إمامة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

التعريف اللغوي:

الإمامة في اللغة مصدر من الفعل (أمَّ) تقول: أمَّهم وأمَّ بهم: تقدمهم ، وهي الإمامة ، والإمام: كل ما ائتم به من رئيس أو غيره. [القاموس المحيط للفيروز آبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب (4/78). دار الجيل: بيروت].

ويقول ابن منظور: الإمام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين.. والجمع: أئمة ، وإمام كل شيء قيَّمه والمصلح له ، والقرآن إمام المسلمين ، وسيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إمام الأئمة ، والخليفة إمام الرعية ، وأممت القوم في الصلاة إمامة ، وائتم به: اقتدي به. والإمام: المثال ، وإمام الغلام في المكتب ما يتعلمه كل يوم ، وإمام المثال ما امتثل عليه ، والإمام: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيبنى عليه ويسوى عليه ساف البناء..[لسان العرب لابن منظور: جمال الدين محمد بن مكرم (12/24) مادة (أمم). دار صادر ودار بيروت - بيروت ط. 1388 هـ].

وقال صاحب تاج العروس: والإمام: الطريق الواسع، وبه فُسِّر قوله تعالى: (وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ) [سورة الحجر: 79] أي: بطريق يُؤم ، أي: يقصد فيتميز قال: والخليفة إمام الرعية، قال أبو بكر: يقال فلان إمام القوم معناه: هو المتقدم عليهم، ويكون الإمام رئيسًا كقولك: إمام المسلمين، قال: والدليل: إمام السفر، والحادي: إمام الإبل، وإن كان وراءها لأنه الهادي لها.. [تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد الزبيدي (8/193). دار مكتبة الحياة: بيروت لبنان].

وقال الجوهري في الصحاح: الأمُّ بالفتح القصد، يقال: أَمّه وأممه وتأممه إذا قصده. [تاج اللغة وصحاح العربية لإسماعيل بن حماد الجوهري (5/1865) تحقيق أحمد عبد الغفور عطار. ط. ثانية 1399 هـ. دار العلم للملايين: بيروت].

 

التعريف الاصطلاحي:

أما من حيث الاصطلاح: فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات، وهي وإن - اختلفت في الألفاظ فهي متقاربة في المعاني ، ومن هذه التعريفات ما يلي: ما ذكره الماوردي حيث قال: الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ـ [الأحكام السلطانية لعلي بن محمد الماوردي (ص 5) الثالثة 1393 هـ. مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - القاهرة].

ويقول إمام الحرمين الجويني: الإمامة رياسة تامة، وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا.[غياث الأمم لأبي المعالي الجويني (ص 15). ط. أولى 1400 هـ. دار الدعوة الإسكندرية تحقيق د. مصطفى الحيني. د. فؤاد عبد المنعم]. وعرفها النسفي في عقائده بقوله: نيابة عن الرسول عليه السلام في إقامة الدين بحيث يجب على كافة الأمم الإتباع. [العقائد النسفية (ص 179) ط. 1326 هـ. شركة صحافة عثمانية].

ويقول صاحب المواقف: هي خلافة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إقامة الدين بحيث يجب إتباعه على كافة الأمة.[المواقف للإيجي (ص 395) ط: عالم الكتب بيروت].

أما العلامة ابن خلدون فيعرفها بقوله: هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة ، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به. [المقدمة للعلامة ابن خلدون (ص 190). ط. الرابعة 1398 هـ دار الباز للنشر والتوزيع. مكة].

ويقول الأستاذ محمد نجيب المطيعي: المراد بها - أي الإمامة الرئاسة العامة في شؤون الدنيا والدين.[المجموع شرح المهذب للنووي. التكملة لمحمد نجيب المطيعي (حـ 5) من التكملة والسابع عشر من المجموع (ص 517). زكريا علي يوسف].

العناصر

1- تعريف الإمامة.

2- مقومات نظام الحكم في الإسلام.

