يَوْمِ عَرَفَةَ وَعِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ وَ يَوْمُ النَّحْرِ - تم العديل حسب تعميم الوزارة

محمد البدر
1444/12/04 - 2023/06/22 00:13AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾. هنيئاً لمن استغل الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ بالعمل الصالح وتحري الخير وأكثر من الذكر والدعاء وأدى  القربات المشروعة فتداركوا يَا عِبَادَ اللَّهِ ما بقي من العشر وحافظوا على الصلاة مع الجماعة والتبكير لها واحرصوا على الصفوف الأولى ، واكثروا من ذِكْرِ اللَّهِ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ،قَالَ«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

عِبَادَ اللَّهِ:إن مما اختص الله به الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ يَوْمِ عَرَفَةَ هذا اليوم العظيم عند الله عز وجل وله فَضَائِلِ عظيمة فَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أنه اليوم الذي أكمل الله فيه الدين فَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ:وَأِيُّ آيَةٍ  قَالَ:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:«إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أنه يَوْمِ يُبَاهِي اللَّه فِيهِ بِأَهْلِ عَرَفَةَ مِنْ الحجاج أَهْلِ السَّمَاءِ مِنْ الْمَلَائِكَةَ قَالَﷺ:«إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ مَلَائِكَةَ أَهْلِ السَّمَاءِ»فَيَقُولُ:«انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أن يَوْمِ عَرَفَةَ يَوْمِ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ قَالَﷺ:«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أنه يوم مغفرة الذنوب قَالَﷺ:«فَإِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ:انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَدَدَ قَطْرِ السَّمَاءِ وَرَمْلِ عَالِجٍ»قَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ.وَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أنه يستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج فمن صام هذا اليوم غفر الله له ذنوب سنة مضت ،وسنة مقبلة قَالَﷺ:«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمُ. وَقَالَﷺ:«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»رَوَاهُ مُسْلِمُ.وَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أنه يوم عيد لأهل الموقف قَالَﷺ:«إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَمِنْ فَضَائِلِ يَوْمِ عَرَفَةَ أَنْ يُكْثِرَ مِنْ الدُّعَاءِ مَعَ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الْوُقُوفِ بِعَرَفَة فَخَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ للحاج فقط وَعِنْدَ الْوُقُوفِ بِعَرَفَة قَالَﷺ:«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ويشرع التَّكْبِيرِ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ إلى عصر آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

عِبَادَ اللَّهِ:ومن الأعمال الفاضلة في هذه الْعَشْرُ يَوْمُ النَّحْرِ ويسن فيه ذبح الْهَدْيِ للحاج وذبح الْأَضَاحِيِّ لغير الحاج قَالَ تَعَالَى:﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾.وَقَالَﷺ:«إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«كُلُّ أيامِ التشريقِ ذَبْحٌ»رَوَاهُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ...


 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللهِ:وختام الأيام الْعَشْرُ عِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ: فمن السنة الصلاة في مصلى العيد، ومن السنة في العيد أن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا»رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.ويُسن إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِى أَخَذَ فِيهِ ،فعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّﷺإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.ويجوز التهنئة بالعيد«تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» لثبوته عن صحابتهﷺو من السنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرَسُولُﷺ.ومن السنة يستحب حضور الخطبة،وَإِبَاحَةِ خُرُوجِ النِّسَاءِ فِي الْعِيدَيْنِ، وَإِنْ كُنَّ أَبْكَارًا، ذَوَاتِ خُدُورٍ حُيَّضًا كُنَّ أَوْ أَطْهَارًا فَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ:«أَخْرِجُوا الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ لِيَشْهَدْنَ الْعِيدَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَلْيَجْتَنِبَنَّ الْحُيَّضُ مُصَلَّى النَّاسِ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.فإن من مقاصد الشريعة التي جاء بها الإسلام حفظ الضروريات الخمس، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، فحفظ النفس من جملة الضروريات التي أمر الله جل وعلا بحفظها وتجنيبها الهلاك،بالتعرض المباشر للهيب الشمس الحارة فإن موسم حج هذا العام يأتي في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وزيادة مخاطر التعرض لضربات الشمس والإجهاد الحراري،لذلك يجب على الجميع الابتعاد عن أشعة الشمس والتواري إلى الظل أو استخدام المظلات والإكثار من شرب السوائل ومن قدر له الأصابة بضربة الشمس فليبادر إلى الاستحمام أو رش الرذاذ والإكثار من شرب السوائل وزيارة أقرب مركز طبي ولله الحمد أن ولاة الأمر  لشدة اهتمامهم بضيوف الرحمن وضعوا هذه المراكز  في انحاء مشاعر الحج.

عِبَادَ اللهِ:من السنة في العِيدِ إظهار الفرحة والسرور بالعيد ،وإدخال السرور والبهجة على الأطفال والأرحام والأصدقاء والجيران،وعلى اليتامى والفقراء والمساكين ،فالعيد يوم شكر وعمل بر وإحسان .

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1687465249_يَوْمِ عَرَفَةَ وَعِيدِ الأَضحَى المُبَارَكِ وَ يَوْمُ النَّحْرِ 2.pdf

المشاهدات 2119 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا