احتضار

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

 

.

العناصر

1- ينبغي للمحتضر إحسان الظن بالله تعالى.

 

2- التحذير من شدة احتضار العصاة والمذنبين عند موتهم.

 

3- وسوسة الشيطان عند الاحتضار.

 

4- توصية المحتضر أهله.

 

5- التوصية لأقربائه الذين لا يرثون منه.

 

6- ما يسن للحاضرين أن يفعلوه عند الاحتضار.

 

7- اختلاف أحوال ومواقف الناس حال الاحتضار.

 

8- من علامات وأسباب حسن الخاتمة وسوء الخاتمة.

 

9- نماذج من مشاهد احتضار بعض السابقين.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].

 

2- قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) [البقرة: 180].

 

3- قوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 34].

 

4- قوله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم: 27].

 

5- قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة: 8].

 

6- قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الانبياء: 35].

 

7- قوله تعالى:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر: 30].

 

8- قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) [القيامة: 26-30].

 

9- قوله تعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الواقعة: 83-87].

 

10- قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق: 19].

 

11- قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93].

 

الاحاديث

1- عن جابر -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلاثَةِ أَيّامٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ”. أخرجه مسلم: (٢٨٧٧).

 

2- عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسولَ اللهِ! أُوصي بثلثيْ مالي؟ قال: “لا”! قال: فأُوصي بالنصفِ؟ قال: “لا”! قال: فأُوصي بالثلثِ؟ قال: “نعم” الثلثُ، والثلثُ كثيرٌ -أو كبيرٌ- إنك أن تدعَ ورثتَك أغنياءَ خيرٌ من أن تدَعَهم فقراءَ يتكفَّفونَ” رواه النسائي: (٣٦٣٥) وصححه الألباني.

 

3- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” أخرجه ابن ماجه: (4253)، وحسنه الألباني.

 

4- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة” رواه أبو داود (٣١١٦)، وصححه الألباني.

 

5- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به” أخرجه البخاري (244) ومسلم: (2710).

 

6- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون”. قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال “قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة”. قالت فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا -صلى الله عليه وسلم- أخرجه مسلم: (2168).

 

7- عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو بالموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف” أخرجه ابن ماجه: (4261)، والترمذي: (983) وحسنه الألباني.

 

8- عن شداد بن أوس: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إذا حضرتُمْ موتاكُم فأغمِضوا البصرَ فإنَّ البصرَ يتبعُ الرُّوحَ وقولوا خيرًا فإنَّ الملائِكَةَ تؤمِّنُ على ما قالَ أهْلُ البيتِ” أخرجه ابن ماجه: (١٤٥٥) واللفظ له، وأحمد: (١٧١٧٦)، وحسنه الألباني.

 

9- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكي، ونهوني، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينهاني، فأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فرفع فجعلت عمتي فاطمة تبكي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه” رواه البخاري: (1187).

 

10- عن عائشة رضي الله عنها: أن أبا بَكْرٍ فَكَشَفَ عن رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَبَّلَهُ، قالَ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا ومَيِّتًا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أبَدًا. أخرجه البخاري: (٣٦٦٧).

 

11- عن أم سلمة قالت دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال “إن الروح إذا قبض تبعه البصر”. فضج ناس من أهله فقال “لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون”. ثم قال “اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره. ونور له فيه” رواه مسلم: (2169).

 

12- عن عائشة -رضى الله عنها- قالت: إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللَّهَ جَمَع بيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ وبِيَدِهِ السِّواكُ، وأَنا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّواكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَتَناوَلْتُهُ، فاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ، وبيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ؛ يَشُكُّ عُمَرُ- فِيها ماءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في الماءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، يقولُ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَراتٍ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلى، حتّى قُبِضَ ومالَتْ يَدُهُ. رواه البخاري: (٤٤٤٩).

 

13- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لقنوا موتاكم لا إله إلا الله” رواه مسلم: (916).

 

14- عن عائشة -رضى الله عنها- قالت: "ما رَأَيْتُ رَجُلًا أَشَدَّ عليه الوَجَعُ مِن رَسولِ اللهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ". أخرجه البخاري: (٥٦٤٦)، ومسلم: (٢٥٧٠).

