يا من تستقبل شهر الصيام والقيام
علي القرني
1435/08/26 - 2014/06/24 07:42AM
أَمَّا بَعْدُ : عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا النِّعْمَةَ التِي أَنْتُمْ مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا , إِنَّهُ مَوْسِمُ الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ , إِنَّهُ وَقْتُ تَنَزُّلِ الرَّحَمَاتِ مِنَ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ , إِنَّهُ (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) , صَوْمُهُ ثَالِثُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ وَمَبَانِيهِ الْعِظَامِ , شَهْرٌ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ وَتُغْلَقُ أَبْوَابُ النِّيرَانِ وَتُصَفُّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الْجَانٍّ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : كَيْفَ نَسْتَقْبِلُ هَذَا الشَّهْرَ وَكَيْفَ يَكُونُ لَنَا مِنْهُ أَوْفَرُ الْحَظِّ وَالنَّصِيبِ ؟
إِنَّ اسْتِقْبَالَ رَمَضَانَ يَكُونُ بِالْعَزْمِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَالْمُبَادَرَةِ لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ
فكم غبنا في أشهر ماضية، وكم غبنا في ليالٍ عديدة وأيام مديدة، ضاعت فيها فرص لنا فيها قدرة أن نبلغ أعلى الدرجات، وأن نتسابق إلى مغفرة الله وجنانه، ولكننا ضيعنا تلك الغنائم التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالعناية بها إذ قال: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم وصححه.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُون نستقبل شهر الخير) بالدُّعَاء بِأَنْ يُبَلِّغَكَ اللهُ شَهْرَ, وَكَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَدْعُونَ اللهَ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ رَمَضَانَ ، ثُمَّ يَدْعُونَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنْهُمْ .فَإِذَا بَلَغْتَ رَمَضَانَ وَرَأَيْتَ الْهِلَالَ تَقُولُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ) رَوَاهُ أَحْمَدَ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ .إن على كل مسلم أن يكثر من
) الشُّكْرُ للهِ أَنْ بَلَّغَه رَمَضَانَ , فَكَمْ مِنْ أناس كَانَ يُصَلِّون معنا فِي الْعَامَ الْمَاضِي وَهُم الان في قبورهم أخذهم هادم اللذات , وَلَوْ قِيلَ لَهُ تَمَنَّ لتمنى العودة والاستزاده من الصالحات يقول الله جل وعز وجيء يومئذ بجهنم يوم يتذكر الانسان وأنى له الذكر يقول ياليتني قدمت لحياتي.
ونستقبل شهرنا بالْفَرَحُ وَالابْتِهَاجُ ، وَقَدْ كاَنَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ مِنْ الصَحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ يَهْتَمُّوْنَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَيَفْرَحُونَ بِقُدُومِهِ ، وَأَيُّ فَرَحٍ أَعْظَمُ مِنَ الإِخْبَارِ بِقُرْبِ مَوْسِمِ الْخَيْرَاتِ ، وَتَنَزُّلِ الرَّحَمَاتِ . والْعَزْمِ الصَّادِقِ عَلَى اغْتِنَامِهِ وَعِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، فَمَنْ صَدَقَ اللهَ صَدَقَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَيَسَّرَ لَهُ سُبُلَ الْخَيْرِ ، فَخَطِّطْ لِنَفْسِكَ كَيْفَ تَقْضِي يَوْمَكَ ما الطاعات التي ستحصلها في يومك وَاحْزِمْ أَمْرَكَ وَقَسِّمْ يَوْمَكَ وَلَيْلَكَ .
