أسوة

2022-10-09 - 1444/03/13

التعريف

الأسوة في اللغة:

 

الأُسوة والإِسوة بكسر الهمزة وضمها: الأسوة (انظر: مجمع بحار الأنوار، الكجراتي ١-٥٩، المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده ٨-٦٣٥، مختار الصحاح، الرازي ص ١٨). وهي اسم من (أسا) أو (ائتسى)، بمعنى اقتدى واتبع (انظر: المغرب في ترتيب المعرب، ابن المطرز ص ٢٦، و مجمع بحار الأنوار، الكجراتي:١-٥٩).

 

قال الأزهري نقلًا عن الليث: "فلان يتأسى بفلانٍ، أي: يرضى لنفسه ما رضيه ويقتدى به، وكان في مثل حاله"(تهذيب اللغة، الأزهري:١٣-٩٥).

وقال البغويّ: هي فعلة من الائتساء كالأسوة من الاقتداء اسم وضع موضع المصدر، أي به اقتداء حسن (تفسير البغوي:3-519).

 

الأسوة في الاصطلاح:

هي: "الاتباع للفعل والاقتداء بالفاعل، وهذا الشيء أسوة هذا الشيء، أي: هو تبع له ومحكوم إلى حكمه"(تفسير غريب ما في الصحيحين، الحميدي ص ٤٣).

 

وقال المناويّ: الأسوة: الحالة الّتي يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره إن حسنا وإن قبيحا وإن سارّا وإن ضارّا (التوقيف:51، والكليات للكفوي:114).

 

قال الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطيّ في تفسير قوله تعالى: (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) [الممتحنة: 4]: "الأسوة كالأسوة، وهي اتّباع الغير على الحالة الّتي يكون عليها حسنة أو قبيحة"(أضواء البيان:8-135).

 

العناصر

1- أمر الله بالتأسي بالأنبياء والرسل

 

2- أهمية الأسوة الحسنة.

 

2- شدة الحاجة إلى القدوة في هذا العصر

 

4- أثر الأسوة الحسنة في حياة الناس.

 

5- قرن القول بالفعل

 

6- بعض جوانب الأسوة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

7- نماذج من القدوات الحسنة في القرآن الكريم

 

8- نماذج من القدوات السيئة في القرآن الكريم 

 

9- الأب قدوة لأبنائه 

 

10- عواقب غياب الأسوة الحسنة وإبراز الأسوة السيئة

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[البقرة: 124]

 

2- قال تعالى: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة:166-167].

 

3- قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)[الْبَقَرَةِ: 170].

 

4- قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[آل عمران:31].

 

5- قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)[آل عمران:110].

 

6- قال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) [النساء:89].

 

7- قال تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِين)[الأنعام:83-90].

 

8- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة:119].

 

9- قال تعالى: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود:88].

 

10- قال تعالى: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ)[يوسف:38].

 

11- قال تعالى: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[إبراهيم:21-22].

 

12- قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[النحل:120-123].

 

13- قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الكهف:٢٨].

 

14- قال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا) [الفرقان:27-28].

 

15- قال تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 43].

 

16- قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)[السجدة:24]

 

17- قال تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا)[الأحزاب:21]. 

 

18-قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فاطر: 28]

 

19- قال تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[يس:20-21].

 

20- قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[الزمر:9].

 

21- قال تعالى: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ)[غافر:47-48].

 

 

22- قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ)[الطور: 21].

 

23- قال تعالى: (وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)[الزُّخرف:23].

 

24- قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزُّخْرُفِ: 67].

 

25- قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف:35].

 

26- قال تعالى: (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[الممتحنة:4-6].

 

27- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصَّف:2-3].

 

والقرآن مليء بقصص القدوات الحسنة والسيئة.

 

الاحاديث

1- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- أنّه سئل عن رَجُلٍ طافَ بالبَيْتِ في عُمْرَةٍ، ولَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ أيَأْتي امْرَأَتَهُ؟ فَقالَ: قَدِمَ النبيُّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فَطافَ بالبَيْتِ سَبْعًا، وصَلّى خَلْفَ المَقامِ رَكْعَتَيْنِ، وطافَ بيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ سَبْعًا وقدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، قالَ: وسَأَلْنا جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما، فَقالَ: لا يَقْرَبَنَّها حتّى يَطُوفَ بيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ (أخرجه البخاري:١٧٩٣، ومسلم:١٢٣٤).

 

2- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: اتّخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خاتما من ذهب فاتّخذ النّاس خواتيم من ذهب، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّي اتّخذت خاتما من ذهب". فنبذه وقال: "إنّي لن ألبسه أبدا فنبذ النّاس خواتيمهم"(رواه البخاري:7298).

 

3- عن عبد اللّه بن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّه بات ليلة عند ميمونة زوج النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وهي خالته؛ قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وأهله في طولها فنام رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- حتّى انتصف اللّيل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فجلس يمسح النّوم عن وجهه بيده ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثمّ قام إلى شنّ معلّقة، فتوضّأ منها فأحسن وضوءه، ثمّ قام يصلّي، قال ابن عبّاس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثمّ ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع -صلّى اللّه عليه وسلّم- يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلّى ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين، ثمّ أوتر ثمّ اضطجع حتّى أتاه المؤذّن فصلّى ركعتين خفيفتين ثمّ خرج فصلّى الصّبح (أخرجه البخاري:٤٥٧٠، ومسلم:٧٦٣).

 

4- عن عبد اللّه بن عمرو -رضي اللّه عنهما- قال: زوّجني أبي امرأة من قريش، فلمّا دخلت عليّ جعلت لا أنحاش  لها، ممّا بي من القوّة على العبادة، من الصّوم والصّلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنّته ، حتّى دخل عليها، فقال لها:كيف وجدت بعلك؟. قالت: خير الرّجال، أو كخير البعولة، من رجل لم يفتّش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا. فأقبل عليّ، فعذمني، وعضّني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت وفعلت، ثمّ انطلق إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فشكاني، فأرسل إليّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأتيته، فقال لي: "أتصوم النّهار؟". قلت: نعم، قال: "وتقوم اللّيل؟". قلت: نعم، قال: " لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأنام، وأمسّ النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، قال: اقرأ القرآن في كلّ شهر"، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال- أحدهما إمّا حصين وإمّا مغيرة-: " فاقرأه في كلّ عشرة أيّام"، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: " فاقرأه في كلّ ثلاث "، قال: ثمّ قال: " صم في كلّ شهر ثلاثة أيّام" ، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتّى قال: "صم يوما وأفطر يوما، فإنّه أفضل الصّيام، وهو صيام أخي داود"،. قال حصين في حديثه- ثمّ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: "فإنّ لكلّ عابد شرّة ، ولكلّ شرّة فترة فإمّا إلى سنّة، وإمّا إلى  بدعة، فمن كانت فترته إلى سنّة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"، قال مجاهد: فكان عبد اللّه بن عمرو حيث ضعف وكبر، يصوم الأيّام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوّى بذلك، ثمّ يفطر بعد تلك الأيّام، قال: وكان يقرأ في كلّ حزبه كذلك، يزيد أحيانا، وينقص أحيانا، غير أنّه يوفّي العدد، إمّا في سبع، وإمّا في ثلاث، قال: ثمّ كان يقول بعد ذلك: لأن أكون قبلت رخصة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أحبّ إليّ ممّا عدل به أو عدل، لكنّي فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره. (أخرجه البخاري:٥٠٥٢، ومسلم:١١٥٩، وأحمد:٦٤٧٧، واللفظ له).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: فحثَّ عليهِ، فقالَ رجُلٌ، عندي كذا وَكَذا، قالَ، فما بقيَ في المَجلسِ رجلٌ إلّا تصدَّقَ عليهِ بما قلَّ أو كثرَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "منِ استنَّ خيرًا فاستنَّ بِهِ، كانَ لَهُ أجرُهُ كاملًا، ومِن أجورِ منِ استنَّ بِهِ، ولا يَنقُصُ من أجورِهِم شيئًا، ومنِ استنَّ سنَّةً سيِّئةً فاستنَّ بِهِ، فعليهِ وزرُهُ كاملًا، ومِن أوزارِ الَّذي استنَّ بِهِ، ولا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا"( أخرجه ابن ماجه:٢٠٤، وصححه الألباني).

