﴿ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ﴾

محمد البدر
1436/11/06 - 2015/08/21 00:37AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
عباد الله :قال تعالى: { يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
عباد الله :انتهت الإجازة وستستأنف الدراسة بعد أيام ، وستبدأ رحلة العلم، وتبدأ مسيرة الفكر، وتفتح حصون العلم، وتهيأ قلاع المعرفة، يبزغ فجر جديد والمستقبلون له ألوان، بين محب وكاره، ومتقدم ومحجم، ومتفكر ومتحير، ومتفائل ومتشائم ،ونحن نشارككم بهذه المناسبة المهمة ونوصيكم بعدة وصايا، نسأل الله أن ينفع بها :
الوصية الأولى: أيها الطلاب والطالبات:أخلصوا النية في طلب العلم، واطلبوا العلم لترفعوا عن أنفسكم الجهل، واطلبوا العلم لتنفعوا غيركم وأمتكم ، لا تطلبوا العلم لأجل المناصب والوظائف والممارات، فكلها متاع قليل زائل واعملوا وجدّوا فكلٌ ميسر لما خلق له.
أيها الطلاب والطالبات، إنكم تتوجهون بعد غدٍ لقلعة من قلاع العلم، فابدأوا فيها باسم الله وعلى بركة الله، ولتكن بدايتكم جادة، ولا تؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، فهذا طبع الكسالى، اصبروا وصابروا على طلب العلم، وعليكم بتقوى الله وحافظوا على الصلاة في جماعة، فلا خير فيمن ضيع الصلاة ،تجملوا بالدين والأخلاق واحترام الآخرين ، ولا تخيبوا آمال آبائكم وأمهاتكم أظهروا لهم أثر هذا العلم في تصرفاتكم وأفعالكم واخلاقكم .
ثانياً : أيها المعلمين والمعلمات:الله الله في أبناء المسلمين، إنهم أمانة كبيرة وحمل عظيم أعانكم الله عليها، فاجعلوا أعمالكم خالصة لله ، وقدوتكم في التربية والتعليم هو رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،فكون أيها المعلمون قدوة لطلابكم .
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وتذكروا أن من دعا إلى هدى كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزر من عمل به إلى يوم القيامة ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
فاحرصوا على تعليم أبنائنا كل خير وهدى وفضيلة وأخلاق كريمة، فهي أبواب عظيمة من الأجور مفتوحة لكم،لم تفتح لغيركم فاغتنموها.
أيها المعلمين، عليكم بالرفق بالأبناء، وعليكم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم، تخلقوا بالخلق الحسن وعلموهم الأخلاق الحسنة وفضائلها ، اصبروا وارحموا واعطفوا، فإن من المعلمين من تبقى ذكراه عاطرة في أذهان طلابه، ومنهم من لسان حال طلابه ومقالهم مستريح ومستراح منه ،كونوا خير قدوة لهم حثوهم على الهمم العالية ، حثوهم على حفظ كتاب الله وحفظ السنة وتعلم الفقه ،والتفسير ومن هم علماء هذا الفن ،اسمعوهم سيرة السلف الصالح وسيرة بعض علمائنا امثال الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الالباني والشيخ مقبل يرحمه الله جميعا وسيرة من سار على نهجهم واقتفا اثرهم .
أقول قولي هذا ...

الخطبة الثانية:
أما بعد: الوصية الثالثة:أيها الآباء والأمهات:
أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها،أنتم اللبنة الأولى والقدوة الحسنة لهم فكونوا لهم أولياء أمور صالحين أسسوهم على العقيدة الصحيحة علموهم التوحيد والسنة وما عليه سلف الأمة حتى يكونو صالحين .
علموهم كل خصال الخير ومد يد العون للمساكين والمحتاجين ،عودهم على الصلاة في المساجد واحتارمها ، بينوا لهم من هم العلماء الربانين واربطه بهم وبفتاواهم وسمهم له وصوِّب خطأه واشكر صوابه، اجعله مواطناً صالح لأمته ولبلده ومجتمعه ،مطيعا لولاة أمره مدافعا ومنافحا لهذه البلاد بلاد الحرمين بلاد التوحيد والسنة بلاد السلفية الحقة، قل له احذر من كل الجماعات المنحرفة والمنتشرة هذه الأيام ،أمثال الخوارج والاخوان والدواعش والقاعدة والتبليغ وكل من خالف الكتاب والسنىة ، واعلم أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجر عليه، علَّك إذا كنت في قبرك وحيدًا فريدًا تأتيك دعواتهم في ظلَم الليالي تنير لك قبرك، وتسعدك عند ربك . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .ألا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 2510 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا