يا حوثي .. التاريخ تاريخنا
إبراهيم بن سلطان العريفان
1436/06/07 - 2015/03/27 08:04AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... اعلموا أنَّ تاريخ الأمة الإسلامية مليءٌ بالعبر والدروس, والأمة التي لا تعتني بماضيها لا تبني مُسْتقْبلَها.
فالتاريخُ إنما هو لأخذ العظاتِ والعِبَر, لا للتسليةِ وإمتاعِ الفكر والنظر.
وإذا أردنا معرفة خُطط أعدائنا وحقيقتَهم وخطرهم, فلْنعرفْ ماضيَهم وتاريخهم> ومِنْ أعدى أعداء الأمة قديمًا وحديثًا: الرافضة عليهم من الله ما يستحقون .. فكل فتنة ظهرت في الإسلام مصدرها من الشيعة، فإنهم أساس كل فتنة وشر.
فاليهود والرافضةُ على مرِّ التاريخ, لا يأخذون قوَّتهم من عند أنفسهم, إنما يأخذونها من دعم ووقوفِ الأُمم معهم, فهم ليسوا بشيءٍ, لولا الدعمُ السخيُّ من دول الغرب والشرق لهم, وإنْ زعموا أنهم يُعارضونهم أو يُحاصرون اقتصادهم, فتلك فريةٌ عرفها الصغير قبل الكبير كذبها وزيفَها.
أُمة الإسلام .. اعلموا أنَّ الشيعةَ أحزابٌ وفِرَقٌ كثيرةٌ, ولكنهم كانوا متفقين ومُجتمعين على إمامةِ علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فلمَّا مات, اجتمعوا على إمامةِ ابنِه الحسنِ ثم أخيه الحسين, ثم اجتمعوا على علي بن الحسين, ثم اجتمعوا على محمد بن علي بن الحسين, ثم اجتمعوا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وبعد موتِ جعفرِ بنِ محمد رحمه الله, افترقت الشيعة إلى فرقتين: فرقةٌ جعلتِ الإمامةَ في موسى بن جعفر ، وهؤلاء هم الشيعة الإثنى عشرية. وفرقةٌ نفتْ عنه الإمامةَ وقالت: إن الإمام بعد جعفر، هو ابنه إسماعيل, وهذه الفرقة عرفت بالشيعة الإسماعيلية وهي من أخبث الفرق وأخطرها, ومنها نشأ القرامطة.
فقد نشأت سَّنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ, وَهُمْ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ إِلَى بَاطِلٍ، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُونَ مِنْ جِهَةِ الرَّافِضَةِ، لِأَنَّهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ عُقُولًا.
ثم اسْتفحل أمرُهم, وتعاظم شرُّهم, فظهر المجرمُ الخبيثُ أَبو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيّ, رَأْسُ الْقَرَامِطَةِ.وكَانَ ظُهُورُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَّنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، بِنَوَاحِي الْبَصْرَةِ, فَالْتَفَّ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْرَابِ وَغَيْرِهِمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ, وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ جِدًّا, وَقَتَلَ مَنْ حَوْلَهُ مَنْ أَهْلِ الْقُرَى.
وَكَانَ أَصْلُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيِّ هَذَا, أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلٌ فَدَعَا أَهْلَ الْقَطِيفِ إِلَى بَيْعَةِ الْمَهْدِيِّ, فَاسْتَجَابَ لَهُ رَجُلٌ, وَجَمَعَ الشِّيعَةَ الَّذِينَ كَانُوا بِالْقَطِيفِ فَاسْتَجَابُوا لَهُ، فَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنِ اسْتَجَابَ, أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ هَذَا – قَبَّحَهُ اللَّهُ – ثُمَّ تَغَلَّبَ عَلَى أَمْرِهِمْ, وَأَظْهَرَ فِيهِمُ الْقَرْمَطَةَ فَاسْتَجَابُوا لَهُ, وَالْتَفُّوا عَلَيْهِ, فَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ وَصَارَ هُوَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ فِيهِمْ.
ثم توجهوا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ نحو صَنْعَاءَ, فحَاصَروها وضيَّقوا الخناق على أهلها, تمامًا كما فعل أحفادُهم اليوم, فَدَخَلوهَا قَهْرًا, وَقَتَلوا خَلْقًا مِنْ أَهْلِهَا, ثُمَّ سَاروا إِلَى بَقِيَّةِ مُدُنِ الْيَمَنِ, فَأَكْثَروا فِيهَا الْفَسَادَ, وَقَتَلوا خَلْقًا مِنَ الْعُبَّادِ, ثُمَّ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ صَنْعَاءَ فهَزَمُوهُم.
إنَّ جماعة الحوثي الرافضيّ الإرهابيّ اليوم يسير على خطواتِ أجداده, بل إنَّ أجداده القرامطةَ الباطنية الرافضية, احتلوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ, فَسَفَكُوا فِيهِ دِمَاءَ الْحَجِيجِ, فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْمُكَرَّمَةِ.
فَقَتَلوا النَّاسَ فِي رِحَابِ مَكَّةَ وَشِعَابِهَا, حَتَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَجَلَسَ أَمِيرُهُمْ أَبُو طَاهِرٍ, سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ – لَعَنَهُ اللَّهُ – عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حَوْلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ.
فَكَانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ فَيَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَلَا يُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئًا، بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ، وَيَطُوفُونَ فَيُقْتَلُونَ فِي الطَّوَافِ.
وَكَسَرُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَاقْتَلَعُوهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِلَادِهِمْ, فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عِنْدَهُمْ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَمَكَثَ غَائِبًا عَنْ مَوْضِعِهِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وهذه الجماعةُ الرافضية, التي عاثت في أرض اليمن فسادًا وقتلاً وتخريبًا, لا يُخفون أمنيتهم في غزو مكة والمدينة شرَّفهما الله.
أمة الإسلام: إن هذه الطائفةَ الخبيثة, لم تُنبتِ القرامطة فحسب, بل أنبتت جرثومةً هدَّت كيان الأمة الإسلامية, وهي الدولةُ الفاطمية الرافضية, حيث قامت عام ستٍّ وتسعين وَمِائَتَيْنِ, في الشمال الأفريقي, بعد سقوط القيروان في تونسَ في أيديهِم, وقادوا الجيوش لقتال المسلمين أهلِ السنة, وعلى عادتهم وعادة أبناءِ عمهم, الاثني عشريةِ والنصرية, لا يُقاتلون المشركين والنصارى وغيرَهم, بل يُقاتلون أهل السنة فقط, كما يفعلون اليومَ, حتى إنَّ شعار الحوثيين: الموت لأمريكا, وهم يَحْمونهم حينما احتلوا صنعاءَ.
والمهم – يا عباد الله- أن الدولةَ الفاطمية اسْتمرت في ذبح أهل السنة, وكَبْتِهم ومَنْعِهم من إقامة شعائرهم، واسْتفحل شرّ الرافضة, واحتلوا كثيرًا من مُدن أهل السنة والجماعة, وعظم خطرهم, وقويتْ شوكتُهم, وفي عهدهم اسْتولى النصارى على القدس, واسْتولوا على كثيرٍ من ديار المسلمين.
وكذا اسْتمرّ إجرام الرافضة لعقودٍ طويلة, ذاق المسلمون منهمْ صنوفَ الأذى والويلات, واقْتادوا آلاف الأبرياءِ للمشانقِ والمعتقلات, ونشروا البدعة وقمعوا السُّنة.
عباد الله ... إنَّ الأمة حينما عظم البلاء عليها, وازدادَ الظلم على أفرادِها, راجعوا أنْفُسَهم ودينهم وربَّهم, وبدؤوا يَلْتَفِتُون يمنةً ويسرةً, يبحثون عن قائدٍ يُنقذهم من هذا الذل الذي لا يُطاق, فغيروا ما بأنفسهم, فجرتْ سنَّةُ الله بتغيير حالهم، وصدق الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ )
فأقام الله الدولة الأيوبية, فجمعوا الأمة على عقيدة أهل السنة والجماعة, وقاتلوا الرافضة المحتلين ببسالة, فزحفوا إلى تونس والمغرب, فأبادوهم وطردوهم, حتى بقيتْ آخر قلعةٍ لهم, وهي مصرُ السنيَّة, التي جثم الروافضُ على صدور المصريين ما يزيدُ على قرنين من الزمان, فأنهى الله دولتهم, وأزال مُلكهم على يدِ المجاهد العظيم: صلاحِ الدينِ الأيوبي رحمه الله, وذلك في شهر محرم عام خمسمائةٍ وسبعةٍ وسِتِّين للهجرة.
ولقد فرح المسلمون بزوال الدولة الفاطمية فرحًا عظيمًا, عمَّتْ أرجاء الأُمَّةِ الإسلامية المكلومة.
نسأل الله تعالى أنْ يُطهّر بلاد المسلمين من الروافض الباطنية الحوثية النصيرية, وأنْ يقينا شرَّهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
معاشر المؤمنين ... نحن نرى الرافضة تستولي وتقتل في أهل السنة في العراق وسوريا ولبنان .. حتى تطاولت أيديهم في اليمين الشقيقة. وأفعالهم هذه التخريبةُ المشينة لن تدوم طويلاً بإذن الله, كما لم تَدُمْ للقرامطةِ والدولة الفاطمية والصفوية قبلهم.
نحن علم أنَّ رافضةَ اليومَ هُمْ رافضةُ الأمس, وفعلوا اليوم كما فعلوا أجدادهم أيام القرامطة والفاطمية. فلا يخفى على أحد ما فعله الحوثيون في اليمن خلال الأشهر الماضية من أعمال إرهابية تمثلت بسفك الدماء وإتلاف الأموال وتدمير المساجد وحلق تحفيظ القرآن والمعاهد والجامعات الإسلامية، واستهداف الدعاة والأئمة وأهل الرأي، وما فعلوه من النهب والسلب والتدمير وتفريق أهلها، فضلاً على تصريحاتهم المتكررة بتهديد أمن الخليج ومقدسات المسلمين، وتطاولهم الدائم على هذه المقدسات.
فما أحوج الأمة اليوم من قائد كصلاح الدين يرد كيد الأعداء ويعود للأمة عزها وكيانها ... ولقد تجسد في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعظم مقاصد الشريعة وأَجَلِّ معاني الإخوة الإسلامية في نصرة المسلم لأخيه المسلم، وفك الظلم عنه وتفريج كربته، ومن حق المسلم على المسلم السعي في حاجته وإجارته وحمايته .. فها هي العمليات العسكرية ( عاصفة الحزم ) التي انطلقت بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية - حفظه الله - لحماية جمهورية اليمن وشعبها من عدوان الميليشيات الحوثية. ولقد فرح المسلمون عامة بذلك وأهل اليمن خاصة .
فإن الواجب علينا جميعا في ظل الظروف المحيطة بنا من فتن متلاطمة وأعداء متربصين ومؤامرات تحاك بنا أن نوحد صفوفنا تحت قيادتنا الحكيمة قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) كما يجب علينا الابتعاد عن كل ما يفرقنا ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ )
فنسأل الله تعالى أن يوفق قائد العز والشجاعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن معه من رؤساء الدول لاستئصال جرثومة الحوثية من أرض اليمن.
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم ، لا إله إلا الله وحده نصر عبده وأنجز وعده وهزم الأحزاب وحده ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، اللهم انصر إخواننا المرابطين في أرض اليمن وفي كل مكان ، اللهم وعليك بأعداء الملة والدين من الرافضة الباطنية النصيرية الحوثية يا رب العالمين، اللهم عليك بأم الشر إيران اللهم أنزل عليهم سخطك ورجزك إله الحق، اللهم إنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد اللهم فصب عليهم سوط عذاب يا قوي يا قهار يا عزيز يا جبار يا من لا يهزم جنده ولا يخلف وعده. اللهم يا مذل الجبابرة ويا كاسر الأكاسرة اللهم أرنا فيهم قوتك وعجائب قدرتك اللهم أرنا في الرافضة وأتباعهم يوما أسودا تثلج به صدور المؤمنين، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرا عليهم واجعل كيدهم في نحورهم، اللهم فجر سلاحهم بأيديهم ، اللهم أغرق بواخرهم وأسقط طائراتهم وفجر دباباتهم يا قوي يا عزيز ، يا ناصر المظلومين والمستضعفين انصر إخواننا أهل السنة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفي كل مكان.