 

6- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "ما من نبيّ بعثه اللّه في أمّة قبلي، إلّا كان له من أمّته حواريّون وأصحاب يأخذون بسنّته ويقتدون بأمره. ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. من جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل"(رواه مسلم:50).

 

7- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: "لا يبيت أحد ثلاث ليال إلّا ووصيّته مكتوبة"، قال: فما بتّ من ليلة بعد إلّا ووصيّتي موضوعة (رواه أحمد، وقال أحمد شاكر:4469: إسناده صحيح).

 

8- عن حذيفة بن اليمان -رضي اللّه عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقتَدوا باللَّذينِ مِن بَعدي أبي بكرٍ، وعُمرَ"(رواه الترمذي ٣٦٦٢، وصححه الألباني).

 

9- عن مالك بن الحويرث -رضي اللّه عنه- قال: أَتَيْنا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقارِبُونَ، فأقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أنّا اشْتَقْنا أهْلَنا، وسَأَلَنا عَمَّنْ تَرَكْنا في أهْلِنا، فأخْبَرْناهُ، وكانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ، وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ"(أخرجه البخاري:٦٠٠٨، ومسلم:٦٧٤).

 

10- عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -رضي اللّه عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "قوموا، فانحروا ثم احلقوا" قال: فوالله، ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة -رضي الله عنها-: "يا نبيّ الله، أتحبّ ذلك؟ اخرُج لا تكلّم أحدًا منهم كلمةً؛ حتى تنحر بُدْنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بُدْنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضُهم يقتل بعضًا غمًّا"(رواه البخاري:٢٧٣١).

 

11- عن عبدالله بن عمر -رضي اللّه عنه- قال: "إنَّما النّاسُ كالإِبِلِ المِائَةِ، لا تَكادُ تَجِدُ فيها راحِلَةً"(أخرجه البخاري:٦٤٩٨، ومسلم:٢٥٤٧).

 

12- عن أبي سعيد الخدري -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِراعًا بذِراعٍ، حتّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ والنَّصارى؟ قالَ: "فَمَنْ؟"(رواه البخاري:٣٤٥٦).

 

13- عن جرير بن عبدالله -رضي اللّه عنه- قال: كُنّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في صَدْرِ النَّهارِ، قالَ: فَجاءَهُ قَوْمٌ حُفاةٌ عُراةٌ، مُجْتابِي النِّمارِ أَوِ العَباءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِما رَأى بهِمْ مِنَ الفاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلالًا فأذَّنَ وَأَقامَ، فَصَلّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: (يا أَيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ)إلى آخِرِ الآيَةِ (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: ١]، والآيَةَ الَّتي في الحَشْرِ: (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ)[الحشر: ١٨]، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صاعِ بُرِّهِ، مِن صاعِ تَمْرِهِ، حتّى قالَ: ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، قالَ: فَجاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ بصُرَّةٍ كادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْها، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قالَ: ثُمَّ تَتابَعَ النّاسُ، حتّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعامٍ وَثِيابٍ، حتّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ كَأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُها وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بها بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بها مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزارِهِمْ شَيءٌ. [وفي رِوايةٍ]: كُنّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- صَدْرَ النَّهارِ... بِمِثْلِهِ. وفيه: قالَ: ثُمَّ صَلّى الظُّهْرَ ثُمَّ خَطَبَ (أخرجه مسلم:١٠١٧).

 

14- عن أبي سفيان بن حرب -رضي اللّه عنه- قال: " ثُمَّ دَعَا -أي هرقل عظيم الروم- بكِتَابِ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقَرَأَهُ فَإِذَا فيه بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ علَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فإنِّي أَدْعُوكَ بدِعَايَةِ الإسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، وإنْ تَوَلَّيْتَ فإنَّ عَلَيْكَ إثْمَ الأرِيسِيِّينَ و(يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ أَنْ لا نَعْبُدَ إلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ به شيئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابا مِن دُونِ اللهِ فإنْ تَوَلَّوْا فَقُولوا اشْهَدُوا بأنَّا مُسْلِمُونَ)"(رواه مسلم:١٧٧٣).

 

15- عَن جابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ-رضي اللّه عنه- قال: رَأيتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يَرمي على راحلتِهِ يومَ النَّحرِ يقولُ: "لتَأخذوا مَناسِكَكم، فإنِّي لا أدري لعلِّي لا أحُجُّ بعدَ حجَّتي هذِهِ"(رواه أبو داود:١٩٧٠، وصححه الألباني).

