شهادة

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

أولًا: المعنى اللغوي:

 

تدل مادة (ش هـ د) على حضورٍ وعلمٍ وإعلامٍ، يقال: شهد يشهد شهادةً. كما يقال: شهد فلانٌ عند القاضي، إذا بين وأعلم ل‍من الحق وعلى من هو (مقاييس اللغة، ابن فارس:٥٣٩).

 

و"الشهادة خبرٌ قاطعٌ تقول منه: شهد الرجل على كذا، وربما قالوا: شهد الرجل بسكون الهاء. فالشهادة: الإخبار بما شاهده. والشاهد: العالم الذي يبين ما يعلمه ويظهره. والمشاهدة المعاينة، وشهده شهودًا: أي حضره، فهو شاهدٌ، وقومٌ شهودٌ: أي حضورٌ"(لسان العرب:٣-٢٣٩).

 

قال الراغب الأصفهاني: "الشهود والشهادة الحضور مع المشاهدة، إما بالبصر أو البصيرة، وقد يقال للحضور مفردًا. قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)[الأنعام:73]؛ أي: ما يغيب عن حواس الناس وبصائرهم وما يشهدون بهما، ولكن الشهود بالحضور المجرد أولى والشهادة مع المشاهدة أولى"(المفردات؛ للراغب الأصفهاني:٦٨).

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

 

قال الموصلي الشهادة: هي "الإخبار عن أمرٍ حضره الشهود وشاهدوه، إما معاينةً كالأفعال نحو القتل والزنا، أو سماعًا كالعقود والإقرارات"(الاختيار لتعليل المختار؛ للموصلي:٢-٤١٣).

 

وعرفها الرملي بأنها: "إخبار الشخص بحق على غيره بلفظٍ خاص"(نهاية المحتاج؛ للرملي:٨-٢٩٢).

 

وقال البهوتي: "الشهادة: الإخبار بما علمه الشاهد بلفظٍ خاصٍ، كشهدت أو أشهد"(شرح منتهى الإرادات؛ للبهوتي:٣-٥٧٥).

 

فالشهادة إذن إخبارٌ عن علمٍ.

 

العناصر

 

1- أهمية الشهادة

 

2- دور الشهادة في المجتمع

 

3- من حقوق الشهادة وواجباتها

 

4- حكم أداء الشهادة

 

5- الترهيب من شهادة الزور

 

6- الشهادة في الآخرة

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا... شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)[البقرة:23-24].

 

2- قال تعالى: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[البَقَرَة:133].

 

3- قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ)[البقرة:140].

 

4- قال تعالى: (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)[البقرة: 143].

 

5- قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)[ البقرة: 282- 283].

 

6- قال تعالى: (فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى  بِاللَّهِ حَسِيباً)[النساء:6].

 

قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً)[النساء:41].

 

7- قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً)[النساء: 135].

 

8- قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)[المائدة: 8].

 

9- قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ * فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ * ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)[المائدة: 106-108].

 

10- قال تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)[الأنعام:19].

 

11- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)[الأنعام:73].

 

12- قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)[هود:18].

 

13- قال تعالى: (وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) [يوسف:81]

 

(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)[الحج:30].

 

قال تعالى: (وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)[الحج: 78].

 

14- قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[النور:4-9].

 

15- قال تعالى: (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ *وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ * أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)[المعارج:19-35]. 

 

16- قال تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)[يس:65].

 

17- قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر:51].

 

18- قال تعالى: (حَتَّى إِذا مَا جَاؤُوْها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ)[فصلت:20-22].

 

19- قال تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)[الزخرف:19].

 

20- قال تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)[الطلاق:1-2].

 

21- قال تعالى واصفا للمؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ)[المعارج:33].