 

15- عن البراء بن عازب -رضى الله عنه- قال: خرجنا مع رسولِ اللهِ فذكر مثلَه إلى أن قال فرفع لرأسِه فقال استعيذوا باللهِ من عذابِ القبرِ مرَّتَيْن أو ثلاثًا ثمَّ قال: "إنَّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه ملائكةٌ من السَّماءِ بيضُ الوجوهِ كأنَّ وجوهَهم الشَّمسُ معهم كفنٌ من أكفانِ الجنَّةِ وحَنوطٌ من حنوطِ الجنَّةِ حتّى يجلِسوا منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ عليه السَّلامُ حتّى يجلسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الطَّيِّبةُ اخرُجي إلى مغفرةٍ من اللهِ ورضوانٍ قال فتخرُجُ فتسيلُ كما تسيلُ القطرةُ من في السِّقاءِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرْفةَ عينٍ حتّى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفنِ وفي ذلك الحنوطِ ويخرُجُ منها كأطيَبِ نفْحةِ مِسكٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ قال فيصعَدون بها فلا يمُرُّون يعني بها على ملأٍ من الملائكةِ إلّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأحسنِ أسمائِه الَّتي كان يُسمُّونه بها في الدُّنيا حتّى ينتهوا بها إلى السَّماءِ الدُّنيا فيستفتحون له فيُفتحُ لهم فيُشيِّعُه من كلِّ سماءٍ مُقرَّبوها إلى السَّماءِ الَّتي تليها حتّى ينتهيَ بها إلى السَّماءِ السّابعةِ فيقولُ: اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّين أعيدوه إلى الأرضِ فإنِّي منها خلقتهم وفيها أُعيدهم ومنها أُخرجُهم تارةً أخرى فتُعادُ روحُه في جسدِه فيأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان من ربُّك فيقولُ ربِّي اللهُ فيقولان ما دينُك فيقولُ ديني الإسلامُ فيقولان ما هذا الرَّجلُ الَّذى بُعِث فيكم فيقولُ هو رسولُ اللهِ فيقولان له وما عمَلُك فيقولُ قرأتُ كتابَ اللهِ فآمنتُ به وصدَّقتُه فيُنادي منادٍ من السَّماءِ أن صدق عبدي فأفرِشوه من الجنَّةِ وألبِسوه من الجنَّةِ وافتَحوا له بابًا إلى الجنَّةِ قال فيأتيه من روحِها وطيبِها ويُفسَحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه قال ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجهِ حسنُ الثِّيابِ طيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ أبشِرْ بالَّذي يسُرُّك هذا يومُك الَّذي كنتَ تُوعَدُ فيقولُ من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالخيرِ فيقولُ أنا عملُك الصّالحُ فيقولُ ربِّ أقِمِ السّاعةَ حتّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي وإنَّ العبدَ الكافرَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه من السَّماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ معهم المُسوحُ فيجلِسون منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ حتّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سخطٍ من اللهِ وغضبٍ قال فتُفرَّقُ في جسدِه فينتزِعُها كما يُنتزَعُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرفةَ عينٍ حتّى يجعلوها في تلك المُسوحِ ويخرُجُ منها كأنتنِ جيفةٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ فيصعدون بها فلا يمُرُّون بها على ملأٍ من الملائكةِ إلّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأقبحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمّى بها في الدُّنيا حتّى يُنتهى به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُستفتَحُ له فلا يُفتَحُ له ثمَّ قرأ رسولُ اللهِ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَه في سِجِّين في الأرضِ السُّفلى فتُطرَحُ روحُه طرحًا ثمَّ قرأ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ فتُعادُ روحُه في جسدِه ويأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان له من ربُّك فيقولُ هاه هاه لا أدري قال فيقولان له ما دينُك فيقولُ هاه هاه لا أدري فيقولان له ما الرَّجلُ الَّذي بُعِث فيكم فيقولُ هاه هاه لا أدري فيُنادي منادي من السَّماءِ أن كذب فأفرِشوه من النّارِ وافتحوا له بابًا إلى النّارِ فيأتيه من حَرِّها وسَمومِها ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتّى تختلِفَ أضلاعُه ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجهِ قبيحُ الثِّيابِ مُنتِنُ الرِّيحِ فيقولُ له أبشِرْ بالَّذي يسوءُك هذا يومُك الَّذي كنتَ توعدُ فيقولُ من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالشَّرِّ فيقولُ أنا عملُك الخبيثُ فيقولُ ربِّ لا تُقِمِ السّاعةَ". أخرجه أبو داود: (٤٧٥٣)، وأحمد: (١٨٥٥٧) باختلاف يسير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: (٣٥٥٨). 