3- عقد الإمامة لمن يقوم بها في الامة واجب بالإجماع.

4- طريق انعقاد الإمامة.

5- الطرق التي انعقدت بها الإمامة للخلفاء الأربعة.

6- كيف تختار الأمة الخليفة؟

7- الشروط التي يتصف بها الإمام أو الخليفة.

8- مقاصد الحكم في الإسلام.

 

من السنة الفعلية:

 1- إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقام أول حكومة إسلامية في المدينة ، وصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول إمام لتلك الحكومة ، فبعد أن هيأ الله لهذا الدين من ينصره ورسوله بدأ -صلى الله عليه وسلم- في تشييد أركانها ، فأصلح ما بين الأوس والخزرج من مشاكل وحروب طاحنة قديمة ، ثم آخى بين الأنصار والمهاجرين ، ونظم الجيوش المجاهدة لنشر هذا الدين والذود عن حماه ، وقد أرسل الرسل والدعوات إلى ملوك الدول المجاورة يدعوهم إلى الإسلام ، وعقد الاتفاقات والمعاهدات مع اليهود وغيرهم ، وأبان أحكام الأسرى وما يتعلق بهم ، وأحكام الحرب وأهل الذمة ، وقام بتدبير بيت مال المسلمين وتوزيعه كما أمر الله عز وجل ، وعيَّن الأمراء والقضاة لتدبير شؤون المسلمين ، وأقام الحدود الشرعية والعقوبات.. إلى غير ذلك من مظاهر الدولة ووظائف الإمامة. يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يمت حتى أتى ببيان جميع ما يحتاج إليه من أمر الدين والدنيا ، وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة [الاعتصام للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي (1/49) المكتبة التجارية الكبرى - مصر].

الايات

1- قال الله تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [سورة المائدة: 50].

 

2- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59].

 

3- قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [سورة البقرة: 124].

 

4- قوله تعالى حكاية عن دعاء المؤمنين: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) [سورة الفرقان: 74].

 

5- قوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) [سورة الأنبياء: 73]. 6- قوله تعالى: (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [سورة القصص: 5].

الاحاديث

1- عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الأئمة من قريش ، أبرارها أمراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها ، ولكل حق ، فآتوا كل ذي حق حقه ، وإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مجدعًا فاسمعوا له وأطيعوا" [المستدرك (4/75 ، 76) قال ابن رجب الحنبلي: إسناده جيد ، ولكنه روي عن علي موقوفًا ، وقال الدارقطني: هو أشبه. جامع العلوم والحكم (ص 248). وصححه الألباني. انظر: صحيح الجامع ح2754 ، (2/406)].

 

2- عن أبي أمامة الباهلي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لينقضن عرى الإسلام عروة ، عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضًا الحكم ، وآخرهن الصلاة" [رواه الإمام أحمد (5/251) ، وابن حبان في صحيحه ح257 ، (ص 87) ، والحاكم في المستدرك (4/92) وصححه ناصر الدين الألباني. انظر: صحيح الجامع الصغير ح4951 (5/15)].

 

3- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة" [رواه البخاري في كتاب: الأحكام. باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية ، فتح الباري (13/121) ، ونحوه عند مسلم في كتاب: الإمارة. باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية ، ح1834 ، (3/1465)].

 

4- عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية ، وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" [رواه البخاري في صحيحه (19) (3/157)].

 

5- عن أبي أمامة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا ابتغى الأمير الرِّيبة في الناس أفسدهم" [سنن أبي داود كتاب: الأدب. باب: النهي عن التجسس ، وعون المعبود (13/232). وأحمد في المسند (6/4) ، وقال محقق جامع الأصول: هو: حديث حسن. جامع الأصول (4/83)].