 

الاحاديث

1- عن أبي الأسود قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر -رضي اللّه عنه- فمرّت جنازة فأثني خيرا، فقال عمر: وجبت. ثمّ مرّ بأخرى فأثني خيرا، فقال عمر وجبت. ثمّ مرّ بالثّالثة فأثني شرّا، فقال: وجبت. فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله اللّه الجنّة". قلنا: وثلاثة قال: "وثلاثة". قلنا: واثنان؟ قال: "واثنان". ثمّ لم نسأله عن الواحد (رواه البخاري:2643).

 

2- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّ أعمى كانت له أمّ ولد تشتم النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر. قال: فلمّا كانت ذات ليلة جعلت تقع في النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وتشتمه فأخذ المغول فوضعه في بطنها، واتّكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطّخت ما هناك بالدّم. فلمّا أصبح ذكر ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجمع النّاس فقال: "أنشد اللّه رجلا فعل ما فعل، لي عليه حقّ، إلّا قام" فقام الأعمى يتخطّى النّاس، وهو يتزلزل حتّى قعد بين يدي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه! أنا صاحبها كانت تشتمك، وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرهم فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللّؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلمّا كانت البارحة، جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتّكأت عليها حتّى قتلتها، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ألا اشهدوا أنّ دمها هدر"(رواه أبو داود:4361، وصححه الألباني).

 

3- عن النّعمان بن بشير -رضي اللّه عنهما- أنّ أمّه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها، فالتوى بها سنة، ثمّ بدا له فقالت: لا أرضى حتّى تشهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي. وأنا يومئذ غلام. فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه! إنّ أمّ هذا، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الّذي وهبت لابنها. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " يا بشير! ألك ولد سوى هذا؟" قال: نعم. فقال: "أكلّهم وهبت له مثل هذا؟" قال: لا، فقال: "فلا تشهدني إذا. فإنّي لا أشهد على جور"(رواه مسلم:1623).

 

4- عن أبي وائل قال: قال عبد اللّه- رضي اللّه عنه-: من حلف على يمين يستحقّ بها مالا وهو فيها فاجر لقي اللّه وهو عليه غضبان، ثمّ أنزل اللّه تصديق ذلك: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا- فقرأ إلى- عَذابٌ أَلِيمٌ)[آل عمران:77]. ثمّ إنّ الأشعث بن قيس خرج إلينا فقال: ما يحدّثكم أبو عبد الرّحمن؟ قال: فحدّثناه، قال: فقال: صدق، لفيّ نزلت، كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر، فاختصمنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "شاهداك أو يمينه"، قلت: إنّه إذن يحلف ولا يبالي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " من حلف على يمين يستحقّ بها مالا وهو فيها فاجر لقي اللّه وهو عليه غضبان"، ثمّ أنزل اللّه تصديق ذلك، ثمّ اقترأ هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا إلى وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (رواه البخاري:2515، ومسلم:138).

 

5- عن سفيان قال: سمعت عمرا قال: كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدّثهما بجالة سنة سبعين- عام حجّ مصعب بن الزّبير بأهل البصرة- عند درج زمزم قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عمّ الأحنف، فأتانا كتاب عمر ابن الخطّاب قبل موته بسنة: فرّقوا بين كلّ ذي محرم من المجوس. ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس. حتّى شهد عبد الرّحمن بن عوف أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخذها من مجوس هجر (رواه البخاري:3156، 3157).

 

6- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- أنّ هذه الآية الّتي في القرآن (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) [الأحزاب: 45] قال في التّوراة: "يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا للأمّيّين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب بالأسواق، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه اللّه حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا"(رواه البخاري:4838).

 

7- عن أبي سعيد -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "يدعى نوح وأمّته، فيقول اللّه تعالى: هل بلّغت؟ فيقول: نعم أي ربّ. فيقول لأمّته هل بلّغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبيّ، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم وأمّته، فنشهد أنّه قد بلّغ وهو قوله جلّ ذكره (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)[البقرة:143]. والوسط العدل"(رواه البخاري:3339).

 

8- عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلاَثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ- أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ"(أخرجه البخاري:2654، ومسلم:88).