 

16- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ". قالَتْ عائِشَةُ أوْ بَعْضُ أزْواجِهِ: إنّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قالَ: ليسَ ذاكِ، ولَكِنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ برِضْوانِ اللَّهِ وكَرامَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيْهِ ممّا أمامَهُ؛ فأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، وأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وإنَّ الكافِرَ إذا حُضِرَ بُشِّرَ بعَذابِ اللَّهِ وعُقُوبَتِهِ، فليسَ شَيءٌ أكْرَهَ إلَيْهِ ممّا أمامَهُ؛ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، وكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ. أخرجه البخاري: (٦٥٠٨)، ومسلم: (٢٦٨٣). 

 

17- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ". رواه مسلم: (٢٠٣٣).

 

 

الاثار

1- عن عمر بن العاص لما احتضر سأله ابنه عن صفة الموت فقال: “والله لكأن جنبي في تخت ولكأني أتنفس من سَم إبرَهَ، وكأن غصن شوك يجر به قدمي إلى هامتي”. جامع العلوم والحكم لابن رجب: (449).

 

2- قال أنس بن مالك: ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن: أول يوم يجيئك البشير من الله -تعالى- إما برضاه، وإما بسخطه، ويوم تُعرض فيه على ربك آخذًا كتابك. إما بيمينك وإما بشمالك. وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور ولم تبت فيها قط، وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة". التذكرة: (98).

 

3- قال شداد بن أوس -رضي الله عنه-: "الموت أفظع هول في الدنيا على المؤمن، وهو أشد على المؤمن من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، وغلي في القدور، ولو أن الميت بعث ونشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش وما تلذذوا بنوم". إحياء علوم الدين: (ج4-559)

 

 4-رقال قتادة -رحمه الله تعالى-: "إن الكافر لن يطلب أن يعود إلى مال أو أهل أو ولد، إنما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحًا، فرحم الله امرأً عمل فيما يتمناه الكافر عندما يرى العذاب".

 

القصص

1- قال الحكيم بن نوح لبعض إخوانه: اتكأ مالك بن دينار ليلة من أول الليل إلى آخره لم يسجد فيها ولم يركع فيها، ونحن معه في البحر، فلما أصبحنا قلت له: يا مالك، لقد طالت ليلتك لا مصليًا ولا داعيًا، قال: فبكى، ثم قال: لو يعلم الخلائق ماذا يستقبلون غدًا ما لذوا بعيش أبدًا، إني -والله- لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده، ذكرت به الموقف وشدة الأمر هنالك، وكل امرئ يومئذٍ تهمُّه نفسه، لا يغني والد عن ولد ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئًا، ثم شهق شهقة فلم يزل يضطرب ما شاء الله، ثم هدأ، فحمل عليَّ أصحابنا في المركب، وقالوا: أنت تعلم أنه لا يحمل الذِّكر فلم تهيجه؟ قال: فكنت بعد ذلك لا أكاد أذكر له شيئًا. حلية الأولياء: (1-18).

 

2- ذكر ابن القيم رحمه الله: أن أحد الناس قيل له وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة؟! ولم يقلها. وذكر رحمه الله عن رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها، فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تنتنا … حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد. وقال أيضا: أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة، وهذا مشتر جيد، هذه كذا. حتى قضى ولم ينطق التوحيد. الجواب الكافي: (ص 62).

 

3- عن المعتمر قال: قال أبي حين حضرته الوفاة: يا معتمر! حدثني بالرخص لعلّي ألقى الله عز وجل وأنا حسن الظن به. وروى أيضاً رحمه الله بسنده عن حصين عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه عز وجل". حسن الظن بالله عز وجل)؛ لأبي بكر بن أبي الدنيا: (ص4).

 

4- قال ابن شُمَاسة المَهْري: “حَضَرْنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلاً، وحوَّل وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاهُ، أَمَا بشَّرَكَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بكذا؟ أما بَشَّرَكَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نُعِدُّ: شهادةَ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنتُ على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما أحدٌ أشدَّ بغضًا لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- منِّي، ولا أحَبَّ إليَّ أن أكون قد استمكنتُ منه فقتلتُه، فلو مُتُّ على تلك الحال؛ لكنتُ من أهل النار. فلما جعل الله الإسلام في قلبي؛ أتيتُ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقلتُ: ابسطْ يمينَكَ فلأبَايعْك؛ فبَسَطَ يمينه. قال: فقبضتُ يدي. قال: “ما لك يا عمرو؟”. قال: قلتُ: أردتُ أن أشترطَ، قال: “تشترطُ بماذا؟”. قلتُ: أن يُغْفَرَ لي. قال: “أما علمتَ أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟”. وما كان أحدٌ أحبُّ إليَّ من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا أجلُّ في عيْني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيَّ منه إجلالاً له، ولو سُئلتُ أن أصفه ما أطقتُ؛ لأنِّي لم أكن أملأ عينيَّ منه، ولو مُتُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنة. ثم وُلِّينا أشياءَ ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مُتُّ، فلا تصحبني نائحةٌ ولا نارٌ، فإذا دفنتموني؛ فشنُّوا عليَّ التراب شَنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنْحَرُ جَزُورٍ ويقسم لحمها؛ حتى أستانس بكم، وأنظر ماذا أراجعُ به رسلَ ربي. أخرجه مسلم: (121).

 

5- عن عبدالله بن عمرو: أن أباه قال عند موته: اللهم إنك أمرتنا فأضَعْنا، ونهيتنا فركَبْنا، فلا بريءٌ فأعتذر، ولا عزيزٌ فأنتصر؛ ولكن لا إله إلا أنت”. وما زال يقولها حتى مات. طبقات ابن سعد: (4-260).

 

6- قال وهب بن منبه: كان ملك من الملوك أراد أن يركب إلى أرض، فدعا بثياب ليلبسها، فلم تعجبه فطلب غيرها حتى لبس ما أعجبه بعد مرات، وكذلك طلب دابة فأُتي بها فلم تعجبه، حتى أُتي بدواب فركب أحسنها، فجاء إبليس فنفخ في منخره نفخة فجلاه كبرًا، ثم سار وسارت معه الخيول وهو لا ينظر إلى الناس كبرًا، فجاءه رجل رث الهيئة فسلم، فلم يرد عليه السلام، فأخذ لجام دابته، فقال: أرسل اللجام فقد تعاطيت أمرًا عظيمًا. قال: إن لي إليك حاجة، قال: اصبر حتى أنزل، قال: لا، الآن. فقهره على لجام دابته فقال: اذكرها، قال: هو سر، فأدنى له رأسه، فسارَّه وقال: أنا ملك الموت، فتغير لون الملك واضطرب لسانه ثم قال: دعني حتى أرجع إلى أهلي وأقضي حاجتي وأودعهم، قال: لا، والله لا ترى أهلك وثقلك أبدًا، فقبض روحه فخر كأنه خشبة. ثم مضى فلقي عبدًا مؤمنًا في تلك الحال، فسلم عليه، فرد عليه السلام فقال: إن لي إليك حاجة أذكرها في أُذنك، فقال: هات، فسارَّه وقال: أنا ملك الموت، فقال: أهلاً وسهلاً بمن طالت غيبته عليَّ فوالله ما كان في الأرض غائب أحب إليَّ أن ألقاه منك، فقال ملك الموت: اقضِ حاجتك التي خرجت لها، فقال: مالي حاجة أكبر عندي ولا أحب من لقاء الله تعالى، قال: فاختر على أي حال شئت أن أقبض روحك؟ فقال: تقدر على ذلك؟ قال: نعم إني أمرت بذلك، قال: فدعني حتى أتوضأ وأصلي ثم اقبض روحي وأنا ساجد، فقبض روحه وهو ساجد الإحياء: (4-496).

 

7- قالت فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز: كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: اللهم أخفِ عليهم موتي ولو ساعة من نهار، فلما كان اليوم الذي قبض فيه، خرجت من عنده فجلست في بيت آخر وبيني وبينه باب وهو في قبة له فسمعته يقول: (تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83]. إحياء علوم الدين: (4-497).