 

6- عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم ، أو كدت تفسدهم" [سنن أبي داود كتاب: الأدب. باب: النهي عن التجسس ، وعون المعبود (13/232) ، ورواه ابن حبان في صحيحه (ص 359). وعزاه صاحب كنز العمال لعبد الرزاق في المصنف انظر: الكنز (5/797) ح14359]. 7- عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا" [أخرجه مسلم رقم (1827) في الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ، والنسائي 8 / 221 في آداب القضاة ، باب فضل الحاكم العادل ، وأخرجه أيضا أحمد في " المسند " 2 / 160].

الاثار

1- قال الزهري: عن أنس بن مالك سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد المنبر ، فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة [رواه البخاري في ك : الأحكام . ب : الاستخلاف ، 51 ، فتح الباري (13/206) ، والبداية والنهاية (6/301) ، وسيرة ابن هشام (4/661) ] .

 

2- عن الحسن بن أبي الحسن رضي الله عنه قال : لما ثقل أبو بكر رضوان الله تعالى عليه واستبان له من نفسه . جمع الناس فقال : إنه قد نزل بي ما لا ترون ولا أظنني إلا لمأتي ، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي ، وحلّ عنكم عقدتي ، وردّ عليكم أمركم ، فأمِّروا عليكم من أحببتم فإنكم إن أمَّرتم عليكم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي ، فقاموا في ذلك وحلوا عنه فلم تستقم لهم ، فقالوا : إرأ لنا يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فلعلكم تختلفون ؟ قالوا : لا ، قال : فعليكم عهد الله على الرضا ؟ قالوا : نعم . قال : فأمهلوني أنظر لله ودينه ولعباده ، فأرسل أبو بكر إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال : أشر علي برجل . والله إنك عندي لها لأهل وموضع فقال - أي عثمان - : عمر . فقال : اكتب ، . فكتب حتى انتهى إلى الاسم فغُشي عليه ثم أفاق فقال : اكتب عمر [مناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي (ص 52) ] .

 

3- عن عمرو بن ميمون يذكر تفاصيل طعن عمر رضي الله تعالى عنه ، ثم حمله إلى بيته ثم دخولهم عليه . وفيه : فقالوا : أوص يا أمير المؤمنين ، استخلف . فقال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر - أو الرهط - الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض : فسمى عليًّا ، وعثمان ، والزبير ، وطلحة ، وسعدًا ، وعبد الرحمن . وقال : يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعدًا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أُمِّر ، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة ... إلى أن قال الراوي : فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم . فقال الزبير : قد جعلت أمري إلى علي . فقال طلحة : قد جعلت أمري إلى عثمان .

وقال سعد : قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف ، فقال عبد الرحمن : أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه ، فأسكت الشيخان ، فقال عبد الرحمن : أفتجعلونه إليّ والله علي أن لا آلو عن أفضلكم ؟ قالا : نعم ، فأخذ بيد أحدهما فقال : لك قرابة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقدم في الإسلام ما قد علمت ، فالله عليك لئن أمَّرْتك لتعدلن ولئن أَمَّرْتُ عثمان لتسمعن ولتطيعن . ثم خلا بالآخر فقال مثل ذلك ، فلما أخذ الميثاق قال : ارفع يدك أبايعك يا عثمان فبايعه ، فبايعه علي وولج أهل الدار فبايعوه [البخاري كتاب : فضائل الصحابة . باب : 8 ، قصة البيعة والاتفاق على عثمان . انظر : فتح الباري (7/59) ، ونحوه في المسند رقم (89) ، بإسناد صحيح . انظر : المسند (1/192) تحقيق شاكر ، وتاريخ الطبري (4/228) ، وتاريخ الخلفاء (ص 135) ، والبداية والنهاية (7/145) على اختلاف في الألفاظ ] .

 

4- عن محمد بن الحنيفة قال : كنت مع علي رحمه الله وعثمان محصر ، قال : فأتاه رجل فقال : إن أمير المؤمنين مقتول ، ثم جاء آخر فقال : إن أمير المؤمنين مقتول الساعة ، قال : فقام علي رحمه الله ، قال محمد : فأخذت بوسطة تخوفًا عليه . فقال : خلِّ لا أم لك ، قال : فأتى علي الدار وقد قتل الرجل رحمه الله فأتى داره فدخلها فأغلق بابه ، فأتاه الناس فضربوا عليه الباب فدخلوا عليه فقالوا : إن هذا قد قُتل ، ولا بد للناس من خليفة ولا نعلم أحدًا أحق بها منك فقال لهم علي : لا تريدوني فإني لكم وزير خير مني لكم أمير ، فقالوا : لا والله لا نعلم أحدًا أحق بها منك قال : فإن أبيتم علي فإن بيعتي لا تكون سرًا ، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء يبايعني بايعني ، فخرج إلى المسجد فبايعه الناس ، قال أبو عبد الله : ما سمعته إلا منه ، ما أعجبه من حديث [المسند من مسائل الإمام أحمد للخلال (63) ] .

 

5- عن أبي حارثة محرز العبشمي وعن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغساني قالا : لما كان يوم الخميس على رأس خمسة أيام على مقتل عثمان جمعوا أهل المدينة فوجدوا سعدًا والزبير خارجين ، ووجدوا طلحة في حائط له ... فلما اجتمع لهم أهل المدينة قال لهم أهل مصر : أنتم أهل الشورى وأنتم تعقدون الإمامة وأمركم عابر على الأمة فانظروا لكم رجلاً تنصبونه ونحن لكم تبع . فقال الجمهور : علي بن أبي طالب نحن به راضون ... فقال علي : دعوني والتمسوا غيري ... فقالوا : ننشدك الله ألا ترى الفتنة ألا تخاف الله ؟ فقال : إن أحببتم ركبت بكم ما أعلم ، وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم إلا أني أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ، ثم افترقوا على ذلك واتعدوا الغد فلما أصبحوا يوم الجمعة حضر المسجد وجاء علي حتى صعد المنبر فقال : ( يا أيها الناس عن ملأ وإذن . إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمَّرْتم ، وقد افترقنا بالأمس على أمر ، فإن شئتم قعدت لكم وإلا فلا أجد على أحد ) . فقالوا : نحن على ما فارقناك عليه بالأمس [انظر : تاريخ الطبري (4/343 - 435) مختصرًا] .

 

6- قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تَغِرَّة أن يقتلا [رواه البخاري وغيره ] .

القصص

الاشعار

1- يقول السالمي في كتاب غاية المراد:

إن الإمامة فرض حينما وجبت *** شروطها لا تكن عن رفضها غفلا

وباطل سيرة فيها الإمامة في اثنين *** لو بلغا في المجد ما كملا

الدراسات

متفرقات

1- يقول ابن خلدون في مقدمته: إن نصب الإمام واجب، فقد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وإلى تسليم النظر إليه في أمورهم، وكذا في كل عصر من الاعصار، واستقر ذلك اجماعاً دالاً على وجوب نصب الامام.[المقدمة (ص 191)].

 

2- يقول الإمام ابن حزم: اتفق جميع أهل السنة ، وجميع المرجئة ، وجميع الشيعة ، وجميع الخوارج على وجوب الإمامة ، وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل ، يقيم فيهم أحكام الله ، ويسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاشا النجدات من الخوارج فإنهم قالوا: لا يلزم الناس فرض الإمامة ، وإنما عليهم أن يتعاطوا الحق بينهم [الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/87)].

 

3- قال القرطبي: ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة ، إلا ما روي عن الأصم ، حيث كان عن الشريعة أصم. وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه [الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (1/264) ط. الثالثة 1386 هـ. دار القلم].

 

4- قال الأستاذ عبد الكريم زيدان: والمقصود بالحكم: الحكم على النهج الإسلامي ، ويدخل فيه بالضرورة وجود الخليفة الذي يقوم بهذا الحكم ، ونقضه يعني التخلي عنه وعدم الالتزام به ، وقد قرن بنقض الصلاة وهي واجبة ، فدلّ على وجوبه [أصول الدعوة لعبد الكريم زيدان (ص 195) ط. ثالثة 1396. مكتبة المنار الإسلامية].

 

5- قال القرطبي رحمه الله تعالى: أجمعت الصحابة بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بين ساعدة في التعيين حتى قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير... قال: فلو كان فرض الإمامة غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها - يقصد ما جرى بينهم من نقاش في مسألة التعيين - ولقال قائل: إنها ليست واجبة لا في قريش ولا في غيرهم فما لتنازعكم وجه ، ولا فائدة في أمر ليس بواجب [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/264) ط. ثالثة 1386 هـ. دار القلم].

 

6- يقول الشهرستاني: ولما قربت وفاة أبي بكر فقال: تشاوروا في هذا الأمر. ثم وصف عمر بصفاته وعهد إليه واستقر الأمر عليه ، وما دار في قلبه ولا في قلب أحد أنه يجوز خلو الأرض من إمام ، ولما قربت وفاة عمر جعل الأمر شورى بين ستة ، وكان الاتفاق على عثمان رضي الله عنه ، وبعد ذلك الاتفاق على علي رضي الله عنه ، فدل ذلك كله على أن الصحابة رضوان الله عليهم ، وهم الصدر الأول كانوا على بكرة أبيهم متفقين على أنه لا بد من إمام... ثم يقول: فلذلك الإجماع على هذا الوجه دليل قاطع على وجوب الإمامة [نهاية الأقدام في علم الكلام للشهرستاني (ص 480). مكتبة المثنى ببغداد].

 

7- ويقول الهيتمي: اعلم أيضًا أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعوا على أن نصب الإمام بعد انقراض زمن النبوة واجب ، بل جعلوه أهم الواجبات حيث اشتغلوا به عن دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة لأحمد بن حجر الهيتمي (ص 7) ط. ثانية 1385 هـ مكتبة القاهرة. مصر].

 

8- ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين إلا بها ، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض. ويقول معللاً ذلك: لأن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة ، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم ، وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة [السياسة الشرعية لابن تيمية (ص 161، 162)].

 

9- قال الماوردي: الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا ، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع وإن شذ عنهم الأصم. [الأحكام السلطانية ص 3].

 

التحليلات

الإحالات

1- عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم المؤلف : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ الناشر : مكتبة الرشد، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة : الثالثة، 1421هـ/2000م (2/504 - 519) .

2- الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها المؤلف : أ.د. وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة الناشر : دار الفكر - سوريَّة – دمشق (8/270،271) .

3- الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة تأليف: عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م .

4- تعدد الخلفاء ووحدة الأمَّة فقهاً وتاريخاً ومستقبلاً المؤلف: الدكتور محمد خلدون أحمد نورس مالكي الناشر: رسالة دكتوراة - قسم الفقه الإسلامي وأصوله / جامعة دمشق عام النشر: 1431 هـ - 2010 م .

5- المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود .

6- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة المؤلف : الندوة العالمية للشباب الإسلامي إشراف وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني الناشر : دار الندوة العالمية (21/1) .

7- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت عدد الأجزاء : 45 جزءا الطبعة : ( من 1404 - 1427 هـ) (6/ - 215192)

8- الأحكام السلطانية للفراء المؤلف : القاضي أبو يعلى ، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء صححه وعلق عليه : محمد حامد الفقي الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، لبنان الطبعة : الثانية ، 1421 هـ - 2000 م .

9- موسوعة الفقه الإسلامي المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م – أحكام الخلافة (5/291) .

10- تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم (أنواعه - شروطه وأسبابه - مراحله وأهدافه) المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي الناشر: مكتبة الصحابة، الشارقة - الإمارات، مكتبة التابعين، مصر – القاهرة الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م (1/531) .

11- السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الناشر : دار المعرفة .