إعاقة

2022-10-11 - 1444/03/15

اقتباس

إعاقة

التعريف

إعاقة لغة: عَاقَهُ عن الشيءِ عَوْقًا: منعه منه وشغله عنه، فهو عائق. وعوائقُ الدهر: شواغلُهُ وأَحداثه (المعجم الوسيط: عاق). "إعاقة مفرد: 1- مصدر أعاقَ. 2- ضرر يصيب أحد الأشخاص ينتج عنه اعتلال بأحد الأعضاء أو عجز كلّيّ أو جزئيّ"(معجم اللغة العربية المعاصرة؛ المؤلف: أحمد مختار عمر). تعرف بأنها "معاناة كل فرد نتيجة عوامل وراثية أو بيئية من قصور جسمي أو عقلي تترتب عليه آثار اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية تحول بينه وبين تعلم أو أداء بعض العمليات العقلية أو الحسية، التي يؤديها الفرد العادي بدرجة كافية من المهارة والنجاح"(رعاية المعاقين في الفكر التربوي؛ لرائد محمد أبو الكاس.. ص: 29).

العناصر

1- اهتمام الشريعة بالمعاقين وإعطاؤهم حقوقهم   2- مراعاة الشريعة للمعاقين في التكليف   3- اجتناب طرق حصول الإعاقة   4- فضل الصبر على البلاء وثمرته   5- نماذج ممن اهتموا بالمعاقين   6- نماذج لمعاقين أصحاب همم عالية   7- عناية الدولة بالمعاقين

الايات

1- قال الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)[البقرة: 184].   2- قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة:216].   3- قال الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة:286].   4- قال الله تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)[آل عمران: 97].   5- قال الله تعالى: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبً)[النساء:5-6].   6- قال الله تعالى: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء:19].   7- قال الله تعالى: (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ)[النساء:95].   8- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون)[الأعراف:179].   9- قال الله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) [التوبة:91].   10- قال الله تعالى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُّعْرِضُونَ)[الأنفال:22-23].   11- قال الله تعالى: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)[هود:24].   12- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[الإسراء:70].   13- قال الله تعالى: (وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا)[الكهف:100-101].   14- قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى)[طه:25-36].   15- قال الله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج:46].   16- قال الله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[النور:61].   17- قال الله تعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)[الفرقان:43-44].   18- قال الله تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ)[القصص:34].   19- قال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا)[الفتح:16-17].   20- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)[الحجرات:11].   21- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13].   22- قال الله تعالى: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)[الذاريات:19].   23- قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)[الحديد:22-23].   24- قال الله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا أنها تَذْكِرَةٌ)[سورة عبس:1-11].    

الاحاديث

1- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر"(رواه أبو داود:٤٣٩٨، واللفظ له، وأحمد:٢٤٧٣٨، وصححه الألباني).   2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"(رواه مسلم:٢٦٦٤).   3- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه"(رواه البخاري:5641).     4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"(رواه الترمذي:2399، واللفظ له، وأحمد:7859، وصححه الألباني)   5- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"(رواه البخاري:6011، ومسلم:2586، واللفظ له).   6- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله، والجهاد في سبيله" قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: "أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا" قال قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعا أو تصنع لأخرق".. الحديث"(رواه البخاري:2518، ومسلم:84، واللفظ له).   7- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لما نزلت: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ادعوا فلانا". فجاءه ومعه الدواة واللوح، أو الكتف، فقال: "اكتب: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) . وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير، فنزلت مكانها: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله)"(أخرجه البخاري:4594، واللفظ له، ومسلم:1898).   8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" وأشار بأصابعه إلى صدره(رواه البخاري:٦٠٦٤ مختصراً، ومسلم:٢٥٦٤، واللفظ له).   9- عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: "صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب"(رواه البخاري:1117).   10- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة" يريد: عينيه (رواه البخاري:5653).   11- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط"(رواه الترمذي:2396، وابن ماجه:٤٠٣١، وحسنه الألباني).     12- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الرجلُ على حسبِ وفي روايةٍ: قدْرِ دِينِه، فإن كان دِينُه صلبًا اشتدَّ بلاؤُه، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ، ابتُلِيَ على حسبِ دِينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركُه يمشي على الأرضِ ما عليه خطيئةٌ"(أخرجه الترمذي:٢٣٩٨، وأحمد:١٤٩٤، وقال الألباني: إسناده جيد).   13- عن اللجلاج بن حكيم السلمي والد خالد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغهَا بعملهِ ابتلاهُ اللهٌ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ تعالى"(رواه أبو داود:٣٠٩٠، وصححه الألباني).   14- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء"(رواه الترمذي:3432، وصححه الألباني).   15- عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك". فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها (رواه البخاري:٥٦٥٢، ومسلم:٢٥٧٦).   16- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه"(رواه البخاري:٦٠٦٤ مختصراً، ومسلم:٢٥٦٤، واللفظ له).   17- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن" أو قال: "حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم" وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى، لا يؤذن حتى يقول له الناس: أصبحت (رواه البخاري:2656).   18- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: استُخْلِف ابنُ أمِّ مكتومٍ على المدينةِ مرتينِ يُصلِّي بهم وهو أعمَى (أخرجه أبو داود:٢٩٣١، وأحمد:١٣٠٢٣ واللفظ له، وقال الألباني في إرواء الغليل ٢-٣١١: إسناده حسن).   19- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة "التمس لنا غلاما من غلمانكم يخدمني" فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل فكنت أسمعه يكثر أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال"(رواه البخاري:6363 واللفظ له، ومسلم:١٣٦٥).   20- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام"(رواه أبو داود:1554، وأحمد:13027، وصححه الألباني).   21- عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ابغوني الضعيف، فإنكم إنما ترزقون، وتنصرون بضعفائكم"(رواه النسائي:3179، وصححه الألباني).   22- عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلُّكم على أهلِ الجنةِ؟ كلُّ ضعيفٍ متضعفٍ، لو أقسمَ على اللهِ لأبَرَّهُ، وأهلُ النارِ: كلُّ جوَّاظٍ عُتُلٍّ مستكبرٍ"(رواه البخاري:٦٦٥٧).   23- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّى أحدكم للناسِ فليُخَفِّفْ، فإنَّهُ منهمُ الضعيفُ والسقيمُ والكبيرُ"(رواه البخاري:٧٠٣، ومسلم:٤٦٧).   24- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قُدِّست أمَّةٌ لا يأخذُ الضَّعيفُ فيها حقَّهُ غيرَ متَعتَعٍ"(رواه ابن ماجه:٢٤٢٦، والبزار في الأحكام الشرعية الكبرى:٣-٢١٠، وصححه الألباني).  

الاثار

1- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما أغبط أحداً لم يصبه في هذا الأمر بلاء"( المحن؛ لأبي العرب التميمي ص:283).   2- قال مسروق الوادعي رحمه الله: "إن أهل البلاء في الدنيا إذا لبثوا على بلائهم في الآخرة إن أحدهم ليتمنى أن جلده كان قرض بالمقاريض"(المحن؛ لأبي العرب التميمي ص:283).   3- قال إبراهيم المغربي -وقد رفسته بغلة فكسرت رجله- قال: "لولا مصائب الدنيا لقدمنا على الله مفاليس"(حلية الأولياء: رقم 15257).  

