أناة

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

التأني لغة:

 

لفظ التّأنّي مصدر تأنّى ومعناه ترفقّ وانتظر وهو مأخوذ من مادّة (همزة- نون- الحرف المعتل) الّتي تدلّ بحسب أصل اللّغة على أربعة معان:

 

الأوّل: البطء وما أشبهه من الحلم وغيره.

 

الثّاني: ساعة من الزّمان.

 

الثّالث: إدراك الشّيء.

 

الرّابع: ظرف من الظّروف.

 

والتّأنّي هنا مأخوذ من المعنى الأوّل، يقول الخليل: الأناة: الحلم، والفعل منه أنى وتأنّى واستأنى، وأنشد بيت الكميت:

قف بالدّيار وقوف زائر *** وتأنّ إنّك غير صاغر

 

ويروى وتأيّ، ويقال للتّمكّث في الأمور التّأنّي، ويقال من الأناة: رجل أنيّ ذو أناة قال الشّاعر: واحلم فذو الرّأي الأنيّ الأحلم

 

ويقال: تأنّى في الأمر أي ترفّق، واستأنى به أي انتظر به يقال: استؤني به حولا أي انتظر به حولا، ويقال: تأنّيتك حتّى لا أناة بي، والأناة هي الاسم على وزن قناة؛ قال النّابغة:

الرّفق يمن والأناة سعادة *** فاستأن في رفق تلاق نجاحا.

 

وأصل هذا كلّه وني يني (ونا) ونيا من بابي تعب ووعد. والأناة الحلم أبدلت الواو المفتوحة في الوناة همزة فصارت أناة.

 

يقول الرّاغب: يقال آنيت الشّيء إيناء أي أخّرته عن أوانه والأناة التّؤدة، وتأنّى فلان تأنّيا وأنى يأني فهو آن أي وقور واستأنيته انتظرت أوانه. والاسم من ذلك الأناء على فعال، قال الحطيئة:

وآنيت العشاء إلى سهيل *** أو الشّعرى فطال بي الأناء

 

ويقال امرأة أناة أي رزينة لا تصخب ولا تفحش، وقال اللّحيانيّ: هي الّتي فيها فتور عن القيام والقعود والمشي، وقال الأزهريّ: هي الّتي فيها فتور لنعمتها، قال الشّاعر:

أناة كأنّ المسك تحت ثيابها *** وريح خزامى الطّلّ في دمث الرّمل

(الصحاح (6- 2273)، لسان العرب (161)، المصباح المنير (673)، ومفردات الراغب (ص 39). ومقاييس اللغة، لأحمد بن فارس (1- 141). وكتاب العين (8- 400).

 

واصطلاحا:

التّأنّي عدم العجلة في طلب شيء من الأشياء والتّمهّل في تحصيله والتّرفّق فيه (لم تذكر كتب المصطلحات لفظ التأني مصطلحا وقد أخذنا هذا من جملة كلام المفسرين وخاصة التحرير والتنوير (16- 316).

 

العناصر

1- معنى التأني 

 

2- مكانة خلق التأني

 

3- ثمار التأني

 

4- صور التأني

 

5- أسباب عدم التأني

 

6- الوسائل المعينة على اكتساب صفة التأني

 

7- نماذج في التأني

 

الايات

1- قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)[النساء: 94].

 

2- قوله تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[الأعراف: 150 ].

 

3- قال تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[يونس: 11]

 

4- قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)[يوسف: 50]. وطلب يوسف عليه السلام من الأناة.

 

5- قوله تعالى: (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا)[مريم: 84].

 

6- قوله تعالى : (فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)[طه: 114].

 

7- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)[الحجرات: 6].

 

8- قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)[القيامة: 16].

 

