بذاذة

2022-10-08 - 1444/03/12

التعريف

البذاذة والتبذل لغة:

مصدر قولهم: بذّت هيئته بذاذة، وهو مأخوذ من مادّة (ب ذ ذ) الّتي تدلّ على الغلبة والقهر والإذلال، يقال: بذّ فلان أقرانه يبذّهم فهو باذّ: إذا غلبهم، وإلى هذا يرجع قولهم: هو باذّ الهيئة وبذّ الهيئة، وبيّن البذاذة، أي أنّ الأيام أتت عليها فأخلقتها فهي مقهورة، ويكون فاعل (باذّ) في معنى مفعول (أي مبذوذ)، ومعنى قولهم: حال فلان بذّة: سيّئة وقد بذذت بعدي (بالكسر) فأنت باذّ الهيئة وبذّها أي رثّها، وقيل: رثّ اللّبسة ويكنى بذلك عن التّواضع في اللّباس وترك التّبجّح به، وقال ابن منظور: يقال: بذذت بذذا وبذاذة وبذوذة: أي رثّت هيئتك وساءت حالتك وفي الحديث: «البذاذة من الإيمان» البذاذة: رثاثة الهيئة وهي أن يكون الرّجل متقهّلا، يقال منه: رجل باذّ الهيئة، وفي هيئته بذاذة وقال بعضهم: البذّ: الرّجل المتقهّل الفقير، وقيل: البذاذة: أن يكون يوما متزيّنا، ويوما شعثا، أو هي ترك مداومة

الزّينة، وحال بذّة أي سيّئة، ورجل بذّ البخت: سيّئه، رديئه، وتمر بذّ: متفرّق لا يلزق بعضه ببعض [مقاييس اللغة (1/ 177)، الصحاح (2/ 561)، النهاية في غريب الحديث (1/ 112)، ولسان العرب (بذل) (ص 238) (ط. دار المعارف) ] .

التبذّل والبذاذة قريبة في معناها اللّغويّ من التبذّل والابتذال، يقول ابن الأثير: وفي حديث الاستسقاء: «فخرج متبذّلا ..» التّبذّل: ترك التّزيّن والتّهيّؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التّواضع، وبمثل ذلك فسّر حديث سلمان «فرأى أمّ الدّرداء متبذّلة» وفي رواية «مبتذلة[النهاية لابن الأثير (1/ 111) ]» والبذلة من الثّياب، ما يلبس ويمتهن ولا يصان، وابتذال الثّوب وغيره امتهانه، والتّبذّل: ترك التّصاون [لسان العرب (1/ 238) (ط. دار المعارف) ] .

البذاذة والتبذل اصطلاحا:

قال فيها ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: هي سوء الهيئة والتّجوّز في الثّياب ونحوها، يقال: رجل باذّ الهيئة: إذا كان رثّ الهيئة والثّياب [مختصر سنن أبي داود (6/ 84، 85) بتعليق محمد حامد الفقي] .

وقال فيه ابن حجر- رحمه اللّه تعالى-: التّبذّل والابتذال بمعنى واحد، وهو لبس ثياب البذلة وهي المهنة  [فتح الباري (4/ 248) ] .

وقال المناويّ: البذلة: ما يمتهن من الثّياب في الخدمة، يقال: بذل الثّوب وابتذله: لبسه في أوقات الخدمة والامتهان  [التوقيف على مهمات التعاريف (73) ] .

 

العناصر

1- الاعتدال والتوسط في الملبس.


2- بذاذة اللباس ورِثته سبب لنفور البعض من مجالس العلم والعلماء.


3- مظهر الداعية وملبسه شريك في التأثير على المدعوين.


4- أهل الصلاح عليهم بذاذة الإيمان ظاهرة غير متصنعة لا في عمامة ولا في لباس ولا في مشية ولا في جلوس.


5- اشتهار بعض الصحابة بالبذاذة.


6- كراة الإفراط في بذاذة اللباس أو علوه.


7- البذاذة والتبذل بين المدح والذم.
 

الايات

الاحاديث

1- عن عبد الله بن مسعود قال : "كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفاً ، وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء فقال : اطلبوا فضلة من ماء. فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل ، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: حَيَّ على الطهور المبارك والبركة من الله. فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم " [صحيح البخاري مع الفتح (6/433)].

 

2- عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصِلْ رحمه" [رواه البخاري (10/429) ، ومسلم (16/114)].

 

3- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران ؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهم غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صوافٍّ تحاجَّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تسطيعها البَطَلَة" [رواه مسلم مع شرح النووي (6/90)].

 

4- عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة، فجعل في إناء فأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم به فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ثم قال: "حي على أهل الوضوء، البركة من الله"، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه فتوضأ الناس وشربوا فجعلت لا آلوا ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة. قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟. قال: ألفا وأربع مائة. [رواه البخاري (5639)].

 

5- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم لما قسم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- وكاتبته على نفسها، وأنها أتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي". قال: "فهل لك في خير من ذلك؟. قالت: وما هو يا رسول الله؟. قال: "أقضي كتابتك وأتزوجك". قالت: نعم يا رسول الله. قال: "قد فعلت". قالت عائشة رضي الله عنها: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأرسلوا ما بأيديهم. قالت عائشة: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها [رواه الإمام أحمد في المسند رقم : (26365) ، وحسّن الشيخ الألباني -رحمه الله- إسناده في الإرواء (5/ 37) تحت الحديث (1212)].

 

6- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمصا فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؛ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمصا شديدا، فأخرجت لي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن. فذبحتها وطحنت، ففرغت إلى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه. فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا؛ فتعال أنت في نفر معك، فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم سورا فحي هلا بكم". وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء"، فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: "ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها"، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو" [رواه البخاري (4102)].

الاثار

قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- إيّاكم ولبستين: لبسة مشهورة، ولبسة محقورة.[أدب الدنيا والدين (340)].

القصص

1- عن أبي جحيفة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: آخى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بين سلمان وأبي الدّرداء، فزار سلمان أبا الدّرداء فرأى أمّ الدّرداء متبذّلة فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدّرداء ليس له حاجة في الدّنيا. فجاء أبو الدّرداء، فصنع له طعاما فقال له: كل. قال: فإنّي صائم، قال: ما أنا بآكل حتّى تأكل. قال: فأكل، فلمّا كان اللّيل ذهب أبو الدّرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثمّ ذهب يقوم فقال: نم. فلمّا كان من آخر اللّيل قال سلمان: قم الآن، فصلّيا. فقال له سلمان: إنّ لربّك عليك حقّا، ولنفسك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه. فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر ذلك له، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «صدق سلمان» [صحيح البخاري- الفتح 4 (1968) ] .

 

2- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: دخل رجل المسجد يوم الجمعة والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على المنبر- فدعاه فأمره أن يصلّي ركعتين، ثمّ دخل الجمعة الثّانية- ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المنبر- فدعاه فأمره، ثمّ دخل الجمعة الثّالثة فأمره أن يصلّي ركعتين، ثمّ قال: «تصدّقوا» ففعلوا فأعطاه ثوبين ممّا تصدّقوا ثمّ قال: «تصدّقوا» فألقى أحد ثوبيه، فانتهره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكره ما صنع ثمّ قال: «انظروا إلى هذا فإنّه دخل المسجد في هيئة بذّة، فدعوته فرجوت أن تعطوا له فتصدّقوا عليه وتكسوه فلم تفعلوا، فقلت: تصدّقوا، فأعطيته ثوبين ممّا تصدّقوا ثمّ قلت: تصدّقوا فألقى أحد ثوبيه. خذ ثوبك، وانتهره» [رواه أحمد في «المسند» (3/ 25) واللفظ له، والنسائي رقم (1407) و(2535) وأبو داود رقم (1675)، والترمذي (151) مختصرا] .

الاشعار

1- قال المعري:

وإن كان في لبس الفتى شرف له *** فما السيف إلا غمدُه والحمائل

[شرح ديوان سقط الزند للمعري ص57].

الدراسات

متفرقات

1- يقول ابن القيم : وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وكتابه أمراً عجيباً ؛ فكان يكتب في اليوم من التصانيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر ، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيماً [صحيح الكلم الطيب (144)].

 

2- يقول عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياًّ) [مريم : 31]: في أي مكان وزمان ؛ فالبركة جعلها الله في تعليم الخير والدعوة إليه ، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله ؛ فكل من جالسه أو اجتمع به نالته بركته، وسعد به مصاحبه [تفسير السعدي (3/ 200 )].

 

3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم : "من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصِلْ رحمه" [صحيح البخاري رقم : (5986)]: وقد قال بعض الناس: إن المراد به البركة في العمر بأن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الكثير قالوا : لأن الرزق والأجل مقدران مكتوبان. فيقال لهؤلاء تلك البركة. وهي الزيادة في العمل والنفع. هي أيضا مقدرة مكتوبة وتتناول لجميع الأشياء. والجواب المحقق : أن الله يكتب للعبد أجلا في صحف الملائكة فإذا وصل رحمه زاد في ذلك المكتوب. وإن عمل ما يوجب النقص نقص من ذلك المكتوب. [مجموع الفتاوى (14/490، 491)]. وقال الألباني: الحديث على ظاهره : أي أن الله جعل بحكمته صلة الرحم سبباً شرعياً لطول العمر ، وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الأحاديث الصحيحة ، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به ؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة [صحيح الأدب المفرد ، للألباني ، ص 5].

 

4- قال النووي رحمه الله "من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره فليصِلْ رحمه": ينسأ مهموز أي يؤخر والأثر الأجل لأنه تابع للحياة في أثرها وبسط الرزق توسيعه وكثرته وقيل البركة فيه وإما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها أن هذه الزيادة بالبركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضياع في غير ذلك -وهذا القول اختاره ابن حجر والطيبي [انظر : فتح الباري (10/429)].- والثاني أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فان وصلها زيد له اربعون وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قدره ولا زيادة بل هي مستحيلة وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة وهو مراد الحديث والثالث أن المراد بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت حكاه القاضي وهو ضعيف أو باطل والله اعلم [صحيح مسلم بشرح النووي (16/115)].

 

5- قال أبو الليث : وفي صلة الرحم خصال محمودة: أولها : رضا الله ؛ لأنه أمر بتقواه وصلة الرحم فقال : (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) [ النساء : 1]. الثاني: إدخال السرور عليهم. وأفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن. الثالث : فرح الملائكة ، وحسن الثناء من المسلمين ، وزيادة في العمر، وبركة في الرزق [البركة للحبيشي ص 95].

 

6- قال القفال في تأويل البركة في قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) : يجوز أن تكون بركته ما ذكر في قوله : ( يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ) [القصص : 57]. وقيل: بركته دوام العبادة فيه ولزومها [انظر تفسير الآلوسي (4/5)]. وقال الطبري: لأن الطواف به مغفرة للذنوب [انظر تفسير الطبري (4/ 10)]. وقال القرطبي: جعله مباركاً لتضاعف العمل فيه ؛ فالبركة كثرة الخير [الجامع لأحكام القرآن (4/ 139)]. ولقوله صلى الله عليه وسلم : "والله إنكِ لخير أرض الله وأحب أرض إلى الله ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" [مسند أحمد (4/ 305) وابن ماجه (3108) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/196)]. وقال صلى الله عليه وسلم عن المدينة : "اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا ، وفي مُدِّنا ، وفي صاعنا ، بركة مع بركة" [رواه مسلم (9/146)].

 

7- قال شحاتة محمد صقر: ما يتبرك به من الأعيان والأقوال والأفعال التي ورد الشرع بها إنما هو سبب للبركة وليس هو البركة. كما أن ما يتداوى به من الأدوية إنما هو سبب للشفاء وليس هو الشفاء، وما ذكر الشرع أن فيه بركة فيستعمل استعمال السبب الذي قد يتخلف تأثيره لفقد شرط أو وجود مانع كما هو معلوم في قاعدة الأسباب الشرعية. وما تضاف البركة إليه إنما هو من باب إضافة الشيء إلى سببه، كما قالت عائشة -رضي الله عنها- عن جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها -: فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. أي: جويرية -رضي الله عنها- هي سبب للبركة وليست المعطية للبركة؛ فلذلك لما تزوجها -صلى الله عليه وآله وسلم- أعتق الصحابة من سبوه من قومها بني المصطلق لكونهم أصهار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -؛ فهذه بركة عظيمة من الله والسبب هو جويرية بنت الحارث؛ فهكذا الأشياء المباركة سبب للخير والنماء والزيادة [دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ موضوعات للخطب بأدلتها من القرآن الكريم والسنة الصحيحة مع ما تيسر من الآثار والقصص والأشعار (2/277)].

التحليلات

الإحالات

1- أحكام القرآن المؤلف : أحمد بن علي الرازي الجصاص أبو بكر الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، 1405 تحقيق : محمد الصادق قمحاوي عدد الأجزاء : 5 (2/181) .

2- مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف : أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ) المحقق : شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد ، وآخرون إشراف : د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1421 هـ - 2001 م (43/334) .

3- شرح مشكل الآثار المؤلف : أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى : 321هـ) تحقيق : شعيب الأرنؤوط الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى - 1415 هـ ، 1494 م (8/38) .

4- إكمال المعلم شرح صحيح مسلم - للقاضي عياض المؤلف : العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 هـ عدد الأجزاء / 8 (4/85) .

5- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين المؤلف : محمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي (المتوفى : 1057هـ) (4/364) .

6- شرح السنة ـ للإمام البغوى المؤلف : الحسين بن مسعود البغوي دار النشر : المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403هـ - 1983م عدد الأجزاء / 15 الطبعة : الثانية تحقيق : شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش (4/265) .

7- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الثانية - 1405 – 1985 عدد الأجزاء : 8 (7/78) .

8- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت عدد الأجزاء : 45 جزءا الطبعة : ( من 1404 - 1427 هـ) (2/322) - ما يحل من ثياب الزينة ولا يعتبر اختيالا .

9- إحياء علوم الدين محمد بن محمد الغزالي أبو حامد سنة الولادة 450/ سنة الوفاة 505 تحقيق الناشر دار االمعرفة سنة النشر مكان النشر بيروت .

10- المسار المؤلف : محمد أحمد الراشد الناشر : مؤسسة الرسالة (1/112) .

11- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (9/4060) .

12- لسان العرب المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ) الناشر: دار صادر – بيروت الطبعة: الثالثة - 1414 هـ عدد الأجزاء: 15 (3/477) .