انتماء

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

لغة:

الانتماء في اللغة يأتي من الجذر “نمى”، ويعني الانتساب أو الارتباط بجماعة أو فكرة أو مكان معين. يُقال “انتمى فلان إلى كذا” أي أصبح جزءاً منه أو ارتبط به. لسان العرب؛ لابن منظور، القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي، المعجم الوسيط؛ لمجمع اللغة العربية.

 

اصطلاحاً:

الانتماء اصطلاحاً هو شعور الفرد بالولاء والارتباط بمجموعة معينة سواء كانت قبيلة جماعة اجتماعية، أو ثقافية، أو وطنية. يعني هذا الشعور أن الفرد يرى نفسه جزءاً من هذه المجموعة ويتبنى قيمها وأهدافها.

 

العناصر

1- المراد الشرعي بالجماعة وأثر تحقيقه في إثبات الهوية الإسلامية أمام عولمة الإرهاب والفتنة.

 

2- حكم الانتماء إلى جماعات أو أحزاب دينية.

 

3- أهمية الانتماء للعمل الجماعي نصرة للإسلام والمسلمين.

 

4- الانتماء للعمل الجماعي يعني توحيد الجهود وجمع الكلمة وتلاقح الأفكار.

 

5- تراجُع وانحسار وتعطّل الدور الفردي في نطاق العمل الجماعي.

 

6- صور من الجماعية في حياة الصحابة والسلف الصالحين.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 103-105].

 

2- قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [النساء:59].

 

3- قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].

 

4- قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].

 

5- قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإْنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر: 1-3].

 

6 – قوله تعالى: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) [الكهف: 95].

 

7- قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].

 

8- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة: 51].

 

9- قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10].

 

10- قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران: 110].

 

11- قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 92].

 

12- قال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون: 52].

 

13- قال تعالى: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) [الشعراء: 167]. لأهمية الوطن والانتماء إليه استخدم أسلوب التهديد بالطَّرد منه والإبعاد عنه كوسيلة عقابية.

 

14- قال تعالى: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 76].

 

15- قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30].

 

16- قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة: 33].

 

 

 

17- قال تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [النمل: 56].

 

18- قال تعالى: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82].

 

19- قال تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40].

 

20- قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ) [محمد: 13].

 

21- قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا) [النساء: 66]. الخروج من الوطن ومفارقته من الأشياء العزيزة على النفس ولا تَميل إليه، وهو بمثابة خروج الروح

 

22- قال تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) [الأنفال: 5].

 

23- قال تعالى: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [القصص: 20، 21]. الإنسان لا يضطر إلى مُغادرة الوطن إلا لضرورة مُلحَّة أو تفاديًا لخطر أكبر.

 

24- قال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحشر: 8]. جعل الله تعالى الثواب الأعظم لمن يُرغم على الخروج من وطنه ومفارقة الأهل والأحبة والأموال قسرًا

 

25- قال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) [آل عمران: 195].

 

26- قال تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ..) [الحج: 40].

 

27- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [إبراهيم: 35]. حب الوطن وتمنِّي الخير له غريزةٌ فطرية في الإنسان

 

28- قال تعالى: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) [النساء: 75]. أحيانًا يكون الخروج من الوطن والبعد عنه ضرورة ملحَّة، والخيارَ الأمثل؛ بل واجبًا شرعيًّا حِفاظًا على النفس وحفاظًا على الدين.

 

29- قال تعالى: (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) [الأنبياء: 74].

 

30- قال تعالى: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذاريات: 35-36].

 

31- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء: 97-100].

 

32- قال تعالى: (.. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الأنفال: 72].

 

33- قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة: 8-9]. المصلحة العليا للوطن مُقدَّمة فوق أي مصلحة أخرى، ويجب عدم التواد مع المتآمرين على سلامة الوطن وسلامة أراضيه

 

34- قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 190، 191].

 

35- قال تعالى: (أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 13 - 15].

 

36- قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 217].

 

37- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2]. عندما يستنفد المسلمون كلَّ سُبل الدفاع عن أوطانهم تتدخَّل قدرة الله تعالى للدفاع عن بلاد المسلمين.

 

10- قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة: 84-85].

 

11- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [القصص: 85]. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لرادك إلى معاد) إلى مكة

 

الاحاديث

1- عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذا حلف الفضول: “شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ - يقصد حلف الفضول فهم في الأصل من جماعة المطيبين - مَعَ عُمُومَتِي وَأَنَا غُلَامٌ فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ وَأَنِّي أَنْكُثُهُ” رواه أحمد: (1567) وهو في السلسلة الصحيحة.

 

2- عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية” رواه أبو داود: (547)، وحسنه الألباني.

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم” قال نافع: فقلنا لأبي سلمة: فأنت أميرنا. رواه أبو داود: (2611) وقال الألباني: حسن صحيح.

 

4-عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار" أخرجه الترمذي: (٢١٦٧)، والحاكم: (٣٩٧)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٣/٣٧) باختلاف يسير. وقال الألباني في هداية الرواة (١٧١): "إسناده صحيح".

 

5- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” أخرجه البخاري: (٦٠١١)، ومسلم: (٢٥٨٦).

 

6- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” وشبك بين أصابعه. أخرجه البخاري: (٢٤٤٦)، ومسلم: (٢٥٨٥).

 

7- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يد الله مع الجماعة” رواه الترمذي، (٢١٦٦)، وصححه الألباني.

 

8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية” أخرجه مسلم: (١٨٤٨).

 

9- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” رواه البخاري: (١٣)، ومسلم: (٤٥).

 

10- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليك بالجماعة، وإياك والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد” رواه الترمذي: (٢١٦٥)، وصححه الألباني.

 

11- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تلزم جماعة المسلمين وإمامهم” رواه البخاري: (٧٠٨٤)، ومسلم: (١٨٤٧).

 

12- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجماعةُ رَحمةٌ والفُرقةُ عذابٌ”. أخرجه أحمد: (١٨٤٧٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٩٣)، وقال الألباني في تخريج كتاب السنة (٩٣): "إسناده حسن".

 

13- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا في غَزاةٍ -قال سُفيانُ مرةً: في جيشٍ- فكسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ: يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ: يا للمهاجرينَ، فسمِع ذاك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: "ما بالُ دَعوى الجاهلية؟!"، قالوا: يا رسولَ اللهِ، كسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال: "دَعوها؛ فإنها مُنتِنَةٌ"؛ (رواه البخاري).

 

14- قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: ليتني أكون حيًّا إذ يُخرِجُك قومُك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "أوَمُخرجِيَّ هم؟!"، قال: نعم، لم يأتِ رجل قطُّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودِيَ، وإن يدركْني يومُك أنصرْك نصرًا مؤَزَّرًا، ثمَّ لم ينشب ورقةُ أن توفِّي، وفتر الوحيُ"؛ أخرجه البخاري: (٣)، ومسلم: (١٦٠).

 

15- كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ حبِّب إلينا المدينة كحبِّنا مكة أو أشد"؛ أخرجه البخاري: (٥٦٥٤)، ومسلم: (١٣٧٦).

 

16- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمكَّة: "ما أطيَبَك من بلدٍ وأحَبَّك إليَّ! ولولا أنَّ قومي أخرجوني منك ما سكنتُ غيرَك"؛ (رواه الترمذي: (٣٦٢٩)، وصححه الألباني.

 

17- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: "لو أن الأنصار سلكوا واديًا، أو شِعبًا، لسلكتُ في وادي الأنصار، ولولا الهجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصار"، فقال أبو هريرة: ما ظلَم، بأبي وأمي؛ لآووه ونصروه، أو كلمةً أخرى؛ (رواه البخاري: (٣٧٧٩).

 

18- عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قُتل دون ماله فهو شهيدٌ، ومَن قُتل دون دينه فهو شهيدٌ، ومَن قُتل دون دمه فهو شهيدٌ، ومن قُتل دون أهله فهو شهيدٌ"؛ رواه الترمذي: (١٤٢١)، وحسنه الألباني.

