تطوع

2022-10-06 - 1444/03/10

التعريف

العناصر

1- مفهوم التطوع

 

2- أنواع التطوع

 

3- الحث على التطوع

 

4- عقبات التطوع

 

5- مجالات التطوع الاجتماعي

 

6- نماذج من القرآن والسنة للتطوع الاجتماعي

 

الايات

1- قال تعالى: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة:158].

 

2- قال تعالى: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ)[البقرة: 177].

 

3- قال تعالى: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[البقرة:184].

 

4- قال تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا)[آل عمران:37].

 

5- قال تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ)[آل عمران:44].

 

6- قال تعالى: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)[آلعمران:83].

 

7- قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[آل عمران:104].

 

8- قال تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)[آل عمران:114].

 

9- قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[النساء:114].

 

10- قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[المائدة:2].

 

11- قال تعالى: (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)[التَّوْبَةِ:53-54].

 

12- قال تعالى: (وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة:71].

 

13- قال تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ)[التوبة:79].

 

14- قال تعالى: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) إلى أن قال سبحانه: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)[يوسف:36-41].

 

15- قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)[النحل:30].

 

16- قال تعالى: (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) إلى أن قال سبحانه: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ)[الكهف:77-82].

 

17- قال تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي)[الكهف:93-98].

 

18- قال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا)[طه:112].

 

19- قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الأنبياء:90].

 

20- قال تعالى: (وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الحج:77].

 

21- قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)[المؤمنون:99-100].

 

22- قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)[النمل:38-40].

 

23- قال تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)[القصص:10].

 

24- قال تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)[القصص:15].

 

25- قال تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[القصص:21].

 

26- قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)[الليل: 5-7].

 

27- قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)[الضحى:9-10].

 

28- قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة:7-8].

 

29- قال تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[العصر].

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كل سلامي من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل في دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، و يميط الأذى عن الطريق صدقة"(أخرجه البخاري:٢٩٨٩، ومسلم:١٠٠٩).

 

2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،  والحياء شعبة من الإيمان"(أخرجه البخاري:٩، ومسلم:٣٥).

 

3- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال : قلت: يا رسول الله أخبِرني بعمَلٍ يُدخلُني الجنَّةَ، ويباعدُني منَ النّارِ، قالَ: لقد سَألتَ عظيمًا، وإنَّهُ ليسيرٌ على مَن يسَّرَهُ اللَّهُ عليهِ، تعبدُ اللَّهَ لا تشرِكُ بِهِ شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ؟ الصَّومُ جنَّةٌ، والصَّدقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يطفئُ النّارَ الماءُ، وصلاةُ الرَّجلِ مِن جوفِ اللَّيلِ، ثمَّ قرأَ (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) حتّى بلغَ (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)"(أخرجه الترمذي:٢٦١٦، وابن ماجه:٣٩٧٣، وأحمد:٢٢٠١٦، وصححه الألباني).

 

4- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قُلتُ يا رَسولَ اللهِ، ابنُ جُدْعانَ كانَ في الجاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، ويُطْعِمُ المِسْكِينَ، فَهلْ ذاكَ نافِعُهُ؟ قالَ: "لا يَنْفَعُهُ، إنَّه لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي يَومَ الدِّينِ"(أخرجه مسلم:٢١٤).

 

5- عن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ"(قال الألباني في فقه السيرة (٧٢): سند صحيح لولا أنه مرسل. ولكن له شواهد تقويه وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً دون قوله: "لو دعيت به في الإسلام لأجبت" وسنده صحيح).

 

6- عن النعمان بن بشر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"( أخرجه البخاري:٦٠١١، ومسلم:٢٥٨٦).

 

7- عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كُنّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في صَدْرِ النَّهارِ، قالَ: فَجاءَهُ قَوْمٌ حُفاةٌ عُراةٌ مُجْتابِي النِّمارِ أَوِ العَباءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِما رَأى بهِمْ مِنَ الفاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلالًا فأذَّنَ وَأَقامَ، فَصَلّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: (يا أَيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ) إلى آخِرِ الآيَةِ، (إنَّ اللَّهَ كانَ علَيْكُم رَقِيبًا)[النساء:١] والآيَةَ الَّتي في الحَشْرِ: (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ)[الحشر:١٨] "تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صاعِ بُرِّهِ، مِن صاعِ تَمْرِهِ"، حتّى قالَ: "ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ" قالَ: فَجاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ بصُرَّةٍ كادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْها، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قالَ: ثُمَّ تَتابَعَ النّاسُ، حتّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعامٍ وَثِيابٍ، حتّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ، كَأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُها، وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بها بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بها مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزارِهِمْ شيءٌ"(رواه مسلم:١٠١٧).

 

8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ رَجُلًا أسْوَدَ أوِ امْرَأَةً سَوْداءَ كانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَماتَ، فَسَأَلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عنْه، فَقالوا: ماتَ، قالَ: "أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي به دُلُّونِي على قَبْرِهِ" - أوْ قالَ: "قَبْرِها"- فأتى قَبْرَها فَصَلّى عَلَيْها (أخرجه البخاري:٤٦٠، ومسلم:٩٥٦).

 

9- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به"(أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد للهيثمي:٨-١٧٠، والطبراني:١:٢٥٩-٧٥٤، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٥٥٠٥).

 

10- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أُخبِرُكم بأفضَلَ مِن درجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدقةِ؟" قالوا: بلى، قال: "إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ، وفسادُ ذاتِ البَيْنِ، الحالقةُ"(أخرجه أبو داود:٤٩١٩، والترمذي:٢٥٠٩، وصححه الألباني)

 

11- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المُؤْمِنُ يَأْلَفُ ويُؤْلَفُ، ولا خيرَ فيمَن لا يَأْلَفُ ولا يُؤْلَفُ، وخيرُ النّاسِ أَنفَعُهُم للنّاسِ"(أخرجه أحمد:٩١٨٧، والبزار:٨٩١٩، والحاكم:٥٩، وصححه الألباني في  السلسلة الصحيحة ٤٢٦).

 

12- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ على الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له. وَقالَ: "الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والْغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ"(أخرجه البخاري:٦٥٢، ومسلم:١٩١٤).

 

13- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النّاسَ"(أخرجه مسلم:١٩١٤)

 

14- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مِنْ أفضلِ العملِ إدخالُ السرورِ على المؤمنِ، تَقْضِي عنه دينًا، تَقْضي له حاجةً، تُنَفِّسُ له كربةً"(أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني في صحيح الجامع:٥٨٩٧).

 

15- عن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ(قال الألباني في فقه السيرة الألباني:٧٢: سند صحيح لولا أنه مرسل. ولكن له شواهد تقويه وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً دون قوله, لو دعيت به في الإسلام لأحببت وسنده صحيح).

 

16- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ كانَ عِندِي أُحُدٌ ذَهَبًا لَأَحْبَبْتُ أَنْ لا يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلاثٌ وَعِندِي منه دِينارٌ -ليسَ شيءٌ أَرْصُدُهُ في دَيْنٍ عَلَيَّ- أَجِدُ مَن يَقْبَلُهُ"(أخرجه البخاري:٧٢٢٨، ومسلم:٩٩١).

 

17- عن عبدالرحمن بن سمرة -رضي الله عنه- قال: جاءَ عُثمانُ بنُ عَفّانَ إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِألْفِ دينارٍ في ثَوبِهِ، حينَ جَهَّزَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- جَيشَ العُسرَةِ، قالَ: فصَبَّها في حِجْرِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فجَعَلَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، يُقَلِّبُها بِيَدِهِ، وَيَقولُ: "ما ضَرَّ ابنَ عَفّانَ ما عَمِلَ بَعدَ اليَومِ" -يُرَدِّدُها مِرارًا (رواه أحمد:٢٠٦٣٠، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن).

 

18- عن عمرَ بنَ الخطّابِ -رضي الله عنه- قال: أمرَنا رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يومًا أن نتصدَّقَ، فوافقَ ذلِكَ مالًا عندي، فقلتُ: اليومَ أسبِقُ أبا بَكْرٍ إن سبقتُهُ يومًا، فَجِئْتُ بنصفِ مالي، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ما أبقيتَ لأَهْلِكَ؟، قلتُ: مثلَهُ، قالَ: وأتى أبو بَكْرٍ -رضي الله عنه- بِكُلِّ ما عندَهُ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ؟" قالَ: أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ، قلتُ: لا أسابقُكَ إلى شيءٍ أبدًا (رواه أبو داود:١٦٧٨، وحسنه الألباني).

 

19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، وَمَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، واللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ"(رواه مسلم:٢٦٩٩).

 

20- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ". قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: "فَيَعْمَلُ بيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ". قالوا: فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قالَ: "فيُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ". قالوا: فإنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قالَ: "فَيَأْمُرُ بالخَيْرِ -أوْ قالَ: بالمَعروفِ-" قالَ: فإنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قالَ: "فيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ؛ فإنَّه له صَدَقَةٌ"(أخرجه البخاري:٦٠٢٢، ومسلم:١٠٠٨).

 

21- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صَنائِعُ المَعْرُوفُ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ والآفاتِ والهلكاتِ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ"(أخرجه الحاكم:٤٢٩، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٧٩٥).

 

22- عن أبي سعيدٍ -رَضِيَ الله عنه- عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه قال: "من صام يومًا في سبيلِ الله، باعَدَ اللهُ وَجهَه عن النَّارِ سَبعينَ خريفًا"(رواه البخاري:2840، ومسلم:1153).