 

9- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: "مُـرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ ، قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ"(رواه البخاري:1367، ومسلم:949).

 

10- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، قَالَ: خَيْرُ النّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أقْوامٌ تَسْبِقُ شَهادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ، ويَمِينُهُ شَهادَتَهُ. قالَ إبْراهِيمُ: وكانُوا يَضْرِبُونَنا على الشَّهادَةِ، والعَهْدِ (أخرجه البخاري:٢٦٥٢ واللفظ له، ومسلم:٢٥٣٣).

 

11- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بينَ يدَي السّاعةِ: تسليمُ الخاصَّةِ، و فُشُوُّ التَّجارةِ حتّى تُعينَ المرأةُ زوجَها على التَّجارةِ، و قَطعُ الأرحامِ، و فُشُوُّ القلَمِ، و ظُهورُ الشَّهادةِ بالزُّورِ، وكِتْمانُ شَهادةِ الحقِّ"(رواه البخاري في الأدب المفرد:٨٠١، وصححه الألباني).

 

 

الاثار

1- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "عدلت شهادة الزور بالشرك بالله تعالى"(شعب الإيمان:٤‏-١٧٥٣).

 

2- قال ابن عباس رضي الله عنهما: "شهادة الزور من أكبر الكبائر، وكتمانها كذلك"(تفسير القرآن العظيم سورة البقرة آية 283).

 

3- قال محمد بن الحنفية رحمه الله في قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ): "يعني: شهادة الزور"(تفسير ابن كثير؛ سورة الإسراء الآية 36).

 

4- قال قتادة رحمه الله: "لا تقل رأيت ولم ترَ، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم؛ فإن الله سائلك عن ذلك كله"( تفسير ابن كثير؛ سورة الإسراء الآية 36).

 

5- قال حاتم الأصم: "لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله جل وعلا فلا تحترز"؛ (تاريخ بغداد:8-243).

 

6- عن الحسن قال: "شاهد الزور يضرب شيئاً، ويعرف الناس، ويقال: إن هذا يشهد بزور"(المصنف في الأحاديث والآثار:4-550، رقم:23049).

 

7- عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن قال: قدم رجل من العراق على عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- فقال: جئتك لأمر ما له رأس ولا ذنب، فقال عمر: وما ذاك؟ قال: شهادة الزّور ظهرت بأرضنا، قال: وقد كان ذلك؟ قال: نعم، فقال عمر بن الخطّاب: واللّه لا يؤسر رجل في الإسلام بغير العدول (أخرجه مالك في الموطأ:2-554).

 

8- عن سعيد بن المسيب قال: "قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا فأخرج كبة من شعر قال: ما كنت أرى أحداً يفعل هذا غير اليهود إن النبي -صلى الله عليه وسلم- سماه الزور. يعني الواصلة في الشعر (رواه البخاري:5938).

 

9- عن عبد الله بن عامر قال: "شهدت عمر بن الخطاب أقام شاهد زور عشية في إزار ينكت نفسه"؛ (مصنف عبد الرزاق:8-325، رقم:15388).

 

10- عن الجعد بن ذكوان قال أتي شريح بشاهد زور فنزع عمامته وخفقه خفقات بالدرة وبعث به إلى المسجد يعرفه الناس (مصنف عبد الرزاق:8-326، رقم:15391).

 

القصص

1- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلّفه ألف دينار فقال: ائتنى بالشّهداء أشهدهم، فقال: كفى باللّه شهيدا. قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى باللّه كفيلا. قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمّى فخرج في البحر فقضى حاجته، ثمّ التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الّذي أجّله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثمّ زجّج  موضعها، ثمّ أتى بها إلى البحر فقال: اللّهمّ إنّك تعلم أنّي كنت تسلّفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت: كفى باللّه كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى باللّه شهيدا فرضي بذلك. وإنّي جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الّذي له فلم أقدر، وإنّي أستودعكها. فرمى بها في البحر حتّى ولجت فيه، ثمّ انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرّجل الّذي كان أسلفه ينظر لعلّ مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة الّتي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلمّا نشرها وجد المال والصّحيفة، ثمّ قدم الّذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال: واللّه ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الّذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إليّ بشيء؟ قال: أخبرك أنّي لم أجد مركبا قبل الّذي جئت فيه. قال: فإنّ اللّه قد أدّى عنك الّذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدّينار راشدا"(رواه البخاري:2291).

