وقفة ودروس من حادثة الإحساء

سطام بن محمد النجمي
1436/01/20 - 2014/11/13 14:22PM
الحمد لله ناصر الحق ومُتَّبِعه، وداحِض الباطل ومُبتدِعه، وأستغفره مما يُوجِبُ زوال نِعمه وحلول نِقَمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تمَّت على العباد نعماؤه، وعظُمَت على الخلق آلاؤه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله ترك أمته على المحجة البيضاء والطريقة الواضحة الغرَّاء، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما انزاحَ شكٌّ بيقين، وما قامت على الحق الحُجَج والبراهين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد، أوصيكم بتقوى رب البرية والتزود ليوم العرض والقدوم على الله اتقوا الله فقد نجا من اتقى، وضلَّ من قادَه الهوى، (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) عباد الله إنه في الوقت الذي تقف فيه المملكة آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان الشريعة حكمها وخدمة الحرمين شرفها يعبر المسافر من أقصاها إلى أقصاها في ظل أمن وارف و حياة هادئة هانئة في نفس الوقت الذي نعيش فيها هذا كله ونرفع أكف الشكر لله المنعم أن يديم النقم ويجنبنا النقم فإنه في نفس الوقت يعتصِر الألمُ قلوبَنا مما نراه من أحداثٍ واضطرابات، وصِدامات ومُواجهات في عالمنا الإسلامي، نسأل الله أن يُفرِّج كُربَتهم، نسأل الله أن يُفرِّج كُربَتهم، نسأل الله أن يُفرِّج كُربَتهم ويكشِف شدَّتهم، ويحفَظ بلادَنا ويصُونها من هذه الشرور والآثام وكم نتطلَّع إلى فرجٍ قريب يُعيدُ لأوطاننا المسلمة أمنَها وسِلمها واستقرارها لتنقشِعَ سحابةُ الفتنة، وتنعمَ الشعوبُ المسلمةُ في أرضها وبلادها بخيرها وثرواتها، في ظلِّ شريعة الإسلام التي لا أمن إلا بها، ولا سلامة إلا بتطبيقها عباد الله وإن البلدان والأوطان تتفاوَت شرفًا ومكانة، وعُلوًّا وحُرمة، ومجدًا وتأريخًا، وتأتي المملكة العربية السعودية بلادُ الحرمين الشريفين، التي اختارها لتكون راعيةُ المسجدَيْن العظيمَيْن، وخادمةُ المدينتين المُقدَّستين في المكان الأعلى، والموطن الأَسْمى، بلادٌ في ظِلال الشرع وادِعة، وفي رياض الأمن راتِعة، ولأطراف المجد جامعة، مهبِط الوحي وموئِلُ العقيدة ومأرِزُ الإيمان وحرَمُ الإسلام، فيها الكعبةُ المُعظَّمة، والمشاعرُ المُقدَّسة، وفيها مسجدُ نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وبه الروضةُ المُشرَّفة، حِفظُ أمنها واجبٌ مُعظَّم، وصَونُ أرضها فرضٌ مُحتَّم إخوة الإيمان وإنَّ ممَّا أنعَم الله به على هذه البلاد مِن سَابغ النِّعم وما أكرمَها به من جميل العطايَا وما حبَاها به من وافرِ الهبات أن جعَلها دولةَ الإسلام وواحة السّلام ودارَ الأمن والإيمان، وببركة كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وببركة تطبيق الشريعة أضحَت المملكةُ مضرِبَ مثلٍ في أمنها ووحدة صفِّها وانتظام شملِها واجتماع كلمتها وتلاحُم قيادتها وشعبها، بعد زمنٍ كان الناس في شتاتٍ وانفلات، وقتالٍ وحروب، وبُؤسٍ وضُرٍّ، وتلك حالٌ انقَشَعت ضبابةُ محنتها، وانجلَت غمرةُ كُربتها، بفضل الشريعة والجماعة والجماعةُ منَعة، والفُرقة مضيَعة، الجماعة لُبُّ الصواب، والفُرقة أُسُّ الخراب، والفُرقة بادرةُ العِثار، وباعثةُ النِذار، تُحيلُ العمار خرابًا، والأمنَ سرابًا، وهي العاقرةُ والحالقةُ، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من فارقَ الجماعةَ شبرًا فمات ماتَ ميتةً جاهلية»؛ أخرجه البخاري والمملكةُ العربيةُ السعودية تحت ولايةٍ مسلمة، تُدين بالحكم لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفي أعناق شعبها بَيعةٌ لها، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من مات وليس في عُنقه بيعة ماتَ ميتةً جاهلية»؛ أخرجه مسلم كل هذا 0ينبع من منبع العقيدة الصافية ومشكاة الرسالة السامية لكنَّ مَن أُشربوا في قلوبهم الحِقدَ وأوضَعوا في العدوان ساءَهم تتابُع هذه النعم وترادفُ هذا الخير وتعاقبُ هذا الإكرام، فشَمَّروا عن سواعِد الإثم، واتَّبعوا خطواتِ الشيطان، وفي كل مرة يكشر الفكر الفاسد الضال المنحرف أنيابه الرخيصة مترديا ثوب فكره الملوث ليكشف عن وجه قبيح لا يحب الحياة فكر ليس له دين وإن أظهر أصحابه معسول الكلام إن صلى أصحابه بالليل والناس نيام وإن قرؤوا القرآن وصاموا الهواجر وحجوا البيت الحرام إلا أنهم من الدين يمرقون كما يمرق السهم من الرمية , ولا يمنعه من قتل الأبرياء والآمنين دين ولا حمية ,

أنا لا أرى إلا خيال اللص يبدو * شبحًا، علينا من تآمره تدلى
إني أراه خيال شيطان مريد * وأراه يزحف تحت جنح الليل صِلاّ

عباد الله إن حادثة الإحساء أتت, لتجدد وتكشف عن أصحاب هذا الفكر الرداء يريدون أن يفرقوا الصف الواحد لهذا البلد المسلم العزيزعلى قلب كل مسلم , ولم يعلموا أن كل ذلك لا يزيد هذا البلاد إلا التحاما وأن الإرهاب ليس له في هذه الديار موضع شبر وقرار.
لم تعرف الأرض أغلى منك يا وطنــــــــا 00000 مشى عليه النبي الحق بالقـــــدم

يا مهبط الوحي يا تاريخ أمتنــــــــــــــــا 000000 يا مشعل النور للأمصار في الظلم

إليك تهفو قلوب الناس قاطبـــــــــــة 000000 وترتمي فيك حول البيت والحرم

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وعلى فضله ونعمه اشكروه استغفر الله .

الخطبة الثانية

الحمد لله بارئ النَّسَم، ومُحيِي الرِّمَم، ومُجزِل القِسَم، مُبدِع البدائِع، وشارِع الشرائع، دينًا رضيًّا، ونورًا مُضِيًّا، أحمده وقد أسبغ البرَّ الجزيل، وأسبلَ الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبدٍ آمنَ بربه، وأخلصَ له من قلبه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحِزبه، صلاةً وسلامًا دائمَيْن مُمتدَّين إلى يوم الدين أما بعد:- فإن أصحاب هذا الفكر يريدون أن يكونَ بأسُ المسلمين بينهم، وأن يُضرَب اقتصادُ المسلمين ومصالحُهم، وأن يزَعزَعَ أمنُ بلادِ المسلمين لتحقيق أحلامهم التي لم تحقق عبر التاريخ فالخوارج وعبر التاريخ المديد لم تقم لهم قائمة ولا دولة لأن ما بني علي الإفساد أنى له الخير والأمجاد
يا أمة ما زلت أسمع جرحها يشكو دعاة ضلالة ورفاقًا
يشكو غلاة أرهقوا إحساسها ومفرْطين تجاهلوا الميثاقا
فاحذروا سلَّ الأيدي عن رِبقة الطاعة، واحذروا مُفارقة الجماعة، واحذروا أصحاب الفِكر المقبوح، والتوجُّه المفضوح، دعاةَ الفتنة، وأذنابَ الأعداء، ورؤوس الشر الذين امتلأَت قلوبهم حقدًا على الإسلام وأهله، وحسدًا على بلاد التوحيد وأهلها، فسعوا إلى إشاعة الفوضى، والنَّيْل من كرامة بلادنا وأمنها وسيادتها ووحدتها، عبر الدعوة إلى إقامة ثورات و مظاهرات، ومسيراتٍ وتجمهُرات، وتجمُّعات وإضراباتٍ واعتصامات، تارة وتارة يلجئون إلى القتل والإغتيالات يحاولوت النيلَ من ثوابت هذ البلاد وسيادتها يريدون تحقيق ذلك عبر الأشلاء والدماء وهم بأهدافهم الخبيثة لا يخدمون سوى الشيطان وأعداء الأمة وإنَ أعمى العَمى الضلالةُ بعد الهدى والعياذ بالله، ، وإنّ هذه البلاد المباركة واثقة من خَطوِها ثابتة على نهجِها في شجاعةٍ وصَبرٍ وحِلم وتوازُن وبُعدٍ في النّظر والرّؤية ولن تهتزَّ بإذن الله من أيّ نوعٍ من أنواع التهديد أو الابتزاز لأن بلادنا قائمة على عقيدة راسخة ومنهج قويم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
نحن كالشمس وضوحًا كيف تخفى حينما ترفعها كف الظهيرةْ؟!
ربما يصطخب الموج ولكن كيف يخشى الموج مَنْ مدَّ جِسورهْ؟!
نحن بالله وهل يخشى ضياعًا من يكون الله في الدنيا نصيرهْ؟!

فاحفظوا يا عباد أمنكم ووحدتكم، ووطنكم واستقراركم، وانظروا إلى من حولكم ممن يُعانون الخوفَ والرُّعب والحروب والدمار والشتات والانفلات، يوم ضاعَ وتفرَّق شملُهم، وتبدَّدَت وحدتهم، واختلفَت كلمتُهم، والسعيدُ وُعِظ بغيره، والشقيُّ من وُعِظ بنفسه ندعو الله تعالى ونتوسّل إليه بقُدرته ورحمته أن يتقبّل رجالَ الأمن الذين قُتِلوا في الشهداء، وأن يرفعَ درجاتهم في جنّات النعيم بما قدّموا لدينهم وبما خدَموا وطنَهم اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك المُوحِّدين، وكن للمُستضعفين والمظلومين والمنكوبين والمُشرَّدين والمُنقطعين من المسلمين، ودمِّر الطُّغاةَ والجبابرةَ والظلمَة والمُعتدين يا رب العالمين، اللهم وأدِم على بلاد الحرمين الشريفين أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارها، ووفِّق قادتها لما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، ومن أرادنا أو أراد الإسلام بسوءٍ اللهم فأشغِله بنفسه، واجعل كيدَه في نحره اللهم اقتله بسلاحه، وأحرِقه بناره، اللهم اكشِف أمره، واهتِك سِترَه، واكفِنا شرَّه واجعله عِبرَة اللهم وعُمَّ بالأمن والرخاء والاستقرار جميعَ أوطان المسلمين،اللهم صلى على محمد النبي الأمي الحليم اللهم صلي عليه وسلم خيره وتسليم وعلى أصحابه وتابعهم على النهج القويم عباد الله اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على معين نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون .
المشاهدات 1834 | التعليقات 0