يَوْمُ التَّأْسِيس: دَعْوَةٌ لِلأُلْفَةِ وَاللُّحْمَةِ.
أ.د عبدالله الطيار
الحمدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَبِتَوْفِيقِهِ تَتَحَقَّقُ المَقَاصِدُ وَالْغَايَاتُ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ في الأُولَى وَالآَخِرَةِ، أَسْكَنَنَا أَطْهَرَ الْبِقَاعِ الْعَامِرَةِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، أَطْعَمَنَا بَعْدَ جُوعٍ، وَأَمّنَنَا بَعْدَ خَوْفٍ، وَنَصَرَنَا بَعْدَ حَيْفٍ، جَمَعَ شَمْلَنَا بَعْدَ شَتَاتٍ، وَرَزَقَنَا رَغَدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْفُتَاتِ، وَأَكْرَمَنَا بِصَلاحِ وُلاةِ الأُمُورِ، فَلَهُ الْحَمْدُ المَوْفُورُ، وَإِلَيْهِ المَرْجِعُ والنُّشُورُ، وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ في تَقْوَاهُ النَّجَاةَ وَالْفَلاحَ في الدَّارَيْنِ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَُمون) البقرة: [281].
أيُّهَا المؤمنُونَ: جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لقيامِ الدُّوَلِ وَصُمُودِهَا، وَعِزَّتِهَا وَشُمُوخِهَا، أَسْبَابًا لا تَتَغَيَّرُ، وَسُنَنًا لا تَتَبَدَّلُ، فَلا تَقومُ الدُّولُ إلا عندمَا يَجتمع العلمُ والقوَّةُ، والحقُّ والنُّصْرَةُ، وتَتَّحِد الْجَمَاعَة على السَّمْعِ والطَّاعَةِ لِوُلاتِهِمْ والنُّصْرَةِ والتَّأْيِيدِ لِوَطَنِهِمْ قَالَ تَعَالَى: (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) الفتح: [23].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَإِذَا كَانَت الدُّوَلُ إِنَّمَا تَقُومُ عَلى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَوَحْدَةِ الْكَلِمَةِ، وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ زَوَالَهَا سَبِيلُهُ التَّفَرُّقُ والاخْتِلافُ، وَلِذَا حَذَّرَ الإسْلامُ مِنْ كُلِّ سَبِيلٍ يُؤَدِّي لِتَفْرِيقِ الأُمَّةِ وَإِضْعَافِ وَحْدَتِهَا، وَكَسْرِ شَوْكَتِهَا، قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)الأنعام:[159] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما:(الْجَمَاعَةُ الْجَمَاعَةُ إِنَّمَا هَلَكَت الأُمَمُ الْخَالِيَةُ بِتَفَرُّقِهَا أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ عزَّ وجلَّ (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ (حَبْلُ اللهِ: الْجَمَاعَة).
عِبَادَ اللهِ: والشِّقَاقُ وَالنِّزَاعُ دَاءٌ عضَالٌ حَذَّرَنَا مِنْهُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا بِقَوْلِهِ: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال: [46] وَهَذَا الدَّاءُ ابْتُلِيَتْ بِهِ كثيرٌ من البلاد الْإِسْلَامِيَّةِ، وهُوَ أَثَرٌ مِنْ آَثَارِ الْإِعْرَاضِ عَن الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ والشُّحِّ الْمُطَاعِ، والْهَوَى الْمُتَّبَع، والْإِعْجَابِ بِالنَّفْسِ وإِيثَارِ مَا هُوَ أَدْنَى عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ، وعَاقِبَةُ النِّزَاعِ لَا تَخْفَى عَلَى ذِي لُبٍّ، فسبيلها الْفَسَادُ والْإِفُسَادُ، ونِهَايَتُهَا الْهَلَاكُ والْخَرَابُ، قَالَ تَعَالَى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) المؤمنون: [53].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: ولمَّا كانَ تَوْحِيدُ اللهِ عزَّ وجلَّ وَعِبَادَتُهُ هُوَ الْغَايَةُ الَّتِي لأَجْلِهَا بَعَثَ اللهُ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ، فَإِنَّ سَبِيلَ تَحْقِيقِ هذهِ الْغَايَةِ هُوَ: تَحْقِيقُ الأَمْنِ، فَقَدْ رَبَطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالأَمْنِ بِقَوْلِهِ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) أَيْ: بِشِرْكٍ (أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) الأنعام: [82]