القصص

1- عن ابن أبي ليلى، أن ابن أم مكتوم قال : أي رب، أنزل عذري . فأنزلت (غير أولي الضرر) فكان بعد يغزو ويقول : ادفعوا إلي اللواء، فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفين (سير أعلام النبلاء:1-364).   2- قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار، عن أشياخ من بني سلمة: أن عمرو بن الجموح كان رجلا أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد، يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له : إن الله عز وجل: قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه، والخروج معك فيه . فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة فخرج معه فقتل يوم أحد"(السيرة النبوية لابن هشام:90-91).   3- الصحابي الجليل ربعي بن عامر -رضي الله عنه-، كان يجد صعوبة في المشي من شدة العرج، ولكنه كان مفاوضا بارعا حين أرسله سعد بن أبي وقاص إلى قائد الفرس رستم، فتحداه وهو في قصره الإمبراطوري، وقال له قولته الشهيرة: "جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد".   عن يحيى بن عبد الله الأوزاعي أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه خرج في سواد الليل، فرآه طلحة، فذهب عمر، فدخل، ثم دخل بيتا آخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها : ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ قالت : إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى، فقال عمر: "ثكلتك أمك يا طلحة! أعثرات عمر تتبع؟"(حلية الأولياء؛ رقم:109).   4- قال ابن كثير رحمه الله: "سمعت بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج، ثم عمي، وكان ثقة، فقيها، عالما، كثير الحديث"(سير أعلام النبلاء:5-80).   5- قال بعضُ أهل العلم: "كنا في جنازة وحضرها شيخ يقال له: أبو بكر الضرير، وبين يَدي الجنازةِ صبيان يبكون ويقولون: من لنا بعدك يا أبة؟ فلما سمعهم أبو بكر يقولون ذلك، قال: الذي كان لأبي بكر الضرير! فسألتُه عن سبب ذلك؟ فقال: كان أبي من فقراء المسلمين وكان يبيع الخزف، وكانت لي أختٌ أَسنّ منّي، وكنتُ قد أُتِيَ عليّ في بصري، فانتبهتُ ليلة فسمعت أبي يقول لأمي: أنا شيخٌ كبير! وأنت أيضًا قد كبرتِ وضعفتِ! وقد قربَ منّا ما بَعُد، وهذه الصبيّة تَعيش بصحّة جسمها وتخدِم الناس، وهذا الصبيّ ضرير! قطعة لحم، ليت شعري! ما يكون منه؟ ثم بَكَيا وداما على ذلك وقتًا طويلًا من الليل، فأحزَنَا قلبي، فأصبحتُ ومضيتُ إلى المكتب -على عادتي- فما لبثتُ إلا يسيرًا إذ جاء غلامٌ للخليفة، فقال للمعلِّم: السيدةُ تسلّم عليك، وتقول لك: قد أقبل شهرُ رمضان، وأريدُ منك صبيًا دون البلوغ، حسنَ القراءة، طيبَ الصوت، يصلي بنا التراويح. فقال: عندي مَن هذه صفتُه، وهو مكفوف البصر، ثم أمرني بالقيام معه، فأخذ الرسولُ بيدي وسِرْنا حتى وصلنا الدارَ، فاستأذنَ لي، فأذنتْ السيدةُ لي بالدخول، فدخلتُ وسلّمت، واستفتحتُ وقرأتُ، بسم الله الرحمن الرحيم، فبكتْ، واسترسلتُ في القراءة، فزاد بكاؤها، وقالت: ما سمعتُ قط مثل هذه التلاوة، فرقّ قلبي، فبكيتُ، فسألتني عن سبب ذلك؟ فأخبرتها بما سمعت من أبي؛ فقالت: يا بني! يكون ذلك ممّن لم يكن في حساب أبيك، ثم أمرتْ لي بألف دينار، فقالت: هذه يتّجر بها أبوك، ويجهّز أختَك، وقد أمرتُ لك بإجراء ثلاثين دينارًا في كل شهر، إدرارًا، وأمرتْ لي بكسوة وبغلة مسرّجةٍ ملجّمة، وسرج محلي، فهو سبب قولي جوابًا للصبيان عند ما قالوا: من لنا بعدك يا أبه"(نكث الهميان في نكت العميان؛ ص:32).   6- قال الشيخ د. محمد بن عبدالرحمن العريفي: "رأيت بنفسي في أحد مراكز تأهيل المعاقين شابا عنده إعاقة شديدة، وإذا هو يتكلم اللغة الإنجليزية، ربما أكثر من أهلها، ورأيت عنده القاموس العربي الإنجليزي، ويحفظه حفظاً تاماً وعلى سريره، وهذا القاموس معه في كل لحظة يحفظه حفظاً تاماً كما يحفظ اسمه، هذا عنده قدرات، وزرته بعدها بأشهر فلم أجده، فقالوا: إنه خرج وتوظف في إحدى الشركات"(خطبة: تربية طفل التوحد).    