 

23- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ به الناسُ يومَ القيامةِ من الصَّلاةِ، قال: يقول ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه -وهو أعلمُ-: انظروا في صلاةِ عَبدي، أتمَّها أم نَقَصها، فإنْ كانت تامَّةً كُتبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقص منها شيئًا قال: انظروا، هل لعبدي من تطوُّعٍ، فإنْ كان له تطوُّعٌ، قال: أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه، ثم تُؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم"(رواه أبو داود:864، وأحمد:9490، وصححه الألباني).

 

24- عن رَبيعةَ بن كعبٍ الأسلميِّ، قال: كنتُ أبيتُ مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: "سلْ"، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجَنَّةِ، قال: "أو غيرَ ذلك؟!" قلتُ: هو ذاك! قال: "فأعنِّي على نفْسِكَ بكثرةِ السُّجودِ"(رواه مسلم:489).

 

25- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"(رواه البخاري:٦٥٠٢).

 

26- عن الربيع بنت معوذ بن عفراء -رضي الله عنها- قالت: كُنّا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- نَسْقِي وَنُداوِي الجَرْحى، وَنَرُدُّ القَتْلى إلى المَدِينَةِ (رواه البخاري:٢٨٨٢).

 

27- عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال: إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قَسَمَ مُرُوطًا بيْنَ نِساءٍ مِن نِساءِ المَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقالَ له بَعْضُ مَن عِنْدَهُ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هذا ابْنَةَ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الَّتي عِنْدَكَ، يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بنْتَ عَلِيٍّ، فَقالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ، وَأُمُّ سَلِيطٍ مِن نِساءِ الأنْصارِ، مِمَّنْ بايَعَ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ عُمَرُ: فإنَّها كانَتْ تَزْفِرُ لَنا القِرَبَ يَومَ أُحُدٍ (رواه البخاري:٢٨٨١).

 

28- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا". فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: "تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ"(رواه البخاري:٦٩٥٢).

 

29- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النّاسُ عليه؟ قالَ: "تِلكَ عاجِلُ بُشْرى المُؤْمِنِ"(رواه مسلم:٢٦٤٢).

 

30- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "السّاعِي على الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصّائِمِ النَّهارَ"(أخرجه البخاري:٥٣٥٣، ومسلم:٢٩٨٢).

 

31- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. وكانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ -أوْ طالِبُ حاجَةٍ- أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ، فقالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ"(أخرجه البخاري:٦٠٢٦-٦٠٢٧).

 

32- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل أصحابه قائلا: "مَن أصْبَحَ مِنْكُمُ اليومَ صائِمًا؟" قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، قالَ: "فمَن تَبِعَ مِنْكُمُ اليومَ جِنازَةً؟" قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، قالَ: "فمَن أطْعَمَ مِنكُمُ اليومَ مِسْكِينًا؟" قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، قالَ: "فمَن عادَ مِنْكُمُ اليومَ مَرِيضًا؟" قالَ أبو بَكْرٍ: أنا، فقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما اجْتَمَعْنَ في امْرِئٍ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ"(رواه مسلم:١٠٢٨).

 

33- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلّا كانَ له به صَدَقَةٌ"(أخرجه البخاري:٢٣٢٠، ومسلم:١٥٥٣).

 

34- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له" قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: "نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ"(أخرجه البخاري:٦٠٠٩، ومسلم:٢٢٤٤).

 

35- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- المَدِينَةَ، نَزَلَ في عُلْوِ المَدِينَةِ، في حَيٍّ يُقالُ لهمْ بَنُو عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، قالَ: فأقامَ فيهم أرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أرْسَلَ إلى مَلَإِ بَنِي النَّجّارِ، قالَ: فَجاؤُوا مُتَقَلِّدِي سُيُوفِهِمْ، قالَ: وكَأَنِّي أنْظُرُ إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- على راحِلَتِهِ وأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ، ومَلَأُ بَنِي النَّجّارِ حَوْلَهُ، حتّى ألْقى بفِناءِ أبِي أيُّوبَ، قالَ: فَكانَ يُصَلِّي حَيْثُ أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ، ويُصَلِّي في مَرابِضِ الغَنَمِ، قالَ: ثُمَّ إنَّه أمَرَ ببِناءِ المَسْجِدِ، فأرْسَلَ إلى مَلَإِ بَنِي النَّجّارِ فَجاؤُوا، فقالَ: "يا بَنِي النَّجّارِ ثامِنُونِي حائِطَكُمْ هذا"، فقالوا: لا واللَّهِ، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إلّا إلى اللَّهِ، قالَ: فَكانَ فيه ما أقُولُ لَكُمْ، كانَتْ فيه قُبُورُ المُشْرِكِينَ، وكانَتْ فيه خِرَبٌ، وكانَ فيه نَخْلٌ، فأمَرَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بقُبُورِ المُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وبِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، قالَ: فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ المَسْجِدِ، قالَ: وجَعَلُوا عِضادَتَيْهِ حِجارَةً، قالَ: قالَ جَعَلُوا يَنْقُلُونَ ذاكَ الصَّخْرَ وهُمْ يَرْتَجِزُونَ، ورَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- معهُمْ، يقولونَ: اللَّهُمَّ إنَّه لا خَيْرَ إلّا خَيْرُ الآخِرَهْ، فانْصُرِ الأنْصارَ والمُهاجِرَهْ (أخرجه البخاري:٣٩٣٢، ومسلم:٥٢٤).

