☀▇▆▅▃▂ أهمية التعداد في حياة العباد ▂▃▅▆▇☀
سيف الاسلام
عبدالعزيز بن محمد القنام
امام وخطيب جامع النويعمة القديم
بمحافظة وادي الدواسر
السعودية
نسأل الله تعالى أن ينفع بها
وأن يجزي من أعدها وناقلها هنا
وقارئها وسامعها
خير الجزاء
وأن لايحرمنا ولايحرمكم أجرها
المشاهدات 11032 | التعليقات 9
أستاذنا الفاضل سيف الاسلام، ارجو أن تسمح لنا بعرض الخطبة مباشرة على المنتدى؛ ليتسنّى للأعضاء قراءتها بسهولة، وابداء آرائهم حولها.
لأن الرجوع الى مصدر الخطبة عبر الرابط، ومن ثمّ تحميلها، عمليّة فيها صعوبة. فإلى الخطبة..
بارك الله فيك
على نقلك الخطبة
ولكن تم نقلها هنا بدون تنسيق وتلوين
كما هي في موقع الشيخ القنام
ومن أرادها جاهزة للطباعة وعلى صيغة وورد
أجمل ما يقال في هذه الخطبة قول صاحبها وفقه الله :
وأضيف زيادة : أن وسائل الإعلام قد كفت الخطباء الحديث في هذا الأمر وأظن أنها تجاوزت ما فيه الكفاية ...
ولدى الخطيب من المواضيع ما هو أولى من هذا الموضوع وألزم ...
والعالم الفقيه من علم خير الخيرين فأتاه ...
وبهذا تتميز الخطب وإلا فإن في كل خطبة خيرا ...
بالعكس
أنا أشوف أن هذا من دور الخطيب التفاعل مع مجتمعه فيما ينفع ..
وأما قولك فلديه من الموضوعات ما هو ألزم فهذا أمر نسبي .. فكل موضوع يتحدث عنه الخطيب هناك رأي يقابله أن غيره ألزم و أولى !
ولكن الشأن في مثل هذا أن يكون إعداد الخطيب له جيداً .. لا لمجرد أنه جاءه تعميم أو لمجرد المشاركة لأجل المشاركة ..
وأيضاً فالخطيب حينما يتطلق للموضوع فهو غير الإعلامي فالنظرة إليه أكثر احتراماً وأكثر قبولاً ..
نحن متفقون على أهمية التعداد ونفعه للبلاد .. ومن واجب الخطيب أن يطرق الأبواب التي تفيد المجتمع وأن يزيد من وعي الناس بها وحثهم عليها ..
مجرد راي .. والله تعالى أعلم .
تعليق نفيس حقه أن يكتب بماء الذهب ... وهو ما رميت أنا إليه من طرف خفي ، فالخطيب يجب أن يكون الدليل هو منطلقه لا أن يتتبع ما تريده الجهات الرسمية ويبرزه بأنه ( أمر مهم .. وضروري .. وعظيم .. والحاجة إليه ماسة .. ولا غنى للناس عنه .. وأنه عين الصواب .. وهلم جرا ) ثم يقحم بعض الآيات أو الأحاديث إقحاما لإقناع السامعين ... لا أظن هذا مجديا ولا مغنيا ... ومن تأمل بتجرد اقتنع ... والله الموفق لمن يشاء لأقوم السبل وأفضل الأعمال .
بالأمس جاء لخطباء الرياض تعميم من الوزارة بالحديث حول هذا الموضوع وإفادة الفرع بنسخة من الخطبة
@مرور الكرام 2741 wrote:
أجمل ما يقال في هذه الخطبة قول صاحبها وفقه الله :
وأضيف زيادة : أن وسائل الإعلام قد كفت الخطباء الحديث في هذا الأمر وأظن أنها تجاوزت ما فيه الكفاية ...
ولدى الخطيب من المواضيع ما هو أولى من هذا الموضوع وألزم ...
والعالم الفقيه من علم خير الخيرين فأتاه ...
وبهذا تتميز الخطب وإلا فإن في كل خطبة خيرا ...