الاشعار

1- قال أحد ذوى الاحتياجات الخاصة: قلبـي يـدق وللمعالـي يبصـر *** لا تجرحوا الإحساس فيّ وتكسروا لا تنعتوني بالمعاق فإنني *** أصبو الى العلياء دوما أبحر سأشق صدر الليل فـي ظلمائـه *** بعزيـمـة جنباتـهـا تتـهـدر ليس الإعاقة أرجلي أو راحتي *** إن الإعاقة من بذا يتذمر ليس الإعاقة أرجلي أو وراحتـي *** إن الإعاقـة مـن بـذا يتذمـر سأصارع الموت الـزؤام لأننـي *** أبصرت نور الفجر دوما يظهـر كفّوا وسيروا جانبا فـي جانبـي *** كفّوا عن التأنيب لا لا تسخـروا أنا مثلكم لـي خافـق ومشاعـر *** ولي ابتهال من عيـون تبصـر فأنـا المعـاق نعتمونـي هكـذا *** من قـال أنـي بالإعاقة أكفـر أقسمت أن أحيـا حيـاة ملؤهـا *** عبق الزهور بها يحـف وينشـر شكرا لـرب العالميـن وفضلـه *** شكـرا لـرب غيـره لا أشكـر   2- قال أحدهم: قالوا معاق فلا دنيا يزينها *** ولا يرى من عيون الحزن والنظر وليس يسمع من نشواي يطربه *** ولا ارتقى فوق أقدام عن الخطر ولا يسير على الأقدام منطلقا *** نحو الملاعن يزهو شاخص البصر ولا تلذذ بالأسفار يقطعها *** شرقا وغربا يُقَضِّي شهوة الوطر قلت المعاق الذي بالعين تبصره *** يخالف الله في سر وفي جهر إن المعاق الذي يسعى لخائنة *** من المآثم أضحى حائر الفِكَر إن المعاق الذي يسعى بلا هدف *** يسعى كسعي قطيع الشاء والبقر إن الإعاقة يا من جئت تسألني *** في ظلمة القلب بين الفسق والكفر   3- قال ناصر بن مسفر الزهراني: قالوا بلا بصر يمشي فقلت لهم *** عمى البصيرة أقوى من عمى البصرِ إن العمى أن ترى النهج القويم فلا *** تمشي إليه وتبقى حائر الفكرِ إن العمى أن يعيش القلب في شُبَهٍ *** كظلمة الليل في غيٍ وفي نكرِ إن العمى أن ترى الإنسان مظلمة *** حياته عاش بين الكأس والوترِ إن العمى أن ترى العينين مبصرة *** لكنها من هدى الباري بلا بصرِ وانظر عماية من ضلوا وما انتفعوا *** بأعين ماثلتها أعين البقرِ عين ترى كل ما في الأرض وامتنعت *** من نور خالقها يا خيبة النظرِ ليس التقى مظهراً أو حسن هندمة *** وليس في أعين فتانة الحَوَرِ إن التقى أن يعيش القلب ممتلئاً *** بنور مولاه يأبى ظلمة الخَوَرِ وأفضل الناس عند الله أعظمهم *** تقوى فما قيمة الأشكال والصورِ قد عاتب الله خير الناس في رجل *** أعمى وخلده في الآي والسورِ وكم إمام لنا قد كان ذا ضرر *** في أول العمر أو في آخر العمرِ كان ابن عباس أعمى وهو عالمنا *** وترجمان الهدى فاسأل عن القمر قتادة وعطاء سادة النجب *** والترمذي الذي قد ساد في الأثر والعكبري وأبو حيان والذهبي *** والشاطبي الذي قد جاء بالدرر وذو المصنف فانظر في مصنفه *** لهو ابن حنبل كم يلتذ بالسفر أئمةٌ كثرٌ لم يحصهم قلمي *** وجف عن ذكر أمجاد لهم حبري وانظر لباز التقى والعلم تبصره *** بدون عينين قد أربى على البشر عبد العزيز الذي تهفوا النفوس له *** وتشتري نظرة في وجهه النَّضِر كالبحر في علمه السامي وذو خلق *** كالمسك كالعنبر الفواح كالزَهَر وقبله ابن حميد فارس بطل *** مضى وسيرته من أطيب السير أنار بالعلم أنحاء الديار وما *** حال الـ ـعمى دون حسن الرأي والفكر رأى بنور الهدى ما غاب عن مقل النور للقلب ليس النور للبصر فرحمة يا إماماً عاملاً ورضاً *** يغشاك يا طيب الأنفاس والأثر إن كنت فارقتنا جسماً فما برحت *** روح التقى والهدى معطاءة الثمر ما مات من خلف الأبطال قد نهلوا *** من حسن تأديبهم من منهل عطر وقبلهم شيخهم مفتي الديار فهم *** مثل النجوم وذاك الشيخ كالقمر ذاك الهزبر إذا ما صال صولته *** رأيت أعداء دين الله كالهرر شيخ أبي قوي في مبادئه *** وكل زيف وضعف فهو منه بري انظر فتاوى التقى ما كان يصدرها *** ممزوجة بانهزام النفس والخدر أئمة صبروا بالعلم واشتهروا *** ما ردهم ضرر عن قمة الظفر الطيب معدنهم والنصح ديدنهم *** نعم الرجال فهم فخر لمفتخر بشرى لمن عاش والقرآن قائده *** يمشي به في دروب الخير والظفر يا أمة غفلت عن درب عزتها *** ما بالها انغمست في الوحل والمدر يجدُّ أعداؤنا في دعم باطلهم *** ويبذلون ملاييناً بلا حذر حتى عمى العين نالوا منه بغيتهم *** بموفد بثياب الرفق مستتر الرفق ظاهرهم والمكر مبدؤهم *** أحفاد نقفور كلب الروم والتتر يعالجون عمى العينين كي يصلوا *** إلى عمى القلب يا للمبدأ القذر كم أدمغ غسلوا كم درهم بذلوا *** وهم وما بذلوا في أمهم سقر

متفرقات

1- قال القرطبي عند قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)[النور:61] قال: "إن الله رَفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر، وعن الأعرج فيما يشترط فيه التكليف من المشي، وما يتعذر مِن الأفعال مع وجود العرج، وعن المريض فيما يؤثر في إسقاطه؛ كالصوم وشروط الصلاة وأركانها والجهاد"(تفسير أحكام القرآن).   2- قال الطبري في قوله تعالى: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُون)[النحل:53]. قال: "ما يكن بكم فـي أبدانكم أيها الناس من عافـية وصحة وسلامة وفـي أموالكم من نماء؛ فالله المنعم عليكم بذلك لا غيره؛ لأن ذلك إليه وبيده. (ثُمَّ إذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ) يقول: إذا أصابكم فـي أبدانكم سَقَم ومرض وعلة عارضة وشدّة من عيش، (فإلَـيْهِ تَـجْأَرُونَ) يقول: فإلـى الله تصرخون بـالدعاء وتستغيثون به، لـيكشف ذلك عنكم".   3- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)[ الفرقان:44] قال: " وانتقل في صفة حالهم إلى ما هو أشد من حال الأنعام بأنهم أضل سبيلا من الأنعام . وضلال السبيل عدم الاهتداء للمقصود ؛ لأن الأنعام تفقه بعض ما تسمعه من أصوات الزجر ونحوها من رعاتها وسائقيها وهؤلاء لا يفقهون شيئا من أصوات مرشدهم وسائسهم وهو الرسول عليه الصلاة والسلام"(التحرير والتنوير).   4- قال الخطيب الشربيني عند قوله تعالى: (وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا)[المائدة:71] قال: "(فَعَمُوا) أي: عن الحق فلم يبصروه وهذا العمى هو الذي لا عمى في الحقيقة سواه وهو انطماس البصائر (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج:46](تفسير السراج المنير).   5- قال ابن قتيبة عند قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ)[النور:61]: "كان المسلمون في صدر الإسلام حين أُمِروا بالنصيحة، ونُهُوا عن الخيانة، وأُنزِل عليهم: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ)[البقرة: 188]؛ أي: لا يأكل بعضكم مال بعض بغير حق - أَدقُّوا النظر، وأَفرَطوا في التوقِّي، وترَك بعضُهم مؤاكلةَ بعض، فكان الأعمى لا يؤاكِل الناس؛ لأنه لا يبصر الطعام، فيَخاف أن يُستأثَر، ولا يؤاكله الناس؛ يخافون لضرره أن يَقْصُر، وكان الأعرج يتوقَّى ذلك؛ لأنه يحتاج لزمانته إلى أن يَتفسَّح في مجلسه، ويأخذ أكثر من موضعه، ويخاف الناسُ أن يسبقوه لضعفه، وكان المريض يخاف أن يُفسد على الناس طعامهم بأمور قد تعتري مع المرض، مِن رائحة تتغير، أو جرح يَبِضُّ، أو أنف يَذِنُّ، أو بول يَسْلَس، وأشباه ذلك؛ فأنزل الله تبارك وتعالى: ليس على هؤلاء جناح في مؤاكلة الناس"(تأويل مشكل القرآن).   