عِبَادَ اللهِ: والأَمْنَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ، وَيَصْرِفُهُ عَمَّنْ يَشَاءُ يَتَأَتَّى بِالاسْتِجَابَةِ لأوامرِهِ سبحانه وَلُزُومِ مَنْهَجِهِ وَالاقْتِدَاءِ بِنَبِيِّهِ، وَطَاعَةِ وُلاةِ الأَمْرِ، وَقَدْ أَدْرَكَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ هذا المَعْنَى فَكَانُوا كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ تَحَطَّمَتْ عَلَى تَوْحِيدِهِمْ وَوَحْدَتِهِمْ جَمِيعَ المَكَائِدِ وَالمُؤَامَرَاتِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّهَا حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ وَإِنَّ مَا تَكْرَهُونَ في الْجَمَاعَةِ وَالطَّاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ بِلادَنَا حَمَاهَا اللهُ غُرّةُ جَبِينِ الأَوْطَانِ، وَشَامَةُ جَيْدِ الزَّمَانِ والمَكَانِ أَحَبُّ الأَوْطَانِ إِلَى قُلُوبِ المُسْلِمِينَ عَامَّةً وَإِلى قُلُوبِ أَهْلِهَا خَاصَّةً، هِيَ مَهْدُ الإِسْلامِ وَمَأْرِزُ الإِيمَانِ، مَنَّ اللهُ عَلَيْهَا أنْ جَعَلَهَا عَلَى الْجَادَّةِ مِنْ تَوْحِيدِ اللهِ، وَإِخْلاصِ الْعِبَادَةِ لَهُ وَاجْتِمَاعِ الْكَلَمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِّ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا وَلاةَ أَمْرٍ مُوَحِّدِينَ مُصْلِحِينَ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، أَبْدَلَ أهلَهَا من بعد خوفِهِمْ أمنًا وأخْرَجَ لَهُمْ مِنَ الأَرْضِ خَيْرًا وَجَعَلَهَا لِبَيْتِهِ الْعَتِيقِ مَوْطِنًا ومَقَرًّا، فَكَانَتْ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَمَنَارَةً لِلْعِلْمِ وَالدِّينِ.
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ نَعَمِ اللهِ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْبِلادِ المُبَارَكَةِ مَا نَنْعَمُ بِهِ مِنْ أَمْنٍ وَارِفٍ ضَرَبَ أَطْنَابَهُ في رُبُوعِ الْبِلادِ شَرْقًا وَغَرْبًا، يَقْطَعُ الرَّاكِبُ الْفَيَافِيَ وَالْقِفَار يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ، لا يَخْشَى إِلا اللهَ، قَدْ أُمِّنَت السُّبُلُ، وانْدَحَرَ الشَّرُّ، لا تَكَادُ تُدِيرُ وَجْهَكَ إِلا وَتَجِدُ دَوْرِيَّةً أَمْنِيَّةً، وَوِحْدَةً مُرُورِيَّةً، تَنْشُرُ الأَمْنَ، وَتُشِيعُ الْعَدْلَ، وَتَرْفَعُ الظُّلْمَ وَلِذَا كَانَتْ نِعْمَةُ الأَمْنِ هِيَ النَّعِيمُ في الدُّنْيَا، قَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيم) التكاثر: [8] ذَكَرَ المُفَسِّرُونَ أَنَّ المُرَادَ بِالنَّعِيمِ: الأَمْنُ وَالصِّحَّةُ.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ:( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) الأنفال: [63].
بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:
الْحَمْدُ للهِ ربِّ الْعَالمِينَ، أَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ الذَّاكِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خاتمُ المرْسَلِينَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أجمعين، أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعْلَمُوا أنَّهُ ينبغي التنبيهُ في هذهِ الأيامِ على أمورٍ منها:
أوَّلًا: التَّذْكِيرُ بِأَيَّامِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنْ نِعَمٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَهٍ وَمِنْ أَعْظَمِهَا نِعْمَةُ الأَمْنِ وَائْتِلافِ الْكَلِمَةِ وَالأُلْفَةِ واللُّحْمَةِ، وَوُجُوبُ شُكْرِ هَذِه النِّعَمِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم: [7].
