يامن لم تحجوا
محسن الشامي
1432/11/23 - 2011/10/21 17:48PM
[font="]يوم الجمعة 23/11/1432 جمع وترتيب ابو مزون وهذه الخطبة مقتبسة من مجموعة خطب أسأل الله أن ينفع بها
الحمدُ للهِ ذِي الجَلالِ والإِكرامْ ، والفَضْلِ والطَّوْلِ والمِنَنِ[/font][font="]العِظَامْ ، هَدَانا للإِسْلامْ وأَسْبَغَ علينا جَزِيلَ نِعَمِهِ[/font][font="]وأَلْطَافِهِ الجِسَامْ ، أَحْمَدُهُ أَبْلَغَ[/font][font="]الحَمْدِ وأَكْمَلَهْ، وأعْظَمَهُ وأَتَمَّهُ وَأَشْمَلَهْ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ[/font][font="]إلاّ الله وحدهُ لا شريك له إقراراً بِوَحْدَانِيَّتِهْ، وإِذْعَاناً لِجَلاَلِهِ[/font][font="]وعَظَمَتِهْ ، وأشهَدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُهُ ورَسُولُهُ [/font][font="]أفضلُ من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام صلى[/font][font="]الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا [/font]
[font="]عباد الله أُوصِيكُم وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ جل وعلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
معاشر المسلمين : [/font][font="]ما أعظم فضل الله تعالى علينا بأن من علينا بمواسم الطاعات والقربات لنستزيد فيها من فضله ونتدارك ما فات من فرص الطاعات او اعتراها من التفريط والزلات . فما ان تولى رمضان باجوائه الربانية الطيبة ونفحاته المباركة ، حتى أقبل موسم عظيم القدر والفضل ، هو موسم الحج وأيام العشر [/font]
[font="] فَيَا فَرحَةَ مَن فَازَ بِالوُقُوفِ بِتِلكَ المَشَاعِرِ المُقَدَّسَةِ! وَيَا سَعَادةَ مَن تَشَرَّفَ بِالتَّلَبُّسِ بِتِلكَ المَنَاسِكِ العَظِيمَةِ! حَطٌّ لِلذُّنُوبِ وَمَغفِرَةٌ لِلآثَامِ، وَنَفيٌ لِلفَقرِ وَإِعتَاقٌ مِنَ النَّارِ. وَفي الوَقتِ الذي يَتَشَوَّقُ عِبادُ اللهِ الصَّالحونَ إلى حُضُورِ هَذَا المُؤتمرِ العَظِيمِ وَالمجمَعِ الكَرِيمِ في كُلِّ عَامٍ، وَتَتَقَطَّعُ قُلُوبُهُم حَسرَةً وَأَلمًا عَلَى فَوَاتِهِ لِعُذرٍ أَو عَجزٍ أَو مَرَضٍ، أَقُولُ: في هذا الوَقتِ تَجِدُ مِن أُمَّةِ الإِسلامِ مَن تَمُرُّ عَلَيهِ السُّنُونَ وَتَتَوَالى عَلَيهِ الأَعوَامُ وَقَضَاءُ الرُّكنِ وَأَدَاءُ الفَرِيضَةِ لم يَخطُرْ لَهُ عَلى بَالٍ، وَكَأَنَّ الحَجَّ عَلَى غَيرِهِ قَد فُرِضَ، أَو كَأَنَّهُ لَيسَ مِن أُمَّةِ الإِجَابَةِ، ونسي الغافل أَنَّ الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ، دَلَّ على وُجُوبِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجمَاعُ، فَمَن جَحَدَهُ أَو أَبغَضَهُ بَعدَ البَيَانِ كَفَرَ ، وَمَن تهاوَنَ بِهِ فَهُوَ عَلَى خَطرٍ عَظِيمٍ، قال سُبَحانَهُ: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ) وقال عليه الصلاةُ والسلامُ"بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ"فالحج وَاجِبٌ عَلَى الفَورِ مَعَ الاستِطَاعَةِ فمتى استَطَاعَ المُسلِمُ الحَجَّ وَتَوَفَّرَت فِيهِ شُرُوطُ وُجُوبِهِ وَجَبَ أَن يُعجِّلَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ فِيهِ، وَلم يَجُزْ لَهُ تَأخِيرُهُ وَلا التَّهَاوُنُ بِهِ، وفي ذلك قال الشيخُ ابنُ بَازٍ رحمه اللهُ: "مَن قَدَرَ عَلى الحَجِّ ولم يَحُجَّ الفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى مُنكَرًا عَظِيمًا وَمَعصِيَةً كَبِيرَةً، فَالوَاجِبُ عَلَيهِ التَّوبَةُ إِلى اللهِ مِن ذَلِكَ وَالبِدارُ بِالحَجِّ". [/font][font="]فواعجبا لمن يتراخى ويسوف ويؤجل ويلهيه الأمل ،مشغولا بمتاع الدنيا الزائل ، وقد يضرب للحج موعدا بعيدا في آخر عمره ، كأنه يملك زمام أجله ونسي قول[/font][font="] النبي صلى الله عليه وسلم محذرا "تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ -يَعني الفَرِيضَةَ-؛ فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ")) وَإِنَّ المُتَأَمِّلَ في الوَاقِعِ اليَومَ يا أمة محمد لَيَجِدُ مِنَ النَّاسِ مَن بَلَغَ مِنَ العُمُرِ سِنِينَ مُتَطَاوِلَةً وَلم يحُجَّ، فَمِنهُم مَن جَاوَزَ الأَربعِينَ وَقَارَبَ الخَمسِينَ، وَمِنهُم مَن تَعَدَّى الثَّلاثِينَ، أَمَّا أَبنَاءُ العِشرِينَ ممَّن لم يحُجُّوا فَكُثرٌ، وَمَعَ ذَلِكَ تَرَاهُم بلا عذر يُؤَخِّرُونَ الحَجَّ سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ، وَيُؤَجِّلُونَ هَذَا الرُّكنَ عَامًا بَعدَ آخَرَ، غير مبالين إِذْ لا يَأمَنُ أَحَدُهُم مَوتًا مُجهِزًا يَأخُذُهُ عَلى غِرَّةٍ، أَو مَرَضًا مُقعِدًا يَهجُمُ عَلَيهِ عَلَى غَفلَةٍ، أَو فَقرًا يَعتَرِيهِ بَعدَ غِنًى وَقِلةَ ذَاتِ يَدٍ بَعدَ كَثرَةٍ، أَو غَيرَهَا ممَّا يَعرِضُ لِلإِنسَانِ فَيُعجِزُهُ بَعدَ قُدرَةٍ وَيُضعِفُهُ بَعدَ قُوَّةٍ. [/font]
[font="]فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَا مَن وَجَبَ عَلَيكُمُ الحَجُّ: بَادِرُوا بِهِ وَلا تُؤَخِّرُوهُ، وَاعلَمُوا أَن تَركَ حَجِّ النَّافِلَةِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ حِرمَانٌ مِن خَيرٍ عَظِيمٍ، فَكَيفَ بِالتَّهَاوُنِ بِالرُّكنِ اللاَّزِمِ وَالفَرضِ الوَاجِبِ، قَال صلى الله عليه وسلم-: "يَقُولُ اللهُ -عز وجل-:[/font][font="])) [/font][font="]إنَّ عبدًا أصحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليْهِ فِي المَعِيْشَةِ،[/font][font="]يَمْضِي عَليْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحرُومٌ[/font][font="] ((.[/font][font="]صححه الألباني فلْيَحمَدِ اللهَ عز وجل مَن مُدَّ في عُمُرِهِ وَأُنسِئَ لَهُ في أَجلِهِ، فَهَا هُوَ مَوسِمُ الحَجِّ قَد أَشرَقَت شَمسُهُ، وَهَا هُمُ الحُجَّاجُ قَد بَدَؤُوا يَأتُونَ مِن أَقصَى الأَرضِ شَرقًا وَغَربًا، بَعضُهُم لَه سَنَوَاتٌ وَهُوَ يجمَعُ مَالَهُ دِرهمًا دِرهَمًا يَقتَطِعُها مِن قُوتِهِ وَقُوتِ أَهلِهِ وَأَبنَائِهِ حتى جمع ما يُعِينُهُ على أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ، وَكثِيرٌ مِنَّا في هَذِهِ البِلادِ المباركة قَد تَيَسَّرَت لَهُ الأَسبَابُ وَتَهَيَّأَت لَهُ السُّبُلُ، وَمَعَ هَذَا يُؤَخِّرُ وَيُؤَجِّلُ وَكَأَنَّهُ لم يَقرَأْ قَولَ اللهِ عز وجل: (وَللهِ على النَّاسِ حَجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) ، وَرُوِيَ في بَعضِ الأَحَادِيثِ وَحَسَّنَهَا بَعضُ العُلَمَاءِ أَنَّهُ عليه الصلاةُ والسلامُ قال: "مَن كَانَ ذَا يَسَارٍ فَمَاتَ وَلم يحُجَّ فَلْيَمُتْ إِن شَاءَ يَهُودِيًّا وَإِن شَاءَ نَصرَانِيًّا"، وَقَالَ: "مَن مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلى بَيتِ اللهِ ولم يحُجَّ فَلا عَلَيهِ أَن يمُوتَ يَهُودِيًّا أَو نَصرَانِيًّا"، وَقَالَ: "مَن مَاتَ ولم يحُجَّ حَجَّةَ الإِسلامِ في غَيرِ وَجَعٍ حَابِسٍ أَو حَاجَةٍ ظَاهِرَةٍ أَو سُلطَانٍ جَائِرٍ فَلْيَمُتْ أَيَّ المِيتَتَينِ شَاءَ: إِمَّا يَهُودِيًّا أَو نَصرَانِيًّا".
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُون اِتَّقُوا اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا وَبَادِرُوا إِلى أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ وَأَسرِعُوا؛ فَإِنَّ الأُمُورَ مُيَسَّرَةٌ وَللهِ الحَمدُ، وَلا يُقعِدَنَّكُمُ الشَّيطَانُ وَلا يَأخُذَنَّكُمُ التَّسوِيفُ، وَلا تُلهِيَنَّكُمُ الأَمَانِيُّ البَاطِلَةُ فَتُؤَخِّرُوا الحَجَّ كُلَّ عَامٍ إِلى الذي يَلِيهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُم والله لا يَعلَمُ أَينَ هُوَ العَامَ القَادِمَ أَفَوقَ التُّرَابِ أَم تحتَهُ؟! وَتَأَمُّلُوا في حَالِ الأَجدَادِ كَيفَ كَانُوا يحُجُّونَ، وَكَيفَ سَارُوا عَلَى أَقدَامِهِم وَامتَطَوا رَوَاحِلَهُم شُهُورًا وَلَيَاليَ وَأَيَّامًا لِيَصِلُوا إلى البَيتِ العَتِيقِ وَيَقضُوا تَفَثَهُم، وَنحنُ وَللهِ الحَمدُ في نِعمَةٍ لم يَسبِقْ لها مَثِيلٌ، طُرُقٌ وَاسِعَةٌ وَسَيَّارَاتٌ فَاخِرَةٌ، وَأَمنٌ وَغِنًى وَصِحَّةٌ وَرَاحَةٌ، وَأَرزَاقٌ مُيَسَّرَةٌ لَكِن مِنَّا مَن يُلَبِّسُ عَلَيهِ الشَّيطَانُ وَيَفتَعِلُ لَهُ الأَعذَارَ، إِمَّا بِشِدَّةِ الحَرِّ أَو قُوَّةِ الزِّحَامِ أَو كَثرَةِ الحُجَّاجِ، وَكَأَنَّهُ لَن يحُجَّ حتى يَرَى الطَّرِيقَ لَهُ وَحدَهُ، وَالمَشَاعِرَ قَد خَلَت مِن عِبادِ اللهِ سِوَاهُ. [/font]
[font="]فيامن أشغلته الدنيا ولبس عليك إبليس بالأعذار والأكاذيب تذكر وقوف الحجيج بعرفة رافعين أكف الضراعة الى مولاهم جل جلاله يرجون رحمته ويخشون عذابه أسأل الله بمنه وكرمه أن يحقق لهم ما يرجون وأن يؤمنهم مما يخافون [/font]
[font="]فلِلهِ ذاكَ[/font][font="]الموقفُ الأعظمُ الذي[/font][font="] كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ[/font][font="]أعظمُ[/font][font="]ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ[/font][font="]يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو[/font][font="]أكرَمُ[/font][font="]يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي[/font][font="]مَحَبَّةً[/font][font="]وَإنِّي[/font][font="]بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ[/font][font="]فأشْهِدُكُمْ[/font][font="]أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ[/font][font="]وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ[/font][font="]وأنْعِمُ[/font][font="]فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي[/font][font="]به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ[/font][font="]ويَرحمُ[/font]
[font="]أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: { الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ } بارك الله لي ولكم ................[/font]
[font="]الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه. أَمَّا بَعدُ:[/font][font="]عباد الله[/font]
[font="]اتّقُوا اللهَ تعالى وَأَطِيعُوهُ وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَلا تَعصُوهُ،(وَمَن يَتَّقِ اللهَ يجعَلْ لَهُ مخرَجًا ) أمة الاسلام : إِنَّ فَضلَ الحَجِّ عَظِيمٌ وَأجرُهُ كَبِيرٌ، وَهُوَ يجمَعُ بَينَ العِبَادَةِ البَدَنِيَّةِ وَالمَادِيَّةِ، قال صلى الله عليه وسلم-: "مَن حَجَّ هَذَا البَيتَ فَلَم يَرفُثْ ولم يَفسُقْ رَجَعَ كَيَومِ وَلَدَتهُ أُمُّهُ"، وَسُئِلَ : أَيُّ الأَعمَالِ أَفضَلُ؟! قال: "إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ"، قِيلَ: ثم مَاذَا؟! قال: "جِهَادٌ في سَبِيلِ اللهِ"، قِيلَ: ثم مَاذَا؟! قال: "حَجٌّ مَبرُورٌ"، وقال -عليه الصلاةُ والسلامُ-: "تَابِعُوا بَينَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ، فَإِنهما يَنفِيَانِ الفَقرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيسَ لِلحَجَّةِ المَبرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجَنَّةُ"[/font][font="]صححه الألباني[/font][font="].[/font][font="] وقال صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِن يَومٍ أَكثَرَ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبدًا مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةِ". [/font]
[font="]أَيُّهَا المُسلِمُونَ: َقَد يَعتَذِرُ كَثِيرٌ مِنَ المُؤَخِّرِينَ لِلحَجِّ بِالدَّينِ، وَيَتَحَجَّجُ بِأَنَّ عَلَيهِ حُقُوقًا لِلآخَرِينَ، فَيُقَالُ: لا شَكَّ أَنَّ الاستِطَاعَةَ شَرطٌ مِن شُرُوطِ وُجُوبِ الحَجِّ، وَأَنَّ حُقُوقَ الآدَمِيِّينَ في هَذَا مُقدَّمَةٌ عَلَى حَقِّ اللهِ؛ لأَنَّ حُقُوقَهُم بَينَهُم مَبنِيَّةٌ عَلَى المُشَاحَّةِ، وَحَقّ اللهِ مَبنَاهُ عَلَى الإِحسَانِ وَالمُسَامَحَةِ، لَكِنَّ هَذِهِ الدُّيُونَ - أَيُّهَا الإِخوَةُ لا تخلُو مِن أَن تَكُونَ دُيُونًا حَالَّةً أَو مُؤَجَّلَةً، فَإِن كَانَت مُؤَجَّلَةً فَلا إِشكَالَ، وَإِنْ كَانَت حَالَّةً وَقَدَرَ عَلَى دَفعِهَا وَعَلَى نَفَقَةِ الحَجِّ لَزِمَهُ أَنْ يحُجَّ، وَإِنْ تَوَارَدَا عَلَيهِ جمِيعًا وَلم يَستَطِعْهُما مَعًا فَلْيُقَدِّمْ تَسدِيدَ الدين الذِي يُطَالَبُ بِهِ، وَلْيُؤَخِّرِ الحَجَّ إِلى أَن يَستَطِيعَهُ؛ وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى الإِنسَانِ دَينٌ طَوِيلُ الأَمَدِ، مِثلُ الدَّينِ المقسط ، وَهُوَ وَاثِقٌ مِن أَنَّهُ كُلَّمَا حَلَّ عَلَيهِ القِسطُ أَوفَاهُ، فَإِنَّهُ في هَذِهِ الحَالِ إِذَا تَوَافَرَ عِندَهُ المَالُ وَقتَ الحَجِّ فَعَلَيهِ أَن يحُجَّ؛.[/font][font="]الا فأتقوا الله يَا مَن لم تحُجُّوا، فَاستَعِدُّوا مِنَ الآنَ وَاعزِمُوا وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ وَلا تَعجَزُوا، وَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم بِصِدقٍ، فَإِنَّ الأَمرَ لَيسَ بِالهَوَى المُتَّبَعِ أَوِ الرَّغَبَاتِ النَّفسِيَّةِ وَإِنمَا هُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الدِّينِ وَاجِبٌ، لا خِيَارَ أَمَامَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ إِلاَّ المُضِيُّ فِيهِ وَأَدَاؤُهُ، وَإِلاَّ فَوَيلٌ لِمَن لم يَرحَمْهُ اللهُ وَيَتَجَاوَزْ عَنهُ.[/font][font="]ألا وصلوا وسلموا على الهادي[/font][font="]البشير والسراج المنير فقد أمركم ربكم [/font]
الحمدُ للهِ ذِي الجَلالِ والإِكرامْ ، والفَضْلِ والطَّوْلِ والمِنَنِ[/font][font="]العِظَامْ ، هَدَانا للإِسْلامْ وأَسْبَغَ علينا جَزِيلَ نِعَمِهِ[/font][font="]وأَلْطَافِهِ الجِسَامْ ، أَحْمَدُهُ أَبْلَغَ[/font][font="]الحَمْدِ وأَكْمَلَهْ، وأعْظَمَهُ وأَتَمَّهُ وَأَشْمَلَهْ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ[/font][font="]إلاّ الله وحدهُ لا شريك له إقراراً بِوَحْدَانِيَّتِهْ، وإِذْعَاناً لِجَلاَلِهِ[/font][font="]وعَظَمَتِهْ ، وأشهَدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُهُ ورَسُولُهُ [/font][font="]أفضلُ من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام صلى[/font][font="]الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا [/font]
[font="]عباد الله أُوصِيكُم وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ جل وعلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
معاشر المسلمين : [/font][font="]ما أعظم فضل الله تعالى علينا بأن من علينا بمواسم الطاعات والقربات لنستزيد فيها من فضله ونتدارك ما فات من فرص الطاعات او اعتراها من التفريط والزلات . فما ان تولى رمضان باجوائه الربانية الطيبة ونفحاته المباركة ، حتى أقبل موسم عظيم القدر والفضل ، هو موسم الحج وأيام العشر [/font]
[font="] فَيَا فَرحَةَ مَن فَازَ بِالوُقُوفِ بِتِلكَ المَشَاعِرِ المُقَدَّسَةِ! وَيَا سَعَادةَ مَن تَشَرَّفَ بِالتَّلَبُّسِ بِتِلكَ المَنَاسِكِ العَظِيمَةِ! حَطٌّ لِلذُّنُوبِ وَمَغفِرَةٌ لِلآثَامِ، وَنَفيٌ لِلفَقرِ وَإِعتَاقٌ مِنَ النَّارِ. وَفي الوَقتِ الذي يَتَشَوَّقُ عِبادُ اللهِ الصَّالحونَ إلى حُضُورِ هَذَا المُؤتمرِ العَظِيمِ وَالمجمَعِ الكَرِيمِ في كُلِّ عَامٍ، وَتَتَقَطَّعُ قُلُوبُهُم حَسرَةً وَأَلمًا عَلَى فَوَاتِهِ لِعُذرٍ أَو عَجزٍ أَو مَرَضٍ، أَقُولُ: في هذا الوَقتِ تَجِدُ مِن أُمَّةِ الإِسلامِ مَن تَمُرُّ عَلَيهِ السُّنُونَ وَتَتَوَالى عَلَيهِ الأَعوَامُ وَقَضَاءُ الرُّكنِ وَأَدَاءُ الفَرِيضَةِ لم يَخطُرْ لَهُ عَلى بَالٍ، وَكَأَنَّ الحَجَّ عَلَى غَيرِهِ قَد فُرِضَ، أَو كَأَنَّهُ لَيسَ مِن أُمَّةِ الإِجَابَةِ، ونسي الغافل أَنَّ الحَجَّ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ، دَلَّ على وُجُوبِهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجمَاعُ، فَمَن جَحَدَهُ أَو أَبغَضَهُ بَعدَ البَيَانِ كَفَرَ ، وَمَن تهاوَنَ بِهِ فَهُوَ عَلَى خَطرٍ عَظِيمٍ، قال سُبَحانَهُ: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالمِينَ) وقال عليه الصلاةُ والسلامُ"بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ"فالحج وَاجِبٌ عَلَى الفَورِ مَعَ الاستِطَاعَةِ فمتى استَطَاعَ المُسلِمُ الحَجَّ وَتَوَفَّرَت فِيهِ شُرُوطُ وُجُوبِهِ وَجَبَ أَن يُعجِّلَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ فِيهِ، وَلم يَجُزْ لَهُ تَأخِيرُهُ وَلا التَّهَاوُنُ بِهِ، وفي ذلك قال الشيخُ ابنُ بَازٍ رحمه اللهُ: "مَن قَدَرَ عَلى الحَجِّ ولم يَحُجَّ الفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى مُنكَرًا عَظِيمًا وَمَعصِيَةً كَبِيرَةً، فَالوَاجِبُ عَلَيهِ التَّوبَةُ إِلى اللهِ مِن ذَلِكَ وَالبِدارُ بِالحَجِّ". [/font][font="]فواعجبا لمن يتراخى ويسوف ويؤجل ويلهيه الأمل ،مشغولا بمتاع الدنيا الزائل ، وقد يضرب للحج موعدا بعيدا في آخر عمره ، كأنه يملك زمام أجله ونسي قول[/font][font="] النبي صلى الله عليه وسلم محذرا "تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ -يَعني الفَرِيضَةَ-؛ فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ")) وَإِنَّ المُتَأَمِّلَ في الوَاقِعِ اليَومَ يا أمة محمد لَيَجِدُ مِنَ النَّاسِ مَن بَلَغَ مِنَ العُمُرِ سِنِينَ مُتَطَاوِلَةً وَلم يحُجَّ، فَمِنهُم مَن جَاوَزَ الأَربعِينَ وَقَارَبَ الخَمسِينَ، وَمِنهُم مَن تَعَدَّى الثَّلاثِينَ، أَمَّا أَبنَاءُ العِشرِينَ ممَّن لم يحُجُّوا فَكُثرٌ، وَمَعَ ذَلِكَ تَرَاهُم بلا عذر يُؤَخِّرُونَ الحَجَّ سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ، وَيُؤَجِّلُونَ هَذَا الرُّكنَ عَامًا بَعدَ آخَرَ، غير مبالين إِذْ لا يَأمَنُ أَحَدُهُم مَوتًا مُجهِزًا يَأخُذُهُ عَلى غِرَّةٍ، أَو مَرَضًا مُقعِدًا يَهجُمُ عَلَيهِ عَلَى غَفلَةٍ، أَو فَقرًا يَعتَرِيهِ بَعدَ غِنًى وَقِلةَ ذَاتِ يَدٍ بَعدَ كَثرَةٍ، أَو غَيرَهَا ممَّا يَعرِضُ لِلإِنسَانِ فَيُعجِزُهُ بَعدَ قُدرَةٍ وَيُضعِفُهُ بَعدَ قُوَّةٍ. [/font]
[font="]فَيَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَا مَن وَجَبَ عَلَيكُمُ الحَجُّ: بَادِرُوا بِهِ وَلا تُؤَخِّرُوهُ، وَاعلَمُوا أَن تَركَ حَجِّ النَّافِلَةِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ حِرمَانٌ مِن خَيرٍ عَظِيمٍ، فَكَيفَ بِالتَّهَاوُنِ بِالرُّكنِ اللاَّزِمِ وَالفَرضِ الوَاجِبِ، قَال صلى الله عليه وسلم-: "يَقُولُ اللهُ -عز وجل-:[/font][font="])) [/font][font="]إنَّ عبدًا أصحَحْتُ لهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليْهِ فِي المَعِيْشَةِ،[/font][font="]يَمْضِي عَليْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحرُومٌ[/font][font="] ((.[/font][font="]صححه الألباني فلْيَحمَدِ اللهَ عز وجل مَن مُدَّ في عُمُرِهِ وَأُنسِئَ لَهُ في أَجلِهِ، فَهَا هُوَ مَوسِمُ الحَجِّ قَد أَشرَقَت شَمسُهُ، وَهَا هُمُ الحُجَّاجُ قَد بَدَؤُوا يَأتُونَ مِن أَقصَى الأَرضِ شَرقًا وَغَربًا، بَعضُهُم لَه سَنَوَاتٌ وَهُوَ يجمَعُ مَالَهُ دِرهمًا دِرهَمًا يَقتَطِعُها مِن قُوتِهِ وَقُوتِ أَهلِهِ وَأَبنَائِهِ حتى جمع ما يُعِينُهُ على أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ، وَكثِيرٌ مِنَّا في هَذِهِ البِلادِ المباركة قَد تَيَسَّرَت لَهُ الأَسبَابُ وَتَهَيَّأَت لَهُ السُّبُلُ، وَمَعَ هَذَا يُؤَخِّرُ وَيُؤَجِّلُ وَكَأَنَّهُ لم يَقرَأْ قَولَ اللهِ عز وجل: (وَللهِ على النَّاسِ حَجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) ، وَرُوِيَ في بَعضِ الأَحَادِيثِ وَحَسَّنَهَا بَعضُ العُلَمَاءِ أَنَّهُ عليه الصلاةُ والسلامُ قال: "مَن كَانَ ذَا يَسَارٍ فَمَاتَ وَلم يحُجَّ فَلْيَمُتْ إِن شَاءَ يَهُودِيًّا وَإِن شَاءَ نَصرَانِيًّا"، وَقَالَ: "مَن مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلى بَيتِ اللهِ ولم يحُجَّ فَلا عَلَيهِ أَن يمُوتَ يَهُودِيًّا أَو نَصرَانِيًّا"، وَقَالَ: "مَن مَاتَ ولم يحُجَّ حَجَّةَ الإِسلامِ في غَيرِ وَجَعٍ حَابِسٍ أَو حَاجَةٍ ظَاهِرَةٍ أَو سُلطَانٍ جَائِرٍ فَلْيَمُتْ أَيَّ المِيتَتَينِ شَاءَ: إِمَّا يَهُودِيًّا أَو نَصرَانِيًّا".
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُون اِتَّقُوا اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا وَبَادِرُوا إِلى أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ وَأَسرِعُوا؛ فَإِنَّ الأُمُورَ مُيَسَّرَةٌ وَللهِ الحَمدُ، وَلا يُقعِدَنَّكُمُ الشَّيطَانُ وَلا يَأخُذَنَّكُمُ التَّسوِيفُ، وَلا تُلهِيَنَّكُمُ الأَمَانِيُّ البَاطِلَةُ فَتُؤَخِّرُوا الحَجَّ كُلَّ عَامٍ إِلى الذي يَلِيهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُم والله لا يَعلَمُ أَينَ هُوَ العَامَ القَادِمَ أَفَوقَ التُّرَابِ أَم تحتَهُ؟! وَتَأَمُّلُوا في حَالِ الأَجدَادِ كَيفَ كَانُوا يحُجُّونَ، وَكَيفَ سَارُوا عَلَى أَقدَامِهِم وَامتَطَوا رَوَاحِلَهُم شُهُورًا وَلَيَاليَ وَأَيَّامًا لِيَصِلُوا إلى البَيتِ العَتِيقِ وَيَقضُوا تَفَثَهُم، وَنحنُ وَللهِ الحَمدُ في نِعمَةٍ لم يَسبِقْ لها مَثِيلٌ، طُرُقٌ وَاسِعَةٌ وَسَيَّارَاتٌ فَاخِرَةٌ، وَأَمنٌ وَغِنًى وَصِحَّةٌ وَرَاحَةٌ، وَأَرزَاقٌ مُيَسَّرَةٌ لَكِن مِنَّا مَن يُلَبِّسُ عَلَيهِ الشَّيطَانُ وَيَفتَعِلُ لَهُ الأَعذَارَ، إِمَّا بِشِدَّةِ الحَرِّ أَو قُوَّةِ الزِّحَامِ أَو كَثرَةِ الحُجَّاجِ، وَكَأَنَّهُ لَن يحُجَّ حتى يَرَى الطَّرِيقَ لَهُ وَحدَهُ، وَالمَشَاعِرَ قَد خَلَت مِن عِبادِ اللهِ سِوَاهُ. [/font]
[font="]فيامن أشغلته الدنيا ولبس عليك إبليس بالأعذار والأكاذيب تذكر وقوف الحجيج بعرفة رافعين أكف الضراعة الى مولاهم جل جلاله يرجون رحمته ويخشون عذابه أسأل الله بمنه وكرمه أن يحقق لهم ما يرجون وأن يؤمنهم مما يخافون [/font]
[font="]فلِلهِ ذاكَ[/font][font="]الموقفُ الأعظمُ الذي[/font][font="] كموقفِ يومِ العَرْضِ بلْ ذاكَ[/font][font="]أعظمُ[/font][font="]ويدْنُو بهِ الجبّارُ جَلَّ جلالُهُ[/font][font="]يُباهِي بهمْ أمْلاكَه فهو[/font][font="]أكرَمُ[/font][font="]يقولُ عِبادِي قدْ أتونِي[/font][font="]مَحَبَّةً[/font][font="]وَإنِّي[/font][font="]بهمْ بَرٌّ أجُودُ وأرْحَمُ[/font][font="]فأشْهِدُكُمْ[/font][font="]أنِّي غَفَرْتُ ذنُوبَهُمْ[/font][font="]وأعْطيْتُهُمْ ما أمَّلوهُ[/font][font="]وأنْعِمُ[/font][font="]فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي[/font][font="]به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ[/font][font="]ويَرحمُ[/font]
[font="]أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: { الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ } بارك الله لي ولكم ................[/font]
[font="]الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه. أَمَّا بَعدُ:[/font][font="]عباد الله[/font]
