بذاءة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

البذاءة لغة:

البذاءة مثل البذاء، كلاهما مصدر لقولهم بذأ يبذأ، وهو مأخوذ من مادّة (ب ذ أ) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على «خروج الشّيء عن طريقة الإحماد» يقال: بذأت المكان أبذؤه، إذا أتيته فلم تحمده، وبذأه كمنعه: رأى منه حالا يكرهها، وبذأه: احتقره وذمّه، وبذأ الأرض ذمّ مرعاها، وقد بذؤ الرّجل وبذيء وبذأ بمعنى، وبذؤ المكان: أصبح لا مرعى فيه، وقد بذأت على فلان أبذأ بذاء وبذاءة، وقد بذيء به: إذا عيب وازدري، ورجل بذيء من قوم أبذياء، وباذأت الرّجل: إذا خاصمته، وباذأه فبذأه (أي غلبه في البذاء) وأبذأت: جئت بالبذاء. والبذاء: المباذأة وهي المفاحشة والقبح في المنطق وإن كان الكلام صدقا. والبذيء: الفاحش وتقول بذأ الرّجل بذءا إذا رأيت منه حالا كرهتها، كما تقول: بذأته أبذؤه بذءا: إذا ذممته، أمّا قولهم: بذأته عيني تبذؤه بذاء وبذاءة: يعني ازدرته واحتقرته ولم تقبله، ولم تعجبك مرآته وذلك إذا أطرى الشّيء لك وعندك ثمّ لم تره كذلك وأمّا إذا رأيته كما وصف لك فإنّك تقول: ما تبذؤه العين. وبذأ الشّيء: ذمّه، وأرض بذيئة: لا مرعى بها. وبذىء الرّجل: إذا ازدري [لسان العرب (1/ 236). والصحاح (1/ 35- 36). ومقاييس اللغة لابن فارس (1/ 216)، والقاموس المحيط (42) ] .

البذاءة اصطلاحا:

قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: هي التّعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصّريحة.

وقال المناويّ: البذاء هو الفحش والقبح في المنطق، وإن كان الكلام صدقا.

وقال الكفويّ: البذاء (والبذاءة)، هو التّعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصّريحة، ويجري أكثر ذلك في الواقع (أي في الكلام المطابق للواقع وهو الصّدق) [لإحياء (3/ 122)، والتوقيف على مهمات التعاريف (73)، والكليات للكفوي (243) ] .

 

العناصر

1- أهمية حفظ اللسان والحث على قلة الكلام.


2- خطورة بذاءة اللسان والتفحش في القول.


3- رب كلمة كانت سبباً في هلاك صاحبها.


4- بذاءة اللسان أو التجريح يفسد جو الحوار الهادئ.


5- أدب النقاش والمجادلة.


6- سلك أعداء الإسلام بذاءة لم يسبق لها مثيل في تشويه صورة الإسلام والمسلمين.


7- الآثار السلبية المترتبة على البذاءة والتفحش .


8- نصائح عامة للدعاة والمصلحين.
 

الايات

1- قول الله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً)[النساء: 148].


2- قوله تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ)[النور: 15- 16].


3- قوله تعالى: ( أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)[الأحزاب: 19].


4- قوله تعالى: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)[الممتحنة: 2].
 

الاحاديث

1- عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنّما أنتم ولد آدم، طفّ الصّاع لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلّا بالدّين أو عمل صالح. حسب الرّجل أن يكون فاحشا بذيّا بخيلا جبانا»[رواه أحمد (4/ 145).وصححه الألباني في صحيح الجامع( 5419)].


2- عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا »[ رواه النسائي (1936).وصححه الألباني وانظر صحيح الجامع الصغير ( 7311 )].


