كربة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

ب- الكربات لغة:

 

الكربات: جمع كربة، والكرب مصدر كرب وهو مأخوذ من مادّة (ك ر ب) الّتي تدلّ على الشّدّة والقوّة يقال مفاصل مكرّبة أي شديدة قويّة وأصله الكرب وهو عقد غليظ في رشاء الدّلو، ومن الباب الكرب وهو الغمّ الشّديد (مقاييس اللغة لأحمد بن فارس (5/ 174). قال ابن منظور: الكرب، على وزن الضّرب مجزوم الرّاء: الحزن والغمّ الّذي يأخذ بالنّفس. وجمعه كروب. وكربه الأمر والغمّ يكربه كربا اشتدّ عليه، فهو مكروب وكريب، والاسم الكربة. وفي الحديث: كان إذا أتاه الوحي كرب له. أي أصابه الكرب (لسان العرب (1/ 711- 712). وانظر: محيط المحيط: (744- 775).

 

واصطلاحا:

قال ابن حجر- رحمه اللّه-: الكرب (بفتح الكاف وسكون الرّاء بعدها موحّدة) هو ما يدهم المرء ممّا يأخذ بنفسه فيغمّه ويحزنه (فتح الباري (11/ 150).

 

تفريج الكربات اصطلاحا:

 

يمكن- في ضوء ما سبق- أن نعرّف تفريج الكربات بأنّه: رفع الضّرّ وإذهاب ما يدهم الإنسان ويأخذ بنفسه فيغمّه ويحزنه.

 

العناصر

1- مكابدة الإنسان ومعاناته في الدنيا

 

2- تفريج الله للكروب

 

3- هدي النبي عند الكرب

 

4- فضل تفريج الكربات

 

5- أسباب تفريج الكربات

 

6- علاج الخوف من المستقبل

 

الاحاديث

1- عن أسماء بنت عميس- رضي اللّه عنها- قالت: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ألا أعلّمك كلمات تقولينهنّ عند الكرب، أو في الكرب: اللّه ربّي لا أشرك به شيئا”(رواه أبو داود:1525، وصححه الألباني).

 

2- عن عبد اللّه بن أبي قتادة؛ أنّ أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه. ثمّ وجده. فقال: إنّي معسر. فقال: آللّه؟ قال: آللّه. قال: فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “من سرّه أن ينجّيه اللّه من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر، أو يضع عنه”(رواه مسلم:1563).

 

3- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول عند الكرب: “لا إله إلّا اللّه العظيم الحليم، لا إله إلّا اللّه ربّ العرش العظيم، لا إله إلّا اللّه ربّ السّماوات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم”(رواه البخاري:٧٤٣١).

 

4- عن طلحة بن عبيد اللّه؛ أنّ عمر رآه كئيبا فقال: مالك يا أبا محمّد كئيبا؟ لعلّه ساءتك إمرة ابن عمّك؟ يعني أبا بكر، قال: لا، وأثنى على أبي بكر، ولكنّي سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “كلمة لا يقولها عبد عند موته إلّا فرّج اللّه عنه كربته وأشرق لونه، فما منعني أن أسأله عنها إلّا القدرة عليها حتّى مات، فقال له عمر: إنّي لأعلمها، فقال له طلحة: وما هي؟ فقال له عمر: هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمّه: لا إله إلّا اللّه؟ فقال طلحة: هي واللّه هي”(رواه أحمد:1386 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

5- عن عائشة -رضي اللّه عنها- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يرقي يقول: “امْسَحِ الباسَ رَبَّ النّاسِ، بيَدِكَ الشِّفاءُ، لا كاشِفَ له إلّا أنْتَ”(رواه البخاري5744، ومسلم:2191).

 

6- عن عائشة -رضي اللّه عنها- زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قالت: خسفت الشّمس في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المسجد. فقام وكبّر وصفّ النّاس وراءه. فاقترأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قراءة طويلة. ثمّ كبّر فركع ركوعا طويلا. ثمّ رفع رأسه فقال: ”سمع اللّه لمن حمده. ربّنا ولك الحمد” ثمّ قام فاقترأ قراءة طويلة. هي أدنى من القراءة الأولى. ثمّ كبّر فركع ركوعا طويلا. هو أدنى من الرّكوع الأوّل. ثمّ قال: “سمع اللّه لمن حمده. ربّنا ولك الحمد” ثمّ سجد (ولم يذكر أبو الطّاهر: ثمّ سجد) ثمّ فعل في الرّكعة الأخرى مثل ذلك. حتّى استكمل أربع ركعات. وأربع سجدات وانجلت الشّمس قبل أن ينصرف. ثمّ قام فخطب النّاس. فأثنى على اللّه بما هو أهله. ثمّ قال: “إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات اللّه. لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته. فإذا رأيتموها فافزعوا للصّلاة” وقال أيضا: “فصلّوا حتّى يفرّج اللّه عنكم” وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “رأيت في مقامي هذا كلّ شيء وعدتم. حتّى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنّة حين رأيتموني جعلت أقدّم. (وقال المراديّ: أتقدّم) ولقد رأيت جهنّم يحطم بعضها بعضا، حين رأيتموني تأخّرت. ورأيت فيها ابن لحيّ. وهو الّذي سيّب السّوائب “. وانتهى حديث أبي الطّاهر عند قوله: “فافزعوا للصّلاة” ولم يذكر ما بعده. (رواه البخاري:1046، ومسلم:901).

 

7- عن أبي بكرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “دعوات المكروب: اللّهمّ رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه لا إله إلّا أنت”(رواه أبو داود:5090، وحسنه الألباني).

 

8- عن أبي الدّرداء -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29] قال: “من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرّج كربا، ويرفع قوما، ويخفض آخرين”(رواه ابن ماجه:202، وحسنه الألباني).

 

9- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كربه أمر، يقول: يا حيّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث. (أخرجه الترمذي:3524، وحسنه الألباني).

 

10- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: كنت رديف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: “يا غلام، أو يا غليّم، ألا أعلّمك كلمات ينفعك اللّه بهنّ؟” فقلت: بلى. فقال: “احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده أمامك، تعرّف إليه في الرّخاء يعرفك في الشّدّة، وإذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه. قد جفّ القلم بما هو كائن. فلو أنّ الخلق كلّهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه اللّه لك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه، واعلم أنّ في الصّبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا”(رواه أحمد 2669 وصححه الشيخ أحمد شاكر).

 

11- عن عبد اللّه بن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج اللّه عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره اللّه يوم القيامة”(رواه البخاري:2442، ومسلم2580).

 

12- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا حزبه أمر يدعو: يتعوّذ من جهد البلاء، ودرك الشّقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء”(أخرجه رزين، قاله محقق الجامع (4/ 295) وهذا لفظ جامع الأصول وأصله عند البخاري 11 (6347). ومسلم (2707). دون قوله: “كان إذا حذبه أمر يدعو”).

 

13- عن سعد بن أبي وقّاص -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “دعوة ذي النّون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين. فإنّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلّا استجاب اللهُ له”(رواه الترمذي ٣٥٠٥، وصححه الألباني).

 

14- عن سليمان التّيميّ، عن أبيه، قال: كنّا عند حذيفة، فقال رجل: لو أدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قاتلت معه وأبليت. فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقرّ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله اللّه معي يوم القيامة؟” فسكتنا، فلم يجبه منّا أحد. ثمّ قال: “ألا رجل يأتينا بخبر القوم، جعله اللّه معي يوم القيامة؟” فسكتنا، فلم يجبه منّا أحد. فقال: “قم. يا حذيفة فأتنا بخبر القوم” فلم أجد بدّا، إذ دعاني باسمي أن أقوم. قال: “اذهب. فأتني بخبر القوم. ولا تذعرهم عليّ “ فلمّا ولّيت من عنده جعلت كأنّما أمشي في حمّام. حتّى أتيتهم. فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنّار. فوضعت سهما في كبد القوس. فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ولا تذعرهم عليّ” ولو رميته لأصبته. فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمّام. فلمّا أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت، قررت. فألبسني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من فضل عباءة كانت عليه يصلّي فيها. فلم أزل نائما حتّى أصبحت. فلمّا أصبحت قال: “قم. يا نومان”(رواه مسلم:1788. وعند البخاري مختصرا: (4113) من حديث جابر وأن الذي استعد لذلك الزبير).

 

15- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم “ما أصاب أحدا قطّ همّ ولا حزن فقال: اللّهمّ، إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي، إلّا أذهب اللّه همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرجا” قال: فقيل: يا رسول اللّه ألا نتعلّمها؟ فقال: “بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلّمها”(رواه أحمد:3712 وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

16- عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “يقول اللّه: يا آدم، فيقول: لبّيك وسعديك، والخير في يديك. قال يقول: أخرج بعث النّار، قال: وما بعث النّار؟ قال: من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فذاك حين يشيب الصّغير، وتضع كلّ ذات حمل حملها، وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى ولكنّ عذاب اللّه شديد. فاشتدّ ذلك عليهم فقالوا: يا رسول اللّه، أيّنا ذلك الرّجل؟ قال: “أبشروا، فإنّ من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل”. ثمّ قال: “والّذي نفسي بيده، إنّي لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنّة”(رواه البخاري:٦٥٣٠، ومسلم:٢٢٢).

 

 

الاثار

1- قال عبد الله بن مسعود: "لو دخل العسر في جحر، لجاء اليسر حتى يدخل عليه؛ لأن الله يقول: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5-6]"(تفسير الطبري:24-496).

 

2- قال راشد بن سعد: جاء رجل إلى أبي الدرداء، فقال: أوصني، قال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكرت الموتى فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير؛ (الفرج بعد الشدة، لابن أبي الدنيا:72).

 

3- روى زيد بن أسلم، عن أبيه، أن أبا عبيدة بن الجراح حصر بالشام، ونال منه العدو، فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: مهما ينزل بأمرك شدة يجعل الله له بعدها فرجًا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإنه يقول: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200]" (الفرج بعد الشدة، لابن أبي الدنيا:45).

 

4- قال عمرو بن أحيحة الأوسي: عند تناهي الشدة تكون الفرجة، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء، ولا أبالي أي الأمرين نزل بي عسر أم يسر؛ لأن كل واحد منهما يزول بصاحبه"(الفرج بعد الشدة، للتنوخي:1-179).

 

5- قال الحسن البصري: "عجبًا لمكروب غفل عن خمس، وقد عرف ما جعل الله لمن قالهن، قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 155-157]"(الفرج بعد الشدة، للتنوخي: 62).

 

القصص

1- عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “بينما ثلاثة نفر ممّن كان قبلكم إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنّه واللّه يا هؤلاء لا ينجّيكم إلّا الصّدق، فليدع كلّ رجل منكم بما يعلم أنّه قد صدق فيه. فقال واحد منهم: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرزّ، فذهب وتركه، وأنّي عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أنّي اشتريت منه بقرا وأنّه أتاني يطلب أجره، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنّما لي عندك فرق من أرزّ. فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنّها من ذلك الفرق فساقها. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا. فانساخت عنهم الصّخرة. فقال الآخر: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كلّ ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا؛ وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتّى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنّا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتّى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا. فانساخت عنهم الصّخرة حتّى نظروا إلى السّماء. فقال الآخر: اللّهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي ابنة عمّ من أحبّ النّاس إليّ، وأنّي راودتها عن نفسها فأبت إلّا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتّى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلمّا قعدت بين رجليها فقالت: اتّق اللّه ولا تفضّ الخاتم إلّا بحقّه، فقمت وتركت المائة الدّينار. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، ففرّج اللّه عنهم فخرجوا”(رواه البخاري:3465، ومسلم:2743).

 

2- عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب، وكان لها حفش في المسجد، قالت فكانت تأتينا فتحدّث عندنا، فإذا فرغت من حديثها قالت:

ويوم الوشاح من تعاجيب ربّنا *** ألا إنّه من بلدة الكفر نجّاني

 

فلمّا أكثرت قالت لها عائشة وما يوم الوشاح؟ قالت: خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من أدم، فسقط منها، فانحطّت عليه الحديّا وهي تحسبه لحما، فأخذته. فاتّهموني به، فعذّبوني، حتّى بلغ من أمري أنّهم طلبوا في قبلي، فبيناهم حولي وأنا في كربي إذ أقبلت الحديّا حتّى وازت برءوسنا، ثمّ ألقته فأخذوه، فقلت لهم: هذا الّذي اتّهمتموني به وأنا منه بريئة (رواه البخاري:3835).