الاحاديث

1- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: إنّ أناسا من عبد القيس قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا نبيّ اللّه، إنّا حيّ من ربيعة، وبيننا وبينك كفّار مضر. ولا نقدر عليك إلأ في الأشهر الحرم فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا، وندخل به الجنّة إذا نحن أخذنا به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: اعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصّلاة، وآتوا الزّكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من الغنائم. وأنهاكم عن أربع: عن الدّبّاء، والحنتم، والمزفّت، والنّقير". قالوا: يا نبيّ اللّه، ما علمك بالنّقير؟ قال: " بلى جذع تنقرونه، فتقذفون فيه من القطيعاء ، (قال سعيد: أو قال من التّمر) ثمّ تصبّون فيه من الماء، حتّى إذا سكن غليانه شربتموه حتّى إنّ أحدكم (أو أحدهم) ليضرب ابن عمّه بالسّيف وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك". قال: وكنت أخبؤها حياء من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقلت: ففيم نشرب يا رسول اللّه؟ قال: " في أسقية الأدم الّتي يلاث على أفواهها" قالوا: يا رسول اللّه، إنّ أرضنا كثيرة الجرذان  ولا تبقى بها أسقية الأدم، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم "وإن أكلتها الجرذان وإن أكلتها الجرذان وإن أكلتها الجرذان" وقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأشجّ عبد القيس: "إنّ فيك لخصلتين يحبّهما اللّه ورسوله الحلم والأناة"(رواه البخاري:87، ومسلم:18).

 

2- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " التّأنّي من اللّه والعجلة من الشّيطان، وما أحد أكثر معاذير من اللّه، وما شيء أحبّ إلى اللّه من الحمد" (أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث:٨٦٨، وأبو يعلى:٤٢٥٦، والبيهقي في شعب الإيمان:٤٠٥٨، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب:1572).

 

3- عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اليمن قاضيا، فقلت يا رسول اللّه، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: " إنّ اللّه سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الاخر كما سمعت من الأوّل؛ فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء" قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد (رواه أبو داود:3582، وصححه الألباني).

 

4- عن سعد بن أبي وقّاص- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "التّؤدة  في كلّ شيء إلّا في عمل الاخرة"(رواه أبو داود:4810، وصححه الألباني). 

 

5- عن فضالة بن عبيد الأوسيّ- رضي اللّه عنه- قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد اللّه ولم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "عجلت أيّها المصلّي" ثمّ علّمهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يصلّي فمجّد اللّه وحمده وصلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ادع تجب وسل تعط"(عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي"(رواه البخاري:6340، مسلم:2735).

 

6- عن عبد اللّه بن سرجس المزنيّ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "السّمت الحسن والتّؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة"(رواه الترمذي:2010 وقال: حديث حسن غريب وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حسن صحيح:1696).

 

7- عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: بينما نحن نصلِّي مع النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع جلبة الرِّجال، فلمَّا صلَّى قال: "ما شأنكم؟" قالوا: استعجلنا إلى الصَّلاة. قال: "فلا تفعلوا إذا أتيتم الصَّلاة فعليكم بالسَّكينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا"(رواه البخاري:635).

 

8- قال النُّعمان بن مقرن للمغيرة بن شعبة -رضي الله عنهم- في تأخير القتال يوم نهاوند: "ربَّما أشهدك الله مثلها مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُندِّمك، ولم يخزك، ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقاتل في أوَّل النَّهار، انتظر حتى تهبَّ الأرواح، وتحضر الصَّلوات"(رواه البخاري:3160).

 

9- عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قصَّة موسى والخضر -عليهما السَّلام- وفيه-: "فعمد الخضر إلى لوح مِن ألواح السَّفينة، فنزعه، فقال موسى: قومٌ حملونا بغير نَوْلٍ، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟! قال: ألم أقل إنَّك لن تستطيع معي صبرًا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت، ولا ترهقني مِن أمري عسرًا"(رواه البخاري:122، ومسلم:2380).

 

10- عن أمِّ المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحدِّث حديثًا لو عدَّه العاد لأحصاه (رواه البخاري:3567، ومسلم:2493) وفي لفظ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم.

 

11- في قصَّة أمير المؤمنين عمر في قضائه بين علي بن أبي طالب والعبَّاس -رضي الله عنهما- في فيء الرَّسول صلى الله عليه وسلم مِن بني النَّضير قال لهما عمر رضي الله عنه: "اتَّئدوا"(رواه البخاري:4033). المراد التَّأنِّي والرَّزانة.

 

12- روى ابن عبَّاس عن أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنهم- في قصَّة اعتزال النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم نساءه، وفيه: "اعتزل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت: خابت حفصة وخسرت... فخرجت فجئت إلى المنبر، فإذا حوله رهط يبكي بعضهم، فجلست معهم قليلًا، ثمَّ غلبني ما أجد، فجئت المشربة التي فيها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقلت لغلام له أسود: استأذن لعمر (رواه البخاري:5191).

