وهل للمبتور (ولد الأمير) توبة؟! / د. عبدالعزيز العبداللطيف

نحتاج رجالا كثيرين من أمثال الشيخ محمد شاكر رحمه الله رحمة واسعة ...

نعم ، ما أحوجنا إلى علماء يصدعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم !!وخاصة إذا أحيلت مثل هذه القضايا عن القضاء الشرعي إلى جهات أخرى تميعها وتخرج المجرم منها بريئًا كما تُستَلُّ الشعرة من العجين .

وحقوق الإنسان (المفتعلة) لم تترك لأهل الحق حقًّا إلا حالت بينهم وبينه ، ولا مجرمًا إلا احتوته واستماتت في الدفاع عنه ، فعليهم من الله ما يستحقون ، إذ يتعامون عن حقوق الله وحقوق نبيه وكتابه ودينه الحق ، ويتجاهلون المسلمين المستضعفين الذين يقتلون في مشارق الأرض ومغاربها ، ثم يحشرون أنوفهم في شؤون المسلمين الخاصة ، ويغرسون في بلدانهم من أتباعهم من يتولون مهمة إقصاء الشرع وإحلال القوانين الوضعية التي كلها ظلم وغش وتدليس وأكل للحقوق وتضييع لها .

وكم لهذا المبتور من أشباه في صحافتنا ممن يستهزئون ويعرِّضون ويشرقون ويغربون ، ويجعلون الدين وأحكام الشريعة كلأً مباحًا ، يرتع فيه من هب ودب من رجال ونساء ، قد لا يحسن أحدهم أحكام وضوئه وصلاته ، ثم ينبري لقضايا الأمة التي لو عرضت لعمر لجمع لها أهل بدر ، وترى هؤلاء المبتورين لا يتورعون عن الحديث فيها بما تمليه عليهم أذواقهم الفاسدة وقرائحهم المنكوسة ، ويصححون ويضعفون بناء على أهوائهم ، بل ويتصدون لتفسير الآيات ويستخرجون منها بفهومهم ما لم يسبقوا إليه من جهابذة التفسير وعلماء اللغة وأعمدة البلاغة ، وفي المقابل إذا أفتى عالمٌ من علماء الأمة بما يدين الله به ثارت ثائرتهم إذ ذاك وعرفوا أهمية التوقف في المسائل الكبرى ووجوب التأني في القضايا العظمى ، وجعلوا ينادون برد الأمر إلى هيئات الفتوى الرسمية ومؤسسات البحث المحكمة ، فما لهم كيف يحكمون ؟!