 

16- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مَوْلُودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فيها مِن جَدْعاءَ، ثُمَّ يقولُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ} [الروم: ٣٠]. (أخرجه البخاري:٤٧٧٥، ومسلم:٢٦٥٨).

 

17- عن حمران مولى عثمان قال: رَأَيْتُ عُثْمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، تَوَضَّأَ فأفْرَغَ على يَدَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنى إلى المَرْفِقِ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرى إلى المَرْفِقِ ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ برَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنى ثَلاثًا، ثُمَّ اليُسْرى ثَلاثًا، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ نَحْوَ وضُوئِي هذا ثُمَّ قالَ: "مَن تَوَضَّأَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِما بشيءٍ، إلّا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"(أخرجه البخاري:١٩٣٤، ومسلم:٢٢٦).

 

18- عن خباب بن الأرت رضي الله عنه أنه سئل: أَكانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ في الظُّهْرِ والعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلْنا: بمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذاكَ؟ قالَ: باضْطِرابِ لِحْيَتِهِ (رواه البخاري:٧٤٦).

 

19- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأى خاتَمًا مِن ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقالَ: "يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إلى جَمْرَةٍ مِن نارٍ فَيَجْعَلُها في يَدِهِ"، فقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ ما ذَهَبَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: خُذْ خاتِمَكَ انْتَفِعْ به، قالَ: لا واللَّهِ، لا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- (رواه مسلم:٢٠٩٠).

 

20- عن عبدالله بن مغفل -رضي الله عنه- أنَّهُ رَأى رَجُلًا يَخْذِفُ، فَقالَ له: لا تَخْذِفْ؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهى عَنِ الخَذْفِ -أوْ كانَ يَكْرَهُ الخَذْفَ- وقالَ: إنَّه لا يُصادُ به صَيْدٌ ولا يُنْكى به عَدُوٌّ، ولَكِنَّها قدْ تَكْسِرُ السِّنَّ، وتَفْقَأُ العَيْنَ. ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ ذلكَ يَخْذِفُ، فَقالَ له: أُحَدِّثُكَ عن رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه نَهى عَنِ الخَذْفِ -أوْ كَرِهَ الخَذْفَ- وأَنْتَ تَخْذِفُ! لا أُكَلِّمُكَ كَذا وكَذا (رواه البخاري:٥٤٧٩، مسلم:١٩٥٤).

 

21- عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الْحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ". قالَ: أوْ قالَ: "الحَياءُ كُلُّهُ خَيْرٌ". فَقالَ بُشيرُ بنُ كَعْبٍ: إنّا لَنَجِدُ في بَعْضِ الكُتُبِ، أوِ الحِكْمَةِ، أنَّ منه سَكِينَةً ووَقارًا لِلَّهِ، ومِنْهُ ضَعْفٌ، قالَ: فَغَضِبَ عِمْرانُ حتّى احْمَرَّتا عَيْناهُ، وقالَ: ألا أرى أُحَدِّثُكَ عن رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وتُعارِضُ فِيهِ، قالَ: فأعادَ عِمْرانُ الحَدِيثَ، قالَ: فأعادَ بُشيرٌ، فَغَضِبَ عِمْرانُ، قالَ: فَما زِلْنا نَقُولُ فِيهِ: إنَّه مِنّا يا أبا نُجَيْدٍ، إنَّه لا بَأْسَ بهِ (أخرجه البخاري:٦١١٧، ومسلم:٣٧، واللفظ له).

 

22- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تمنَعوا إماءَ اللَّهِ أن يصلِّينَ في المسجِدِ"، فقالَ ابنٌ لَهُ: إنّا لنَمنعُهُنَّ. فغضِبَ غضَبًا شديدًا، وقالَ: أحدِّثُكَ عَن رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تقولُ إنّا لنمنعُهُنَّ (رواه ابن ماجه:١٦، وصححه الألباني).

 

23- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ"(رواه الترمذي:٢٦٨٢، وصححه الألباني).

 

الاثار

1- عن أبي وائل، قال: جلست إلى شيبة في هذا المسجد، قال: جلس إليّ عمر في مجلسك هذا. فقال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلّا قسمتها بين المسلمين. قلت: ما أنت بفاعل.قال: لم؟. قلت: لم يفعله صاحباك. قال: هما المرآن يقتدى بهما"(رواه البخاري- الفتح:7275).

 

2- عن عمر- رضي اللّه عنه- أنّه جاء إلى الحجر الأسود فقبّله، فقال: إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقبّلك ما قبّلتك"(رواه البخاري:1597).

 

3- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّه رأى على طلحة بن عبيد اللّه ثوبا مصبوغا وهو محرم، فقال عمر: ما هذا الثّوب المصبوغ يا طلحة؟. فقال طلحة: يا أمير المؤمنين، إنّما هو مدر. فقال عمر: إنّكم أيّها الرّهط أئمّة يقتدي بكم النّاس فلو أنّ رجلا جاهلا رأى هذا الثّوب لقال إنّ طلحة بن عبيد اللّه كان يلبس الثّياب المصبغة في الإحرام، فلا تلبسوا أيّها الرّهط شيئا من هذه الثّياب المصبغة"(تنوير الحوالك شرح موطأ مالك:1-304).

 

4- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- دعا أخاه عبيد اللّه يوم عرفة إلى طعام، قال: إنّي صائم، قال: إنّكم أئمّة يقتدى بكم، قد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم دعا بحلاب في هذا اليوم فشرب، وقال يحيى مرّة: أهل بيت يقتدى بكم"(رواه أحمد:1-346، وقال أحمد شاكر (3239): إسناده صحيح).

 

5- قال مجاهد- في قول اللّه تعالى: (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان/ 74] قال: "أئمّة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدى بنا من بعدنا"(قال الحافظ في الفتح(13/ 265): أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما بسند صحيح).

 

القصص

1- عن سعيد بن يسار؛ أنّه، قال: كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكّة. قال سعيد: فلمّا خشيت الصّبح نزلت فأوترت. ثمّ أدركته. فقال لي ابن عمر: أين كنت؟. فقلت له: خشيت الفجر فنزلت  فأوترت ، فقال عبد اللّه: أليس لك في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أسوة؟. فقلت: بلى واللّه. قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يوتر على البعير"(رواه مسلم:700).

 

2- عن جابر بن سمرة؛ قال: قال عمر لسعد: قد شكوك في كلّ شيء حتّى في الصّلاة. قال: أمّا أنا فأمدّ في الأوليين وأحذف في الأخريين. وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-. فقال: ذاك الظّنّ بك. أو ذاك ظنّي بك"(رواه البخاري:770).

 

3- حكى ابن العربي عن الزبير بن بكار، قال: " سمعت مالك بن أنس، وأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الله! من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد. فقال: لا تفعل، قال: فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر، قال: لا تفعل; فإني أخشى عليك الفتنة، فقال: وأي فتنة هذه؟! إنما هي أميال أزيدها، قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إني سمعت الله يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)[النور: 63] (الاعتصام للشاطبي:174).

 

4- عن الحسن بن محمد قال: "أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه، فقال: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة قال: لا ولكن يعذبك على خلاف السنة"(السنن الكبرى للبيهقي:2-654).

 

5- عن وهب بن منبّه؛ قال: كان جبّار في بني إسرائيل يقتل النّاس على أكل لحوم الخنازير، فلم يزل الأمر ... حتّى بلغ إلى عابد من عبّادهم، قال: فشقّ ذلك على النّاس، فقال له صاحب الشّرطة: إنّي أذبح لك جديا، فإذا دعاك الجبّار لتأكل فكل، فلمّا دعاه ليأكل أبى أن يأكل، قال: أخرجوه فاضربوا عنقه، فقال له صاحب الشّرطة: ما منعك أن تأكل وقد أخبرتك أنّه جدي قال: إنّي رجل منظور إليّ، وإنّي كرهت أن يتأسّى بي في معاصيّ، قال: فقتله. (الورع لابن أبي الدنيا (114- 115).

 

6- عن إبراهيم النّخعيّ؛ قال: لقد أدركت أقواما، لو لم يجاوز أحدهم ظفرا لما جاوزته، كفى إزراء على قوم أن تخالف أفعالهم. (رواه الدارمي 1-83 برقم (218). 

