وقفة تأمل مع (ينزل الله إلى السماء ..)(مختصرة)

عبدالرحمن المهيدب
1442/10/15 - 2021/05/27 15:01PM

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)..

عباد الله حديث أوقفني وأخذ بلبي وفكري تأملت ألفاظه وتفكرت في عباراته فرأيت  فيه كرم الله ورحمة الله وفضل الله وعظمته.

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟)

فيا ألله ما أعظم كرمه , وما ألطفه بعباده , وما أرحمه بهم ينادي الضعفاء المحتاجين وهو الغني عنهم , بل قبل هذا ينزل إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بعظمته وجلاله –سبحانه- ليدنو من عباده المذنبين المستغفرين الداعين, فيا الله كم من كُربةٍ فُرِجت في السَحر؟ وكم من خطايا محيت , كم زال هم ,وغُفِر ذنب وقُبِلت توبة ؟ كم انتصر من مظلوم وكم شفي من مريض؟ .

عِباد الله؛ إن من اعتاد على مناجاة الله في هذه الساعة فما أغناه عن المخلوقين وقد استغنى بالغني بالكريم؟ والله يقول له ولغيره في هذه الساعة مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له والله يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا.. فكيف ولو كان رفع اليدين بعد هذا النداء؟

فهنيئاً لم أكرمه الله بمناجاته في هذه الساعة ومن كان هذا دائبه فليبشر براحة القلب وطمائنية الروح كيف لا وقد استغنى بمن بيده خزائن السموات والأرض عن الفقراء, والقوي عن الضعفاء, وبالملك المدبر عن العباد المملوكين.

فيا من أرقه المرض لك رب يناديك كل ليلة! ويا من أثقلته ذنوبه لك رب يناديك ويامن أشغله أمر من أمور دينه أو دنياه فأبواب السماء مفتوحة وربنا الكريم يسمع مناجاتك.

اللهم اجعلنا من عبادك الذين اصطفيتهم لمناجاتك, وأكرمتهم بعبادتك وخصصتهم بفضلك اللهم آمين.

========================

الحمد لله وكفى وسمع الله لمن دعا, ليس وراء الله منتهى ولا مرمى أما بعد،

عباد الله .. إن من أعظم الحرمان أن تُحرم مناجاة الله ودعائه والله يقول (وقال ربُّكم ادعوني أستجِب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين) ,

ومِن الحرمان أيضا أن تدعو وتدعو لكن أنّى يستجاب لك!

عباد الله كم من داع لا يستجاب له وكم من سائل لا يعطى. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون: 51]، وقال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}[البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يُطِيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، فأنَّى يُسْتَجَاب لِذَلِكَ»

فإن مما يمنع إجابة الدعاء أكل الحرام، وإن من المـُـحزِن أن كثيرًا من الناس أصبح لا يبالي من أي طريق كسب ماله وأطعم عياله! وصدق رسول صلى الله عليه وسلم: «لَيَأْتِيَنَّ على الناس زَمانٌ لا يُبَالي المرء بما أَخَذَ المال، أَمِنْ الحلال أَمْ مِنْ حَرام» رواه البخاري. اللهم إن نعوذ بك من قول الحرام وأكل الحرام, وفعل الحرام اللهم ارزقنا رزقًا حلالا طيباً مباركاً فيه, وارزقنا الرضا والقناعة يا أكرم الأكرمين, اللهم إنا نسألك فعل الخيرات, وترك المنكرات, وحب المساكين, والفوز بالجنةِ والنجاة من النار يارحمن يا رحيم .

اللهم ءات نفوسنا تقواها, وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها , أنت وليُّها ومولاها, اللهم إنا نعوذ بك من الفِتن ما ظهر منها وما بطن, اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.

اللهم وفِّق وليّ أمرنا لما تحب وترضى, وخذ بناصيته للبر والتقوى ,وهيء له البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين. 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.

 

المشاهدات 1910 | التعليقات 0