"دمج" اللاجئين...شرط بابا الفاتيكان لاستقبالهم !! د. زياد الشامي
احمد ابوبكر
1438/02/05 - 2016/11/05 07:15AM
[align=justify]من جديد يعود بابا الفاتيكان إلى التطرق إلى قضية تدفق اللاجئين وتزايد أعدادهم نحو القارة العجوز , وذلك من خلال تصريحات تشير بشكل واضح إلى مدى الهلع والخوف لدى زعيم الكنيسة الأوروبية من تبعات وتداعيات هذا الأمر على هوية أوروبا النصرانية أو العلمانية اللادينية على وجه الدقة , خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار تزايد دخول كثير من أبنائها في دين الله أفواجا كما تشير الكثير من الإحصائيات الغربية قبل الإسلامية .
ففي آخر تصريح له ضمن هذا النطاق حذر زعيم الفاتيكان " فرنسيس" الحكومات الأوروبية، من قبول أعداد من طالبي اللجوء أكثر مما يمكن دمجها في مجتمعاتهم , قائلا أثناء عودته إلى روما من مدينة مالمو السويدية : "هؤلاء الذين يحكمون يجب أن يكونوا منفتحين للغاية لقبولهم "طالبي اللجوء"، لكنهم يحتاجون أيضا إلى حساب كيفية استيعابهم.. لأنه لا يمكن استيعاب اللاجئ، دون دمجه (في المجتمع)".
والحقيقة أن مصطلح "دمج" اللاجئين بالمجتمعات الأوروبية له معنى خاص عند بابا الفاتيكان وساسة القارة العجوز , وهو معنى يختلف عن المعنى المتبادر إلى ذهن اللاجئ أو المسلم المقيم هناك عند إطلاق مثل هذا المصطلح المطاط الذي يمكن أن يُفسر بوجوه مختلفة ومتباينة .
فإذا كان المسلمون في أوروبا يفهمون مصطلح "الاندماج" على أساس المواطنة التي تكفل لهم حقوقهم المشروعة بما فيها المشاركة السياسية ومساواتهم مع جميع المواطنين في الحقوق والواجبات , دون أن يصطدم ذلك مع حقهم في التمسك بهويتهم الإسلامية وما تفرضه عليهم من التزامات عقائدية وشعائرية وأخلاقية ..... فإن المفهوم الغربي والكنسي لمصطلح الاندماج يختلف جذريا عما سبق .
لقد أكد البيان الختامي للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته العادية السابعة عشرة المنعقدة بمدينة سراييفو/ البوسنة والهرسك في أيار/ مايو 2007م بأن مواطنة المسلمين في المجتمع الأوروبي أمر مشروع من حيث المبدأ، تسعه مقاصد الدين الإسلامي ...وهي - أي المواطنة - لا تخالف الولاء الشرعي، إذ لا يلزم من وجود المسلم في غير ديار الإسلام الالتزام بما يخالف دينه من مقتضيات المواطنة ...".
كما أن واقع حال المسلمين في القارة العجوز يؤكد أنهم أكثر الناس التزاما بالقوانين الغربية التي لا تتصادم مع معتقداتهم وتعاليم دينهم الإسلامي , كما أن مساهمتهم في تقدم الغرب وتطوره لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد أو حاقد ... وهو ما يعتبر اندماجا بالمعنى المتبادر إلى الذهن أو بالمعنى الإسلامي إن صح التعبير .
والخلاصة أن مفهوم "الاندماج" عند المسلمين مُقيًّد بالمحافظة على خصوصية المسلم وهويته العقيدية والشعائرية والأخلاقية .
أما "الاندماج" الذي يتحدث عنه بابا الفاتيكان وجعله شرطا لقبول اللاجئين المسلمين فهو مختلف تماما عما سبق , إذ المقصود منه – حسب ما هو واضح – الذوبان الكامل في المجتمع الغربي , والتخلي عن عقيدة التوحيد التي استبدلتها الدول والكنيسة الغربية بالتثليث والعلمانية اللادينية والإلحاد , وترك الالتزام بالتكاليف والعبادات الشعائرية و الأخلاق الإسلامية التي كانت سببا في دخول كثير من الأوروبيين في دين الله أفواجا .
ويبدو هذا المفهوم واضحا من واقع الحال وممارسات الدول الغربية العنصرية تجاه المسلمين على أراضيها فضلا عن طالبي اللجوء , فالتصريحات العنصرية تجاه قضية تدفق اللاجئين مؤخرا لم تقتصر على زعماء بعض تلك الدول وساستها , بل وصلت إلى الفاتيكان وزعيم الكنيسة الغربية الذي اعتبر في تصريح سابق زحف اللاجئين وتدفقهم إلى أوروبا بأنه "غزو عربي "إسلامي" للقارة .
وإذا كانت اللغة العنصرية فاضحة وصارخة في تصريحات كل من رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان" الذي اعتبر أن تدفق اللاجئين على أوروبا يهدد بتقويض الجذور المسيحية للقارة , و المسؤول السلوفاكي الذي أعلنها صريحة : "إن بلاده ستستقبل عددا محدودا من اللاجئين السوريين بشرط أن يكونوا "مسيحيين" ...... فقد حاول بابا الفاتيكان أن يستر خطابه العنصري تجاه اللاجئين بمصطلح مطاط وفضفاض وملتبس , فلم يجد خيرا من اشتراطه "الاندماج" على طالبي اللجوء إلى أوروبا , والذي يقصد به ذوبان الهوية الإسلامية .[/align]
ففي آخر تصريح له ضمن هذا النطاق حذر زعيم الفاتيكان " فرنسيس" الحكومات الأوروبية، من قبول أعداد من طالبي اللجوء أكثر مما يمكن دمجها في مجتمعاتهم , قائلا أثناء عودته إلى روما من مدينة مالمو السويدية : "هؤلاء الذين يحكمون يجب أن يكونوا منفتحين للغاية لقبولهم "طالبي اللجوء"، لكنهم يحتاجون أيضا إلى حساب كيفية استيعابهم.. لأنه لا يمكن استيعاب اللاجئ، دون دمجه (في المجتمع)".
والحقيقة أن مصطلح "دمج" اللاجئين بالمجتمعات الأوروبية له معنى خاص عند بابا الفاتيكان وساسة القارة العجوز , وهو معنى يختلف عن المعنى المتبادر إلى ذهن اللاجئ أو المسلم المقيم هناك عند إطلاق مثل هذا المصطلح المطاط الذي يمكن أن يُفسر بوجوه مختلفة ومتباينة .
فإذا كان المسلمون في أوروبا يفهمون مصطلح "الاندماج" على أساس المواطنة التي تكفل لهم حقوقهم المشروعة بما فيها المشاركة السياسية ومساواتهم مع جميع المواطنين في الحقوق والواجبات , دون أن يصطدم ذلك مع حقهم في التمسك بهويتهم الإسلامية وما تفرضه عليهم من التزامات عقائدية وشعائرية وأخلاقية ..... فإن المفهوم الغربي والكنسي لمصطلح الاندماج يختلف جذريا عما سبق .
لقد أكد البيان الختامي للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته العادية السابعة عشرة المنعقدة بمدينة سراييفو/ البوسنة والهرسك في أيار/ مايو 2007م بأن مواطنة المسلمين في المجتمع الأوروبي أمر مشروع من حيث المبدأ، تسعه مقاصد الدين الإسلامي ...وهي - أي المواطنة - لا تخالف الولاء الشرعي، إذ لا يلزم من وجود المسلم في غير ديار الإسلام الالتزام بما يخالف دينه من مقتضيات المواطنة ...".
كما أن واقع حال المسلمين في القارة العجوز يؤكد أنهم أكثر الناس التزاما بالقوانين الغربية التي لا تتصادم مع معتقداتهم وتعاليم دينهم الإسلامي , كما أن مساهمتهم في تقدم الغرب وتطوره لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد أو حاقد ... وهو ما يعتبر اندماجا بالمعنى المتبادر إلى الذهن أو بالمعنى الإسلامي إن صح التعبير .
والخلاصة أن مفهوم "الاندماج" عند المسلمين مُقيًّد بالمحافظة على خصوصية المسلم وهويته العقيدية والشعائرية والأخلاقية .
أما "الاندماج" الذي يتحدث عنه بابا الفاتيكان وجعله شرطا لقبول اللاجئين المسلمين فهو مختلف تماما عما سبق , إذ المقصود منه – حسب ما هو واضح – الذوبان الكامل في المجتمع الغربي , والتخلي عن عقيدة التوحيد التي استبدلتها الدول والكنيسة الغربية بالتثليث والعلمانية اللادينية والإلحاد , وترك الالتزام بالتكاليف والعبادات الشعائرية و الأخلاق الإسلامية التي كانت سببا في دخول كثير من الأوروبيين في دين الله أفواجا .
ويبدو هذا المفهوم واضحا من واقع الحال وممارسات الدول الغربية العنصرية تجاه المسلمين على أراضيها فضلا عن طالبي اللجوء , فالتصريحات العنصرية تجاه قضية تدفق اللاجئين مؤخرا لم تقتصر على زعماء بعض تلك الدول وساستها , بل وصلت إلى الفاتيكان وزعيم الكنيسة الغربية الذي اعتبر في تصريح سابق زحف اللاجئين وتدفقهم إلى أوروبا بأنه "غزو عربي "إسلامي" للقارة .
وإذا كانت اللغة العنصرية فاضحة وصارخة في تصريحات كل من رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان" الذي اعتبر أن تدفق اللاجئين على أوروبا يهدد بتقويض الجذور المسيحية للقارة , و المسؤول السلوفاكي الذي أعلنها صريحة : "إن بلاده ستستقبل عددا محدودا من اللاجئين السوريين بشرط أن يكونوا "مسيحيين" ...... فقد حاول بابا الفاتيكان أن يستر خطابه العنصري تجاه اللاجئين بمصطلح مطاط وفضفاض وملتبس , فلم يجد خيرا من اشتراطه "الاندماج" على طالبي اللجوء إلى أوروبا , والذي يقصد به ذوبان الهوية الإسلامية .[/align]