تصوير

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التصوير في أصل اللغة العربية: معناه الإنشاء والترتيب والتمييز، ومنه «المصوِّر» أحد أسماء الله تعالى: وهو الذي صوَّر جميع الموجودات ورتَّبها، فأعطى كلَّ شيء منها صورة خاصة، وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها [النهاية لابن الأثير (58/ 3)].

ومنه قوله تعالى: (ثم صوَّرناكم) [الأعراف: 7] (وصوَّركم فأحسن صوركم) [التغابن: 3] (في أي صورة ما شاء ركَّبك) [الانفطار: 8] (هو الذي يصوِّركم في الأرحام) [آل عمران: 6].

ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعاً» [رواه أحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة].

قال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن: فالصورة: أراد بها ما خُصَّ الإنسان بها من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة، وبها فضَّله على كثير من خلقه. [معجم مفردات ألفاظ القرآن: ( ص297) ] .

العناصر

1- من العبث تصوير الآيات على هيئة رجل ساجد أو طير ونحو ذلك .

 

 

2- النهي عن تصوير ما فيه روح في الثياب والجدران والورق سواء كان مرسوما أو مطبوعا أو محفورا أو منقوشا أو مصبوبا بقوالب ونحو ذلك .

 

 

3- موقف الإسلام من العلم الحديث .

 

 

4- صور من الاستخدام السيئ للتقنيات الحديثة .

 

 

5- التحذير من تصوير النساء المؤمنات الغافلات والفتيات الشريفات العفيفات عبر الهواتف المحمولة في الأفراح والمناسبات .

 

 

6- عقوبة الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.

 

 

7- وصايا لأولياء الأمور و للنساء خاصة.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج:73]
2- قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [غافر:64].
3- قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [التغابن:3].
4- قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ) [الانفطار:7،8].

الاحاديث

1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون» [صحيح البخاري اللباس (5950)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2109)، سنن النسائي الزينة (5364)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 375) ] .

 

2- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم» [صحيح البخاري اللباس (5951)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2108)، سنن النسائي الزينة (5361)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 55) ] .

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة» [صحيح البخاري التوحيد (7559)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2111)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 232) ] .

 

4- عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلون وجهه وقال: يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين» [صحيح البخاري البيوع (2105)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2107)، سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2468)، سنن ابن ماجه اللباس (3653)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 246)، موطأ مالك الجامع (1803) ] .

 

5- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ» [صحيح البخاري اللباس (5963)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2110)، سنن الترمذي اللباس (1751)، سنن النسائي الزينة (5358)، سنن أبو داود الأدب (5024)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 360)] .

 

6- عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم». قال ابن عباس رضي الله عنهما: فإن كنت لا بد فاعلا فاصدع الشجر وما لا روح فيه. [صحيح البخاري البيوع (2225)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2110)، سنن الترمذي اللباس (1751)، سنن النسائي الزينة (5358)، سنن أبو داود الأدب (5024)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 308)] .

 

7- عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور» [صحيح البخاري اللباس (5962)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 308) ] .

 

8- عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصورة فأفتني فيها، فقال له: ادن مني. فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه فقال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل مصور في النار ويجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم» [صحيح مسلم اللباس والزينة (2110)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 308)]، وقال: «إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له» [صحيح مسلم بشرح النووي ج 14 ص 93 طبعة دار الفكر ببيروت] .