اللهم اعصمنا من الفتن, وثبتنا على دينك, إنك على كل شيءٍ قدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... اعلموا أنَّ تاريخ الأمة الإسلامية مليءٌ بالعبر والدروس, والأمة التي لا تعتني بماضيها لا تبني مُسْتقْبلَها.
فالتاريخُ إنما هو لأخذ العظاتِ والعِبَر, لا للتسليةِ وإمتاعِ الفكر والنظر.
وإذا أردنا معرفة خُطط أعدائنا وحقيقتَهم وخطرهم, فلْنعرفْ ماضيَهم وتاريخهم> ومِنْ أعدى أعداء الأمة قديمًا وحديثًا: الرافضة عليهم من الله ما يستحقون .. فكل فتنة ظهرت في الإسلام مصدرها من الشيعة، فإنهم أساس كل فتنة وشر.
فاليهود والرافضةُ على مرِّ التاريخ, لا يأخذون قوَّتهم من عند أنفسهم, إنما يأخذونها من دعم ووقوفِ الأُمم معهم, فهم ليسوا بشيءٍ, لولا الدعمُ السخيُّ من دول الغرب والشرق لهم, وإنْ زعموا أنهم يُعارضونهم أو يُحاصرون اقتصادهم, فتلك فريةٌ عرفها الصغير قبل الكبير كذبها وزيفَها.
أُمة الإسلام .. اعلموا أنَّ الشيعةَ أحزابٌ وفِرَقٌ كثيرةٌ, ولكنهم كانوا متفقين ومُجتمعين على إمامةِ علي بن أبي طالب رضي الله عنه, فلمَّا مات, اجتمعوا على إمامةِ ابنِه الحسنِ ثم أخيه الحسين, ثم اجتمعوا على علي بن الحسين, ثم اجتمعوا على محمد بن علي بن الحسين, ثم اجتمعوا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وبعد موتِ جعفرِ بنِ محمد رحمه الله, افترقت الشيعة إلى فرقتين: فرقةٌ جعلتِ الإمامةَ في موسى بن جعفر ، وهؤلاء هم الشيعة الإثنى عشرية. وفرقةٌ نفتْ عنه الإمامةَ وقالت: إن الإمام بعد جعفر، هو ابنه إسماعيل, وهذه الفرقة عرفت بالشيعة الإسماعيلية وهي من أخبث الفرق وأخطرها, ومنها نشأ القرامطة.
فقد نشأت سَّنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ, وَهُمْ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ إِلَى بَاطِلٍ، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُونَ مِنْ جِهَةِ الرَّافِضَةِ، لِأَنَّهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ عُقُولًا.
ثم اسْتفحل أمرُهم, وتعاظم شرُّهم, فظهر المجرمُ الخبيثُ أَبو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيّ, رَأْسُ الْقَرَامِطَةِ.وكَانَ ظُهُورُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَّنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، بِنَوَاحِي الْبَصْرَةِ, فَالْتَفَّ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْرَابِ وَغَيْرِهِمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ, وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ جِدًّا, وَقَتَلَ مَنْ حَوْلَهُ مَنْ أَهْلِ الْقُرَى.
وَكَانَ أَصْلُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيِّ هَذَا, أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلٌ فَدَعَا أَهْلَ الْقَطِيفِ إِلَى بَيْعَةِ الْمَهْدِيِّ, فَاسْتَجَابَ لَهُ رَجُلٌ, وَجَمَعَ الشِّيعَةَ الَّذِينَ كَانُوا بِالْقَطِيفِ فَاسْتَجَابُوا لَهُ، فَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنِ اسْتَجَابَ, أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ هَذَا – قَبَّحَهُ اللَّهُ – ثُمَّ تَغَلَّبَ عَلَى أَمْرِهِمْ, وَأَظْهَرَ فِيهِمُ الْقَرْمَطَةَ فَاسْتَجَابُوا لَهُ, وَالْتَفُّوا عَلَيْهِ, فَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ وَصَارَ هُوَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ فِيهِمْ.