[font="]اتّقُوا اللهَ تعالى وَأَطِيعُوهُ وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَلا تَعصُوهُ،(وَمَن يَتَّقِ اللهَ يجعَلْ لَهُ مخرَجًا ) أمة الاسلام : إِنَّ فَضلَ الحَجِّ عَظِيمٌ وَأجرُهُ كَبِيرٌ، وَهُوَ يجمَعُ بَينَ العِبَادَةِ البَدَنِيَّةِ وَالمَادِيَّةِ، قال صلى الله عليه وسلم-: "مَن حَجَّ هَذَا البَيتَ فَلَم يَرفُثْ ولم يَفسُقْ رَجَعَ كَيَومِ وَلَدَتهُ أُمُّهُ"، وَسُئِلَ : أَيُّ الأَعمَالِ أَفضَلُ؟! قال: "إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ"، قِيلَ: ثم مَاذَا؟! قال: "جِهَادٌ في سَبِيلِ اللهِ"، قِيلَ: ثم مَاذَا؟! قال: "حَجٌّ مَبرُورٌ"، وقال -عليه الصلاةُ والسلامُ-: "تَابِعُوا بَينَ الحَجِّ وَالعُمرَةِ، فَإِنهما يَنفِيَانِ الفَقرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيسَ لِلحَجَّةِ المَبرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجَنَّةُ"[/font][font="]صححه الألباني[/font][font="].[/font][font="] وقال صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِن يَومٍ أَكثَرَ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبدًا مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةِ". [/font]
[font="]أَيُّهَا المُسلِمُونَ: َقَد يَعتَذِرُ كَثِيرٌ مِنَ المُؤَخِّرِينَ لِلحَجِّ بِالدَّينِ، وَيَتَحَجَّجُ بِأَنَّ عَلَيهِ حُقُوقًا لِلآخَرِينَ، فَيُقَالُ: لا شَكَّ أَنَّ الاستِطَاعَةَ شَرطٌ مِن شُرُوطِ وُجُوبِ الحَجِّ، وَأَنَّ حُقُوقَ الآدَمِيِّينَ في هَذَا مُقدَّمَةٌ عَلَى حَقِّ اللهِ؛ لأَنَّ حُقُوقَهُم بَينَهُم مَبنِيَّةٌ عَلَى المُشَاحَّةِ، وَحَقّ اللهِ مَبنَاهُ عَلَى الإِحسَانِ وَالمُسَامَحَةِ، لَكِنَّ هَذِهِ الدُّيُونَ - أَيُّهَا الإِخوَةُ لا تخلُو مِن أَن تَكُونَ دُيُونًا حَالَّةً أَو مُؤَجَّلَةً، فَإِن كَانَت مُؤَجَّلَةً فَلا إِشكَالَ، وَإِنْ كَانَت حَالَّةً وَقَدَرَ عَلَى دَفعِهَا وَعَلَى نَفَقَةِ الحَجِّ لَزِمَهُ أَنْ يحُجَّ، وَإِنْ تَوَارَدَا عَلَيهِ جمِيعًا وَلم يَستَطِعْهُما مَعًا فَلْيُقَدِّمْ تَسدِيدَ الدين الذِي يُطَالَبُ بِهِ، وَلْيُؤَخِّرِ الحَجَّ إِلى أَن يَستَطِيعَهُ؛ وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى الإِنسَانِ دَينٌ طَوِيلُ الأَمَدِ، مِثلُ الدَّينِ المقسط ، وَهُوَ وَاثِقٌ مِن أَنَّهُ كُلَّمَا حَلَّ عَلَيهِ القِسطُ أَوفَاهُ، فَإِنَّهُ في هَذِهِ الحَالِ إِذَا تَوَافَرَ عِندَهُ المَالُ وَقتَ الحَجِّ فَعَلَيهِ أَن يحُجَّ؛.[/font][font="]الا فأتقوا الله يَا مَن لم تحُجُّوا، فَاستَعِدُّوا مِنَ الآنَ وَاعزِمُوا وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ وَلا تَعجَزُوا، وَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم بِصِدقٍ، فَإِنَّ الأَمرَ لَيسَ بِالهَوَى المُتَّبَعِ أَوِ الرَّغَبَاتِ النَّفسِيَّةِ وَإِنمَا هُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الدِّينِ وَاجِبٌ، لا خِيَارَ أَمَامَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ إِلاَّ المُضِيُّ فِيهِ وَأَدَاؤُهُ، وَإِلاَّ فَوَيلٌ لِمَن لم يَرحَمْهُ اللهُ وَيَتَجَاوَزْ عَنهُ.[/font][font="]ألا وصلوا وسلموا على الهادي[/font][font="]البشير والسراج المنير فقد أمركم ربكم [/font]