﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾

محمد البدر
1437/12/01 - 2016/09/02 01:21AM
[align=justify]الخطبــة الاولــى: :
أما بعد:قال تعالى:﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾
عباد الله :إن الله يخلق ما يشاء ويختار، خلق الأزمان وجعل بعضَها أعظمَ بركةٍ من بعض ؛ وميَّز بعضَها بمزيد محبة منه سبحانه للعمل الصالح فيها ؛ ومن هذه الأوقات عشرُ ذي الحجة؛ فهي عشر مباركات؛ كثيرة الحسنات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات.
والتَّكبيرُ: من الأعمالِ الصالحة والعباداتِ العظيمةِ، فيُشرَعُ للمسلمِ في هذه الأيَّامِ ويُستحَبُّ له أن يُكثِرَ من التَّكبيرِ للهِ - عزَّ وجلِّ-، ورفعِ الصَّوتِ بذلك؛ قال اللهُ: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحجّ: 28]، والأيَّامُ المعلوماتُ هي عَشْرُ ذي الحجَّةِ، كما ذهب إلى ذلك جمهورُ أهلِ العلمِ.
فقد كَانَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِى قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ السُّوقِ فَيُكَبِّرُونَ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا. رواه البخاري
وًقَالَ الْبُخَارِيُّ:وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا، [أخرجه البخاريُّ في «صحيحِه» مُعلَّقًا 2/57 ط التَّأصيل].وهذا هو التكبير المطلق .
عباد الله :والتكبير ينقسم إلى مطلق ومقيد فالتَّكبيرُ المُطلَقُ:هو أن يكونَ مِن أوَّلِ العَشْرِ إلى نهايةِ أيَّامِ التَّشريقِ، فلا يُقيَّدُ بوقتٍ ولا بحالٍ، ولهذا سُمِّي مُطلَقًا.
وأمَّا المُقيَّدُ:فيَبدأُ من بعدِ صلاةِ الفجرِ من يومِ عرفةَ إلى صلاةِ العصرِ من آخرِ أيَّامِ التَّشريقِ، على الصَّحيحِ، وهو مُقيَّدٌ بأَدبارِ الصَّلواتِ المكتوبةِ.
قال القاضي أبو يَعْلَى: (التَّكبيرُ في الأَضْحَى مُطلَقٌ ومُقيَّدٌ، فالمُقيَّدُ عَقِيبَ الصَّلواتِ، والمُطلَقُ في كُلِّ حالٍ، في الأسواقِ وفي كُلِّ زمانٍ)[ المُغنِي 2/225].
ومن صِيَغُ التَّكبيرِ التي ثبتت عن بعض الصحابة-رضي اللهُ عنهم : (اللَهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا).
وهذه الصِّيغةُ ثابتةٌ عن سَلْمانَ الفارسيِّ -رضي اللهُ عنه-،أخرجَها البيهقيُّ في «السُّننِ الكبرى» 3/316، وصحَّح الحافظُ ابنُ حجرٍ سندَها كما في «الفتحِ» 2/462.
واما الصِّيغةُ الثَّانيةُ: (اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ).
وهذه الصِّيغةُ ثابتةٌ عن ابنِ مسعودٍ -رضي اللهُ عنه-، أخرجَها ابنُ أبي شَيْبةَ في «مُصنَّفِه» (5633).
والصِّيغةُ الثَّالثةُ: (اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ).
وهذه الصِّيغةُ ثابتةٌ عن ابنِ عبَّاسٍ -رضي اللهُ عنهما-، أَخرَجها ابنُ أبي شَيْبةَ في «مُصنَّفِه» (5646).
ويُكثِرُ المسلمُ مع التكبير في هذه العشر من التسبيح والتهليل والتحميد ؛ وقراءة القرآن فإنه أفضل الذكر؛ وفيه الـهُدى والرحمة والبركة.
أقول قولي هذا..

الخطبــة الثانيــة :
أما بعد : ومما يندب فعلُه في هذه العشر الإكثار من نوافل الصلوات بعد الفرائض،والإكثار من الصدقة ومن أعمال الخير والبر والإحسان وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وتفقد الجيران والأرامل واليتامى و السعي في قضاء حوائجهم ومنفعتهم بالمستطاع .
ومما يندب فعلُه في هذه العشر الإكثار من الصيام ، فلو صام بعضَ الأيام التسعة أو كلَّها لكان ذلك مشروعاً، لأن الصيام من العمل الصالح، وآكدها اليومُ التاسع لغير الحاج .
وحري بنا أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير -وللأسف- بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..

الا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 1568 | التعليقات 2

[align=justify]جزاك الله خير واحسن الله إليك[/align]


أخي الكريم

صواب الآية: (واذكروا الله في أيام معدودات)

وأما معلومات فقد جاءت في آية الحج (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)