إسلام

2022-11-06 - 1444/04/12

التعريف

أولاً: مفهوم الإسلام في اللغة: يُطْلَق لفظُ الإسلامِ في اللغة على معان كثيرة، وتكاد هذه المعاني تدور حول: الانقياد، والاستسلام، والطاعة، والإخلاص، وإظهار الخضوع، والقبول. (انظر لسان العرب لابن منظور:12/293-294)

 

ثانياً: إطلاقات الإسلام في القرآن الكريم: يطلق لفظ الإسلام في القرآن الكريم عدة إطلاقات، وهي نفس الإطلاقات التي ترد في اللغة، فمن تلك الإطلاقات الواردة في القرآن الكريم ما يلي:

 

أ- الإسلام بمعنى الإخلاص: قال الله -تعالى-: (إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُ أَسۡلِمۡ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَالَمِينَ)[البقرة:131].

 

وقال - عز وجل -: (وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ)[لقمان :22].

 

وقال - جل ثناؤه -: (فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ)[آل عمران:20].

 

ب- الإسلام بمعنى الإقرار: ومنه قوله -تعالى-: (وَلَهُ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعا وَكَرۡها)[آل عمران:83]. (انظر الوجوه والنظائر في القرآن الكريم دراسة وموازنة د. سليمان القرعاوي ص 367-370)

 

ج- الإسلام بمعنى التوحيد: قاله ابن الجوزي  رحمه الله  واستشهد بقول الله -تعالى-: (يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ)[المائدة:44] (انظر نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم لابن الجوزي:1-51)

 

د. الإسلام بمعنى الاستسلام: قاله ابن الجوزي، واستشهد بقوله -تعالى-: (وَلَهُ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعا وَكَرۡها)[آل عمران:83] (انظر نزهة الأعين النواظر:1-51)

 

وهناك أقوال أخرى لا يتسع المقام لذكرها.

 

 ثالثاً: معنى الإسلام في الاصطلاح العام: هو استسلام العبد، وخضوعه لله، والتزام ما أتى به نبي من الأنبياء، وإظهار ذلك.

أو هو: استسلام العبد لله ظاهراً وباطناً بفعل أوامره، واجتناب نواهيه بحسب ما جاء عن الله - عز وجل - على ألسنة رسله - عليهم السلام -.(انظر لسان العرب:12-293، وفتح رب البرية بتلخيص الحموية للشيخ محمد بن عثيمين ص94)

 

 رابعاً: الإسلام الخاص: هو الاستسلام، والانقياد لله، والالتزام بما جاء به النبي محمد  صلى الله عليه وسلم .( انظر التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص173).

وهذا هو الدين الخاتم الذي ختم الله به جميع الأديان، والذي لا يقبل من أحد ديناً سواه، قال الله -عز وجل-: (إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَامُ)[آل عمران:19].

 

وقال -سبحانه-: (وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ) [آل عمران: 85].

 

 

العناصر

1- حقيقة الإسلام

 

2- أركان الإسلام

 

3- الإسلام دين الفطرة

 

4- شمولية الإسلام

 

5- الدلائل على حقيقة الإسلام

الايات

1- قال الله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة:112].

 

2- قال تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[البقرة:128].

 

3- قال تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[البقرة: 131].

 

4- قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[البقرة: 143].

 

5- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)[البقرة:208].

 

6- قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)[آلِ عِمْرَانَ:19-20].

 

7- قال تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)[آل عمران:83].

 

8- قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 85].

 

9- قال تعالى: قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)[النساء:125].

 

10- قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].

 

11- قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ)[المائدة: 44].

 

12- قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[الأنعام:14].

 

13- قال تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)[الأنعام:125].

 

14- قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[الأعراف: 158].

 

15- قال تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا)[التَّوْبَةِ:74].

 

16- قال تعالى: (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)[يوسف:101].

 

17- قال تعالى: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [النمل: 44]

 

18- قال تعالى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)[الزمر:22].

 

19- قال تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَْرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ)[الأحقاف: 29-32].

 

20- قال تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[الحجرات:17].

 

21- قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[الصَّفِّ:7].

 

22- قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً)[الجن:14-15].

 

الاحاديث

1- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا". قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه"(رواه مسلم:102).

 

2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن للإسلام صوى ومناراً كمنار الطريق، من ذلك : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم، وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت عليهم؛ فمن انتقص منهن شيئاً فهو سهم من الإسلام تركه، ومن يتركهن فقد نبذ الإسلام وراء ظهره"(أخرجه الحاكم في مستدركه، والبيهقي في شعبه، والطبراني في مسند الشاميين، وأبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني انظر الإيمان لابن سلام:23).

 

3- عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"(رواه البخاري:12، ومسلم:169).

 

4- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"(رواه البخاري:10).

 

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بَدَأَ الإسْلامُ غَرِيبًا، وسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبى لِلْغُرَباءِ"(رواه مسلم:١٤٥).

 

6- عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " رَأَيْتُ كَأَنِّي في رَوْضَةٍ، ووَسَطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ، في أعْلى العَمُودِ عُرْوَةٌ، فقِيلَ لِي: ارْقَهْ، قُلتُ: لا أسْتَطِيعُ، فأتانِي وصِيفٌ فَرَفَعَ ثِيابِي فَرَقِيتُ، فاسْتَمْسَكْتُ بالعُرْوَةِ، فانْتَبَهْتُ وأَنا مُسْتَمْسِكٌ بها، فَقَصَصْتُها على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ: تِلكَ الرَّوْضَةُ رَوْضَةُ الإسْلامِ، وذلكَ العَمُودُ عَمُودُ الإسْلامِ، وتِلْكَ العُرْوَةُ عُرْوَةُ الوُثْقى، لا تَزالُ مُسْتَمْسِكًا بالإسْلامِ حتّى تَمُوتَ"(رواه البخاري:٧٠١٤).

 

7- عن عياض بن حمار رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ ذاتَ يَومٍ في خُطْبَتِهِ: "ألا إنّ رَبِّي أمَرَنِي أنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممّا عَلَّمَنِي يَومِي هذا، كُلُّ مالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاءَ كُلَّهُمْ، وإنّهُمْ أتَتْهُمُ الشَّياطِينُ فاجْتالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وحَرَّمَتْ عليهم ما أحْلَلْتُ لهمْ، وأَمَرَتْهُمْ أنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطانًا، وإنّ اللهَ نَظَرَ إلى أهْلِ الأرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ، إلّا بَقايا مِن أهْلِ الكِتابِ، وقالَ: إنّما بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وأَبْتَلِيَ بكَ، وأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتابًا لا يَغْسِلُهُ الماءُ، تَقْرَؤُهُ نائِمًا ويَقْظانَ، وإنّ اللهَ أمَرَنِي أنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلتُ: رَبِّ إذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، قالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كما اسْتَخْرَجُوكَ، واغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وقاتِلْ بمَن أطاعَكَ مَن عَصاكَ"(رواه مسلم:٢٨٦٥).

 

8- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ"(رواه البخاري في الأدب المفرد:٢٠٧).

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله (فيض القدير شرح الجامع الصغير).

 

2- قال ربعي بن عامر رضي الله عنه بين يدي رستم قائد جيوش كسرى: "إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"(البداية والنهاية:7-47).

الاشعار

1- قال كثير عزة:

وَفِي الحِلْمِ والإِسْلامِ للْمَرْءِ وازِعٌ *** وَفِي طَاعَاتِ الْفُؤَادِ المُتَيَّمِ

بَصَائِرُ رُشْدٍ لِلْفَتَى مُسْتَبِينَةٌ *** وَأخْلاقُ صِدْقٍ عِلْمُهَا بِالتَّعلُّمِ

(الإيجابية والسلبية في الشعر العربي بين الجاهلية والإسلام الدكتور علي الشعيبي (1-245).