مرور الكرام
علي القرعاني
لأن الرجوع الى مصدر الخطبة عبر الرابط، ومن ثمّ تحميلها، عمليّة فيها صعوبة. فإلى الخطبة..
* [font="]الحمد لله العلي الذي خلق فقدر ذي الجلال الأكبر،عز في علاه واقتدر ،خالق البشر على أحسن الصور،وأحصاهم عددا ويعلم ما في الأرحام من أنثى وذكر، ورازقهم على قدر،ومميتهم على صغر وشباب وكبر .أحمده حمدا يوافي إنعامه ، ويكافئ مزيد كرمه الأوفر.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،شهادة من أناب وأبصر، رغم أنف من جحد به وكفر شهادة ندخرها ليوم لا ملجأ فيه ولا وزر شهادة نرجو بها النجاة من نار لا تبقي ولا تذر،وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله سيد البشر ،أرسل رحمة للعالمين،وحجة على العاملين ،وأسوة للمؤمنين ،وشافعا لهم يوم المحشر ،صلوات الله وسلامه عليه،وعلى آله ،وصحبه السادة الغرر،الذين جاهدوا في الله حقّ جهاده فما وهى عزم احدهم ولا فتر،ما أقبل ليل وأدبر،وأضاء صبح وأسفر،وسلم تسليما كثيرا كثيرا .إلى يوم البعـث والمحـشر [/font]
[font="]أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله حق التقوى.واعرفوا ما دلت عليه هذه الكلمة من الحقيقة والمعنى. وتفطنوا لتفاصيل ذلك على القلوب والأعضاء وتدبروا كتاب الله واعرفوا ما فيه من العلم والهدى. وعالجوا به أمراض القلوب فهو الدواء النافع والشفاء وهو السبب الأعظم في حصول السعادة والسيادة في الآخرة والأولى [/font]
[font="]أيها الإخوة المؤمنون :حديثنا اليوم متعلق بالتعداد السكاني في المملكة .. والذي سيبدأ بمشيئة الله اعتبارا من شهر جمادى الأولى لهذا العام 1431هـ..حيث أن لجان التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت،في جميع مناطق ومحافظات البلاد يعملون، في هذه الأيام على قدم وساق للإعداد والتحضير لمختلف المراحل التي تسبق عادة المرحلة الأخيرة ،وفق برامج محددة ووقت زمني محدد ،وبمختلف أعمالها المكتبية والميدانية التي تقوم بتنفيذها الكوادر الإحصائية الذين يبذلون جهوداً جبارة تساعد بذلك أجهزة الدولة وهي تدرك مسؤوليتها تجاه التعداد وبكل إمكانيتها المتاحة بالدعم المباشر لإنجاح التعداد وبمعدلات عالية، ويأتي هذا التعداد تزامناً مع التوجه الخليجي للقيام بأول تعداد سكاني موحد.[/font]
[font="]فأول ذلك : ما شأن منبر المسجد وخطبة الجمعة بمثل هذا ؟وأي صلةٍ لها به؟وما دخلها فيه كما قد يجول في خواطر بعض الناس! وتجلية على حقيقة شمولية إسلامنا العظيم لكل جوانب الحياة،فلا يصح قصره على أسس الاعتقاد،وأحكام الفقه في تفصيلات العبادات !بل هو معنيٌ كذلك بكل شأن من شؤون الحياة ..معنيٌ بأن يوجّه الناس،ويبيّن لهم حكم الله جل وعلا في شؤون حياتهم وفي جميع أحوالهم ، وفي كل باب من أبواب الحياة كلها وهنا أقول:خطبة الجمعة تُعنى بكل أمرٍ يتصل بشأن الناس وقضاياهم وحوائجهم،وهذا هو جوهر نفعها وفائدتها،وحقيقة قوتها وتأثيرها وهذا مدخل أولي [/font]
[font="] وأمرٌ ثاني نحتاج إليه:وهو حسن الإرشاد والتوجيه في أي مسألة يعنُّ للناس فيها خواطر وحوائج ،يريدون فيها بياناً للحكم أو تفصيلاً لأمرٍ ،وذلك ما هو حريٌ وجديرٌ أن يكون من دور المسجد ومن أمانته ورسالته ،وقد قال الشاطبي رحمه الله : " إنما الشرع جاء ليقيم أمر الدنيا وأمر الآخرة؛فإن كان قصده بإقامة الدنيا للآخرة فليس بخارجٍ عن كونه قاصداً لإقامة مصالح الدنيا حتى يأتي فيها سلوك الآخرة " فليس في ديننا دنيا منعزلة عن الدين،أو دين ليس له شأنٌ بالدنيا .. فذلك أمرٌ لا يصح في الإسلام !بل هو مناقض لأصوله وقواعده،ومخالف لحقيقته وتاريخه ، وهو أساسٌ ومقصدٌ أعظم لمن يريدون إضعاف الإسلام وأهله0 [/font]
[font="]عباد الله: لقد خلق الله الكون وفق نظام بديع وصنع حكيم قدر فيه الليل والنهار و أجرى فيه البحار والأنهار ، وكون فيه الأحجار والأشجار،وخلق فيه الأنس والجان،وأوجد فيه صنوفا من الحيوان وجعل الأرض ذلولا لتكتسب من على ظهرها الأرزاق وليسعد الأحياء بالحياة دون عناء أو مشاق [/font]([font="]هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ[/font])[font="] [الملك:15].والناظر إلى خلق الله يجد آيات عظام دالة على عظم الخالق جل وعلا،تزيد المؤمن إيمانا والموقن يقينا،[/font]([font="]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [/font][font="]الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[/font])[font="][آل عمران:190-191] بناء محكم ،ونظام دقيق،وتقدير من لدن عزيز حكيم [/font]([font="]الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى [/font][font="]وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى [/font][font="] وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى[/font])[font="][الأعلى:2-4]،يجعل المسلم خاضعا لخالقه في سره وعلانيته،حياته لله ومماته لله وعبادته لله وحركاته وسكناته لله،وعلاقته وتصرفاته لله [/font]([font="]قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/font])[font="][ الأنعام:162] [/font]
[font="]أيها المسلمون : إن التعداد السكاني يعتبر ركيزة جوهرية من ركائز تخطيط التنمية في الدول المتقدمة ,إذ يقدم صوره عامة لمحصلات ونتائج التخطيط التنموي,كما يوفر التعداد القاعدة الأساسية عن البيانات والمعلومات التي يمكن للدولة ترشيد عملها في المجالات التنموية ،والخدمية والإدارية،فحضارات الأمم والشعوب تقوم على أساس التخطيط والبرمجة وجمع البيانات والمعلومات والتي من خلالها يتم قيام نهضة تنموية شاملة تتحرى التوزيع العادل وفق معايير ثابتة تراعي طبيعة الموارد وعدد السكان ومقدار المساحة والاحتياجات الفعلية .[/font]
[font="]هذه المعايير لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الحصر والإحصاء للسكان والمساكن،ودولتنا الرشيدة تحرص على توفير بيانات سكانية لمملكتنا الحبيبة وتحديثها بشكل دوري لتصب في مؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية، ومراكز البحث العلمية،ومراكز المال والأعمال، وغيرها من المؤسسات التي تهتم بتطوير وتوسيع مصالحها وفق حاجاتها الحالية،والمستقبلية وتوسيع الحركة التجارية والصناعية وحتى نكون على بينة من جدوى التعداد وأهميته للوطن والمواطن ، لابد من أن نتفهم أهداف هذا العمل الجليل الذي هو التعداد المتجدد في بلادنا،فالتعداد دراسة ميدانية مسحية يستخدم فيها الأسلوب المباشر لجمع البيانات التي تستطيع الدولة من خلالها أن تبني،وتصيغ الخطط والمشاريع التنموية المختلفة,ومن خلالها يعرف العدد الفعلي للسكان في كل مدينة وقرية وهجرة والذين هم في الأصل المعنين بالتنمية والتخطيط وحتى يتم تأمين كافة الخدمات اللازمة للمواطن سواء على مستوى الصحة أو التعليم أو بناء البني التحتية خدمية واقتصادية .[/font]
[font="]فحكومة هذه البلاد الرشيدة وفقها الله قامت منذ سنوات عديدة على تفعيل مشروع التعداد العام للسكان والمساكن في المملكة،حيث وفرت لذلك جميع الإمكانات المادية والمعنوية من الموظفين،والوسائل والأجهزة المختلفة من أجل عمل قاعدة معلومات تفصيلية عن النواحي الأسرية والصحية والاقتصادية لكل أسرة سعودية،حتى تسهم في حل المشكلات الاجتماعية ،فحكومتنا أعزها الله تولي هذا المشروع اهتماما بالغا،إيماناً منهم بأهميته وارتباطه الوثيق بالخطط الشاملة لتنمية وطننا المبارك ولحرصها دائماً على أن تضمن للمواطن السعودي الفرص الثمينة للدراسة والتوظيف والسكن. [/font]
[font="]أيها الإخوة المؤمنون : ان مما يوجب على رب كل أسرة سعودية أن يتعاون مع لجان التعداد السكاني ويذلل أي صعوبة تواجهها في تحقيق أعمالها .وخاصة أن العاملين في تلك اللجان يواجهون معاناة يتعرضون لها من كثير من الأشخاص الذين لا يتعاونون معهم في تزويدهم بالمعلومات التي تخص أسرهم لمبررات واهية وحجج لا أساس لها من الواقع ، وهم لا يعلمون بأن التعداد السكاني إنما هو في الحقيقة عمل وطني بنّاء يسعى إلى الارتقاء بأفراد الأسر السعودية اجتماعياً واقتصادياً وصحياً إلى غير ذلك من جوانب الحياة ، وخصوصاً ونحن نعيش في هذا العهد الزاهر الذي أصبحت فيه بلادنا الحبيبة تواكب مدارج الأمم الراقية في نهضتها العلمية والصناعية من حيث انتشار الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية والمصانع المتنوعة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي والأمن المستتب0 [/font]
[font="]فواجب المواطن والمقيم أن يعينها على تحقيقه وإنجاحه وليستبين الفوائد العظيمة التي سوف تعود على الوطن والمواطن بإذن الله وليكون الدافع لنا جميعا هو الإسهام الفاعل في تنمية البلاد ليعود علينا النفع العميم والخير الكبير ولتتحقق الغاية التي خلقنا من اجلها ، عبادة للخالق و إعمار للكون.[/font]
[font="]لقد أرشدنا القرآن الكريم من خلال توجيهاته وبيانه العد والإحصاء يقول الله تعالى [/font]([font="]إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ[/font])[font="][ التوبة:36] فهذا النص القرآني يشير إلى أن هناك دورة زمنية ثابتة مقسمة إلى اثني عشر شهرا من خلالها يعرف العام وفصوله وما يجري فيه من أحوال ومعاملات وكيفية ضبط حركة الزمن وتحديد العلاقات الإنسانية القائمة على تبادل المنافع وقضاء المصالح إذ الإنسان مدني بطبعه فهو محتاج إلى غيره ولايمكن أن ينفرد بنفسه ولهذا أرسل الله الرسل عليهم الصلاة والسلام وانزل الكتب لتستقيم الأمة على منهج الله وتنقاد جميعها لشريعة الله وبها تنتظم حياة الأمة بعد معرفتها لكيفية أداء الحقوق أهلها . ويقول الله تعالى [/font]([font="]إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً [/font][font="]لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً[/font][font="]وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً[/font])[font="][مريم:93-95] فالكل آتي ربه يوم القيامة خاشعا خاضعا لا ولد ولا شريك ولا ند ولا معبود،إنما خالق ومخلوق، وعابد ومعبود فلا مجال للهروب،أوالاختفاء،قال تعالى: [/font]([font="]وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ[/font])[font="][الأنبياء:47] والواجب على المسلم وهو يتصور حقيقة هذا البيان ومدلول هذا التوجيه أن ترتعد فرائصه وتخشع جوارحه ويرجف قلبه ، فعين الله على كل فرد [/font]([font="]مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[/font])[font="][ قّ:18].[/font]
[font="]وكل فرد يقوم وحيدا لا يأنس بأحد ولا يعتز بأحد[/font]([font="]يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [/font][font="]إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[/font])[font="] [الشعراء:88-89] ويقول تعالى[/font]([font="]إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ[/font])[font="][يّـس:12] فالله تعالى أحصى كل شئ عددا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.وهذا التوجيه الرباني يفع المسلمين لان يكونوا على علم ومعرفة بما يعود عليهم بالنفع في حياتهم وبالفوز والنجاة في آخرتهم .[/font]
