وَقَفَاتٌ مَعَ دُعَاءِ قُنُوتِ الوِتْرِ
مبارك العشوان 1
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ: ( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ ) أخرجه التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ.
عِبَادَ اللهِ: وَنَحْنُ نَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي قُنُوتِ الوِتْرِ، وَنُؤَمِّنُ عَلَيْهِ خَلْفَ الإِمَامِ؛ فَإِنَّهُ حَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَعْرِفَ مَعْنَاهُ، وَنَقِفَ مَعَهُ وَقَفَاتٍ، لِنَدْعُوا بِدُعَاءٍ نَفْهَمُهُ.
الوِتْرُ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - مَوطِنٌ مِنْ مَوَاطِنِ الدُّعَاءِ؛ وَتَعْلِيْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَسَنِ هَذَا الدُّعَاءَ تَعْلِيْمٌ لَهُ وَلِغَيْرِهِ.
هَذَا الدُّعَاءُ، ثَمَانُ جُمَلٍ جَامِعَةٌ لِخَيْرَاتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ )
( اللَّهُمَّ ) أَيْ: يَا اللهُ ( اِهْدِنِي ) يَقُولُهَا المُنْفَرِدُ؛ أَمَّا الإِمَامُ؛ فَيَقُولُ: ( اِهْدِنَا ) وَهَكَذَا يَقُولُ: ( وَعَافِنَا، وَتَوَلَّنَا، وَبَارِكْ لَنَا، وَقِنَا ) بِصِيْغَةِ الجَمْعِ.
وَالهِدَايَةُ هِدَايَتَانِ؛ هِدَايَةُ تَوْفِيْقٍ، وَهِدَايَةُ دَلَالَةٍ وَإِرْشَادٍ، وَالدَّاعِي يَسْأَلُ اللهَ الهِدَايَةَ بِأَنْوَاعِهَا؛ وَيَسْأَلُهُ الثَّبَاتَ عَلَيْهَا، وَهَذَا مِنْ أَعْلَى المَطَالِبِ؛ وَهُوَ كَثِيْرٌ فِي أَدْعِيَةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ بِلْ إِنَّ سُؤَالَ الهِدَايَةِ فَرْضٌ عَلَى المُصَلِّي فِي كَلِّ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاتِهِ: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } الفاتحة 6
وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اِسْتِفْتَاحِ صَلَاتِهِ بِاللَّيْلِ: ( اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ دُعَائِهِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَفِي قَوْلِ الدَّاعِي : ( فِيمَنْ هَدَيْتَ ) أَيْ: اِجْعَلْنِي مِنْ ضِمْنِ مَنْ هَدَيْتَهُمْ، وَوَفَّقْتَهُمْ، وَثَبَّتَّهُمْ.
وَقَوْلُ الدَّاعِي: ( وَعَافِنِي فِيمَـنْ عَافَيْتَ ) يَسْألُ اللهَ جَلَّ وَعَلَا السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَلَاءٍ، يَسْأَلُهُ العَافِيَةَ فِي دِيْنِهِ مِنَ الكُفْرِ وَالفُسُوقِ وَالعِصْيَانِ وَالفِتَنِ، يَسْأَلُهُ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَسْأَلُهُ العَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ مِنْ أَمْرَاضِ القُلُوبِ، وَأَمْرَاضِ الأَبْدَانِ، وَأَمْرَاضِ الشُّبُهَاتِ، وَالشَّهَوَاتِ.
وَسُؤَالُ اللهِ العَافِيَةَ مِنْ أَجْمَعِ الدُّعَاءِ، يَقُولُ العَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ( سَلِ اللهَ العَافِيَةَ )، فَمَكَثْتُ أيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شيئًا أَسْأَلُهُ اللهَ، فَقَالَ لَي: ( يَا عَبَّاس، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ، سَلِ اللهَ، العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وَلِهَذَا يَقُولُ المُسْلِمُ فِي صَبَاحِهِ وَمَسائِهِ: ( اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) يُكَرِّرُهَا ثَلَاثًا حِيْنَ يُصْبِحُ، وَحِيْنَ يمْسِي. أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
وَيَقُولُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِى وَحِينَ يُصْبِحُ ( اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِى دِينِى وَدُنْيَاىَ وَأَهْلِى وَمَالِى، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِى ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وصححه الألباني.
وَقَوْلُ الدَّاعِي: ( وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ) يَسْألُ اللهَ جَلَّ وَعَلَا أَنْ يَتَوَلَّاهُ مَعَ مَنْ تَوَلَّاهُمْ؛ يَتَوَلَّاهُ بِنَصْرِهِ وَتَوْفِيْقِهِ وَعَوْنِهِ وَحِفْظِهِ، وَلَا يَكِلُهُ إِلَى نَفْسِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، يَتَوَلَّاهُ؛ فَيَجْعَلَهُ مِمَّنْ قَالَ فِيْهِمْ: { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
وَإِذَا جَعَلَكَ اللهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِ فُزْتَ وَأَفْلَحْتَ: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } يونس 62 – 64
وَقَوْلُ الدَّاعِي: ( وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ).
يَسْأَلُ اللهَ جَلَّ وَعَلَا؛ البَرَكَةَ: وَهِيَ الخَيْرُ الكَثِيْرُ الثَّابِتُ، يَسْأَلُهُ أَنْ يُنْزِلَهَا فِيْ كُلِّ مَا أَعَطْاهُ؛ فَتَشْمَلُ كُلَّ النِّعَمِ؛ إِذْ كُلُّ النِّعَمِ مِنْ عَطَاءِ اللهِ: { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ }النحل 53 يَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُبَارِكَ لَهُ فِيْمَا أَعْطَاهُ مِنَ العُمُرِ وَالعِلْمِ وَالعَمَلِ، وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ، وَالمَالِ وَالوَظِيْفَةِ وَالمَنْصِبِ، وَالمَأْكَلِ وَالمَشْرَبِ وَالمَسْكَنِ وَغَيْرِهَا؛ وَإِذَا بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي شَيءٍ فَلَيْسَ لِبَرَكَتِهِ تَعَالَى حَدٌّ وَلَا حَصْرٌ.
وَإِذَا نُزِعَتِ البَرَكَةُ مِنْ شَيءٍ أَصْبَحَ قَلِيْلَ النَّفْعِ، وَقَدْ يَكُونُ عَدِيْمَ النَّفْعِ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ وَبَالًا عَلَى صَاحِبِهِ، وَسَبَبًا لِشَقَائِهِ.
فَأَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا وَيَتَوَلَّانَا وَيُبَارِكَ فِيْمَا أَعْطَانَا.
أَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَيَنْفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَوْلِ الدَّاعِي: ( وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ )
يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَحْمِيَهُ وَيَحْفَظَهُ مِنَ الشُّرُورِ كُلِّهَا؛ فَيَدْفَعُهَا قَبْلَ وُقُوعِهَا، وَيَرْفَعُهَا إِذَا وَقَعَتْ، وَيُوَفِّقُهُ لِلتَّسْلِيْمِ وَالرِّضَى، وَيَعْصِمُهُ مِنَ التَّسَخُّطِ وَالجَزَعِ.
وَفِي قَوْلِهِ: ( فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ )
يُثْنِي عَلَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَيُقِرُّ لَهُ؛ بِأَنَّهُ وَحْدَهُ مَنْ يَقْضِي وَيَتَصَرَّفُ وَيُقَدِّرُ، لَا يُشَارِكُهُ أَحَدٌ، لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، يَحْكُمُ عَلَى العِبَادِ، وَيَسأَلُهُمْ عَمَّا يِفْعَلُونَ؛ { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } الأنبياء 23
وَفِي قَوْلِ الدَّاعِي: ( إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ )
يُثْنِي عَلَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا، وَيُقِرُّ لَهُ بِأَنَّ مَنْ كَانَ وَلِيًّا لِلَّهِ فَإِنَّهُ لَا يَصِيْرُ ذَلِيْلًا، وَلَوْ أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا مَا أَصَابَهُ.