 

3- قال علي بن أبي طالب:

لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلا بِدِينِهِ *** فَلا تَتْرُكِ التَّقْوَى اتّكَالاً عَلَى النَّسَبْ

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلامُ سَلْمَانَ فَارِسٍ *** وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيفَ أبَا لَهَبْ

(ديوان أمير المؤمنين؛ لماجدة حمود).

 

4- قال المنتصر بلال:

وإِنَّ امْرَأً ابْتَاع دُنْيَا بِدِيْنِهِ *** لَمُنْقَلِبٌ مِنْهَا بِصَفْقَةِ خَاسِرِ

(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لمحمد بن حبان البستي:1-28).

 

5- قال طليحة بن خويلد:

وَأَنِّي مِنْ بَعْدِ الضَّلالَةِ شَاهِدٌ *** شَهَادَةَ حَقٍّ لَسْتُ فِيهَا بِمُلْحِدِ

بِأَنَّ إِلَهَ النَّاسِ رَبِّي وأَنَّنِي *** ذَلِيلٌ وَأَنَّ الدِّينَ دِينُ مُحَمَّدِ

(تاريخ الطبري:4-215).

 

6- قال د. خالد بن سعود الحليبي:

أَطِلْق خَيَالَكَ كُلُّ الكَوْنِ إِلْهَامُ *** وارْشِفْ رَحِيقَكَ كُلُّ الوَردِ بَسَّامُ

طِرْ حيثُمَا شِئْتَ فَالأَجْوَاءُ حَالِمَةٌ *** وَأَرْوَعُ الشِّعرِ مَا تُهْدِيهِ أَحْلاَمُ

طَابَتْ رُؤَاكَ فَمَا فَاضَتْ بغَيرِ نَدَى *** لهُ مُرُوجُ التُّقَى رَوْضٌ وَأَنْسَامُ

وطابَ وِردُك حنَّتْ زَمْزَمٌ وَلهًا *** فهل لشعركَ نحو البيتِ إحرامُ

هُنَاكَ قَدْ أَشْرَقَتْ في الأُفْقِ نَافِذَةٌ *** أطَلَّ مِنْهَا عَلَى الكَوْنَيْنِ إِسْلامُ

مُحَمَّدٌ وَضُلُوعُ الغَارِ حَانِيَةٌ *** اقْرَأْ.. فَقَدْ أَشْقَتِ الإِنْسَانَ آثَامُ

إِنْسَانُ عَصْرِكَ مِسْكِينٌ تَعَبَّدَهُ *** فيِ غَفْوَةِ الرُّوحِ أنْصَابٌ وَأَزْلاَمُ

فَارفَعْ دِثَارَكَ، حَرِّرْ أَنْفُسًا مَسَخَتْ *** عقولَهَا في سُبَاتِ الجَهْلِ أَصْنَامُ

لاَحَتْ بُروقُ الهُدَى وانْهَلَّ صَيِّبُهَا *** فأَنْشَدَتْ لِرَبيعِ النُّورِ أَكْمَامُ

إسلاَمُنَا كَالضِّيَاءِ الحُرِّ حِينَ رنَا *** بِمُقْلَةِ الحَقِّ فَرَّتْ مِنْهُ أَوْهَامُ

مَا عَاشَ في ظِلِّهِ عَبْدٌ لِنزوَتِهِ ***وَمَا لِبَاغٍ طَغَى عِزٌ وَأَحْكَامُ

دينُ العَدَالَةِ، والفَارُوقُ أَطْلَقَهَا *** مَا عَادَ في الحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَقْسَامُ

سَاوَى الإلَهُ رُؤُوسَ الخَلْقِ غَيرَ تُقَى *** بهِ تَفَاضَلَ مَخْدُومٌ وخُدَّامُ

إِسْلامُنَا دَاليَاتُ الحُبِّ دانِيةٌ *** في ظِلِّهَا لأَسِيرِ الحَرْبِ إِكْرَامُ

دينُ السَّمَاحِة، سلْ حِطِّينَ حِينَ غَدَا *** في كَفِّنَا النَّصْرُ والأَسْرَى وَحَاخَامُ