[font="]عباد الله:إن المتأمل لكتاب الله تعالى ولسنة رسول الله [/font]صلى الله عليه وسلم[font="]يجد أن العد والإحصاء وسيلة من وسائل التعليم والتعريف لما أبدع الله في الكون من عجائب قدرته ، وبديع صنعه.فعندما ذكر الله السماوات والأرض ذكر الله عددهن لتعلم حقيقة قدرة الله وانه الرب الذي يجب أن يعبد والإله الذي يجب أن يطاع [/font]([font="]اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً[/font])[font="][ الطلاق:12]وبين سعة علمه وانه لا يحصر ولو اجتمعت وسائل العلم لحصره حتى يشعر الإنسان بضعفه وجهله مهما أوتي من علم ومعرفة [/font]([font="]وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[/font])[font="][ لقمان:27][/font]
[font="]وعندما أراد الله أن يرغب عباده في فعل الخير وإسداء المعروف حدد بالعدد مقدار ما يناله المسلم من خير كثير على فعله القليل،وبعد ذلك أطلق المضاعفة لتكون تابعا قويا للمسلم في مجال العطاء والإحسان إلى الفقراء وذوي الحاجات والعاهات [/font]([font="]مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[/font])[font="][ البقرة:261 ][/font]
[font="]وعند تحذيره من النار وبيانه لما فيها من هول وما يصيب أهلها من بلاء،ذكر الله عدد أبواب جهنم وطول السلاسل التي يقاد بها العصاة الجاحدون،قال تعالى:[/font]([font="]وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ [/font][font="]لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ[/font])[font="][الحجر : 43-44 ]وقال تعالى [/font]([font="]خُذُوهُ فَغُلُّوهُ [/font][font="] ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ [/font][font="] ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ [/font][font="] إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ [/font][font="] وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [/font])[font="][الحاقة : 30-34]وقد حدد الله بالعدد كثيرا من المعاني وساق كثيرا من القصص فيها عدد وحصر حتى يسهل حفظها وتيسير فهمها، وجاءت السنة النبوية والسيرة الزكية والتاريخ الإسلامي يعد المواقف والأحداث زمانا ومكانا وأشخاصا لترسخ في الأذهان وتحفظ على مر الأيام وتحدد للمسلمين معالم الحق وتجعلهم أمة ذات نظام،وحضارة بنيت على حقائق علمية ونظرة فاحصة وإدراك سليم وحصر دقيق .[/font]
[font="]فحري بالمسلمين اليوم أن يعيدوا سابق عهدهم وسالف أيامهم وان يظهروا الوجه المشرق لتعاليم الإسلام وتوجيهاته وكيف بني الإنسان روحا ومادة وآخرة ،مما اكسب المسلمين قوة في انطلاقهم وإبداعاتهم وتعاملهم مع أسس الحضارة وعناصر البناء يقول الرسول [/font]صلى الله عليه وسلم[font="] (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف،وفي كل خير،احرص على ما ينفعك ،واستعن بالله،ولا تعجز،وان أصابك شئ فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان )والقوة لا تتحقق إلا بالسعي والحركة واتخاذ الأسباب والوسائل الناجحة للوصول إلى تحقيق الغايات واستدراك ما فات وبذلك يبرأ المسلمون ما أنيط بذممهم من أمانات. [/font]
[font="]أقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.[/font]
[font="]أهمية التعداد في حياة العباد[/font]
[font="]الحمد لله، الحمد لله الذي أحصى كل شيء عددًا، ورفع بعض خلقه على بعض فكانوا طرائق قِددًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك ولا يكون أبدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، أكرم به عبدًا سيدًا وأعظم به حبيبًا مؤيَّدًا، فما أزكاه أصلاً ومحفِدًا، وأطهره مضجعًا وموردًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الاهتداء، وأئمة الاقتداء، صلاةً خالدة وسلامًا مؤبدًا.[/font]
[font="]أما بعد :[/font]
[font="]فيا عباد الله ونحن نستقبل لجان التعداد لحصر السكان والمساكن يجب أن نشعر بأهمية هذا العمل (مشروع التعداد السكاني ) وانه ينبني عليه فوائد كثيرة ومصالح جمة تحدد معالم الانطلاق لإحداث تنمية شاملة ،مما يجعل كل فرد يطمئن على سلامة التخطيط، فالتعاون من الجميع ،لانجاح هذا المسعى الخير من باب التعاون على البر والتقوى الذي حث عليه الإسلام ور ّغب فيه .[/font]
[font="]فالمسلم ينطلق لأداء واجبه من خلال إيمانه الذي يدفعه للإسهام بالخير والحث عليه ،فنهيب بأنفسنا وإخواننا التعاون الجاد لإنجاح مثل هذه المشاريع التنموية والتي هي في النهاية تصب في صالح المجتمعات ومن يقطنها لأنه في النهاية ستكون الخطط التنموية مبنية على نتائج هذا المشروع التنموي، نسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعا للصواب وطريق الرشاد،كما نسأله التوفيق والسداد،لنا ولجميع العاملين في مشروع التعداد،لما فيه خير البلاد والعباد ،وأن يجعلنا من المتعاونين معهم بالعمل الجاد ،يا من له الدنيا والآخرة واليه المعاد ثم صلوا وسلموا ـ رحمكم الله ـ على خير العباد، النبي المختار الهاد،فقد أمركم بذلك ربكم العزيز الجواد،فقال تعالى قولا كريمًا: [/font]([font="]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [/font])[font="] اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين. [/font]
[font="]وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحابه أجمعين وعنا معهم بجودك وكرمك يأكرم الأكرمين، اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين...[/font]
[font="]اللهم من أراد الإسلام وأراد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.[/font]
[font="]اللهم عليك بالمفسدين في الأرض فإنهم لا يعجزونك اللهم اكشف أمرهم واهتك سرهم وانشر خبرهم وأجعلهم عبرة للمعتبرين يا رب العالمين. [/font]
[font="]اللهم إن زرع الشر والفساد قد نماء فقيض له يدا من الحق حاصده تقتلع جذوره وتنزع عنا وعن بلادنا شروره ياذا الجلال والإكرام اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين. [/font]
[font="]اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم انصر به دينك، ، اللهم ومُنَّ على جميع حكام المسلمين بالرجوع إلى الله جل وعلا، وتحكيم شريعة الإسلام. اللهم اجعلهم رحمة على رعاياهم0 اللهم حبب الإسلام إليهم، ، اللهم وانشر في الأرض دينك ودين نبيك، وسنة نبيك محمد [/font]صلى الله عليه وسلم[font="]،اللهم أصلح شباب المسلمين ونور قلوبهم وأهدهم إلى معالي الأمور وقهم شر الشيطان وشركه يا أرحم الراحمين. اللهم أصلح شباب المسلمين وشاباتهم ورجالهم ونسائهم جميعاً.. [/font]
[font="]اللهم أصلح من في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.[/font]
[font="]اللهم اهدنا وأهد بنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، انصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا. يا رب العالمين. [/font]
[font="]اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ياذا الجلال والإكرام.[/font]
[font="]اللهم تول أمرنا وأحسن خلاصنا وأحفظ أمننا وبلادنا وقراننا ومساكننا ياذا الجلال والإكرام،اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، اللهم وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة،اللهم وأبدل ضائقة المسلمين سعة،اللهم وأبدل ضيقهم سعة وهناء وسعادة يا رب العالمين. [/font]
[font="]اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. الأحياء منهم والأموات برحمتك يا ارحم الراحمين[/font]([font="]رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[/font])
[font="]أَيهاْ النَاسْ :إِنَّ اللهَ يَأمركُمْ بِثلاثٍ فَاتَبعوهَا، وَينَهاكُم عَنْ ثَلاثٍ فاجْتنِبوهَا، [/font]([font="]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ[/font]).
تعديل التعليق