9 - مظهر طلب الدعاء من الموتى

ماجد بن سليمان الرسي
1446/07/16 - 2025/01/16 07:27AM

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما).

أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

***

أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أنه تعالى خلق الخلق ليعبدوه ولا يشركوا به شيئًا كما قال تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، وأرسل الرسل لذلك قال: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلـٰه إلا أنا فاعبدون﴾، ونهى عباده عن أن يشركوا معه في عبادته أحدًا غيره فقال: ﴿ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾، وبـين لنا أن الشرك أعظم الذنوب فقال: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما﴾.

***

أيها المسلمون، تقدم في الخطب الماضية بيان بعض مظاهر الغلو في القبور المنتشرة في بعض بلاد المسلمين، واليوم نتكلم بما يسر الله عن مظهر جديد وهو مظهر دعاء الله عند قبور الصالحين رجاء الإجابة.

***

عباد الله، يقول بعض الناس: سلَّمنا بما ذكرتم من أن دعاء الصالحين شرك أكبر، فلن نطلب من ميت شيئًا ولو عُودًا من أَرَاك، ولكن هل هناك مانع من أن نطلب من صالحي الموتى أن يدعوا لنا الله (عز وجل) كما يطلب الأحياء من الأحياء أن يدعوا لهم الله، فنقول مثلًا: يا رسول الله، ادع الله لنا، أو: يا بدوي ادع الله لي، أو: يا سِتْ نفيسة ادعي الله لي أن يرزقني الولد، أو نحو ذلك من الدعوات؟

والجواب: أن هذا الفعل خطأ من ستة وجوه:

الأول: أن الموتى لا يسمعون نداء من ناداهم أصلًا فكيف يصح طلب الدعاء منهم؟ وقد قرر الله ذلك في مواطن كثيرة من القرآن فيجب الإيمان بذلك، قال تعالى: ﴿إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم﴾، وقال تعالى: ﴿وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور﴾.

 

أيها المؤمنون، لقد صرح النبي )صلى الله عليه وسلم) بأنه لا يعلم أحوال أمته بعد وفاته، فغيره من أمته أولى بألا يعلم أحوال الناس بعد وفاته، فضلًا عن كونه يسمع كلامهم ويدعو لهم، فعن عبد الله بن عباس )رضي الله عنهما) قال: قام فينا رسول الله )صلى الله عليه وسلم) خطيبًا بموعظة- فذكر الحديث- وفيه أن رسول الله )صلى الله عليه وسلم) قال: «ألا وإنه سيُجاء برجال من أُمَّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابـي، فيقال: إنك لا تَدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿وكنتُ عليهم شهيدا ما دمتُ فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم﴾» الحديث([1]).

ففي قول الملائكة للنبي )صلى الله عليه وسلم): «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، وكذلك استشهاده )صلى الله عليه وسلم) بقول عيسى )عليه السلام): ﴿وكنتُ عليهم شهيدا ما دمتُ فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم﴾ دليل على أن النبـي )صلى الله عليه وسلم) لا يعلم بأحوال أمته بعد وفاته مطلقًا، وإذا كان الرسول )صلى الله عليه وسلم) كذلك فمَن دونه من الناس من باب أولى وأحرى.

***

أيها المسلمون، والوجه الثاني من وجوه بطلان طلب الدعاء من الموتى هو أن النبي )صلى الله عليه وسلم) لو كان يعلم أن دعاءه قريب للاستجابة بعد موته لعلَّم أمته أن يطلبوا منه الدعاء بعد موته، ولقال للصحابة: (إذا أنا متُّ فاطلبوا مني الدعاء)، فهو الشَّفيق الرَّحيم بأُمَّته )صلى الله عليه وسلم)، لا سيما وهو يعلم بأن أمته ستحل بها فتـن ودواهي، وستعتـريهم حاجات بطبيعة حال هذه الحياة الدنيا، بينما الذي نجده خلاف ذلك، فقد علَّم النبي )صلى الله عليه وسلم) أمته أن تدعوا له، لا أن تطلب منه الدعاء، فمن ذلك أنه علمنا أن ندعوا له في دعاء التشهد: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

كما طلب النبي )صلى الله عليه وسلم) من أمته أن تسأل الله له الوسيلة، وهي درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، والنبي )صلى الله عليه وسلم) يَرجو أن يكون هو ذلك العبد، فعن عبد الله بن عمرو )رضي الله عنهما) أنه سمع النبي )صلى الله عليه وسلم) يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة؛ صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة، فإنَّها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلَّت عليه الشفاعة»([2]).

***

عباد الله، والوجه الثالث من وجوه بطلان طلب الدعاء من الموتى أن الصحابة رضوان الله عليهم قد اختلفوا في مسائل كثيرة بُــعَيد وفاته )صلى الله عليه وسلم)، كتسيـير جيش أسامة وقتال مانعي الزكاة، بل اختلفوا في موضع دفنه )صلى الله عليه وسلم)، فلم يأتوا قبره ويطلبوا منه الدعاء أن تُــحل مشاكلهم، ثم بعد وفاته بزمن مرَّ على الصـحابة سنين أصابهم فيها قحط وجدب شديد، كما حصل في عام الرمادة، فما ذهب واحد منهم إلى قبـر النبـي )صلى الله عليه وسلم) وطلب منه أن يدعو له الله أن يُــنـزل عليهم القطر كما كانوا يفعلون في حياته، ولو حصل ذلك لحفظ في الكتب ولنُقل إلينا قطعًا، لأن هذا من الأمور التي تــتوافر الهمم على نقله، فلمَّا لم يحصل من ذلك شيء لا في عهد الصحابة ولا في القرون الثلاثة المفضلة الأولى عُـلم أنه بدعة محدثة، وما كان بدعة فيجب الحذر منه.

قال ابن تيمية )رحمه الله): «وأما سؤال الميت فليس بمشروع، لا واجب ولا مستحب، بل ولا مباح، ولم يفعل هذا قطُّ أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا استحب ذلك أحد من سلف الأمة، لأن ذلك فيه مفسدة راجحة وليس فيه مصلحة راجحة، والشريعة إنما تأمر بالمصالح الخالصة أو الراجحة، وهذا ليس فيه مصلحة راجحة، بل إما أن يكون مفسدة محضة أو مفسدة راجحة، وكلاهما غير مشروع»([3]).

***

أيها المسلمون، والوجه الرابع من وجوه بطلان طلب الدعاء من الموتى هو أن طلب الدعاء من الموتى ذريعة قوية لدعاء الموتى أنفسهم، وهو الشرك الأكبر الموجِب للخلود في النار، ومن قواعد الشريعة الإسلامية أن ما كان ذريعة إلى محرَّم فهو محرَّم، وبـيان ذلك أن من طلب الدعاء من ميت فإن قلبه سيتعـلق به، ومن ثم سيقصد مكان قبـره ليطلب منه الدعاء، كما وقع في ذلك المشركون ومن ضاهاهم من أهل الكتاب ومبتدعة المسلمين الذين تدرَّج بهم الشيطان من طلب الدعاء من الميت إلى دعاء الميت نفسه.

***

عباد الله، والوجه الخامس من وجوه بطلان طلب الدعاء من الموتى هو أن العقل يدل على ما دل عليه الشرع، فما آتاه الله البشر من حاسة السمع والإدراك فإنه يذهب بالـموت، بل إن كل جسد الميت يفنى وتأكله الأرضُ بما فيه من أدوات الحواس، ولا يبقى منه إلا عَجْبُ الذَّنَــب- وهو الفقرة الأخيرة في ظهر الإنسان- كما جاء في الحديث الصَّحيح([4]).

***

أيها المؤمنون، والوجه السادس من وجوه بطلان طلب الدعاء من الموتى هو أن القول بأن الميت يسمع خطاب من كلمه باطل عقلًا، فكيف يستطيع الميت سماع كلام الحي وبـينهما هذا الحاجز الكثيف من التراب والطين؟

***

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

***

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنه قد ترد إشكالات على مسألة سماع الموتى لكلام الأحياء، ربما يستدل بها من يطلب من الموتى أن يدعوا له الله عز وجل، فمنها قول النبـي )صلى الله عليه وسلم): «إن العبد إذا وُضع في قبـره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليَسمع قَرْعَ نِعالهم، أتاه ملكان ...»، الحديث([5])؟

قالوا: ألا يفيد ذلك أن الميت يسمع كلام الحي مطلقًا؟

فالجواب: أن سماع الميت لقرع نِعال من شيَّعوه ليس عامًّا، بل هو خاص بوقت معين كما جاء في الحديث، وهو وقت وضع الميت في قبـره ومجيء الملكين إليه، ثم يتوقف سمعه لهم ولا يستمر، فلا عموم في النص، ولا يجوز أن يُـحمَّل النص فوق ما يحتمِل.

***

عباد الله، ومما يستدل به من قالوا بسماع الموتى لخطاب الأحياء ما ورد عن النبـي )صلى الله عليه وسلم) أنه علَّم أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السَّلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية»([6]).

قالوا: وفي خطاب الرسول )صلى الله عليه وسلم) للموتى بضمير الخطاب (السلام عليكم) دليل على سماعهم، وإلا فما هو المقصود من خطابهم بضمير المخاطب؟

والجواب على هذه الشبهة أن الكلام بضمير المخاطَب لا يلزم منه سماع من قُصِد بالخطاب، إنما هو لتـنبـيه الحاضرين إلى فائدة ما، وهي استحضار الأمر في النفس، وليس بقصد الإسماع، فالنبـي )صلى الله عليه وسلم) كان يقول حين يرى الهلال: «اللهم أَهِله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربُّنا وربُّك الله»([7]) مع أنَّ الهلال لا يسمع.

بل قد قال النبي )صلى الله عليه وسلم) مخاطبًا مكة: «واللهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ الله، وأحبُّ أرضِ الله إلى الله، ولولا أني أُخرجتُ منكِ ما خرجتُ»([8]).

كذلك، فقد وقع من النبـي (صلى الله عليه وسلم) لما مات ابنه إبراهيم أنه قال: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون»([9]).

وقد ثبت في «الصحيحين» أن عمر بن الخطاب خاطب الحجر الأسود، مع أن الحجر لا يسمع، فقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تـنفع، ولولا أني رأيتُ النبـي (صلى الله عليه وسلم) يُـقبِّــلُك ما قَبَّلتكَ([10]).

قال السندي (رحمه الله) في شرح الحديث: «والكلام وإن كان خطابًا للحجر فالمقصود إسماع الحاضرين، ليَعلموا أن الغرض الاتباع لا تعظيم الحجر»([11]).

***

فإذا تقرر أن خطاب الجمادات لا يلزم منه سماعها؛ فخطاب أهل القبور عند دخول المقبـرة لا يلزم منه سماعهم أيضًا، بل هو أمر تعبدي، المقصود منه تحقيق استشعار الداعي لدعائه، والله أعلم.

***

ثم اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر عظيم فقال (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض عن أصحابه الخلفاء، وارض عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

أعد الخطبة: ماجد بن سليمان، واتس: 00966505906761



([1]) رواه البخاري (4625)، ومسلم (2860).
([2]) رواه مسلم (384).
([3]) «قاعدة جليلة» ص 71، 72.
([4]) رواه البخاري (4814)، ومسلم (2955) عن أبي هريرة )رضي الله عنه)، ولفظ مسلم: «... وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظمًا واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَــــب، ومنه يُرَكب الخلق يوم القيامة».
([5]) رواه البخاري (1374)، ومسلم (2870) عن أنس )رضي الله عنه).
([6]) رواه مسلم (974) عن عائشة )رضي الله عنها)، ورواه ابن ماجه (1547)، وأحمد (5/353) عن سليمان بن بريدة عن أبيه (رضي الله عنه).
([7]) رواه الترمذي (3451)، وصححه الألباني كما في «السلسلة الصحيحة» (1816).
([8]) رواه الترمذي (3925) واللفظ له، وابن ماجه (3108)، وأحمد (4/305) عن عبد الله بن عدي )رضي الله عنه)، وصححه الألباني في «صحيح الترمذي».
([9]) رواه البخاري (1303)، ومسلم (2315) عن أنس (رضي الله عنه).
([10]) رواه البخاري (1597)، ومسلم (1270) عن ابن عمر (رضي الله عنه).
([11]) «حاشية السندي على سنن النسائي» حديث رقم (2936).

المرفقات

1738763128_9 طلب الدعاء من الموتى.pdf

1738763188_9 طلب الدعاء من الموتى.doc

المشاهدات 179 | التعليقات 0