اتباع

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

تعريف الاتباع: هو اتباع القول الذي شهد الدليل بصحته، فيكون المتبع عاملا بعلم وعلى بصيرة بصحة ما يعمل به ويكون متبعاً للدليل الشرعي. قال تعالى (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء)[الأعراف: 3]، وقال تعالى (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون)[الأنعام: 155]، وقال تعالى (اتبع ما أوحي إليك من ربك)[الأنعام: 106]، وقال تعالى (قل إنما اتبع ما يوحى إلي من ربي)[الأعراف: 203].

 

فالعمل بالوحي من الكتاب والسنة هو الاتباع كما دلت عليه هذه الآيات. قال ابن عبدالبر: الاتباع: هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه. والتقليد: أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه ولا وجه القول ولا معناه (جامع بيان العلم (2/37).

 

وقال ابن عبدالبر: قال أبو عبدالله بن خويز منداد البصري المالكي: التقليد معناه في الشرع: الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه، وذلك ممنوع منه في الشريعة، والاتباع: ماثبت عليه حجة. وقال في موضع آخر من كتابه: كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مُقلده، والتقليد في دين الله غير صحيح. وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه. والاتباع في الدين مسوّغ والتقليد ممنوع (جامع بيان العلم:2-117)

 

فالاتباع هو العمل بالدليل الشرعي، ويكون المفتي مخبراً بالدليل. هذا، وقد اعترض البعض على هذا الحد، وقالوا إن التقليد المذموم سُمِّي اتباعا أيضا في كتاب الله، كما في قال تعالى (ولا تتبعوا من دونه أولياء)[الأعراف: 3].

 

وقال تعالى (إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتَبعوا ورأوا العذاب)[البقرة: 166]، ولا مشاحة في الاصطلاح طالما عُلم المعنى وعُرِف الفرق بين الاتباع والتقليد. قال ابن حزم: وقد استحى قوم من أهل التقليد من فعلهم فيه، وهم يقرّون ببطلان المعنى الذي يقع عليه هذا الاسم، فقالوا: لا نقلّد بل نتبع.

 

قال ابن حزم: ولم يتخلصوا بهذا التمويه من قبيح فعلهم، لأن المحرَّم إنما هو المعنى فليسموه بأي اسم شاءوا (الإحكام:6-60)، (فوائد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول تقليد المجتهد:1-38).

 

العناصر

1- معنى الاتباع ومفهومه.

 

2- حث الشريعة على الاتباع ووجوبه وأهميته وتحريم الابتداع من الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأقوال السلف.

 

3- الاتباع أحد شرطي قبول العمل.

 

4- اتباع الصحابة رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد للنصوص الشرعية دون السؤال عن العلة كقول عمر (أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع).

 

5- الاتباع ليس قولا فقط بل بالفعل أولا.

 

6- لا يتحقق الاتباع لدى المسلم إلا عن معرفة به سبحانه.

 

7- حقيقة الاتباع لا تتم إلا بموالاة الصحابة ومحبة العلماء.

 

8- أثر الاتباع في الثبات على طاعة الله.

 

9- تربية الأولاد على الاتباع.

 

10- من أهم خصائص أهل السنة والجماعة الاتباع.

 

11- دروس وعبر في الاتباع مستفادة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

12- نماذج سطرها جيل الصحابة هي من أنصع النماذج وأروع المواقف في اتباعهم وتعظيمهم لله ورسوله.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 38].

 

2- قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)[البقرة: 87] .

 

3- قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)[البقرة: 120] .

 

4- قال تعالى: (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)[البقرة: 143].

 

5- قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة:165-167].

 

6- قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)[آل عمران: 19- 20].

 

7- قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31].

 

8- قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ)[آل عمران: 52- 53].

 

9- قال تعالى: (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[آل عمران:162].

 

10- قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:115].

 

11- قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا)[النساء: 125].

 

12- قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)[النساء: 135] .

 

13- قال تعالى: (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)[المائدة:15-16].

 

11- قال تعالى: (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة: 48-50] .

 

12- قال تعالى: (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الأنعام: 153].

 

13- قال تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ * وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ)[الأنعام: 118-119] .

 

14- قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[الأعراف:157- 158]

 

15- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ * وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ)[الأعراف:175-177] .

 

16- قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة: 100].

 

17- قال تعالى: (لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)[التوبة:117].

 

18- قال تعالى: (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)[يونس:35].

 

19- قال تعالى: (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ)[هود:59-60].

 

20- (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍﱠ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﱡ* وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ)[هود:97-99].

 

21- قال تعالى: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[يوسف: 108].

 

22- قال تعالى: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)[إبراهيم:21-23].

 

23- قال تعالى: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[إبراهيم: 36].

 

24- قال تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[النحل:123].

 

25- قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)[الكهف: 28] .

 

26- قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا * إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً * يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا)[مريم: 41-43].

 

27- قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)[مريم:59].

 

28- قال تعالى: (فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى)[طه:16].

 

29- قال تعالى: (قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى)[طه:123].

 

30- قال تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)[المؤمنون].

 

31- قال تعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)[الفرقان: 43- 44] .

 

32- قال تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[القصص:50].

 

33- قال تعالى: (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)[الروم:29].

 

34- قال تعالى: (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)[يس: 10- 11].

 

35- قال تعالى: (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[يس:20-21].

 

36- قال تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ)[الزمر: 18].

 

37- قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[غافر:7-9].

 

38- قال تعالى: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) [غافر47-48].

 

39- قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُو عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ *هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[الجاثية: 16-20] .

 

40- قال تعالى: (ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ)[محمد: 3].

 

41- قال تعالى: (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ * مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ماذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ * وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ)[محمد: 14- 17] .

 

42- قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)[محمد:28].

 

43- قال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى)[النجم:23].

 

44- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى * وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)[النجم:28].

 

45- قال تعالى: (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ َكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ)[القمر:3].

 

46- قال تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)[القيامة: 16-19].

 

 

الاحاديث

1- عن عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه- أنّه أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فغضب فقال: "أمتهوّكون فيها يا بن الخطّاب؟ والّذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به أو بباطل فتصدّقوا به، والّذي نفسي بيده لو أنّ موسى صلّى اللّه عليه وسلّم كان حيّا ما وسعه إلّا أن يتبعني"(رواه أحمد:3-387، وحسنه الألباني).

 

2- عن أبي موسى الأشعريّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ مثلي ومثل ما بعثني اللّه به كمثل رجل أتى قومه فقال: يا قوم، إنّي رأيت الجيش بعينيّ. وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم (وفي البخاريّ على مهلهم) وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني واتّبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذّب ما جئت به من الحقّ"(رواه مسلم:2283).

 

3- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: خطّ لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطّا، ثمّ قال: "هذا سبيل اللّه" ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثمّ قال: «هذه سبل» قال يزيد: متفرّقة على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثمّ قرأ: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(رواه أحمد:1-435، وقال الألباني: إسناده حسن).

 

4- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى" قالوا: يا رسول اللّه، ومن يأبى؟. قال: "من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى"(رواه البخاري:7280).

 

5- عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر"(رواه الترمذي:3662 وصححه الألباني).

 

6- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- أنّ نفرا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سألوا أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن عمله في السّرّ؟ فقال بعضهم: لا أتزوّج النّساء. وقال بعضهم لا آكل اللّحم. وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد اللّه وأثنى عليه فقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، ولكنّي أصلّي وأنام، وأصوم وأفطر. وأتزوّج النّساء. فمن رغب عن سنّتي فليس منّي"(رواه مسلم:1401).

 

7- عن العرباض بن سارية -رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللّه كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟، فقال: «أوصيكم بتقوى اللّه والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة"(رواه أبو داود:4607، وصححه الألباني).

 

8- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: «سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم إليها. فقال بلال بن عبد اللّه: واللّه لنمنعهنّ. قال: فأقبل عليه عبد اللّه فسبّه سبّا سيّئا. ما سمعته سبّه مثله قطّ. وقال: أخبرك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وتقول واللّه لنمنعهنّ!"(رواه البخاري:1573).

 

9- عن عبد اللّه بن مغفّل- رضي اللّه عنهما-: «أنّه رأى رجلا يخذف «1»، فقال له: لا تخذف، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن الخذف- أو كان يكره الخذف- وقال: إنّه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدوّ ولكنّها قد تكسر السّنّ، وتفقأ العين. ثمّ رآه بعد ذلك يخذف، فقال له: أحدّثك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف، لا أكلّمك كذا وكذا» (رواه البخاري:5479).

 

10- قال قطبة بن مالك -رضي اللّه عنه-: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: "اللّهمّ إنّي أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء" (رواه الترمذي:3591، وصححه الألباني).

