تشدق

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

التَّشَدُّق: تَشَدَّق الرجل في كلامه: إِذا تكلم بشدقيه تفصُّحاً (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان بن سعيد الحميرى اليمني).

 

المتشدق: المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز (انظر: النهاية:2- 406).

 

شدق شدقا اتسع شدقه فهو أشدق وهي شدقاء وتشدق حرك شدقيه للمضغ ولوى شدقه بكلام يتفصح وخطيب أشدق جهير مفوه ويقال شفة شدقاء واسعة مشق الشدقين والشدق جانب الفم مما تحت الخد وكانت العرب تمتدح رحابة الشدقين لدلالتها على جهارة الصوت (المعجم الوسيط:1-476).

 

العناصر

1- صفة التشدق.

 

2- خطر التشدق.

 

3- حكم التشدق في الكلام.

 

4- مظاهر التشدق.

 

5- التشدق في الكلام من الكبر المنهي عنه.

 

6- أنواع الناس في التشدُّق.

 

الايات

1- قال الله تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)[المنافقون:4].

الاحاديث

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شرارُ أُمَّتي الثَّرثارونَ، والمتشدِّقُونَ، المتفَيهِقونَ، وخيارُ أُمَّتي أحاسِنُهُم أخلاقًا"(أخرجه أحمد:٨٨٢٢، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).

 

2- عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة”(رواه الترمذي:2853، وصححه الألباني).

 

3- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سيكونُ رجالٌ مِن أمتي يأكلونَ ألوانَ الطعامِ، ويشربونَ ألوانَ الشرابِ، ويلبَسونَ ألوانَ الثيابِ، ويتشدقونَ في الكلامِ، فأولئكَ شرارُ أُمَّتِي”(أخرجه الطبراني:٨-١٢٧ (٧٥١٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٦٦٣).

 

4- عن ابن عمر -رضي الله عنه- مرفوعا "إن من البيان لسحرا”(رواه البخاري:5046).

 

5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "من تعلم صرف الكلام ليصرف به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا”(رواه أبو داود:5006 وضعفه الألباني).

 

6- عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال: كنت من أصحاب الصفة فلقد رأيتنا وما منا إنسان عليه ثوب تام وقد اتخذ العرق في جلودنا طرقا من الغبار والوسخ إذ خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ليبشر فقراء المهاجرين" إذ أقبل رجل عليه شارة حسنة ما أدري من رأيت رجلا أملأ لعيني منه فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يتكلم بكلام إلا كلفته نفسه أن يأتي بكلام يعلو كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما انصرف قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يحب هذا وضربه يلوون ألسنتهم للناس لي البقرة لسانها في المرعى كذلك يلوي الله ألسنتهم ووجوههم في النار”(رواه الطبراني:170 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة:٧-١٢٦٢).

 

7- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا، وإنّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ" قالوا: يا رسولَ اللهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: "المتَكَبِّرونَ"(رواه الترمذي:٢٠١٨، وصححه الألباني). 

 

8- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كُنّا عِنْدَ عُمَرَ فَقالَ: نُهِينا عَنِ التَّكَلُّفِ (رواه البخاري:٧٢٩٣).

 

9- عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنّ امْرَأَةً قَتَلَتْ ضَرَّتَها بعَمُودِ فُسْطاطٍ، فَأُتِيَ فيه رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَضى على عاقِلَتِها بالدِّيَةِ، وكانَتْ حامِلًا، فَقَضى في الجَنِينِ بغُرَّةٍ، فَقالَ بَعْضُ عَصَبَتِها: أنَدِي مَن لا طَعِمَ، ولا شَرِبَ، ولا صاحَ فاسْتَهَلَّ، ومِثْلُ ذلكَ يُطَلُّ، قالَ، فَقالَ: "سَجْعٌ كَسَجْعِ الأعْرابِ"(رواه مسلم:١٦٨٢).