 

13- قال خباب بن الأرت رضي الله عنه: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسِّد بردة له في ظلِّ الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: "كان الرَّجل فيمن قبلكم يُحْفر له في الأرض، فيُجْعَل فيه، فيُجَاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشَقُّ باثنتين، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويُمَشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه مِن عظم أو عصب، وما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الرَّاكب مِن صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلَّا الله، أو الذِّئب على غنمه، ولكنَّكم تستعجلون"(رواه البخاري:3612).

 

14- قال ابن عبَّاس: لـمَّا بلغ أبا ذر مبعث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بمكَّة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرَّجل الذي يزعم أنَّه يأتيه الخبر مِن السَّماء، فاسمع مِن قوله ثمَّ ائتني، فانطلق الآخر حتى قدم مكَّة، وسمع مِن قوله، ثمَّ رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشِّعر. فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزوَّد وحمل شنَّة له، فيها ماء حتى قدم مكَّة، فأتى المسجد فالتمس النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني اللَّيل- فاضطجع، فرآه عليٌّ فعرف أنَّه غريب، فلمَّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثمَّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد، فظلَّ ذلك اليوم، ولا يرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرَّ به عليٌّ، فقال: ما آن للرَّجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثَّالث فعل مثل ذلك، فأقامه عليٌّ معه، ثمَّ قال له: ألا تحدِّثني؟ ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنِّي، فعلتُ، ففعل، فأخبره، فقال: فإنَّه حقٌّ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتَّبعني، فإنِّي إن رأيت شيئًا أخاف عليك، قمت كأنِّي أُريق الماء، فإن مضيت فاتَّبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع مِن قوله، وأسلم مكانه (رواه مسلم:2474). فنجد في هذه القصَّة أنَّ أبا ذرٍّ رضي الله عنه لم يظهر ما يريده حتى يتحصَّل على بغيته، وقد تأنَّى رضي الله عنه في البحث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والسُّؤال عنه حتى لا تعلم به قريش، وتثنيه عن هدفه الذي مِن أجله تحمَّل المشاق والمتاعب.

 

الاثار

1- بلغ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّ جماعة من رعيّته اشتكوا من عمّاله فأمرهم أن يوافوه، فلمّا أتوه قام فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها النّاس أيّتها الرّعيّة إنّ لنا عليكم حقّا: النّصيحة بالغيب والمعاونة على الخير، أيّتها الرّعاة إنّ للرّعيّة عليكم حقّا فاعلموا أنّه لا شيء أحبّ إلى اللّه ولا أعزّ من حلم إمام ورفقه، وليس جهل أبغض إلى اللّه ولا أغمّ من جهل إمام وخرقه"(الإحياء:3-186).

 

2- كتب عمرو بن العاص إلى معاوية يعاتبه في التَّأنِّي، فكتب إليه معاوية: "أما بعد، فإنَّ التَّفهُّم في الخبر زيادة ورشد، وإنَّ الرَّاشد مَن رشد عن العَجَلَة، وإنَّ الخائب مَن خاب عن الأناة، وإنَّ المتثبِّت مصيب، أو كاد أن يكون مصيبًا، وإنَّ العَجِل مخطئٌ أو كاد أن يكون مخطئًا"(شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة؛ للالكائي:8-1533).

 

3- قال مالك: "كان يُقَال: التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلَة مِن الشَّيطان، وما عَجِل امرؤٌ فأصاب، واتَّأد آخر فأخطأ، إلَّا كان الذي اتَّأد أصوب رأيًا، ولا عَجِل امرؤٌ فأخطأ، واتَّأد آخر فأخطأ، إلَّا كان الذي اتَّأد أيسر خطأ"(المدخل إلى السنن الكبرى؛ للبيهقي:1-437).

 

4- قال إبراهيم بن أدهم: "ذكروا الأناة في الأشياء كلِّها، فقال الأحنف: أمَّا أنا فإذا حضرت جنازة لم أتأنَّ، وإذا وجدت كفؤًا زوَّجت ولم أتأنَّ، وإذا حضرت الصَّلاة لم أتأنَّ"(شعب الإيمان:11-459 برقم 8831).

 

5- قال أبو عثمان بن الحداد: "مَن تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له مِن الصَّواب ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة"(جامع بيان العلم وفضله:2-1127).

 

6- أوصى مالك بن المنذر بن مالك بنيه، فقال: "يا بنيَّ! الزموا الأناة، واغتنموا الفرصة تظفروا"(المجالسة وجواهر العلم؛ للدينوري:6-306).