 

عَنْ عِكْرِمَةَ، قالَ لي ابنُ عَبّاسٍ ولِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقا إلى أبِي سَعِيدٍ فاسْمعا مِن حَديثِهِ، فانْطَلَقْنا فَإِذا هو في حائِطٍ يُصْلِحُهُ، فأخَذَ رِداءَهُ فاحْتَبى، ثُمَّ أنْشَأَ يُحَدِّثُنا حتّى أتى ذِكْرُ بناءِ المَسْجِدِ، فَقالَ: كُنّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وعَمّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَرَآهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَيَنْفُضُ التُّرابَ عنْه، ويقولُ: "ويْحَ عَمّارٍ، تَقْتُلُهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إلى الجَنَّةِ، ويَدْعُونَهُ إلى النّارِ". قالَ: يقولُ عَمّارٌ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ (رواه البخاري:٤٤٧).

 

36- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إلى الخَنْدَقِ، فَإِذا المُهاجِرُونَ، والأنْصارُ يَحْفِرُونَ في غَداةٍ بارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لهمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذلكَ لهمْ، فَلَمّا رَأى ما بهِمْ مِنَ النَّصَبِ والجُوعِ، قالَ: "اللَّهُمَّ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ، فاغْفِرْ لِلْأَنْصارِ والمُهاجِرَهْ" فَقالوا مُجِيبِينَ له: نَحْنُ الَّذِينَ بايَعُوا مُحَمَّدا ... على الجِهادِ ما بَقِينا أبَدا (أخرجه البخاري:٤٠٩٩، ومسلم:١٨٠٥ مختصراً).

 

37- عن طلق بن علي الحنفي قال: أنَّ قَيسَ بنَ طَلْقٍ حدَّثَهُم، أنَّ أباه طَلْقَ بنَ علِيٍّ قال: بَنَيتُ المسجِدَ مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وكان يقولُ: "قَرِّبِ اليَماميَّ مِن الطينِ؛ فإنَّه أحسَنُكُم له مَسًّا، وأشَدُّكُم مَنكِبًا"(أخرجه أحمد، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن).

 

38- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالتِ النِّساءُ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: غَلَبَنا عَلَيْكَ الرِّجالُ، فاجْعَلْ لَنا يَوْمًا مِن نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فِيما قالَ لهنَّ: "ما مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثَةً مِن ولَدِها، إلّا كانَ لَها حِجابًا مِنَ النّارِ" فَقالتِ امْرَأَةٌ: واثْنَتَيْنِ؟ فَقالَ: "واثْنَتَيْنِ"(رواه البخاري:١٠١).

 

 

39- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: أَرِقَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: "لَيْتَ رَجُلًا صالِحًا مِن أصْحابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ" إذْ سَمِعْنا صَوْتَ السِّلاحِ، قالَ: "مَن هذا؟"، قالَ سَعْدٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، جِئْتُ أحْرُسُكَ، فَنامَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- حتّى سَمِعْنا غَطِيطَهُ (أخرجه البخاري:٧٢٣١، ومسلم:٢٤١٠).

 

40- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نَعى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَواحَةَ لِلنّاسِ، قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ أخَذَ الرّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ، وعَيْناهُ تَذْرِفانِ حتّى أخَذَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حتّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم (رواه البخاري:٣٧٥٧).

 

41- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في سَفَرٍ، فَصامَ بَعْضٌ، وَأَفْطَرَ بَعْضٌ فَتَحَزَّمَ المُفْطِرُونَ وَعَمِلُوا وَضَعُفَ الصُّوّامُ، عن بَعْضِ العَمَلِ، قالَ: فَقالَ في ذلكَ: "ذَهَبَ المُفْطِرُونَ اليومَ بالأجْرِ"(أخرجه البخاري:٢٨٩٠، ومسلم:١١١٩).

 

42- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: طُلِّقَتْ خالَتِي، فأرادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَها، فَزَجَرَها رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ، فأتَتِ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ: "بَلى فَجُدِّي نَخْلَكِ، فإنَّكِ عَسى أَنْ تَصَدَّقِي، أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا"(رواه مسلم:١٤٨٣).

 

43- عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه قال: لما أُصيبَ أكحُلُ سعدٍ يومَ الخندقِ فثقُل حوَّلوه عند امرأةٍ يقال لها رُفَيدةُ وكانت تُداوي الجرْحى فكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا مرَّ به يقولُ: "كيف أمسيتَ؟" وإذا أصبح "كيف أصبحتَ؟" فيُخبرُه (رواه البخاري في الأدب المفرد:٨٥٩، وصححه الألباني).

 

44- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لَمّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النّاسُ عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: وَلقَدْ رَأَيْتُ عائِشَةَ بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتانِ، أَرى خَدَمَ سُوقِهِما تَنْقُزانِ القِرَبَ، وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلانِ القِرَبَ على مُتُونِهِما، ثُمَّ تُفْرِغانِهِ في أَفْواهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعانِ فَتَمْلَآَنِها، ثُمَّ تَجِيئانِ فَتُفْرِغانِها في أَفْواهِ القَوْمِ (أخرجه  البخاري:٢٨٨٠، ومسلم:١٨١١).

 

45- عن أم عطية نسيبة بنت كعب رضي الله عنها قالت: غَزَوْتُ مع رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سَبْعَ غَزَواتٍ، أَخْلُفُهُمْ في رِحالِهِمْ، فأصْنَعُ لهمُ الطَّعامَ، وَأُداوِي الجَرْحى، وَأَقُومُ على المَرْضى (أخرجه مسلم:١٨١٢).

 

46- عن أم حرام بنت ملحان -رضي الله عنها- قالت: نامَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلتُ: ما أَضْحَكَكَ؟ قالَ: "أُناسٌ مِن أُمَّتي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هذا البَحْرَ الأخْضَرَ كالْمُلُوكِ على الأسِرَّةِ" قالَتْ: فادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ فَدَعا لَها، ثُمَّ نامَ الثّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَها، فَقالَتْ مِثْلَ قَوْلِها، فأجابَها مِثْلَها فَقالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، فَقالَ: "أَنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ"، فَخَرَجَتْ مع زَوْجِها عُبادَةَ بنِ الصّامِتِ غازِيًا أَوَّلَ ما رَكِبَ المُسْلِمُونَ البَحْرَ مع مُعاوِيَةَ، فَلَمّا انْصَرَفُوا مِن غَزْوِهِمْ قافِلِينَ، فَنَزَلُوا الشَّامَ، فَقُرِّبَتْ إلَيْها دابَّةٌ لِتَرْكَبَها، فَصَرَعَتْها، فَماتَتْ (أخرجه البخاري:٢٧٩٩-٢٨٠٠، ومسلم:١٩١٢).

 

47- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قَاَل: قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ"(رواه البخاري:٢٤٨٦).

 

48- عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قَاَل: إنْ كُنّا لَنَفْرَحُ بيَومِ الجُمُعَةِ، كانَتْ لنا عَجُوزٌ تَأْخُذُ أُصُولَ السِّلْقِ، فَتَجْعَلُهُ في قِدْرٍ لَها، فَتَجْعَلُ فيه حَبّاتٍ مِن شَعِيرٍ، إذا صَلَّيْنا زُرْناها فَقَرَّبَتْهُ إلَيْنا، وكُنّا نَفْرَحُ بيَومِ الجُمُعَةِ مِن أجْلِ ذلكَ، وما كُنّا نَتَغَدّى، ولا نَقِيلُ إلّا بَعْدَ الجُمُعَةِ، واللَّهِ ما فيه شَحْمٌ ولا ودَكٌ (رواه البخاري:٥٤٠٣).

 

49- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قَاَل: إنِّي سابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بأُمِّهِ، فَقالَ لي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جاهِلِيَّةٌ، إخْوانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممّا يَلْبَسُ، ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ"(رواه البخاري:٣٠).

 

50- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَاَل: قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-: "كانَ رَجُلٌ يُدايِنُ النّاسَ، فَكانَ يقولُ لِفَتاهُ: إذا أتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجاوَزْ عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجاوَزُ عَنّا، فَلَقِيَ اللَّهَ فَتَجاوَزَ عنْه"(أخرجه البخاري:٣٤٨٠، ومسلم:١٥٦٢).

 

51- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها سئلت ما كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ - فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ (رواه البخاري:٦٧٦).

 

52- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صَحِبْتُ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، فَكانَ يَخْدُمُنِي وهو أكْبَرُ مِن أنَسٍ قالَ جَرِيرٌ: إنِّي رَأَيْتُ الأنْصارَ يَصْنَعُونَ شيئًا، لا أجِدُ أحَدًا منهمْ إلّا أكْرَمْتُهُ"(أخرجه البخاري:٢٨٨٨، ومسلم:٢٥١٣).

 

 

الاثار

1- قال الحسن رحمه الله: "إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة"(لطائف المعارف:432).

 

2- قال الحسن رحمه الله: "من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في الدنيا فألقها في نحره"(إحياء علوم الدين:3-253).

 

3- مالك بن دينار: "إن صدور المسلمين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور، والله تعالى يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله"(الزهد لأحمد:1891).

 

القصص

1- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بيْنَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَماشَوْنَ أخَذَهُمُ المَطَرُ، فَمالُوا إلى غارٍ في الجَبَلِ، فانْحَطَّتْ على فَمِ غارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فأطْبَقَتْ عليهم، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أعْمالًا عَمِلْتُمُوها لِلَّهِ صالِحَةً، فادْعُوا اللَّهَ بها لَعَلَّهُ يَفْرُجُها. فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي والِدانِ شيخانِ كَبِيرانِ، ولِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أرْعى عليهم، فإذا رُحْتُ عليهم فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالِدَيَّ أسْقِيهِما قَبْلَ ولَدِي، وإنَّه ناءَ بيَ الشَّجَرُ، فَما أتَيْتُ حتّى أمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُما قدْ ناما، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِما، وأَكْرَهُ أنْ أبْدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرى مِنْها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لهمْ فُرْجَةً حتّى يَرَوْنَ مِنْها السَّماءَ. وقالَ الثّانِي: اللَّهُمَّ إنَّه كانَتْ لي ابْنَةُ عَمٍّ أُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فَطَلَبْتُ إلَيْها نَفْسَها، فأبَتْ حتّى آتِيَها بمِئَةِ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ حتّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينارٍ فَلَقِيتُها بها، فَلَمّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، ولا تَفْتَحِ الخاتَمَ، فَقُمْتُ عَنْها، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي قدْ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا مِنْها. فَفَرَجَ لهمْ فُرْجَةً. وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقِ أرُزٍّ، فَلَمّا قَضى عَمَلَهُ قالَ: أعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه حَقَّهُ فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عنْه، فَلَمْ أزَلْ أزْرَعُهُ حتّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وراعِيَها، فَجاءَنِي فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَظْلِمْنِي وأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وراعِيها، فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَهْزَأْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أهْزَأُ بكَ، فَخُذْ ذلكَ البَقَرَ وراعِيَها، فأخَذَهُ فانْطَلَقَ بها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ، فافْرُجْ ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عنْهمْ"(أخرجه البخاري:٥٩٧٤، ومسلم:٢٧٤٣).

 

2- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال:  إنّا يَومَ الخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجاؤُوا النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالوا: هذِه كُدْيَةٌ عَرَضَتْ في الخَنْدَقِ، فَقالَ: "أنا نازِلٌ". ثُمَّ قامَ وبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بحَجَرٍ، ولَبِثْنا ثَلاثَةَ أيّامٍ لا نَذُوقُ ذَواقًا، فأخَذَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَعادَ كَثِيبًا أهْيَلَ -أوْ أهْيَمَ- فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لي إلى البَيْتِ، فَقُلتُ لِامْرَأَتِي: رَأَيْتُ بالنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، ما كانَ في ذلكَ صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيءٌ؟ قالَتْ: عِندِي شَعِيرٌ وعَناقٌ، فَذَبَحْتُ العَناقَ، وطَحَنَتِ الشَّعِيرَ حتّى جَعَلْنا اللَّحْمَ في البُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- والعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ، والبُرْمَةُ بيْنَ الأثافِيِّ قدْ كادَتْ أنْ تَنْضَجَ، فَقُلتُ: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ ورَجُلٌ أوْ رَجُلانِ، قالَ: "كَمْ هو؟" فَذَكَرْتُ له، قالَ: "كَثِيرٌ طَيِّبٌ"، قالَ: "قُلْ لَها: لا تَنْزِعِ البُرْمَةَ، ولا الخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حتّى آتِيَ"، فَقالَ: قُومُوا. فَقامَ المُهاجِرُونَ والأنْصارُ، فَلَمّا دَخَلَ على امْرَأَتِهِ قالَ: ويْحَكِ! جاءَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بالمُهاجِرِينَ والأنْصارِ ومَن معهُمْ، قالَتْ: هلْ سَأَلَكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، فَقالَ: ادْخُلُوا ولا تَضاغَطُوا. فَجَعَلَ يَكْسِرُ الخُبْزَ، ويَجْعَلُ عليه اللَّحْمَ، ويُخَمِّرُ البُرْمَةَ والتَّنُّورَ إذا أخَذَ منه، ويُقَرِّبُ إلى أصْحابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الخُبْزَ، ويَغْرِفُ حتّى شَبِعُوا وبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قالَ: كُلِي هذا وأَهْدِي؛ فإنَّ النّاسَ أصابَتْهُمْ مَجاعَةٌ (رواه البخاري:٤١٠١).