الاثار

1- عن ابن عباس رضي الله عنهما: " صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد؛ أما (ود) كانت لكلب بدومة الجندل، وأما (سواع) كانت لهذيل، وأما (يغوث) فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ، وأما (يعوق) فكانت لهمدان، وأما (نسر) فكانت لحمير لآل ذي الكلاع؛ أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً، وسموها بأسمائهم - ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم - عبدتْ. رواه البخاري.
2- عن محمد بن قيس أنه قال: " أن يغوث ويعوق ونسراً كانوا قوماً صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم: لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة، فصوروهم، فلما ماتوا وجاء آخرون دَبَّ إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يستسقون المطر، فعبدوهم " تفسير الطبري.
3- قال عكرمة: " كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، فأتى هؤلاء فأفسدوا التوحيد والإسلام وإفراد الله بالعبادة بسبب الصور التي صوروها ".
4- عن سالم بن عبدالله بن عمر أنه كان متكئاً على وسادة حمراء فيها تماثيل، فقلت له في ذلك، فقال: " إنما يكره هذا لمن ينصبه ويصنعه " الاستذكار لابن عبد البر.
5- قال المرداوي: " قال الإمام أحمد رحمه الله: يحرم تعليق ما فيه صورة حيوان أو ستر الجدار به, ويحرم تصويره, ولا يحرم افتراشه أو جعله مخدة " الإنصاف للمرداوي.

القصص

عن أسلم مولى عمر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين قدم الشام صنع له رجل من النصارى طعاماً، فقال لعمر: إني أحب أن تجيئني وتكرمني أنت وأصحابك، وهو رجل من عظماء الشام، فقال له عمر - رضي الله عنه -: " إنا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها ".

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- قال المروزي: قلت لأبي عبد الله: فالرجل يدعى فيرى سترا عليه تصاوير؟ قال: لا ينظر إليه، قلت: قد نظرت إليه، كيف أصنع أهتكه؟ قال: يحرق شيء الناس؟ ولكن إن أمكنك خلعه خلعته، قلت: فالرجل يكتري البيت يرى فيه تصاوير ترى أن يحكه؟ قال: نعم، قلت: فإن دخلت حماماً فرأيت فيه صورة ترى أن أحك الرأس؟ قال: نعم. (الآداب الشرعية)
2- قال ابن عقيل: " وسئل هل يجوز تحريق الثياب التي عليها الصور؟ قال: لا يجوز؛ لأنها يمكن أن تكون مفارش بخلاف غيرها " الآداب الشرعية.
3- عن عائشة أم المؤمنين أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة).
* قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وإنما فعل ذلك أوائلهم؛ ليستأنسوا برؤية تلك الصور ويتذكروا أحوالهم الصالحة فيجتهدوا كاجتهادهم - زعموا - ثم خلف من بعدهم خلف جهلوا مرادهم ووسوس لهم الشيطان أن أسلافكم كانوا يعبدون هذه الصور ويعظمونها فعبدوها ولهذا حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مثل ذلك سداً للذريعة المؤدية إلى ذلك.. " ثم قال: " وفي الحديث دليل على تحريم التصوير " فتح الباري.
4- قال النووي: " قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أودرهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها وأما تصوير صورة الشجر ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام هذا حكم نفس التصوير " شرح صحيح مسلم.
5- قال النووي: " وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم) فهو الذي يسميه الأصوليون أمر تعجيز كقوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ)، وأما قوله في رواية ابن عباس: ( يجعل له) فهو بفتح الياء من يجعل، والفاعل هو الله تعالى، أضمر للعلم به، قال القاضي في رواية ابن عباس: يحتمل أن معناها أن الصورة التي صورها هي تعذبه، بعد أن يجعل فيها روح، وتكون الباء في ( بكل ) بمعنى في قال: ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة ومكانها شخصا يعذبه، وتكون الباء بمعنى لام السبب وهذه الأحاديث صريحة في تحريم تصوير الحيوان، وأنه غليظ التحريم، وأما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا تحرم صنعته، ولا التكسب به " شرح صحيح مسلم.
6- قال رحمه الله: " وأما قوله تعالى في الحديث القدسي: " فليخلقوا ذَرَّة أو حبة أو شعيرة " فمعناه: فليخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كهذه الذرة التي هي خلق الله تعالى وكذلك فليخلقوا حبة حنطة أو شعير، أي: ليخلقوا حبة فيها طعم تؤكل وتزرع وتنبت ويوجد فيها ما يوجد في حبة الحنطة والشعير ونحوهما من الحب الذي يخلقه الله تعالى وهذا أمر تعجيز " شرح صحيح مسلم.
7- قال ابن القيم: " فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل " إغاثة اللهفان.
8- عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبراً مشرفا إلا سويته وفي رواية (ولا صورة إلا طمستها).
* قال ابن القيم: " والتماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة " الفوائد لابن القيم.
* قال شيخ الإسلام: فأمره بمحو التمثالين الصورة الممثلة على صورة الميت والتمثال الشاخص المشرف فوق قبره؛ فإن الشرك يحصل بهذا و بهذا " مجموع الفتاوى.
9- قال ابن القيم رحمه الله في بيان تلاعب الشيطان بالنصارى: " وتلاعب بهم في تصوير الصور في الكنائس وعبادتها فلا تجد كنيسة من كنائسهم تخلو عن صورة مريم والمسيح وجرجس وبطرس وغيرهم من القديسين عندهم والشهداء وأكثرهم يسجدون للصور ويدعونها من دون الله تعالى حتى لقد كتب بطريق الإسكندرية إلى ملك الروم كتابا يحتج فيه للسجود للصور: بأن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يصور في قبة الزمان صورة الساروس وبأن سليمان بن داود لما عمل الهيكل عمل صورة الساروس من ذهب ونصبها داخل الهيكل ثم قال في كتابه: وإنما مثال هذا مثال الملك يكتب إلى بعض عماله كتابا فيأخذه العامل ويقبله ويضعه على عينيه ويقوم له لا تعظيما للقرطاس والمداد بل تعظيما للملك كذلك السجود للصور تعظيم لاسم ذلك المصور لا للأصباغ والألوان، وبهذا المثال بعينه عبدت الأصنام " إغاثة اللهفان.
10- قال أيضاً: " وغالب شرك الأمم كان من جهة الصور والقبور " زاد المعاد.
11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وهؤلاء عشاق الصور من أعظم الناس عذاباً في الدنيا وأقلهم ثواباً، فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقاً بها مستعبداً لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى، فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضرراً عليه ممن يفعل ذنباً ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه، وهؤلاء يشبّهون بالسكارى والمجانين كما قيل:

سَكران سُكر هوىً وسُكر مدامةٍ *** ومتى إفـاقـة مـن بـه سُـكران؟ "العبودية لابن تيمية.

12- قال أيضاً: " فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته واستكبر عن ذلك فلا بد أن يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله، فيكون هذا الإنسان عبداً لذلك المراد المحبوب إما المال وإما الجاه وإما الصور.. " العبودية لابن تيمية.
13- قال أيضاً: " ولهذا دخل الشيطان من هذين البابين على كثير من النساك؛ فتوسّعوا في النظر إلى الصور المنهي عن النظر إليها، وفي استماع الأقوال والأصوات التي نهوا عن استماعها، ولم يكتف الشيطان بذلك حتى زين لهم أن جعلوا ما نهوا عنه عبادة وقربة وطاعة؛ فلم يحرِّموا ما حرَّم الله ورسوله، ولم يدينوا دين الحق " الاستقامة.
14- قال بن القيم: " والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوه، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع مانع " الداء والدواء.
15- قال أيضاً: " ومن الكبائر تصوير الحيوان سواء كان له ظل أو لم يكن " أعلام الموقعين.
16- قال ابن مفلح: " يحرم تصوير حيوان برأس ولو في سرير، أو حائط, أو سقف, أو بيت، أو قبة، واستعمال ما هو فيه بلا ضرورة، وجعله ستراً مطلقاً " الآداب الشرعية.
17- قال عبد العزيز بن باز: " ولقد غلط غلطاً فاحشاً من فرق بين التصوير الشمسي والتصوير النحتي، وبعبارة أخرى بين التصوير الذي له ظل والذي لا ظل له؛ لأن الأحاديث الواردة في هذه المسألة تعمُّ النوعين وتنظمها انتظاماً واحداً ولأن المضار والمفاسد التي في التصوير النحتي وما له ظل مثل المفاسد والأضرار التي في التصوير الشمسي، بل التصوير الشمسي أعظم ضرراً وأكثر فساداً من وجوه كثيرة نسأل الله أن يمنّ علينا وعلى المسلمين بالعافية من النوعين جميعاً وأن يصلح أحوال الأمة " التنوير فيما ورد في حكم التصوير.
18- قال أيضاً: " ولا فرق في هذا بين الصور المجسمة وغيرها من المنقوش في ستر أو قرطاس أو نحوها، ولا بين صور الآدميين وغيرها من كل ذي روح، ولا بين صور الملوك والعلماء وغيرهم بل التحريم في صور الملوك والعلماء ونحوهم من المعظمين أشد؛ لأن الفتنة بهم أعظم ونصب صورهم في المجالس ونحوها وتعظيمها من أعظم وسائل الشرك وعبادة أرباب الصور من دون الله كما وقع ذلك لقوم نوح " التنوير فيما ورد في حكم التصوير.
19- أجاب ابن قدامة عن سؤال من دعي إلى وليمة ورأى في مكان الدعوة صوراً بقوله: " فإن رأى نقوشا وصورَ شجر ونحوها فلا بأس بذلك؛ لأن تلك نقوش فهي كالعلم في الثوب، وإن كانت فيه صور حيوان في موضع يوطأ أو يتكأ عليها كالتي في البسط والوسائد جاز أيضا، وإن كانت على الستور والحيطان وما لا يوطأ، وأمكنه حطها أو قطع رؤوسها فعل وجلس، وإن لم يمكن ذلك انصرف، ولم يجلس وعلى هذا أكثر أهل العلم " المغني لابن قدامة.
20- عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه هتكه, وتلون وجهه وقال: (يا عائشة! أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله), قالت عائشة: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين، فقد رأيته متكئاً على إحداهما وفيها صورة.
* قال ابن حجر: " واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ الصور إذا كانت لا ظل لها، وهي مع ذلك مما يوطأ ويداس ويمتهن بالاستعمال؛ كالوسائد والمخاد، وذكر أن النووي قال: وعلى هذا قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين، وهو قول مالك وأبوحنيفة والشافعي ووجه عند أحمد وذكر أن النووي وأبوبكر بن العربي المالكي نقلا الإجماع على تحريم الصور التي لها ظل " فتح الباري.
21- عن عائشة أنها كانت تلعب بالبنات فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بصواحبي يلعبن معي.
* قال ابن حجر: " استدل بهذا على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن؛ لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن، وهذا خاص من النهي عن الصور التي لها ظل، وجزم بذلك بن عياض، ونقله عن الجمهور " فتح الباري.
22- قال ابن عثيمين رحمه الله: " الذي يصور بالآلة ( الكاميرا ) لا يدخل في الوعيد الذي في الأحاديث إذا كان هذا لغرض مباح؛ مثل الرخصة والبطاقة وجواز السفر ومثل ذلك, أما إذا كان لغرض حرام فيدخل في الوعيد مثل صور الذكرى؛ سواء كانت للتمتع بالنظر إليها فقط، أو التلذذ بها، أو من أجل الحنان والشوق إلى الذكرى فإن ذلك يحرم ولا يجوز؛ لما فيه اقتناء الصور؛ لأنه لا شك أن هذه صورة، ولا أحد ينكر ذلك " القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين.
23- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لنا ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثم حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا) وكانت لنا قطيفة كنا نقول علمها حرير فكنا نلبسها.
* قال النووي: "هذا محمول على أنه كان قبل التحريم فلهذا كان يدخل ولا ينكره، ومن قال غير ذلك فعليه الدليل والبرهان؛ لإثبات تأخره عن التحريم " شرح صحيح مسلم.
# مسائل عرضت على اللجنة الدائمة ووقع على إجاباتها سماحة الإمام #
24- المسألة الأولى: هل تصح الصلاة في الثوب الذي فيه صورة إنسان أو حيوان؟
الجواب: إذا صلى شخص في ثوب فيه صورة إنسان أو حيوان صحّت صلاته مع الإثم.
25- المسألة الثانية: هل يجوز الصلاة في بيت على جدرانه صور؟
الجواب: الصلاة في المكان الذي فيه صور غير جائزة إلا للضرورة، وهكذا الصلاة في الملابس التي تشتمل على صور لا تجوز لكن لو فعله صحت مع التحريم.
26- المسألة الثالثة: ما حكم شراء المجلات والجرائد المليئة بالصور مع ما فيها من أخبار مهمة؟
الجواب: المجلات والجرائد التي بها أخبار مهمة ومسائل علمية نافعة، وبها صور لذوات الأرواح يجوز شراؤها والانتفاع بما فيها من علم مفيد وأخبار مهمة؛ لأن المقصود منها ما فيها من العلم والأخبار والصور تابعة والحكم يتبع الأصل.
27- المسألة الرابعة: يقول السائل: هناك أمور تقلقني كثيراً ومنها مسألة الصور التي على النقود فقد ابتلينا بها ودخلت المساجد في جيوبنا، فهل دخولها إلى المساجد مما يسبب هرب الملائكة عنها فيحرم إدخالها؟ وهل تعتبر من الأشياء الممتهنة؟ ولا تمنع الصور الممتهنة دخول الملائكة إلى البيوت؟
الجواب: صور النقود لست متسبباً فيها وأنت مضطر إلى تملكها وحفظها في بيتك أو حملها معك للانتفاع بها بيعاً وشراءً وهبةً وصدقةً وتسديد دين ونحو ذلك من المصالح المشروعة فلا حرج عليك وليست ممتهنة بل مصونة تبعاً لصيانة ما هي فيه من النقد وإنما ارتفع الحرج عنك من أجل الضرورة.
28- المسألة الخامسة: ما حكم الإسلام في تعليق الصور بالحائط أو جدران المنازل؟
