يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء

محمد البدر
1440/04/13 - 2018/12/20 11:14AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾[الزمر:7].
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
يا أهل التَّوْحِيْدِ والسنة والعقيدة الصافية احذروا من مشابهة اليهود والنصارى بالاحتفال بنهاية العام وبدايته وتبادل التهاني والتبريكات ،ففي كل نهاية عام ميلادي يقوم النصاري  بشعائر وعبادات وبذل هدايا وإيقاد شموع وغير ذلك احتفالا بهذه المناسبات ، سواء كان في دولهم وبلادهم أو في المجتمعات والأوساط التي يعيشون ويتجمعون فيها خارج بلادهم فيتناقله الجاهلون بأحكام الشريعة عبر وسائل الإعلام المختلفة ورسائل الجوال أو الوتس آب أو الفيس بوك أو التويتر أو مواقع الإنترنيت بل وللأسف الشديد أن بعض من ينتمي للعلم أو الدعوة من مشايخ وعلماء الفتنة يتساهل ويبادر بالتهنئة والتبريكات بل ويفرح بدخول بداية العام الميلادي ، كل هذا ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل أنه أمر بمخالفتهم ولا من هدي صحابته الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين ولا القرون المفضلة ولا التابعين ولا الأئمة الاربعة ولا العلماء في السابق واللاحق حتى هذه الأيام ،فيسعنا ما وسعهم ونترك هذه البدع يقول ابْنِ تَيْمِيَةَ - رَحِمَهُ اللهُ : وقد دل الكتاب،وجاءت سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسنّة خلفائه الراشدين التي أجمع أهل العلم عليها بمخالفتهم وترك التشبه بهم" ا.هـ الفتاوى 25/327.
عِبَادَ اللَّهِ: إن حرص النصارى على إقامة هذه الأعياد في نهاية السنة الميلادية يعتبر جزءٌ من عقيدتهم، لا يستغرب منهم لأن هذا دينهم الذي يدينون به؛ وليس بعد الكفر ذنب قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾[الممتحنة:1] فهذه الاحتفالات ليست مجرد عادات وتقاليد وأعراف، بل هي طقوس لها صلة قوية بعقيدة النصارى ودينهم، ولكنْ المصيبة أن بعض المسلمين هدانا الله وإياهم للحق يشاركون هؤلاء النصارى في هذه الأعياد الكفرية بل أن بعض الدول الإسلامية تتسابق وتبالغ في الاحتفال وتنفق الملاين من الدولارات لإقامة هذه البدعة فيستعدون بالزينة والألعاب النارية والملابس الجديدة و يفعلون ما يفعله النصارى من خروج شخصية تمثل (سانتا كلوز)أو ما يسمى(بابا نويل) لتقديم الهدايا للأطفال والمرضى في المستشفيات فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ: فَمَنْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
قَالَ شَيْخِ الإِسْلاَم ابْنِ تَيْمِيَةَ - رَحِمَهُ اللهُ: إن الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه وتعالى فيها : } لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ { [الحج:67] كالقبلةِ والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج .. إلى أن قال : رَحِمَهُ اللهُ: فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره" ا.هـ فكيف بالمسلم الموحد صاحب العقيدة الصافية والذي آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً وبعيسى عليه السلام نبيا ورسولا ولا يصح إيمان أحد إلا بالإيمان بجميع رسل الله صلى الله عليهم وسلم قَالَ تَعَالَى :﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة:285].أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾ [الفرقان:72]. قال مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس والقاضي أبو يعلى والضحاك وغيرهم. وقال الإمام ابن قيم الجوزية رَحِمَهُ اللهُ في كتابه: أحكام أهل الذمة :أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مِثلُ أن يهنئَهم بأعيادهم، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بـمنـزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، فمن هنأ عبدًا بمعصيةٍ أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " "ا.هـ ... الا وصلوا....
المشاهدات 1085 | التعليقات 0