{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا... } هـ 19/7/1436
مبارك العشوان
1436/07/18 - 2015/05/07 22:56PM
إن الحمد لله... أما بعد: فاتقوا الله تعالى أيها الناس وأطيعوه وحاذروا غضبه ولا تعصوه، واشكروا نعمه ولا تكفروه واعلموا أنكم لن تحصوا نعمه تبارك وتعالى؛ فكلُّ خير نلتموه وكلُّ بلاء صُُرِفَ عنكم فبفضله تعالى وإحسانه: { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }النحل53
هو الرحيمُ جلَّ وعلا بعباده، هو الغنيُّ ونحن الفقراء، هو القويُّ ونحن الضعفاء: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فاطر 15
عباد الله: مرت بنا أيامٌ، أجدبت فيها أرضنا، وتأخر المطر عن بلادنا، وما أصابنا ذلك إلا بما كسبت أيدينا، ثم يُفرج أرحمُ الراحمين شدتَنَا، ويرحمُ ضعفَنا، ويُنزل بفضلهِ ورحمته من بركات السماء علينا، فهو الغني الحميد؛ يجيب من دعاه ويعطي من سأله، ويكشف الضر عن عباده: { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } الشورى 28. الخلق في أمسِّ الحاجة إلى الخالق، لا غنى لهم عن ربهم طرفة عين، وهو تعالى أرحمُ بعباده منهم بأنفسهم، يوالي نعمَهُ عليهم يتقلبون فيها ليلهم ونهارهم، وهو سبحانه غنيٌ عن عبادِه، ومع غناه يأمرُ بدعائه ليستجيب، وبسؤاله ليعطي، وباستغفاره ليغفر والعبادُ مع فقرهم وحاجتهم يُعرضون عن ربهم، ويصرون على المعاصي ويجاهرون بها.
عباد الله: اشكروا ربكم على نعمة الغيث، واستعينوا بها على طاعته، أضيفوا النعم للمنعم سبحانه، وأكثروا الثناء عليه واعتقدوا أنها منه وحده لا شريك له، لا تنسبوا ذلك إلى مناخ أو طبيعة, ولا إلى نجومٍ وأنواء؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ( هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ).
عباد الله: وتشتد الحاجة إلى التذكير بمثل هذه المسألة عندما يُفتن كثير من الناس بأقوال بعض الفلكيين ومن ينسبون المطر إلى ارتفاع الضغط الجوي أو انخفاضه أو غير ذلك من الأسباب ويأخذ أقوالهم بالتصديق الجازم.
أما ما يُعلن في الأرصاد الجوية: فهي توقعات تعتمد على بعض الحسابات والعلامات من الرطوبة وسرعة الرياح، وهي توقعات قد تحدث، وقد يحدث نقيضها، كما حصل كثيرا، فكم مرة لُبِّدتِ السماءُ بالغيوم ولم ينزل منها قطرة؛ وكم مرة تجمعت السحب وأمطرت في لحظات يسيرة: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصـْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَـارِ } النور43
عباد الله: تقول عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ( مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ؛ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ، فَقَالَ يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: { عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } رواه البخاري ومسلم.
اللهم ارحمنا برحمتك وأجرنا من عذابك، واجعل ما أنزلت علينا متاعا لنا وبلاغا إلى حين، اللهم أنبت لنا به الزرع، وَأَدِرَّ لنا به الضرع، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
بارك الله لي ولكم... وأقول ما تسمعون...
الحمد لله... أما بعد: فاعلموا رحمكم الله أن هناك آدابا وسننا ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها فمن ذلك: أن لا يسب الريح، بل يدعو بالدعاء الوارد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح وقال الألباني: صحيح.
ومن ذلك: أن يصيب المطر شيئا من البدن والمتاع فعن أنس رضي الله عنه قال: ( أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ) رواه مسلم. وكان ابن عباس رضي الله عنه إذا مطرت السماء يقول: يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي، ويقول: { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًـــا } رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد موقوفا.
عباد الله: ومع نزول الأمطار، وفرح الناس بها، وخروجهم للنزهة والبراري ورؤية السيول، إلا أن عليهم أن لا يكون ذلك سببا للغفلة والتفريط في طاعة الله، والتساهل في ارتكاب المخالفات الشرعية.
على المسلم أن يتقيدَ بطاعة الله تعالى، ويقفَ عند حدوده؛ يُحافظ على الصلوات الخمس؛ على طهارتها ووقتها.
على المسلم أن يحذر الإسراف في المآكل والمشارب، عليه أن يحذر إيذاء الناس بالتفحيط ، ورفع أصوات الموسيقى، أو تعمد السرعة في أماكن تجمع المياه فيؤذي المارَّة، أو يضايق الناس في الطرقات، أو يتطلع إلى العوائل.
عباد الله: ومما ينبغي التنبيه له: ألا يغفل عن الأبناء ويتركون يذهبون مع من يشاؤون فقد يكيد لهم أصحاب السوء شياطين الإنس ويوقعونهم في شباكهم، فتنبهوا رحمكم الله وخذوا حِذركم.
