﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾
محمد البدر
1437/06/02 - 2016/03/11 02:14AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد: عباد الله : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ القراءة غذاءٌ للعقل، ورفعٌ للجهل، وتوسيعٌ للمدارك، وإمتاعٌ للنفس.
قال تعالى : ﴿ يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
عباد الله :لقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهلِه، وبيَّن مكانتَهم، ورفع منـزلتَهم ،وأمر الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يدعو : ﴿ رَّبّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ [طه:114]، وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فالعلم شرف عظيم لا يعلم قدرَه وفضله ومكانته إلا الجاهلون .
بالعلم تُبنى الأمجاد، وتشيد الحضارات، وتسوّد الشعوب، وتُبنى المَمَالِك، بل لا يستطيع المسلمُ أن يحققَ العبودية الخالصة لله تعالى على وفق شرعه إلا بالعلم ، فضلاً عن أن يبنيَ نفسه كما أراد الله سبحانه ، أو يقدم لمجتمعه خيراً ، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً . وما فشا الجهلُ في أمةٍ من الأمم إلا قَوَّض أركانها ؛ وصدَّع بنيانها ؛ وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة.
إن طلب العلم خيرُ ما أُنفقت فيه الساعات والأعمار، ولقد جاءت نصوصُ الكتابِ والسنةِ منوهةً بفضل العلم وأهله، والحثِّ على تعلمه وكسبه .
في فضل العلم وأهله ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :إن من سلك طريقاً يظنه الطريقَ الموصلَ إلى الله تعالى بدون علم، فقد سلك عسيراً ورام مستحيلاً، فلا طريق إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والوصول إلى رضوانه إلا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسلَه؛ وأنزل به كتبَه، فهو الدليل عليه، وبه يُهتدى في ظلمات الجهل؛ وشبهات الفساد والشكوك.
والعلم الشرعي – الذي هو العلمُ بكتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو القاعدة الكبرى التي تبنى عليها سائر العلوم، وحملة العلم الشرعي هم ورثة الأنبياء والأمناء على ميراث النبوة، ومتى ما جمعوا بين العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي، المتوج بالأدلة الشرعية مع الإخلاص لله سبحانه، والتأدب بآداب العلم وأهله فهم الأئمة الثقات، والأعلام الهداة.
عباد الله :العلماء بالله تعالى وبشرعه هم أهل خشية الله، وشهداء الله في أرضه، وخلفاءُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمته، فمن كان بالله أعرف كان منه أخوف،قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: الْعَالِمُ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَرَغِبَ فِيمَا رَغِبَ اللَّهُ فِيهِ، وَزَهِدَ فِيمَا سَخِطَ اللَّهُ فِيهِ، ثُمَّ تَلَا الْحَسَنُ: قولَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء ﴾ [فاطر:28]. هذا هو العلم الحقيقي الذي ينفع صاحبه، فإن العلم ليس عن كثرة المعرفة والحفظ، ولكنَّ العلم عن كثرة الخشية، فهو نور يجعله الله في القلب.
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله ......
الخطبة الثانية :
عباد الله : احرصوا على تعليم أبنائكم ما ينفعهم من الأخلاق الحسنة وفضائلها ،واصبروا وارحموا واعطفوا،وكونوا خير قدوة لهم حثوهم على الهمم العالية ، أسسوهم على العقيدة الصحيحة علموهم التوحيد والسنة وما عليه سلف الأمة ، حثوهم تعلم كتاب الله وحفظه وحفظ السنة وتعلم الفقه ،والتفسير ،علموهم كل خصال الخير ومد يد العون للمساكين والمحتاجين ،عودهم المحافظة على الصلاة في المساجد واحترامها ، بينوا لهم من هم العلماء الربانين واربطوهم بهم وبفتاواهم امثال الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الالباني والشيخ مقبل يرحمه الله جميعا وسيرة من سار على نهجهم واقتفا اثرهم ، اجعلوا منهم مواطنين صالحين لأمتهم ولبلدهم ولمجتمعهم ،مطيعين لولاة أمرهم مدافعين ومنافحين عن هذه البلاد بلاد الحرمين بلاد التوحيد والسنة بلاد السلفية الحقة، حذروهم من خطر الجماعات المخالفة للكتاب والسنة ،أمثال الخوارج والاخوان والدواعش والقاعدة والتبليغ وغيرها، واعلموا أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجرون عليه ،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .ألا وصلوا ...
