ نزلوا منزلة من انتفى تعقله فأنكر عليهم ذلك. ووجه المشابهة بين حالهم وحال من لا يعقلون أن من يستمر به التغفل عن نفسه وإهمال التفكر في صلاحها مع مصاحبة شيئين يذكر أنه قارب أن يكون منفيا عنه التعقل"(التحرير والتنوير).

 

3- قال النَّووي -رحمه الله-: "فإنْ قرأ مُحْدِثاً جاز ذلك بإجماع المسلمين، والأحاديثُ فيه كثيرةٌ معروفة"(التبيان في آداب حملة القرآن:48).

 

4- قال النَّووي -رحمه الله-: "وهذا هو الأكمل -أي جالسا مستقبلا القبلة-، ولو قرأ قائماً، أو مضطجعاً، أو في فراشه، أو غير ذلك من الأحوال جاز، وله أجرٌ، ولكن دون الأوَّل"(التبيان في آداب حملة القرآن:53).

 

5- قال شمس الدين القرطبي: "ولا يكون ماهراً بالقرآن حتى يكون عالماً بالفرقان، وذلك بأن يتعلم أحكامه؛ فيفهم عن الله -تعالى- مراده وما فرض عليه، ويعرف المكيَّ من المدني؛ لِيُفرِّقَ بين ما خاطَبَ الله به عبادُه في أول الإسلام، وما ندبهم إليه في آخر الإسلام، وما افترض في أول الإسلام، وما زاد عليهم من الفرائض في آخره، ويعرف الإعراب والغريب؛ فذلك الذي يَسْهُلُ عليه معرفة ما يقرأ، ويُزيلُ عنه الشكَّ فيما يتلو، ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فَبِهَا يصل الطالِبُ إلى مراد الله -عزّ وجل- وهي تَفْتَحُ له أحكامَ القرآن فتحاً"(التذكار في أفضل الأذكار:83-84).

 

6- قال الإمامُ النَّوويُّ -رحمه الله- حول حديث: "والَّذي يَقْرَأُ القُرآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لهُ أَجْرانِ" قال: "وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجراً؛ لأنه مع السَّفرة وله أجور كثيرة. ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يَلْحَقُ به مَنْ لم يَعْتَنِ بكتاب الله -تعالى- وحِفظِه وإتقانِه وكثرةِ تلاوته وروايتِه؛ كاعتنائه حتى مَهَرَ فيه"(صحيح مسلم بشرح النووي:6-326).

 

7- قال شرف الحق العظيم آبادي: "والحاصل أن المضاعفة للماهر لا تُحصى؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وأكثر، والأجر شيء مُقَدَّر، وهذا له أجران من تلك المضاعفات"(عون المعبود شرح سنن أبي داود:4-230).

 

8- قال ابن القيم رحمه الله: "تأمل خطاب القرآن تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد كله. أزمة الأمور كلها بيده. ينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم. ويرغبهم فيه ويحذرهم مما فيه هلاكهم. ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته. ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه، فيذكرهم بنعمه عليهم. ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها. ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه. وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه. ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه، وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء. ويضرب الأمثال وينوع الأدلة والبراهين. يدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها. ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها. ويذكر عباده فقرهم إليه وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين. فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكاً عظيماً رحيماً جواداً جميلاً هذا شأنه فكيف لا تحبه وتتنافس من القرب منه؟ فالقرآن مذكّر بالله مقرب إليه. فينبغي للمسلم أن يُغني بتعلمه ويكثر من تلاوته. لأنه النور والشفاء والرحمة والروح والهدى والفرقان والذكر الحكيم والبرهان"(الانتفاع بالقرآن:43).

 

9- قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في قوله تعالى: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ): "أي: يتبعونه حق اتباعه، والتلاوة: الاتباع، فيحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، وهؤلاء هم السعداء من أهل الكتاب، الذين عرفوا نعمة الله وشكروها، وآمنوا بكل الرسل، ولم يفرقوا بين أحد منهم؛ فهؤلاء هم المؤمنون حقا، لا من قال منهم: (نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه) ولهذا توعدهم بقوله: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)"(تيسير الكريم الرحمن).

 

10- قال الآلوسي في قوله تعالى: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) قال: "أي يقرؤونه حق قراءته، وهي قراءة تأخذ بمجامع القلب فيراعى فيها ضبط اللفظ، والتأمل في المعنى، وحق الأمر والنهي"(تفسير الآلوسي).

 

11- قال القرطبي: "ولا يكون ماهراً بالقرآن حتى يكون عالماً بالفرقان، وذلك بأن يتعلم أحكامه؛ فيفهم عن الله -تعالى- مراده وما فرض عليه، ويعرف المكيَّ من المدني؛ لِيُفرِّقَ بين ما خاطَبَ الله به عبادُه في أول الإسلام، وما ندبهم إليه في آخر الإسلام، وما افترض في أول الإسلام، وما زاد عليهم من الفرائض في آخره، ويعرف الإعراب والغريب؛ فذلك الذي يَسْهُلُ عليه معرفة ما يقرأ، ويُزيلُ عنه الشكَّ فيما يتلو، ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فَبِهَا يصل الطالِبُ إلى مراد الله -عزّ وجل- وهي تَفْتَحُ له أحكامَ القرآن فتحاً"(التذكار في أفضل الأذكار:83-84).

 

12- قال ابن القيم رحمه الله: "تأمل خطاب القرآن تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد كله. أزمة الأمور كلها بيده. ينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم. ويرغبهم فيه ويحذرهم مما فيه هلاكهم. ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته. ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه، فيذكرهم بنعمه عليهم. ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها. ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه. وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه. ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه، وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء. ويضرب الأمثال وينوع الأدلة والبراهين. يدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها. ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها. ويذكر عباده فقرهم إليه وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين. فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكاً عظيماً رحيماً جواداً جميلاً هذا شأنه فكيف لا تحبه وتتنافس من القرب منه؟ فالقرآن مذكّر بالله مقرب إليه. فينبغي للمسلم أن يُغني بتعلمه ويكثر من تلاوته. لأنه النور والشفاء والرحمة والروح والهدى والفرقان والذكر الحكيم والبرهان"(الفوائد:55).

 

13- يقول الدكتور محمد زكي محمد خضر في قول الله تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21] . إن أثر القرآن لا ينحصر على من يعقله من البشر بل إن الجبال لتخشع من كلام الله تعالى وإن الحيوانات لَتُحِس بأثره ولكن ذلك لا يظهر للناس إلا بكرامة خارقة للعادة يُظهرها الله تعالى لمن يشاء من عباده .(هذا القرآن في مائة حديث نبوي:1-9).

 

14- يقول الدكتور عبد الكريم الخطيب: "ومن آداب تلاوة القرآن، أن يستفتح التالي تلاوته بالاستعاذة باللّه من الشيطان الرجيم .. وذلك أن قارئ القرآن إنما يلتقى باللّه عن طريق كلمات اللّه التي يتلوها .. وإذ كان هذا شأنه، فقد كان من المناسب فى هذا اللقاء الكريم أن يخلى نفسه من وساوس الشيطان، ومن كل داعية إليه ، وأن يرجم الشيطان بمشاعر الإيمان التي يستحضرها وهو يتهيأ للقاء اللّه مع كلمات اللّه .. ثم يستعين على ذلك باللّه ، فيدعوه متعوّذا به من هذا الشيطان الرجيم ، الذي رحمه اللّه سبحانه بلعنته، وطرده من مواقع رحمته .. فالدعوة إلى الاستعاذة باللّه من الشيطان الرجيم، فى هذا الموقف الذي يقف فيه الإنسان بين يدى كلمات اللّه، هى فى الواقع دعوة إلى إعلان الحرب من داخل الإنسان على هذا الشيطان، الذي يتربص بالإنسان، ويقعد له بكل سبيل .. وبهذا يقبل قارئ القرآن على آيات اللّه بقلب قد أخلاه لها من كل وسواس .. وبهذا أيضا تؤثّر كلمات اللّه أثرها الطيب فيه، فينال ما شاء اللّه أن ينال من ثمرها المبارك. قوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ـ هو تعليل لتلك الدعوة إلى الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند الاستفتاح بتلاوة القرآن الكريم .. وذلك أن الإنسان إذا ذكر اللّه، واستشعر جلاله وعظمته، ولجأ إليه، مستعيذا به من وساوس الشيطان، وكيده، ومكره ـ إنه إذا فعل الإنسان ذلك فرّ الشيطان من بين يديه، ونكص على عقبيه مستخزيا ذليلا، ولم يكن له ثمّة سلطان عليه حينئذ، لأنه أصبح بذلك من عباد اللّه الذين يقول اللّه سبحانه وتعالى فيهم: (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ)"(التفسير القرآني للقرآن:1-293).

 

15- يقول الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني: "العمل بالقرآن هو الغاية الكبرى من إنزاله؛ لقول الله عز وجل: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب) [ص:29]، وهذا العمل: هو التلاوة الحكمية للقرآن. فالعمل بالقرآن: هو تصديق أخباره، واتباع أحكامه: بفعل جميع ما أمر الله به فيه، وترك جميع ما نهى الله عنه: ابتغاء مرضاة الله، وخوفاً من عقابه، وطمعاً في ثوابه؛ ولهذا سار السلف الصالح على ذلك رضي الله عنهم. فكانوا يتعلمون القرآن، ويصدقون به، وبأخباره، بجميع ما جاء فيه، ويطبقون أحكامه تطبيقاً، عن عقيدةٍ راسخةٍ. قال أبو عبد الرحمن السُّلمي رحمه الله: حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن: عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما: أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا: القرآن والعمل جميعاً (رواه ابن جرير بلفظه في تفسيره، 1/ 80 طبعة أحمد شاكر، وقال الشيخ أحمد شاكر: ((هذا إسناد صحيح متصل))]. وهذا النوع هو الذي عليه مدار السعادة والشقاوة، قال الله تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) (طه: 123 - 127]، وقال الله تعالى: (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً) (طه: 99 - 101]، (عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة:1/61، 62).

 