 

11- عن أبي برزة الأسلميّ -رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ ممّا أخشى عليكم شهوات الغيّ في بطونكم وفروجكم ومضلّات الهوى"(رواه أحمد:4/042- 423) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 2143).

 

12- عن حذيفة -رضي اللّه عنه- أنّه قال: كنّا عند عمر فقال: أيّكم سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال: لعلّكم تعنون فتنة الرّجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفّرها الصّلاة والصّيام والصّدقة. ولكن أيّكم سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يذكر الفتن الّتى تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم. فقلت: أنا. قال: أنت؟ للّه أبوك! قال حذيفة: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فأيّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء. وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتّى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصّفا. فلا تضرّه فتنة ما دامت السّماوات والأرض، والآخر أسود مربادّ كالكوز مجخّيّا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلّا ما أشرب من هواه". قال حذيفة: وحدّثته أنّ بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر. قال عمر: أكسرا لا أبالك! فلو أنّه فتح لعلّه كان يعاد. قلت: لا. بل يكسر، وحدّثته أنّ ذلك الباب رجل يقتل أو يموت. حديثا ليس بالأغاليط. (رواه مسلم:144).

 

13- عن أنس -رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ثلاث كفّارات. وثلاث درجات. وثلاث منجيات. وثلاث مهلكات: أمّا الكفّارات: فإسباغ الوضوء في السّبرات، وانتظار الصّلوات بعد الصّلوات، ونقل الأقدام إلى الجمعات، وأمّا الدّرجات: فإطعام الطّعام، وإفشاء السّلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيام، وأمّا المنجيات: فالعدل في الغضب والرّضى، والقصد في الفقر والغنى، وخشية اللّه في السّرّ والعلانية، وأمّا المهلكات: فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه" (أخرجه البزار:٦٤٩١، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:٣٠٤٥).

 

14- عن معاوية بن أبي سفيان- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: ألا إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قام فينا فقال: " ألا إنّ من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملّة، وإنّ هذه الأمّة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النّار، وواحدة في الجنّة وهي الجماعة، - زاد ابن يحيى وعمر في حديثهما- وإنّه سيخرج من أمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلّا دخله"(رواه أبو داود:4597، وصححه الألباني).

 

الاثار

1- عن عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه-: أنّه جاء إلى الحجر الأسود فقبّله فقال: "إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقبّلك ما قبّلتك"(رواه البخاري:1597).

 

2- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في معنى قوله تعالى: (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً)، "اجعلنا أئمّة هدى ليهتدى بنا ولا تجعلنا أئمّة ضلالة"(رواه البخاري:265).

 

3- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)، "فأمّا الذين ابيضّت وجوههم فأهل السّنّة والجماعة وأولو العلم. وأمّا الّذين اسودّت وجوههم فأهل البدع والضّلالة"(أصول الاعتقاد:1-72).

 

4- قال عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- "من كان منكم مستنّا فليستنّ بمن قد مات، إنّ الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمّد كانوا أفضل هذه الأمّة: أبرّها قلوبا وأعمقها علما، وأقلّها تكلّفا. اختارهم اللّه لصحبة نبيّه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتّبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم"(إغاثة اللهفان:1-159).

 

5- قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، قال: "وكان علامة حبّه إيّاهم اتباع سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم" وفي موضع آخر: "فقد جعلت علامة حبّهم اللّه اتباع رسوله"(أصول الاعتقاد:1-70).

 

6- قال الزّهريّ- رحمه اللّه تعالى-: "كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسّنّة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا، فعيش العلم ثبات الدّين والدّنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كلّه"(رواه الدارمي:1-58 برقم:96).

 

7- قال الأوزاعيّ- رحمه اللّه تعالى-: "كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمّد والتّابعون بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السّنّة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل اللّه"، وقال أيضا: "ندور مع السّنّة حيث دارت"(أصول الاعتقاد:1-64).

 

8- قال سفيان -رحمه اللّه تعالى-: "اسلكوا سبيل الحقّ ولا تستوحشوا من قلّة أهله"(الاعتصام:1-34).

 

9- قال عليّ -رضي اللّه عنه-: "إنّ أخوف ما أتخوّف عليكم اثنتان: طول الأمل واتّباع الهوى. فأمّا طول الأمل فينسي الآخرة، وأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ. ألا وإنّ الدّنيا قد ولّت مدبرة والآخرة مقبلة ولكلّ واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدّنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل"(فضائل الصحابة، للإمام أحمد:1-530 رقم:881).