 

3-  عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قالت: كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ خِدْمَةَ البَيْتِ، وَكانَ له فَرَسٌ، وَكُنْتُ أَسُوسُهُ، فَلَمْ يَكُنْ مِنَ الخِدْمَةِ شيءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِن سِياسَةِ الفَرَسِ، كُنْتُ أَحْتَشُّ له وَأَقُومُ عليه وَأَسُوسُهُ، قالَ: ثُمَّ إنَّها أَصابَتْ خادِمًا، جاءَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سَبْيٌ فأعْطاها خادِمًا، قالَتْ: كَفَتْنِي سِياسَةَ الفَرَسِ، فألْقَتْ عَنِّي مَؤُونَتَهُ. فَجاءَنِي رَجُلٌ فَقالَ: يا أُمَّ عبدِ اللهِ إنِّي رَجُلٌ فقِيرٌ، أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ في ظِلِّ دارِكِ، قالَتْ: إنِّي إنْ رَخَّصْتُ لكَ أَبى ذاكَ الزُّبَيْرُ، فَتَعالَ فاطْلُبْ إلَيَّ، والزُّبَيْرُ شاهِدٌ، فَجاءَ فَقالَ: يا أُمَّ عبدِ اللهِ إنِّي رَجُلٌ فقِيرٌ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ في ظِلِّ دارِكِ، فَقالَتْ: ما لكَ بالمَدِينَةِ إلّا دارِي؟ فَقالَ لَها الزُّبَيْرُ: ما لَكِ أَنْ تَمْنَعِي رَجُلًا فقِيرًا يَبِيعُ؟ فَكانَ يَبِيعُ إلى أَنْ كَسَبَ، فَبِعْتُهُ الجارِيَةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ وَثَمَنُها في حَجْرِي، فَقالَ: هَبِيها لِي، قالَتْ: إنِّي قدْ تَصَدَّقْتُ بها (رواه مسلم:٢١٨٢).

 

4- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وذلك أن رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - خرج إلى الناس يومًا فنادى فيهم: "أن اجمعوا صدقاتكم"، فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من أحوجهم بمنٍّ من تمر فقال: يا رسول الله، هذا صاع من تمر بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما وأتيتك بالآخر، فأمره رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - أن ينثره في الصدقات، فسخر منه رجال، وقالوا: والله إنَّ الله ورسوله لغنيَّان عن هذا، وما يصنعان بصاعك من شيء، ثم إن عبدالرحمن بن عوف رجل من قريش من بني زهرة، قال لرسول الله - -صلى الله عليه وسلم- -: هل بقي من أحد من أهل هذه الصدقات؟ فقال: "لا"، فقال عبدالرحمن بن عوف: إن عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب: أمجنون أنت؟، فقال: ليس بي جنون، فقال: أتعلم ما قلت؟! قال: نعم؛ مالي ثمانية آلاف، أما أربعة فأقرضها ربى، وأما أربعة آلاف فلي، فقال له رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- -: "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت"، وكره المنافقون فقالوا: والله ما أعطى عبدالرحمن عطيَّتَه إلا رياءً، وهم كاذبون إنما كان به متطوعًا، فأنزل الله عذره وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر، فقال الله في كتابه: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ) (تفسير الطبري).

 

5- قال ابن كثير: "قال أسلم: خرجت ليلة مع عمر إلى ظاهر المدينة فلاح لنا بيت شعر فقصدناه، فإذا فيه امرأة تمخض وتبكي، فسألها عمر عن حالها، فقالت: أنا امرأة عربية، وليس عندي شيء، فبكى عمر وعاد يهرول إلى بيته، فقال لامرأته - أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب -: هل لك في أجر ساقه الله إليك؟، وأخبرها بالخبر، فقالت: نعم، فحمل على ظهره دقيقًا وشحمًا، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة وجاءا فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها - وهو لا يعرفه - يتحدَّث، فوضعت المرأة غلامًا، فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك، وأخذ يعتذر إلى عمر، فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أوصلهم بنفقة وما يصلحهم وانصرف"(انظر: البداية والنهاية:5-213).

 

الحكم

1- قال لقمان لابنه: "من يفعل الخير يغنم"(إحياء علوم الدين:44).

 

2- قال الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس

(العقد الفريد- المقدمة)

 

3- قال أبو حيان التوحيدي:

زيادة المرء في دنياه نقصان *** وربحه غير محض الخير خسران

(وفيات الأعيان:1-356)

 

4- قال ياسر حارب: "إن من يحمل الخير إلى الناس عليه أن يتحمل الألم الذي سيأتيه منهم, الألم والغفران يملآن أرواحنا بالحياة"(اخلع حذاءك:78).