 

19- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "لما قدِم رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم المدينةَ وُعك أبو بكرٍ وبلالٌ، فكان أبو بكرٍ إذا أخذَتْه الحمى يقولُ:

كلُّ امرئٍ مُصبَّحٌ في أهلِه *** والموتُ أدنى من شِراك نَعلِهِ

 

وكان بلالٌ إذا أقلع عنه الحمَّى يرفعُ عقيرتَه يقولُ:

ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً *** بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليلُ؟ 

وهل أَرِدَنْ يومًا مياه مجنَّةٍ *** وهل يبدُوَنْ لي شامةٌ وطفيلُ؟ 

 

وقال: اللهمَّ العن شيبة بن ربيعة، وعُتبة بن ربيعة، وأمية بن خلفٍ، كما أخرجُونا من أرضنا إلى أرض الوباء، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ حبِّب إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكة أو أشد، اللهمَّ بارِك لنا في صاعنا وفي مُدِّنا، وصححها لنا، وانقُل حُماها إلى الجُحفة"، قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأُ أرض الله، قالت: فكان بُطحانُ يجري نجلًا، تعني: ماءً آجنًا؛ (رواه البخاري: (١٨٨٩)، ومسلم: (١٣٧٦) مختصراً باختلاف يسير.

 

20- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ اجعل بالمدينة ضِعفي ما جعلتَ بمكة من البركة"؛ (رواه البخاري: (١٨٨٥)، ومسلم: (١٣٦٩).

 

21- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناسُ إذا رأوا أولَ الثمر جاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم قال: "اللهمَّ بارِك لنا في ثمرنا، وبارِك لنا في مَدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارِك لنا في مُدِّنا، اللهمَّ إنَّ إبراهيم عبدُك وخليلُك ونبيُّك، وإني عبدُك ونبيُّك، وإنه دعاك لمكة، وإنِّي أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكَّة، ومثله معه"، قال: ثم يدعو أصغر وليدٍ له فيُعطيه ذلك الثمر؛ رواه مسلم: (١٣٧٣).

 

22- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قدِم من سفرٍ، فأبصر درجات المدينة، أوضَعَ ناقته، وإن كانت دابَّةً حركها"؛ (رواه البخاري: (١٨٠٢)، أوضع ناقتَه: أسرع بها.

 

23- عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان إذا اشتكى الإنسانُ الشيء منه، أو كانت به قرحةٌ أو جرحٌ، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا؛ ووضع سفيانُ سبابته بالأرض ثم رفعها: "بسم الله، تربةُ أرضنا، برِيقة بعضنا؛ ليشفى به سَقيمُنا، بإذن ربنا"، قال ابنُ أبي شيبة: يشفى، وقال زهيرٌ: ليشفى سقيمُنا؛ رواه مسلم: (٢١٩٤)

 

24- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أُحُدًا جبَلٌ يحبُّنا ونحبه"؛ أخرجه البخاري: (٤٠٨٣)، ومسلم: (١٣٩٣)

 

25- عن مالك بن الحُويرث؛ قال: أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، وكان رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم رحيمًا رقيقًا، فظنَّ أنَّا قد اشتقنا أهلنا، فسأَلَنا عن مَن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: "ارجعوا إلى أهليكم؛ فأقيموا فيهم، وعلِّموهم، ومُروهم، فإذا حضرت الصلاةُ فليؤذِّن لكم أحدُكم، ثم ليؤمكم أكبرُكم"؛ رواه مسلم: (٦٧٤).

 

الاثار

1- قال ابن مسعود: أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به وما تكرهون في الجماعة، خير مما تحبون في الفرقة المستدرك للحاكم 4-555، تفسير ابن جرير7-76، الشريعة للآجري 1-299، ينظر: الأمر بلزوم جماعة المسلمين للبرجس ص38.

 

2- قال سعيدُ بنُ جبير: قلتُ لابن عباس: آمرُ السُّلطانَ بالمعروفِ وأنهاه عن المنكر؟ قال: إنْ خِفتَ أن يقتُلَك فلا. رواه ابن أبي شيبة: (38307).

