أمانة

2022-10-04 - 1444/03/08

التعريف

الأمانة لغة:

الأمانة مصدر قولهم: أمن يأمن أمانة أي صار أمينا، وهو مأخوذ من مادّة (أم ن) الّتي تدلّ على سكون القلب، ويقال: أمنت الرّجل أمنا وأمنة وأمانا وآمنني يؤمنني إيمانا، ورجل أمنة: إذا كان يأمنه النّاس ولا يخافون غائلته، وأمنة بالفتح إذا كان يصدّق ما سمع ولا يكذّب بشيء. 

وقال الجوهريّ: الأمنة: الّذي يصدّق بكلّ شيء وكذلك الأمنة مثال الهمزة، واستأمن إليه دخل في أمانه.

وقال ابن منظور: الأمان والأمانة بمعنى، والأمانة: ضدّ الخيانة. وقال ابن الأثير: الأمنة جمع أمين، وهو الحافظ. وقوله- عزّ وجلّ-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً) [البقرة: 125] قال أبو إسحاق: أراد ذا أمن، فهو آمن وأمن وأمين. ورجل أمن وأمين بمعنى واحد. ويقال: أمنته على كذا، وائتمنته بمعنى.

وتقول: اؤتمن فلان على ما لم يسمّ فاعله، فإن ابتدأت به صيّرت الهمزة الثّانية واوا فنقول: أؤتمن.

وقال الرّاغب: والأمن والأمان والأمانة في الأصل مصادر، ويجعل الأمان تارة اسما للحالة الّتي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة (تجعل الأمانة) اسما لما يؤمن عليه الإنسان، نحو قوله تعالى: (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) [الأنفال: 27] أي ما ائتمنتم عليه، وقول اللّه سبحانه: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [الأحزاب: 72] قيل هي كلمة التّوحيد

وقيل: العدالة، وقيل: حروف التّهجّي، وقيل: العقل وهو صحيح؛ فإنّ العقل هو الّذي لحصوله يتحصّل معرفة التّوحيد وتجري العدالة وتعرف حروف التّهجّي، بل لحصوله تعلّم كلّ ما في طوق البشر تعلّمه، وفعل ما في طوقهم من الجميل فعله، وبه فضّل (الإنسان) على كثير ممّن خلقه [(الصحاح (5/ 2071)، ولسان العرب (13/ 21، 22) مختصرا. ومفردات الراغب (29)، ومقاييس اللغة (1/ 133) ] .

بما روي عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- وغيره من أنّ الأمانة في الآية الكريمة هي الفرائض الّتي افترضها اللّه على عباده، وبما روي عنه أيضا من قوله (أي ابن عبّاس) الأمانة: الطّاعة عرضها اللّه عليها أي على السّموات والأرض والجبال قبل أن يعرضها على آدم، فلم تطقها، فقال لآدم: يا آدم، إنّي قد عرضت الأمانة على السّموات والأرض والجبال فلم تطقها، فهل أنت آخذها بما فيها؟ فقال: يا ربّ وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت فأخذها آدم فتحمّلها [تفسير الطبري المجلد العاشر ح 22 ص 38، 39]، قال الطّبريّ:

وقال آخرون: عني بالأمانة في هذا الموضع أمانات النّاس، وذهب فريق ثالث إلى أنّ المراد بالأمانة هنا ائتمان آدم عليه الصّلاة والسّلام ابنه قابيل على أهله وولده [ذكر القرطبي أن الحكيم الترمذي قد اعترض على هذا الرأي، وتعجب من قائله لأن الآثار وظاهر النص وباطنه، كل ذلك يتعارض معه تعارضا واضحا، قلت: والأمر كما قال. انظر تفسير القرطبي 14/ 256]، وأولى هذه الأقوال بالصّواب ما قاله الّذين قالوا إنّه عني بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدّين، وأمانات النّاس، وذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يخصّ بقوله (عرضنا الأمانة) بعض معاني الأمانات دون بعض [المرجع السابق (ص 49)] .

وقال القرطبيّ: الأمانة تعمّ جميع وظائف الدّين، ونسب هذا القول لجمهور المفسّرين، فالأمانة هي الفرائض الّتي ائتمن اللّه عليها العباد، واختلف في تفاصيل بعضها على أقوال: فقيل هي أمانات الأموال كالودائع وغيرها وقيل: في كلّ الفرائض، وأشدّها أمانة المال، وقيل: من الأمانة أن ائتمنت المرأة على فرجها، وقال بعضهم: غسل الجنابة أمانة

وقيل: الأمانة هي الصّلاة (إن شئت قلت: صلّيت، وإن شئت قلت: لم أصلّ)، وكذلك الصّيام وغسل الجنابة، وعلى ذلك فالفرج أمانة، والأذن أمانة، والعين أمانة، واللّسان أمانة، والبطن أمانة واليد أمانة، والرّجل أمانة، قال: «ولا إيمان لمن لا أمانة له»

وقيل: هذه الأمانة هي ما أودعه اللّه تعالى في السّموات والأرض والجبال والخلق من الدّلائل على ربوبيّته أن يظهروها فأظهروها إلّا الإنسان فإنّه كتمها وجحدها، والمراد بالإنسان على ذلك هو الكافر والمنافق [انظر هذه الآراء وغيرها في تفسير القرطبي 14/ 253- 258] .

أمّا ما جاء في الحديث: «المؤذّن مؤتمن»، أراد به: مؤتمن القوم الّذي يثقون إليه، ويتّخذونه أمينا حافظا. والأمانة تقع على الطّاعة والعبادة والوديعة والثّقة والأمان. ويقال: رجل أمين وأمّان أي له دين. وقيل: مأمون به ثقة.

قال الأعشى:

ولقد شهدت التّاجر ال *** أمّان مورودا شرابه والتّاجر الأمّان بالضّمّ والتّشديد: هو الأمين [ النهاية في غريب الحديث 1/ 71 ولسان العرب 13/ 22] .

وقال ابن الأنباريّ: والأمين من حروف الأضداد، يقال: فلان أمين، أي مؤتمن، وفلان

وقال الطّبريّ: اختلف في معنى هذه الآية الكريمة، فقال بعضهم: المعنى أنّ اللّه تبارك وتعالى عرض طاعته وفرائضه على السّموات والأرض والجبال على أنّها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيّعت عوقبت، فأبت حملها شفقا منها ألّا تقوم بالواجب عليها، وحملها آدم، إنّه كان ظلوما لنفسه، جهولا بالّذي فيه الحظّ له، وقد استدلّ أبو جعفر على ذلك أميني، أي مؤتمني الّذي أأتمنه على أمري، قال الشّاعر:

ألم تعلمي يا أسم ويحك أنّني *** حلفت يمينا لا أخون أميني أي مؤتمني.

 

واصطلاحا:

قال الكفويّ: الأمانة: كلّ ما افترض اللّه على العباد فهو أمانة كالصّلاة والزّكاة والصّيام وأداء الدّين، وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتم الأسرار، وقال في موضع آخر: كلّ ما يؤتمن عليه من أموال وحرم وأسرار فهو أمانة [الكليات للكفوي (176، 186) بتصرف يسير] .

وقيل: هي خلق ثابت في النّفس يعفّ به الإنسان عمّا ليس له به حقّ، وإن تهيّأت له ظروف العدوان عليه دون أن يكون عرضة للإدانة عند النّاس، ويؤدّي به ما عليه أو لديه من حقّ لغيره، وإن استطاع أن يهضمه دون أن يكون عرضة للإدانة عند النّاس. وهي أحد الفروع الخلقيّة لحبّ الحقّ وإيثاره وهي ضدّ الخيانة. وقد ظهر من تعريف الأمانة أنّها تشتمل على ثلاثة عناصر.

الأوّل: عفّة الأمين عمّا ليس له به حقّ.

الثّاني: تأدية الأمين ما يجب عليه من حقّ لغيره.

الثّالث: اهتمام الأمين بحفظ ما استؤمن عليه، وعدم التّفريط بها والتّهاون بشأنها

[الأخلاق الإسلامية وأسسها (1/ 646- 647)] . أي بالأمانة.

العناصر

1- رعاية الأمانة من أخلاق المؤمن .

 

 

2- شمولية مفهوم الأمانة لأعمال الإنسان وأقواله .

 

 

3- عظم الأمانة وأصناف الناس تجاهها.

