بلاغ

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

التبليغ لغة: 

 

مصدر قولهم: بلّغ يبلّغ تبليغا، وهو مأخوذ من مادّة (ب ل غ) الّتي تدلّ على «الوصول إلى الشّيء»، ومن ذلك: بلغت المكان إذا وصلت إليه، ومن هذا الباب قولهم: هو أحمق بلغ وبلغ أي أنّه مع حماقته يبلغ ما يريده. والبلغة ما يتبلّغ به من عيش، كأنّه يراد أنّه يبلغ رتبة المكثر إذا رضي وقنع، وكذلك البلاغة الّتي يمدح بها الفصيح، لأنّه يبلغ بها ما يريده. ولي في هذا بلاغ: أي كفاية (مقاييس اللغة (بتصرف يسير) 1/ 302).

 

وقال الرّاغب: البلوغ والبلاغ الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى مكانا كان أو زمانا أو أمرا من الأمور المقدّرة، وربّما يعبّر به عن المشارفة على الانتهاء، والبلاغ: التّبليغ في نحو قوله عزّ وجلّ (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ)[إبراهيم: 52]. والبلاغ أيضا: الكفاية في قوله تعالى: (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ)[الأنبياء: 106] (المفردات للراغب (60).

 

وقال الجوهري: الإبلاغ: الإيصال وكذلك التّبليغ، والاسم منه: البلاغ، يقال بلّغت الرّسالة، وبالغ فلان في أمري إذا لم يقصّر فيه. وتبلّغ بكذا، أي اكتفى به، وتبلّغت به العلّة أي اشتدّت، والبلاغة: الفصاحة وبلغ فلان (بالضّمّ) إذا صار بليغا (الصحاح (4/ 1316)، وقال ابن منظور: بلغ الشّيء يبلغ بلوغا وبلاغا: وصل وانتهى، وأبلغه هو إبلاغا وبلّغه تبليغا أوصل الشّيء إليه وتبلّغ بالشّيء: وصل إلى مراده، وبلغ مبلغ فلان ومبلغته، والبلاغ في حديث الاستسقاء «واجعل ما أنزلت لنا قوّة وبلاغا إلى حين» هو ما يتبلّغ به ويتوصّل إلى الشّيء المطلوب.

 

التبليغ اصطلاحا: 

 

التّبليغ من الصّفات الّتي يجب اعتقادها للرّسل الكرام عليهم الصّلاة والسّلام، وقد عرّفه العلماء فقالوا: التّبليغ: أن يبلّغ الرّسول كلّ ما أمر بتبليغه فلا يخفي منه شيئا، ولا يكتمه بحال من الأحوال وألّا تحمله رهبة على أن يكتم بعضا ممّا أوحي إليه وأمر بإبلاغه للنّاس (عقيدة المؤمن، لأبي بكر الجزائري (272).

 

ويوخذ ممّا ذكر القرطبيّ وغيره من المفسّرين: أنّ التّبليغ منوط أيضا بحملة العلم من هذه الأمّة بحيث يجب عليهم ألّا يكتموا شيئا من أمر هذه الشّريعة وأن يبلّغوها للنّاس ومن ثمّ يكون التّبليغ: تبليغ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كلّ ما أمر بتبليغه من الوحي، وتبليغ حملة العلم من أمّته أمور الشّريعة إلى كلّ من لم تبلغه دون خوف أو وجل.

 

التبيين لغة: 

 

التّبيين مصدر قولهم «بيّن» الشّيء أي جعله بيّنا واضحا لا غموض فيه ولا خفاء، يقول ابن منظور: بان الشّيء بيانا: اتّضح فهو بيّن، وأبان الشّيء فهو مبين، والتّبيين: الإيضاح، والمبين: البيّن، ومنه قول اللّه تعالى: (حم* وَالْكِتابِ الْمُبِينِ)[الزخرف: 1- 2] أي والكتاب البيّن، وقيل: معنى المبين أنّه بيّن طرق الهدى من طرق الضّلالة، وأبان كلّ ما تحتاج إليه الأمّة، أمّا البيان فيعني إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللّسن وأصله: الكشف والظّهور (لسان العرب 1/ 406 (ط. دار المعارف).