 

3- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - وهى من عوالي المدينة - وكنا نتناوبُ النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلت جئتُهُ بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك رواه البخاري: (89).

 

4- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: "لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة" (رواه البيهقي في السنن الكبرى).

 

5- عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه أنه قال: إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا عليكم أحدكم، ذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن كثير: هذا إسناد جيد. مسند الفاروق لابن كثير (2-651) وصححه الألباني في إرواء الغليل: (2517).

 

6- عن عبد الرحمن بن ميسرة عن تميم الداري قال: تطاول الناس في البناء في زمن عمر فقال عمر: "يا معشر العريب الأرض الأرض إنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة فمن سوده قومه على الفقه كان حياة له ولهم ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم". رواه الدارمي: (1-91، رقم: 251).

 

7- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "إنما ينظر الله إلى الجماعة بأسرها، فإذا عملوا بالمعاصي وفيهم رجل واحد يعمل بالطاعات نظر الله إليهم فتاب عليهم، ثم قرأ: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) [الأنفال: 33]" (رواه ابن أبي شيبة في المصنف).

 

8- قال إبراهيم بن أدهم: "ما قاسيتُ فيما تركتُ شيئًا أشد عليَّ من مفارقة الأوطان". حلية الأولياء: (8-380).

 

9- قال ابن المبارك وغيره: "إنَّ من أقام في مدينة أربع سنين، فهو من أهلها". إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم؛ للنووي (ص: 366).

 

10- قال الرافعي القزويني: "ولولا نزوع النَّفس، إلى مسقط الرَّأس، ودائرة الميلاد، لم ينـزل: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) [القصص: 85]". التدوين في أخبار قزوين: (1-354).

 

 

القصص

عن طلحة بن عبد الله بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قَدْ شَهِدْت فِي دَارِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِهِ حُمْرَ النّعَمِ وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْت” ابن هشام: (1-133).

الاشعار

1- رحم الله من قال:

النمل تبنى قراها في تماسكها *** والنحل تجنى رحيق الشهد أعوانًا

تأملات في فقه الدعوة أ.د طلعت محمد عفيفي سالم (ص: 245).

 

2- قال د. نزار نبيل أبو منشار:

هزَّ الحنين مكامن الأشجان *** وانسلَّ دمعي من ذُرا أجفاني 

واغرورقت عينايَ تلفظُ دمعها *** حتى استفاق من الشَّذا تِبياني 

وتعملقَت فوق الهضابِ قَريحتي *** والوجدُ أرَّقني وشدَّ كياني 

تلك السويعاتُ التي كنَّا بها *** نلهو ونلعبُ في رُبى الأوطانِ 

لَبِناتُ بيتي لم تفارق مقلتي *** بالقلبِ تُنقَشُ، نَبضُها أحياني 

أنا من بلادِ الطهرِ يَعبقُ نورها *** يزهو سَناها من حَشا الخُلجانِ 

أنا من بلادٍ ذاب فيها خافقي *** وترنَّحت لنسيمها أَغصاني 

أنا من ترابِ القدس صِيغت مُهجتي *** والقلب مِن "يَافا" من الوديانِ 

كفِّي تحنَّت من سهولِ عيونها *** وتناثرت روحي على بَيسانِ 

غارت فلاسفةُ المَقولِ لمدحها *** والكل من فرْطِ المديح هَجاني! 

إني لأعشق تُرْبها ونسيمَها *** وأتيه فخراً بالهيامِ كواني 

حرَّكت أوتارَ الليالي نغمةً *** علَّ النشيد يحدُّ من أحزاني 

دَمعي على الخدَّينِ يحفر خندقاً *** يغلي فيحرق ثورةَ الوجدانِ 

ما كنت أنسى لحظةً في ظلِّها *** ما كنت أسلُو خافقي وجَناني 

هامَت بذكر ربوعها كلُّ الرُّبى *** واهتزَّتِ الأحزان مِن ألحاني 

وأسيرُ أكتم لَوعتي وتألمي *** وأشاغلُ الآهاتِ بالنسيانِ 

وأحثُّ قلبي أن يدوسَ جراحَهُ *** وا حسرتي للقلب كيفَ يعاني 

يا قبَّةَ المعراجٍ، ما يجدي النِّدَا؟ *** ماذا أقول إذا الربيعُ أتاني؟ 

أَأُكابدُ الآهات في لبِّ الحشا *** أستنزفُ الإعصار من شرياني؟ 

أم أُلجمُ النيران تحرقُ بسمتي *** كالماء يطفئُ جذوةَ النيران؟ 

عجزت حروفي عن وصالِ عَرينها *** فتسلَّقت روحي جدارَ بَناني 

وترنح القلم اليراعُ قصيدةً *** بالنظمِ يعصف لوعةً وأماني 

وهمَت على خدي دموعٌ عِفتها *** وتعانق التفكيرُ بالهَذيانِ 

لما ذكرتُ طفولتي وربيعَها *** مذ كنت أصفعُ هاجس الأحزانِ 

ثارت خبايا الصدرِ من أعماقها *** نسَفت بلؤمٍ زهرةَ التَّحنانِ 

الفُرقةُ السوداءُ أدمَت مُقلتي *** عاثت بجورٍ في نوى أزماني 

قد ضقتُ ذرعاً أن أبِيتَ كتائهٍ *** ضاعت سفينتهُ على الشطآنِ 

البعدُ شقَّ على الضلوع قَبولُهُ *** لا شيءَ أقسى من لظى الهجرانِ 

كهفٌ بعمقِ الوادِ خيرٌ رتبةً *** من ألف قصرٍ مشرَعٍ البنيانِ 

ونسيمُ مسجدنا القديمُ يزيدني *** شوقاً يصارعُ سطوةَ الهيجانِ 

ولَحفنةٌ من تربها في قَبضتي *** باتت تَفوقُ مآثر التِّيجانِ 

قسماً بمن رفع السماءَ وزانها *** سأظلُّ أحفر في الصدى تِبياني 

سأصوغ من رحمِ الوداع سفينةً *** لأعودَ ألثمُ ثغرها بحناني 

لتسرَّ أطياف الرُّبى من عودتي *** وتغردَ الأطيار في آذاني 

ويعود يشدو بُلبلي في فرحةٍ *** فالبلبل الصدَّاح لا ينساني 

تبَّت يدُ البعد الظلومِ عن الثرى *** سأعيش أعلنُ للأُلى عصياني 

الموت أطيبُ نغمةً من غربتي *** وألذُّ طعماً من جفا الخلانِ 

فأنا أموت بكلِّ يومٍ ههُنا *** وأذوقُ مُرَّ الحزن بالحرمانِ 

قلبي يموج بخفيةٍ وتضرعٍ *** والعشق يعلنهُ مع الخفقانِ 

والنظم قد نسجَ القوافي رحمةً *** كيلا يعاتبَ بالفراق لِساني 

يا رملَ موطننا، ألاَ اشهدْ عهدنا *** ملَّ الفؤادُ ضراوةَ الأشجانِ 

يا رملَ موطننا، تفجرَ حزنُنا *** وتحدُّرُ الدمعاتِ مِثلَ جُمانِ 

يا من خلقتَ الكون، كنتَ مَليكَهُ *** هذا يميني والهيامُ سِناني 

قسماً سأرجعُ أعبقُ النورَ الذي *** ضنَّت لمرقده دَواةُ بناني 

أما سؤالي للذينَ عرفتُهمْ *** في غربتي، في محنةِ الإنسانِ: 

أني إذا ما متُّ في أرضٍ هُنا *** أن يَدفنوا في مَوطني جُثماني

المصدر: الألوكة

 

3- قال الشاعر:

فَأَيْنَمَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فِي بَلَدٍ *** عَدَدْتُ ذَاكَ الحِمَى مِنْ صُلْبِ أَوْطَانِي

مخالفة الأغيار وسلوك صراط الأبرار: (ص: 215).

 

4- أنشدتْ ميسون بنت بحدل الكلبية في حب وطنها قائلة:

خشونَةُ عيشَتي في البَدو أشهى*** إلى نَفسي من العيشِ الطَّريفِ 

فما أبغي سوى وطَني بديلًا *** فحَسْبي ذاك مِن وطنٍ شريفِ 

تاريخ دمشق: (70-134).

 

5- قال أبو تمَّام الطائي:

بالشَّام أهلي وبغداد الهوى وأنا *** بالرقمتين وبالفسطاط جيراني 

فأينما ذُكر اسمُ اللهِ في بلدٍ *** عددتُ ذاك الحِمى مِن صُلبِ أوطاني 

الاثنينية الأستاذ حمزة شحاتة: (24-64).

 

6- قال عبدالرحمن الداخل وهو بأرض الأندلس:

أيُّها الرَّاكب الميمِّم أرضي *** أقْرِ مِنْ بَعْضِيَ السَّلامَ لبعضي 

إنَّ جسمي كما تَراه بأرضٍ *** وفؤادي ومالكيه بأرضِ 

 تاريخ الإسلام؛ للذهبي: (ص: 222).

 

7- قال جعفر بن أحمد السراج البغدادي:

وقفنا وقد شطَّت بأحبابنا النَّوى *** على الدَّار نَبكيها سَقى ربعَها المُزْنُ 

أفيك لِحملِ الشَّوق يا ريحُ مَوضعٌ *** فقد ضعفَتْ عن حَمل أشواقنا البُدْنُ؟!

شعراء بغداد من تأسيسها حتى اليوم: (2-328).

 

 

 

متفرقات

1- سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها ؟ فأجاب: الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق، قال الله عز وجل، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم، ولكن يلتزم بالحق، وإذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق، أو إلى الإخوان المسلمين ووافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به، وإن كان مع أنصار السنة أخذ به، وإن كان مع غيرهم أخذ به، يدور مع الحق، يعين الجماعات الأخرى في الحق، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولو كان باطلاً ولو كان غلطاً، فهذا منكر، وهذا لا يجوز، ولكن مع الجماعة في كل حق، وليس معهم فيما أخطأوا فيه اهـ. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (8/237).

 

2- قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله: ولهذا تجد قوما كثيرين يحبون قوما ويبغضون قوما لأجل أهواء لا يعرفون معناها ولا دليلها، بل يوالون على إطلاقها أو يعادون من غير أن تكون منقولة نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الامة، ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها، ولايعرفون لازمها ومقتضاها. وسبب هذا إطلاق أقوال ليست منصوصة، وجعلها مذاهب يدعى إليها ويوالى ويعادى عليها، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته ( إن أصدق الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ) فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة نبيه، وما اتفقت عليه الامة، فهذه الثلاثة هي أصول معصومة وماتنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول 0

 

وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها، غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولاينصب لهم كلاما يوالى عليه ويعادى غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون. مجموع الفتاوى 19/164].

 

3- قال ابن كثير: في تفسير قوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ) أي: منتصبة للقيام بأمر الله، في الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم قال: والمقصود من هذه الآية أن تكون فرْقَة من الأمَّة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبًا على كل فرد من الأمة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَده، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ الإيمَانِ". وفي رواية: "وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ[تفسير ابن كثير (2/91).

 

4- ويقول سيد قطب في تفسير قوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ): لا بد من جماعة تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. إن قيام هذه الجماعة ضرورة من ضرورات المنهج الإلهي ذاته. فهذه الجماعة هي الوسط الذي يتنفس فيه هذا المنهج ويتحقق في صورته الواقعية. هو الوسط الخير المتكافل المتعاون على دعوة الخير.. وهكذا قامت الجماعة المسلمة الأولى - في المدينة - على هاتين الركيزتين. على الإيمان بالله: ذلك الإيمان المنبثق من معرفة الله - سبحانه - وتَمَثُّلِ صفاته في الضمائر؛ وتقواه ومراقبته، واليقظة والحساسية إلى حد غير معهود إلا في الندرة من الأحوال. وعلى الحب. الحب الفياض الرائق والود. الود العذب الجميل، والتكافل. التكافل الجاد العميق. وعلى مثل ذلك الإيمان ومثل هذه الأخوة يقوم منهج الله في الأرض في كل زمان.".  الظلال، سورة آل عمران، تفسير الآية: 104].