 

 

4- عبء أمانة الولاية ثقيل، يعين على حمله النصيحة الصادقة المخلصة من الرعية للراعي .

 

 

5- من أنواع الأمانات التي ينبغي صيانتها.

 

·       أمانة التوحيد والعبادة .

 

·       أمانة الدعوة إلى الله والثبات على ذلك .

 

·       أمانة الوالدين والأرحام .

 

·       أمانة التعامل مع الناس .

 

·       أمانة الأموال .

 

·       أمانة الزوجة والأولاد .

 

·       أمانة الشهادة والتحقيقات .

 

·       أمانة الوظيفة .

 

·       أمانة السمع .

 

·       أمانة الكلمة .

 

6- ضياع الأمانة بين المسلمين من علامات قرب قيام الساعة .

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [النساء:58].

 

2- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [الأحزاب:72].

 

3- قوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [البقرة:283].

 

4- قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ * أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [المؤمنون:1- 11].

 

5- قوله تعالى: (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ * قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ * وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) [يوسف:54- 57].

 

6- فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ * قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:63- 64]. 

 

7- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [الأنفال:27- 28].

 

8- قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ * أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) [المعارج:19- 35].

 

9- قوله تعالى: (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ * وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص:20- 26].

 

10- قوله تعالى: ( كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) [الشعراء:123- 127].

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "آيةُ المُنافقِ ثلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعدَ أخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ" [البخاري:33، مسلم:59].

 

2- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، قَالَ: حدثنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حدِيثَينِ قَدْ رأيْتُ أحَدَهُمَا وأنا أنتظرُ الآخر: حدثنا "أن الأمانة نَزلت في جَذرِ قلوبِ الرجال، ثُمَّ نزل القرآن فعلموا مِنَ القرآن، وعلِموا من السنةِ"، ثُمَّ حدّثنا عن رفع الأمانة، فَقَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبهِ، فَيَظَلُّ أثَرُهَا مِثلَ الوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّومَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبهِ، فَيَظَلُّ أثَرُهَا مِثلَ أَثَرِ المَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبراً وَلَيسَ فِيهِ شَيءٌ" ثُمَّ أخَذَ حَصَاةً فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ "فَيُصْبحُ النَّاسُ يَتَبَايعُونَ، فَلا يَكَادُ أحدٌ يُؤَدّي الأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ: إنَّ في بَني فُلان رَجُلاً أميناً، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أجْلَدَهُ! مَا أَظْرَفَهُ! مَا أعْقَلَهُ! وَمَا في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّة مِن خَرْدَل مِنْ إيمَان. وَلَقدْ أتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أيُّكُمْ بَايَعْتُ: لَئن كَانَ مُسْلِماً لَيَرُدَّنَّهُ عليَّ دِينهُ، وَإنْ كَانَ نَصْرانِيّاً أَوْ يَهُودِياً لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا اليَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايعُ مِنْكُمْ إلاَّ فُلاناً وَفُلاناً" [مسلم:384].

 

3- عن حُذَيفَة وأبي هريرة رضي الله عنهما، قالا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "يَجمَعُ اللهُ تبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ فَيَقُومُ المُؤمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمُ الجَنَّةُ، فَيَأتُونَ آدَمَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ، فَيقُولُونَ: يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الجَنَّةَ، فَيقُولُ: وَهَلْ أخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلاَّ خَطيئَةُ أبيكُمْ! لَسْتُ بِصَاحِبِ ذلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْراهيمَ خَلِيل اللهِ.قَالَ: فَيَأتُونَ إبرَاهِيمَ فَيَقُولُ إبراهيم: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذلِكَ إِنَّمَا كُنْتُ خَليلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ، اعْمَدُوا إِلَى مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ الله تَكليماً. فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لستُ بِصَاحِبِ ذلِكَ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسى كلمةِ اللهِ ورُوحه، فيقول عيسى: لستُ بصَاحبِ ذلِكَ، فَيَأتُونَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم فَيَقُومُ فَيُؤذَنُ لَهُ، وتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَيَقُومانِ جَنْبَتَي الصِّرَاطِ يَمِيناً وَشِمَالاً فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كَالبَرْقِ" قُلْتُ: بأبي وَأمِّي، أيُّ شَيءٍ كَمَرِّ البَرقِ؟ قَالَ: "ألَمْ تَرَوا كَيْفَ يمُرُّ وَيَرْجِعُ في طَرْفَةِ عَيْن، ثُمَّ كَمَرّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَال تَجْري بهمْ أعْمَالُهُمْ، وَنَبيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّراطِ، يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أعْمَالُ العِبَادِ، حَتَّى يَجِيء الرَّجُلُ لا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إلاَّ زَحْفاً، وَفي حَافَتي الصِّراطِ كَلاَلِيبُ معَلَّقَةٌ مَأمُورَةٌ بِأخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمُكَرْدَسٌ في النَّارِ" وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، إنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفاً [مسلم:503].