 

2- أخرج البخاري من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:

 

"شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر رضي الله عنه؛ فعزله واستعمل عليهم عمَّارًا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تُحْسِن تصلي؟!

 

 

 

قال أبو إسحاق: "أمَّا أنا، والله فإني كنت أُصلِّي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أَخْرِمُ عنها؛ أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الآخرين"، قال: "ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق"، فأرسل معه رجلاً - أو رجالاً - إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويُثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عَبْسٍ، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة، يُكنى أبا سَعْدَة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسويَّة، ولا يعدل في القضية، قال سعد: "أمَا والله، لأَدْعُوَنَّ بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياءً وسمعة فأَطِلْ عمره، وأطل فقره، وعَرِّضْه للفتن"، قال عبدالملك: "فأنا رأيته بعدُ قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهنَّ، وكان بَعْدُ إذا سُئِل، يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوةُ سعد"(كشف المشكل لابن الجوزي على صحيح البخاري:1-403).

 

3- عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحيّ من الأنصار، قبل أن يهلكوا. فكان أوّل من لقينا أبا اليسر، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافريّ، وعلى غلامه بردة ومعافريّ، فقال له أبي: يا عمّ، إنّي أرى في وجهك سفعة من غضب. قال: أجل. كان لي على فلان ابن فلان الحراميّ مال. فأتيت أهله فسلّمت. فقلت: ثمّ هو؟ قالوا: لا. فخرج عليّ ابن له جفر، فقلت له: أين أبوك؟ قال: سمع صوتك فدخل أريكة أمّي. فقلت: اخرج إليّ. فقد علمت أين أنت، فخرج. فقلت: ما حملك على أن اختبأت منّي؟ قال: أنا، واللّه أحدّثك. ثمّ لا أكذبك، خشيت، واللّه أن أحدّثك فأكذبك. وأن أعدك فأخلفك. وكنت صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وكنت واللّه معسرا. قال: قلت: آللّه! قال: آللّه!. قلت: آللّه! قال: آللّه. قلت: آللّه! قال: آللّه. قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده. فقال: إن وجدت قضاء فاقضني، وإلّا أنت في حلّ. فأشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ -وَوَضَعَ إصْبَعَيْهِ علَى عَيْنَيْهِ- وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هذا -وَأَشَارَ إلى مَنَاطِ قَلْبِهِ- رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يقولُ: "من أنظر معسرا، أو وضع عنه، أظلّه اللّه في ظلّه"(رواه مسلم:3006).

 

الاشعار

1- قال المتنبي:

لقد أباحك غشاً في معاملة *** من كنت منه بغير الصدق تنتفع

(فيض القدير للمناوي:3-133).

 

2- قال أبو السّريّ:

ما للعُدولِ أراني الله جمعَهُمُ *** في مُطْبقٍ من جحيم النّارِ مَسْعورِ

قومٌ إذا حاربوا كانت أسنّتُهم*** بَثَّ الشَّهادةِ بينَ النَّاسِ بالزورِ

(حماسة الظرفاء للزوزني:1-30).

 

3- قال عبد الصمد المعذل:

وكيف تخشى شهادات يقوم بها *** ثلاثة: شاهدا زور ومجنون

(ديوان عبد الصمد بن المعذل:1-156).

 

متفرقات

1- قال الشيخ أبو بكر الجزائري رحمه الله: إقامة الشهادة بالاعتدال فيها بحيث يؤديها ولا يكتمها ويؤديها قائمة لا اعوجاج فيها لقوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ) (أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري:الخامسة:5-435).