الجواب: تصوير ذوات الأرواح حرام وتعليقها على جدران المنازل حرام لما ثبت في ذلك من الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريمها وتحريم اتخاذها من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)) متفق عليه. وقوله لعلي -رضي الله عنه-: ((لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)) رواه مسلم.
29- سئل فضيلة الشيخ عن حكم التصوير الفوتوغرافي؟
فأجاب حفظه الله بقوله: " الصور الفوتوغرافية الذي نرى فيها أن هذه الآلة التي تخرج الصورة فوراً وليس للإنسان في الصورة أي عمل نرى أن هذا ليس من باب التصوير وإنما هو من باب صورة صورها الله عز وجل بواسطة هذه الآلة فهي انطباع لا فعل للعبد فيه من حيث التصوير، والأحاديث الواردة إنما هي في التصوير الذي يكون بفعل العبد ويضاهي به خلق الله، ويتبين لك ذلك جيدا بما لو كتب لك شخصا رسالة فصورتها في الآلة الفوتوغرافية فإن هذه الصورة التي تخرج ليست هي من فعل الذي أدار الآلة وحركها فإن هذا الذي حرك الآلة ربما يكون لا يعرف الكتابة أصلا والناس يعرفون أن هذا كتابة الأول، والثاني ليس له أي فعل فيها، ولكن إذا صور هذا التصوير الفوتوغرافي لغرض محرم فإنه يكون حراماً تحريم الوسائل " فتاوى ابن عثيمين.
30- فتوى ابن عثيمين عن الاحتجاج بفتواه في إباحة التصوير على الإطلاق
سؤال: مدرسنا رجل طيب، ويحب الخير، لكنه يعلق صور رياضيين في الصحائف، ويسمح للطلاب أن يدخلوا بالكاميرات في الاجتماعات المدرسية, فإذا حدثناه في ذلك قال: أن الشيخ ابن عثيمين ما حرم ذلك؟ أرجو أن تنصح ذلك غفر الله لنا ولك؟
الجواب:
طيب! أنا أرجو أن أنصحه عن اشتداده بقولي؛ لأني بشر أخطئ وأصيب, ولكن كل من أراد شيئاً وهوى شيئاً نسبه علي أنا لست أشجع تعليق صور الرياضيين, لا في المدارس ولا في غيرها, ولا أشجع أيضاً أن يحملها الإنسان فيما يسمى الألبوم عنده؛ فإن بعض الناس يتخذ من صور هؤلاء اللاعبين ظرفاً يدخر فيه هذه الصور، ثم إن اللاعبين الذين يقتني صورهم، أو يعلق صورهم؛ تعظيماً لهم؛ من هم! قد يكونون من غير المسلمين فيقع في قلب الإنسان محبة وتعظيماً لهذا الرجل الكافر المارد, وهذا خطر على الإنسان؛ من حب أعداء الله فإن قلبه ناقص المحبة لله، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في نونيته قال:
أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبا له ما ذاك في إمكان
أن يحب أعداء الله، ثم يقول أنا أحب الله!..
الحاصل أنني لم أقل بتعليق صور اللاعبين، بل لا أراه , وأرى أن الإنسان يبتعد عن ذلك, وأما الصور الفوتوغرافية الفورية - فأنا أقول: لا تدخل في ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم من التصوير؛ لأن الإنسان لم يعمل فيها شيئاً؛ لم يخطط العين، ولا الأنف، ولا الشفة، لكن يُنظَر لأي غرض صورها؛ قد يكون لغرض باطل؛ لاقتنائها عنده لذكرى، أو قد تكون صورة أمرد جميل مثلاً، أو ما أشبه ذلك, يقتنيها عنده، وكلما أراد أن يستمتع بها ذهب ينظر إليها.
المهم أن اقتناء الصور أرى أنه حرام إلا لحاجة , إذا كان لحاجة لا بأس مثل التابعية والرخصة وما إلى ذلك, أما نفس التصوير فهو شيء آخر غير الاقتناء.
أنا أعرف من إخواني هنا وممن سمع إذا نسب إليَّ قول يستنكره أن يتصل حتى يتبين أنه صحيح أو غير صحيح؛ لأن بعض الناس قد يفهم من كلامي شيئاً غير ما أريد، وقد يسألني عن شيء قد يصور السؤال بغير ما أجبته به، وما أشبه ذلك. (مفرغ من شريط موقف المسلم من الفتن لابن عثيمين).