3- عن أبي أمامة الباهليّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحياء والعيّ شعبتان من الإيمان والبذاء والبيان شعبتان من شعب النّفاق»[ صححه الألباني و قال في سلسلة الأحاديث الضعيفة في كلامه على الحديث رقم (6884) أخرجه الترمذي ( 2028 )، وابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 1/ 44/10477 ) و " الإيمان " 39/ 8 1 1 - بتحقيقي )، وأحمد ( 5/ 269 )، والبيهقي في " الشعب " ( 6/ 33 1/ 6 0 77 ) من طريق الحاكم - وهذا في " المستدرك " ( 1/ 9 و52 ) - وقال:" صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي].


4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار»[رواه الترمذي (2009) وقال: حسن صحيح. والحاكم (1/ 53) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وابن أبي شيبة في كتاب الإيمان وقال محققه: حسن (14). وقال محقق «جامع الأصول» (3/ 617): إسناده حسن.وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (495)].


5- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليس المؤمن بالطّعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء»[رواه الترمذي (1977) واللفظ له وقال: حسن غريب. وأحمد (1/ 405) رقم (3839) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (5/ 322). والحاكم (1/ 12) وصححه ووافقه الذهبي، وقال محقق «جامع الأصول»: هو كما قالا (10/ 757), وصححه الألباني في صحيح الجامع( 5381)].


6- عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ اللّه ليبغض الفاحش البذيء»[رواه الترمذي (2002) وقال: حسن صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (4/ 6): إسناده حسن, وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي (2002)].


7- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: استأذن رجل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «ائذنوا له، بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة. فلمّا دخل ألان له الكلام. قلت: يا رسول اللّه، قلت الّذي قلت ثمّ ألنت له الكلام. قال: «أي عائشة: إنّ شرّ النّاس من تركه النّاس- أو ودعه النّاس- اتّقاء فحشه»[رواه البخاري- الفتح 10 (6054) واللفظ له. مسلم (2591)].


8- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أناس من اليهود، فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. قال: «وعليكم»، قالت عائشة: قلت: بل عليكم السّام والذّام. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا عائشة لا تكوني فاحشة». فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: «أو ليس قد رددت عليهم الّذي قالوا؟ قلت: وعليكم»[رواه البخاري- الفتح 10 (6030). مسلم (2165) واللفظ له].


9- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، دخل على أمّ السّائب أو أمّ المسيّب فقال: «مالك يا أمّ السّائب أو يا أمّ المسيّب تزفزفين ؟» قالت: الحمّى لا بارك اللّه فيها. فقال: «لا تسبّي الحمّى، فإنّها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد»[رواه مسلم (2575)].


10- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ رجلا لعن الرّيح، وقال مسلم: إنّ رجلا نازعته الرّيح رداءه على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلعنها. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تلعنها، فإنّها مأمورة، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللّعنة عليه»[رواه أبو داود (4908) واللفظ له. والترمذي (1978) وقال: حسن غريب. وقال محقق «جامع الأصول»: خرجه ابن حبان وهو حديث صحيح (10/ 764)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود(4908)].


11- عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللّعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة»[رواه مسلم (2598)].


12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إيّاكم والفحش والتّفحّش، فإنّ اللّه لا يحبّ الفاحش المتفحّش، وإيّاكم والظّلم، فإنّه هو الظّلمات يوم القيامة، وإيّاكم والشّحّ، فإنّه دعا من قبلكم، فسفكوا دماءهم، ودعا من قبلكم فقطعوا أرحامهم، ودعا من قبلكم فاستحلّوا حرماتهم»[رواه الحاكم (1/ 12)، وابن حبان (14/ 141)/ 6248، والبخاري في الأدب المفرد (487)، والبيهقي في الآداب الشرعية (108)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2603)].


13- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«من الكبائر شتم الرّجل والديه». قالوا: يا رسول اللّه، وهل يشتم الرّجل والديه؟ قال: «نعم، يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه»[ رواه البخاري- الفتح 10 (5973)، ومسلم (90) واللفظ له].


14- عن أبي جريّ جابر بن سليم، قال:«...لا تسبّنّ أحدا» قال: فما سببت بعده حرّا ولا عبدا، ولا بعيرا ولا شاة، قال: «ولا تحقرنّ شيئا من المعروف، وأن تكلّم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إنّ ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف السّاق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإيّاك وإسبال الإزار فإنّها من المخيلة، وإنّ اللّه لا يحبّ المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنّما وبال ذلك عليه »[رواه أبو داود (2/179) وقال الألباني صحيح انظر حديث رقم : (7309 )في صحيح الجامع].
 

الاثار

1- قال ابن عمر- رضي اللّه عنهما-: إنّ أبغض النّاس إلى اللّه كلّ طعّان لعّان.[الإحياء (3/ 126)].

 

2- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: ألأم شيء في المؤمن الفحش.[ روضة العقلاء (57)].


3- قال الأحنف بن قيس- رحمه اللّه تعالى: ألا أخبركم بأدوإ الدّاء: اللّسان البذيء، والخلق الدّنيء.[الإحياء (3/ 123)].


4- قال عطاء- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء: 90] قال: كان في خلقها سوء، وكان في لسانها طول، وهؤلاء بذاء، فأصلح له ذلك منها.[ مساويء الأخلاق للخرائطي (40). وتفسير ابن كثير (3/ 193)].


5- قال إبراهيم بن ميسرة- رحمه اللّه تعالى-:يقال يؤتى بالفاحش المتفحّش يوم القيامة في صورة كلب أو في جوف كلب.[ الإحياء (3/ 131)].
 

القصص

الاشعار

1- قال محمّد بن عبد اللّه البغداديّ:

إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه *** فلا خير في وجه

إذا قلّ ماؤه حياءك فاحفظه عليك فإنّما *** يدلّ على وجه الكريم حياؤه

[روضة العقلاء (57)].

 

2- قال الشّاعر:

انطق مصيبا لا تكن هذرا *** عيّابة ناطقا بالفحش والرّيب

وكن رزينا طويل الصّمت ذا فكر *** فإن نطقت فلا تكثر من الخطب

ولا تجب سائلا من غير تروية *** وبالّذي لم تسل عنه فلا تجب

[حسن السمت في الصمت (47)].

 

3- وقال آخر:

فتى مثل صفو الماء أما لقاؤه *** فبشر وأما وعده فجميل..

يسرك مفترا ويشرق وجهه *** إذا اعتل مذموم الفعال بخيل..

عيى عن الفحشاء أما لسانه *** فعف وأما طرفه فكليل

[المنتخب من الشعر والبيان ص 229 أمير بن محمد المدري].

الدراسات

متفرقات

1- قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: هي التّعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصّريحة. [الإحياء (3/ 122)].

 

2- قال المناويّ: البذاء هو الفحش والقبح في المنطق، وإن كان الكلام صدقا. [التوقيف على مهمات التعاريف (73)].

 

3- قال الكفويّ: البذاء (والبذاءة)، هو التّعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصّريحة، ويجري أكثر ذلك في الواقع (أي في الكلام المطابق للواقع وهو الصّدق. [الكليات للكفوي (243)].

 

4- قال أبو حاتم بن حبّان- رحمه اللّه تعالى-:القحّة (ترك الحياء) أصل الجهل وبذر الشّرّ، ومن لم ينصف النّاس منه حياؤه، لم ينصفه منهم قحته، وإذا لزم الوقح البذاء كان وجود الخير منه معدوما، وتواتر الشّرّ منه موجودا، لأنّ الحياء هو الحائل بين المرء وبين المزجورات كلّها، بقوّته يضعف ارتكابه إيّاها، وبضعف الحياء تقوى مباشرته إيّاها. وقد أحسن من قال: وربّ قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلّا الحياء فكان هو الدّواء لها ولكن *** إذا ذهب الحياء فلا دواء ثمّ ذكر- رحمه اللّه تعالى- سوء عاقبة البذيّ فقال: من ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره هان على النّاس ومقت، ومن مقت أوذي، ومن أوذي حزن، ومن حزن فقد عقله، ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له، ولا دواء لمن لا حياء له، ولا حياء لمن لا وفاء له، ولا وفاء لمن لا إخاء له، ومن قلّ حياؤه صنع ما شاء وقال ما أحبّ. [روضة العقلاء بتصرف (56- 59)].

