( وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ )

مبارك العشوان 1
1442/05/09 - 2020/12/24 00:25AM

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛

أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) رواه البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

السَّرِقَةُ - عِبَادَ اللهِ - ذَنْبٌ عَظِيْمٌ، وَخَطَرُهُ عَلَى الإِيْمَانِ كَبِيْرٌ، وَشَرُّهُ عَلَى الأُمَّةِ مُسْتَطِيْرٌ، السَّرِقَةُ مَعْصِيَةٌ لِرَبِّ العَالَمِيْنَ، وَلِشَنَاعَتِهَا، وَقُبْحِهَا، وَضَرَرِهَا، وَعِظَمِ جُرْمِ فَاعِلِهَا؛ عَظُمُ عقابُها، قال تعالى: { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } المائدة 38  

وَسَرَقَتِ اِمْرَأَةٌ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهَا، وَغَضِبَ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ لَمَّا شَفَعَ أُسَامَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي أَمْرِهَا، وَقَالَ: ( أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ) ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ: ( إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَإِنِّي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ) الحَدِيْثُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ؛ وَفِيْهِ أّنَّهَا كَانَتْ تَسْتَعِيرُ الْمَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ.

السَّرِقَةُ آفَةٌ طَالَمَا أَخَافَتِ الآمِنِيْنَ، وَأَذِيَّةٌ لِعِبَادِ اللهِ المُؤْمِنِيْنَ، وَظُلْمٌ أَفْسَدَ عَلَى النَّاسِ عَيْشَهُمْ، وَجَلَبَ القَلَقَ لَهُمْ لَيلَهُمْ وَنَهَارَهُمْ، السَّرِقَةُ مَرَضٌ يُعَانِي مِنْهُ فِي الْآوِنَةِ الأَخِيْرَةِ مُجْتَمَعُنَا، وَيَعْظُمُ خَطَرُهُ وَيَزْدَادُ يَومًا بَعْدَ يَومِ فِي بَلَدِنَا؛ كَمْ تَسْمَعُونَ مِنْ قَضَايَا السَّرِقَةِ، وَالغَصْبِ، وَالنَّهْبِ وَالسَّطْوِ عَلَى الآمِنِيْنَ، وَقَهْرِهِمْ، وَأَخْذِ أَمْوَالِهِمْ؟! كَمْ تَسْمَعُونَ مِنْ الاِعْتِدَاءَاتِ عَلَى الأَشْخَاصِ، وَالبُيُوتِ، وَالمَزَارِعِ، وَالمَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ، وَالصَّرَّافَاتِ الْآلِيَّةِ؟! كَمْ تَسْمَعُونَ مِنْ قَضَايَا سَرِقَةِ السَّيَّارَاتِ وَالمَوَاشِي، وَالْأَسْلَاكِ الكَهْرَبَائِيَّةِ وَغَيْرِهَا ؟! 

جَرِيْمَةٌ عُظْمَى، تَلَطَّخَتْ بِهَا أَيْدٍ آثِمَةٍ، وَقُلُوبٍ قَاسِيَّةٍ، وَنُفُوسٍ خَبِيْثَةٍ، لَا تُرَاعِي لِلَّهِ تَعَالَى وَلَا لِعِبَادِهِ حَقًّا، وَصَلَ بِهِمُ السُّوءُ إِلَى السَّرِقَةِ مِنْ بُيُوتِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ فَسَرَقُوا المُكَيِّفَاتِ، وَالْأَجْهِزَةَ الصَّوتِيَّةَ وَغَيْرِهَا.

السَّارِقُ مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَفِي الحَدِيْثِ: ( لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ ). رواه البخاري ومسلم

السَّارِقُ عَاصٍ لِرَبِّ العَالَمِيْنَ، مُرْتَكِبٌ لِكَبْيَرَةٍ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ؛ قُرِنَتْ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَفِي سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشِّرْكِ وَالزِّنَا، فَفِي البُخَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: (  تَعَالَوْا بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ...) الخ.

مَالُ السَّارِقِ وَكَسْبُهُ خَبِيْثٌ، وَهُوَ شَرٌ عَلَيْهِ وَوَبَالٌ؛ إِنْ أَكَلَهُ أَكَلَ سُحْتًا، وَإِنْ أَنْفَقَهُ عَلَى عِيَالِهِ أَطْعَمَهُمْ سُحْتًا؛ فَكَانَ غَاشًّا لَهُمْ، وَإِنْ تَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يُقْبَلْ؛ فَاللهُ تَعَالَى: ( طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ) رواه مسلم.

وَسَيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ.

السَّارِقُ مَحْرُومٌ مِنْ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ فَفِي الحَدِيْثِ: ( ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) رواه مسلم. 

السَّارِقُ: ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ بِالمَعْصِيَةِ، ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ بِتَعْرِيْضِهَا لِعُقُوبَةِ القَطْعِ، وَهُوَ ظَالِمٌ مُعْتَدٍ مُؤذٍ لِلْمُؤْمِنِيْنَ، وَاقِعٌ فِي الإِثْمِ المُبِيْن: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً } الأحزاب 58   

وَهُوَ مُتَعَرِّضٌ لِدَعْوَةِ المَظْلُومِيْنَ: ( وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ ) رواه البخاري ومسلم.

السَّارِقُ مُفْلِسٌ، مُتَوَعَّدٌ بِالْعَذَابِ؛ مَهْمَا كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ؛ كَمَا فِي حَدِيْثِ: ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) رواه مسلم.

وَخَطَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ وَقَالَ: ( إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَــهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا... ) رواه البخاري. 

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ) رواه مسلم.

السَّرِقَةُ فَسَادٌ لِلْمُجْتَمَعِ؛ فَلَا يَهْنأُ بِعَيْشٍ مُجْتَمَعٌ تَكْثُرُ فِيْهِ السَّرِقَةُ؛ وَلِهَذَا لَمَّا كَثُرَتْ فِي المُجْتَمَعَاتِ أَرْهَقَتْهُمْ طُرُقُ حِفْظِ أَمْوَالِهِمْ؛ حَتَّى وَضَعُوا كَامِيْرَاتٍ لِلْمَرَاقَبَةِ تَحَسُّباً لِلسَّرِقَةِ، وَاسْتَأْجَرُوا الحُرَّاسَ تَحَسُّبًا لِلسَّرِقَةِ، وَجَلَبُوا الكِلَابَ، وَوَضَعُوا الْأَقْفَالَ، وَأَوْصَدُوا الْأَبْوَابَ تِلْوَ الأَبْوَابِ تَحَسُّبًا لِلسَّرِقَةِ، وَصُنِّعَتْ أَجْهِزَةٌ لِكَشْفِ السَّرِقَةِ؛ حَتَّى أَصْبَحَ كُلُّ شَيءٍ يُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ السَّرِقَةِ قَلَّ ثَمَنُهُ أَوْ كَثُرَ.

فَاللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَنَا يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ.

بَارَكَ الله لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:  

 

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَإِيَّاكُمْ وَمَا حَرَّمَ اللهُ، لَا تَسْتَهِيْنُوا بِحُقُوقِ النَّاسِ مَهْمَا صَغُرَتْ فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَهْمَا كَانَتْ طَرِيْقَةُ أَخْذِهَا؛ يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ ) رواه مسلم.

يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا وَرِقًا غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ فَقُلْنَا هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ قَالَ فَفَزِعَ النَّاسُ فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَصَبْتُ يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ  )  رواه مسلم.  وَالشَّمْلَةُ كِسَاءٌ صَغِيْرٌ يُؤْتَزَرُ بِهِ، وَالشِّرَاكُ سَيْرٌ يَكُونُ فِي النَّعْلِ.

وَبِهِ نَعْلَمُ أَنَّ السَّرِقَةَ تَشْمَلُ الْأَمْوَالَ الخَاصَّةَ وَالْأَمْوَالَ العَامَّةَ.

تَوَاصَوا - عِبَادَ اللهِ - بِالْحَقِّ، وَتَآمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوا عَنِ المُنْكَرِ، رَبُّوا أَوْلَادَكُمْ وَمَنْ تَحْتَ أَيْدِيْكُمْ عَلَى تَعْظِيْمِ حُرُمَاتِ اللهِ، وَحُقُوقِهِ تَعَالَى وَحُقُوقِ عِبَادِهِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم 6    

رَبُّوهُمْ عَلَى القَنَاعَةِ بِمَا رَزَقَهُمُ اللهُ، رَبُّوهُمْ عَلَى الوَرَعِ، وَعَدَمِ أَخْذِ حُقُوقِ الآخَرِيْنَ.

رَبُّوهُمْ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى؛  وَأَنَّ مَنِ اِخْتَفَى عَنْ أَنْظَارِ الخَلْقِ؛ لَا يَخْتَفِي عَنِ الخَالِقِ جَلَّ وَعَلَا.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

 

 

 

 



المرفقات

1608769466_( وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ).pdf

المشاهدات 672 | التعليقات 0