يحبهما الله ورسوله .. //نهال عبد الله
احمد ابوبكر
1436/02/09 - 2014/12/01 04:09AM
في عالم يغترب فيه الجميل وينتشر فيه القبيح , وتعلو فيه قيم الشر وتخبو منه قيم الخير , ويكثر الخبث وتغترب الفضيلة , يظهر الداعون لأخلاقيات النبوة كالغرباء بين الناس , يرفعون شعار المعاني السامية , ويعادون سبل الشيطان .
وفي كلماتنا هذه نسعى أن نذكر – والذكرى تنفع المؤمنين – بخلة يحبها الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : " ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا "
فالحلم صفه من صفات الله عز وجل التى وصف بها ذاته واراد ان يتحلى بها عباده وهذا ما جاء فى الاية الكريمة , فلولا حلمه عزوجل ومغفرته لمن اذنب لما استقرت السماوات والأرض .
قال ابن كثير : حليما غفورا اى يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه وهو يحلم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل ويستر ويغفر لعلهم يتوبوا ويرجعوا .
والله عز وجل وصف ابراهيم عليه السلام بانه كان حليما ؛قال تعالى :" ان ابراهيم لاواه حليم " وقال تعالى عن اسماعيل عليه السلام " فبشرناه بغلام حليم " .
اذن فالحلم صفه وخلق كريم وصف الله عزوجل به ذاته وهو من اخلاق انبيائه عليهم الصلاة والسلام .
وقد كان صلى الله عليه وسلم اكثر الناس حلما وصبرا على الاذى تقول السيده عائشة رضى الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد فى سبيل الله , وما نيل منه شى قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شىء من محارم الله فينتقم لله عز وجل
فمن قول السيده عائشة رضى الله عنها لم يكن يغضب الا اذا انتهكت حدود الله وهذا هو الغضب المحمود و اما اذا غضب الانسان لغير الله او لشيء هين فهذا غضب مذموم فقد لايستطيع الانسان السيطرة على نفسه وقد ينتهى الى مالا تحمد عقباه .
ومن اعظم مواقف حلمه صلى الله عليه وسلم ما حدث مع اهل مكه الذين لقى منهم كثيرا من الاذى .
واكبر اذى لحق به صلى الله عليه وسلم هو خروجه من أحب مكان له وهو مكة , لكنه لما قدر له فتحها ودخلها وهو قوى منتصر لم ينتقم من أهلها ولم يفعل بهم ماكانوا يفعلون بأصحابه لكنه تعامل بحكمة وقال لهم صلى الله عليه وسلم ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم .قال صلى الله عليه وسلم: أقول لكم كما قال أخى يوسف :لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ،اذهبوا فأنتم الطلاقاء .
قال تعالى : " ادفع بالتى هى احسن السيئة نحن أعلم بما يصفون " , .وقال تعالى ايضا : " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله "
فالحلم خلق يحبه الله ورسوله ويحب من يتحلى به قال صلى الله عليه وسلم للأشج ابن قيس :" ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والحياء "
قال القرطبي :فمن الواجب على من عرف أن ربه حليم على من عصاه ان يحلم هو على من خاف أمره ، فذاك به أولى حتى يكون حليما فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر به سور ثورة غضبه ويرفع الانتقام عمن أساء اليه ،بل يتعود الصفح حتى يعود الحلم له سجية ،كما تحب ان يحلم عنك مالكك فاحلم أنت عمن تملك لأنك متعبد بالحلم مثاب عليه .
ولما كان الحلم خلق كريم نافع لصاحبه فى الدنيا والأخرة كان الغضب خلق مذموم فأول من يضر به صاحبه.
وقد وضعت السنه النبوية علاجاٌ للغضب وكيف يتعامل الإنسان فى هذه المواقف قال صلى الله عليه وسلم: " ألا وان الغضب جمرة فى قلب ابن ادم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشئ فليلصق بالأرض ( أي يجلس) .اخرجه الترمذي
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع " ابو داود وأحمد
وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصُراعه وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " (والصُرَاعه عند العرب من يصرعُ الناس )
فالغضب موجود داخل كل انسان ولكن القوي فقط هو من يستطيع التغلب على غضبه بقوة عقله وحكمته وذكره لله واستعاذته من الشيطان , وبإلتزامه تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم : " لاتغضب "
وعلى المؤمن ان يتذكر أنّ لنا فى رسول الله أسوة حسنة ومهما لقينا من متاعب وصعوبات فى الحياة فليست بشئ بجانب ما لقيه صلى الله عليه وسلم سواء فى حياته قبل الدعوة او بعدها ومن الكفار اوحتى من جهل بعض المسلمين حديثي الإسلام عليه
روى البخارى ومسلم من حديث أنس بن مالك رضى الله عنهما أنه قال:كنت أمشى مع النبى صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجرانى غليظ الحشيه فأدركه أعرابى فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد اثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ،ثم قال مرلى من مال الله الذى عندك ، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء .
وفي كلماتنا هذه نسعى أن نذكر – والذكرى تنفع المؤمنين – بخلة يحبها الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : " ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا "
فالحلم صفه من صفات الله عز وجل التى وصف بها ذاته واراد ان يتحلى بها عباده وهذا ما جاء فى الاية الكريمة , فلولا حلمه عزوجل ومغفرته لمن اذنب لما استقرت السماوات والأرض .
قال ابن كثير : حليما غفورا اى يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه وهو يحلم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل ويستر ويغفر لعلهم يتوبوا ويرجعوا .
والله عز وجل وصف ابراهيم عليه السلام بانه كان حليما ؛قال تعالى :" ان ابراهيم لاواه حليم " وقال تعالى عن اسماعيل عليه السلام " فبشرناه بغلام حليم " .
اذن فالحلم صفه وخلق كريم وصف الله عزوجل به ذاته وهو من اخلاق انبيائه عليهم الصلاة والسلام .
وقد كان صلى الله عليه وسلم اكثر الناس حلما وصبرا على الاذى تقول السيده عائشة رضى الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد فى سبيل الله , وما نيل منه شى قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شىء من محارم الله فينتقم لله عز وجل
فمن قول السيده عائشة رضى الله عنها لم يكن يغضب الا اذا انتهكت حدود الله وهذا هو الغضب المحمود و اما اذا غضب الانسان لغير الله او لشيء هين فهذا غضب مذموم فقد لايستطيع الانسان السيطرة على نفسه وقد ينتهى الى مالا تحمد عقباه .
ومن اعظم مواقف حلمه صلى الله عليه وسلم ما حدث مع اهل مكه الذين لقى منهم كثيرا من الاذى .
واكبر اذى لحق به صلى الله عليه وسلم هو خروجه من أحب مكان له وهو مكة , لكنه لما قدر له فتحها ودخلها وهو قوى منتصر لم ينتقم من أهلها ولم يفعل بهم ماكانوا يفعلون بأصحابه لكنه تعامل بحكمة وقال لهم صلى الله عليه وسلم ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم .قال صلى الله عليه وسلم: أقول لكم كما قال أخى يوسف :لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ،اذهبوا فأنتم الطلاقاء .
قال تعالى : " ادفع بالتى هى احسن السيئة نحن أعلم بما يصفون " , .وقال تعالى ايضا : " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله "
فالحلم خلق يحبه الله ورسوله ويحب من يتحلى به قال صلى الله عليه وسلم للأشج ابن قيس :" ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والحياء "
قال القرطبي :فمن الواجب على من عرف أن ربه حليم على من عصاه ان يحلم هو على من خاف أمره ، فذاك به أولى حتى يكون حليما فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر به سور ثورة غضبه ويرفع الانتقام عمن أساء اليه ،بل يتعود الصفح حتى يعود الحلم له سجية ،كما تحب ان يحلم عنك مالكك فاحلم أنت عمن تملك لأنك متعبد بالحلم مثاب عليه .
ولما كان الحلم خلق كريم نافع لصاحبه فى الدنيا والأخرة كان الغضب خلق مذموم فأول من يضر به صاحبه.
وقد وضعت السنه النبوية علاجاٌ للغضب وكيف يتعامل الإنسان فى هذه المواقف قال صلى الله عليه وسلم: " ألا وان الغضب جمرة فى قلب ابن ادم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشئ فليلصق بالأرض ( أي يجلس) .اخرجه الترمذي
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع " ابو داود وأحمد
وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصُراعه وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " (والصُرَاعه عند العرب من يصرعُ الناس )
فالغضب موجود داخل كل انسان ولكن القوي فقط هو من يستطيع التغلب على غضبه بقوة عقله وحكمته وذكره لله واستعاذته من الشيطان , وبإلتزامه تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم : " لاتغضب "
وعلى المؤمن ان يتذكر أنّ لنا فى رسول الله أسوة حسنة ومهما لقينا من متاعب وصعوبات فى الحياة فليست بشئ بجانب ما لقيه صلى الله عليه وسلم سواء فى حياته قبل الدعوة او بعدها ومن الكفار اوحتى من جهل بعض المسلمين حديثي الإسلام عليه
روى البخارى ومسلم من حديث أنس بن مالك رضى الله عنهما أنه قال:كنت أمشى مع النبى صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجرانى غليظ الحشيه فأدركه أعرابى فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد اثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ،ثم قال مرلى من مال الله الذى عندك ، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء .