تسبيح

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

التسبيح لغة:

مصدر سبّح وهو مأخوذ من مادّة (س ب ح) الّتي تدور حول معنيين: الأوّل: جنس من العبادة والاخر جنس من السّعي ، فالأوّل السّبحة وهي الصّلاة، وتختصّ بذلك ما كان نفلا غير فرض، يقول الفقهاء: يجمع المسافر بين الصّلاتين ولا يسبّح بينهما أي لا يتنفّل بينهما بصلاة، ومن هذا الباب: التّسبيح وهو تنزيه اللّه- جلّ ثناؤه- من كلّ سوء، والتّنزيه التّبعيد والعرب تقول: سبحان من كذا، أي ما أبعده، قال الأعشى:

أقول لمّا جاءني فخره *** سبحان من علقمة الفاخر

وقال قوم: تأويله: عجبا له إذا يفخر وقولهم: سبحان اللّه: معناه تنزيها للّه من الصّاحبة والولد، وقيل: تنزيه اللّه تعالى عن كلّ ما لا ينبغي له أن يوصف به، قال: ونصبه أنّه في موضع فعل على معنى تسبيحا له، تقول: سبّحت اللّه تسبيحا أي نزّهته تنزيها، قال: وكذلك روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال الزّجّاج في قوله تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا) [الإسراء: 1]، قال: منصوب على المصدر، المعنى أسبّح اللّه تسبيحا.

وسبّح الرّجل: قال سبحان اللّه، وفي التّنزيل: (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) [النور: 41]، قال رؤبة: سبّحن واسترجعن من تألّه.

وسبح: لغة، حكى ثعلب سبّح تسبيحا وسبحانا، وعندي أنّ سبحانا ليس بمصدر سبّح، إنّما هو مصدر سبح. وفي التّهذيب: سبّحت اللّه تسبيحا وسبحانا بمعنى واحد. فالمصدر تسبيح، والاسم سبحان يقوم مقام المصدر [مقاييس اللغة (3/ 125)، واللسان (2/ 472) ] .

واصطلاحا:

قال ابن حجر: التّسبيح يعني قول سبحان اللّه، ومعناه: تنزيه اللّه عمّا لا يليق به من كلّ نقص، فيلزم نفي الشّريك والصّاحبة والولد وجميع الرّذائل.

ويطلق التّسبيح ويراد به جميع ألفاظ الذّكر، وجماع معناه. وقال الجرجانيّ: التّسبيح تنزيه الحقّ عن نقائص الإمكان والحدوث [فتح الباري (11/ 210)، والتعريفات للجرجاني (58) ] .

 

العناصر

1- معنى التسبيح وصفته .

 

 

2- فضل التسبيح .

 

 

3- أيهما أنفع للعبد التسبيح أم الاستغفار .

 

 

4- الأماكن والأزمنة التي يستحب فيها التسبيح .

 

 

5- عقد التسبيح بالأصابع وحكم استعمال السبحة .

 

 

6- التسبيح زاد للقلوب و دواء لها من الأمراض .

 

 

7- التسبيح عبادة عظيمة اهتم الرسول صلى ىالله عليه وسلم بها وكذا السلف االصالح من الصحابة والتابعين .

 

الايات

1- قول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 97- 99] .

 

 

2- قوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) [ طه: 130] .

 

 

3- قوله تعالى: ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً) [ الفرقان: 58] .

 

 

4- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [ الأحزاب: 41- 42] .

 

 

5- قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) [ غافر: 55] .

 

 

6- قوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) [ق: 39- 40] .

 

 

7- قوله تعالى: (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) [النصر: 1- 3] .

 

 

8- قوله تعالى: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا) [ الإسراء: 107- 108] .

 

 

9- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) [ غافر: 7] .

 

 

10- قوله تعالى: (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [ النساء: 171] .

 

 

11- قوله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 139- 144] .

 

 

12- قوله تعالى: (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى * قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) [ طه: 24- 34] .

 

 

13- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) [النور: 41] .

 

الاحاديث

1- عن جابر- رضي اللّه عنه- قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون ، ولا يتفلون  ولا يبولون، ولا يتغوّطون ولا يمتخطون». قالوا: فما بال الطّعام؟، قال: «جشاء  ورشح كرشح المسك، يلهمون التّسبيح والتّحميد، كما يلهمون النّفس» [رواه مسلم (2835) ] .

