وقفات مع حلول شهر شعبان

أحمد عبدالله صالح
1440/08/08 - 2019/04/13 16:56PM
خطبــــة جمعــــــة بعنــــــــوان :
[ وقفــــــــــــات مع حلـول شهر شعبـــــــــان  ] 
إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء :
الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح
خــطيب مسجــــد بـــلال بـن ربــاح/ 
الجمـــهوريـه اليمنيـــه - محــافظـة إب . 
ألقيــت في 12 ابــــريــل  2019م
المـوافـــق 7 شعبـــان 1440هـ
أمــا بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايهـــا الأحبــــاب الكــــــرام روّاد مـسجد بـــلال :
إنّ من نعَمِ اللهِ على عبادهِ أنْ جعلَ لهم مواسمَ
للخيرِ .. وفيها يزيدون من أعمالهم ، وفيها يتقربون لخالقهم ومولاهم ..                
روى الامامُ الطبراني من حديث محمد بن مسلمةَ الأنصاري رضي الله عنه قال :
قال رســول الله صلى الله عليه وســلم :
" إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا وقد اظلنّا يا كــٓرام بعضٌ من هذهِ النفحات 
ودخل علينا بعضٌ من هذه البركات ..!!
ولعل احد ابرز هذه النفحات والبركات شهر شعبان الفضيل ولنا مع هذا الشهر وقفات عديده ومهمه ..!
ولعل أول هذه الـــوقفـــات هي أن :
(( شهرُ شعبان هو شهرُ الاستعداد )) .!
شهرُ التهيئه ..! شهرُ الترويض ..!
شهرُ التدريب .! شهرُ التمرين ..!
شهرُ التأهيل التربوي والرباني والتعبدي
وعلى المسلم انْ يجعل من هذا الشهر دورةً تأهيليةً لرمضان ..!
فيحرصُ فيها على الإكثار من قراءةِ القرآن..
ويحرصُ فيها على الصدقةِ والبذل ..
ويحرصُ فيها على إطعامِ الجوعى ..
ويحرصُ فيها على مدِّ يدِ العون والمساعده ..
ويحرصُ فيها كذلك على كثرةِ الصيام ..
ويجعل هذا الشهر الذي يغفل عنه كثيرٌ من الناس بمثابةِ دفعةً قوية ، وحركةً تأهيلية لمزيدٍ من الطاعةِ والخير في رمضان ..
حتى اذا ما دخل عليه رمضان كان أكثرَ الناس اقبالاً ، واكثرُ الناس تعبداً ، واكثرُ الناس طاعةً
واكثرُ الناسِ نشاطاً ، وأكثرهم حماساً ورحانيه
وأكثرهم حرصاً على طرقِ ابواب الخير جميعها.
أمّا إذا هجمنا على رمضان بلا استعداد،  وبلا تهيؤ وبلا تدريب او ترويض سنستقبل أيامه بعد ذلك بمللِ نفس، وبضيقِ صدر،  وبِقِلَّةٍ في الطاعات، وكسلٍ في العبادات ..!
ولا نزالُ نُمنّي انفسنا حتى نخرج من هذا الشهر.
ولذلك كانت توطئةُ النفسِ لقبولِ أمرِ اللهِ عزوجل من أعظم الأمور.
وهل جلسنا يومًا لنحاسبَ النفس كم قدّمت
وكم قرَبت من طاعات ؟
وكم فرطت في معاصيٍ وبلياتٍ ومنكرات ؟                                         
           ما فعلنا هذا ؟؟!
     إذ لو اننا فعلنا هذا لتغير الحال ..!
لأن كلَّ عاقل لا يبحث إلا عن ما ينفعه،
ولا يفرُّ إلا مما يضره، فرأينا أنفسنا حينها :
كُسَالَى عن العبادات .!
وكُسَالَى عن الطاعات.!
لا نأتي الصلاة إلا دبارًا .!
وقَلَّ من يتفطنُ للصفِ الأول .!
وقَلَّ من يأتي عند الأذان .!!
بل نرى في باقي الطاعات وعظيم القربات :
كم أدينا من نوافل؟ وكم قمنا وأدينا من مسنونات؟ 
لكن في امر الدنيا الفانيه ، وفي امر الحياة الزائله نرى العكس من هذا كله :-
- فكم من تاجرٍ يموتُ كمدًا أو يعيشُ بحسرةٍ حينما يرى جاره من التجارِ أعلى منه ربحًا ومكسبًا .!!
- وصاحب الأموال يموت كمدًا إن بارت تجارته أو خسر ماله ..!
 لأنه عاقل يحسبها بحسابٍ كما يقال :
بالقلم والورقة .
 عند الربح يفرح، وعند الخسارة يحزن.!
                وفي ماذا؟  
في أمرٍ تافه، وفي عرضٍ من الدنيا قليل،
 إلى أن يأتيه أمرُ الخروج الإجباري  : 
{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. [ق].
 ذهبَ الحزنُ كله مع أول سكرةٍ ومع اول خروجٍ للروح، فلا يحزنهم الفزع، بمجرد أن تخرج الروح إلى روح وريحان.                        
 ولذلك العقلاء هم الذين يجمعون القلب، ويجمعون النفس، ويهيئون الأمر للسيرِ إلى الله عزوجل ليكون عندها قولهم :
 { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ }..
ولـــذلكـــم
شعبان دورةٌ تأهيليةٌ لصيامِ رمضان؛ 
حتى لا ندخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة،
بل نكونُ قد تمرنّا على الصيام واعتدناه،
 ووجدنا في صيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذَّته، فندخل في صيام رمضان بقوةٍ ونشاطٍ وروحانيه ..
الــوقفة الثــانيه :
(( شهــــرُ شعبان شهرٌ كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويُكثر من صيامه .. ))
 فكما جاء للبخاري تقول أمُّ المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
" لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ " 
وللترمذي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلَّا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ "..
ولذلكم كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم يُكثر من صيامِ شعبان وحينما سُئلَ عن ذلك ؟؟
قال : ذاك شهر يغفُلُ الناسُ عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ ترفع الأعمال فيه إلى ربِّ العالمين ثمّ اكدّ ذلك بقوله :
((  فأحبُّ أن يرفعَ عملي وأنا صائم  ))..!
فهو شهرٌ ترفعُ فيه أعمال السنة كلها!
وهذه منحةٌ عظيمةٌ يتكرَّمُ الله بها على عباده ..!
انّها منحةُ عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى، وبالتالي قبوله ما شاء منها ..!
وهنا يجب أن تكون لنا وقفة تربوية :
 في أنّ شهر شعبان هو الموسمُ الختامي لصحيفتك وحَصادِ أعمالك عن هذا العام  
فبمَ سيُختم عامك ؟
ثم ما الحال الذي تحبُ أن يراك الله عليه وقت رفع الأعمال ؟
وبماذا تحبُ أن يرفع عملك إلى الله ؟
فانظر في حالك ، وما الذي سيرفع من أعمالك إلى ربك لسنة كاملة في  شهر شعبان ..
انظر هل سيرفعُ إلى ربك محافظتك على الصلوات الخمس في المساجدِ وإدراكُ تكبيرة ِالإحرام لها أم سيرفعُ إليه إضاعتك للصلاة .!!     
هل سيرفع لله عنك البَرُ  أم العقوق ..!
وهل سيرفع عنك الصلةُ أم القطيعة .!
والصدقُ أم الكذب ، والأمانةُ أم الخيانة .!
والتعفف بأكلِ الحلال أم التلوث بالحرام .!!
أتريد أنْ يُرفعَ عملك وأنت في طاعةٍ للمولى وثباتٍ على دينه وفي إخلاصٍ وعملٍ وجهادٍ وتضحية .!
أم تريد أن يرفعَ عملك وأنت في سكونٍ وراحةٍ وقعودٍ وضعفِ همةٍ ، وقلةِ بذلٍ ، وتشكيكٍ في دعوةٍ وطعنٍ في عقيده ..!
فهي لحظةٌ حاسمةٌ في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها رفعُ أعمال العام كله إلى المولى تبارك وتعالى القائل :
" إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ" فاطر 10
فحاسب نفسك اليوم بل اللحظه قبل أن تحاسب وانبْ إلى ربك قبل يوم اللقاء وقد قال الرب الرحيم في الحديث القدسي :                      
(( يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .
وهناك لفته اخرى لقــوله صلى الله عليه وســـلم :
" وأحبُ أن يرفعَ عملي وأنا صائم "
وهي ان كلامه هذا يُظهر حاله صلى الله عليه وسلم في شعبان ، حيث يُظهر أكمل الهدي في العمل القلبي والبدني في شهر شعبان ، ويتجسد الحياء من الله ونظره إليه ..
نعــــم
في هذا الحديث قمةَ الحياء من الله عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا يراه الله إلا صائماً.!
وهذا هو أهمُّ ما يجِبُ أن يشغلك أخي المسلم ،
أن تستحي من نظرِ الله إليك ..!
تستحي من نظره لطاعات قدمتها امتلأت بالتقصير..!                                    
ولذلك قال بعض السلف :
" إما أن تصلي صلاةً تليق بالله جل جلاله، أو أن تتخذ إلهًا تليق به صلاتك "
وتستحي من أوقات قضيتها في غير ذكرٍ لله .. 
وتستحي من أعمال لم تخدم بها دينه ودعوته .. 
وتستحي من هممٍ وطاقاتٍ وإمكانياتٍ وقدراتٍ
لم تستنفذها في نصرةِ دينه وإعزازِ شريعته .. 
وتستحي من قلم وفكر لم تسخره لنشر رسالة الإسلام والرد عنه ..
وتستحي من أموال ونعم بخلت بها عن دعوة الله .. 
وتستحي من كل ما كتبته الملائكة في صحيفتك من تقاعس وتقصير ..
وتستحي من كل ما يراه الله في صحيفتك من سوءات وعورات ..
كل ذلك وغيره يستوجب منك أخي الحبيب الحياء من الله والخشية منه .
الــوقفة الـثالثه :
(( شهرُ شعبان شهرُ السقي )) .!
شهرُ التعهد ، شهرُ التفقدِ لما قام به المسلم في سابق أيامه حتى يجنى الحصاد بعده..
يقول أبو بكر البلخي :
" شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع " 
وقال أيضاً :
" مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر "
 ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريدُ أن يحصدَ في رمضان ..
ولذلك كان تسابق السلف الصالح على هذا المضمار  واضحاً :
 قال سلمة بن كهيل كان يقال :
 شهر شعبان شهر القراء ..
 وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء ..
وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن ..
فأدرك زرعك أخي الحبيب في شهر شعبان وتعهده بالسقي وتفقده حتى لا يصابَ بالجفاف..
أقـــــــول مـا سمـعتـــم واستغفـــروا اللـَّه لـي ولــكم مـن كل ذنـب فيـــا فــــوز المستغفـــريـــن
ويــا نجــــــاة التـــــائبــــــين ..
الخطبــــــــــــــــــــــــــــه الثانيــــه :
أمــا بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ              
احبتــــــي الگـــــــرام .. روّاد مســجد بــلال : 
الــوقفة الــرابعه من وقفات شهر شعبان أنّ :
(( شهر شعبان شهرُ استغلال الفرص الثمينة ))..!
شهرٌ تمهيدي للدخولِ في شهرِ رمضان المبارك ..
شهرٌ شريفٌ ومبارك ،  وإنّما سمّي " شعبان " لتشعب الخيرات فيه كما قيل ..
والمؤمنُ الفطن له أساليب مختلفة ومتعددة في التعاملِ السليم مع شهر شعبان الفضيل  :
فتارةً يصوم ، وتارةً يُصلي، وتارةً يدعو، وتارةً يقرأ القُرآن، وتارةً يتصدق، وتارةً يسبح ويستغفر،
وتارةً يصلُ رحمه.
حاذق ، ذكي ، فطن ، لبيب لايفوت عملَ خيرٍ ابداً
يتصيد طرق الخير ، ويجني الحسنات ، ويرفع نفسه درجات ودرجات ..
ينظر ببصيرةِ قلبه وفؤاده لا ببصيرةِ عينيه لانه يقرأ قول الله :
" أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " الحج 46
ولهذا ليس الأعمى أعمى البصر وليس الاعمى من فقد نعمة النظر فلا يرى شيئاً ولا ينظر الى شيء 
إنّما الأعمــــى الحقيقي هو ذاك الذي انعم الله عليه بإدراك موسم خير لمضاعفة حسناته ورفع درجاته وتطهير قلبه فيتقاعس ويتكاسل ويتغافل ويتهاون ويُقصر ..!
- الأعمــــى الحقيقي من يَعرِفُ عن احبابٍ واخوانٍ وآخرين تحت أطباق الثرى لو قيل لهم تمنو لتمنوا ركعة يركعوها لله وسجدةً يسجدوها لله لتمنو تسبيحه واستغفاره وتلاوه وصدقه لكنه مع ذلك يصرُّ على المضي في طريق غفلته وضياعه وخسارته وحرمانه وهلاكه ..
- الأعمــــى الحقيقي هو ذاك الذي أعطاه الله وفتح عليه من خزائن رزقه ومع ذلك  يُغمضُ عينيه بشكل مستمر ومتواصل عن أرملةٍ أوجع رأسها حِملٌ ثقيل  وثكلى اكل فؤادها همٌّ طويل ..
- الأعمــــى الحقيقي هو من يتوجه للقبلةِ ويُديرُ ظهره للأيتامِ والفقراء .
- الأعمــــى الحقيقي هو من يكون في صف المصلين الأول ولكنه يغيب عن صفوف الجياع والمحتاجين والبائسين والمعدمين والمحرومين .
- الأعمــــى الحقيقي هو من اذا تصدق تصدق يوماً واحداً مع مقدرته على أن يتصدق دوما .
- الأعمــــى الحقيقي هو من يطوف  باستمرار حول البيت الحرام وينسي أن يطوف حول الفقراء الذين يموتون كل يوم من شدةِ العوز والجوع ..
- الأعمــــى الحقيقي هو من يسجدُ لله يومياً ويحظر الصلاة يومياً لكنه ما ان يخرج من المسجد صرخ في وجة هذا وشتم هذا واغتاب هذا وتلفظ بألفاظ نابيه لا تليق بمصلٍ في الصف الاول او في الذي يليه ..
- الأعمــــى الحقيقي هو من يصلى ولم ينتفع بصلاته . 
- الأعمــــى الحقيقي من يأخذ من الدين بعضه ويترك البعض الاخر  .
- الأعمــــى الحقيقي هو من كان عنده إنفصامٌ بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته .
- الأعمــــى الحقيقي من صام عن الطعام ولم يصم عن الحرام .
- الأعمــــى الحقيقي هو من رفع الأذان ولم يرفع أبويه ويعطى حقهما من البر والصلةِ والإحسان .
- الأعمــــى الحقيقي هو من يصلى ويصوم ثم يغش في بيعه وشرائه .
- الأعمــــى الحقيقي من يقوم بين يدي الله وقلبه يحمل حقداً وبغضاً واحتقاراً للمسلمين ..
واذا نام على فراشه حملَ اطناناً من الانانيه والغل والكراهيه على اخوانه وبني جنسه ..
- الأعمــــى الحقيقي هو من يصلى ويصوم ويداه ملطختان بظلم عبّاد الله من بني البشر  .
- الأعمــــى الحقيقي هو من بصره يُبصرُ بدرجة سته على سته من قوة الابصار ودقة الابصار لكنها رأت صورة خليعه او مجلةً رقيعه او شهوةً محرمه..
مارأت في ملكوت .!؟ ماتدبرت في خلق الله ..!
ما تأملت في بــديــعِ صنعِ الله .!          
ترى شيئاً من البناء والبنيان فتتعجب لكنها
لا تتعجبُ من سماءٍ رفعها الله بغير عمد ..
لا تتعجب من جبالٍ لو سخرت فيها جيوش الارض ما حركتها ولا زحزحتها من مكانها ..
لكنها بأمر الله وبكلمه ( كنْ ) يجعلها الله هباءً منثوراً ، يجعلها الله كالعهن المنفوش ،
يجعلها الله تمشي وتسير :
" وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " النمل (88)
- الأعمــــى الحقيقي هو كُلُّ من قـــال الله فيه :
" وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا " الاسراء 72
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا اللهم رمضان ..
اللهم بلغنا رمضان ونحن في أتم الصحةِ والعافيه
وفي امنٍ وآمانْ وسلمٍ وسلام وراحةٍ واطمئنان ..
بلغنا اللهم رمضان سالمين غانمين لا فاقدين ولامفقودين ..
ارحم الضعفاء واطعم الجوعى ، واكرم بفضلك من يكرمهم ، وأطعم من يطعمهم ، وآوى من يآويهم ، واكسُ من يكسوهم ..
اللهم يا حي يا قيوم ! يا ذا الجلال والإكرام !
يا أرحم الراحمين !
برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..
اللهم يا ودود يا ودود ! يا ذا العرش المجيد !
يا فعالاً لما تريد !
نسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تفرج عن بلادنا  وعن بلدان المسلمين في كل مكان..
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية ..
اللهم أعنا ولا تعن علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا وكن لنا ولا تكن علينا..
اللهم أطعم جائعنا ، واشف مريضنا وارحم ميتنا وآوي شريدنا، وأمّن خائفنا ..واكسو عارينا ..
اللهم لا تؤاخذهم بذنوبنا ، لا تؤاخذهم بمعاصينا
 لا تؤاخذنا بتقصيرنا، لاتؤاخذنا بسيئاتنا ..
اللهم أنزل علينا سكينتك، وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين، ويا رب العالمين ..
ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه وثنى به ملائكته المسبحةِ بقدسه وثلّثَ به عباده من جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
المشاهدات 1250 | التعليقات 0