ثم توجهوا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ نحو صَنْعَاءَ, فحَاصَروها وضيَّقوا الخناق على أهلها, تمامًا كما فعل أحفادُهم اليوم, فَدَخَلوهَا قَهْرًا, وَقَتَلوا خَلْقًا مِنْ أَهْلِهَا, ثُمَّ سَاروا إِلَى بَقِيَّةِ مُدُنِ الْيَمَنِ, فَأَكْثَروا فِيهَا الْفَسَادَ, وَقَتَلوا خَلْقًا مِنَ الْعُبَّادِ, ثُمَّ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ صَنْعَاءَ فهَزَمُوهُم.
إنَّ جماعة الحوثي الرافضيّ الإرهابيّ اليوم يسير على خطواتِ أجداده, بل إنَّ أجداده القرامطةَ الباطنية الرافضية, احتلوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ, فَسَفَكُوا فِيهِ دِمَاءَ الْحَجِيجِ, فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْمُكَرَّمَةِ.
فَقَتَلوا النَّاسَ فِي رِحَابِ مَكَّةَ وَشِعَابِهَا, حَتَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَجَلَسَ أَمِيرُهُمْ أَبُو طَاهِرٍ, سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ – لَعَنَهُ اللَّهُ – عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حَوْلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ.
فَكَانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ فَيَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَلَا يُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئًا، بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ، وَيَطُوفُونَ فَيُقْتَلُونَ فِي الطَّوَافِ.
وَكَسَرُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَاقْتَلَعُوهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِلَادِهِمْ, فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عِنْدَهُمْ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَمَكَثَ غَائِبًا عَنْ مَوْضِعِهِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وهذه الجماعةُ الرافضية, التي عاثت في أرض اليمن فسادًا وقتلاً وتخريبًا, لا يُخفون أمنيتهم في غزو مكة والمدينة شرَّفهما الله.
أمة الإسلام: إن هذه الطائفةَ الخبيثة, لم تُنبتِ القرامطة فحسب, بل أنبتت جرثومةً هدَّت كيان الأمة الإسلامية, وهي الدولةُ الفاطمية الرافضية, حيث قامت عام ستٍّ وتسعين وَمِائَتَيْنِ, في الشمال الأفريقي, بعد سقوط القيروان في تونسَ في أيديهِم, وقادوا الجيوش لقتال المسلمين أهلِ السنة, وعلى عادتهم وعادة أبناءِ عمهم, الاثني عشريةِ والنصرية, لا يُقاتلون المشركين والنصارى وغيرَهم, بل يُقاتلون أهل السنة فقط, كما يفعلون اليومَ, حتى إنَّ شعار الحوثيين: الموت لأمريكا, وهم يَحْمونهم حينما احتلوا صنعاءَ.
والمهم – يا عباد الله- أن الدولةَ الفاطمية اسْتمرت في ذبح أهل السنة, وكَبْتِهم ومَنْعِهم من إقامة شعائرهم، واسْتفحل شرّ الرافضة, واحتلوا كثيرًا من مُدن أهل السنة والجماعة, وعظم خطرهم, وقويتْ شوكتُهم, وفي عهدهم اسْتولى النصارى على القدس, واسْتولوا على كثيرٍ من ديار المسلمين.
وكذا اسْتمرّ إجرام الرافضة لعقودٍ طويلة, ذاق المسلمون منهمْ صنوفَ الأذى والويلات, واقْتادوا آلاف الأبرياءِ للمشانقِ والمعتقلات, ونشروا البدعة وقمعوا السُّنة.
عباد الله ... إنَّ الأمة حينما عظم البلاء عليها, وازدادَ الظلم على أفرادِها, راجعوا أنْفُسَهم ودينهم وربَّهم, وبدؤوا يَلْتَفِتُون يمنةً ويسرةً, يبحثون عن قائدٍ يُنقذهم من هذا الذل الذي لا يُطاق, فغيروا ما بأنفسهم, فجرتْ سنَّةُ الله بتغيير حالهم، وصدق الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ )
فأقام الله الدولة الأيوبية, فجمعوا الأمة على عقيدة أهل السنة والجماعة, وقاتلوا الرافضة المحتلين ببسالة, فزحفوا إلى تونس والمغرب, فأبادوهم وطردوهم, حتى بقيتْ آخر قلعةٍ لهم, وهي مصرُ السنيَّة, التي جثم الروافضُ على صدور المصريين ما يزيدُ على قرنين من الزمان, فأنهى الله دولتهم, وأزال مُلكهم على يدِ المجاهد العظيم: صلاحِ الدينِ الأيوبي رحمه الله, وذلك في شهر محرم عام خمسمائةٍ وسبعةٍ وسِتِّين للهجرة.
