أخ

2024-06-19 - 1445/12/13

التعريف

الأخ: أصله أخو بالتحريك؛ لأنه جمع على آخاء مثل آباء، والذاهب منه واو؛ لأنك تقول في التثنية أخوان... وقد يتسع فيه فيراد به الاثنان؛ كقوله تعالى: (فإن كان له إخوة) [النساء:١١].

 

وهذا كقولك: إنا فعلنا، ونحن فعلنا، وأنتما اثنان، وأكثر ما يستعمل الإخوان في الأصدقاء، والإخوة في الولادة. انظر: الصحاح: (٨/١٤١).

 

والأخ -في الحقيقة- هو: كل من جمعك وإياه صلب أو بطن، ويستعار لكل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في الصنعة أو في معاملة أو في مودة أو في غير ذلك من المناسبات، والأخت كالأخ، وقيل: الإخوة جمع الأخ من النسب، والإخوان جمع أخ من الصداقة. الكليات؛ للكفوي (ص: ٦٣).

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

تقدم معنا أن الأخ هو كل من جمعك وإياه صلب أو بطن ويستعار لكل مشارك لغيره في القبيلة أو في الدين أو في الصنعة أو في معاملة أو في مودة أو في غير ذلك من المناسبات والأخت كالأخ.

العناصر

1- حق الإخوة والأخوات

 

2- أثر العدل بين الأبناء على الصلة

 

3- من نماذج القرآن في التعامل بين الإخوة

 

4- عِظَم حق الأخت على أخيها

 

5- من صور ظلم الأخوات

 

6- خطورة قطيعة الإخوة والأخوات.

 

7- آثار تأدية الحقوق بين الإخوة والأخوات

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ) [النساء: ١٢]

 

2- قوله تَعَالَى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ...) الآية [النساء:23].

 

3- قوله تَعَالَى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ * مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) [المائدة: 31-32].

 

4- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[التوبة:23-24].

 

5- قوله تَعَالَى: (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ) [يوسف: 59-60].

 

6- قوله تَعَالَى: (فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) [يوسف:63-65].

 

7- قوله تَعَالَى: (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)[يوسف:77].

 

8- قوله تَعَالَى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87].

 

9- قوله تَعَالَى: (وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) [طه: 29-36].

 

10- قوله تَعَالَى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32].

 

11- قوله تَعَالَى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)[عبس:34].

 

12- قوله تَعَالَى: (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ)[يوسف: 7].

 

13- قوله تَعَالَى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)[الشعراء:214].

 

14- قوله تَعَالَى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ)[القصص:34].

 

15- قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ تَعْلَمُونَ)[البقرة:232]. فالأب أو الأخ قد يعضل أخته وهذا منهي عنه.

 

16- قَالَ -تَعَالَى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص: 7-13].

 

17- قَالَ -تَعَالَى-: (قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأعراف:151].

 

18- قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه: 132].

 

19- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنفال: ٧٥].

 

 

 

الاحاديث

1- عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الجَنَّةُ» أخرجه الترمذي: (1916)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1973): "صحيح لغيره".

 

2- "مَنْ أَنْفَقَ عَلَى ابْنَتَيْنِ، أَوْ أُخْتَيْنِ، أَوْ ذَوَاتَيْ قَرَابَةٍ، يَحْتَسِبُ النَّفَقَةَ عَلَيْهِمَا، حَتَّى يُغْنِيَهُمَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ يَكْفِيَهُمَا، كَانَتَا لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ" أخرجه أحمد في المسند: (26516)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1904): "حسن لغيره".

 

3- عن أبي بكرة نفيع بن الحارث -رضي الله عنه- قال: قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ" أخرجه الترمذي: (٢٥١١)، وصححه الألباني.

 

4- عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَهُوَ يَقُولُ: "يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ"(رَوَاهُ النسائي: (٢٥٣١)، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

5- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كُنْتُ مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في غَزاةٍ، فأبْطَأَ بي جَمَلِي وأَعْيا، فأتى عَلَيَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقالَ جابِرٌ: فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَ: ما شَأْنُكَ؟ قُلتُ: أبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي وأَعْيا، فَتَخَلَّفْتُ، فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بمِحْجَنِهِ ثُمَّ قالَ: ارْكَبْ، فَرَكِبْتُ، فَلقَدْ رَأَيْتُهُ أكُفُّهُ عن رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: تَزَوَّجْتَ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: بكْرًا أمْ ثَيِّبًا قُلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قالَ: أفلا جارِيَةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ قُلتُ: إنَّ لي أخَواتٍ، فأحْبَبْتُ أنْ أتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ، وتَمْشُطُهُنَّ، وتَقُومُ عليهنَّ. أخرجه البخاري: (٢٠٩٧)، ومسلم: (٧١٥).

 

6- عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً، فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ في الأدب المفرد: (٣١٣).

 

7- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دَعا النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأنْصارَ، فقالَ: "هلْ فِيكُمْ أحَدٌ مِن غيرِكُمْ؟" قالوا: لا، إلّا ابنُ أُخْتٍ لَنا، فقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ابنُ أُخْتِ القَوْمِ منهمْ". أخرجه البخاري: (3528)، ومسلم: (1059).

 

8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهمَّ إنِّي أحرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ: اليتيمِ، والمرأَةِ". أخرجه ابن ماجه: (٣٦٧٨)، وأحمد: (٩٦٦٤)، وحسنه الألباني.

 

9- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أن رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهى عَنِ الشِّغارِ قُلتُ لِنافِعٍ: ما الشِّغارُ؟ قالَ: يَنْكِحُ ابْنَةَ الرَّجُلِ ويُنْكِحُهُ ابْنَتَهُ بغيرِ صَداقٍ، ويَنْكِحُ أُخْتَ الرَّجُلِ ويُنْكِحُهُ أُخْتَهُ بغيرِ صَداقٍ. رواه البخاري: (٦٩٦٠) ومسلم: (١٤١٥).

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءَ شيخٌ يريدُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأبطا القومُ أن يوسِّعوا لَه فقالَ: "ليسَ منّا من لم يرحَمْ صغيرَنا ولم يوقِّرْ كبيرَنا". رواه الترمذي: (١٩١٩)، وصححه الألباني.

 

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلِي". أخرجه ابن ماجه: (١٩٧٧)، وصححه الألباني.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: "أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْناكَ أَدْناكَ". أخرجه البخاري: (٥٩٧١)، ومسلم: (٢٥٤٨).

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَن وصَلَكِ وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ". رواه البخاري: (٥٩٨٨)، ومسلم: (٢٥٥٤).

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا". فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: "تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ". رواه البخاري: (٦٩٥٢).

 

القصص

1- ثبت عن نبيِّنا محمد -صلَّى الله عليْه وسلَّم- إكرامُه لأخته من الرضاع: الشيماء، فذُكِر أنَّها لما انتهت إلى رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قالت: يا رسول الله، إني لأختُك من الرَّضاعة، قال: "وما علامة ذلك؟" قالت: عضَّة عضضتَها في ظهري وأنا متورِّكتُك، فعرَف رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - العلامة، فبسط لها رداءَه، ثم قال لها: "ههُنا"، فأجلسها عليْه، ودمعت عيناه، وخيَّرها فقال: "إن أحببتِ فأقيمي عندي محبَّبة مكرمة، وإن أحببت أن ترْجعي إلى قومك أوْصلتك"، فقالت: بل أرجِع، فأسلمتْ وأعْطاها رسولُ الله -صلَّى الله عليْه وسلَّم- نعمًا وشاءً وثلاثةَ أعبُد وجارية. الإصابة في تمييز الصحابة: (8-123).

