بلادة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

البلادة لغة:

 

البلادة: ضدّ الذّكاء. وقد بلد بالضّمّ فهو بليد.

 

وقد أرجع ابن فارس مادّة "بلد" إلى أصل واحد يتقارب فروعه فقال: الباء واللام والدّال أصل واحد يتقارب فروعه عند النّظر في قياسه، والأصل: الصّدر، يقال: وضعت النّاقة بلدتها بالأرض، إذا بركت، ويقال: تبلّد الرّجل إذا وضع يده على صدره عند تحيّره في الأمر...

 

وردّه الرّاغب إلى البلد، وهو المكان، فقال: "ولمّا كان اللّازم لموطنه كثيرا ما يتحيّر إذا حصل في غير موطنه، قيل للمتحيّر: بلد في أمره، وأبلد، وتبلّد ولكثرة وجود البلادة فيمن كان جلف البدن، قيل: رجل أبلد، عبارة عن العظيم الخلق.

 

وقال ابن منظور: بلد بلادة فهو بليد، والتّبلّد نقيض التّجلّد والبلدة والبلدة والبلادة: ضدّ النّفاذ والذّكاء والمضاء في الأمور. ورجل بليد إذا لم يكن ذكيّا، وقد بلد، بالضّمّ، فهو بليد. وتبلّد: تكلّف البلادة، وقول أبي زبيد:

 

من حميم ينسي الحياء جليد ال *** قوم، حتّى تراه كالمبلود

 

قال: المبلود الّذي ذهب حياؤه أو عقله، وهو البليد، يقال للرّجل يصاب في حميمه فيجزع لموته وتنسيه مصيبته الحياء حتّى تراه كالذّاهب العقل.

 

والمبلود: المتحيّر لا فعل له. وقيل هو المعتوه. وكلّه من البلادة.

 

والتّبلّد: ضدّ التّجلّد، وهو استكانة وخضوع.

 

والتّبلّد: السّقوط إلى الأرض من ضعف. وبلّد الرّجل تبليدا، إذا لم يتّجه لشيء، وبلّد الإنسان، إذا بخل ولم يجد (الصحاح (2/ 449)، والمقاييس (1/ 298، 299)، والمفردات (59، 60)، وتاج العروس (4/ 364، 365)، ولسان العرب (3/ 94- 96).

 

البلادة اصطلاحا:

 

هي ضعف الفكر في الأشياء العمليّة الّتي تتعلّق بحسن التّدبير وجودة المعاش ومخالطة النّاس والمعاملة معهم.

 

وقيل هي فتور الطّبع من الابتهاج إلى المحاسن العقليّة (كشاف اصطلاحات الفنون (1/ 337)، والكليات للكفوي (250). ولسان العرب (3/ 94- 96).

 

العناصر

1- معنى البلادة.

 

2- الحلم حالة متوسطة بين رذيلتين: الغضب، والبلادة.

 

3- خطر بلادة الحس وعدم مراقبة الله.

 

4- من مسببات البلادة

 

5- من آثار البلادة.

 

6- بليد مؤمن خير من ذكي كافر

 من ذكي كافر.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ)[البقرة: 282].

 

2- قال تعالى: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً)[النِّساء: 5]

 

3- قال تعالى: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الأنعام: 140]

 

4- قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) [الأعراف:179].

 

5- قوله تعالى: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً * قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) [الكهف:92-98].

 

6- قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) [محمد:16].

 

 

الاحاديث

1- عن عديّ بن حاتم- رضي اللّه عنه- قال: قلت يا رسول اللّه: ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟، أهما الخيطان؟ قال: "إنّك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين". ثمّ قال: "لا. بل هو سواد اللّيل وبياض النّهار"(رواه البخاري:4510 واللفظ له، ومسلم:1090).