 

 

2- عن عليّ- رضي اللّه عنه- أنّ فاطمة اشتكت ما تلقى من الرّحى في يدها، وأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سبي فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة، فأخبرتها، فلمّا جاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها. فجاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلينا، وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «على مكانكما» فقعد بيننا حتّى وجدت برد قدمه على صدري، ثمّ قال: «ألا أعلّمكما خيرا ممّا سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أن تكبّرا اللّه أربعا وثلاثين، وتسبّحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم» [رواه البخاري- الفتح 9 (5361)، ومسلم (2727) ] .

 

 

3- عن أبي سعيد وأبي هريرة- رضي اللّه عنهما- قالا: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفضل الكلام أربع: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر» [رواه النسائي من طريقين، وأخرجه ابن حبان عن سمرة بن جندب (3/ 120، برقم 839) وصححه، انظر الفتح 11 (575)، وصحيح ابن خزيمة (2/ 180 برقم 1142) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة( 3/484) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- (وهذا حديث قتيبة): أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: ذهب أهل الدّثور  بالّدرجات العلى  والنّعيم المقيم، فقال: «وما ذاك»، قالوا: يصلّون كما نصلّي  ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفلا أعلّمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلّا من صنع مثل ما صنعتم» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: «تسبّحون وتكبّرون وتحمدون دبر  كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين مرّة» قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء».وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن اللّيث عن ابن عجلان: قال سميّ: فحدّثت بعض أهلي هذا الحديث، فقال: وهمت، إنّما قال: «تسبّح اللّه ثلاثا وثلاثين، وتحمد اللّه ثلاثا وثلاثين، وتكبّر اللّه ثلاثا وثلاثين» فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي فقال: اللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد للّه.اللّه أكبر وسبحان اللّه والحمد للّه، حتّى تبلغ من جميعهنّ ثلاثة وثلاثين.قال ابن عجلان: فحدّثت بهذا الحديث رجاء ابن حيوة، فحدّثني بمثله عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.[ البخاري- الفتح 2 (843)، ومسلم (595) واللفظ له ] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ للّه- تبارك وتعالى- ملائكة سيّارة. فضلا  يتّبعون مجالس الذّكر. فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم. وحفّ  بعضهم بعضا بأجنحتهم. حتّى يملأوا ما بينهم وبين السّماء الدّنيا. فإذا تفرّقوا عرجوا وصعدوا إلى السّماء. قال فيسألهم اللّه عزّ وجلّ، وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبّحونك ويكبّرونك ويهلّلونك ويحمدونك ويسألونك. قال: وما يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنّتك.قال: وهل رأوا جنّتي؟ قالوا: لا أي ربّ. قال:فكيف لو رأوا جنّتي؟ قالوا: ويستجيرونك.قال: وممّ يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا ربّ. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: قد غفرت لهم.فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم ممّا استجاروا. قال فيقولون: ربّ، فيهم فلان. عبد خطّاء. إنّما مرّ فجلس معهم. قال فيقول: وله غفرت. هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» [رواه البخاري- الفتح 11 (6408)، ومسلم (2689) واللفظ له ] .

 

 

6- عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كلّ يوم ألف حسنة؟» فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال:«يسبّح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحطّ عنه ألف خطيئة» [رواه مسلم (2698) ] .

 

 

7- عن سعد بن أبي وقّاص، قال: جاء أعرابيّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: علّمني كلاما أقوله.قال: «قل: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، اللّه أكبر كبيرا، والحمد للّه كثيرا، سبحان اللّه ربّ العالمين، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربّي، فما لي؟ قال: «قل: اللّهمّ، اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني» [رواه مسلم (2696) ] .

 

 

8- عن أنس- رضي اللّه عنه- قال:صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم- ونحن معه بالمدينة- الظّهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثمّ بات بها حتّى أصبح، ثمّ ركب حتّى استوى به على البيداء حمد اللّه وسبّح وكبّر، ثمّ أهلّ بحجّ وعمرة وأهلّ النّاس بهما، فلمّا قدمنا أمر النّاس فحلّوا، حتّى كان يوم التّروية أهلّوا بالحجّ، قال: ونحر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بدنات بيده قياما، وذبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالمدينة كبشين أملحين.[رواه البخاري- الفتح 3 (1551) ] .

 

 

9- عن أبي مالك الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الطّهور  شطر  الإيمان، والحمد للّه تملأ الميزان، وسبحان اللّه والحمد للّه تملان (أو تملأ) ما بين السّماوات والأرض، والصّلاة نور ، والصّدقة برهان  والصّبر ضياء ، والقرآن حجّة لك أو عليك  كلّ النّاس يغدو  فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها» [رواه مسلم (223) ] .

 

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «قرصت نملة نبيّا من الأنبياء، فأمر بقرية النّمل فأحرقت، فأوحى اللّه إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمّة من الأمم تسبّح اللّه» [ رواه البخاري- الفتح 6 (3019) ] .

 

 

11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلمتان خفيفتان على اللّسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن. سبحان اللّه وبحمده، سبحان اللّه العظيم» [رواه البخاري- الفتح 13 (7563)، ومسلم (2694) ] .

 

 

12- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: كنّا إذا صعدنا كبّرنا، وإذا نزلنا سبّحنا.[رواه البخاري- الفتح 6 (2993) ] .

 

 

13- عن عبد اللّه. قال: كنّا نعدّ الايات بركة، وأنتم تعدّونها تخويفا، كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سفر فقلّ الماء، فقال: «اطلبوا فضلة من ماء» فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثمّ قال: «حيّ على الطّهور المبارك، والبركة من اللّه»، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولقد كنّا نسمع تسبيح الطّعام، وهو يؤكل.[رواه البخاري- الفتح 6 (3579) ] .

 

 

14- عن عبد الرّحمن بن سمرة، وكان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: كنت أرتمي»بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذ كسفت الشّمس، فنبذتها، فقلت: واللّه لأنظرنّ إلى ما حدث لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كسوف الشّمس، قال: فأتيته وهو قائم في الصّلاة، رافع يديه، فجعل يسبّح ويحمد ويهلّل ويكبّر ويدعو، حتّى حسر  عنها. قال: فلمّا حسر عنها، قرأ سورتين وصلّى ركعتين.[رواه مسلم (913) ] .

 

 

15- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من قال سبحان اللّه وبحمده في يوم مائة مرّة حطّت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» [رواه البخاري- الفتح 11 (6405) ] .

 

 

16- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «يصبح على كلّ سلامى من أحدكم صدقة، فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزأ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضّحى» [رواه مسلم (720) ] .

 

 

17- عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، أنّ عائشة نبّأته أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول في ركوعه وسجوده: «سبّوح قدّوس. ربّ الملائكة والرّوح» [رواه مسلم (487) ] .

 

 

18- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- عن جويرية. أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خرج من عندها بكرة حين صلّى الصّبح، وهي في مسجدها ، ثمّ رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة. فقال: «ما زلت على الحال الّتي فارقتك عليها؟» قالت: نعم. قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:«لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرّات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهنّ: سبحان اللّه وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته»[رواه مسلم (2726) ] .

 

الاثار

1- عن عبدة، أنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول:سبحانك اللّهمّ وبحمدك، تبارك اسمك وتعالى جدّك، ولا إله غيرك.[رواه مسلم (399) ] .

 

 

2- عن أبي وائل. قال: غدونا على عبد اللّه ابن مسعود يوما بعد ما صلّينا الغداة، فسلّمنا بالباب، فأذن لنا، قال: فمكثنا بالباب هنيّة. قال: فخرجت الجارية فقالت: ألا تدخلون؟ فدخلنا.فإذا هو جالس يسبّح. فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم؟. فقلنا: لا. إلّا أنّا ظننّا أنّ بعض أهل البيت نائم. قال: ظننتم بآل ابن أمّ عبد  غفلة؟ قال: ثمّ أقبل يسبّح حتّى ظنّ أنّ الشّمس قد طلعت. فقال: يا جارية، انظري. هل طلعت؟ قال: فنظرت فإذا هي لم تطلع، فأقبل يسبّح. حتّى إذا ظنّ أنّ الشّمس قد طلعت. قال: يا جارية انظري. هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت. فقال: الحمد للّه الّذي أقالنا يومنا هذا، (فقال مهديّ وأحسبه قال) ولم يهلكنا بذنوبنا. قال: فقال رجل من القوم: قرأت المفصّل البارحة كلّه قال: فقال عبد اللّه: هذا كهذّ الشّعر؟ إنّا لقد سمعنا القرائن.وإنّي لأحفظ القرائن  الّتي كان يقرؤهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمانية عشر من المفصّل  وسورتين من آل حم.[رواه مسلم (822) ] .

 

القصص

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- قال ابن بطّال- رحمه اللّه-: التّسبيح والتّكبير معناه تعظيم اللّه وتنزيهه من السّوء، واستعمال ذلك عند التّعجّب واستعظام الأمر حسن، وفيه تمرين اللّسان على ذكر اللّه تعالى.[فتح الباري (10/ 614) ] .

 

 

2- قال ابن رجب- رحمه اللّه-: كان لأبي هريرة خيط فيه ألف عقدة فلا ينام حتّى يسبّح به .

 

 

3- وقال- رحمه اللّه-: وكان الحسن البصريّ كثيرا ما يقول إذا لم يحدّث ولم يكن له شغل: سبحان اللّه العظيم، فذكر ذلك لبعض فقهاء مكّة فقال: إنّ صاحبكم لفقيه .

 

 

4- وقال: وكان خالد بن معدان يسبّح كلّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلمّا مات وضع على سريره ليغسّل فجعل يشير بإصبعه يحرّكها بالتّسبيح .

 

 

5- وقال أيضا: كان عامّة كلام ابن سيرين: سبحان اللّه العظيم، سبحان اللّه وبحمده .

 

 

6- وقيل لعمير بن هانىء: ما نرى لسانك يفتر فكم تسبّح كلّ يوم؟ قال: مائة ألف تسبيحة إلّا أن تخطأ الأصابع: يعني أنّه يعدّ ذلك بأصابعه .

 

 

7- روى الأزهريّ بإسناده أنّ ابن الكوّا سأل عليّا- رضوان اللّه تعالى عليه- عن سبحان اللّه، فقال: كلمة رضيها اللّه لنفسه فأوصى بها.[من 2إلي 7 كتاب جامع العلوم والحكم (388) ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- الأربعون النووية اختيار الحافظ: يحيى بن شرف النووي مع زيادات الحافظ: ابن رجب الحنبلي إعداد: عبد العزيز الداخل (1/70) .

2- الأسماء والصفات المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر 458 هجرية المحقق : عبد الله بن محمد الحاشدي الناشر : مكتبة السوادي – جدة الطبعة : الأولى (1/108) .

3- العرش وما روي فيه المؤلف : محمد بن عثمان ابن أبي شيبة العبسي أبو جعفر الناشر : مكتبة المعلا - الكويت الطبعة الأولى ، 1406 تحقيق : محمد بن حمد الحمود (1/62) .

4- العظمةالمؤلف : عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني أبو محمد الناشر : دار العاصمة - الرياض الطبعة الأولى ، 1408 تحقيق : رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري (2/545) .

5- التسبيح في الكتاب والسنة والرد على المفاهيم الخاطئة فيه المؤلف/ المشرف: محمد بن إسحاق كندو المحقق/ المترجم: بدون الناشر: مكتبة دار المنهاج – الرياض الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1426هـ .

6- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (74/77) .

7- بحث في الأذكار الواردة في التسبيح تأليف محمد بن علي الشوكاني حقَّقه وعلَّق عليه وخرَّج أحاديثه محمد صبحي بن حسن حلاق أبو مصعب .

8- الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) حققه ورتبه: أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق الناشر: مكتبة الجيل الجديد، صنعاء – اليمن (4/1848) .

9- فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري المؤلف: سعيد بن علي بن وهب القحطاني أصل الكتاب: رسالة دكتوراه، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الطبعة: الأولى، 1421هـ (1/648) .

10- مقتطفات من السيرة المؤلف: عمر عبد الكافى شحاتة http://www.islamweb.net – سنة التسبيح في الركوع (18/9) .

11- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة (4/138) .

12- الأنس بذكر الله المؤلف: أبو العلاء محمد بن حسين بن يعقوب السلفي المصري الناشر: مكتبة سوق الآخرة، دار التقوى للنشر والتوزيع - شبرا الخيمة (مصر) (1/267) .

13- شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة المؤلف: أبو مسلم مجدي بن عبد الوهاب الأحمد صححه وعلق عليه: مؤلف حصن المسلم، د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض (1/324) .