 

4- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خطب في حجّة الوداع فكان ممّا قال: "اتّقوا اللّه في النّساء؛ فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهنّ بكلمة اللّه. وإنّ لكم عليهنّ أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه...الحديث" [مسلم:1218]. وبدل (بأمانة اللّه) قوله (بأمان اللّه)

 

5- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: "أخبرني أبو سفيان أنّ هرقل قال له: سألتك ماذا يأمركم فزعمت أنّه يأمر بالصّلاة والصّدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة. قال: وهذه صفة نبيّ" [البخاري:6، ومسلم:1773].

 

6- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" [البخاري:34 واللفظ له، ومسلم:58].

 

7- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ اللّه يبغض الفحش والتّفحّش. والّذي نفس محمّد بيده لا تقوم السّاعة حتّى يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن. حتّى يظهر الفحش والتّفحّش. وقطيعة الأرحام. وسوء الجوار. والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذّهب، نفخ عليها صاحبها فلم تغيّر ولم تنقص. والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل النّحلة أكلت طيّبا. ووضعت طيّبا. ووقعت فلم تكسر ولم تفسد". قال وقال: "ألا إنّ لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكّة"، أو قال: "صنعاء إلى المدينة، وإنّ فيه من الأباريق مثل الكواكب، هو أشدّ بياضا من اللّبن وأحلى من العسل. من شرب منه لا يظمأ بعدها أبدا" [مسند أحمد (2/ 162، 199، 238) وقال الشيخ أحمد شاكر (11/ 90): إسناده صحيح. وروى ابن ماجة 2 (4036) نحوه عن أبي هريرة].

 

8- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ من أعظم الأمانة "5" عند اللّه يوم القيامة: الرّجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثمّ ينشر سرّها". وفي رواية: "من أشرّ النّاس" [مسلم:1437].

 

9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: بينما النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم في مجلس يحدّث القوم جاء أعرابيّ فقال: متى السّاعة؟ فمضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحدّث. فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتّى إذا قضى حديثه قال: "أين أراه السّائل عن السّاعة؟" قال: ها أنا يا رسول اللّه. قال: "فإذا ضيّعت الأمانة فانتظر السّاعة" قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة" [البخاري:59].

 

10- عن أبي موسى الأشعريّ- رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "الخازن الأمين الّذي يؤدّي ما أمر به طيّبة نفسه أحد المتصدّقين" [البخاري:2260، مسلم:1023 واللفظ للبخاري].

الاثار

1- عن ابن عمر قال: لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث، وأمانته إذا ائتمن، وورعه إذا أشفى [أخرجه أبو نعيم في الحلية:3/27].

 

2- قال كعب الأحبار: يأتي على الناس زمان ترفع فيه الأمانة، وتنزع فيه الرحمة، وتكثر فيه المسألة، فمن سأل عند ذلك الزمان، لم يبارك له فيه [مكارم الأخلاق المؤلف: عبد الله بن محمد أبو بكر القرشي الناشر: مكتبة القرآن - القاهرة ، 1411 - 1990 تحقيق: مجدي السيد إبراهيم:1/89].