 

5- قال حكيم: "إن تعبت في الخير فإن التعب يزول والخير يبقى، وإن تلذذت بالآثام فإن اللذة تزول والآثام تبقى"(الأمثال في القرآن والسنة والعامية؛ لرجب محمود إبراهيم بخيت).

متفرقات

1- قال الخطابي عند حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة: "هذا قول ثناء ومدح استحقه هذا الرجل فـي أمر تبرع به لم يكن يلزمه من جهة الحكم فحمد عليه، وإنما هو الترغيب في الإحسان والنـدب إليه وليس من باب ما يجب ويلزم في شيء"(معالم السنن:3-79).

 

2- قال ابن حجر عند حديث "ذهب المفطرون بالأجر" قال: "أي الوافر، وليس المراد نقص أجر الصوام بل المـراد أن المفطرين حصل لهم أجر عملهم ومثل أجر الصوام لتعاطيهم أشغالهم وأشغال الصوام"(فتح الباري:6-179).

 

3- قال الحسن وغيره في قوله تعالى: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ): "أي أراد سائر الأعمال، يعني: فعل غير المفترض عليه من زكاة وصلاة وطواف وغيرها من أنواع الطاعات، وقوله تعالى: (فَإِنَّ اللهَ)؛ أي: مجاز لعبده بعمله، (عَلِيمٌ) بنيَّته، والشكر من الله تعالى أن يعطي لعبده فوق ما يستحق، يشكر اليسير، ويعطي الكثير"(تفسير البغوي).

 

4- قال أبو جعفر عند قوله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ): قال: "المعروف ، هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير"(تفسير الطبري).

 

5- أجاب المهلب عن السؤال: "كيف جاز أن يباشر النساء الجرحى وهم غير ذوي محارم

منهن؟ فقال: إنه يجوز ذلك للمتجالات منهن لأن موضع الجرح لا يلتذ بلمسه، بل تقشـعر منـه الجلود، وتهابه النفوس... وأما غير المتجالات منهن فيعالجن الجرحى بغير مباشرة منهن لهـم، بأن يصنعن الدواء ويضعه غيرهن على الجرح، ولا يمسسن شيئاً من جسده"(شرح ابن بطال:5-83).

 

6- قال الدكتور أكرم العمري، فقال: "هذه الآثار تدل على جواز الانتفاع بالنسـاء عند الضرورة لمداواة الجرحى وخدمتهم إذا أمنت فتنتهن مع لزومهن الستر والصيانة، ولهن أن يدافعن عن أنفسهن بالقتال إذا تعرضن لهن الأعداء"(السيرة النبوية الصحيحة للعمري:2-390).

 

7- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمة الله- : "يدخل في المعروف كل خير ، وفي المنكر كل شر"(الإيمان:131).

 

8- قال النووي رحمه الله في شرح حديث: "من نفس عن مؤمن..": "وفيه فضل قضاء حوائج الناس ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشاعة أو مصلحة أو نصيحة أو غير ذلك"(شرح مسلم).

 

9- قال الدكتور موسى لاشين: "الطرف الثاني طرف المعطي للجميل، وواجبـه ألا يبغـي

لجميله مقابلاً، فإن بغى مقابلاً كان تاجراً أو بائعاً، ولم يكن صانعاً لمعروف، الأرقى من هذا ألا ينتظر جزاء ولا شكراً إلا من الله، إن الطرف الثاني المعطي يخشى من شكر الآخذ على ما أخذ أن ينتقص ذلك من أجر عطائه، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينقص ذلك من أجره، وإنما هذه بشـرى عاجلـة بجزاء محفوظ عند الله"(فتح المنعم شرح صحيح مسلم:10-150).

 

10- قال د. محمد عبدالقادر أبو فارس حيث قال: "هناك نـوازع للخير عند الإنسان وهناك عنصر العاطفة والرحمة والشفقة يمكن أن يكون لها دور في الوقـوف بجانب المظلومين والمضطهدين ويمكن استثارة هذه العوامل والعناصـر وتوجيههـا لمناصـرة الخير وأهله والحق ودعوته"(السيرة النبوية دراسة تحليلية؛ د. محمد عبدالقادر أبو فارس، ص166).

 

الإحالات

1- التطوع في القرآن الكريم؛ للمثنى محمود.

 

2- التطوع؛ ليوسف العثيمين.

 

3- الأعمال التطوعية في الإسلام؛ لمحمد القاضي.

 

4- تفعيل العمل التطوعي؛ لصالح التويجري.

 

5- التربية على العمل التطوعي وعلاقته بالحاجات الإنسانية؛ لعبداللطيف الرباح.