ومن ذلك أن يقول عند سماع الرعد: ( سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ) كان عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وقالها، ثم يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ ) رواه البخاري في الأدب المفرد وقال الشيخ الألباني: صحيح
ومن ذلك أن يقول إذا نزل المطر: ( اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا) و يقول: ( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ ) رواه البخاري ومسلم
عباد الله: ثم صلوا وسلموا ...
عباد الله: اذكروا الله ...
هو الرحيمُ جلَّ وعلا بعباده، هو الغنيُّ ونحن الفقراء، هو القويُّ ونحن الضعفاء: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فاطر 15
عباد الله: مرت بنا أيامٌ، أجدبت فيها أرضنا، وتأخر المطر عن بلادنا، وما أصابنا ذلك إلا بما كسبت أيدينا، ثم يُفرج أرحمُ الراحمين شدتَنَا، ويرحمُ ضعفَنا، ويُنزل بفضلهِ ورحمته من بركات السماء علينا، فهو الغني الحميد؛ يجيب من دعاه ويعطي من سأله، ويكشف الضر عن عباده: { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } الشورى 28. الخلق في أمسِّ الحاجة إلى الخالق، لا غنى لهم عن ربهم طرفة عين، وهو تعالى أرحمُ بعباده منهم بأنفسهم، يوالي نعمَهُ عليهم يتقلبون فيها ليلهم ونهارهم، وهو سبحانه غنيٌ عن عبادِه، ومع غناه يأمرُ بدعائه ليستجيب، وبسؤاله ليعطي، وباستغفاره ليغفر والعبادُ مع فقرهم وحاجتهم يُعرضون عن ربهم، ويصرون على المعاصي ويجاهرون بها.
عباد الله: اشكروا ربكم على نعمة الغيث، واستعينوا بها على طاعته، أضيفوا النعم للمنعم سبحانه، وأكثروا الثناء عليه واعتقدوا أنها منه وحده لا شريك له، لا تنسبوا ذلك إلى مناخ أو طبيعة, ولا إلى نجومٍ وأنواء؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ( هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ).
عباد الله: وتشتد الحاجة إلى التذكير بمثل هذه المسألة عندما يُفتن كثير من الناس بأقوال بعض الفلكيين ومن ينسبون المطر إلى ارتفاع الضغط الجوي أو انخفاضه أو غير ذلك من الأسباب ويأخذ أقوالهم بالتصديق الجازم.
أما ما يُعلن في الأرصاد الجوية: فهي توقعات تعتمد على بعض الحسابات والعلامات من الرطوبة وسرعة الرياح، وهي توقعات قد تحدث، وقد يحدث نقيضها، كما حصل كثيرا، فكم مرة لُبِّدتِ السماءُ بالغيوم ولم ينزل منها قطرة؛ وكم مرة تجمعت السحب وأمطرت في لحظات يسيرة: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصـْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَـارِ } النور43
عباد الله: تقول عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ( مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ؛ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ، فَقَالَ يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: { عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } رواه البخاري ومسلم.
اللهم ارحمنا برحمتك وأجرنا من عذابك، واجعل ما أنزلت علينا متاعا لنا وبلاغا إلى حين، اللهم أنبت لنا به الزرع، وَأَدِرَّ لنا به الضرع، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
بارك الله لي ولكم... وأقول ما تسمعون...
الحمد لله... أما بعد: فاعلموا رحمكم الله أن هناك آدابا وسننا ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها فمن ذلك: أن لا يسب الريح، بل يدعو بالدعاء الوارد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح وقال الألباني: صحيح.
ومن ذلك: أن يصيب المطر شيئا من البدن والمتاع فعن أنس رضي الله عنه قال: ( أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ) رواه مسلم. وكان ابن عباس رضي الله عنه إذا مطرت السماء يقول: يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي، ويقول: { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًـــا } رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد موقوفا.
عباد الله: ومع نزول الأمطار، وفرح الناس بها، وخروجهم للنزهة والبراري ورؤية السيول، إلا أن عليهم أن لا يكون ذلك سببا للغفلة والتفريط في طاعة الله، والتساهل في ارتكاب المخالفات الشرعية.
على المسلم أن يتقيدَ بطاعة الله تعالى، ويقفَ عند حدوده؛ يُحافظ على الصلوات الخمس؛ على طهارتها ووقتها.
على المسلم أن يحذر الإسراف في المآكل والمشارب، عليه أن يحذر إيذاء الناس بالتفحيط ، ورفع أصوات الموسيقى، أو تعمد السرعة في أماكن تجمع المياه فيؤذي المارَّة، أو يضايق الناس في الطرقات، أو يتطلع إلى العوائل.
عباد الله: ومما ينبغي التنبيه له: ألا يغفل عن الأبناء ويتركون يذهبون مع من يشاؤون فقد يكيد لهم أصحاب السوء شياطين الإنس ويوقعونهم في شباكهم، فتنبهوا رحمكم الله وخذوا حِذركم.
ومن ذلك أن يقول عند سماع الرعد: ( سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ) كان عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وقالها، ثم يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ ) رواه البخاري في الأدب المفرد وقال الشيخ الألباني: صحيح
ومن ذلك أن يقول إذا نزل المطر: ( اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا) و يقول: ( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ ) رواه البخاري ومسلم
عباد الله: ثم صلوا وسلموا ...
عباد الله: اذكروا الله ...