 

2- ذكَرَ أهلُ السِّيَر أنَّ الحجاج قال لامرأة أَسَر في بعض حروبه زوجَها وابنَها وأخاها: "اختاري واحدًا منهم، فقالتْ: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، أختارُ الأخ، فقال الحجاج: عفوتُ عن جماعتهم؛ لحُسْن كلامها" انظر: "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء"، للأصفهاني: (1-434).

 

3- من طريف ما يذكر من الوفاء للأخوات أن كتبت إعلامية أمريكية مشهورة سيرتها الإعلامية الطويلة الناجحة في كتاب سمته: "تجربتي مع قادة العالم ومشاهيرهم"، أجمل ما فيه: أنها أهدته لأختها المتخلفة عقليًّا، وقدمت له بمقدمة ضافية ذكرت فيها أنها سمت ابنتها على اسم أختها، وأن إحساسها منذ الصغر بمسؤوليتها تجاه أختها حفزها للجد والاجتهاد، حتى حازت هذا النجاح. فتأملوا وفاءها لأختها رغم تخلف عقلها، ولعلها وفقت في عملها بسبب قيامها عليها.

 

4- هذه ليلى بنت لكيز العفيفة، تستنجد بإخوانها كليب وعقيل وجنيد عندما خطفها ملك من ملوك الفرس؛ فتقول:

يا كليبًا وعقيلًا إخوتي *** يا جنيدًا أسعدوني بالبكا

عُذِّبت أختكم يا ويلكم *** بعذاب النكر صبحًا ومسا

غللوني قيدوني ضربوا  *** ملمس العفة مني بالعصا

يكذب الأعجم ما يقربني  *** ومعي بعض حُشاشات الحيا

أصبحت ليلى تُغلَّل كفُّها  *** مثل تغليل الملوك العظما

وتقيد وتكبل جهرةً *** وتطالَب بقبيحات الخنا

يا بني تغلب سيروا وانصروا *** وذروا الغفلة عنكم والكرى

واحذروا العار على أعقابكم *** وعليكم ما بقيتم في الدُّنا

فقامت الحرب، وهُزِمَ الفرس، وفُكَّتِ الأسيرة.

 

5- رُوِي عن لقمان: أنَّه قدِمَ من سفر، فلقِيه غلامٌ في الطريق، فقال: ما فعل أبي؟ قال: مات، قال: الحمد لله، ملكتُ أمري، قال: ما فعلت أمِّي؟ قال: ماتت، قال: ذهب همِّي، قال: ما فعلتِ امرأتي؟ قال: ماتت، قال جُدِّد فراشي، قال: ما فعلت أختي؟ قال: ماتت، قال: سُتِرت عورتي، قال: ما فعل أخي؟ قال: مات، قال: انقطع ظهري. ، آباء وأبناء ملامح تربويَّة في القرآن الكريم؛ لفاروق حمادة: (ص 195).

 


 

الاشعار

1- قالت الْخَنْسَاءِ:

أَرَاهَا وَالِهًا تَبْكِي أَخَاهَا *** عَشِيَّةَ رَزْئِهِ أَوْ غِبَّ أَمْسِ

وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِنْ *** أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأَسِّي

فَلَا وَاللهِ لَا أَنْسَاكَ حَتَّى *** أُفَارِقَ مُهْجَتِي وَيُشَقَّ رَمْسِي

فَقَدْ وَدَّعْتُ يَوْمَ فِرَاقِ صَخْرٍ *** أَبِي حَسَّانَ لَذَّاتِي وَأُنْسِي

 

2- قال أحدهم:

سامِحْ أخاكَ إذا خَلَطْ *** مِنْهُ الإصابةَ والغَلَطْ

وتَجَافَ عن تعنيفهِ *** إن زاغَ يوماً أو قَسَطْ

واعلمْ بأنَّك إِنْ طَلَبْتَ *** مُهَذَّبَاً رُمْتَ الشَّطَطْ

مَنْ ذا الذي ما سَاء قَطْ *** ومَنْ لَه الحُسنى فَقَطْ 

 

3- رثاء الخنساء لأخيها صخر:

يُذكِّرني طلوع الشمس صخرًا *** وأذكره لكل غروب شمسِ

ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلتُ نفسي

فيا لهفي عليه ولهف أمي *** أيصبح في الضريح وفيه يمسي

 

4- قال عبدالله بن كرز:

وَإِنِّي وَأَهْلِي وَالَّذِي قَدَّمَتْ يَدِي *** كَدَاعٍ إِلَيْهِ صَحْبَهُ ثُمَّ قَائِلِ

لِإِخْوَتِهِ إِذْ هُمْ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ *** أَعِينُوا عَلَى أَمْرٍ بِيَ الْيَوْمَ نَازِلِ

فِرَاقٍ طَوِيلٍ غَيْرَ مُشْفَقٍ بِهِ *** فَمَاذَا لَدَيْكُمْ فِي الَّذِي هُوَ غَائِلِي

فَقَالَ امْرُؤٌ مِنْهُمْ أَنَا الصَّاحِبُ الَّذِي *** أُطِيعُكَ فِيمَا شِئْتَ قَبْلَ التَزَايُلِ

فَأَمَّا إِذَا جَدَّ الْفِرَاقُ فَإِنَّنِي *** لِمَا بَيْنَنَا مِنْ خُلَّةٍ غَيْرُ وَاصِلِ

فَخُذْ مَا أَرَدْتَ الْآنَ مِنِّي فَإِنَّنِي *** سَيُسْلَكُ بِي فِي مَهْبَلٍ مِنْ مَهَابِلِ

وَإِنْ تُبْقِنِي لَا تَبْقَ فَاسْتَنْقِذْنَنِي *** وَعَجِّلْ صَلَاحًا قَبْلَ حَتْفٍ مُعَاجِلِ

وَقَالَ امْرُؤٌ قَدْ كُنْتُ جِدًّا أُحِبُّهُ *** وَأُوثِرُ مِنْ بَيْنِهِمْ فِي التَّفَاضُلِ

غِنَائِيَ أَنِّي جَاهِدٌ لَكَ نَاصِحٌ *** إِذَا جَدَّ جَدُّ الْكَرْبِ غَيْرُ مُقَاتِلِ

وَلَكِنَّنِي بَاكٍ عَلَيْكَ وَمُعْوِلٌ *** وَمُثْنٍ بِخَيْرٍ عِنْدَ مَنْ هُوَ سَائِلِي

وَمُتَّبِعُ الْمَاشِينَ أَمْشِي مُشَيِّعًا *** أُعِينَ بِرِفْقٍ عُقْبَةً كُلَّ حَامِلِ

إِلَى بَيْتِ مَثْوَاكَ الَّذِي أَنْتَ مَدْخَلٌ *** وَرَاجِعُ مَقْرُونًا بِمَا هُوَ شَاغِلِي

كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ خُلَّةٌ *** وَلَا حُسْنُ وُدٍّ مَرَّةً فِي التَّبَاذُلِ

فَذَلِكَ أَهْلُ الْمَرْءِ ذَاكَ غِنَاؤُهُمْ *** وَلَيْسُوا - وَإِنْ كَانُوا حِرَاصًا - بِطَائِلِ

وَقَالَ امْرُؤٌ مِنْهُمْ أَنَا الْأَخُ لَا تَرَى *** أَخًا لَكَ مِثْلِي عِنْدَ كَرْبِ الزَّلَازِلِ

لَدَى الْقَبْرِ تَلْقَانِي هُنَالِكَ قَاعِدًا *** أُجَادِلُ عِنْدَ الْقَوْلِ رَجْعَ التَّجَادُلِ

وَأَقْعُدُ يَوْمَ الْوَزْنِ فِي الْكِفَّةِ الَّتِي *** تَكُونُ عَلَيْهَا جَاهِدًا فِي التَّثَاقُلِ

وَلَا تَنْسَنِي وَاعْلَمْ مَكَانِي فَإِنَّنِي *** عَلَيْكَ شَفِيقٌ نَاصِحٌ غَيْرُ خَاذِلِ

فَذَلِكَ مَا قَدَّمْتَ مِنْ كُلِّ صَالِحٍ *** تُلَاقِيهِ إِنْ أَحْسَنْتَ يَوْمَ التَّوَاصُلِ

أمثال الحديث للرامهرمزي (ص: 111).