 

2- يقول ابن جرير في تفسيره في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)[النساء:135]: يقول: "قوموا بالقسط لله عند شهادتكم، أو حين شهادتكم (وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ) يقول: ولو كانت شهادتكم على أنفسكم، أو على والديكم أو أقربيكم، فقوموا فيها بالقسط والعدل، وأقيموها على صحتها بأن تقولوا فيها الحق، ولا تميلوا فيها لغني لغناه على فقير، ولا لفقير لفقره على غني فتجوروا، فإن الله سوّى بين حكم الغني والفقير فيما ألزمكم أيها الناس من إقامة الشهادة لكل واحد منهما بالعدل أولى بهما، وأحقّ منكم، لأنه مالكهما، وأولى بهما دونكم، فهو أعلم بما فيه مصلحة كل واحد منهما في ذلك وفي غيره من الأمور كلها منكم، فلذلك أمركم بالتسوية بينهما في الشهادة لهما وعليها (فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ) يقول: فلا تتبعوا أهواء أنفسكم في الميل في شهادتكم إذا قمتم بها، لغني على فقير، أو لفقير على غني إلى أحد الفريقين فتقولوا غير الحق، ولكم قوموا فيه بالقسط، وأدّوا الشهادة على ما أمركم الله بأدائها بالعدل لمن شهدتم عليه وله"().

 

 3- قال ابن كثير في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [النساء:135] قال: "يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط، أي: بالعدل، فلا يعدلوا عنه يميناً ولا شمالاً، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يصرفهم عنه صارف، وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه... (وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ) أي: أشهد الحق ولو عاد ضررها عليك، وإذا سئلت عن الأمر فقل الحق فيه، وإن كان مضرة عليك، فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجاً ومخرجاً من كل أمر يضيق عليه. وقوله: (أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) أي: وإن كانت الشهادة على والديك وقرابتك، فلا تراعهم فيها، بل أشهد بالحق، وإن عاد ضررها عليهم، فإن الحق حاكم على كل أحد، وهو مقدم على كل أحد"()..

 

4- قال ابن كثير: "إن شهادة الزور من الفواحش المنهي عنها، وذلك في قوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)"[الأعراف: 33].

 

5- قال الذهبي: " إن شاهد الزور قد ارتكب عظائم:

أحدها: الكذب والافتراء.

 

ثانيها: أنه ظلَمَ الذي شهد عليه حتى أخذ بشهادته مالَه وعرضه، وروحه (أحيانًا).

 

ثالثها: أنه ظلم الذي شهد له بأن ساق إليه المال الحرام، فأخذه بشهادته، فوجبت له النار؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن قضيت له من مال أخيه بغير حق، فلا يأخذه؛ فإنما أقطع له قطعة من النار".

 

رابعها: أنه أباح ما حرَّم الله تعالى وعصمه من المال والدم والعرض"(الكبائر:79).

 

7- نقل ابن حجر الهيتمي عن بعض السلف أنه قال: "إذا كان الشاهد كاذباً، تأثَّم ثلاثة آثام، إثم المعصية، وإثم إعانة الظالم، وإثم خذلان المظلوم"(الزواجر عن اقتراف الكبائر:2-883).

 

8- قال القرطبي: "كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يجلد شاهد الزور أربعين جلدة، ويسخم وجهه، ويحلق رأسه، ويطوف به في السوق. وقال أكثر أهل العلم: ولا تقبل له شهادة أبدا، وإن تاب وحسنت حاله فأمره إلى الله"(تفسير القرطبي سورة الفرقان آية 72).

 

9- قال القرطبي: "شهادة الزور: هي الشهادة بالكذب؛ ليتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس، أو أخذ مالٍ، أو تحليل حرامٍ، أو تحريم حلال"(فتح الباري:5-426).

 

10- قال ابن حجر: "وضابطُ الزور هو وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها"(فتح الباري:5-426).

 

11- قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)[الفرقان:72]، وأصل الزور تحسين الشيء ووصفه بخلاف صفته، حتى يُخيَّل إلى مَن يسمعه أو يراه أنَّه خلاف ما هو عليه، ويدخل فيه الغِناء؛ لأنه أيضًا مما يحسِّنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامِعُهُ سماعه، والكذب أيضًا قد يدخل فيه لتحسين صاحبه إياه، حتى يظن صاحبه أنه حق، فكل ذلك يدخل في معنى الزور"(جامع البيان:19-31).

 

12- قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ): "(مِن) هنا لبيان الجنس؛ أي: اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان، وقرن الشرك بقول الزور كقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[الأعراف:33]، ومنه شهادة الزور"(تفسير ابن كثير:3-229).

 

13- قال ابن حجر الهيتمي: "شهادة الزور وقبولها كلاهما من الكبائر، وحكى بعضهم الإجماع على أن شهادة الزور كبيرة، ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيرًا، فضلاً عن هذه المفسدة القبيحة الشنيعة جدًّا"(الزواجر:335).

 

14- قال ابن عند قول أبي بكرة: "وكان مُتَّكئًا فجلس": يشعر بأنه اهتم بذلك حتى جلس بعد أن كان مُتَّكئًا، ويفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعِظَم قبحه، وسبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أسهل وقوعًا بين الناس، والتهاون بها أكثر، فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم، والعقوق يصرف عنه الطبع، وأما الزور فالحوامل عليه كثيرة؛ كالعداوة والحسد وغيرهما، فاحتيج إلى الاهتمام بتعظيمه، وليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها من الإشراك قطعًا؛ بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد، بخلاف الشرك، فإن مفسدته قاصرة غالبًا"(فتح الباري:5-263).

 

15- قال ابن سعدي: "يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا (قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ). والقوام صيغة مبالغة، أي: كونوا في كل أحوالكم، قائمين بالقسط في حقوق الله، أن لا يستعان بنعمه على معصيته، بل تصرف في طاعته. والقسط في حقوق الآدميين، أن تؤدى جميع الحقوق التي عليك، كما تطلب حقوقك. فتؤدى النفقات الواجبة، والديون، وتعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، من الأخلاق والمكافأة، وغير ذلك. ومن أعظم أنواع القسط، القسط في المقالات والقائلين. فلا يحكم لأحد القولين، أو أحد المتنازعين، لانتسابه أو ميله لأحدهما"(تيسير الكريم الرحمن).

 

16- قال مصطفى العدوي في تفسير قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ) [الطلاق:2]: "أي أنتم يا شهود عليكم إقامة الشهادة لا لعرض من أعراض الدنيا ولا لثناء، ولكن الشهادة تقام لله، ولذلك يقول العلماء في الشهادة على وجه الخصوص: كما أن فيها حقاً للعبد ففيها حق لله سبحانه. وشأن الشهادات بصفة عامة يقول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ)[النساء:135] أي: شهادتكم لله (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا)[النساء:135] فلا تشهد لفقير لكونه فقيراً فتقول: هذا ضعيف أشهد له. ولا تشهد لغني لكونه غنياً سوف يعطيك، بل الشهادة تقام على وجهها لله، ولا تراعى فيها العواطف، يقول الله: (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا)[النساء:135] فالله أرحم بهما منكم؛ ليس عليك إلا أن تقيم الشهادة.

 

17- قال الشافعي رضي الله عنه: "وإن كانت عليه شهادة فعليه أن يجيب، فإن فعل خرج من اعتكافه". قال الماوردي: وهذه المسألة ونظائرها مصورة في اعتكاف وجب متتابعا، فإذا اعتكف الشاهد، ثم دعي لإقامة الشهادة فله حالان: أحدهما: أن لا يتعين عليه إقامتها لوجود غيره من الشهود فهذا ممنوع من الخروج، فإن خرج بطل اعتكافه ولزمه استئنافه. والحالة الثانية : أن يتعين عليه إقامة الشهادة لعدم غيره من الشهود، فهذا مأمور بالخروج، لإقامتها لقوله تعالى: (وأقيموا الشهادة لله) فإذا خرج لم يخل حاله من أحد أمرين، إما أن يكون قد تحمل الشهادة مضطرا، أو مختارا، فإن تحملها مختارا بطل اعتكافه بخروجه ؛ لأن في اختياره للتحمل اختيارا للخروج وقت الأداء وإن تحملها مضطرا لعدم غيره لم يبطل اعتكافه بخروجه فإذا أعاد بنى عليه؛ لأنه خرج لأمر تعين عليه في الطرفين، بلا اختيار منه، فصار كالخارج للغائط والبول، وقال أصحابنا البصريون فيها وجهان: أحدهما : اعتكافه جائز لما ذكرنا . والثاني: باطل؛ لأنه وإن تعين عليه الأداء، فليس يتعين عليه الخروج؛ لأن القاضي قد يجيء إليه ويسمع شهادته (الحاوي في فقه الشافعي للماوردي:3-497).

 

18- يقول العز بن عبد السلام: "وأما الشهود على هذه الجرائم، فإن تعلق بها حقوق العباد لزمهم أن يشهدوا بها وأن يعرفوا بها أربابها وإن كانت زواجرها حقا محضا لله فإن كانت المصلحة في إقامة الشهادة بها، فيشهدوا بها مثل أن يطلعوا من إنسان على تكرر الزنى والسرقة والإدمان على شرب الخمور وإتيان الذكور فالأولى أن يشهدوا عليه دفعا لهذه المفاسد، وإن كانت المصلحة في الستر عليه مثل زلة من هذه الزلات تقع ندرة من ذوي الهيئات ثم يقلع عنها ويتوب منها فالأولى أن لا يشهدوا لقوله صلى الله عليه وسلم لهزال : يا هزال لو سترته بردائك كان خيرا لك حديث : "يا هزال لو سترته بردائك كان خير لك"(أخرجه مالك في الموطأ:2-281 مرسلا، ووصله أبو داود:4-541 من حديث هزال، وفيه مقال وله طريق آخر عند أبي داود كذلك يتقوى به). وحديث: "وأقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم"(أخرجه أبو داود: ٤٣٧٥، وصححه الألباني). وحديث: "من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة"(أخرجه الترمذي:١٤٢٥) (انظر قواعد الأحكام في مصالح الأنام:1/186-190).

 

الإحالات

1- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المؤلف : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري الناشر : مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة : الخامسة، 1424هـ/2003م سورة المعارج (5/435) .

2- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (2/598- 28/279) .

3- جامع البيان في تأويل القرآن المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، المحقق : أحمد محمد شاكر الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م .

4- شرح السنة ـ للإمام البغوى المؤلف : الحسين بن مسعود البغوي دار النشر : المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403هـ - 1983م الطبعة : الثانية تحقيق : شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش (10/137- 142) .

5- عمدة القاري شرح صحيح البخاري المؤلف : بدر الدين العيني الحنفي (20/219) .

6- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (12/142، 471- 19/254) .

7- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية المؤلف : أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية المحقق : نايف بن أحمد الحمد دار النشر : دار عالم الفوائد البلد : مكة المكرمة الطبعة : الأولى سنة الطبع : 1428هـ (1/73) .

8- المحلى المؤلف : أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع (11/145) .

9- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت .

10- التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي المؤلف : عبد القادر عودة الناشر : دار الكتب العلمية (3/459) .

11- المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني المؤلف : عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد الناشر : دار الفكر – بيروت الطبعة الأولى ، 1405(11/415) .

12- قواعد الأحكام في مصالح الأنام تأليف: أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي 660 هـ دراسة وتحقيق: محمود بن التلاميد الشنقيطي الناشر: دار المعارف بيروت – لبنان (1/206) .

13- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (2/474) .

14- احكام الشهادة وعقوبة شاهد الزور في الإسلام؛ لحسين محمد الربابعة.