وَكَيْفَ منَّ صَلاحُ الدِّينِ فَابْتُعِثَتْ *** بعَفْوِهِ مِنْ قُبُورِ الرِّقِّ أقْوَامُ

لَوْحَاتُ أمْجادِنَا يَزْهُو الوُجُودُ بهَا *** قَدْ طَرَّزَتْه، بَنَانُ الدَّهْرِ رَسَّامُ

الغَربُ؟! ما الغَرْبُ إِلاَّ وَثْبةٌ سَطَعَتْ *** في صَكِّهَا مِنْ سَنَا الإِسْلاَمِ أَخْتَامُ

مَا الغَرْبُ لَوْ لَمْ تَكُنْ أَنْوَارُ أندَلُسٍ؟! *** نِلْنَا الثُّرَيَّا وَهُمْ في التِّيهِ قَدْ هَامُوا

نَحْنُ الذِّينَ بَنَيْنَا أُسَّ نَهْضَتِهمْ *** وَكَانَ يَحْكُمُهُمْ جَهْلٌ وظُلاّمُ

لَكِنَّهُمْ نَهَضُوا في حِينِ كَبْوتِنَا *** هُمْ أَدْلَجُوا وَبُنَاةُ المَجْدِ قَدْ نَامُوا

فَمَا رَعَوْا حِينَ دَارَ الدَّهْرُ حُرْمَتَنَا *** الجَمْرُ حِينَ تَمُوتُ النَّار ضَرَّامُ

حَاكُوا لَنَا تُهْمَةَ الإِرْهَابِ واحْتَشَدُوا *** لَنَا قُضَاةً، فَهُمْ خَصْمٌ وَحُكَّامُ

يَا لَيتَ شِعْرِي ولَلإِرْهَابِ دَوْلَتُه *** في كُلِّ صِقْعٍ لَهَا بَغْيٌ وَإِجْرَامُ

فَفِي فِلَسْطِينَ مِنْ تَرْوِيعِهِمْ لَهَبٌ *** يَشْوِي القُلُوبَ، وَفي كِشْمِيرَ إِعْدَامُ

لَمْ يَرْقُبُوا ذِمَّةً للمُسْلِمِينَ وَكَمْ *** بَاتَتْ تُروِّعُنَا بالقَتْلِ أَرْقَامُ

يَا لَيْتَهُم كِشَفُوا تَاريخَنَا مَعَهُمْ *** وَهُمْ عَلى العَهْدِ أَصْهَارٌ وَأَرْحَامُ

مَا بَالُهُمْ قَدْ أَجَالُوا السُّمَّ في دَمِنَا *** وَنَحْنُ نَرْعَى ذِمَامَ العَهْدِ إذْ حَامُوا

وَشَوَّهُوا رَكْضَنَا للمُعْوَزِينَ فَما *** كَلَّتْ لَنَا في دُرُوبِ البرِّ أَقْدَامُ

مَا ضَرَّ شَامِخَةَ الأَعْذَاقِ أَنْ حُشِدَتْ *** مِنْ حَوْلِهَا بسَفِيفِ الرِّيحِ آكَامُ

أَمَا دَرَوْا أَنَّنَا في السِّلْمِ مَلْحَمَةٌ *** مِنَ الإِخَاءِ، وفي الهَيْجَاءِ أَعْلامُ؟!

وأُسرةٌ نَحْنُ عِقْدُ الفَهْدِ يَنْظِمُنَا *** والحُبُّ يَجْمَعُنَا: شَعْبٌ وحُكَّامُ

أرضُ الجَزِيرَةِ سَيْفُ الِلهِ لَيْسَ لَهُ *** غِمْدٌ يَحُدُّ، ولا لِلْخَيْلِ إِلجَامُ

أنَّى نَظَرْتَ فأَمْجَادٌ مُرَفْرِفةٌ *** أنَّى أَصَخْتَ فَإِجْلالٌ وإعْظَامُ

صَحْرَاءُ.. لَكِنَّهَا جَنَّاتُ أَلْوِيَةٍ *** عَلَى رُبَاهَا يَصُبُّ الفَجْرَ صَمْصَامُ

