يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْع

محمد البدر
1440/05/18 - 2019/01/24 13:38PM
 يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾.لقد تكاثرت نكباتُ الأمَّة، وتوالت عليها الأحداث والعبر، وتفتَّقت فيها الجروح، وسالت منها القُروح؛ ففي كلِّ يومٍ نسمع عَمَّا يلحق بأبناء أمَّتنا من أذيَّة في دينهم وهتكٍ لأعراضهم وتدنيسٍ لمقدَّساتهم ، فلا تكاد فتنةٌ تَخْبُو نارُها حتَّى تهبَّ فتنةٌ أخرى.
عِبَادَ اللَّهِ: يدور الحديث في هذه الأيَّام عما يَحْدُث لبعض الدول الإسلامية أمثال العراق واليمن وسوريا وقبلهم فلسطين وغيرها ؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وحصارٍ خانقٍ، وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ ، أو بين محاربٍ ومسالم ، من أعداء التوحيد والسنة الرافضة المجوس وفروعهم (حزب الشيطان والحوثيين وكل من والاهم) ومن اليهودِ إخوانِ القردة والخنازير والنصارى وغيرهم من الجماعات المفسدة الفاسدة أمثال الاخوان وفروعهم من السرورية و من الصوفية ومن التبليغيين وكل الأحزاب والجماعات المنحرفة والمخالفة للكتاب والسنة ،فَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا » فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ » فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ: اعلموا أن النصر والتمكين لا يُنال هِبَةً مِنْ أعداء المسلمين، ولا يُنال بالهويْنَا والضّعف والتَّخاذل، ولا يُنال بالشِّعريَّات والخطابات والأغاني والأناشيد والقصائد، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والاجتماعات الطَّارئة و التَّنديدات، والاستنكارات والشجب والإدانة و تعليمات الطوائف والجماعات فإنَّ هذه القضايا لا تُنال بالأقلام والأفلام، ولا بالأعلام والإعلام، ولا بالأماني والأحلام، وإنَّما تُنال بالعودة إلى الكتاب والسنة علي فهم سلف الأمة وبتغيير ما بالنَّفس قَالَ تَعَالَى :﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.وإن من أسباب تسلُّط الأعداء وتجرأهم على بلاد المسلمين ترك التوحيد والسنة وانتشار الشرك واقتراف المعاصي والذنوب، وانتشار الجهل بأحكام الدِّين وتعاليمه وظهور دعاة الفتنة وتلميع الإعلام وتسخيره لهم ، وبخاصَّة فيما يتعلَّق بأمور المعتقد، فكثيرٌ من مجتمعات المسلمين قد ترسَّبت فيها كثيرٌ من البدع العقديَّة، فضلاً عن البدع في الفروع، فكم يُرى ويُسمع ويُقرأ عمَّا يحصل في كثير من بلاد المسلمين؛ منَ الذَّبح لغير الله والطَّواف حول الأضرحة وتعظيم القبور  والأولياء والتذلل لعض المخلوقين وغيرهم ، حتَّى أصبح التَّوحيد الخالص غريبًا بين بعض الناس بسبب تكاثر البدع وترسُّب جذورها ، كذلك من أسباب التَّسلُّط: الإعجاب والتَّبعيَّة لأعداء الإسلام، والمحاكاة والمشابهة لهم ، وهذا مصداق قول النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  :«لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .ومن الأسباب كثرةُ العصبيَّات لجِنْسٍ أو لَوْنٍ أو لِسانٍ أو فئة أو شخص أو جماعة، والانضمام تحت لواء تلك العصبيَّة، والدَّعوة إليها، وتمجيدها، والمنافحة عليها، فاختلَّ عند أكثر المسلمين ميزانُ الولاء والبراء، فزادوا الأمَّة فرقةً وتناحرًا، وأَوْقَدُوا بذلك نار العداوة والبغضاء، فلا هم للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا، بل أعانوا أعداءه على تمزيق شَمْلِه وتفريق كلمته.
ومن الأسباب: تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حِسًّا ومعنًى، حتَّى أصبح المعروفُ منكرًا، والمنكرُ معروفًا، وهذا من أسباب حلول اللَّعنة والعقاب ، وكثرة النقم وزوال بعض النعم كما قَالَ تَعَالَى :﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾..
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: والله وتالله لن ينتصر المسلمون وإنَّ الكلمة لن تجتمعْ ما دام في صفِّهم مَنْ يدين اللهَ بسبِّ الصَّحابة والقول بعصمة الأئمَّة والأولياء والتَّحزُّب للطَّوائف والجماعات!!!وما إلى ذلك من المعتقدات الفاسدة والأفكار والتَّوجُّهات الدَّخيلة على أمَّة الإسلام ودينها.
فلابدَّ أن نعلم يقيناً أنَّ أعداء التوحيد والسنة في كل مكان لن يهدأُ لهم بالٌ، ولن يستقرُّ بهم حالٌ، ولن يضعوا أسلحتهم ولن يكفُّوا ألسنتهم بالسُّوء حتَّى يتخلَّى المسلمون عن دينهم، ويهجروا إلى الأبد شخصيَّتهم، وتذوب هويَّتُهم بين سائر الملل الضَّالَّة قَالَ تَعَالَى :﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾. الا وصلوا ..
المشاهدات 1952 | التعليقات 0