ولا تبطلوا أعمالكم

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/06/17 - 2024/12/19 22:10PM

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلهَ إِلَا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْـدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيرَ الهَدِيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالةٍ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ عِبَادَ اللهِ الفَرَحُ بِفِعْلِ الحَسَنَاتِ عِبَادَةٌ قَلْبِيَّةٌ مَأْمُورٌ بِهَا قَالَ تَعَالَى (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا )) بَلْ والسُّرُورُ بِالحَسَنَةِ مِنْ عَلامَاتِ الْإيمَانِ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : ( مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ ) رَواهُ أحمدُ كَذَلِكَ عَلَى المُؤْمِنَ أَنْ يُتْبِعَ فَرَحَهُ وسُرُورَهُ بِحَسَنَاتِهِ بِالخَوفِ مِنَ عَدَمِ القَبُولِ (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) هُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ ) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
عِبَادَ اللهِ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا فِي الْقُرْان لِلْحَسْرَةِ عَلَى ذَهَابِ الْحَسَنَاتِ فَاسْتَمِعُوا لَهُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ((أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)) فَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِشِدَّةِ حَسْرَةِ مَنْ رَأَى حَسَنَاتِهِ يَذْهَبُ ثَوَابُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ فِي غَايَةِ الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ لَهَا فحَسْرَتُهُ أَشَدُّ حَسْرَةً مِنْ صَاحِبِ الجَنَّةِ عَلَى جَنَّتِهِ الَّتِي احْتَرَقَتْ قَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللهُ هَذَا مَثَلٌ قَلَّ مَنْ يَعْقِلُهُ مِنْ النَّاسِ شَيْخٌ ضَعُفَ جِسْمُهُ وَكَثُرَ صِبْيَانُهُ أَفْقَرَ مَا كَانَ إِلَى جَنَّتِهِ وَإنَّ أَحَدَكُمْ وَاللَّهِ أَفْقَرُ مَا يَكُونُ إِلَى عَمَلِهِ إِذَا انْقَطَعَتْ عَنْهُ الدُّنْيَا ومن الْمُحْبِطَاتِ لِلحَسَنَاتِ وَالَّتِي تَهَاوَنَ بِهَا الكَثِير مَظَالِمُ الْعِبَادِ وَحُقُوقُ النَّاسِ إِذَا لَمْ تُرَدَّ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهَا سَتُرَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حَسَنَاتِ الظَّالِمِ الْمُعْتَدِي كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الْمُفْلِسِ تُرَدُّ مِنْ صِيَامِهِ وَصَلَاتِهِ وَزَكَاتِهِ وَثَوَابِ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ فَيَا عِظَمَ حَسْرَتِهِ فَحَافِظُوا عَلَى حَسَنَاتُكُمْ بِالِاسْتِقَامَةِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وطَاعَةِ رَسُولِهِ ﷺ وَالْبُعْدِ عَنْ مَعْصِيَتِهِمَا أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) بارَك اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِن الآياتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيمٌ

الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا رَبَّ غَيْرُهُ وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلُهُ وَمُصْطَفَاهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَحَافِظُوا عَلَى حَسنَاتِكُمْ مِنَ اَلْمُحْبِطَاتِ وَمِنْ أخَطَرِهَا الرِّيَاءُ قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ) إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ قَالُوا وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ ﷺ الرِّيَاءُ ) فَحَافِظُوا عَلَى حَسَنَاتِكُمْ بِالْعِنَايَةِ بِإِخْلَاصِ اَلنِّيَّةِ وَاحْذَرُوا اَلِابْتِدَاعُ فِي الدِّينِ وَعَدَمُ اِتِّبَاعِ اَلسَّنَةِ يَقُولُ النبيُّ ﷺ (مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ مِنْهُ فَهو رَدٌّ ) أخرجَهُ البُخَارِيُّ وفي رواية مسلم قال ﷺ ( مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ ) فَاحْرِصُوا رَحِمَكُم اللهُ عَلَى اِتْبَاعِ السُّنَّةِ وَاحْذَرُوا مِنَ البِدْعَةِ هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وقَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَولَادَنَا وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا وَاِجْعَلْهُمْ قُرَةَ أَعْيُنٍ لَنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))

المرفقات

1734635390_خطبة الجمعة الموافق 19 جمادى الآخرة 1446هـ ولا تبطلوا أعمالكم.pdf

1734635411_خطبة الجمعة الموافق 19 جمادى الآخرة 1446هـ ولا تبطلوا أعمالكم.docx

المشاهدات 871 | التعليقات 0