ثَانِيًا: هذه المنَاسَبَةُ تَذْكِيرٌ بِسِيرَةٍ عَطِرَةٍ، وَمَسِيرَةٍ بَاسِلَةٍ لِلملكِ الْمُؤَسِّسِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ آلِ سُعُود رَحِمَهُ اللهُ وَجُهُودِهِ في تَوْحِيدِ الْبِلادِ وَرَفْعِ رَايَتِهَا وَإِعْلاءِ مَنْهَجِهَا وَهُوِيَّتِهَا، فَجَزَاهُ اللهُ عَمَّا قَدَّمَ للإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيرًا، وقد سَارَ أبناؤُهُ البررةُ الذينَ تعاقبُوا على حكمِ هذه البلادِ على منهجِهِ حتى عهدِنَا الزَّاهِرِ عهدِ خَادِمِ الحرمينِ الشريفينِ سليمانِ بنِ عبدِ العزيزِ آلِ سعود، وسموِّ وليِّ عهدِهِ الأمِينِ، فجزى اللهُ الجميعَ خيرَ الْجَزَاءِ، وغفَرَ للأموَاتِ، وحَفَظَ الأحيَاءَ.
ثَالِثًا: هذهِ المنَاسَبَةُ تَذْكِيرٌ بِمَكَانَةِ هَذِهِ الْبِلادِ في نفوسِ المسلمينَ عامَّةً، وَقُلُوبِ مُوَاطِنِيهَا والمقيمينَ على ثَرَاهَا خَاصَّةً، فَكَمَا فَطرَ اللهُ الرضيعَ أَنْ يَحِنَّّ إلى أُمِّهِ، مهدِ طفولتِهِ، ومنبعِ أمانِهِ، ومصدرِ رزقِهِ، فَطرَ الإنسانَ أَنْ يَحِنَّ إلى وَطَنِهِ، دارِ إِقَامَتِهِ وَأَمَانِِهِِ ومصدرِ راحتِهِ وانتمائِهِ، ومرتعِ صِبَاهُ، وَمَنْزِلِ شَبَابِهِ.
رابعًا: التَّذْكِيرُ بِشَيْءٍ مِنْ حُقُوقِ هَذا الْوَطَنِ عَلَيْنَا، بِأَنْ نَكُونَ غصّةً صَلْبَةً، وَشَوْكَةً حَادَّةً في حَلْقِ كُلِّ مَنْ يُحَاوِلُ زَعْزَعَةَ أَمْنِهِ وَاسْتِقْرَارِهِ، أَو الْعَبَثِ بِمُقَدَّرَاتِهِ، وَأَنْ نُحَافِظَ عَلى أَرْضِهِ وَمُكْتَسَبَاتِهِ، وَأَنْ نَعْمَلَ بِسَوَاعِدَ قَوِيَّةٍ في سَبِيلِ نَهْضَتِهِ وَتَطَوُّرِهِ، كُلٌّ فِي مَكَانِهِ، مَنْ كَانَ في الْحِرَاسَةِ كانَ في الْحِرَاسَةِ ومَنْ كَانَ في السَّاقةِ كانَ في السَّاقةِ.
أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَحْفَظَ عَلَيْنَا بِلادَنَا، وَأَمْنَنَا، وَأَنْ يَرُدَّ كَيْدَ أَعْدَائِنَا إلى نُحُورِهِمْ.
اللَّهمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادمَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْه ووَلِيَّ عَهْدِهِ وإِخْوَانَهُ وَوُزَرَاءَهُ إلَى كُلِّ خَيْرٍ، واحْفَظْهُمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَشَرٍّ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا الْمَظْلُومِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ في فلسطين وفِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ اجْبُرْ كَسْرَهُمْ، وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، وَتَوَلَّ أَمْرَهُمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، واجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل. اللهم لتنفعَ به البلادَ، وتَسْقِيَ بِهِ الْعِبَادَ، وتجعلَهُ بَلاغًا للحاضرِ والْبَادِ.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نَبِيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. الجمعة 445/8/13هـ