الحكم

قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: "لك ما أبكي ولا عبرة بي". يضرب للرجل يشتد اهتمامه بشأن أخيه. الأمثال؛ لأبي عبيد (ص:174).

متفرقات

1- قال صاحب تحفة الأحوذي في شرحه لحديث: قوله: (خيركم خيركم لأهله) قال: "أي لعياله، وذوي رحمه، وقيل لأزواجه وأقاربه، وذلك لدلالته على حسن الخلق، (وأنا خيركم لأهلي) فأنا خيركم مطلقا، وكان أحسن الناس عشرة لهم، وكان على خلق عظيم".

 

2- قال ابن العماد في شرحه لحديث: قوله: (حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) "الأولى أن يحمل على عموم الأخوة، حتى يشمل الكافر فيحبّ لأخيه الكافر ما يحبُّ لنفسه من دخوله في الإسلام، كما يحبّ للمسلم دوامه، ومن ثم كان الدعاء بالهداية مستحباً". دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين

 

3- قال صاحب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو لكفار قريش بالخير، ويحبه لهم، ويقول: "اللهم اهد قومي؛ فإنهم لا يعلمون" ومما يؤكد أن المراد محبة الخير للناس جميعاً، لا فرق بين مسلم، وكافر قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الإيمان، أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك. أخرجه أحمد في مسنده. ولكن هذا إذا لم يكن في الخير الذي يصيبهم مَضَرَّة للمسلمين، وإلّا دخل ذلك في موالاة أعداء الله.

 

4- قال ابن عاشور: "وخصَّ هارون لفرط ثِقته به، ولأنَّه كان فصيح اللسان مِقْوالاً، فكوْنه من أهلِه مظنَّة النصح له، وكونه أخاه أقوى في المناصحة، وكونه الأخ الخاصَّ لأنَّه معلوم عنده بأصالة الرأي". التحرير والتنوير

 

5- قال الألوسي عند قوله تعالى: (وأخَذَ بِرَأْسِ أخِيهِ يَجُرُّهُ إلَيْهِ) [الأعراف: ١٥٠] قال: "إنما أخذ رأس أخيه ليساره ويستشكف منه كيفية الواقعة مما يأباه الذوق كما لا يخفى على ذويه، ومثله القول بأنه إنما كان لتسكين هارون لما رأى به من الجزع والقلق، وقال أبو علي الجبائي: إن موسى عليه السلام أجرى أخاه مجرى نفسه فصنع به ما يصنع الإنسان به عند شدة الغضب". تفسير الألوسي

 

6- "على الوالدين بث روح التعاون والثِّقة والمودة بين أفراده جميعًا، فيشعر الولد بأنَّ إخوانه أصدقاء له يتبادل معهم الحب والاحترام، ومن ثم يشع داخل البيت أنهم كلهم أفراد متفاهمون متعاضدون". الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، لسهام مهدي جبار (ص: 219).

 

7- "من أهداف الأسرة المسلمة: تنمية قدرات الإنسان العقليَّة ومواهبه الذِّهْنية، وتوجيهها نحو الخير العام، ومن الوسائل المعينة على تحقيق هذا الهدف: الأخوَّة الصَّالحة الدَّافعة إلى الخير، الأخوَّة في الأسرة تورث المحبَّة والإيثار، وتبعد الحسد والشَّحناء والغل والقطيعة، وقد رأينا كيف فعل الحسد في أسرة يعقوب - عليه السلام - حيث قضى الحسد والبغضاء على استقرار الأسرة الكريمة"، استراتيجيات التربية الأسرية، لجنة البحوث والدراسات إشراف: توفيق يوسف الواعي (ص: 101-116).