 

10- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: "ما ذكر اللّه -عزّ وجلّ- الهوى في موضع من كتاب إلّا ذمّه"(ذم الهوى لابن الجوزي:12).

 

11- قال الحسن البصريّ: "الهوى شرّ داء خالط قلبا"(السنة لعبد اللّه بن أحمد:1- 138 رقم:105).

 

12- قال الحسن البصريّ: "لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم"(رواه الدارمي:1-121 رقم:401).

 

13- قال الحسن البصريّ: "أخذ اللّه على الحكّام أن لا يتّبعوا الهوى، ولا يخشوا النّاس، ولا يشتروا بآياتي ثمنا قليلا، ثمّ قرأ (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ)[ص: 26]"(البخاري- الفتح:13-156).

 

14- قال عبد الرّحمن بن مهديّ (وغيره) رحمهم اللّه تعالى-: "أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلّا ما لهم"(اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية:1/ 72-73).

 

15- قال قتادة -رحمه اللّه تعالى-: "إنّ الرّجل إذا كان كلّما هوي شيئا ركبه، وكلّما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى، فقد اتّخذ إلهه هواه"(أضواء البيان:6-330).

 

16- قال يونس بن عبيد -رحمه اللّه-: "أوصيكم بثلاث: لا تمكّننّ سمعك من صاحب هوى، ولا تخل بامرأة ليست لك بمحرم ولو أن تقرأ عليها القرآن، ولا تدخلنّ على أمير ولو أن تعظه"(الإبانة لابن بطة بواسطة الهوى للغنيمان:10).

 

القصص

1- تقول إحدى الفتيات: أنا في المرحلة الجامعية ، متفوقة متميزة في دراستي وأخلاقي خرجت ذات يوم من الجامعة وإذا بشاب ينظر إليَّ وكأنه يعرفني ، ثم مشى ورائي وهو يردد كلمات صبيانية ، ثم قال: إنني أريد أن أتزوجك ، فأنا أراقبك من مدة وأعرف أخلاقك وآدابك. سرت مسرعة مرتبكة وتصببت عرقاً حتى وصلت بيتي منهكة ولم أنم ليلتي من الخوف. تكررت معاكساته لي ، وانتهت بورقة ألقاها على باب منزلي ، أخذتها بعد تردد ويداي ترتعشان فإذا هي مليئة بكلمات الحب والاعتذار. يعد سويعات اتصل بي هاتفياً وقال: قرأت الرسالة أم لا؟ قلت له: إذا لم تتأدب أخبر عائلتي والويل لك. بعد ساعة اتصل مرة أخرى متودداً إليَّ بأن غايته شريفة ، وأنه ثري ووحيد وسيحقق كل آمالي ، فرق قلبي واسترسلت معه في الحديث. بدأت أنتظر اتصالاته وأبحث عنه عند خروجي من الجامعة. رأيته يوماً فطرت فرحاً وخرجت معه في سيارته نتجول في أنحاء المدينة ، وكنت أصدقه عندما يقول لي: إنني أميرته وسأكون زوجته. وذات يوم خرجت معه كالعادة فقادني إلى شقة مفروشة ، فدخلت معه وجلسنا سوياً وامتلأ قلبي بكلامه.. وجلست أنظر إليه وينظر إلي.. وغشانا غاشية من عذاب جهنم ، ولم أدر إلا وأنا فريسة له وفقدت أعز ما أملك.. قمت كالمجنونة.. ماذا فعلت بي؟ قال: لا تخافي ؛ أنا زوجك كيف وأنت لم تعقد علي؟ قال: سوف أعقد عليك قريباً ذهبت إلى بيتي مترنحة وبكيت بشدة وتركت الدراسة ، ولم يفلح أهلي بمعرفة علتي.. وتعلقت بأمل الزواج اتصل بي بعد أيام ليقابلني ففرحت وظننت أنه الزواج. قابلته وكان متجهماً فبادرني قائلاً: لا تفكري في أمر الزواج أبداً ؛ نريد أن نعيش سوياً بلا قيد ارتفعت يدي وصفعته دون أن أشعر وقلت: كنت أظنك ستصلح غلطتك ولكني وجدتك رجلاً بلا قيم.. ونزلت من السيارة باكية فقال: انتظري من فضلك.. سأحطم حياتك بهذا ، ورفع يده بشريط فيديو.. سألته ما هذا؟