 

القصص

1- تأنى نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام من الخروج من السجن حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته، ونزاهة عرضه، وامتنع عن المبادرة إلى الخروج ولم يستعجل في ذلك. قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)[يوسف: 50]. قال ابن عطية: هذا الفعل من يوسف عليه السلام أناة وصبرا وطلبا لبراءة الساحة (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية (3- 252).

 

 

 

2- قال ابن عباس: لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الآخر حتى قدم مكة، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له، فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه - يعني الليل - فاضطجع، فرآه علي فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، فظل ذلك اليوم، ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به علي، فقال: ما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه علي معه، ثم قال له: ألا تحدثني؟ ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني، فعلت، ففعل. فأخبره فقال: فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك، قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع من قوله، وأسلم مكانه (رواه مسلم (2474).

 

الاشعار

1- قال الشّاعر:

لا تعجلنّ فربّمـا *** عجل الفتى فيما يضرّه

ولربّما كره الفتى *** أمرا عواقبه تسرّه

(بصائر ذوي التمييز (4- 24). 

 

2- وقال آخر:

لا تعجلنّ فليس الرّزق بالعجل *** الرّزق في اللّوح مكتوب مع الأجل

فلو صبرنا لكان الرّزق يطلبـنا *** لكنّه خلق الإنسان من عجــل

(حسن السمت في الصمت (47).

 

3- وقال آخر:

انطق مصيبا لا تكن هـــذرا *** عيّابة ناطقا بالفحش والرّيــب

وكن رزينا طويل الصّمت ذا فكر *** فإن نطقت فلا تكثر من الخطب

ولا تجب سائلا من غير ترويــة *** وبالّذي مثله تسأل فــلا تجب

(حسن السمت في الصمت (47).

 

4- قال النَّابغة:

الرِّفقُ يُمْنٌ والأناةُ سعادةٌ *** فتأنَّ في رفقٍ تُلاقِ نجاحا

(كتاب العين؛ للخليل بن أحمد:8-401)

 

5- وقال الشَّاعر:

استأنِ تظفرْ في أمورِك كلِّها *** وإذا عزمتَ على الهوَى فتوكَّل

(تهذيب اللغة؛ للأزهري:15-398)

 

6- قال زهير:

منَّا الأناةُ وبعضُ القوم يحسبُنا *** أنَّا بِطاءٌ وفي إبطائِنا سرعُ

(اللباب في علوم الكتاب؛ لابن عادل:13-248)

 

7- قال القطامي عمرو بن شييم:

قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه *** وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ

وربَّما فات قومًا بعضُ أمرِهمُ *** مِن التَّأنِّي وكان الحزمُ لو عجلوا

(تاريخ الإسلام؛ للذهبي:7-137)

 

8- قال عبد العزيز بن سليمان الأبرش:

تأنَّفي أمرِك وافهمْ عنِّي *** فليس شيءٌ يعدلُ التَّأنِّي

تأنَّ فيه ثمَّ قلْ فإنِّي *** أرجو لك الإرشادَ بالتَّأنِّي

(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء؛ لأبي حاتم البستي:1-140)

 

9- قال الشَّاعر:

لا تعجلنَّ لأمرٍ أنت طالبُه *** فقلَّما يدركُ المطلوبَ ذو العَجلِ

فذو التَّأنِّي مصيبٌ في مقاصدِه *** وذو التَّعجلِ لا يخلو عن الزَّللِ

(بريقة محمودية؛ لأبي سعيد الخادمي:3-65)

 

10- قال العجاج:

أناة وحلمًا وانتظارًا بهم غدًا *** فما أنا بالواني ولا الضَّرِعِ الغمْرِ

(كتاب العين؛ للخليل بن أحمد:8-401)

 

11- قال الشَّاعر:

لا تعجلنَّ فربَّما *** عجِل الفتَى فيما يضرُّه

ولربَّما كرِه الفتَى *** أمرًا عواقبُه تسرُّه

(بصائر ذوي التمييز؛ للفيروزآبادي:4-24)

 

12- قال آخر:

انطقْ مصيبًا بخيرٍ لا تكنْ هذرًا *** عيَّابةً ناطقًا بالفحشِ والرِّيبِ

وكنْ رزينًا طويلَ الصَّمتِ ذا فكرٍ *** فإن نطقتَ فلا تُكثرْ مِن الخطبِ

ولا تُجِبْ سائلًا مِن غيرِ ترويةٍ *** وبالذي عنه لم تسألْ فلا تجبِ

(حسن السمت في الصمت؛ للسيوطي:113-114)

 

متفرقات

1- قال أبو حاتم -رحمه اللّه تعالى-: إنّ العاجل لا يكاد يلحق، كما أنّ الرّافق لا يكاد يسبق، والسّاكت لا يكاد يندم، ومن نطق لا يكاد يسلم، وإنّ العجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم ويحمد قبل أن يجرّب"(روضة العقلاء (216).

 

2- قال النّوويّ- رحمه اللّه تعالى-: "التّأنّي في الحركات واجتناب العبث هو السّكينة المحمودة. أمّا غضّ البصر وخفض الصّوت وعدم الالتفات فهو الوقار.(صفوة الأخبار:92).

 

3- قال الشَّافعي: "لا ينبغي أن يولِّي الإمام الغزو إلَّا ثقة في دينه، شجاعًا ببدنه، حسن الأناة، عاقلًا للحرب بصيرًا بها، غير عَجِلٍ ولا نَزِق، ويتقدَّم إليه أن لا يحمل المسلمين على مهلكة بحال"(السنن الكبرى؛ للبيهقي:9-70).

 

4- قال ابن القيِّم: "إذا انحرفت عن خُلُق الأناة والرِّفق انحرفت: إمَّا إلى عَجَلة وطيش وعنف، وإمَّا إلى تفريط وإضاعة، والرِّفق والأناة بينهما"(مدارج السَّالكين:2-296).

 

5- قال ابن القيِّم عند قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)[القيامة: 16]: "ومِن أسرارها -سورة القيامة-: أنَّها تضمَّنت التَّأنِّي والتَّثبُّت في تلقِّي العِلْم، وأن لا يحمل السَّامع شدَّة محبَّته وحرصه وطلبه على مبادرة المعلِّم بالأخذ قبل فراغه مِن كلامه، بل مِن آداب الرَّب التي أدب بها نبيَّه أَمْرُه بترك الاستعجال على تلقِّي الوحي، بل يصبر إلى أن يفرغ جبريل مِن قراءته، ثمَّ يقرأه بعد فراغه عليه، فهكذا ينبغي لطالب العلم ولسامعه أن يصبر على معلِّمه حتى يقضي كلامه"(التبيان في أقسام القرآن:1-159).

 

6- قال ابن حجر في معنى قول النُّعمان بن مقرن للمغيرة بن شعبة -رضي الله عنهم- في تأخير القتال يوم نهاوند: "ربَّما أشهدك الله مثلها مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلم يُندِّمك" معنى: "فلم يندِّمك" أي: على التَّأنِّي والصَّبر حتى تزول الشَّمس"(فتح الباري شرح صحيح البخاري:6-256).

 

7- قال أبو عثمان بن الحدَّاد: "القاضي شأنه الأناة والتَّثبُّت، ومَن تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له مِن الصَّواب ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة"(رواه البخاري:4033).

 

8- قال مالك بن أنس: "العَجَلَة في الفتوى نوعٌ مِن الجهل والخُرْق، قال: وكان يُـقَال: التَّأنِّي مِن الله، والعَجَلَة مِن الشَّيطان"(إعلام الموقعين؛ لابن القيِّم:2-128).

 

9- قال الأصفهاني: "قال بعضهم: ينبغي للسُّلطان أن يؤخِّر العقوبة حتى ينقضي سلطان غضبه، ويعجِّل مكافأة المحسن، ويستعمل الأناة فيما يحدث، ففي تأخير العقوبة إمكان العفو إن أحبَّ ذلك، وفي تعجيل المكافأة بالإحْسَان مسارعة الأولياء إلى الطَّاعة"(الذريعة إلى مكارم الشريعة:1-242).

 

10- قال الغزالي: "الأعمال ينبغي أن تكون بعد التَّبصرة والمعرفة، والتَّبصرة تحتاج إلى تأمُّل وتمهُّل، والعَجَلَة تمنع مِن ذلك، وعند الاستعجال يروِّج الشَّيطان شرَّه على الإنسان مِن حيث لا يدري"(إحياء علوم الدين:3-33).

 

11- قال ابن عثيمين: "الأناة: التَّأنِّي في الأمور وعدم التَّسرُّع، وما أكثر ما يهلك الإنسان ويزلُّ بسبب التَّعجُّل في الأمور، وسواء في نقل الأخبار، أو في الحكم على ما سمع، أو في غير ذلك. فمِن النَّاس -مثلًا- مَن يتخطَّف الأخبار بمجرَّد ما يسمع الخبر يحدِّث به، ينقله،.. ومِن النَّاس مَن يتسرَّع في الحكم، سمع عن شخص شيئًا مِن الأشياء، ويتأكَّد أنَّه قاله، أو أنَّه فعله ثمَّ يتسرَّع في الحكم عليه، أنَّه أخطأ أو ضلَّ أو ما أشبه ذلك، وهذا غلط، التَّأنِّي في الأمور كلُّه خيرٌ"(شرح رياض الصالحين:3/577- 578).

 

12- قال ابن حجر: "الغضب والحزن يحمل الرَّجل الوقور على ترك التَّأنِّي المألوف منه؛ لقول عمر: ثم غلبني ما أجد. ثلاث مرَّات"(فتح الباري شرح صحيح البخاري:9-279، والحديث أخرجه البخاري:5191).

 

13- قال الصنعاني: "العجلة هي السرعة في الشيء، وهي مذمومة فيما كان المطلوب فيه الأناة محمودة فيما يطلب تعجيله من المسارعة إلى الخيرات ونحوها، وقد يقال: لا منافاة بين الأناة، والمسارعة، فإن سارع بتؤدة وتأن فيتم له الأمران، والضابط أن خيار الأمور أوسطها"(سبل السلام:2-681).

 

14- قال الماورديُّ: "الحزم لكلِّ ذي لبٍّ أن لا يبرم أمرًا ولا يمضي عزمًا إلَّا بمشورة ذي الرَّأي النَّاصح، ومطالعة ذي العقل الرَّاجح. فإنَّ الله تعالى أمر بالمشورة نبيَّه صلى الله عليه وسلم مع ما تكفَّل به مِن إرشاده، ووعد به مِن تأييده، فقال تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ). وقال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: أمره بمشاورتهم ليستنَّ به المسلمون ويتَّبعه فيها المؤمنون، وإن كان عن مشورتهم غنيًّا"( أدب الدنيا والدين:1-300).

 

 

 

 

 

الإحالات

1- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net عدد الأجزاء: 3 (1/118) .

2- البحر المديد ـ موافق للمطبوع المؤلف : أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الإدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس عدد الأجزاء / 8 دار النشر / دار الكتب العلمية ـ بيروت الطبعة الثانية / 2002 م ـ 1423 هـ (3/397) .

3- اللباب في علوم الكتاب المؤلف: أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي دار النشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - 1419 هـ -1998 م الطبعة : الأولى عدد الأجزاء / 20 تحقيق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض (3/448) .

4- مفهوم الحكمة في الدعوة إلى اللَّه تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض (1/58) .

5- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت

dorar.net (1/120) . 6- الخُلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض (1/120) .

7- مقالات موقع الألوكة المؤلف : مجموعة من العلماء والدعاة والمفكرين http://www.alukah.net الأناة: التأنِّي من الله والعجلة من الشيطان رقم المقالة: 1048 صاحب المقالة: د. محمد بن لطفي الصباغ .

8- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (3/864) .

9- موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود – التأني .

10- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف : الملا على القاري للعلامة الشيخ ولي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي مع شرحه مرعاة المفاتيح للشيخ أبي الحسن عبيدالله بن العلامة محمد عبدالسلام المباركفوري حفظه الله باب الحذر والتأني في الأمور (14/358) .

11- مسند الشهاب المؤلف : محمد بن سلامة بن جعفر أبو عبد الله القضاعي الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الثانية ، 1407 – 1986 تحقيق : حمدي بن عبد المجيد السلفي - من تأنى أصاب أو كاد ومن عجل أخطأ أو كاد (1/231) .

الحكم

قال أبو حاتم: "الخائب مَن خاب عن الأناة، والعَجِل مخطئٌ أبدًا كما أن المتثبِّت مصيبٌ أبدًا"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء؛1-218).

 

قال أبو إسحاق القيرواني: "قال بعض الحكماء: إيَّاك والعَجَلَة؛ فإنَّ العرب كانت تكنِّيها أمَّ الندامة؛ لأنَّ صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكِّر، ويقطع قبل أن يقدِّر، ويحمد قبل أن يجرِّب، ويذمُّ قبل أن يخبر، ولن يصحب هذه الصِّفة أحدٌ إلَّا صحب النَّدامة، واعتزل السَّلامة"(زهر الآداب وثمر الألباب:4-942).