رِمَالُهَا كَنَصِيفِ الغِيدِ لَوْ سَفَرتْ *** للنَّاسِ لانْتَفَضَتْ في الرَّمْلِ (أَفْلاَمُ)

في كُلِّ شِبْرٍ بَها آجَامُ مَأْسَدَةٍ *** فَهَل دَرَى الغِرُّ مَا وَارَتْهُ آجَامُ

مَا مَسَّهَا قَطُّ عِلْجٌ أوْ دَنَا طَمَعًا *** إلاَّ وَفَرَّ وَجَيْشُ الرُّعبِ قُدَّامُ

يَا ابْنَ الكِرَامِ، وَعِطْفُ الشِّعْرِ ضَمَّخَهُ *** مِنْ عِطْرِ جُودِكَ تَغْرِيدٌ وتَرْنَامُ

إذَا دَعَتْكَ جِراحُ النَّاسِ كُنْتَ لَهَا *** طَبيبَ قلبٍ وإنْ أَشْجَتْكَ أَسْقَامُ

سَعَيتَ للْفَقْرِ في أَوْكَارِهِ وَبهَا *** زُغْبُ الحَوَاصِلِ مَحْرُومٌ وَأَيْتَامُ

فَطِبْتَ رَوحًا وَطَابُوا أنفسًا وَهَمَتْ *** غَمَامَةٌ مِنْ جَنَى الأَفَرَاحِ مِسْجَامُ

لَكُمْ هُنَالِكَ شَعْبٌ بَائِسٌ وَجِلٌ *** كَأَنَّهُمْ في يَدِ الجَزَّارِ أَغْنَامُ

في كُلِّ يَوْمٍ لَهُمْ نَفْسٌ مُهَدَّمَةٌ *** عَلَى حُطَامِ دِمَاهَا كَمْ بِكَى عَامُ

تَأْبَى المُروُءَةُ أَن تَرْتَاحَ مُهْجَتُهَا *** وفي حَشَاهَا مِنَ الأَحْزَانِ أَلْغَامُ

فَكُلَّمَا دَثَّرَتْ بالصَّبْرِ كَارِثَةً *** تَفَجَّرَ الحُزْنُ وَاجْتَاحَتْهُ آلاَمُ

عَفْوًا (أَبَا مُتْعِبٍ) إِنْ جَالَ في كَلِمِي *** نَوْحُ الثَّكَالى، وأَنَّتْ فِيهِ أَنْغَامُ

مَاذَا سَتَهْذِي قُلوبٌ قُطِّعَتْ حَزَنًا *** وَمَا عَسَاهَا تُمجُّ اليَومَ أَقْلاَمُ

لَمْ يَبْقَ في ذِمَّةِ التَّاريخِ رَاعِفَةٌ *** إلاَّ بَكَتْنَا وَتَبْكِي إِثْرَها الشَّامُ

صَهِيلُ تَارِيخِنَا يَغْلِي فَيُشْعِلُنَا *** ونَوْحُ وَاقِعِنَا ذَلَّتْ بهِ الهَامُ

هَامَتْ مَدَافِعُنَا بالنَّومِ وَا لهَفِي *** وَلَمْ يَعُدْ في دَمِ الأَقْوَامِ إِقْدَامُ

أَ لِلْيُهُودِ تَكِرُّ اليَوْمَ أَلْوِيَةٌ *** وَتَنْطَوِي لِبَنِي الإِسْلاَمِ أَعْلاَمُ؟!

يا ابنَ الأَمَاجِدِ، في بيدِ الجزيرةِ كَمْ *** شَقَّ العُلاَ مَا تَهَادَتْ فِيهِ أَجْرَامُ

إذَا انْتَخَيْتُكَ لَلأَقْصَى فَأَنْتَ لَهُ *** ذَاكَ الحَبيبُ وَإِنْ دَاجَاكَ لُوَّامُ

آنَسْتُ قَلْبَكَ يَهْوَى القُدْسَ تَأْسرُهُ *** هُمُومُهَا، وَسَلِيلُ المَجْدِ هَمَّامُ

يَرضَى الجَبَانُ بذُلِّ يَسْتَطِيبُ بهِ *** وَيَأْنَفُ الشَّهْمُ جُرْحَ الضَّيمِ إنْ ضَامُوا

في سَاحِ مَجْدِكَ خيْلُ اللهِ مُسْرَجَةٌ *** يَشْتَاقُ صَهْوَتَهَا في الرَّوْعِ ضِرْغَامُ

فَانَهَضْ لَهَا يَا ابْنَ مَنْ رَدَّ الحُقُوقَ فَفِي *** الشَّامِ الأُبَاةُ وفي النِّيلَيْنِ أَهْرَامُ

أَنْتَ الصَّبَاحُ الَّذِي تَرْجُوه أُمَّتُنَا *** فَفِي يَدَيْكَ لِعَقْدِ النَّصْرِ إِبْرَامُ

إذَا تَوَكَّلَ عبدالله وانْطَلَقَتْ *** بهِ الخُطَا، فَالَمَدى عُرْبٌ وَأَعْجَامُ

لَنْ أَسْتَبيحَ لِنَفْسِي النَّعْيَ، في دَمِنَا *** مِنَ العَزَائِمِ مَا تَخْشَاهُ أَجْسَامُ

مَا زَالَ في أُمَّتِي الأَبْطَالُ مَا نُقِضَتْ *** مِنْ عَهْدِهَا صَفْحَةٌ إلاَّ لَهَا قَامُوا

وَكُلَّمَا كُبتَتْ في أُمَّتِي رِئَةٌ *** تَنَفَّسَتْ في أَصَمِّ الصَّخرِ أَرْحَامُ

مَنْ ذَا سيَسْطِيعُ أَنْ يَغْتَال وَثْبَتَنَا *** وَهَلْ سَيُطْفِئُ نُورَ الشَّمْسِ شَتَّامُ؟!

متفرقات

1- قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: "ومعنى فطر الناس على الدين الحنيف: أن الله خلق الناس قابلين لأحكام هذا الدين وجعل تعاليمه مناسبة لِخِلْقَتِهم غير مجافية لها، غير نائين عنه، ولا منكرين له مثل إثبات الوحدانية لله؛ لأن التوحيد هو الذي يساوق العقل, والنظر الصحيح، حتى لو ترك الإنسانُ وتفكيرَه، ولم يُلَقَّن اعتقاداً ضالاً لاهتدى إلى التوحيد بفطرته" إلى أن قال: "وكون الإسلام هو الفطرة، وملازمة أحكامه لمقتضيات الفطرة صفة اختص بها الإسلام من بين سائر الأديان في تفاريعه. أما أصوله فاشتركت فيها الأديان الإلهية، وهذا ما أفاده قوله: (ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ)[يوسف:40]. فالإسلام عام خالد مناسب لجميع العصور, وصالح لجميع الأمم، ولا يستتب ذلك إلا إذا بُنِيت أحكامه على أصول الفطرة الإنسانية؛ ليكون صالحاً للناس كافة, وللعصور عامة, وقد اقتضى وصف الفطرة أن يكون الإسلام سمحاً يسراً؛ لأن السماحة واليسر مبتغى الفطرة"().

 

وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: "فَوَصْفُ الإسلام بأنه فطرة الله معناه أن أصل الاعتقاد فيه جارٍ على مقتضى الفطرة العقلية. وأما تشريعاته وتفاريعه فهي: إما أمور فطرية  أيضاً  أي جارية على وفق ما يدركه العقل ويشهد به، وإما أن تكون لصلاحه مما لا ينافي فطرته. وقوانين المعاملات فيه هي راجعة إلى ما تشهد به الفطرة؛ لأن طلب المصالح من الفطرة"().

 

الإحالات

الإسلام ، حقيقته، عقائده، شرائعه، نظمه؛ لمحمد بن إبراهيم الحمد.