 

10- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حَدِّثِ النّاسَ كُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فإنْ أبَيْتَ فَمَرَّتَيْنِ، فإنْ أكْثَرْتَ فَثَلاثَ مِرارٍ، ولا تُمِلَّ النّاسَ هذا القُرْآنَ، ولا أُلْفِيَنَّكَ تَأْتي القَوْمَ وهُمْ في حَدِيثٍ مِن حَديثِهِمْ، فَتَقُصُّ عليهم، فَتَقْطَعُ عليهم حَدِيثَهُمْ فَتُمِلُّهُمْ، ولَكِنْ أنْصِتْ، فَإذا أمَرُوكَ فَحَدِّثْهُمْ وهُمْ يَشْتَهُونَهُ، فانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعاءِ فاجْتَنِبْهُ، فإنِّي عَهِدْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَصْحابَهُ لا يَفْعَلُونَ إلّا ذلكَ يَعْنِي لا يَفْعَلُونَ إلّا ذلكَ الِاجْتِنابَ (رواه البخاري:٦٣٣٧).

 

11- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنّها قالتْ للسائبِ: إياكَ والسَّجعَ، فإنّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه كانوا لا يَسجعونَ (صححه العراقي في تخريج الإحياء:١‏-٥٧).

 

الاثار

1- قال يحيى بن معاذ رحمه الله: "القلوب كالقُدُور، تغلي بما فيها، وألسنتها مَغارفها"().

الاشعار

1- قال الشيخ أحمد سحنون:

ليس التشدق بالفضول سياسة *** كلا ولا ذكر المجازر والحروب

أو أن تثير لدى الجالس ضجة!! *** حول التقدم والتأخر في الشعوب

إن السياسة أن تفكر دائما *** فيما تعالجه بلادك من كروب

وترى فتعمل ما ترى لعلاجها *** ولو اقتحمت لها المكاره والخطوب

أما التشدق بالسياسة وحدها *** من غير تضحية فذاك من العيوب

[ديوان الشيخ أحمد سحنون (1/135)].

 

 2- رحم الله من قال:

إنا نتوق لألسن بكمٍ على أيدٍ فصاح

لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح

لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح

لا يستوي في منطق الـ إيمان سكرانٌ وصاح

من همه التقوى وآخر همه كأسٌ وراح

شعبٌ بغير عقيدة ورقٌ تذريه الرياح

من خان حي على الفلاح يخون حي على الكفاح

(الجامع الصحيح للسيرة النبوية المؤلف: الأستاذ الدكتور سعد المرصفي:4/1842).

 

3- رحم الله من قال:

يا أمتي وجب الجهاد فدعي التشدق والصياحْ

ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراحْ

ا عاد يجدينا البكاء على الأقارب والنواحْ

لغة الكلام تعطلت إلا التكلم بالرماحْ إ

نا نتوق لألسن بُكْمٍ على أيدٍ فصاحْ

(موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود موضوع بعنوان الجهاد في سبيل الله فضله ومراتبه، وأسباب النصر على الأعداء:1).

 

متفرقات

1- قال الخطابي: "صرف الكلام فضله وما يتكلفه الناس من الزيادة فيه من وراء الحاجة ، وإنما كرهه لما يدخله من الرياء والتصنع ، ولما يخالطه من الكذب والتزيد ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون الكلام قاصدا تلقي الحاجة ، غير زائد عليها ، يوافق ظاهره باطنه ، وسره علنه"(الآداب للبيهقي ص131).

 

2- قال محمد جمال الدين القاسمي: "التقعر في الكلام هو التشدق، وتكلف السجع، والفصاحة، والتصنع فيه، فإنه من التكلف الممقوت، إذ ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده، ومقصود الكلام التفهيم للغرض، وما وراء ذلك تصنع مذموم، ولا يدخل في هذا تحسين ألفاظ التذكير والخطابة من غير إفراط ولا إغراب، فلرشاقة اللفظ تأثير في ذلك"(تهذيب موعظة المؤمنين:190).

 

3- يقول ابن القيم رحمه الله: "وإذا أردت أن تستدلَّ على ما في القلب، فاستدِلَّ عليه بحركة اللسان؛ فإنه يُطلعك على ما في القلب، شاء صاحبه أم أبَى"().

 

4- قال المناوي عند حديث: "إن الله تعالى كره لكم البيان كل البيان" قال: أي التعمق والمبالغة في إظهار الفصاحة في النطق وتكلف البلاغة في أساليب الكلام لأنه يجر إلى أن يرى الواحد منا لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال ومزية عليه في العلم أو الدرجة عند الله لفضل خص به عنهم فيحتقر من تقدمه ولا يعلم المسكين أن قلة كلام السلف إنما كان ورعا وخشية لله ولو أرادوا الكلام وإطالته لما عجزوا غير أنهم إذا ذكروا عظمة الله تلاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وقصرت ألسنتهم"(فيض القدير: ٢-٣١٨).

 

5- قال المناوي عند حديث: "إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال" أي المظهر للتفصح تيها على الغير وتفاصحا واستعلاء ووسيلة إلى الاقتدار على تصغير عظيم أو تعظيم حقير أو بقصد تعجيز غيره أو تزيين الباطل في صورة الحق أو عكسه أو إجلال الحكام له ووجاهته وقبول شفاعته فلا ينافي كون الجمال في اللسان ولا أن المروءة في البيان ولا أنه زينة من زينة الدنيا وبهاء من بهائها ولا يناقض هذا (خلق الإنسان علم البيان) [الرحمن: 4] لأن جعله من نعم الوهاب آية أن موضع البغض ما كان على جهة الإعجاب والتعاظم فمن فهم تناقض الخبر والآية فقد وهم وإلى ذلك المعنى المراد يشير قوله: "الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة" جماعة البقر (بلسانها) أي الذي يتشدق بلسانه كما تتشدق البقرة ووجه الشبه إدارة لسانه حول أسنانه وفمه حال التكلم كما تفعل البقرة بلسانها حال الأكل وخص البقرة من بين البهائم لأن سائرها تأخذ النبات بأسنانها والبقرة لا تحتش إلا بلسانها"(فيض القدير:2-359).

 

6- ذكر أبو حامد الغزالي الآفة السادسة من آفات اللسان فأدرج تحتها: "التقعر في الكلام بالتشدق ، وتكلف السجع والفصاحة ، والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدمات ، وما جرى به عادة المتفاصحين المدعين للخطابة. ثم قال: وكل ذلك من التصنع المذموم ومن التكلف الممقوت.. ثم قال أيضاً : بل ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده ومقصود الكلام التفهيم للغرض ، وما وراء ذلك تصنع مذموم (انظر: إحياء علوم الدين 3- 120 (639).

 

7- الغزالي رحمه الله: "مرَّ بعضُ السلف بقاصٍّ يَدعو بسَجْع، فقال له: أَعَلى الله تتَبالَغ؟! ادع بلسان الذلَّة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق".

 

 8- قال النووي رحمه الله في الأذكار: "فيُكرَه التقعير في الكلام بالتَّشدُّق، وتكلُّف السجع، والفصاحة، والتَّصنُّع بالمقامات التي يعتادها المتفاصحون، وزخارف القول، فكله من التكلُّف المذموم"؛ (انظر فيض القدير:4-3014).

 

الإحالات

1- الآداب – البيهقي – تحقيق عبد القدوس نذير ص 168 مكتبة الرياض الطبعة الأولى 1407 .

2- صيد الخاطر – ابن الجوزي ص 101 .

3- موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين – القاسمي ص 287 دار النفائس الطبعة الرابعة 1405 .

التعريف

التَّشَدُّق: تَشَدَّق الرجل في كلامه: إِذا تكلم بشدقيه تفصُّحاً (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان بن سعيد الحميرى اليمني).

 

المتشدق: المتوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز (انظر: النهاية:2- 406).

 

شدق شدقا اتسع شدقه فهو أشدق وهي شدقاء وتشدق حرك شدقيه للمضغ ولوى شدقه بكلام يتفصح وخطيب أشدق جهير مفوه ويقال شفة شدقاء واسعة مشق الشدقين والشدق جانب الفم مما تحت الخد وكانت العرب تمتدح رحابة الشدقين لدلالتها على جهارة الصوت (المعجم الوسيط:1-476).