 

3- عن ابن مسعود قال: القتل في سبيل الله، يكفر الخطايا كلها يوم القيامة إلا الدين، يؤتى بالرجل يوم القيامة وإن قتل في سبيل الله، فيقال له: أد أمانتك، فيقول: يا رب، لا أقدر عليها، قد ذهبت عني الدنيا، قال: فيقول: انطلقوا به إلى الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية، فيلقى فيها فيهوى حتى يبلغ قعرها، قال: ويمثل معه أمانته، فيحتملها ثم يصعد، حتى إذا رأى أنه ناج زلت منه، فهوت وهوى معها أبداً ؛ قال: والأمانة في كل شيء، في الوضوء والصيام، والغسل من الجنابة، وأشد من ذلك الودائع، قال زاذان: فلقيت البراء بن عازب، فقلت له: ألا تسمع ما قال أخوك عبد الله بن مسعود، فأخبرته بقوله، فقال: صدق، ألم تسمع الله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء:58] ، [حلية الأولياء:4/201].

 

4- عن ميمون بن مهران قال: ثلاث المؤمن والكافر فيهن سواء: الأمانة تؤديها إلى من ائتمنك عليها من مسلم وكافر، وبر الوالدين قال الله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا) [لقمان:15] الآية، والعهد تفي به لمن عاهدت من مسلم أو كافر [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء المؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الرابعة ، 1405 (4/87)].

 

5- قال مالك بن دينار: كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة [شعب الإيمان المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند الطبعة: الأولى، 1423 ه - 2003 م (12/41)].

 

6- عن الأعمش قال: أعظم الخيانة: أداء الأمانة إلى الخائنين، وقال أيضاً: نقض العهد وفاء العهد لمن ليس له عهد [حلية الأولياء (5/48)].

 

7- قال سعيد بن جبير في قوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) [الكهف:82]: كان يؤدي الأمانات والودائع إلى أهلها، فحفظ الله تعالى له كنزه، حتى أدرك ولداه، فاستخرجا كنزهما [حلية الأولياء:4/287].

 

8- عن ميمون بن مهران قال: ثلاثة تؤدى إلى البَرِّ والفاجر، الأمانة، والعهد، وصلة الرحم [سير أعلام النبلاء المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة (9/81)].

 

9- عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لا يغرنكم صلاة امرئ ولا صيامه ، من شاء صام ، ومن شاء صلى ، لا دين لمن لا أمانة له.[الإيمان لأبي بكر ابن أبي شيبة:13].

 

10- عن قسامة بن زهير قال: لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له. [الإيمان لأبي بكر ابن أبي شيبة:51].

القصص

1- عن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه تمنوا فقال رجل أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله ثم قال تمنوا فقال رجل أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله وأتصدق ثم قال تمنوا فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح [حلية الأولياء:1/102].

 

2- عن مالك: أنه بلغه: أن لقمان الحكيم قيل له: ما بلغ بك ما ترى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني [مشكاة المصابيح المؤلف: محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي الناشر: المكتب الإسلامي - بيروت الطبعة: الثالثة - 1405 – 1985 تحقيق: تحقيق محمد ناصر الدين الألباني (5/73)].

 

3- عن زيد بن ثابت قال: بعث إليّ أبو بكر لمقتل أهل اليمامة، وعنده عمر. فقال أبو بكر: إنّ عمر أتاني، فقال: إنّ القتل استحرّ يوم القيامة بقرّاء القرآن، وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بقرّاء القرآن في المواطن كلّها فيذهب قرآن كثير، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقال عمر: هو واللّه خير. فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتّى شرح اللّه صدري للّذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الّذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنّك رجل شابّ عاقل لا نتّهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتتبّع القرآن فاجمعه. قال زيد: فو اللّه لو كلّفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليّ ممّا كلّفني من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال أبو بكر: هو- واللّه- خير، فلم يزل يحثّ مراجعتي حتّى شرح اللّه صدري للّذي شرح اللّه له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت في ذلك رأيا. فتتبّعت القرآن أجمعه من العسب والرّقاع واللّخاف وصدور الرّجال فوجدت آخر سورة التّوبة لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى آخرها مع خزيمة أو أبي خزيمة- فألحقتها في سورتها. وكانت الصّحف عند أبي بكر حياته حتّى توفّاه اللّه- عزّ وجلّ- ثمّ عند عمر حياته حتّى توفّاه اللّه، ثمّ عند حفصة بنت عمر [البخاري:7191].