 

5- قال أبو شامة المقدسي رحمه الله: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد به لزوم الحق و اتِّباعه، و إن كان المستمسك به قليلاً، و المخالف كثيراً. كما في شرح أصول الاعتقاد للالكائي و تاريخ دمشق لابن عساكر ].

 

6- قال الشاطبي: اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في الأحاديث على خمسة أقوالٍ: أحدهـا: إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام. والثاني: جماعة أئمة العلماء المجتهدين. والثالث: الصحابة على الخصوص. والرابع: جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر. والخامس: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير.

 

و ذهب بعض المتأخرين كابن تيمية , و من وافقه إلى استعمال اصطلاح ( السلف الصالح ) كمرادف لاصطلاح ( أهل السنة)، وكثر في كلامهم ذكر عقيدة السلف، و منهجهم، و مذاهبهم، و ما إلى ذلك مما يُراد به ما كان عليه أهل السنة و الجماعة رضوان الله عليهم أجمعين. وإذا أطلق لفظ السلف الصالح أريد به غالباً من عاش إلى نهاية القرن الثالث الهجري، و قد كان ابن تيمية رحمه الله يحدُّهم فيجعل آخرهم الإمام ابن جرير الطبري، وابن المنذر. منهاج السنة: (6 / 52،53 و 7/ 13). و قال البربهاريُّ رحمه الله في تعريف الجماعة المذكورة في الأحاديث: هم جماعة الحق و أهله. منهاج السنّة: (2-36).

 

و مال إلى هذا الرأي الحافظ ابن كثير في (النهاية)، و هو أولى الأقوال بالقبول فيما يظهر لي، لكونه يشملها جميعاً، و الله أعلم. الاعتصام: 2- 260 و ما بعدها.

 

7- قال الدكتور فتحي يكن: وجوبه – أي العمل الجماعي - حكماً: بدليل القاعدة الشرعية: "مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب" فالتغيير واجب. والحكم بما أنزل الله واجب. وتحكيم شرع الله في شأن من شؤون الحياة واجب. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب. 2 وجوبه ضرورة: من أجل إصلاح البشرية مصداقاً لقوله تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) [هود:88] ولمواجهة أعداء الله وهي سنة إلهية ماضية إلى يوم القيامة (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) [البقرة:141] ثم لإقامة الحجة والشهود على الناس بالإسلام، مصداقاً لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة:143]،. من مشاهير الصحابة رضي الله عنهم جمع وإعداد: علي بن نايف الشحود (1/268).

 

8- قال القرطبي - رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103]: في حبل الله: وقال ابن مسعود: حبل الله القرآن. ورواه على وأبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن مجاهد وقتادة مثل ذلك.. وروى عن عبد الله بن مسعود ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )، قال: الجماعة ؛ روى عنه وعن غيره من وجوه، والمعنى كله متقارب مُتداخل ؛ فإن الله تعالى يأمر بالألفة، وينهى عن الفُرْقة، فإن الفرقة هلكة والجماعة نجاة.

 

ورحم الله ابن المبارك حيث يقول:

إن الجماعة حبل الله فاعتصموا *** منه بعُرْوته الوثقى لمن دانا

الجامع لأحكام القرآن (4 /159) باختصار.

 

9- قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2]: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات؛ وهو البر وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل، والتعاون على المآثم والمحارم. تيسير العلى القدير لاختصار ابن كثير؛ للرفاعي (جـ1 ص484).

 

وقال بعض أهل العلم في تفسير الآية السابقة: وليعن بعضكم بعضًا أيُّها المؤمنون على البر ؛ وهو العمل بما أمر الله، والتقوى: هو اتقاء ما أمر الله باتقائه واجتنابه من معاصيه، وعلى هذا فقد أمر الله بالتعاون على أمر دينه، والأمر للوجوب. انظر أيضًا: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص182].

