يَجِبُ على كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يُحِبَّ بِلادُ التَّوحِيدِ وَالسُّنَّةِ وَمَهبِطُ الوَحيِ وَمَنبَعُ الإِسْلاَمِ

محمد البدر
1445/10/09 - 2024/04/18 04:19AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.وَقَالَﷺ:«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَ حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.فَالأَمَنُ نِعمَةٌ،وَإِنَّ حُبَّ هذه البِلادُ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى،فَنَحْنُ نَعِيشُ تَحْتَ سَمَائِهِ، وَنَسْعَى فِي أَرْضِهِ، وَنَأْكُلُ مِنْ خَيْرَاتِهِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي نَرفُلُ فِي أَثوَابِهَا،وَنَتَقَلَّبُ فِي نَعِيمِهَا،مِمَّا يَستَوجِبُ الشُّكْرَ،قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.

عبادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ﴾إنَّ مِنْ أَعظمِ المتناقِضاتِ أنْ يأتيَ مِنْ يدَّعي محبةَ التَّوْحِيْدُ وَالسُّنَّةِ ثم يُحاربُ دولةَ التَّوْحِيْدُ وَالسُّنَّةِ ،قَالَ الْإِمَامُ ابنُ بازٍ-رَحِمَهُ اللهُ:(العَداءُ لهذه الدولةِ عَداءٌ للحقِّ، عَداءٌ للتَّوْحِيْدُ).إلخ..وَيَقولُ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ العُثِيْمِيْن-رَحمهُ الله:إنَّ بِلاَدَنَا ولله الحَمدُ أقْوَى بِلادِ العَالَمِ الآنَ في الحُكْمِ بمَا أنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، يَشْهَدُ بذلِكَ القَاصِي والدَّاني.إلخ..فالواجب عَلَى المُوَحِّدُون في كل مكان أنْ يُحِبَّ دولةَ التَّوْحِيْدُ وَالسُّنَّةِ ، ويُحبون حُكامها الذين أقاموا دَوْلَتَهم على قواعدِ التَّوْحِيْدُ وَالسُّنَّةِ.فَاتَّقُوا اللهَ-عِبَادَ اللهِ-وَحَافِظُوا عَلَى نِعْمَةُ  التَّوْحِيْدُ وَالسُّنَّةِ وَوَحْدَةِ الصَفِّ وَاجتِمَاعِ الكَلِمة خَلْفَ القِيادة الرَّشِيدة وَاللُّحْمَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ بدوام الشُّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ فإن النِّعَمِ لا تدوم  الا بالشكر،قَالَ تَعَالَى:﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾.

عبادَ اللهِ:قَالَﷺ:«يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ«بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ»فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ«حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.إن هذه البلاد محسودة من الداخل ومن الخارج،وهي مستهدفة في عقيدتها، وفي أمنها واستقرارها،ومستهدفة في شبابها وأبناءها،ومستهدفة من جميع الفرق الضالة والمنحرفة مثل(الروافض والخوارج والاخوان وغيرهم)والمعادية لأهل السنة والجماعة ، والتي كشرت عن أنيابها في عداوتها لهذه البلاد وعلمائها وولاة أمرها فهم يعيثون في البلاد الفساد ويقتلون ويفجرون ويدمرون ويهلكون الحرث والنسل ، وهذا دأبهم في كل زمان ومكان فهم لا دين لهم ولا وطن،ولكن ولله الحمد والمنة لا يزال في هذه البلاد من العلماء المعتبرين ممن يتصدى لهم.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...

 

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾.المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السّعُوْدِيَّةُ هِيَ البِلادُ الوَحيدَةُ في هذا الزمان التي تُحَكِّمُ شَرْعَ الله وتحارب الشرك والبدع والخُرَافاتٍ بالكتاب والسنة ،لكنَّه الحِقْدُ والغل والحسد عَلى بلاد التوحيد وإرادَةُ الفوضَى والشَّرِّ والفِتْنَةِ ، إنَّ أولَئِكَ الأقْوامِ الذينَ خَرَجُوا على الجماعة ونزعوا يد الطاعة من ولاة أمرهم ؛ مَا هُمْ إلا صُورَةٌ مُتَكَرِّرَةٌ للخَوَارِجِ الذينَ جَعَلُوا تكفير المسلمين دينا لهم ، والخُرُوجَ عَلى الحُكَّامِ ومُنَازَعَتَهُمْ أمرَهُمْ هَدَفًا لَهمْ؛ وقتل المسلمين والمعاهَدين سجية لهم،وهذه الحملات الإعلامية المغرضة و الموجهة لهذه البلاد وعلمائها وحكامها تصدر، إما من كافرٍ عدو للإسلام وأهله، أو مبتدع ضال مضل ، يريد أن ينشر البدعة والتصوف والخرافة والقبورية في بلاد الحرمين، أو حاقد حسود، يرى ما فيه هذه البلاد من نعمة الأمن والأمان واللحمة الوطنية فيغيظه ذلك ويتمنى لها زوال هذه النعمة فنسأل الله-عز وجل-أن يخيب ظنهم ويرد كيدهم في نحورهم.ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه،فقال في محكم التنزيل:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم،واشكروه على نعمه يزدكم.﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1713403179_يَجِبُ على كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يُحِبَّ بِلادُ التَّوحِيدِ وَالسُّنَّةِ وَمَهبِطُ الوَحيِ وَمَنبَعُ الإِسْلاَمِ.pdf

المشاهدات 528 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا