وقفات مع وفاة حافظ وعالم

ياسر دحيم
1437/04/17 - 2016/01/27 21:30PM
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، والصلاة والسلام على سيد العلماء وآله الطيبين الطاهرين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾
قبل أيام رحل عن هذه الدنيا الفانية حافظ من حفاظ القرآن الكريم فملئت مواقع التواصل كالفيس والواتس بنبأ وفاته وترحم الناس عليه ودعوا له بالمغفرة دعا له من عرفه ومن لم يعرفه وتناقل الناس مقاطع صوتية لإمامته بالمصلين في مسجد عمر بالمكلا.
وقبل يومين رحل عنا إلى رحمة الرحيم الغفار شيخ عالم من علماء المكلا وقاض من قضاتها, إنه الشيخ عبدالرحمن بكير فتناقل الناس خبر وفاته وتزاحموا للصلاة عليه من مناطق بعيدة حتى أن المسجد حجزت صفوفه الأولى قبل أذان صلاة الظهر.

لعَمْـرُكَ ما الرَّزِيَّة فَقْدَ مـالٍ *** ولا شـاةٌ تَمُـوتُ ولا بَعِيـرُ
ولكـنّ الرَّزِيـَّة فَقـْدُ فــذ *** يمُـوتُ لِمَـوْتِهِ خَلْقٌ كَثِيـرُ

يرحل الآلاف ولا يسمع الناس عنهم شيئا, هو خبر يذيعه إمام المسجد بعد الصلاة أن فلانا قد مات والصلاة عليه في المسجد الفلاني وينتهي الأمر وينسى صاحبه ولا يزدحم الناس للصلاة على جنازته.
مالفرق بين هذين وأولئك؟ لم يزدحم الناس في الصلاة على رجال ويتناقلون خبر وفاتهم ويدعون لهم بالرحمة سواء عرفوهم أم لم يعرفوهم, صحبوهم ام لم يصحبوهم؛ إنه القرآن والعلم, ذلك شرف حفظ القرآن وتعليم العلم النافع, يبقى أثره لصاحبه بعد وفاته, هذا هو الشرف الذي يبقى وغيره زائل.

يموت صاحب المنصب والجاه فلا يلتفت اليه, ويموت صاحب النسب والقبيلة فلا يلقي الناس له بالا, ويموت صاحب الأموال فلا يُهتم بوفاته, لكن يموت العالم أو يموت حافظ القرآن فيهتز الناس حزنا عليهما, وترتفع الأيدي بالدعاء لهما, ولو كان الواحد منهم عبداً حبشياً, أو مولىً أعجميا, أو فقيراً معدما, فلا يزال ذكرهم حديث المجالس, مآثر حسنة تسطرها الأقلام, وتنشرها الألسنة مدحاً وثناء, فطوبى لعبدٍ أكرمه الله بشرف القرآن والعلم.
يقول سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [سورة المجادلة: الآية 11]. رفع الله درجاتهم في الدنيا والآخرة، في الدنيا رفع ذكرهم عند الخلق، ورفع مكانتهم ومنزلتهم. وأما في الآخرة فلهم الدرجات العلى، وأي شرف وأي منزلة أعظم من ذلك.

ولهذا لاحظوا – يرعاكم الله – كم مرَّ عبر التاريخ من الملوك والأمراء والتجار والعظماء انتهوا بمماتهم، فانتهى ذكرهم، وقد يأتي ذكرهم عابرًا في صفحات التاريخ، ولكن أهل العلم، ذِكرهم يتجدد مع الزمان، لا يُذكَرون إلا ويُترحَّم عليهم، أجسادهم بالية مفقودة، آثارهم باقية موجودة.
منذ مئات السنين ولازال ذكر أي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والبخاري، ومسلم وابن كثير وابن تيمية وغيرهم كثير، أعلام ما زال ذكرهم عاليًا بين الخلق، منهم من مات في مقتبل عمره كالإمام النووي فقد مات في العِقد الرابع من عمره، ومع ذلك ما زال ذِكره يتردد في مشارق الأرض ومغاربها. هذه مؤلفاته بين أيدينا تقرأ صباحَ مساءَ، وكلما ذُكر ترحم عليه، فأي شرف وأي منزلة هذه، هذا ذكرهم في الدنيا، وقد أعد الله – عز وجل – لهم من الأجر في الآخرة أضعافَ أضعافَ ذلك.

ما الفخرُ إلاّ لأهلِ العلمِ إنّهـمُ *** على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ
وقدرُ كلِّ امرئٍ ما كانَ يحسنُه *** والجــاهــلونَ لأهلِ العلمِ أعداءُ
ففــزْ بعلــمٍ تعــشْ حياً به أبداً *** الناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحيـاءُ

روى مسلم أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أَبْزَى قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا , فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ فَقَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَاضٍ. قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» وقال سفيان بن عيينة: "أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء. وقال وهب بن منبه: "يتشعب من العلم الشرفُ وإن كان صاحبه دَنِيّاً، والعزُّ وإن كان صاحبه مهيناً، والقرب وإن كان قصيّاً، والغنى وإن كان فقيراً".

وحفظ القرآن من أشرف العلوم التي يسعى لها, وأفضل ما تصرف له الأوقات, يرفع الله تعالى حفاظه, فهم أهل الله وخاصته, فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ».

ولا تنال الخيرية إلا بتعلمه وتعليمه, فعَنْ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خَيْرُكُمْ (وفي روايةٍ: إنَّ أَفْضَلَكُمْ) مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".

إنهم الذين عمروا حياتهم بذكر الله وطاعته، الذين عكفوا على كتاب الله فتعلموه وحفظوه، ثم رابطوا في حلق القرآن وعلموه، يحفظ الله لهم مقامهم، ويرفع ذكرهم في حياتهم وبعد موتهم, إذا ذكر الصالحون فأهل القرآن في مقدمتهم، (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) وإذا ذكر المجاهدون فأهل القرآن على رأسهم، ألم يقل الله لنبيه: (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) أي بالقرآن.

فهنيئاً لأهل القرآن يوم يأتي شافعاً لأصحابه يوم القيامة, يجادل عن صاحبه حتى يدخله الجنة, فعن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ". وتتجاوز بركة القرآن صاحبه إلى والديه فيكرما بكرامة ولدهما.

فعن عبد الله بن بريدة -رضي الله عنه- قال: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ يُظِلَّانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ [ص:42]، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا " رواه الإمام أحمد.

يا أهل القرآن أنتم أعلى الناس منزلة ، وأرفعهم مكانة ، بحفظكم لكتاب الله ، فإِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين.

ولعظم كلام الرحمن أمر النبي بإجلال أهله فجاء في الحديث «مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِجْلَالُ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْجَافِي عَنْهُ وَلَا الْغَالِي فِيهِ».
بُشرى لمن حفظ القران لأنه ** يرقــــى بــــه متنعِّـــماً بجـــنانِ
ويُقالُ اقرأ وارتقي بُشرى له ** ربحــــت تجـــارته بلا خسرانِ
وتقرُّ أعينُ والديــه ويلـــبسا ** تـــاجَ الوقــــارِ كرامةَ المــــنان
ويُقالُ هذا بابنـــكم ولحفظــــه ** طوبى له ولهم مــدى الأزمانِ

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29، 30]
أقول ما تسمعون واستغفر الله


الخطبة الثانية:

الحمد لله ملء السموات وملء الأرض, حمدا يوافي نعمهُ ويدفع نقمهُ ويكافئ مزيده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار, صلى الله عليه وسلم؛ صلاة تتجدد بركاتها بالليل والنهار, وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار, ومن تبعهم إلى دار القرار.

معشر الآباء وأولياء الأمور: إذا كان هذا الشرف الرفيع, وتلك المكانة العالية في الدنيا والآخرة, إنما تنال بالعلم الشرعي وحفظ القرآن, فما هو حالنا مع تعليم أبنائنا للعلم الشرعي وحفظ القرآن؟!

إن مقارنةً يسيرة نستخلص نتائجها من الواقع المعاش, تعكس مدى الحال الذي وصلنا إليه, من حب الدنيا حتى ملأت قلوبنا, واستولت على عقولنا, فأصبحت الدنيا أكبر همنا, ومبلغ علمنا.

أيها الآباء: من منا اليوم ذلك الأب الذي يحرص ان يتعلم ابنه كتاب الله, ويتابعه في ذلك؟ هناك حرص شديد على أن يذهب الابن إلى المدرسة مبكراً فلا يتأخر, فهل هذا الحرص موجود عند الأب حين يذهب ابنه لحلقات القرآن, هل يشجعه؟ هل يسأله ويتابعه؟ .

من الواقع أنه لا يسمح الأب لابنه بالغياب عن المدرسة دون عذر ولا مبرر قاهر؟ لكن بالنسبة لحلقات القرآن يغيب الابن عن حلقات القرآن لأسباب أو بغير أسباب وأبوه لا يهمه الأمر, ذهب ابنه أم لم يذهب, حضر أم لم يحضر, كيف يكون حال الوالد لو مر على ولده فرآه خارج المدرسة يلعب ويلهو, حتما سيتلون وجهه غضباً وسيعاقبه ويزجره, لكننا اليوم نرى آباء يعلمون أن أبناءهم في الشوارع والطرقات يتسكعون ويلعبون بعد المغرب ولا يرتادون حلق القرآن في المساجد يقضون أوقاتهم في التفاهات, ومع ذلك الأمر عند بعض أولياء الأمور طبيعي, فحلقات القرآن ليست أولوية ولا ذات أهمية هذا هو الواقع ولسا حاله يحكي هذا, ولا حول ولا قوة إلا بالله أن نصل إلى هذا الحال في التعامل مع كتاب الله.

