"كورونا"!!!
مريزيق بن فليح السواط
1435/06/18 - 2014/04/18 00:24AM
فإن سنة الله تعالى لا تحابي أحدا، ولا تُخلف وعدا، فمن أعرض عن ذكر الله، وتولى عن أمره، وخالف شرعه، أذاقه الله عذاب الخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، ولهذا أخبرنا الله سبحانه عن إهلاك القرى المكذبة لنحذر طريقهم، ونرجع بالتوبة الصادقة إلى الله حين يُزّين الشيطان لنا المعصية، وتسول لنا أنفسنا الأمارة بالسيئة، فقال تعالى: "ولقد أهلكنا ما حولكُم من القرى وصرّفنا الأيات لعلهم يَرجعون" فأهلك الله تعالى عادا الأولى، وثمود فما أبقى، وقوم نوح من قبل أنهم كانوا هم أظلم وأطغى، ودمر على قوم لوط قريتهم، وأرسل السحاب بالنار على قوم شعيب، وأهلك أهل سبأ بأن دمر السد بالسيل العَرِم، حين عصوا ربهم وكفروا به "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبيانات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي المجرمين" وقال سبحانه: "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكم موعدا" مدة معلومة، ووقت معين، لا يزيد ولا ينقص.
أهلك الله هذه الأمم وقد كانوا أولي بأس، شديد ومال كثير، ونعم عظيمة، حين أعرضوا عن آيات الله، واستخفوا بعقابه، واغتروا بما عندهم من أسباب القوة والحضارة "فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون".
ما حل بهذه الأمم السابقة، وما نزل بهم من العذاب والهلاك، أعظم عبرة، وأوضح تذكرة، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، كل ذلك كان بسبب ذنوبهم، وظلمهم لأنفسهم، "فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
في القرآن نتلوا خبر الأمم السابقة، وما قص الله علينا من شأنهم، لا للتسلية، ولا لإضاعة الوقت، ولا للإثراء العلمي وزيادة المعرفة، وإنما لنحذر صنيعهم، ونجتنب سبيلهم، قال تعالى: "وكم قصمنا من قرية" كم تدل على الكثرة!!!! فالله تعالى هو الكبير المتعال، العظيم الجبار، كل أمة وكل قرية تخالف أمره يأخذها أخذ عزيز مقتدر، ويسلط عليها من حيث لا تحتسب "ولا يخاف عقباها" "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين".
بين لنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه أسباب هلاك الأمم وضرب لنا الأمثال فقال تعالى: "وضرب الله مثلا قرية كانت أمنه مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من كل مكان" أمنة لا تعرف الخوف، مطمئنة لا تعرف الضرب في الأرض طلبا للرزق، فرزقها يُجبى لها من كل مكان، النعم متوفرة في البلاد، والأسواق ملئيه بالخيرات، والناس في أرغد عيش وأهنأ حياة، هذه القرية بدلت نعمة الله كفرا، وقابلت إحسانه بالعصيان، وظلمت نفسها بالكبر والطغيان، سخرت نعمة الله فيما يغضبه، واستعملتها فيما يجلب سخطه ومقته " فكفرت بأنعم الله " فكان الجزاء في الحال، والعقوبة مباشرة "فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" هذا الجوع والخوف بسبب صنيعكم!! فالله تعالى أرحم الراحمين لا يستفيد من عذابكم، ولا تنقص خزائنه من عطائكم، ولكن بما كسبت أيديكم حل بكم عقابه، ولو أخذكم ببعض ذنوبكم لما ترك على ظهر الأرض من دابة!!!
عباد الله:
الذنوب والمعاصي سبب حصول البلاء، ونزول العقاب، واضطراب الأحوال، وحلول الخوف والجوع، حتى وإن قّصُرت أفهام الناس عن إدراك ذلك!! وظنوا أن البلاء بسبب الطبيعة والظواهر الكونية!!! يا هؤلاء قدرة الله لا يَحدُها حدّ، وهي نافذة فيمن تجرأ على حدوده، واستخف بشرعه، وارتكب ما نهى الله عنه قال تعالى: "قل هو القادرُ على أن يَبعثَ عليكم عذابا من فوقِكُم أو من تحت أرجُلِكُم أو يَلبِسَكُم شيعا ويُذيقَ بعضَكُم بأسَ بعض انظر كيف نُصرفُ الآيات لعلهم يفقهون".
الحمد لله على إحسانه....