 

التبيين اصطلاحا: 

 

لم يرد لفظ التّبيين ضمن المصطلحات المذكورة في مؤلّفات هذا الفنّ، بيد أنّ مرادفه وهو لفظ البيان قد عرّفه الجاحظ بقوله: البيان: اسم جامع لكلّ شيء كشف لك قناع المعنى وهتك الحجاب دون الضّمير حتّى يفضي السّامع إلى حقيقته ويهجم على محصوله كائنا ما كان ذلك البيان، ومن أيّ جنس كان الدّليل؛ لأنّ مدار الأمر والغاية الّتي يجري إليها القائل والسّامع إنّما هو الفهم والإفهام فبأيّ شيء بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع (البيان والتبين للجاحظ (1/ 76).

 

العناصر

1- معنى البلاغ.

 

2- مكانة البلاغ

 

3- البلاغ وظيفة الرسل الكرام ومهمة الدعاة من بعدهم.

 

4- طرق ووسائل البلاغ.

 

5- صفات أهل البلاغ.

 

6- خطر ترك البلاغ.

 

7- آثار البلاغ.

 

الايات

1- قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ [المائدة: 67].

 

2- قوله تعالى: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)[آل عمران: 20].

 

3- قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)[المائدة: 92].

 

4- قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ * يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ * وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ)[الرعد: 38- 40].

 

5- قوله تعالى: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ * فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ)[الشورى: 47- 48].

 

6- قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ)[الأعراف: 59- 62].

 

7- قوله تعالى: (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ * قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ * قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ)[الأعراف: 65- 68].

 

8- قوله تعالى: (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[الأنعام: 48].

 

9- قوله تعالى: (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)[الأنعام: 104].

 

10- قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)[الشعراء: 104- 110].

 

 

الاحاديث

1- عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال "الزّمان قد استدار كهيئتة يوم خلق اللّه السّماوات والأرض: السّنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات- ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم- ورجب مضر الّذي بين جمادى وشعبان. أيّ شهر هذا؟" قلنا: اللّه ورسوله أعلم. فسكتنا حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه، قال: "أليس ذا الحجّة؟" قلنا: بلى. قال: "أيّ بلد هذا؟" قلنا: اللّه ورسوله أعلم.فسكتنا حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه، قال: "أليس البلدة؟" قلنا: بلى. قال: "فأيّ يوم هذا؟" قلنا: اللّه ورسوله أعلم. فسكتنا حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه. قال: "أليس يوم النّحر؟" قلنا: بلى. قال: "فإنّ دماءكم وأموالكم- قال محمّد: وأحسبه قال: وأعراضكم- عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا. وستلقون ربّكم، فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلّالا يضرب بعضكم رقاب بعض. ألا ليبلغ الشّاهد الغائب، فلعلّ بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه"- فكان محمّد إذا ذكره قال: صدق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- ثمّ قال: "ألا هل بلّغت، ألا هل بلّغت"(رواه البخاري:7447، مسلم1679).

 

2- عن أبي جمرة قال: كان ابن عبّاس يقعدني على سريرة فقال: إنّ وفد عبد القيس لمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من الوفد؟" قالوا: ربيعة. قال: "مرحبا بالوفد والقوم غير خزايا ولا ندامى" قالوا: يا رسول اللّه إنّ بيننا وبينك كفّار مضر، فمرنا بأمر ندخل به الجنّة ونخبر به من وراءنا، فسألوا عن الأشربة، فنهاهم عن أربع وأمرهم بأربع: أمرهم بالإيمان باللّه، قال: "أتدرون ما الإيمان باللّه؟" قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: "شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمّدا رسول اللّه، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة وأظنّ فيه صيام رمضان، وتؤتوا من المغانم الخمس، ونهاهم عن الدّبّاء والحنتم والنّقير، -وربّما قال: المقيّر-، قال: احفظوهنّ وأبلغوهنّ من وراءكم" (رواه:7266).