16- يقول الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني: "حامل القرآن ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، بصيراً بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره، حافظاً للسانه، مميزاً لكلامه، إن تكلَّم تكلَّم بعلمٍ إذا رأى الكلام صواباً، وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صواباً، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه؛ ليأمن شره وشر عاقبته، قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك، إن سُرَّ بشيء مما يوافق الحق تبسم، يكره المزاح خوفاً من اللعب، فإن مزح قال حقاً، باسط الوجه، طيب الكلام، لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه؟ يحذر نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، لا يغتاب أحداً، ولا يحقر أحداً، ولا يسب أحداً، ولا يَشْمَتُ بمصيبته، ولا يبغي على أحد، ولا يحسده، ولا يسيء الظن بأحد إلا لمن يستحق، يحسد بعلمٍ، ويظن بعلمٍ، ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلمٍ، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلمٍ، وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل، حافظاً لجميع جوارحه عما نهي عنه، إن مشى مشى بعلمٍ، وإن قعد قعد بعلم، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده، لا يجهل؛ فإن جُهِلَ عليه حَلِمَ، لا يظلم، وإن ظُلِمَ عفا، لا يبغي، وإن بُغِيَ عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه ويغيظ عدوه، متواضع في نفسه، إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير، يطلب الرفعة من الله، لا من المخلوقين، ماقتاً للكبر، خائفاً على نفسه منه، لا يتآكل بالقرآن، ولا يحب أن يقضي به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة، كسب هو القليل بفقه وعلم، إن لبس الناس الليِّن الفاخر، لبس هو من الحلال ما يستر به عورته، إن وُسِّع عليه وسع، وإن أُمْسِكَ عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتَّبع واجبات القرآن والسنة، يأكل الطعام بعلم، ويشرب بعلم، ويلبس بعلم، وينام بعلم، ويجامع أهله بعلم، ويصطحب الإخوان بعلم، ويزورهم بعلم، ويستأذن عليهم بعلم، ويُسلِّم عليهم بعلم، ويجاور جاره بعلم، يلزم نفسه برَّ والديه: فيخفض لهما جناحه، ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة، يدعو لهما بالبقاء، ويشكر لهما عند الكبر، لا يضجر بهما، ولا يحقرهما، إن استعانا به على طاعة أعانهما، وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها، ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب؛ ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله، يصل الرحم، ويكره القطيعة، من قطعه لم يقطعه، ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه، يصحب المؤمنين بعلم، ويجالسهم بعلم، من صحبه، نفعه حسن المجالسة لمن جالس، إن علَّم غيره رفق به، لا يُعنِّف من أخطأ ولا يخجِّله، رفيق في أموره، صبور على تعليم الخير، يأنس به المتعلم، ويفرح به المجالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدب لمن جالسه بأدب القرآن والسنة، وإذا أصيب بمصيبة، فالقرآن والسنة له مؤدِّبان؛ يحزن بعلم، ويبكي بعلم، ويصبر بعلم، يتطهر بعلم، ويصلي بعلم، ويزكي بعلم ويتصدق بعلم، ويصوم بعلم، ويحج بعلم، ويجاهد بعلم، ويكتسب بعلم، وينفق بعلم، وينبسط في الأمور بعلم، وينقبض عنها بعلم، قد أدبه القرآنُ والسنةُ، يَتصفَّح القرآن؛ ليؤدِّب به نفسه، لا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عليه بجهل، قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير. إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله: من اتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة؟ همته متى أستغني بالله عن غيره؟ متى أكون من المتقين؟ متى أكون من المحسنين؟ متى أكون من المتوكلين؟ متى أكون من الخاشعين؟ متى أكون من الصابرين؟ متى أكون من الصادقين؟ متى أكون من الخائفين؟ متى أكون من الراجين؟ متى أزهد في الدنيا؟ متى أرغب في الآخرة متى أتوب من الذنوب؟ متى أعرف النعم المتواترة؟ متى أشكره عليها؟ متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أفقه ما أتلو؟ متى أغلب نفسي على ما تهوى؟ متى أجاهد في الله حق الجهاد؟ متى أحفظ لساني؟ متى أغض طرفي؟ متى أحفظ فرجي؟ متى أستحي من الله حق الحياء؟ متى أشتغل بعيبي؟ متى أصلح ما فسد من أمري؟ متى أحاسب نفسي؟ متى أتزود ليوم معادي؟ متى أكون عن الله راضيا؟ متى أكون بالله واثقا؟ متى أكون بزجر القرآن متعظا؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا؟ متى أحب ما أحب؟ متى أبغض ما أبغض؟ متى أنصح لله؟ متى أخلص له عملي؟ متى أقصر أملي؟ متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟ متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته؟ متى أفكر في خلوتي مع ربي؟ متى أفكر في المنقلب؟ متى أحذر مما حذرني منه ربي. فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض القرآن، فكان كالمرآة، يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح منه، فما حذَّره مولاه حَذِرَه، وما خوَّفه به من عقابه خافه، وما رغَّبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته، أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حق رعايته، وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً وأنيساً وحرزاً، ومن كان هذا وصفه، نفع نفسه ونفع أهله، وعاد على والديه، وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي الآخرة"(عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة:1/109-111).

الإحالات

1- الانتفاع بالقرآن؛ للعلامة محمد بن قيم الجوزية.

 

2- أخلاق حملة القرآن، للحافظ أبي بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري.

 

3- مفاتيح للتعامل مع القرآن المؤلف: د صلاح عبد الفتاح الخالدي.

 

4- هذا القرآن في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر.

 

الحكم

1- قال سيد قطب: "القرآن لا يدركه حق ادراكه من يعيش خالي البال من مكابدة الجهد و الجهاد لاستئناف حياة اسلامية حقيقية"(خصائص التصور الإسلامي ومقوماته).

 

2- قال د. عمر المقبل: "إن من يقصر علاقته بالقرآن تلاوة وتدبراً على شهر رمضان؛ فهو كمن يعلن عن استغنائه عن هدى الله ونوره ورحمته وشفائه وحياة قلبه أحد عشر شهراً".

 

3- قال إبراهيم السكران: "إنه الخيط الناظم والحقيقة الكبرى في القرآن وهو استمرار حركة القلب بالإيمان بالله والتعلق به سبحانه".