الاشعار

1- وَإِنَّنِي لأَرَى مَنْ لا حَيَاءَ لَهُ *** وَلا أَمَانَةَ وَسْطَ الْقَوْمِ عُرْيَانًا

[الغيرة حنين إلى الماضي سالم العجمي:1/12].

 

2- قال كعب بن زُهير المزني:

أَرْعَى الأَمَانَةَ لا أَخُونُ أَمَانَتِي *** إِنَّ الخَؤُونَ عَلَى الطَّرِيقِ الأَنْكَبِ

[مجمع الحكم والأمثال المؤلف: أحمد قبش].

 

3- إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الْخَئُونَ أَمَانَةً *** فَإِنَّكَ قَدْ أَسْنَدْتَهَا شَرَّ مُسْنَدِ

[بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف: ابن عبد البر (1/126)].

 

4- قال محمود الوراق:

تَصَنَّعَ كَيْ يُقَالَ لَهُ أَمِينٌ *** وَمَا يُغْنِي التَّصَنُّعُ للأَمَانَهْ

وَلَمْ يُرِدِ الإِلَهُ بِهِ وَلَكِنْ *** أَرَادَ بِهِ الطَّرِيقَ إِلَى الْخِيَانَةْ

[المصدر السابق].

 

5- قال صالح بن عبدالقدوس يصف الدنيا:

أَدِّ الأَمَانَةَ وَالْخِيَانَةَ فَاجْتَنِبْ *** وَاعْدِلْ وَلا تَظْلِمْ يَطِيبُ الْمَكْسَبُ

[جزء من شعر لصالح بن عبدالقدوس يصف الدنيا انظر عبدالقدوس يصف الدنيا].

 

6- قال الأَعْوَر الشَّنِّي:

لا تَأَمَنَنَّ امْرَءاً خَانَ امْرَءًا أَبدًا *** إِنَّ مِنَ النَّاسِ ذَا وَجْهَيْنِ خَوَّانَا

[الشعر والشعراء المؤلف: ابن قتيبة الدينوري (1/138)].

متفرقات

1- قال القرطبي: الأمانة والعهد يجمع كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولاً وفعلاً، وهذا يعم معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك؛ وغاية ذلك حفظه والقيام به، والأمانة أعم في العهد، وكل عهد فهو أمانة فيما تقدم فيه قول قول أو فعل أو معتقد [تفسير القرطبي (12/107).

 

2- قال الدكتور عبد الرحمن الميداني: وقد ظهر لنا من تعريف الأمانة أنها تشتمل على ثلاثة عناصر: الأول: عفة الأمين عما ليس له به حق. الثاني: تأدية الأمين ما يجب عليه من حقٍّ لغيره. الثالث: اهتمام الأمين بحفظ ما استؤمن عليه من حقوق غيره، وعدم التفريط بها والتهاون بشأنها الأخلاق الإسلامية [الحديث الموضوعي كود المادة: GHDT5133 المرحلة: ماجستير المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية الناشر: جامعة المدينة العالمية (1/273)].

 

3- قال البخاريّ- رحمه اللّه تعالى- فأداء الأمانة أحقّ من تطوّع الوصيّة [البخاري:5/443].

 

4- ذكر ابن الجوزيّ- نقلا عن بعض المفسّرين أنّ الأمانة في القرآن الكريم على ثلاثة أو جه:

أحدها: الفرائض ومنه قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) [الأنفال:27].

الثّاني: الوديعة، ومنه قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) [النساء:58].

الثّالث: العفّة (والصّيانة)، ومنه قوله تعالى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص:26]، [نزهة الأعين النواظر:1/105،106]، وقد أضفنا إلى الوجه الثالث لفظ (والصيانة) نقلا عن الفيروزابادي في البصائر (2/ 153) ولم يذكر (الفيروزابادي) سوى الوجهين الأول والثالث وانظر [نظرة النعيم:3/511].

 

5- قال ابن تيمية في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) [النِّساء:58]: قال العلماء: نزلت... في ولاة الأمور: عليهم أن يؤدُّوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكموا بين النَّاس أن يحكموا بالعدل... وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل، فهذان جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة [السياسة الشرعية:12].