 

10- قال الإمام الشوكاني بعد سياق روايات قوله صلى الله عليه وسلم: (لايحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم): وفيها دليل على أنه يشرع لكل عدد بلغ ثلاثة فصاعداً أن يؤمروا عليهم أحدهم لأن فى ذلك السلامة من الخلاف الذي يؤدى إلى التلف فمع عدم التأمير يستبد كل واحد برأيه ويفعل مايطابق هواه فيهلكون ومع التأمير يقل الاختلاف وتجتمع الكلمة وإذا شرع هذا لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض أو مسافرون فشرعيته لعدد أكثر يسكنون القرى والأمصار ويحتاجون لدفع التظالم وفصل التخاصم أولى وأحرى وفى ذلك دليل لقول من قال: (إنه يجب على المسلمين نصب الأئمة والولاة والحكام). نيل الأوطار: (9/157).

 

11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ولابد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " رواه أبو داود من حديث أبى سعيد وأبى هريرة ورواه الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم " فأوجب - صلى الله عليه وسلم - تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيهاً بذلك على سائر أنواع الاجتماع ولأن الله - سبحانه وتعالى - أوجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة.أهـ.

 

12- قال الحافظ ابن حجر في شرح حديث أنس خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح الله عليه " قال فيه جواز التأمر في الحرب بغير تأمير أي بغير نص من الإمام. قال الطحاوي: هذا أصل يؤخذ منه أن على المسلمين أن يقدموا رجلاً إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر.

 

وقال أيضاً: وقال ابن المنير يؤخذ من حديث الباب أن من تعين لولاية وتعذرت مراجعة الإمام أن الولاية تثبت لذلك المعين شرعاً وتجب طاعته حكماً، كذا قال ولا يخفى أن محله إذا اتفق الحاضرون عليه. فتح الباري (6/180).

 

13- قال الإمام ابن قدامة: فإن عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره وإن حصلت غنيةة قسمها أهلها على موجب الشرع. المغنى ( 8/374).

 

14- قال الإمام الجويني: فإذا شغر الزمان عن الإمام وخلا عن سلطان ذي نجدة وكفاية ودراية فالأمور موكولة إلى العلماء وحق على الخلائق على اختلاف طبقاتهم أن يرجعوا إلى علمائهم. ثم قال: فإن عسر جمعهم على واحد استبد أهل كل صقع بعالمهم وإن كثر العلماء في الناحية فالمتبع أعلمهم وإن فرض استواؤهم وفرضه نادر لايكاد يقع فإن اتفق فإصدار الرأي عن جميعهم مع تناقض المطالب والمذاهب محال فالوجه أن يتفقوا على تقديم واحد منهم فإن تنازعوا وتمانعوا وأفضى الأمر إلى شجار وخصام فالوجه عندي في قطع النزع الإقراع. الغياثى (ص:391).

 

15- قال السفيري رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: "أومخرجيَّ هم؟!": استفهام إنكاري على وجه التفجُّع والتألُّم؛ كأنه استبعد صلى الله عليه وسلم أن يُخرجوه مِن حَرَم الله وجوار بيته، وبلدةِ أبيه إسماعيل من غير سبَب؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن منه فيما مضى ولا فيما سيأتي سببٌ يَقتضي إخراجًا، بل كانت منه المحاسن الظاهرات، والكرامات المقتضية لإكرامه وإنزاله بأعلى الدرجات".

 

 

 

الإحالات

1- الجماعة في الإسلام ومنهجه في بنائها ورعايتها - ناصر التركي رسالة دكتوراه جامعة الإمام.

 

2- حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية - بكر أبو زيد الطبعة الأولى 1410.

 

3- كيف تلتقي الجماعات الإسلامية إلى المنهج والممارسة الإيمانية؟ عدنان النحوي دار النحوي.

 

4- مدى شرعية الانتماء إلى الجماعات الإسلامية صلاح الصاوي.

 

الحكم

1- 7. "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية". حديث نبوي. يشير إلى أن الفرد المنعزل عن الجماعة يكون أكثر عرضة للمخاطر.

 

2- "الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ". السحر الحلال في الحكم والأمثال (ص: 102).

 

3- "الجار قبل الدار". يعبر عن أهمية العلاقات الاجتماعية والانتماء إلى المجتمع والجيران قبل التفكير في المسكن. جمهرة الأمثال: (1-219).