بركة

2022-10-06 - 1444/03/10

التعريف

البركة لغةً:

 

1- أصل البركة الثبوت واللزوم . قال الراغب الأصفهاني : برك البعير: ألقى ركبه . واعتبر منه معنى اللزوم فقيل : ابتركوا في الحرب أي ثبتوا ولازموا موضع الحرب [المفردات في غريب القرآن ، ص 24] .

 

2 - النماء والزيادة. قال الخليل: البركة من الزيادة والنماء [معجم مقاييس اللغة ، لابن فارس ، 1/230].

وفي حديث أم سليم: فحنكه وبرَّك عليه أي: دعا له بالبركة. وروى ابن عباس: ومعنى البركة الكثرة في كل خير. وقال ابن الأثير في حديث: وبارك على محمد وعلى آل محمد أي: أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة .

وهو من برك البعير إذا أناخ في موضع فلزمه ، وتطلق أيضاً على الزيادة والأصل الأول [انظر لسان العرب ، 1/386 ، ومختار الصحاح ، ص 49 ، والنهاية لابن الأثير ، 1/20] .

ويمكن أن نخلص بتعريف للبركة بأنها : الزيادة في الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه بسبب ذات مباركة أو زمان مبارك [التبرك المشروع والممنوع ، للعلياني ، ص 21] .

 

العناصر

1- تعريف البركة وبيان أنها من الله .

2- أقسام البركة .

3- العبرة في كثير من الأعمال والأمور إنما هو بالكيف وحصول البركة .

4- حاجة عامة المسلمين إلى حصول البركة في أعمالهم وأرزاقهم .

5- البركة كلها من الله كما أن الرزق من الله؛ فلا تطلب البركة إلا من الله .

6- طلب البركة في أزمنة مباركة كشهر رمضان، وفي عشر ذي الحجة، و يوم الجمعة، و يوم الاثنين والخميس، وفي الثلث الأخير من الليل .

7- طلب البركة في أطعمة وأشربة معينة: كالكمأة، و العسل، و ماء زمزم، والزيت، و اللبن، والحبة السوداء، والعجوة .

8- البركة من الله وطلبُها من غيره شرك .

9- التماس البركة في شيء من الأشياء مبني على التوقيف؛ فالذي يدل على حصول البركة من عدمها إنما هو الدليل الشرعي فحسب.

10- الأعمال التي تذهب البركة .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ) [مريم : 31] .

 

2- قوله تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ) [هود : 48] .

 

3- قوله تعالى: (رَحْمةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ] [هود : 73 ] .

 

4- قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96] .

 

5- قوله تعالى : (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) [الأنعام : 92 ] .

 

6- قوله تعالى : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [ص : 29 ] .

 

7- قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 96] .

 

8- قوله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [الإسراء : 1].

 

9- قوله تعالى: (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) [ النور: 35 ] .

 

الاحاديث

1- عن عبد الله بن مسعود قال : «كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفاً ، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء فقال : اطلبوا فضلة من ماء . فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل ، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: حَيَّ على الطهور المبارك والبركة من الله . فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم » [صحيح البخاري مع الفتح ، 6/433] .

 

2- عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصِلْ رحمه» [رواه البخاري (10/429) ، ومسلم (16/114) ] .

 

3- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران ؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهم غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صوافٍّ تحاجَّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تسطيعها البَطَلَة» [رواه مسلم مع شرح النووي (6/90) ] .

 

4- عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة، فجعل في إناء فأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم به فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ثم قال: «حي على أهل الوضوء، البركة من الله»، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه فتوضأ الناس وشربوا فجعلت لا آلوا ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة. قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟. قال: ألفا وأربع مائة. [رواه البخاري (5639) ] .

 

5- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم لما قسم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - وكاتبته على نفسها، وأنها أتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ـ أو لابن عم له ـ فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي». قال: «فهل لك في خير من ذلك؟. قالت: وما هو يا رسول الله؟. قال: «أقضي كتابتك وأتزوجك». قالت: نعم يا رسول الله. قال: «قد فعلت». قالت عائشة رضي الله عنها: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأرسلوا ما بأيديهم. قالت عائشة: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها [رواه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود، وحسنه الألباني] .

 

6- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمصا فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؛ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمصا شديدا، فأخرجت لي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن. فذبحتها وطحنت، ففرغت إلى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه. فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا؛ فتعال أنت في نفر معك، فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم سورا فحي هلا بكم». وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء»، فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها»، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو» [رواه البخاري (4102) ] .

 

الاثار

1- قالت عائشة رضي الله عنها عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها [رواه أحمد في المسند ( 6/277) ] .

 

2- قال ابن عمر رضي الله عنه: من اتقى ربه ، ووصل رحمه أنسئ له في عمره يعني يزاد له في عمره وينمو ماله يعني يكثر ويحبه أهله[البركة ، للحبيشي ، ص 93] .

 

3- عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن حسن الخلق ، وحسن الجوار، وصلة الرحم تعمر الدار وتزيد في الأعمار [رواه أحمد ، الفتح الرباني ، (19/53) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3767)] .

 

القصص

1- عن مُعَاذ بْن جَبَلٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلَاةَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا أَخَّرَ الصَّلَاةَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ قَالَ فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ مَسَسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا قَالَا نَعَمْ فَسَبَّهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ قَالَ ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنْ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ قَالَ وَغَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا فَجَرَتْ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ أَوْ قَالَ غَزِيرٍ شَكَّ أَبُو عَلِيٍّ أَيُّهُمَا قَالَ حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ ثُمَّ قَالَ يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا [محتصر صحيح المسلم للإمام زكي الدين المنذري (1536) ] .

 

2- عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ لَهَا هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ فَإِنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا فَأَخْرَجَتْ لِي جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ قَالَ فَذَبَحْتُهَا وَطَحَنَتْ فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي فَقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ قَالَ فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَدْ ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا وَطَحَنَتْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا فَتَعَالَ أَنْتَ فِي نَفَرٍ مَعَكَ فَصَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ لَكُمْ سُورًا فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَتَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْدَمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي فَقَالَتْ بِكَ وَبِكَ فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ لِي فَأَخْرَجْتُ لَهُ عَجِينَتَنَا فَبَصَقَ فِيهَا وَبَارَكَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَصَقَ فِيهَا وَبَارَكَ ثُمَّ قَالَ ادْعِي خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا وَهُمْ أَلْفٌ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ وَإِنَّ عَجِينَتَنَا أَوْ كَمَا قَالَ الضَّحَّاكُ لَتُخْبَزُ كَمَا هُوَ [محتصر صحيح المسلم للإمام زكي الدين المنذري (1538) ] .

 

3- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةٌ فَقَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى قَالَ وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنْ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزَّةً حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ قَالَ وَجَعَلَ قَصْعَتَيْنِ فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ أَوْ كَمَا قَالَ [محتصر صحيح المسلم للإمام زكي الدين المنذري (1539) ] .

 

4- عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأُدْمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَصَرْتِيهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا [محتصر صحيح المسلم للإمام زكي الدين المنذري (1539) ] .

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- يقول ابن القيم : وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وكتابه أمراً عجيباً ؛ فكان يكتب في اليوم من التصانيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر ، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيماً [صحيح الكلم الطيب (144) ] .

 

2- يقول عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ) [مريم : 31]: في أي مكان وزمان ؛ فالبركة جعلها الله في تعليم الخير والدعوة إليه ، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله ؛ فكل من جالسه أو اجتمع به نالته بركته، وسعد به مصاحبه [تفسير السعدي ، 3/ 200 ] .

 

3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصِلْ رحمه»: وقد قال بعض الناس: إن المراد به البركة في العمر بأن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الكثير قالوا : لأن الرزق والأجل مقدران مكتوبان . فيقال لهؤلاء تلك البركة . وهي الزيادة في العمل والنفع . هي أيضا مقدرة مكتوبة وتتناول لجميع الأشياء .

والجواب المحقق : أن الله يكتب للعبد أجلا في صحف الملائكة فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب . وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب . [مجموع الفتاوى (14/490، 491) ] . وقال الألباني: الحديث على ظاهره : أي أن الله جعل بحكمته صلة الرحم سبباً شرعياً لطول العمر ، وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الأحاديث الصحيحة ، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به ؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة [صحيح الأدب المفرد ، للألباني ، ص 50] .

 

4- النووي رحمه الله «من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصِلْ رحمه»: ينسأ مهموز أي يؤخر والأثر الأجل لأنه تابع للحياة في أثرها وبسط الرزق توسيعه وكثرته وقيل البركة فيه وإما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها أن هذه الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضياع في غير ذلك - وهذا القول اختاره ابن حجر والطيبي [انظر : فتح الباري (10/429) ].- والثاني أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فان وصلها زيد له اربعون وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قدره ولا زيادة بل هي مستحيلة وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة وهو مراد الحديث والثالث أن المراد بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت حكاه القاضي وهو ضعيف أو باطل والله اعلم [صحيح مسلم بشرح النووي (16/115) ] .

 

5- قال أبو الليث : وفي صلة الرحم خصال محمودة: أولها : رضا الله ؛ لأنه أمر بتقواه وصلة الرحم فقال : (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) [ النساء : 1 ] . الثاني: إدخال السرور عليهم . وأفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن . الثالث : فرح الملائكة ، وحسن الثناء من المسلمين ، وزيادة في العمر، وبركة في الرزق [البركة للحبيشي ص 95 ] .

 

6- قال القفال في تأويل البركة في قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) : » يجوز أن تكون بركته ما ذكر في قوله : ( يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ) [القصص : 57] . وقيل: بركته دوام العبادة فيه ولزومها [انظر تفسير الآلوسي ، 4/5] . وقال الطبري: لأن الطواف به مغفرة للذنوب [انظر تفسير الطبري ، 4/ 10] .

وقال القرطبي: جعله مباركاً لتضاعف العمل فيه ؛ فالبركة كثرة الخير [الجامع لأحكام القرآن ، 4/ 139] . ولقوله صلى الله عليه وسلم : «والله إنكِ لخير أرض الله وأحب أرض إلى الله ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت» [مسند أحمد ، 4/ 305 ، وابن ماجه (3108) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ، 2/ 196 ]. وقال صلى الله عليه وسلم عن المدينة : « اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا ، وفي مُدِّنا ، وفي صاعنا ، بركة مع بركة » [رواه مسلم ، 9/ 146 ] .

 

7- قال شحاتة محمد صقر: ما يتبرك به من الأعيان والأقوال والأفعال التي ورد الشرع بها إنما هو سبب للبركة وليس هو البركة. كما أن ما يتداوى به من الأدوية إنما هو سبب للشفاء وليس هو الشفاء، وما ذكر الشرع أن فيه بركة فيستعمل استعمال السبب الذي قد يتخلف تأثيره لفقد شرط أو وجود مانع كما هو معلوم في قاعدة الأسباب الشرعية. وما تضاف البركة إليه إنما هو من باب إضافة الشيء إلى سببه، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - عن جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها -: " فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها». أي: جويرية - رضي الله عنها - هي سبب للبركة وليست المعطية للبركة؛ فلذلك لما تزوجها - صلى الله عليه وآله وسلم - أعتق الصحابة من سبوه من قومها بني المصطلق لكونهم أصهار رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ فهذه بركة عظيمة من الله والسبب هو جويرية بنت الحارث؛ فهكذا الأشياء المباركة سبب للخير والنماء والزيادة[دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ (موضوعات للخطب بأدلتها من القرآن الكريم والسنة الصحيحة) مع ما تيسر من الآثار والقصص والأشعار (2/277) ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- البركة: ما يجلب البركة – ما يمحق البركة – أبو حذيفة بن محمد دار الصحابة للتراث الطبعة الأولى 1408 .

 

2- التبرك أنواعه وأحكامه – ناصر الجديع دار الرشيد – الرياض .

 

3- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء – محمد حسن موسى ص 1782 دار الأندلس – جده الطبعة الأولى 1411 .