 

2- عن جرير- رضي اللّه عنه- قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار أو العباء، متقلّدي السّيوف، عامّتهم من مضر، بل كلّهم من مضر، فتمعّر وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام. فصلّى ثمّ خطب فقال: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [النساء: 1] إلى آخر الآية: (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، والآية الّتي في الحشر: (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) [الحشر: 18].

 

تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره (حتّى قال) ولو بشقّ تمرة". قال: فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفّه تعجز عنها.بل قد عجزت قال: ثمّ تتابع النّاس حتّى رأيت كومين من طعام وثياب. حتّى رأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتهلّل كأنّه مذهبة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من سنّ في الإسلام سنّة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده. من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"(رواه مسلم (1017).

 

الاثار

1- عن أنس بن سيرين. قال: سألت ابن عمر، قلت: أرأيت الرّكعتين قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي من اللّيل مثنى مثنى، ويوتر بركعة. قال: قلت: إنّي لست عن هذا أسألك. قال: إنّك لضخم، ألا تدعني استقرئ لك الحديث؟ كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي من اللّيل مثنى مثنى. ويوتر بركعة. ويصلّي ركعتين قبل الغداة، كأنّ الأذان بأذنيه. (رواه مسلم (749).

 

 2- عن طاهر الزّهريّ؛ قال: كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصّمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلّم؟ قال: بلى، متى يفطر الصّائم؟ قال: إذا غابت الشّمس، قال: فإن لم تغب إلى نصف اللّيل؟ فضحك أبو يوسف وقال: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعائي لنطقك، ثمّ قال:

عجبت لإزراء العييّ بنفسه *** وسمت الّذي قد كان بالصّمت أعلما

وفي الصّمت ستر للعييّ وإنّما *** صحيفة لبّ المرء أن يتكلّما

(تاريخ بغداد: 14-284، أخبار الحمقى:149).

 

3- عن الشّعبيّ؛ قال: "إنّما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنّسك، فإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال: هذا أمر لا يناله إلّا العقلاء فلم يطلبه، وإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال: هذا أمر لا يناله إلّا النّسّاك فلم يطلبه فقال الشّعبيّ: ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك"(رواه الدارمي (371) المقدمة.

 

4- قال الخليل بن أحمد: النّاس أربعة: "رجل يدري ويدري أنّه يدري فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنّه يدري فذاك ناس فذكّروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنّه لا يدري فذاك طالب فعلّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه"(أخبار الحمقى والمغفلين: 36).

 

5- قال يسير بن عمرو: "اهجر الأَحْمَقَ؛ فليس للأَحْمَق خيرٌ مِن هجرانه"(رواه ابن حبان في روضة العقلاء، ص: 118).

 

6- وهب بن منبِّه قال: "الأَحْمَق كالثَّوب الخَلق: إن رفأته مِن جانبٍ انخرق مِن جانبٍ آخر، مثل الفَخَّار المكسور، لا يُرَقَّع ولا يُشعب ولا يُعاد طينًا"(رواه ابن حبان في روضة العقلاء، ص: 122).

 

7- سأل سليمان بن عبد الملك أبا حازم: مَن أَحْمَقُ النَّاس؟ قال أبو حازم: "مَن حطَّ في هوى رجل وهو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره"(المجالسة وجواهر العلم؛ للدينوري:8-14).

 

 

القصص

1- يقول ابن الطقطقي: وزارة حامد بن العباس كان حامد يتولى دائماً أعمال السواد، ولم يكن له خبرة بأعمال الحضرة، وكان كريماً مفضالاً متجملاً جميل الحاشية رئيساً في نفسه غزير المروءة قاسي القلب في استخراج المال قليل التثبت سريع الطيش والحدة، إلا أن كرمه كان يغطي على ذلك. حدث عنه أنه دخل مرة إلى دار المقتدر فطلب منه بعض خواص الخليفة شعيراً لدوابه، فأخذ الدواة ووقع له بمائة كر، فقال له آخر من الخواص: أنا أيضاً محتاج إلى عليقٍ دوابي، فوقع له بمائة كر في ساعة واحدة، ولما عرف المقتدر قلة فهم حامد وقلة خبرته بأمور الوزارة أخرج إليه علي بن عيسى بن الجراح من الحبس وضمه إليه وجعله كالنائب له، فكان علي بن عيسى لخبرته هو الأصل، فكل ما يعقده ينعقد وكل ما يحله ينحل، وكان اسم الوزارة لحامد وحقيقتها لعلي بن عيسى، حتى قال بعض الشعراء:

 

قل لابن عيسى قولةً *** يرضى بها ابن مجاهد

أنت الوزير وإنما *** سخروا بلحية حامد

جعلوه عند سترةً *** لصلاح أمرٍ فاسد

مهما شككت فقل له: *** كم واحداً في واحد

 

وكان حامد يلبس السواد ويجلس في دست الوزارة، وعلي بن عيسى يجلس بين يديه كالنائب وليس عليه سواد ولاشيء من زي الوزراء، إلا أنه هو الوزير على الحقيقة، فقال بعض الشعراء:

 

أعجب من كل ما رأينا *** أن وزيرين في بلاد

هذا سواد بلا وزير ٍ *** وذا وزير بلا سواد

ثم عزل حامد واستوزر المقتدر بعده علي بن الفرات وسلمه إليه فقتله سراً

(الفخري في الآداب السلطانية لابن الطقطقي:1-99).

 

2- عن أبي عثمان المازني أنه قال: قدم أعرابي على بعض أقاربه بالبصرة، فدفعوا له ثوبًا ليقطع منه قميصًا، فدفع الثوب إلى الخياط فقدر عليه ثم خرق منه، قال: لم خرقت ثوبي؟ قال: لا يجوز خياطته إلا بتخريقه، وكان مع الأعرابي هراوة من أرزن فشج بها الخياط، فرمى بالثوب وهرب، فتبعه الأعرابي وأنشد يقول:

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله *** فيما مضى من سالف الأحقاب

من فعل علج جئته ليخيط لي *** ثوبًا فخرقه كفعل مصاب

فعلوته بهراوةٍ كانت معي *** فسعى وأدبر هاربًا للباب

أيشق ثوبي ثم يقعد آمنًا *** كلا ومنزل سورة الأحزاب

(أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:121)

 

3- تذاكر قوم قيام الليل وعندهم أعرابي، فقالوا له: أتقوم بالليل؟ قال: إي والله. قال: فما تصنع؟ قال: أبول وأرجع أنام (أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:126).

 

4- عن أبي العيناء قال: كان المدني في الصف من وراء الإمام، فذكر الإمام شيئًا فقطع الصلاة، وقدم المدني ليؤمهم، فوقف طويلًا، فلما أعيا الناس سبحوا له، وهو لا يتحرك فنحوه وقدموا غيره، فعاتبوه فقال: ظننته يقول لي: احفظ مكاني حتى أجيء (أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:119).

 

5- من أخبار هبنقة واسمه يزيد بن ثروان، من حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به. فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخي أنت أنا، فمن أنا؟ (أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:43) وأضل بعيرًا فجعل ينادي: من وجده فهو له. فقيل له: فلم تنشده؟ قال: فأين حلاوة الوجدان؟ (أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:43) واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق أنه في عرافتهم، فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء، فإن طفا فهو من طفاوة، وإن رسب فهو من راسب. فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان (أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:43).

 

6- عجل بن لجيم، من الحمقى قيل له: ما سميت فرسك؟ فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور 

قال العنزي:

رمتني بنو عجلٍ بداء أبيهم *** وأي امرىءٍ في الناس أحمق من عجل

ألبس أبوهم عار عين جواده *** فصارت به الأمثال تضرب بالجهل 

(أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي:45).

 

الاشعار

1- قال دعبل الخزاعي:

عداوةُ العاقلِ خيرٌ إذا *** حُصِّلتها مِن خلَّةِ الأَحْمَقِ

لأنَّ ذا العقلِ إذا لم يَرعِ *** عن ظلمك استحيا فلم يخرقِ

ولن ترَى الأَحْمَقَ يُبْقِي على *** دينٍ ولا ودٍّ ولا يتَّقِي

(بهجة المجالس؛ لابن عبد البر:1-60)

 

2- قال الشَّافعي:

يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبْحٍ *** فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا

يزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا *** كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا

(ديوان الشافعي: 21)

 

3- قال ابن الوردي:

وادَّرعْ جدًّا وكدًّا واجتنبْ *** صحبةَ الحَمْقى وأربابِ البخلِ

(عون الأطفال شرح لامية ابن الوردي؛ لصلاح الدين الزماكي: 156)

 

4- قال المتوكل الليثي:

لا تتَّبعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا *** إنَّ السَّفِيهَ مُعَنَّفٌ مَشْتُومُ

(طبقات فحول الشعراء؛ للجمحي:2-684)

 

5- قال مسكين الدارمي:

اتَّقِ الأَحْمَقَ أن تصحبَه *** إنَّما الأَحْمَقُ كالثَّوبِ الخَلقْ

كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا *** حرَّكته الرِّيحُ وَهنًا فانخرقْ

أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ *** هل ترَى صدعَ زجاجٍ متَّفقْ

وإذا جالستَه في مجلسٍ *** أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ

وإذا نهنهه كي يرعوي *** زاد جهلًا وتمادى في الحمقْ

(ديوان مسكين الدارمي:77)

 

6- قال آخر:

لن يسمعَ الأَحْمَقُ مِن واعظٍ *** في رفعِه الصَّوت وفي همِّه

لن تبلغَ الأعداءُ مِن جاهلٍ *** ما يبلغُ الجاهلُ مِن نفسِه

والحُمْقُ داءٌ ما له حيلةٌ *** تُرْجَى كبعدِ النَّجمِ في لمسِه

(روضة العقلاء؛ لابن حبان البستي: 120)

 

7- قال سالم بن ميمون الخوَّاص:

إذا نطق السَّفِيه فلا تجِبْه *** فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ

سكتُّ عن السَّفِيه فظنَّ أني *** عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ

شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا *** قذى في جوفِ عيني ما قذيتُ

فلستُ مجاوبًا أبدًا سفيهًا *** خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ

(روضة العقلاء؛ لابن حبان البستي: 140)

 

8- قال صالح بن عبد القدوس:

ولأن يعادي عاقلًا خيرٌ له *** مِن أن يكونَ له صديقٌ أَحْمَقُ

فاربَأْ بنفسِك أن تصادقَ أَحْمَقًا *** إنَّ الصَّديقَ على الصَّديقِ مصدِّقُ

(روضة العقلاء؛ لابن حبان البستي: 121)

 

9- قال الشَّاعر:

عدوُّك ذو العقلِ أبقَى عليك *** وأجدَى مِن الصَّاحبِ الأَحْمَقِ

(زهر الأكم؛ لليوسي:3-66)

 

10- قال آخر:

تحامقْ مع الحَمْقَى إذا ما لقيتَهم *** ولا تلقَهم بالعقلِ إن كنتَ ذا عقلِ!

(زهر الأكم؛ لليوسي:3-66)

 

11- قال آخر:

فلا تودعنَّ الدَّهرَ سرَّك أَحْمَقًا *** فإنَّك إن أودعتَه منه أَحْمَقُ

(الكامل؛ للمبرد:2-230)

 

12- قال أبو حاتم: "مَثَلُ الأَحْمَق إن صَحِبته عنَّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك مَنَّ عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسرَّ إليك اتَّهمك، وإن أسررت إليه خانك، وإن كان فوقك حَقِرَك، وإن كان دونك غمزك"(روضة العقلاء: 122).