ولقد فرح المسلمون بزوال الدولة الفاطمية فرحًا عظيمًا, عمَّتْ أرجاء الأُمَّةِ الإسلامية المكلومة.
نسأل الله تعالى أنْ يُطهّر بلاد المسلمين من الروافض الباطنية الحوثية النصيرية, وأنْ يقينا شرَّهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
معاشر المؤمنين ... نحن نرى الرافضة تستولي وتقتل في أهل السنة في العراق وسوريا ولبنان .. حتى تطاولت أيديهم في اليمين الشقيقة. وأفعالهم هذه التخريبةُ المشينة لن تدوم طويلاً بإذن الله, كما لم تَدُمْ للقرامطةِ والدولة الفاطمية والصفوية قبلهم.
نحن علم أنَّ رافضةَ اليومَ هُمْ رافضةُ الأمس, وفعلوا اليوم كما فعلوا أجدادهم أيام القرامطة والفاطمية. فلا يخفى على أحد ما فعله الحوثيون في اليمن خلال الأشهر الماضية من أعمال إرهابية تمثلت بسفك الدماء وإتلاف الأموال وتدمير المساجد وحلق تحفيظ القرآن والمعاهد والجامعات الإسلامية، واستهداف الدعاة والأئمة وأهل الرأي، وما فعلوه من النهب والسلب والتدمير وتفريق أهلها، فضلاً على تصريحاتهم المتكررة بتهديد أمن الخليج ومقدسات المسلمين، وتطاولهم الدائم على هذه المقدسات.
فما أحوج الأمة اليوم من قائد كصلاح الدين يرد كيد الأعداء ويعود للأمة عزها وكيانها ... ولقد تجسد في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعظم مقاصد الشريعة وأَجَلِّ معاني الإخوة الإسلامية في نصرة المسلم لأخيه المسلم، وفك الظلم عنه وتفريج كربته، ومن حق المسلم على المسلم السعي في حاجته وإجارته وحمايته .. فها هي العمليات العسكرية ( عاصفة الحزم ) التي انطلقت بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية - حفظه الله - لحماية جمهورية اليمن وشعبها من عدوان الميليشيات الحوثية. ولقد فرح المسلمون عامة بذلك وأهل اليمن خاصة .
فإن الواجب علينا جميعا في ظل الظروف المحيطة بنا من فتن متلاطمة وأعداء متربصين ومؤامرات تحاك بنا أن نوحد صفوفنا تحت قيادتنا الحكيمة قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) كما يجب علينا الابتعاد عن كل ما يفرقنا ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ )
فنسأل الله تعالى أن يوفق قائد العز والشجاعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن معه من رؤساء الدول لاستئصال جرثومة الحوثية من أرض اليمن.
لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم ، لا إله إلا الله وحده نصر عبده وأنجز وعده وهزم الأحزاب وحده ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، اللهم انصر إخواننا المرابطين في أرض اليمن وفي كل مكان ، اللهم وعليك بأعداء الملة والدين من الرافضة الباطنية النصيرية الحوثية يا رب العالمين، اللهم عليك بأم الشر إيران اللهم أنزل عليهم سخطك ورجزك إله الحق، اللهم إنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد اللهم فصب عليهم سوط عذاب يا قوي يا قهار يا عزيز يا جبار يا من لا يهزم جنده ولا يخلف وعده. اللهم يا مذل الجبابرة ويا كاسر الأكاسرة اللهم أرنا فيهم قوتك وعجائب قدرتك اللهم أرنا في الرافضة وأتباعهم يوما أسودا تثلج به صدور المؤمنين، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرا عليهم واجعل كيدهم في نحورهم، اللهم فجر سلاحهم بأيديهم ، اللهم أغرق بواخرهم وأسقط طائراتهم وفجر دباباتهم يا قوي يا عزيز ، يا ناصر المظلومين والمستضعفين انصر إخواننا أهل السنة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفي كل مكان.
اللهم اعصمنا من الفتن, وثبتنا على دينك, إنك على كل شيءٍ قدير