أحبتي في الله لابد من تَعَلُّمُ أَحْكَامِ الصِّيَامِ وَالتَّفَقُّهُ فِيهَا ، فَيَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْبُدَ اللهَ عَلَى عِلْمٍ ، ، وَمِنْ ذَلِكَ صوم رمضان فيَتَعَلَّمَ مَسَائِلَه وَأَحْكَامَهُ ، لِيَكُونَ صَوْمُهُ صَحِيحَاً مَقْبُولاً عِنْدَ اللهِ , ونستقبل شهرنا ) بالتَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ, والْعَزْمِ عَلَى تَرْكِ الآثَامِ وَالسَّيِّئَاتِ ، وَالإِقْلَاعِ عَنْهَا وَالعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا ، فَرَمَضَانُ شَهْرُ التَّوْبَةِ , فَمَنْ لَمْ يَتُبْ فِيهِ فَمَتَى يَتُوبُ ؟! قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فَتَأَمَّلْ كَيْفَ أَمَرَ اللهُ أَهْلَ الإِيمَانِ بِالتَّوْبَةِ , وَرَتَّبَ عَلَى التَّوْبَةِ الْفَلَاحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ , وَلِذَلِكَ كَانَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ فَكَيْفَ بِرَمَضَانَ ؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ، فقال : " آمين آمين آمين " . قيل : يا رسول الله ، إنك حين صعدت المنبر قلت : آمين آمين آمين . ، قال : " إن جبريل أتاني ، فقال : من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما ، فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين رواه ابن حبان " ومما يستقبل به الشهر الْحِرْصُ التَّامُ عَلَى أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ , مِنَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالتَّبْكِيرِ لِلْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ إنَّ رمضانَ فُرصةٌ عظيمةٌ للمحافظةِ على الفرائض ومن ذلك الصلاة فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار, رواه البخاري وكذلك يجب الحرص على أَدَاءِ حُقُوقِ الأَهْلِ , وَحُقُوقِ العمل , وَالإِكْثَارِ مِنَ نَوَافِلِ الصَّلَوَاتِ وَالذِّكْرِ وَالصَّدَقَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ , وختمه مرات بتدبر . واعلم أن الحِكمةَ العُظمى من الصَّومِ هو تحصيلُ تقوىِ اللهِ عزَّ وجلَّ .. (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .. فمنْ صامَ وتركَ المُباحاتِ شهراً كاملاً .. لا لشيءٍ إلا لأنَ اللهَ تعالى أمرَه بذلك .. فما الذي يمنعُه أن يفعلَ المأموراتِ ويتركَ المُحرماتِ بأمرِ اللهِ تعالى أيضاً .. (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) .. ولذلك يستفيدُ الصَّادقونَ من رمضانَ فائدةً عظيمةً .. وتتغيَّرُ أحوالُهم .. ويخرجونَ من رمضانَ وقد حقَّقوا ما أرادَ اللهُ تعالى من فرضِ الصِّيامِ .. وهو أن يُصبحَ عبادُه من أهلِ التَّقوى الذين هم أحبابُه .. (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ الْحَيِّ الذِي لا يَمُوتُ , تَفَرَّدَ بِالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوت , وَالصَّلاةُ عَلَى نَبِيِّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
أَمَّا بَعْدُ : مِمَّا نَسْتَعِدُّ بِهِ ونحن نستقبل موسم التقوى التأكيد على الصلة الوطيدة بين الصيام والإنفاق والجود، ولقد كان المثل الأعلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام ومنه تَفْطِيرِ الصَّائِمِينَ. فَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعِدَّ به ترك كل ما يكون سببا في نقص الصيام والقيام وكل ما يتسبب في سرقة شهر رمضان من دعاة للفساد والرذيلة من قنوات هابطة تتسابق لتعرض الرذيلة وبثها في مواقع التواصل وشغل الناس عما أراد الله . يقول تبارك وتعالى والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما .
. ألا وصلوا على البشير النذير فقد أمرنا الله فقال
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : كَيْفَ نَسْتَقْبِلُ هَذَا الشَّهْرَ وَكَيْفَ يَكُونُ لَنَا مِنْهُ أَوْفَرُ الْحَظِّ وَالنَّصِيبِ ؟
إِنَّ اسْتِقْبَالَ رَمَضَانَ يَكُونُ بِالْعَزْمِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَالْمُبَادَرَةِ لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ
فكم غبنا في أشهر ماضية، وكم غبنا في ليالٍ عديدة وأيام مديدة، ضاعت فيها فرص لنا فيها قدرة أن نبلغ أعلى الدرجات، وأن نتسابق إلى مغفرة الله وجنانه، ولكننا ضيعنا تلك الغنائم التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالعناية بها إذ قال: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) رواه الحاكم وصححه.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُون نستقبل شهر الخير) بالدُّعَاء بِأَنْ يُبَلِّغَكَ اللهُ شَهْرَ, وَكَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَدْعُونَ اللهَ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ رَمَضَانَ ، ثُمَّ يَدْعُونَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنْهُمْ .فَإِذَا بَلَغْتَ رَمَضَانَ وَرَأَيْتَ الْهِلَالَ تَقُولُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ (اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ) رَوَاهُ أَحْمَدَ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ .إن على كل مسلم أن يكثر من
) الشُّكْرُ للهِ أَنْ بَلَّغَه رَمَضَانَ , فَكَمْ مِنْ أناس كَانَ يُصَلِّون معنا فِي الْعَامَ الْمَاضِي وَهُم الان في قبورهم أخذهم هادم اللذات , وَلَوْ قِيلَ لَهُ تَمَنَّ لتمنى العودة والاستزاده من الصالحات يقول الله جل وعز وجيء يومئذ بجهنم يوم يتذكر الانسان وأنى له الذكر يقول ياليتني قدمت لحياتي.