 

3- عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يجاء بنوح يوم القيامة، فيقال: هل بلّغت؟ فيقول: نعم يا ربّ. فتسأل أمّته هل بلّغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير، فيقول: من شهودك؟ فيقول: محمّد وأمّته، فيجاء بكم فتشهدون. ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً- قال: عدلا- لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً» (رواه البخاري:7349).

 

4- عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالخيف من منى فقال: "نضّر اللّه امرأ سمع مقالتي فبلّغها، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن: إخلاص العمل للّه، والنّصيحة لولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم"(رواه ابن ماجه:2480 وصححه الألباني).

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: بينا نحن في المسجد خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "انطلقوا إلى يهود"، فخرجنا معه حتّى جئنا بيت المدارس، فقام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فناداهم فقال: "يا معشر يهود أسلموا تسلموا"، فقالوا: بلّغت يا أبا القاسم، قال: فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ذلك أريد، أسلموا تسلموا"، فقالوا: قد بلّغت يا أبا القاسم، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ذلك أريد"، ثمّ قالها الثّالثة، فقال: "اعلموا أنّما الأرض للّه ورسوله، وإنّي أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلّا فاعلموا أنّما الأرض للّه ورسوله"(رواه البخاري:7348).

 

6- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لمّا أصيب إخوانكم بأحد جعل اللّه أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنّة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة في ظلّ العرش، فلمّا وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلّغ إخواننا عنّا أنّا أحياء في الجنّة نرزق لئلّا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال اللّه سبحانه: أنا أبلّغهم عنكم، قال: فأنزل اللّه: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... إلخ الاية)[آل عمران: 169]"(رواه أبو داود:2520، وحسنه الألباني).

 

7- عن عبد اللّه بن عمرو أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "بلّغوا عنّي ولو آية، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعدة من النّار"(رواه البخاري:3461).

 

8- عن جابر بن عبد اللّه قال: لمّا قتل عبد اللّه بن عمرو بن حرام، يوم أحد، لقيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "يا جابر، ألا أخبرك ما قال اللّه لأبيك؟" وقال يحيى في حديثه: فقال "يا جابر، ما لي أراك منكسرا؟" قال: قلت: يا رسول اللّه، استشهد أبي وترك عيالا ودينا، قال: "أفلا أبشّرك بما لقي اللّه به أباك؟" قال: بلى: يا رسول اللّه! قال: "ما كلّم اللّه أحدا قطّ إلّا من وراء حجاب، وكلّم أباك كفاحا، فقال: يا عبدي، تمنّ عليّ أعطك. قال: يا ربّ، تحييني فأقتل فيك ثانية. فقال الرّبّ سبحانه: إنّه سبق منّي أنّهم إليها لا يرجعون. قال: يا ربّ، فأبلغ من ورائي، قال: فأنزل اللّه تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)[آل عمران: 169] » (رواه ابن ماجه:190 وحسنه الألباني). 

 

الاثار

الآثار: 

1- عن مسروق عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: من حدّثك أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كتم شيئا من الوحي فلا تصدّقه، إنّ اللّه تعالى يقول (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ)[البخاري- الفتح 13 (7531)، وتفسير القرطبي (6/ 242، 243).

 

2- قال الزّهريّ في قول اللّه تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) قال: من اللّه عزّ وجلّ الرّسالة، وعلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم البلاغ، وعلينا التّسليم.(الفتح (3/ 512) كتاب التوحيد).

 

3- عن ابن عبّاس- في قوله تعالى- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... الاية قال: المعنى: بلّغ جميع ما أنزل إليك من ربّك، فإن كتمت شيئا منه فما بلّغت رسالته؛ وهذا تأديب للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وتأديب لحملة العلم من أمّته ألّا يكتموا شيئا من أمر شريعته، وقد علم اللّه تعالى من أمر نبيّه أنّه لا يكتم شيئا من وحيه.(تفسير القرطبي (6/ 242).