[/align]
أما بعد: عباد الله : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ القراءة غذاءٌ للعقل، ورفعٌ للجهل، وتوسيعٌ للمدارك، وإمتاعٌ للنفس.
قال تعالى : ﴿ يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
عباد الله :لقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهلِه، وبيَّن مكانتَهم، ورفع منـزلتَهم ،وأمر الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يدعو : ﴿ رَّبّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ [طه:114]، وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فالعلم شرف عظيم لا يعلم قدرَه وفضله ومكانته إلا الجاهلون .
بالعلم تُبنى الأمجاد، وتشيد الحضارات، وتسوّد الشعوب، وتُبنى المَمَالِك، بل لا يستطيع المسلمُ أن يحققَ العبودية الخالصة لله تعالى على وفق شرعه إلا بالعلم ، فضلاً عن أن يبنيَ نفسه كما أراد الله سبحانه ، أو يقدم لمجتمعه خيراً ، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً . وما فشا الجهلُ في أمةٍ من الأمم إلا قَوَّض أركانها ؛ وصدَّع بنيانها ؛ وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة.
إن طلب العلم خيرُ ما أُنفقت فيه الساعات والأعمار، ولقد جاءت نصوصُ الكتابِ والسنةِ منوهةً بفضل العلم وأهله، والحثِّ على تعلمه وكسبه .
في فضل العلم وأهله ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :إن من سلك طريقاً يظنه الطريقَ الموصلَ إلى الله تعالى بدون علم، فقد سلك عسيراً ورام مستحيلاً، فلا طريق إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والوصول إلى رضوانه إلا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسلَه؛ وأنزل به كتبَه، فهو الدليل عليه، وبه يُهتدى في ظلمات الجهل؛ وشبهات الفساد والشكوك.
والعلم الشرعي – الذي هو العلمُ بكتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو القاعدة الكبرى التي تبنى عليها سائر العلوم، وحملة العلم الشرعي هم ورثة الأنبياء والأمناء على ميراث النبوة، ومتى ما جمعوا بين العقيدة الصحيحة والعلم الشرعي، المتوج بالأدلة الشرعية مع الإخلاص لله سبحانه، والتأدب بآداب العلم وأهله فهم الأئمة الثقات، والأعلام الهداة.
عباد الله :العلماء بالله تعالى وبشرعه هم أهل خشية الله، وشهداء الله في أرضه، وخلفاءُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمته، فمن كان بالله أعرف كان منه أخوف،قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: الْعَالِمُ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَرَغِبَ فِيمَا رَغِبَ اللَّهُ فِيهِ، وَزَهِدَ فِيمَا سَخِطَ اللَّهُ فِيهِ، ثُمَّ تَلَا الْحَسَنُ: قولَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء ﴾ [فاطر:28]. هذا هو العلم الحقيقي الذي ينفع صاحبه، فإن العلم ليس عن كثرة المعرفة والحفظ، ولكنَّ العلم عن كثرة الخشية، فهو نور يجعله الله في القلب.
أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله ......
الخطبة الثانية :
عباد الله : احرصوا على تعليم أبنائكم ما ينفعهم من الأخلاق الحسنة وفضائلها ،واصبروا وارحموا واعطفوا،وكونوا خير قدوة لهم حثوهم على الهمم العالية ، أسسوهم على العقيدة الصحيحة علموهم التوحيد والسنة وما عليه سلف الأمة ، حثوهم تعلم كتاب الله وحفظه وحفظ السنة وتعلم الفقه ،والتفسير ،علموهم كل خصال الخير ومد يد العون للمساكين والمحتاجين ،عودهم المحافظة على الصلاة في المساجد واحترامها ، بينوا لهم من هم العلماء الربانين واربطوهم بهم وبفتاواهم امثال الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الالباني والشيخ مقبل يرحمه الله جميعا وسيرة من سار على نهجهم واقتفا اثرهم ، اجعلوا منهم مواطنين صالحين لأمتهم ولبلدهم ولمجتمعهم ،مطيعين لولاة أمرهم مدافعين ومنافحين عن هذه البلاد بلاد الحرمين بلاد التوحيد والسنة بلاد السلفية الحقة، حذروهم من خطر الجماعات المخالفة للكتاب والسنة ،أمثال الخوارج والاخوان والدواعش والقاعدة والتبليغ وغيرها، واعلموا أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجرون عليه ،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .ألا وصلوا ...
[/align]