 

3- قال الحسن: أرسل إليّ الحجّاج فقلت: لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه وتبارك اللّه ربّ العرش العظيم والحمد للّه ربّ العالمين فقال الحجّاج: واللّه لقد أرسلت إليك وأنا أريد قتلك فلأنت اليوم أحبّ إليّ من كذا وكذا. وفي لفظ سل حاجتك (فضل اللّه الصمد (2/ 158).

 

4- قال الحسن: أرسل إليّ الحجّاج فقلت: لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه وتبارك اللّه ربّ العرش العظيم والحمد للّه ربّ العالمين فقال الحجّاج: واللّه لقد أرسلت إليك وأنا أريد قتلك فلأنت اليوم أحبّ إليّ من كذا وكذا. وفي لفظ: سل حاجتك (فضل اللّه الصمد:2-158).

 

الاشعار

1- قال الشّاعر:

قال أبو ذؤيب الهذليّ:

فإنّي صبرت النّفس بعد ابن عنبس *** وقد لجّ من ماء الشّئون لجوج

ليحسب جلدا أو ليخبر شامت ***  وللشّرّ بعد القارعــات فروج

(لسان العرب: فرج).

 

2- قال الإمام الشافعي رحمه الله:

ولرُبَّ نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعًا، وعند الله منها المخرجُ 

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت، وكان يظنها لا تفرجُ

(ديوان الشافعي:5)

 

3- قال محمد بن إبراهيم رحمه الله:

إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق لما بها الصدر الرحيبُ 

وأوطنت المكاره واطمأنتْ *** وأرست في أماكنها الخطوبُ 

ولم تر لانكشاف الضر وجهًا *** ولا أغفى بحيلته الأريبُ 

أتاك على قنوط منك غوث *** يمنُّ به اللطيف المستجيبُ 

وكل الحادثات إذا تناهت *** لافموصول بها الفرج القريبُ 

(الفرج لابن أبي الدنيا، ص81).

 

4- قال القاسم بن محمد بن جعفر رحمه الله:

عسى ما ترى ألا يدوم وأن ترى *** له فرجًا مما ألح به الدهرُ 

عسى فرج يأتي به الله إنه *** له كل يوم في خليقته أمرُ 

إذا لاح عسر فارج يسرًا فإنه *** قضى الله أن العسر يتبعه اليسرُ

(الفرج بعد الشدة، لابن أبي الدنيا ص91).

 

5- قال الشاعر:

مفتاح باب الفرج الصبرُ *** وكل عسر بعده يسرُ 

والدهر لا يبقى على حالةٍ *** وكل أمر بعده أمرُ 

والكرب تفنيه الليالي التي *** أتى عليها الخير والشرُّ 

(الفرج بعد الشدة، للتنوخي:5-97).

 

متفرقات

1- قال محمد نصر الدين محمد عويضة: من الفضائل التي يجب على المسلم أن يتحلى بها فضيلة المواساة في السَنَةِ والمجاعة فإنها من أجلِّ القربات وأعظم الطاعات لما فيها من تفريج الكربات. حديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جعلوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني و أنا منهم". معنى أرملوا: أي فرغ زادهم أو قارب الفراغ. حديث أبي سعيد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له و من كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له"، فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حقَّ لأحدٍ منا في فضل. حديث محمد بن المنكدر في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه دينا تقضي له حاجة تنفس له كربة". ومن الفضائل التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها إقراض القروض والتجاوز عن المعسر لما فيهما من تنفيس الكروب وتفريج الهموم. حديث ابن مسعود في صحيح ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة ". حديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان رجل يداين الناس فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ". حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يسرَّ على مسلمٍ يسرَّ الله عليه في الدنيا والآخرة ". حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله”(صفوة المسائل في التوحيد والفقه والفضائل المؤلف: أبو رحمة / محمد نصر الدين محمد عويضة:1-135).