 

13- قال الماوردي: "والأَحْمَق ضالٌّ مُضِلٌّ، إن أُونِس تَكَبَّر، وإن أُوحِش تَكَدَّر، وإن استُنْطِق تَخَلَّف، وإن تُرِك تكلَّف. مجالسته مِهْنَة، ومعاتبته مِحْنَة، ومحاورته تَعَرُّ، وموالاته تَضُرُّ، ومقاربته عَمَى، ومقارنته شَقَا"(أدب الدُّنيا والدِّين: 27).

 

14- قال أبو حاتم: "أظلم الظُّلمات الحُمْق، كما أنَّ أنفذ البصائر العقل، فإذا امتُحِن المرء بعِشْرَة الأَحْمَق كان الواجب عليه اللُّزوم لأخلاق نفسه، والمباينة لأخلاقه مع الإكثار مِن الحمد لله على ما وهب له مِن الانتباه لـمَّا حُرِمَ غيره التَّوفِيق له... والعاقل يجب عليه مجانبة مَن هذا نعته"(روضة العقلاء: 12-121).

 

متفرقات

1- يقول الشيخ عبد القادر ملاحويش آل غازى الفراتي الديرزوري: وليعلم أن عدم فقه تسبيح الحيوانات وغيرها ناشىء من عدم صقل القلوب من رين الذنوب، وقصور النظر فيما يدل على علام الغيوب، وإلا فقد وردت أحاديث وأخبار لا تقبل التأويل بتسبيح الحصى في كفه صلّى اللّه عليه وسلم، روى مسلم عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال : "إن بمكة حجرا كان يسلّم علي ليالي بعثت، وإني لأعرفه الآن"(بيان المعاني:1-239).

 

2- قال داود بن رشيد: قالت حكماء الهند: لا ظفر مع بغي، ولا صحة مع نهم، ولا ثناء مع كبر، ولا صداقة مع خب، ولا شرف مع سوء أدب، ولا بر مع شح، ولا اجتناب محرم مع حرص، ولا محبة مع هزو، ولا ولاية حكم مع عدم فقه، ولا عذر مع إصرار، ولا سلام قلب مع الغيبة، ولا راحة مع حسد، ولا سؤدد مع انتقام، ولا رئاسة مع عزازة نفس وعجب، ولا صواب مع ترك المشاورة، ولا ثبات ملك مع تهاون وجهالة وزراء (المجالسة وجواهر العلم (4/358).

 

3- يقول الدكتور: عبد المجيد النجار: قد يؤدي عدم فقه التدين إلى لون من العبث في التعامل مع الأحكام الشرعية، وذلك بتنزيلها على غير محالِّهَا فيلحق العنت بالفرد والأمة على حد سواء، فمن المعلوم أن من أحكام التكليف ما يقع ضمن استطاعة الفرد و في حدود مسئوليته، ومنها ما يناط بوجود الجماعة، ويقع ضمن إطار مسئوليتها، كما أن هناك بعض الأحكام التكليفية محل إنفاذها وجود الحكم والقضاء الإسلامي، والحاكم المسلم، كقضايا العقوبات من حدود وتعزيرات، وعقد المعاهدات، وقضايا السلم والحرب، وسائر السياسات العامة، التي ترتبط بوجود السلطة (في فقه التدين فهما وتنزيلا:1-9).

 

4- قال ابن الجوزي مبينا تلبيس إبليس على الصوفية: وقد كان لبعضهم بضاعة فأنفقها وقال ما أريد أن تكون ثقتي إلا بالله وهذا قلة فهم لأنهم يظنون أن التوكل قطع الأسباب وإخراج الأموال (تلبيس إبليس:1-227).

 

5- قال أَبُو عَبْد اللهِ خَالِد بن محَمّد الغُرْبَاني: أن بعضا ممن تفقه وتعلم من بطون الكتب ولم يرحل أصبح يرحل إليه، وهذا من قلة فهم المتيمم لأنه ما عرف إلى أين يتيمم في طلب العلم. وزاد الأمر سوءا في عصرنا أن البعض يتزود في علمه من المجلات والصحف والإذاعات فيصعد إلى منبر المسجد يوم الجمعة وفي المحاضرات فلا تكاد تفرق بينه وبين الإذاعة ونشرات الأخبار (الصحفيون للغُرْبَاني:1-10).

 

6- قال أبو حاتم: "والواجب على العاقل ترك صحبة الأَحْمَق، ومجانبة معاشرة النَّوكى، كما يجب عليه لزوم صحبة العاقل الأريب، وعشرة الفَطِن اللَّبيب؛ لأنَّ العاقل -وإن لم يصبك الحظُّ مِن عقله- أصابك مِن الاعتبار به، والأَحْمَق إن لم يَعْدِك حُمْقُه تدنَّستَ بعِشْرَته"(روضة العقلاء: 118).

 

الإحالات

1- روضة العقلاء لابن حبان البستي.

 

2- أخبار الحمقى والمغفلين؛ لابن الجوزي. 

 

الحكم

1- عدوُّ الرَّجل حُمْقُه، وصديقه عقله 

(الأمثال؛ لابن سلَّام: 125)

 

2- معاداة العاقل خيرٌ مِن مصادقة الأَحْمَق

(الأمثال؛ لابن سلَّام: 125)

 

3- أَحْمَق بَلَغ.

يقال لمن يبلغ حاجته مع حُمْقِه

(الأمثال؛ لابن سلَّام: 125-126)

 

4- أَحْمَق مِن الممْهُورة إحدى خَدَمَتَيْهَا.

وذلك أنَّ رجلًا كانت له امرأة حمقاء، فطلبت مهرها منه، فنزع إحدى خلخاليها مِن رجلها -وهما الخَدَمَتَان- ودفعه إليها، وقال: هذا مهرك فرضيت به

(الأمثال؛ لابن سلَّام: 365)

 

5- علامة العيِّ السَّفَه

(الأمثال المولدة؛ للخوارزمي: 114)

 

6- إنّما الأَحْمَق كالثَّوب الخَلق

(الأمثال المولدة؛ للخوارزمي: 464)

 

7- سفيه لم يجد مُسَافِهًا:

هذا المثل يروى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، قاله لعمرو بن الزبير حين شتمه عمرو

(مجمع الأمثال؛ للميداني:1-339)

 

8- عَرَفَ حُمَيْقٌ جَمَلَهُ.

يُضْرَب في الإفراط في مؤانسة النَّاس، ويقال: معناه عَرَف قَدْرَه، ويقال: يُضْرب لمن يَسْتَضعِف إنسانًا ويُولَع به، فلا يزال يؤذيه ويظلمه 

(مجمع الأمثال؛ للميداني:1-338)

 

9- أكْثَر مِن الحَمْقَى فأُورِد الماءَ.

يُضْرَب لمن اتَّخذ ناصرًا سفيهًا 

(مجمع الأمثال؛ للميداني:2-155)

 

10- قال وهب: "مكتوب في الحكمة: قصر السَّفَه النَّصب، وقصر الحِلْم الرَّاحة، وقصر الصَّبر الظَّفر، وقصر الشَّيء وقصاراه غايته وثمرته"(عدة الصابرين؛ لابن القيِّم:95)

 

11- قال بعض الحكماء: "آخِ مَن شئت، واجتنب ثلاثة: الأَحْمَق: فإنَّه يريد أن ينفعك فيضرَّك. والمملوك: فإنَّه أوثق ما تكون به لطول الصُّحبة وتأكُّدها يخذلك، والكذَّاب: فإنَّه يجني عليك آمن ما كنت فيه مِن حيث لا تشعر"(طوق الحمامة؛ لابن حزم: 173).