من منا ذلك الأب الذي سينفق على ابنه من أجل أن يحفظ القرآن, هل وقع في بالك أن تستعين بمدرس وتدفع له من أجل أن يتعلم ابنك كتاب الله؟ نعم نستعين بالمدرسين في تعليم أبنائنا وننفق عليهم ولا يهمنا ذلك لكن من أجل الرياضيات والكمبيوتر والانجليزي!! ولست هنا أذم ذلك بل هو واجب الأب تجاه أبنائه لكن نحن نعقد مقارنة بين اهتمامنا بتعلم كتاب الله والحرص عليه مقارنة بغيره من علوم الدنيا, حتى نعلم أننا مقصرون تجاه كتاب الله وسنسأل عن ذلك يوم القيامة.

لاحظوا كيف يكون حال الأب والأم عند قرب الامتحانات المدرسية, اهتمام شديد ومراجعة للدروس, أوامر ونواهي, تقليل للعب وحبس في البيت, واستنفار عام لأن غدا اختبار, وهذا شيء جميل فهلا وجد مثل هذا الحرص في تعلم أبنائنا القرآن, ينبغي أن يكون الحرص أعظم على كتاب الله, لكن نقول: هلا كان حرص الوالدين على حفظ للقرآن وحضوره لحلقات التحفيظ كحرصهم عليه في مدرسته ودراسته؟!! هناك خلل واضح لا يحتاج إلى تفكير.

عباد الله: وإذا نظرنا إلى أصحاب الأموال من المسلمين اليوم, نراهم ينفقون أموالا طائلة في التفاهات, في دعم الرقص والغناء, لكنهم يقصرون في تشجيع أبناء المسلمين على حفظ القرآن, ينظمون مسابقاتٍ في الغناء أو الرقص أو الشعر ويدفعون جوائز كبيرة, فيما لا تجد حلق القرآن من يشجعها في الاستمرار, وإنك لتستحي أن لا تجد جائزة قيمة تقدمها لطفل حافظ للقرآن, أمضى سنوات يحفظ كلام الرحمن, وبذل في ذلك جهداً كبيراً, في حين يشجع أهل الغناء والرقص والفساد بجوائز كبيرة يدفعها تجار مسلمون!!.

ولربما انصرف معلمو القرآن يبحثون عن أعمال لهم لشدة الحاجة, وتركوا أبناء المسلمين في الشوارع والطرقات ينشؤون على الجهل وفساد الأخلاق, وكم رأيت من هذا الكثير وأموال المسلمين تنفق على الغناء والطرب والرقص والرياضة دعماً وتشجيعاً.

عباد الله: حينما نعيد للقرآن منزلته في قلوبنا, يرفعنا الله ونعود لنقود البشرية وفق هدى الله, نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام أعزنا الله بالقرآن, فإن ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله, ينبغي مراجعة تصوراتنا وأن نعظم العلم وأهله والقرآن وحفظته, ينبغي الاهتمام بحلق القرآن تشجيعاً ودعماً لتؤدي دورها.

إنه ليحز في النفس أن ترى الأعاجم يتنافسون على تعلم القرآن وحفظه, من آسيا وإفريقيا وأوروبا وغيرها, أطفال صغار في السن لا يعرفون من العربية شيئا, ومع ذلك يتزاحمون لتعلم القرآن وحفظه, ويبدعون في ترتيله وتلاوته فأين شباب العرب من ذلك, وقد نزل بلسانهم القرآن.
فاحذر -أيها الأب المبارك- أن يكون ولدك عدواً لك في دنياك وأخراك ، وأرع هذه الأمانة بكل إخلاص وصدق ، فالأبناء كالبذرة ، إن اخترت لها مكاناً طيباً نشأت طيبة ، وإن كان غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك.

وهنيئا للآباء وأولياء الذين عرفوا أهمية الرعاية السليمة الصحيحة لأبنائهم ، فقاموا بما أوجب الله عليهم من الرعاية بالأبناء ، وأحاطوهم بالاهتمام والنصح والإرشاد ، فهنيئاً لهم أولئك الأبناء الصلحاء النجباء ، الذين يحملون كتاب الله في صدورهم.
المرفقات

961.doc

المشاهدات 2158 | التعليقات 1

وإياك وبارك فيك أخي علي الشهري