عباد الله:
على مدار أسبوع وأحاديث الناس، في الإعلام والمجالس، وأماكن الاجتماعات، لا تخرج عن خطر وباء "كورونا" ذلك الفيروس الذي فاجأ الناس، وهجم على المجتمع، فتسبب في وفاة البعض، ولزوم الأسرة البيضاء لآخرين، وحصول الخوف والذعر عند الكثيرين، مما حدا بالقائمين على شئون البيئة والصحة للتحذير منه، وبيان خطره، وأسباب ظهوره، وكيفية العلاج والوقاية منه، فجُهزت المختبرات، وقامت مراكز الأبحاث تبحث عن أصل هذا الوباء، وتُجري التجارب لاكتشاف الدواء!! وبين تداعيات هذا الوباء وما حصل فيه من نكبات، وبين أحاديث الناس وجهود الجهات، تظهر حكم وأحكام!!! لابد للعاقل من النظر فيها بعين البصيرة، ليزداد إيمان بالله، وتعظيما لقضائه وقدره، وأن الأمر كله بيده سبحانه وتعالى، وأن ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن، وأن قدرة البشر وما يملكون من وسائل لا تقدم سببا، ولا تؤخر أجلا، وأن قدرة جميع الخلائق لو اجتمعوا محدودة، ووسائلهم قاصرة، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
عبد الملك بن مروان خرج من دمشق هاربا من الطاعون ومعه غلامه، وفي الطريق قال لغلامه حدثني يا غلام
فقال الغلام بأمير المؤمنين: خرج الأسد والثعلب....
فقال الثعلب للأسد: أنت ملك الغابة، وأنا أصطاد لك على أن تُجيرني من كل أحد!! فوافق الأسد....
فأصبح الثعلب يختال في مشيته لأنه في حماية الأسد!!
فجاء طائر عظيم الخِلْقة يُريد أن يخطف الثعلب فخاف منه وارتقى على ظهر الأسد يُريد منه أن يُجيره كما وعده؟؟ فجاء الطائر فتناول الثعلب وأخذه!!
فقال الثعلب: لما لم تحمني يا أبا الحارث؟؟
فقال الأسد: وعدتك أن أحميك من دواب الأرض، أما ما يأتي من السماء فلا طاقة لي به!!
فلما سمعها عبد الملك قال للغلام: ويحك والله لقد وعظتني أيما موعظة، ورجع إلى دمشق وسلِمَ من الطاعون فلم يُصبه،"قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا. قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا".
عباد الله:
هذه الأحداث للشرع فيها أوامر يجب أن نعمل بها، وأن نتعامل معها، وأعظم ذلك مضاعفة العمل الصالح، واجتناب الذنوب والقبائح، والتوكل الصادق على الله، والرضا بالقضاء والقدر، والحذر من الشائعات، والتثبت في الأخبار، ودوام شكر المولى في السراء والضراء "عجبا لأمر المؤمن، أن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
أهلك الله هذه الأمم وقد كانوا أولي بأس، شديد ومال كثير، ونعم عظيمة، حين أعرضوا عن آيات الله، واستخفوا بعقابه، واغتروا بما عندهم من أسباب القوة والحضارة "فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون".
ما حل بهذه الأمم السابقة، وما نزل بهم من العذاب والهلاك، أعظم عبرة، وأوضح تذكرة، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، كل ذلك كان بسبب ذنوبهم، وظلمهم لأنفسهم، "فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
في القرآن نتلوا خبر الأمم السابقة، وما قص الله علينا من شأنهم، لا للتسلية، ولا لإضاعة الوقت، ولا للإثراء العلمي وزيادة المعرفة، وإنما لنحذر صنيعهم، ونجتنب سبيلهم، قال تعالى: "وكم قصمنا من قرية" كم تدل على الكثرة!!!! فالله تعالى هو الكبير المتعال، العظيم الجبار، كل أمة وكل قرية تخالف أمره يأخذها أخذ عزيز مقتدر، ويسلط عليها من حيث لا تحتسب "ولا يخاف عقباها" "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين".
بين لنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه أسباب هلاك الأمم وضرب لنا الأمثال فقال تعالى: "وضرب الله مثلا قرية كانت أمنه مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من كل مكان" أمنة لا تعرف الخوف، مطمئنة لا تعرف الضرب في الأرض طلبا للرزق، فرزقها يُجبى لها من كل مكان، النعم متوفرة في البلاد، والأسواق ملئيه بالخيرات، والناس في أرغد عيش وأهنأ حياة، هذه القرية بدلت نعمة الله كفرا، وقابلت إحسانه بالعصيان، وظلمت نفسها بالكبر والطغيان، سخرت نعمة الله فيما يغضبه، واستعملتها فيما يجلب سخطه ومقته " فكفرت بأنعم الله " فكان الجزاء في الحال، والعقوبة مباشرة "فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" هذا الجوع والخوف بسبب صنيعكم!! فالله تعالى أرحم الراحمين لا يستفيد من عذابكم، ولا تنقص خزائنه من عطائكم، ولكن بما كسبت أيديكم حل بكم عقابه، ولو أخذكم ببعض ذنوبكم لما ترك على ظهر الأرض من دابة!!!
عباد الله:
الذنوب والمعاصي سبب حصول البلاء، ونزول العقاب، واضطراب الأحوال، وحلول الخوف والجوع، حتى وإن قّصُرت أفهام الناس عن إدراك ذلك!! وظنوا أن البلاء بسبب الطبيعة والظواهر الكونية!!! يا هؤلاء قدرة الله لا يَحدُها حدّ، وهي نافذة فيمن تجرأ على حدوده، واستخف بشرعه، وارتكب ما نهى الله عنه قال تعالى: "قل هو القادرُ على أن يَبعثَ عليكم عذابا من فوقِكُم أو من تحت أرجُلِكُم أو يَلبِسَكُم شيعا ويُذيقَ بعضَكُم بأسَ بعض انظر كيف نُصرفُ الآيات لعلهم يفقهون".
الحمد لله على إحسانه....
عباد الله:
على مدار أسبوع وأحاديث الناس، في الإعلام والمجالس، وأماكن الاجتماعات، لا تخرج عن خطر وباء "كورونا" ذلك الفيروس الذي فاجأ الناس، وهجم على المجتمع، فتسبب في وفاة البعض، ولزوم الأسرة البيضاء لآخرين، وحصول الخوف والذعر عند الكثيرين، مما حدا بالقائمين على شئون البيئة والصحة للتحذير منه، وبيان خطره، وأسباب ظهوره، وكيفية العلاج والوقاية منه، فجُهزت المختبرات، وقامت مراكز الأبحاث تبحث عن أصل هذا الوباء، وتُجري التجارب لاكتشاف الدواء!! وبين تداعيات هذا الوباء وما حصل فيه من نكبات، وبين أحاديث الناس وجهود الجهات، تظهر حكم وأحكام!!! لابد للعاقل من النظر فيها بعين البصيرة، ليزداد إيمان بالله، وتعظيما لقضائه وقدره، وأن الأمر كله بيده سبحانه وتعالى، وأن ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن، وأن قدرة البشر وما يملكون من وسائل لا تقدم سببا، ولا تؤخر أجلا، وأن قدرة جميع الخلائق لو اجتمعوا محدودة، ووسائلهم قاصرة، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
عبد الملك بن مروان خرج من دمشق هاربا من الطاعون ومعه غلامه، وفي الطريق قال لغلامه حدثني يا غلام
فقال الغلام بأمير المؤمنين: خرج الأسد والثعلب....
فقال الثعلب للأسد: أنت ملك الغابة، وأنا أصطاد لك على أن تُجيرني من كل أحد!! فوافق الأسد....
فأصبح الثعلب يختال في مشيته لأنه في حماية الأسد!!
فجاء طائر عظيم الخِلْقة يُريد أن يخطف الثعلب فخاف منه وارتقى على ظهر الأسد يُريد منه أن يُجيره كما وعده؟؟ فجاء الطائر فتناول الثعلب وأخذه!!
فقال الثعلب: لما لم تحمني يا أبا الحارث؟؟
فقال الأسد: وعدتك أن أحميك من دواب الأرض، أما ما يأتي من السماء فلا طاقة لي به!!
فلما سمعها عبد الملك قال للغلام: ويحك والله لقد وعظتني أيما موعظة، ورجع إلى دمشق وسلِمَ من الطاعون فلم يُصبه،"قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا. قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا".
عباد الله:
هذه الأحداث للشرع فيها أوامر يجب أن نعمل بها، وأن نتعامل معها، وأعظم ذلك مضاعفة العمل الصالح، واجتناب الذنوب والقبائح، والتوكل الصادق على الله، والرضا بالقضاء والقدر، والحذر من الشائعات، والتثبت في الأخبار، ودوام شكر المولى في السراء والضراء "عجبا لأمر المؤمن، أن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
المشاهدات 4081 | التعليقات 2
جزيت الجنة يا شيخ مريزيق وبورك فيك وفي علمك وكتاباتك ما أحسن أن نتذكر ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقم أو من تحت أرجلكم ..... ),.
الشكر موصول لكل المشاركين والمعلقين
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق