177 مليون ريال دفعها التائبون لحساب "إبراء الذمة" بالسعودية

177 مليون ريال دفعها التائبون لحساب "إبراء الذمة" بالسعودية


ملتقى الخطباء: "إذا شعرت بأنك أخذت مالا بغير حق وتريد إرجاعه دون مساءلة.. نحن نساعدك"، هذه الفقرة تكاد تلخص مهمة حساب "إبراء الذمة" الذي مضي على إنشائه خمسة أعوام، وتجاوزت المبالغ المودعة فيه أكثر من 177 مليون ريال سعودي، وفق أحدث إحصاء للبنك السعودي للتسليف والادخار، الجهة المشرفة على الحساب .
وتعود فكرة حساب "إبراء الذمة" الذي أنشأ في فبراير 2005، إلي موظف حكومي أراد إعادة مبلغ مالي حصل عليه دون وجه حق، ولأن النظام الحكومي مقنن من حيث الإيرادات والمنصرفات المالية، تقدم الموظف بالتماس للمقام السامي توج بإصدار مرسوم ملكي يقضي بإنشاء حساب بنكي تحت مسمى حساب "إبراءة الذمة" ليكون بمثابة وعاء لاستقبال إيداعات من يشعر بأن ذمته عالقة ببعض الحقوق العامة ويرغب في التسديد دون أدنى مساءلة، حيث يتم التعامل مع الإيداعات دون النظر لهوية المودع أو حجم الإيداع.
أعمال خيرية
تزايد المبالغ المودعة في الحساب بالإضافة للأمور العينية كالعقارات والأراضي التي تنتقل ملكيتها باسم البنك ، صاحبه تزايد موازي في مجال صرف الأموال واستخدامها في الأعمال الخيرية والتي تفاوتت بين تمويل الأرامل والأيتام والمطلقات ومساعدة الشباب على الزواج ، هذا وقدرت إنجازات الحساب خلال الخمس سنوات بـ 11967 قرض مالي ، كما صرفت مبالغ ماليه وعينية لمساعدة الأسر والمحتاجين والفقراء بواقع مساعدة 6506 أسرة منها 80% أسرة تواجه ظروف صعبة، و17% قروض لتزويج الفقراء و3% لترميم منازل ذوي الدخل المحدود.
تباين حول الدلالات
حساب إبراء الذمه لم يسلم من تباين الآراء حول الدلالات التي تبرزها المبالغ المودعة في الحساب لاسيما بعد بلوغها 177 مليون ريال سعودي ، حيث رأى بعض المحللين أن المبلغ المذكور دليل على تساهل بعض الموظفين في الاختلاس من المال العام ، وهو الأمر الذي يترتب عليه ضرورة تفعيل أدوات التربية والقيم الدينية للمجتمع ، بحسب وصفهم ، فيما قال آخرون إن المبلغ المذكور دليل على تنامي الحس الديني لدى المجتمع ، حيث قال الدكتور على بادحدح أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز ، أن هذا مؤشر على إقبال الناس إلي الله عبر التوبة والاستغفار وإبراء ذممهم عبر رد الأموال التي أخذت بغير وجه حق ، وأضاف في حديث للعربية .نت " اهتمام الناس بتبرئة ذممهم دليل على أن مجتمعنا مازال بخير و أن هناك ضمائر حيّة قادرة على الاستيقاظ قبل الموت والحساب ".
من جانبه ، قال محمد بن سليمان الوهيبي ، أمين حساب إبراء الذمة ، أن فكرة إنشاء الحساب كان متمثلة أساسا في أن يكون الحساب وعاء لاستقبال إيداعات الموظفين المقصرين في عملهم أو من يشعرون بأن ذمتهم عالقة ببعض الحقوق العامة ، وأضاف الوهيبي في حديث للعربية .نت "إلا انه مع بروز مهام الحساب إعلاميا و أن أمواله تصرف في الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين بدأت تأتينا إيداعات كثيرة من غير الموظفين ومن رجال أعمال يدفعون من جيبهم الخاص بهدف أن تكون لهم صدقة جارية ، كما لفت الوهيبي أن الإيداعات المالية تورّد للحساب بشكل شبه يومي إلا إنها تتزايد في شهري شعبان ورمضان ، مشيرا أن المساعدات التي يقدمها الحساب تعطى على شكل قروض بدون فوائد ثم تسترد لتقرض مرة أخرى للشرائح المستهدفة والذين حددهم المرسوم الملكي في الأرامل والأيتام والمطلقات ومساعدة الشباب على الزواج".



المصدر: العربية نت
المشاهدات 1525 | التعليقات 0