 

الاشعار

1- قال أحدهم:

ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ

فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى *** بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ

(منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين للإمام الماوردي 1-2 ج1؛ ص:132)

 

2- قال أحدهم:

مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ *** فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ

فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ فقالـوا: *** بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ

فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ *** فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه

أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرعٍ *** يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!

وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا *** علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه

(مجمع الحكم والامثال في الشعر العربي:7)

 

3- قال بعضهم في التّأسّي بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا *** كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا

وإن نحن أضللنا الطّريق ولم نجد *** دليلا كفانا نور وجهك هاديا

(الفوائد:56).

 

متفرقات

1- قال ابن القيّم رحمه اللّه: "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه"(الفوائد (67).

 

2- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...) هذه الآية الكريمة أصل كبير في التّأسّي برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أقواله وأفعاله وأحواله. ولهذا أمر اللّه تبارك وتعالى النّاس بالتّأسّي بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربّه عزّ وجلّ"(تفسير القرآن العظيم).

 

3- قال ابن حجر: "كانت الأئمّة بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السّنّة لم يتعدّوه إلى غيره اقتداء بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم"(فتح الباري (13/ 351).

 

4- قال ابن قتيبة عند قوله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)[النحل:120]: "أي: إماما يقتدي به الناس، لأنه ومن اتبعه أمة، فسمي أمة لأنه سبب الاجتماع. وقد يجوز أن يكون سمي أمة؛ لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في أمة. ومن هذا يقال: فلان أمة وحده، أي: هو يقوم مقام أمة"(تأويل مشكل القرآن:٢٤٩).

 

5- "إن من السهل تأليف كتاب في التربية، ومن السهل تخيل منهج، ولكن هذا المنهج يظل حبرًا على ورق ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه، وعندئذ فقط يتحول إلى حقيقة"( منهج التربية الإسلامية؛ لمحمد الراشد:1-180).

 

6- "كانت سيرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وحياته الواقعيَّة - بكلِّ ما فيها؛ من تجارب الإنسان، ومحاولات الإنسان، وضَعف الإنسان، وقوة الإنسان - مختلطة بحقيقة الدعوة السماوية، مُرتقية بها خُطوة خطوة؛ كما يبدو في سيرة أهله وأقرب الناس إليه، فكانت هي النموذج العملي للمحاولة الناجحة، يراها ويتأثر بها مَن يريد القدوة الميسرة، العملية الواقعيَّة، التي لا تعيش في هالات ولا في خيالات"(في ظلال القرآن:7-253).

 

7- يقول شيخ الإسلام عند قوله تعالى: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان:74]: "أي: فاجْعَلنا أئمَّة لِمَن يَقتدي بنا ويأْتَمُّ، ولا تَجعلنا فتنة لمن يضلُّ بنا ويشقى"(مجموع الفتاوى:3-91).

 

8- قال السعدي عند قوله تعالى: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان:74]: "أي: أَوْصِلنا يا ربَّنا إلى هذه الدرجة العالية، درجة الصِّديقين والكُمَّل من عباد الله الصالحين، وهي درجة الإمامة في الدين، وأن يكونوا قدوة للمتَّقين في أقوالهم وأفعالهم، يُقتدى بأفعالهم، ويُطمَأَنُّ لأقوالهم، ويسير أهل الخير خلفهم، فيهدون ويهتدون؛ ولهذا لما كانت هِممهم ومطالبهم عالية، كان الجزاء من جنس العمل، فجازاهم بالمنازل العاليات، فقال: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)[الفرقان: 75] فلله، ما أعلى هذه الصفات! وأرفع هذه الهِمم! وأجَلَّ هذه المطالب! وأزكى تلك النفوس! وأطهرَ تلك القلوب! وأصفى هؤلاء الصفوة! وأتقى هؤلاء السادة!

 

 ومِنَّة الله على عباده أن بيَّن لهم أوصافهم، ونعَت لهم هيئاتهم، وبيَّن لهم هِمَمهم، وأوضحَ لهم أجورهم؛ ليشتاقوا إلى الاتصاف بأوصافهم، ويَبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي مَنَّ عليهم وأكرَمهم - الذي فضلُه في كلِّ زمان ومكان، وفي كلِّ وقتٍ وآن - أن يَهديَهم كما هداهم، ويتولاَّهم بتربيته الخاصة كما تولاَّهم (تيسير الكريم الرحمن).

 

9- من نماذج القدوة الحسنة في القرآن:

أ- إبراهيم -عليه السلام- فإن من صفاته وأخلاقه التي وردت في القرآن الكريم ويقتدى بها هي: قانتا لله. حنيفًا. شاكرًا لأنعم الله. أوَّاهًا. حليمًا. كريمًا. صابرًا. متلطفا وبارا بوالده المشرك. سليم القلب. محاورًا ومربيًا لأبنائه. محاورًا في دعوة الكفار إلى الإله الحق. شجاعًا ومفاصلًا في العقيدة.

 

ب- ذو القرنين.

من معالم الاقتداء به الواردة في القرآن:

عدم الفتنة بالملك. إقامة العدل بين الناس. التواضع وعدم التكبر. الاستعفاف عما في أيدي الناس. إشراك الناس معه في القيام بالأعمال. الشكر لأنعم الله.

 

ج- امرأة فرعون.

من معالم الاقتداء بها الواردة في القرآن:

الصبر على البلاء، والثبات على المنهج. التضرع إلى الله وقت الشدائد. إنكار المنكر والتبرؤ من الكفر والضلال. الترفع عن متاع الدنيا. قوة شخصية المرأة. العطف والرحمة. الإخلاص والتوقير للزوج.

 

د- مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها

 

ومن نماذج من القدوة السيئة في القرآن الكريم ومعالم الاقتداء بهم:

أ- فرعون

العلو. الإسراف والغرور. الإفراط والطغيان. الاستكبار. الظلم. الإفساد. 

 

ب- قابيل قاتل أخيه هابيل

الحسد. القتل

 

ج- امرأة لوط وامرأة نوح

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كانت امرأة نوح تقول للناس إنه مجنون، وكانت امرأة لوط إذا نزل به الضيف بالليل أوقدت النار حتى يعلم قومه أنه قد نزل به ضيف، وإذا نزل به بالنهار دخنت"(التفسير البسيط؛ للواحدي:٢٢-٢٧). وروى الضحاك عنه قال: "ما بغت امرأة نبي قط، إنما كانت خيانتهما في الدين"، وقال عكرمة: "فخانتاهما في الدين"(انظر: جامع البيان، الطبري:٢٣-٤٩٨، التفسير البسيط؛ للواحدي:٢٢-٢٨).

 

الإحالات

1- القدوة مبادئ ونماذج؛ د. صالح بن حميد.

 

2- القدوة وأثرها في الدعوة إلى الله تعالى؛ أ. د. إسماعيل علي محمد.

 

3- القدوة الحسنة؛ عبدالله بن جارالله الجارالله.

 

4- المعلم القدوة؛ د. صالح العمرو.

 

5- القدوة الحسنة في ضوء القرآن الكريم؛ د. ناصر الماجد.

 

الحكم

1- "الناس على دين مليكهم"

قال ابن كثير -رحمه الله- في ترجمة الوليد بن عبد الملك: "قالوا كانت همة الوليد في البناء، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: ماذا بنيت؟ ماذا عمرت؟ وكانت همة أخيه سليمان في النساء، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: كم تزوجت؟ ماذا عندك من السراري؟

 

وكانت همة عمر بن عبد العزيز في قراءة القرآن، وفي الصلاة والعبادة، وكان الناس كذلك، يلقى الرجل الرجل، فيقول: كم وردك؟ كم تقرأ كل يوم؟ ماذا صليت البارحة؟ والناس يقولون: الناس على دين مليكهم إن كان خمارا كثر الخمر. وإن كان لوطيا فكذلك وإن كان شحيحا حريصا كان الناس كذلك، وإن كان جوادا كريما شجاعا كان الناس كذلك، وإن كان طماعا ظلوما غشوما فكذلك، وإن كان ذا دين وتقوى وبر وإحسان كان الناس كذلك وهذا يوجد في بعض الأزمان وبعض الأشخاص، والله أعلم. (البداية والنهاية:٩-١٨٦).

 

2- قال ابن خلدون: "المغلوب مولعٌ بتقليد الغالب أبدًا"(مقدمة ابن خلدون).

 

3- "الصاحب ساحب"(معجم الأمثال اليمانية الشائعة د. أحمد علي الهمداني:97)