 

5- قال الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: إنّ السّبّ والفحش وبذاءة اللّسان مذمومة ومنهيّ عنها ومصدرها الخبث واللّؤم، والباعث عليها إمّا قصد الإيذاء وإمّا الاعتياد الحاصل من مخالطة الفسّاق وأهل الخبث واللّؤم لأنّ من عادتهم السّبّ. ومواضع ذلك متعدّدة ويمكن حصرها في كلّ حال تخفى ويستحيا منها، فإنّ التّصريح في مثل هذه الحال فحش وينبغي الكناية عنها. وأكثر ما يكون في ألفاظ الوقاع وما يتعلّق به، فإنّ لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها. وأمّا أهل الصّلاح فإنّهم يتحاشون عنها بل يكنون عنها ويدلّون عليها بالرّموز فيذكرون ما يقاربها ويتعلّق بها، ألم تر أنّ اللّه- عزّ وجلّ- كنى باللّمس عن الجماع، ولذلك فإنّه تستعمل ألفاظ مثل المسّ واللّمس والدّخول والصّحبة. كما يكون الفحش والبذاء أيضا في حال قضاء الحاجة، فإنّ استعمال البول والغائط أولى من لفظ التّغوّط والخراء. ويدخل الفحش أيضا والبذاء في ذكر النّساء والكلام عنهنّ، فلا يقال: قالت زوجتك كذا، بل يقال: قيل في الحجرة أو من وراء السّتر، أو قالت أمّ الأولاد فالتّلطّف في هذه الألفاظ محمود والتّصريح فيها يفضي إلى الفحش. وكذلك يدخل أيضا في ذكر العيوب الّتي يستحيا منها فلا ينبغي أن يعبّر عنها بصريح اللّفظ، فلا يقال فلان الأبرص والأقرع بل يقال مثلا فلان الّذي به العارض الّذي يشكوه، وهذا كلّه يختلف باختلاف البلاد. وأوائل هذه الأشياء مكروه، وآخرها محظور، وبينهما درجات يتردّد فيها. [الإحياء (3/ 121- 122) بتصرف وفيه تقديم وتأخير].

التحليلات

الإحالات

1- الأصول الثلاثة المؤلف : محمد بن عبدالوهاب عدد الأجزاء : 1 (1/59) .

2- المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (10/168) .

3- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المؤلف : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري الناشر : مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة : الخامسة، 1424هـ/2003م (5/373) .

4- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (29/48) .

5- التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : د وهبة بن مصطفى الزحيلي الناشر : دار الفكر المعاصر – دمشق الطبعة : الثانية ، 1418 هـ عدد الأجزاء : 30 (28/269) .

6- شرح سنن أبي داود المؤلف : عبدالمحسن العباد (1/2) .

7- عمدة القاري شرح صحيح البخاري المؤلف : بدر الدين العيني الحنفي (30/254) .

8- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر ( مصور عن الطبعة السلفية ) –باب المدارة مع الناس .

9- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت عدد الأجزاء : 45 جزءا (16/100) .

10- مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان المؤلف : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان جمع : حمود بن عبدالله المطر - عبدالكريم بن صالح المقرن الناشر : دار ابن خزيمة الرياض الطبعة : الأولى 1424 هـ - 2003م عدد الأجزاء : 2 (1/181) .

11- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود (170/5) .

12- دروس للشيخ سعيد بن مسفر المؤلف : سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني http://www.islamweb.net – بذاءة اللسان .

13- آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة تأليف الفقير إلى الله تعالى: سعيد بن علي بن وهف القحطاني مقدمة الطبعة الثالثة – بذاءة اللسان .

14- أخطاء في أدب المحادثة - بذاءة اللسان، والتفحش في القول .

15- أصول الدعوة الدكتور عبد الكريم زيدان الطبعة الثالثة (1/87) .