6- قال أبو حيان عند قوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى..) [التوبة: 91] قال: "والمريض من عرض له المرض، أو كان زمِناً، ويدخل فيه العَمى والعَرَج"(تفسير البحر المحيط).   7- قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في سورة عبس: "كان صلى الله عليه وسلم حَريصاً على هدايةِ الخَلقِ؛ فَمَالَ إلى رَجُلٍ من الأَغنياءِ وأَصغَى إليهِ وَصَدَّ عن الأَعمَى الفَقِيرِ؛ رَجَاءَ هِدايَةِ الغَنِيِّ، وَطَمَعَاً في تَزكِيَتِهِ، فَعاتَبَهُ اللهُ بهذا العِتَابِ الَّلطِيفِ، ثُمَّ ذَكَّرَهُ بِفَائِدَةِ الإقبَالِ على الأَعمى؛ فَلَعَلَّهُ يَتَطَهَّرُ عن الأَخلاقِ الرَّذِيلَةِ، وَيَتَّصِفُ بالأَخلاقِ الجَمِيلةِ، أَوْ يَتَذَكَّرُ فَينفَعُهُ العمَلُ! وهذهِ فَائِدَةٌ كَبِيرةٌ؛ فَإِقبَالُك على مَنْ جَاءَ بِنفسِهِ مُفتِقِرَاً لِذلِكَ هو الأَليَقُ الواجبُ، وأَمَّا بَحثُكَ عن المُستَغِني فَإِنَّهُ لا يَنبَغِي لَكَ؛ فَلستَ بِمُحَاسَبٍ على مَا عَمِلَهُ من الشَّرِّ.   وهنا قَاعِدَةٌ شرعِيَّةٌ مَشهُورَةٌ أنَّهُ: لا يُترَكُ أَمرٌ مَعلُومٌ لأَمْرٍ مَوهُومِ، ولا مَصلَحةٌ مُتَحَقِّقَةٌ لِمصلَحَةٍ مُتَوَهَّمَةٌ"(تفسير الكريم الرحمن).   8- قال أهلُ العلم: "لا ينبَغي الاستهانةُ بشأن الضعفاءِ والعاجِزِين في أمورِ الجهادِ والنُّصرة، ولا في مواردِ الرزقِ والمكاسب"(خطبة: الرحمة بالضعفاء والفقراء؛ د. صالح ابن حميد).   9- قال الدكتور وليد فتيحي: "إنَّ الألم في جسد الإنسان يتجاوب مع نظرتنا إليه، فكأن الألم يتغذى على إحساسنا به، فكلما قال أحدنا في نفسه: "أنا أتألم"، يزداد إحساس الدماغ بالألم، وينصح الدكتور أنه بدلًا من تغذية ألمنا أننا كلما تذكرنا كلمة "ألم" نتذكر قول الله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)[الشرح:1]، ونُذكِّر أنفسنا بالنعم التي أكرمنا الله تعالى بها، ألم يَهدِك الله وآخرون في الضلال تائهون؟ ألم يرزقك الله؟ ألم..؟ ألم...؟ هذا التأمل والتفكير يُحوِّل المنع إلى عطاء، والمحنة إلى منحة، ولعل هذا التفكير الإيجابي هو الذي أعان الصحابي الجليل عروة بن الزبير الذي قُطعَت رجلُه وتُوفِّي أحد أبنائه في نفس اليوم - على أن يقول: "اللهم لك الحمد، كان لي أطرافٌ أربعة فأخذتَ واحدًا، وكان لي أولاد سبعة فأخذت واحدًا، ولئن كنتَ أخذتَ فقد أبقيتَ، وإن كنتَ قد ابتليتَ فلطالما عافيتَ، فلك الحمد على ما أخذتَ وعلى ما عافيتَ"(برنامج: ومحياي.. حول موضوع الألم).   10- قال باباه ولد التراد: "الإعاقة في نظَر الإسلام هي وصف لمَن لم يستعمل حواسه وجوارحه في الوصول إلى الله تعالى والإيمان به، وليس من ابتُلي بإعاقة عقلية أو سمعية أو بصرية"(مقال: تأهيل ودمج "المعوقين" أولى من شفقة كل المانحين؛ المصدر: أقلام).   