 

4- قال سفيان بن عيينة: "لا تجد أحدا من أهل الحديث إلّا وفي وجهه نضرة لدعوة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم"(مجموع فتاوي ابن تيمية (1/ 11).

 

5- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: لقد تركنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم وما يحرّك طائر جناحيه في السّماء إلّا أذكرنا منه علما. (أحمد (5/ 153، 162).

 

القصص

1- قال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا محمد بن عبد الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل، واستكتمني اسمه، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت. فجاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار".

 

قال: فدعاني فقال "يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين، فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام، وأعد لنا عس لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب". ففعلت، فاجتمعوا له يومئذ، وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب الكافر الخبيث. فقدمت إليهم تلك الجفنة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حذية فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال: "كلوا بسم الله" فأكل القوم حتى نهلوا عنه، ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل ليأكل مثلها.

 

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسقهم يا علي" فجئت بذلك القعب فشربوا مته حتى نهلوا جميعا، وايم الله إن كان الرجل ليشرب مثله. فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب لعنه الله فقال: لهد ما سحركم صاحبكم. فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عد لنا مثل الذي كنت صنعت لنا بالامس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدر إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم".

 

ففعلت، ثم جمعتهم له وصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالامس، فأكلوا حتى نهلوا عنه وايم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسقهم يا علي"، فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.

 

فلما أراد رسول الله أن يكلمهم، بدره أبو لهب لعنه الله إلى الكلام فقال: لهد ما سحركم صاحبكم؟ فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم". ففعلت، ثم جمعتهم له.

 

فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا عنه، ثم سقيتهم من ذلك القعب حتى نهلوا، وايم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها وليشرب مثلها.

 

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة". (قال ابن كثير رحمه الله هكذا رواه البيهقي من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق عن شيخ أبهم اسمه عن عبد الله بن الحارث به.

 

وقد رواه أبو جعفر بن جرير، عن محمد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل الابرش، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار أبو مريم بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس عن علي فذكر مثله. وزاد بعد قوله: "وإني قد جئتكم؟ خير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي" وكذا وكذا.

 

قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت ولأني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأخمشهم ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي فقال: "إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا".

 

قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ! تفرد به عبد الغفار ابن القاسم أبو مريم، وهو كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الباقون. ولكن روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه: عن الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الاعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله ابن الحارث. قال: قال علي: لما نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ).

 

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام، وإناء لبنا، وادع لي بني هاشم. فدعوتهم وإنهم يومئذ لاربعون غير رجل، أو أربعون ورجل. فذكر القصة نحو ما تقدم إلى أن قال: وبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام. فقال: "أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي؟".

 

قال: فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله، قال وسكت أنا لسن العباس. ثم قالها مرة أخرى، فسكت العباس، فلما رأيت ذلك قلت: أنا يا رسول الله. قال: أنت ؟ ! قال: وإني يومئذ لأسوأهم هيئة، وإني لأعمش العينين، ضخم البطن، خمش الساقين. وهذه الطريق فيها شاهد لما تقدم إلا أنه لم يذكر ابن عباس فيها فالله أعلم (السيرة النبوية لابن كثير:1-460).

 

 

 

الاشعار

1- رحم الله من قال: 

إذا نصحت لذي عجب لترشـده *** فلم يطعك فلا تنصح له أبـــدا

فإن ذا العجب لا يعطيك طاعتـه *** ولا يجيب الى إرشاده أحـدا

وما عليك وإن غاو غوى حقبا *** إن لم يكن لك قربى أو يكن ولدا

(المنتخب من الشعر والبيان لأمير بن محمد المدري ص 43، 44).

 

متفرقات

1- يقول عبد اللّه بن جبرين: مقتضى شهادة أنّ محمّدا رسول اللّه الاعتقاد الجازم بأنّه صلّى اللّه عليه وسلّم مرسل من ربّه عزّ وجلّ، وقد حمّله اللّه هذه الشّريعة كرسالة، وكلّفه بتبليغها إلى الأمّة، وفرض على جميع الأمّة تقبّل رسالته والسّير على نهجه. وأنّه من الأمور الّتي يحصل بها التّأثّر والتّحقّق لأداء هذه الشّهادة والانتفاع بها تبليغه الرّسالة لقول اللّه تعالى: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ)[المائدة: 67]، وهذا تكليف من ربّه تعالى، فلا بدّ من حصوله مع أنّ هذا هو وظيفة الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام ومحمّد صلّى اللّه عليه وسلّم من جملتهم، وقد قال تعالى: (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ)[الشورى: 48]، وقال عزّ من قائل: (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)[النور: 54]، وقد شهد له صحابته- رضي اللّه عنهم- بهذا البلاغ والبيان، وقد اشتهر أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم بدأ بدعوة أهل بلده وقومه، ثمّ بدعوة العرب في أنحاء الجزيرة، ثمّ بمن وراءهم، فكان يرسل الرّسل إلى القبائل في البوادي والقرى للدّعوة إلى اللّه وقبول هذه الرّسالة، ثمّ بعث الدّعاة إلى اليمن والبحرين وغيرهما، ثمّ بعث كتبا تتضمّن الدّعوة إلى هذه الشّريعة إلى ملوك الفرس والرّوم وغيرهم، فما توفّي حتّى انتشرت دعوته، واشتهر أمره عند القريب والبعيد، وقد قام صحابته من بعده بالدّعوة إلى دينه وقتال من أبى وامتنع من قبولها حتّى يدخل في الإسلام أو يعطي الجزية، حتّى بلغت هذه الدّعوة أقطار الأرض في أقصر مدّة ...(الشهادتان (49) بتصرف).

 

2- قال الإمام ابن تيمية: أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الأمّة أن يبلّغ عنه من شهد لمن غاب، ودعا للمبلّغين بالدّعاء المستجاب، فقال في الحديث الصّحيح: "بلّغوا عنّي ولو آية، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار"، وقال أيضا في خطبته في حجّة الوداع: «ألا ليبلّغ الشّاهد الغائب، فربّ مبلّغ أوعى من سامع»، وقال أيضا: "نضّر اللّه امرأ سمع منّا حديثا فبلّغه إلى من لم يسمعه، فربّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل للّه، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم". وفي هذا دعاء منه لمن بلّغ حديثه وإن لم يكن فقيها، ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع أفقه من المبلّغ لما أعطي المبلّغون من النّضرة، ولهذا قال سفيان بن عيينة: لا تجد أحدا من أهل الحديث إلّا وفي وجهه نضرة لدعوة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يزل أهل العلم في القديم والحديث يعظّمون نقلته حتّى قال الشّافعيّ- رحمه اللّه- إذا رأيت رجلا من أهل الحديث فكأنّي رأيت رجلا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وإنّما قال الشّافعيّ ذلك لأنّهم في مقام الصّحابة- رضوان اللّه عليهم- من تبليغ حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال الشّافعيّ أيضا: أهل الحديث حفظوا فلهم علينا الفضل لأنّهم حفظوا لنا.(مجموع الفتاوى:1-11).

 

3- قال ابن حجر: "التّبليغ على نوعين، أحدهما وهو الأصل- أن يبلّغه بعينه، وهو خاصّ بما يتعبّد بتلاوته وهو القرآن، وثانيهما: أن يبلّغ ما يستنبط من أصول ما تقدّم إنزاله فينزل عليه موافقته فيما استنبطه، إمّا بنصّه وإمّا بما يدلّ على موافقته بطريق الأولى"(رواه البخاري:516).

 

4- قال ابن حجر في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ): اختلف في المراد بهذا الأمر، فقيل: 

 

المراد: بلّغ كما أنزل، وهو على ما فهمت عائشة وغيرها، وقيل: المراد: بلّغه ظاهرا ولا تخش من أحد فإنّ اللّه يعصمك من النّاس، والثّاني أخصّ من الأوّل . (فتح الباري:13-513) كتاب التوحيد).

 

5- قال القرطبيّ -رحمه اللّه- في قول اللّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى ..) ىيعمّ المنصوص عليه والمستنبط لشمول اسم الهدى للجميع.(تفسير القرطبي (1- 185).

 

6- قال القرطبيّ- رحمه اللّه تعالى- استدلّ العلماء على وجوب تبليغ العلم الحقّ بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)[البقرة: 159]، وتحقيق الآية هو أنّ العالم إذا قصد كتمان العلم عصى، وإذا لم يقصده لم يلزمه التّبليغ إذا عرف أنّه مع غيره، وأمّا من سئل فقد وجب عليه التّبليغ لهذه الآية، ولقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نار». أمّا ما يتعلّق ب «غير البيّنات والهدى» فإنّه يجوز كتمه وعدم تبليغه، لا سيّما إن كان مع ذلك خوف، وقد ترك أبو هريرة ذلك حين قال: حفظت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعاءين، فأمّا أحدهما فبثثته، وأمّا الاخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم، قال البخاريّ: وهذا الّذي لم يبثّه أبو هريرة وخاف على نفسه فيه الفتنة أو القتل إنّما هو ممّا يتعلّق بأمر الفتن والنّصّ على أعيان المرتدّين والمنافقين، ونحو هذا ممّا لا يتعلّق بالبيّنات والهدى.(تفسير القرطبي:1-186).

 

7- قال القرطبيّ في قوله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ...)[الأنعام:19] أي ومن بلغه القرآن، وقيل: ومن بلغ الحلم. ودلّ بهذا على أنّ من لم يبلغ الحلم ليس بمخاطب ولا متعبّد.(تفسير القرطبي:6-399).

 

الإحالات

1- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان (1/23) .

2- خلق أفعال العباد المؤلف : محمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي الناشر : دار المعارف السعودية - الرياض ، 1398 – 1978 تحقيق : د. عبدالرحمن عميرة (1/92) .

3- كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : نخبة من العلماء الطبعة : الأولى الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1421هـ (1/212) .

4- موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1-29 جمع وإعداد : علي بن نايف الشحود الباحث في القرآن والسنة (57/257) .

5- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (18/224) .

6- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الدعوة إلى الله سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز (42/7 ، 31/ 165، 1/442) .

7- مفهوم الحكمة في الدعوة إلى اللَّه تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض(1/125) .

8- فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري المؤلف: سعيد بن علي بن وهب القحطاني أصل الكتاب: رسالة دكتوراه، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الطبعة: الأولى، 1421هـ .

9- الخطابة المرحلة: بكالوريوس المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية الناشر: جامعة المدينة العالمية (1/169) .

10- أصول الدعوة المرحلة: ماجستير المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية الناشر: جامعة المدينة العالمية .

11- تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم (أنواعه - شروطه وأسبابه - مراحله وأهدافه) المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي الناشر: مكتبة الصحابة، الشارقة - الإمارات، مكتبة التابعين، مصر – القاهرة الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م (1/381) .

12- الهجمات المغرضة على التاريخ الإسلامي المؤلف (بالأردية): دكتور محمد ياسين مظهر صديقي المترجم: دكتور سمير عبد الحميد إبراهيم الناشر: دار الصحوة للنشر الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988 م – تبليغ الدين ونشر الإسلام ( 1/79) .

13- موسوعة فقه القلوب المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية – فقه الدعوة إلى الله (3/2257) .

14- الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728 هـ) حققه وعلق عليه: علي بن نايف الشحود الطبعة: الثانية، في 17جمادى الأولى 1425 هـ - الموافق 5/ 7/2004 م، وعدل تعديلا جذريا بتاريخ 19 جمادى الآخرة /1428هـ -الموافق لـ 4/ 7 /2007 م .

15- الموسوعة العقدية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net – البلاغ المبين (3/488) .

الحكم

"بلغوا عنّي ولو آية" حديث نبوي

 يفيدنا أن في إمكان السواد الأعظم من الناس أن يقوموا بِواجب البيان والتبليغ ..

 

عبد الكريم بكار