التحليلات

الإحالات

1- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (25/64، 17/362) .

2- الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) حققه ورتبه: أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق الناشر: مكتبة الجيل الجديد، صنعاء – اليمن (10/5148) .

3- العلاقة المثلى بين الدعاة ووسائل الإتصال الحديثة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض الطبعة: الأولى، 1432 هـ (1/77) .

4- خطط الشام المؤلف: محمد بن عبد الرزاق بن محمَّد، كُرْد عَلي (المتوفى: 1372هـ) الناشر: مكتبة النوري، دمشق الطبعة: الثالثة، 1403 هـ - 1983 م (4/103) .

5- الموسوعة الفقهية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت

dorar.net (3/95) . 6- الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها) المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة الناشر: دار الفكر - سوريَّة – دمشق الطبعة: الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة) (4/2673) .

7- مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: دار أصداء المجتمع، المملكة العربية السعودية الطبعة: الحادية عشرة، 1431 هـ - 2010 م (1/34) .

8- منكرات الأفراح جمع وترتيب: أبي عبدالعزيز عبدالله بن سفر عبادة العبدلي الغامدي الطبعة الثانية 1412هـ (1/30) .

9- صناعة الصورة باليد مع بيان أحكام التصوير الفوتوغرافي تأليف: فضيلة الدكتور/ أ. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار الأستاذ بجامعة القصيم (1/13) .

10- شرح فقه النوازل الشارح : الشيخ سعد بن تركي الخثلان (1/187) .