 

8- ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء أنه لما احتضر جعل يُغمى عليه ثم يفيق ويقرأ: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ). فمن أجل هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجابًا بينهم وبين الخاتمة الحسنى.. الداء والدواء: (ص: 249).

 

9- قال سليمان التيمي: دخلت على بعض أصحابنا وهو في النزع، فرأيت من جزعه ما ساءني، فقلت له: هذا الجزعُ كُله لماذا؟ وقد كُنت -بحمد الله- على حالة صالحة؟ فقال: ومالي لا أجزع وما أحقُ مني بالجزع؟ والله لو أتتني المغفرة من الله -عز وجل- لأهمني الحياءُ منه فيما أفضيت به إليه. تسلية أهل المصائب (ص: 88).

 

10- عن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قال: انظروا هل أصبحنا؟ فأتي فقيل لم تُصبح، حتى أتى في بعض ذلك، فقيل له: قد أصبحنا. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، ثم قال: مرحبًا بالموت زائر مُغيب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافُك.. وأنا اليوم أرجوك.. اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار.. ولكن لطول ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء.. ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالرُكب عند حلَقِ الذكر. منهاج القاصدين (ص: 431).

 

11- لما حضرت أبا الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الوفاة جعل يجود بنفسه ويقول: ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا، ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا، ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه. ثم قبض رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. منهاج القاصدين (ص: 431).

 

12- بلال بن رباح: عندما كان يحتضر، قالت زوجته: واحزناه! فقال: "بل واطرباه! غدًا ألقى الأحبة، محمدًا وحزبه". مسند البزار

 

13- أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- لما احتضر، قال لعائشة: "يا بنية: إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد، فأسرعي به إلى ابن الخطاب". وقال: "والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد". الجواب الكافي (ص: 47).

 

14- عامر بن عبد قيس لما احتضر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟! قال: "والله ما أبكي جزعًا ولا حرصًا على الدنيا، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليالي الشتاء". تاريخ مدينة دمشق: (ج15-215).

 

15- روي عن الحسن البصري -رحمه الله تعالى- أنه قال: "رُئِيَ أحد الصالحين بعد موته، فقيل له: كيف وجدت طعم الموت؟! قال: أوَّاهُ أوَّاهُ! وجدته -والله- شديدًا، والذي لا إله إلا هو! لهو أشد من الطَّبخ في القُّدُور، والقطع بالمناشير، أقبل ملك الموت نحوي حتى استلَّ الروح من كل عضوٍ منِّي، فلو أني طُبِخْت في القُدُور سبعين مرة لكان أهون عليَّ". بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: 133).

 

16- لما حضرت الوفاة معاوية بن أبي سفيان قال: أقعدوني، فأقعدوه فجعل يذكر الله تعالى ويسبحه ويقدسه، ثم قال مخاصمًا نفسه: "آلآن تذكر ربك -يا معاوية- بعد الانحطام والانهدام؟! ألا كان لك ذلك وغصن الشباب نضير ريان؟!". وبكى حتى علا بكاؤه، ثم قال:

هو الموت لا منجى من الموت والذي *** أحاذر منه الموت أوهى وأفظع

 

ثم قال: "يا رب: ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يَرْجُ غيرَك ولا وثق بأحد سواك". إحياء علوم الدين: (4-435).

 

17- قال الإمام المزني -رحمه الله تعالى-: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها، فقلت: كيف أصبحت؟! فقال: "أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا، ولسوء عملي ملاقيًا، وعلى الله تعالى واردًا، فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها". ثم بكى وأنشأ يقول:

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجا مني لعفوك سلمًا

تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما

وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجود وتعفو منة وتكرمًا

عسى من له الإحسان يغفر زلتي *** ويستر أوزاري وما قد تقدما

صفة الصفوة (ص: 236).

 

الاشعار

1- رحم الله من قال:

عش ما بدالك سالمًا *** في ظل شاهقة القصور

يُسعى عليك بما أشتهـ *** ـيت لدى الرواح وفي البكور

فإذا النفوس تقعقعت *** في ضيق حشرجة الصدور

فهناك تعلم موقنًا *** ما كنت إلا في غرور

الأنفاس الأخيرة: (ص 14).

 

متفرقات

1- قال ابن الجوزي: "لا ينبغي للمؤمن أن ينزعج من مرض أو نزول موت، وإن كان الطبع لا يملك، إلا أنه ينبغي له التصبر مهما أمكن: إما لطلب الأجر بما يعاني، أو لبيان أثر الرضا بالقضاء، وما هي إلا لحظات ثم تنقضي". صيد الخاطر (ص 289).

 

2- قال الإمام أحمد رحمه الله: "واعلم أن سوء الخاتمة -أعاذنا الله تعالى منه- لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه.. ما سُمع بهذا ولا عُلم به ولله الحمد، إنما تكون لمن له فسادٌ في العقيدة أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموت قبل التوبة، فيأخذه قبل إصلاح الطويّة، ويصطدم قبل الإنابة، فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة والعياذ بالله" الجواب الكافي (ص: 245).

 

3- سئل شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه عن مسألة عرض الأديان على ابن آدم في فراش الموت، فقال: من الناس من تعرض عليه الأديان ومنهم من لا يعرض عليه شيء قبل موته، ثم قال: ولكنها من الفتن التي أمرنا النبي أن نستعيذ منها في قوله: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال» مجموع الفتاوى (4-255).

 

4- قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- في التذكرة: "فمثل نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات، ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول: إن فلانًا قد أوصى، وماله قد أحصى، ومن قائل يقول: إن فلانًا ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه، ولا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب، ولا تقدر على رد الجواب، ثم تبكي ابنتك وهي كالأسيرة... وتتضرع وتقول: حبيبي أبي: من ليتمي من بعدك؟! ومن لحاجتي؟! وأنت والله تسمع الكلام ولا تقدر على رد الجواب".

 

5- قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في: "ثم أمرٌ أخوف من ذلك وأدهى وأمر، وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار، والانتقال إلى الله تعالى! فربما تعذر عليه النطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيرًا من المحتضرين ممن أصابهم ذلك". ثم ذكر -رحمه الله- صورًا لبعضهم، منها: "قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء". الجواب الكافي (ص: 106).

 

6- قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً) [الفرقان: 29]". البداية والنهاية: (ج5-175).

 

 

الإحالات

1- أحكام الجنائز وبدعها؛ للألباني.

 

2- صيد الخاطر؛ لابن الجوزي.

 

3- التذكرة في الاستعداد للآخرة؛ لعلي صالح الهزاع.

 

4- وصايا العلماء عند الموت؛ لابن زبر الربعي.

 

التعريف

لغةً:

 

الاحتضار هو مصدر الفعل “احتضر”، والذي يعني حضور الموت أو الدخول في ساعاته الأخيرة. ويتكون من:

حضر: جاء أو اقترب.

احتضر: دخل في حالة الموت.

 

تفاصيل التعريف:

حَضَرَ: جاءت كلمة “حَضَرَ” في الأصل بمعنى أتى أو جاء، وفي سياق الموت تعني اقتراب الموت أو وصوله.

احتضر: عندما نقول “احتضر الشخص”، نعني أنه صار في حال الموت، أو أصبح على شفا الموت، حيث تبدأ علامات الموت بالظهور عليه. (لسان العرب، مقاييس اللغة، المعجم الوسيط). 

 

اصطلاحا: 

في الاصطلاح الشرعي، يُعرّف الاحتضار بأنه الحالة التي يكون فيها الإنسان في لحظاته الأخيرة من الحياة، حيث تبدأ علامات الموت في الظهور عليه، مثل ثقل الأنفاس، شحوب الوجه، وبرودة الأطراف. خلال هذه الفترة. الفقه الإسلامي وأدلته؛ للدكتور وهبة الزحيلي: (2-1478).

 

الحكم

‌1- "الموت حق والحياة باطل". الأمثال المولدة (ص: 417).

 

2- "لكلّ شيء أجل ومنتهى". الأمثال المولدة (ص: 417).

 

3- "عش كيف شئت فقصرك ‌الموت". الأمثال المولدة (ص: 418).

 

4- "ما أحسن ‌الموت إذا حان الأجل". الأمثال المولدة (ص: 423).

 

5- "‌الموت كأس والمرء ذائقها". الأمثال المولدة (ص: 428).

 

‌6- "الموت باب وكلّ الناس داخله". الأمثال المولدة (ص: 502).

 

7- "لا تأمن ‌الموت في طرف ولا نفس". الأمثال المولدة (ص: 580).