ونستقبل شهرنا بالْفَرَحُ وَالابْتِهَاجُ ، وَقَدْ كاَنَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ مِنْ الصَحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ يَهْتَمُّوْنَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَيَفْرَحُونَ بِقُدُومِهِ ، وَأَيُّ فَرَحٍ أَعْظَمُ مِنَ الإِخْبَارِ بِقُرْبِ مَوْسِمِ الْخَيْرَاتِ ، وَتَنَزُّلِ الرَّحَمَاتِ . والْعَزْمِ الصَّادِقِ عَلَى اغْتِنَامِهِ وَعِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، فَمَنْ صَدَقَ اللهَ صَدَقَهُ وَأَعَانَهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَيَسَّرَ لَهُ سُبُلَ الْخَيْرِ ، فَخَطِّطْ لِنَفْسِكَ كَيْفَ تَقْضِي يَوْمَكَ ما الطاعات التي ستحصلها في يومك وَاحْزِمْ أَمْرَكَ وَقَسِّمْ يَوْمَكَ وَلَيْلَكَ .
أحبتي في الله لابد من تَعَلُّمُ أَحْكَامِ الصِّيَامِ وَالتَّفَقُّهُ فِيهَا ، فَيَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْبُدَ اللهَ عَلَى عِلْمٍ ، ، وَمِنْ ذَلِكَ صوم رمضان فيَتَعَلَّمَ مَسَائِلَه وَأَحْكَامَهُ ، لِيَكُونَ صَوْمُهُ صَحِيحَاً مَقْبُولاً عِنْدَ اللهِ , ونستقبل شهرنا ) بالتَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ, والْعَزْمِ عَلَى تَرْكِ الآثَامِ وَالسَّيِّئَاتِ ، وَالإِقْلَاعِ عَنْهَا وَالعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا ، فَرَمَضَانُ شَهْرُ التَّوْبَةِ , فَمَنْ لَمْ يَتُبْ فِيهِ فَمَتَى يَتُوبُ ؟! قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فَتَأَمَّلْ كَيْفَ أَمَرَ اللهُ أَهْلَ الإِيمَانِ بِالتَّوْبَةِ , وَرَتَّبَ عَلَى التَّوْبَةِ الْفَلَاحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ , وَلِذَلِكَ كَانَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ فَكَيْفَ بِرَمَضَانَ ؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر ، فقال : " آمين آمين آمين " . قيل : يا رسول الله ، إنك حين صعدت المنبر قلت : آمين آمين آمين . ، قال : " إن جبريل أتاني ، فقال : من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما ، فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين رواه ابن حبان " ومما يستقبل به الشهر الْحِرْصُ التَّامُ عَلَى أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ , مِنَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالتَّبْكِيرِ لِلْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ إنَّ رمضانَ فُرصةٌ عظيمةٌ للمحافظةِ على الفرائض ومن ذلك الصلاة فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار, رواه البخاري وكذلك يجب الحرص على أَدَاءِ حُقُوقِ الأَهْلِ , وَحُقُوقِ العمل , وَالإِكْثَارِ مِنَ نَوَافِلِ الصَّلَوَاتِ وَالذِّكْرِ وَالصَّدَقَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ , وختمه مرات بتدبر . واعلم أن الحِكمةَ العُظمى من الصَّومِ هو تحصيلُ تقوىِ اللهِ عزَّ وجلَّ .. (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .. فمنْ صامَ وتركَ المُباحاتِ شهراً كاملاً .. لا لشيءٍ إلا لأنَ اللهَ تعالى أمرَه بذلك .. فما الذي يمنعُه أن يفعلَ المأموراتِ ويتركَ المُحرماتِ بأمرِ اللهِ تعالى أيضاً .. (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) .. ولذلك يستفيدُ الصَّادقونَ من رمضانَ فائدةً عظيمةً .. وتتغيَّرُ أحوالُهم .. ويخرجونَ من رمضانَ وقد حقَّقوا ما أرادَ اللهُ تعالى من فرضِ الصِّيامِ .. وهو أن يُصبحَ عبادُه من أهلِ التَّقوى الذين هم أحبابُه .. (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ الْحَيِّ الذِي لا يَمُوتُ , تَفَرَّدَ بِالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوت , وَالصَّلاةُ عَلَى نَبِيِّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
أَمَّا بَعْدُ : مِمَّا نَسْتَعِدُّ بِهِ ونحن نستقبل موسم التقوى التأكيد على الصلة الوطيدة بين الصيام والإنفاق والجود، ولقد كان المثل الأعلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام ومنه تَفْطِيرِ الصَّائِمِينَ. فَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعِدَّ به ترك كل ما يكون سببا في نقص الصيام والقيام وكل ما يتسبب في سرقة شهر رمضان من دعاة للفساد والرذيلة من قنوات هابطة تتسابق لتعرض الرذيلة وبثها في مواقع التواصل وشغل الناس عما أراد الله . يقول تبارك وتعالى والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما .
. ألا وصلوا على البشير النذير فقد أمرنا الله فقال
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
نشكر لك شيخ علي هذه الاطلالة المشرفة وهذه الخطبة الرائعة القليلة في عباراتها والغنية بمعانيها ومضامينها
نرحب بك مفيدا ونافعا وأخا معلما وضيفا كريما ويشرفنا تواجدك وكتاباتك القيمة والمباركة.
تعديل التعليق