 

قال: تعالي لتشاهدي. ذهبت معه فإذا الشريط تصوير كامل لما دار بيننا من الحرام. قلت: ماذا فعلت يا جبان يا حقير؟ قال: كاميرات خفية كانت مسلطة علينا تسجل كل حركة وهمسة.. سيكون بيدي سلاحاً إذا لم تطيعي أوامري أخذت أبكي وأصيح فالقضية تمس عائلتي ، ولكنه أصر فأصبحت أسيرة له ينقلني من رجل إلى رجل ويقبض الثمن.. وانتقلت إلى حياة الدعارة وأسرتي لا تعلم. انتشر الشريط فوقع بيد ابن عمي ، وعلم والدي ، وانتشرت الفضيحة في بلدتي وتلطخ بيتنا بالعار ، فهربت لأحمي نفسي.. وعلمت أن والدي وأختي هاجرا هرباً من العار. عشت بين المومسات يحركني هذا الخبيث كالدمية ، وقد ضيَّع كثيراً من الفتيات وخرب كثيراً من البيوت.. فعزمت على الانتقام. ذات يوم دخل علي وهو في حالة سكر شديد فاغتنمت الفرصة وطعنته بسكين فقتلته وخلصت الناس من شره.. وأصبحت وراء القبضان. وقد مات والدي بحسرته وهو يردد: حسبنا الله ونعم الوكيل ، أنا غاضب عليك إلى يوم القيامة.. فما أصعبها من كلمة.https://saaid.net/gesah/118.htm

 

2- يقول الشيخ السدلان: سألني رجل فقال: إني أحس إذا صليت في المسجد أنني أرائي؟.. قلت: فماذا فعلت؟ قال: بدأت أصلي في البيت خشية أن ما أكسبه من الأجر بقدر ما أناله من الوزر إن صليت في المسجد وبعد فترة قلت له: ما صنعت يا فلان؟ قال: والله بدأت أشعر بالرياء وأنا أصلي لوحدي في المنزل!! قلت: ما صنعت؟ قال: تركت الصلاة. https://saaid.net/gesah/118.htm

 

 

 

الاشعار

1- قال الشّاعر:

إذا ما رأيت المرء يقتاده الهـوى *** فقد ثكلته عند ذاك ثواكــــله

وقد أشمت الأعداء جهلا بنفــسه *** وقد وجدت فيه مقالا عواذلـه

وما يردع النّفس اللّجوج عن الهوى *** من النّاس إلّا حازم الرّأي كامله

(أدب الدنيا والدين (35).

 

2- وقال آخر:

يا عاقلا أردى الهوى عقله *** مالك قد سدّت عليك الأمور

أتجعل العقل أسير الهــوى *** وإنّما العقل عليه أمـير

(أدب الدنيا والدين:35).

 

3- قال بعضهم:

إنّي بليــت بأربع يرمينني *** بالنّبل من قوس لهــا توتــير.

إبليس والدّنيا ونفسي والهوى *** يا ربّ أنت على الخلاص قدير

(بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي:5-395).

 

الدراسات

1- اتباع الهوى والشهوات مضر بالإنسان ويسبب الإدمان تماماً مثل تعاطي المخدرات.. وهذا ما تؤكده دراسة علمية جديدة.... يقول العلماء إن الإدمان على النظر إلى النساء يؤدي لتلف في خلايا المخ وانخفاض أداء الإنسان وتراجع قدراته الذهنية... ومن هنا ندرك لماذا نهى الإسلام عن النظر للنساء واتباع الهوى وجعل الجنة ثمناً لذلك. في دراسة جديدة أجريت عام (2012) تبين أن عملية وقوع الإنسان في الحب تتم خلال 1/5 من الثانية (خمس ثانية) حيث يستجيب الدماغ بشكل سريع للمرأة التي ينظر إليها الرجل وتنشط في دماغه منطقة محددة هي ذاتها التي تنشط أثناء ممارسة الجنس أو تعاطي المخدرات.

 

ولذلك يؤكد العلماء أن كثرة النظر إلى النساء يؤدي لتنشيط هذه المنطقة بشكل متكرر مما يجعل الدماغ يفرز كمية كبيرة من هرمون يدعى هرمون السعادة، وتحدث بنتيجة ذلك تفاعلات في هذه المنطقة تحرض الإنسان على الإدمان على النظر إلى النساء تماماً بنفس الطريقة التي يدمن يها الإنسان على المخدرات. ولكن العلماء يقترحون علاجاً للتخلص من الإدمان على المخدرات أو التدخين أو الجنس... وذلك من خلال التحذير والتخويف من عواقب هذه العادات السيئة، وزرع الثقة بالنفس للسيطرة على النفس والتحكم بها وعدم الانقياد وراء شهواتها وهواها. وسبحان الله... القرآن أطلق هذا التحذير قبل أربعة عشر قرناً ليضمن لنا الحياة المطمئنة السعيدة، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40-41].

 

وتأمل معي هذا التسلسل: (خَافَ) ثم (وَنَهَى).. وتأتي النتيجة والمكافأة وهي الجنة. وقال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [ص: 26].

 

ولذلك فإن الذي يطبق تعاليم القرآن يعيش حياة هادئة ومستقرة على عكس الملحدين الذين تضطرب حياتهم ولا يعرفون معنى السعادة الحقيقية... فهل ننهى أنفسنا عن الشهوات ونتذكر ونعمل لما بعد الموت؟!

 

متفرقات

1- قال ابن القيّم -رحمه اللّه تعالى-: "كان عمر- رضي اللّه عنه- يهمّ بالأمر ويعزم عليه فإذا قيل له: لم يفعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم"(إغاثة اللهفان:1-136).

 

2- قال الشّاطبيّ -رحمه اللّه تعالى-: "إنّ الصّحابة كانوا مقتدين بنبيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم مهتدين بهديه، وقد جاء مدحهم في القرآن الكريم، وأثنى على متبوعهم محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم وإنّما كان خلقه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن، فقال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فالقرآن إنّما هو المتبوع على الحقيقة، وجاءت السّنّة مبيّنة له، فالمتّبع للسّنّة متّبع للقرآن.

 

والصّحابة كانوا أولى النّاس بذلك، فكلّ من اقتدى بهم فهو من الفرقة النّاجية الدّاخلة للجنّة بفضل اللّه، وهو معنى قوله عليه الصّلاة والسّلام "ما أنا عليه وأصحابي" فالكتاب والسّنّة هو الطّريق المستقيم، وما سواهما من الإجماع وغيره فناشيء عنهما"(الاعتصام للشاطبي:2-252).

 

3- قال ابن عبد البرّ -رحمه اللّه تعالى-: "الاتّباع ما ثبت عليه الحجّة، وهو اتّباع كلّ من أوجب عليك الدّليل اتّباع قوله. فالرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم هو المثل الأعلى في اتّباع ما أمر به"(أضواء البيان للشنقيطي:7-548).

 

4- قال الشّافعيّ -رحمه اللّه تعالى-: "باب ما أبان اللّه لخلقه من فرضه على رسوله اتّباع ما أوحي إليه وما شهد له به من اتّباع ما أمر به، وأنّه صلّى اللّه عليه وسلّم هاد لمن اتّبعه. ثمّ ساق الآيات الدّالّة على هذه المعاني ومنها قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [الأحزاب:1-2].

 

وقوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الجاثية: 18] ثمّ قال-رحمه اللّه تعالى-: "وما سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما ليس للّه فيه حكم فبحكم اللّه سنّة، وكذلك أخبرنا اللّه في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* صِراطِ اللَّهِ).

 

وقد سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع كتاب اللّه، وسنّ فيما ليس فيه بعينه نصّ كتاب، وكلّ ما سنّ فقد ألزمنا اللّه اتّباعه، وجعل في اتّباعه طاعته، وفي العنود عن اتّباعه معصيته الّتي لم يعذر بها خلقا، ولم يجعل له من اتّباع سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مخرجا للآيات المذكورة. ولقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا ألفينّ أحدكم متّكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري، ممّا أمرت به أو نهيت عنه، فيقول لا أدري، ما وجدنا في كتاب اللّه اتّبعناه".

 

وسنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع كتاب اللّه وجهان: أحدهما نصّ كتاب، فاتّبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كما أنزله اللّه، والآخر جملة بيّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيه عن اللّه معنى ما أراد بالجملة، وأوضح كيف فرضها عامّا أو خاصّا، وكيف أراد أن يأتي به العباد. وكلاهما اتّبع فيه كتاب اللّه. فلم أعلم من أهل العلم مخالفا في أنّ سنن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من ثلاثة وجوه، فاجتمعوا منها على وجهين: أحدهما ما أنزل اللّه فيه نصّ كتاب فبيّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مثل ما نصّ الكتاب.

 

والآخر ممّا أنزل اللّه فيه جملة كتاب، فبيّن عن اللّه معنى ما أراد. وهذان الوجهان اللّذان لم يختلفوا فيهما. والوجه الثّالث (المختلف فيه) ما سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما ليس فيه نصّ كتاب. فمنهم من قال: جعل اللّه له بما افترض من طاعته وسبق في علمه من توفيقه لرضاه، أن يسنّ فيما ليس فيه نصّ كتاب. ومنهم من قال: لم يسنّ سنّة قطّ إلّا ولها أصل في الكتاب، كما كانت سنّته لتبيين عدد الصّلاة وعملها على أصل جملة فرض الصّلاة، وكذلك ما سنّ من البيوع وغيرها من الشّرائع؛ لأنّ اللّه قال: (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) [النساء: 29] وقال: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) [البقرة: 275] ما أحلّ وحرّم فإنّما بيّن فيه عن اللّه كما بيّن الصّلاة. ومنهم من قال: بل جاءته به رسالة اللّه فأثبتت سنّته بفرض اللّه. ومنهم من قال: ألقي في روعه كلّ ما سنّ (وسنّته الحكمة): الّذي ألقي في روعه عن اللّه، فكان ما ألقي في روعه سنّته. وأيّ هذا كان، فقد بيّن اللّه أنّه فرض فيه طاعة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يجعل لأحد من خلقه عذرا بخلاف أمر عرفه من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأن قد جعل اللّه بالنّاس كلّهم الحاجة إليه في دينهم، وأقام عليهم حجّته بما دلّهم عليه من سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم معاني ما أراد اللّه بفرائضه في كتابه، ليعلم من عرف منها ما وصفنا أنّ سنّته صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كانت سنّة مبيّنة عن اللّه معنى ما أراد من مفروضه فيما فيه كتاب يتلونه، وفيما ليس فيه نصّ كتاب سنّة أخرى فهي كذلك لا يختلف حكم اللّه ثمّ حكم رسوله، بل هو لازم بكلّ حال (الرسالة للشافعي:85- 105 بتصرف).

 

5- قال الشّاطبيّ -رحمه اللّه تعالى-: "الكتاب (أي القرآن) هو المتّبع على الحقيقة، ومراتب النّاس بحسب اتّباعهم له. إنّ اللّه تعالى وضع هذه الشّريعة حجّة على الخلق كبيرهم وصغيرهم، مطيعهم وعاصيهم، برّهم وفاجرهم. لم يختصّ بها أحدا دون أحد، وكذلك سائر الشّرائع إنمّا وضعت لتكون حجّة على جميع الأمم الّتي تنزّل فيهم تلك الشّرائع، حتّى إنّ المرسلين بها صلوات اللّه عليهم داخلون تحت أحكامها.

 

قال أبو بكر التّرمذيّ: لم يجد أحد تمام الهمّة بأوصافها إلّا أهل المحبّة، إنّما أخذوا ذلك باتّباع السّنّة ومجانبة البدعة، فإنّ محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم كان أعلى الخلق كلّهم همّة وأقربهم زلفى"(الاعتصام:1-92).

 

6- قال الشاطبي -رحمه اللّه تعالى-: "كلّ صاحب مخالفة من شأنه أن يدعو غيره إليها، ويحضّ سؤّاله بل سواه عليها، إذ التّأسّي في الأفعال والمذاهب موضوع طلبه في الجبلّة، وبسببه تقع من المخالف المخالفة، وتحصل من الموافق الموافقة، ومنه تنشأ العداوة والبغضاء للمختلفين"(الاعتصام للشاطبي:1-23).

 

7- قال الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطيّ في تفسير قوله تعالى: (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ...) [الممتحنة: 4]: "الأسوة كالقدوة، وهي اتّباع الغير على الحالة الّتي يكون عليها حسنة أو قبيحة"(أضواء البيان:8-135).

 

8- قال الشّافعيّ- رحمه اللّه تعالى-: "لأن يلقى اللّه العبد بكلّ ذنب ما خلا الشّرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء"(حلية الأولياء:9-111، وشرح السنة:1/ 217).

 

 

9- قال مالك- رحمه اللّه تعالى-: لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السّفه، وإن كان أروى النّاس. وصاحب بدعة يدعو إلى هواه. ومن يكذب في حديث النّاس وإن كنت لا أتّهمه في الحديث. وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدّث به"(سير أعلام النبلاء:8/ 67- 68).

 

10- وقال- رحمه اللّه تعالى-: بئس القوم هؤلاء، أهل الأهواء، لا نسلّم عليهم"(شرح السنة:1-229).

 

11- قال ابن حبّان -رحمه اللّه تعالى-: "العقل والهوى متعاديان، فالواجب على المرء أن يكون لرأيه مسعفا ولهواه مسوّفا. فإذا اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه، لأنّ في مجانبة الهوى إصلاح السّرائر، وبالعقل تصلح الضّمائر"(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء:19).

 

12- قال ابن تيميّة -رحمه اللّه تعالى- أضلّ الضّلّال: "هم أتباع الظّنّ والهوى، كما قال اللّه تعالى في حقّ من ذمّهم (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)،[النجم:23] وقال في حقّ نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)،[النجم: 1- 4] فنزّهه عن الضّلال والغواية اللّذين هما الجهل والظّلم، فالضّالّ هو الّذي لا يعلم الحقّ، والغاوي الّذي يتّبع هواه، وأخبر عن نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه ما ينطق عن هوى النّفس، بل هو وحي أوحاه اللّه إليه فوصفه بالعلم ونزّهه عن الهوى"(مجموع الفتاوى:3-384).

 

13- قال أيضا -رحمه اللّه تعالى-: العبادات مبناها على الشّرع والاتّباع، لا على الهوى والابتداع، فإنّ الإسلام مبنيّ على أصلين: أحدهما: أن نعبد اللّه وحده لا شريك له، والثّاني: أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم لا نعبده بالأهواء والبدع، فليس لأحد أن يعبد اللّه إلّا بما شرعه رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من واجب ومستحبّ، لا أن نعبده بالأمور المبتدعة"(مجموع الفتاوى:1-80 بتصرف).

 

14- قال ابن رجب -رحمه اللّه تعالى-: "إنّ جميع المعاصي تنشأ من تقديم هوى النّفوس على محبّة اللّه ورسوله وقد وصف اللّه المشركين باتّباع الهوى في مواضع من كتابه، وكذلك البدع تنشأ من تقديم الهوى على الشّرع ولهذا يسمّى أهلها أهل الأهواء، ومن كان حبّه وبغضه وعطاؤه ومنعه لهوى نفسه كان ذلك نقصا في إيمانه الواجب، فيجب عليه حينئذ التّوبة من ذلك، والرّجوع إلى اتّباع ما جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم من تقديم محبّة اللّه ورسوله وما فيه رضا اللّه ورسوله على هوى النّفس ومراداتها كلّها"(جامع العلوم والحكم:366، 367 بتصرف يسير جدا).

 

15- قال ابن كثير -رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ)، [الفرقان:43]: "يعني أنّه مهما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ)،[فاطر: 8]"(تفسير ابن كثير:3-320).

 

16- قال ابن بطّة -رحمه اللّه تعالى-: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من سمع منكم بخروج الدّجّال فلينأ عنه ما استطاع، فإنّ الرّجل يأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فما يزال به حتّى يتّبعه لما يرى من الشّبهات" . قال -رحمه اللّه تعالى-: "هذا قول الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم وهو الصّادق المصدوق فلا يحملنّ أحدا منكم حسن ظنّه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحّة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أداخله لأناظره أو لأستخرج منه مذهبه، فإنّهم أشدّ فتنة من الدّجّال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللّهب، ولقد رأيت جماعة من النّاس كانوا يلعنونهم ويسبّونهم فجالسوهم على سبيل الإنكار والرّدّ عليهم فما زالت بهم المباسطة، وخفيّ المكر، ودقيق الكفر، حتّى صبوا إليهم"(الإبانة له بواسطة الهوى للغنيمان:1211).

 

17- قال الشّنقيطيّ -رحمه اللّه تعالى-: إنّ الواجب الّذي يلزم العلم به أن يكون جميع أفعال المكلّف مطابقة لما أمره به معبوده- جلّ وعلا-، فإذا كانت جميع أفعاله تابعة لما يهواه، فقد صرف جميع ما يستحقّه عليه خالقه من العبادة والطّاعة إلى هواه"(أضواء البيان:6-330).

 

الإحالات

1- الدين اتباع وليس ابتداع فضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي

 

2- الاتباع أنواعه وآثاره في بيان القرآن؛ لمحمد بن مصطفى السيد.

 

3- ذم اتباع الهوى؛ للعلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.