 

2- قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي: "فالله -تعالى- شرع الصيام ليكون وسيلة عظمى لتقواه سبحانه، وتقوى الله جماع خيري الدنيا والآخرة، وهي وصية الله للأولين والآخرين، كما قال - تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء131:]. وتقوى الله سبب في تفريج الكربات، وكفاية الله لعبده ما أهمه من أمور دينه ودنياه، وسبب في تيسير الرزق الحلال للعبد من حيث لا يحتسب العبد، قال الله - تعالى -: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 2 - 3]. فالمتوكل على الله قد اتقى الله، والصائم من المتقين، وقد قال - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنفال: 64]. وتقوى الله سبب في تيسير أمور العبد: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق:من الآية4]. وتقوى الله سبب في تكفير السيئات وإعظام الأجور (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5]. ومن اتقى الله قذف الله في قلبه نورا يفرق به بين الحق والباطل وكفَّر سيئاته وغفر ذنبه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29]، (الإلمام بشيء من أحكام الصيام المؤلف: الشيخ عبدالعزيز الراجحي (1/5) ترقيم الشاملة).

 

3- قال الشيخ الشنقيطي حفظه الله: وردنا خطاب من مؤسسة الحرمين الخيرية حول جمع التبرعات لصالح إخواننا في الشيشان، ويأملون من فضيلتكم توجيه الحضور بالاحتساب في ذلك؟ الجواب: أولاً: نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك جهود الإخوة في معونة المحتاجين والمنكوبين، وأن يعينهم على ذلك، وأن يرزقنا وإياهم فيه الإخلاص لوجهه، فإن الأعمال مدارُها على الإخلاص لوجه الله الكريم، وإن من أحب الأعمال وأعظمها ثواباً عند ذي العزة والجلال: تفريجُ الكربات، وإدخال السرور على المؤمنين والمؤمنات، والاحتساب في ذلك مع وجود المشقَّة والعناء أجرُه عظيم عند الله. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله أعظم من العبد صدقته، وأعظم منه إحسانه وبره حتى لربما كف النار عن وجهه بنصف تمرة، فربما ينفق نصف تمرة لوجه الله، يحتسبها عند الله، فيجعلها الله له حجاباً من النار، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة “(أخرجه البخاري ومسلم). وفي الحديث الصحيح: أن امرأة دخلت على عائشة وهي تحمل بنتين، فاستطعمتها، فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل بنت تمرة ثم أخذت التمرة الثالثة تريد أكلها، فاستطعمتها إحدى بنتيها، فأطعمتها التمرة، فعجبت عائشة من صنيعها وإيثارها! فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بخبرها فقال صلى الله عليه وسلم - نزل الوحي علي من ساعته-: " إن الله قد أوجب لها بها الجنة “(أخرجه البخاري، ومسلم). فيكف إذا كان إخوانكم وهم في شدة البرد والزمهرير يعانون وطأة الحروب، وفراق الأهل والأولاد والذريات، في نكبة وفاجعة لا يعلم قدرها إلا الله؟! فاحتسبوا بارك الله فيكم في تفريج كرباتهم، ومواساتهم في مُصابهم، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً (شرح زاد المستقنع (11/171).

 

4- قال علي بن نايف الشحود: "لتقوى الله تعالى ومراقبته في كل كبيرة وصغيرة واستشعار معية الرب سبحانه وتعالى أثر كبير في تفريج الكربات ودفع الشرور ورفعها عن العبد، فالعبد كلما اتقى الله تعالى وراقبه في السر والعلن رفع الله عنه البلاء والشرور بإذنه سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً) [الظلاق: 2]. وقال أيضا: (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [قصلت: 18]"(موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث علي بن نايف الشحود ص: (10).

 

5- الإنسانُ في هذِهِ الدُّنيا عُرضةٌ للرَّزايا والكُرباتِ، والبلايا والنَّكباتِ، لا يسلَمُ مِنْها غنيٌّ بِغِناهُ، ولا قوىٌّ بِقِواهُ، ولقَدْ هيَّأَ ربُّنا - جلَّ جلالُهُ وتقدَّسَتْ أسماؤُهُ- أُناساً ذَوِي قُلُوبٍ رحيمةٍ، ونُفُوسٍ كريمةٍ، يتجشَّمونَ المصاعِبَ، ويتحمَّلونَ المتاعِبَ، ويُشَمِّرونَ عِنْدَ كلِّ نازلةٍ: يقضونَ حوائِجَ المحتاجينَ, ويُعِينونَ المساكِينَ والبائسِينَ، يَعِيشُونَ في هذِهِ الدُّنيا لإخوانهِمْ أكثرَ مِمَّا يعيشونَ لأنفسِهِمْ، فهؤلاءِ -واللهِ- مِنْ صَفْوَةِ البشرِ، يحيَوْنَ نُجباءَ، ويموتونَ عُظماءَ، شغلَتْهُمْ هُمومُ النَّاسِ عَنْ هُمومِ أنفسِهمْ - عَنِ ابنِ عمرَ - رضِىَ اللهُ عنهما - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفعُهُمْ للنَّاسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تُدخِلُهُ علَى مسلمٍ، أوْ تَكشِفُ عَنْه كُرْبةً، أوْ تقضِي عَنْه دَيْناً، أوْ تطردُ عنه جُوعاً، ولَأَنْ أمشِيَ معَ أخٍ لِيْ في حاجةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أنْ أعتكفَ في هذا المسجدِ- يعْنِي: مسجدَ المدينةِ- شهراً، ومَنْ كفَّ غضَبَهُ ستَرَ اللهُ عورتَهُ، ومَنْ كظَمَ غيظَهُ - ولو شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أَمْضاه - ملأَ اللهُ- عزَّ وجلَّ- قلبَهُ أمْنَاً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مَعَ أخيهِ في حاجةٍ حتَّى أثبتَها لَهُ أثبتَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - قدمَهُ على الصِّراطِ يومَ تَزِلُّ فيهِ الأقدامُ”(أخرجَهُ الطَّبرانيُّ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع:176). إنَّ المسلمَ الذي يَعُدُّ المسلمِينَ كلَّهُم إخواناً لَهُ لنْ يتوانَى لحظةً عن مُداواةِ جِراحاتِهم والسَّعي في تفريجِ كُرُباتِهم، وقضاءِ حاجاتِهم؛ لأنّ هذا مِنْ أجلِّ الطاعاتِ، وأعظمِ القُرُباتِ، وأفضلِ الأعمالِ الْمُنجياتِ، يدفعُهُ إلى ذلك إيمانُهُ الصَّادقُ، وشعورُهُ النَّابِضُ بحقوقِ الأُخوَّةِ الإسلاميَّةِ (خطب من الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف بالكويت (120/3).

 

6- "مِنْ أسبابِ كشفِ الكُرَبِ: تنفيسُ الكَرْبِ عَنِ المكروبينَ، وطردُ الهمِّ عَنِ المهمومينَ، ومواساةُ المحرومينَ، والعطفُ علَى اليتامَى والمساكينِ، فقَدْ روَى أبو قَتادةَ - رضي الله عنه - قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: " مَنْ سرَّهُ أنْ ينُجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ فلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسرٍ، أوْ يضعْ عنْهُ”(أخرجَهُ مسلمٌ]. والدعاُء -يا عبادَ اللهِ- مِنْ أجلِّ الأسبابِ التى تدفَعُ النِّقَمَ، وتكشِفُ الكَرْبَ، وتجعلُ العُسرَ يُسراً قالَ سبحانَه: (أَم مَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل: 62]. فالدعاءُ حِصنُ المسلمِ عِنْدَ الشدائدِ، وملاذُ الخائِفِ في النَّوازِلِ، وقَدْ كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا كربَهُ أمرٌ يقولُ: "يا حيُّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ”(أخرجَه الترمذيُّ مِنْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه]، دعاهُ نوحٌ -عليه السلامُ- فأجاَب دعوَتَه، وفرَّجَ كربتَه، قالَ اللهُ تعالَى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ - وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) [الصافات:75-76]"(خطب من الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف بالكويت:3-120).

 

 

 

الإحالات

1- تفريج الكروب شرح حديث دعوة أخي ذي النون لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني.

 

2- الفرج بعد الشدة، لابن أبي الدنيا.

 

3- الفرج بعد الشدة، للتنوخي.

 

4- أحاديث تفريج الكربات في الكتب الستة دراسة تحليلية؛ لمحمد سعدي شفيق العبيدي. ‏

 

الحكم

قال عنبسة بن سعيد: دخلت على عمر بن عبد العزيز أودعه، فلما ودعتُه وانصرفت، نادى: يا عنبسة مرتين، فأقبلت عليه، فقال: "أكثر من ذكر الموت، فإنك لا تكون في واسع من الأمر إلا ضيقه عليك، ولا تكون في ضيق من الأمر إلا وسعه عليك"(الفرج بعد الشدة، لابن أبي الدنيا:76).