وقال الشَّوكاني: هذه الآية مِن أمَّهات الآيات المشتملة على كثير مِن أحكام الشَّرع؛ لأنَّ الظَّاهر أنَّ الخطاب يشمل جميع النَّاس في جميع الأمانات، وقد رُوِي عن علي، وزيد بن أسلم، وشهر بن حوشب أنَّها خطاب لولاة المسلمين، والأوَّل أظهر، وورودها على سبب... لا ينافي ما فيها مِن العموم، فالاعتبار بعموم اللَّفظ لا بخصوص السَّبب، كما تقرَّر في الأصول، وتدخل الولاة في هذا الخطاب دخولًا أوَّليًّا، فيجب عليهم تأدية ما لديهم مِن الأمانات، وردُّ الظُّلامات، وتحرِّي العدل في أحكامهم، ويدخل غيرهم مِن النَّاس في الخطاب، فيجب عليهم ردُّ ما لديهم مِن الأمانات، والتَّحرِّي في الشهادات والأخبار. وممَّن قال بعموم هذا الخطاب: البراء بن عازب، وابن مسعود، وابن عبَّاس، وأبيُّ بن كعب، واختاره جمهور المفسِّرين، ومنهم ابن جرير، وأجمعوا على أنَّ الأمانات مردودة إلى أربابها: الأبرار منهم والفجار، كما قال ابن المنذر [فتح القدير:1/719].

 

6- قال ابن عثيمين: (ومِن الأمَانَة -أيضًا- أمانة الولاية، وهي أعظمها مسؤوليَّة، الولاية العامَّة والولايات الخاصَّة، فالسُّلطان –مثلًا، الرَّئيس الأعلى في الدَّولة- أمينٌ على الأمَّة كلِّها، على مصالحها الدِّينية، ومصالحها الدُّنيويَّة، على أموالها التي تكون في بيت المال، لا يبذِّرها ولا ينفقها في غير مصلحة المسلمين وما أشبه ذلك. وهناك أمانات أخرى دونها، كأمانة الوزير -مثلًا- في وزارته، وأمانة الأمير في منطقته، وأمانة القاضي في عمله، وأمانة الإنسان في أهله [شرح رياض الصالحين:2/463].

الإحالات

1- الحديث الموضوعي المرحلة: ماجستير المؤلف: مناهج جامعة المدينة العالمية الناشر: جامعة المدينة العالمية عدد الأجزاء: 1 (1/271) .

2- دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح المؤلف : علي بن عمر بن أحمد بادحدح (7/4) .

3- موسوعة المفاهيم الإسلامية جمعُ وإعدادُ الباحثُ في القرآنِ والسُّنَّةِ عليُّ بنُ نايفَ الشَّحودِ (1/5) .

4- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (3/509) . 

5- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة (6/374) .

6- سلسلة الدار الآخرة المؤلف: محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان 012/9) .

7- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف (1/82) .

8- كتاب التوحيد المؤلف : أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة [223هـ - 311هـ] المحقق : عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان الناشر : مكتبة الرشد – الرياض الطبعة : الخامسة ، 1414هـ - 1994م (1/363) . 9- السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها المؤلف : أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ الداني الناشر : دار العاصمة – الرياض الطبعة الأولى ، 1416 تحقيق : د. ضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري (3/595) .

10- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة المؤلف : هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم الناشر : دار طيبة - الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان (1/125) .

11- الشريعة المؤلف : أبو بكر محمد بن الحسين الآجري شهرته : الآجري المحقق : عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي دار النشر : دار الوطن البلد : الرياض (2/651) .

12- تفسير القرطبي المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله أعاد طبعه: دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان 1405 هـ (1/188- 2/355- 3/415- 4/117، 118، 119- 8/214- 14/255- 258) .

13- إكمال المعلم شرح صحيح مسلم - للقاضي عياض المؤلف : العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 هـ (4/316) .

14- الديباج على مسلم مؤلفه: الحافظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي 849 - 911 ه حقق أصله، وعلق عليه: أبو اسحق الحويني الاثري دار ابن عفان (1/157، 158- 3/322) .

15- موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة المؤلف: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر عدد الأجزاء: 1 (1/50) .

16- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (84/257- 319) .