يقول اِبْنُ حَجَرٍ رحمه الله: أَيْ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت مِنْ عِبَادِك فِي الْآخِرَةِ، أَوْ مُطْلَقًا، وَإِنْ اُبْتُلِيَ بِمَا اُبْتُلِيَ بِهِ، وَسُلِّطَ عَلَيْهِ مَنْ أَهَانَهُ وَأَذَلَّهُ بِاعْتِبَارِ الظَّاهِرِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ غَايَةُ الرِّفْعَةِ وَالْعِزَّةِ عِنْدَ اللَّهِ، وَعِنْدَ أَوْلِيَائِهِ، وَلَا عِبْرَةَ إِلَّا بِهِمْ، وَمِنْ ثَمَّ وَقَعَ لِلأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مِنْ الِامْتِحَانَاتِ الْعَجِيبَةِ مَا هُوَ مَشْهُورٌ.
وَفِي قَوْلِ الدَّاعِي: ( تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ )
يُثْنِي عَلَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ بِأَنَّهُ ( تَبَارَكَ ) أَيْ: تَكَاثَرَ خَيْرُهُ وَعَمَّ وَوَسِعَ الخَلَائِقَ.
( وَتَعَالَيْتَ ) يُثْنِي عَلَى اللهِ تَعَالَى بِأَنَّ لَهُ العُلُّوُّ المُطْلَقَ؛ عُلَّوُّ الذَّاتِ وَعُلَّوُّ الصِّفَاتِ وَعُلَّوُّ القَدْرِ وَعُلَّوُّ القَهْرِ.
عِبَادَ اللهِ: عِنْدَ الدُّعَاءِ: ( اللَّهُمَّ اهْدِنا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنا فِيمَنْ عَافَيْتَ...وَغَيرِهَا ) يَقُولُ المَأْمُومُ: آمِيْنَ؛ وَمَعْنَاهَا: اللَّهُمَّ اِسْتَجِبْ؛ وَعِنْدَ الثَّنَاءِ، وَالتَّعْظِيْمِ؛: ( فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ... وَنَحْوِهَا ) فَالْأَمْرُ وَاسِعٌ، إِنْ شَاءَ المَأْمُومُ سَكَتَ، وَإِنْ شَاءَ سَبَّحَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ.
فَمِنْ مَعَانِي التَّسْبِيْحِ التَّعْظِيْمُ، وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيْثِ: ( فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ... ) رواه مسلم.
وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ يُقَالُ فِي الرُّكُوعِ سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيْمِ.
عِبَادَ اللهِ: اِحْرِصُوا عَلَى هَذِهِ الدَّعَوَاتِ الجَامِعَةِ، وَتَأَمَّلُوهَا حَالَ دُعَائِكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا بَأْسَ أَنْ يَزِيْدَ الإِنْسَانُ عَلَيْهَا وَلَا بَأْسَ أَنْ يَقْنُتَ أَحْيَانًا وَيَتْرُكَ أَحْيَانًا، وَإِنْ كَانَ إِمَامًا فَلَا يُطِلْ وَيَشُقَّ عَلَى النَّاسِ.
وَلْيَحْذَرِ التَّكَلُّفَ فِي الدُّعَاءِ، وَسَجْعَهُ، وَرَفْعَ الصَّوتِ بِهِ، وَتَحْوِيْلَهُ إِلَى مَوْعِظَةٍ.
وَفَّقَنَا اللهُ لِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَاجْتِنَابِ البِدْعَةِ، وَتَقَبَّلَ مِنَّا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.