11- قالت سجى رياض صالح: "كن رفيقًا في اختيارك لكلماتك في وصف الشخص المعاق، تذكَّر أنه شخص وإنسان أو طفل؛ فلا تقل: "طفل منغولي" أو "طفل مُتوحِّد" أو "رجل أعمى" أو "امرأة طَرشَاء"، وإنما قل: "طفل مصاب بالمنغولي"، و"طفل مصاب بالتوحُّد"، و"شخص مصاب بفقد البصر"؛ فرُب كلمة عطوفة تَجبُر بها خاطرًا وترفع بها همةً"(مقال: تأملات قرآنية: الإعاقة في ظل الإسلام؛ المصدر: الألوكة).   12- قالت سجى رياض صالح: "لا أحد معصوم من بلاء الإعاقة بكل أشكالها؛ فلَطالما أصبح أشخاص يمشُون انتهَوا على الأسِرَّة البيضاء مع نهاية النهار، أو مَن أصبَح سليمًا في عقله فإذا به يُبتلَى بأمور نفسية أو عصبية أو عقلية تؤثِّر على يومه وحياته"(مقال: تأملات قرآنية: الإعاقة في ظل الإسلام؛ المصدر: الألوكة).   13- قال الشيخ د. عمر المقبل: "ثمة مَلحظٌ يُبصره أهلُ الإيمان، الذين قرأوا القرآن، وتدَّبَروه، حين يقرأون قوله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَ‌هُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ)[البقرة:216]، ويقرأون قولَه تعالى: (آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُ‌ونَ أَيُّهُمْ أَقْرَ‌بُ لَكُمْ نَفْعًا)[النساء:11]، ولسان حالهم: خِيرتُك يا رب خيرٌ من خيرتنا لأنفسنا، وقد يكون هذا المعاق أقرب لنا نفعًا في الدنيا قبل الآخرة! وهذه حقّ. فأما في الدنيا: فكم فتَحت هذه الابتلاءاتُ لهؤلاء المعاقين وأهليهم من لذّة التعلق بالله، ومناجاته، وحسنِ الظنّ به، وانتظارِ الفرج! وكم بنَتْ هذه الابتلاءاتُ في نفوسِ أهليهم من معاني الصبرِ والاحتمال! وكم.. وكم..! وأعرف بيوتًا حصل لها ما وصفتُه، وقد كانوا من قبل في غفلة، وتقصيرٍ في الفرائض، وتساهُلٍ في بعض المحرمات، فجاء هذا المولودُ المعاق ليَكسِرهم، وينبّههم من غفلةٍ ألمّت بهم، وسببًا في حصول لذاتٍ قلبية لم تكن لولا ما قدّره اللهُ من هذا الابتلاء. وأما في الآخرة: فهذه الابتلاءاتُ لهؤلاء المعاقين وأهليهم -مع الصبر والاحتساب- سببٌ في رفعة درجاتهم عند الله تعالى، رفعةً قد لا تبلغها أعمالُهم"(مقال: في بيتنا معاق.. المصدر: موقع د. عمر المقبل).      

الإحالات

1- رعاية ذوي الإعاقة في الإسلام؛ للأستاذ أسامة حمدان الرقب.   2- الإعاقة العقلية.. المفهوم والأنواع وبرامج الرعاية؛ أ. د. مدحت أبو النصر   3- الإعاقة النفسية.. المفهوم والأنواع وبرامج الرعاية؛ أ. د. مدحت أبو النصر   4- الإعاقة الحسية.. المفهوم والأنواع وبرامج الرعاية؛ أ. د. مدحت أبو النصر   5- الإعاقة الجسمية.. المفهوم والأنواع وبرامج الرعاية؛ أ. د. مدحت أبو النصر   6- الإعاقة الاجتماعية.. المفهوم والأنواع وبرامج الرعاية؛ أ. د. مدحت أبو النصر   7- رعاية المعاقين في الفكر التربوي الإسلامي في ضوء المشكلات التي يواجهونها" رسالة ماجستير، رائد محمد أبو الكاس   8- تنمية الأطفال المعاقين؛ لعبدالرحيم، عبدالمجيد.