وقفات مع حديث: ( مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ ... )

مبارك العشوان
1436/04/09 - 2015/01/29 22:45PM
إن الحمد لله...أما بعد: فاتقوا الله... مسلمون.
عباد الله: روى الإمام مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ مَرْحَبًا وَأَهْلا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَتْ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ؛ فَذَبَحَ لَهُمْ فَأَكَلُوا مِنْ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ، وَشَرِبُوا فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ ). وعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: ( وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ، قَالَ قُلْتُ يَا خَالَةُ فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟! قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهَا فَيَسْقِينَاهُ ) رواه البخاري ومسلم. وعن أن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ، قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ الْحَقْ، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟ قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ…) الحديث رواه البخاري. وذكر أبو نعيم في كتابه الحلية عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: ( كُنَّا قَوْمًا يُصِيبُنَا ظَلَفُ الْعَيْشِ بِمَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشِدَّتُهُ، فَلَمَّا أَصَابَنَا الْبَلَاءُ اعْتَرَفْنَا لِذَلِكَ وَمَرَنَّا عَلَيْهِ وَصَبَرْنَا لَهُ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ بِمَكَّةَ خَرَجْتُ مِنَ اللَّيْلِ أَبُولُ، وَإِذَا أَنَا أَسْمَعُ بِقَعْقَعَةِ شَيْءٍ تَحْتَ بَوْلِي فَإِذَا قِطْعَةُ جِلْدِ بَعِيرٍ، فَأَخَذْتُهَا فَغَسَلْتُهَا ثُمَّ أَحْرَقْتُهَا فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ اسْتَفَفْتُهَا وَشَرِبْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَقَوِيتُ عَلَيْهَا ثَلَاثًا ). ما أحقر الدنيا على الله وأهونها، يعطيها من يحب ومن لا يحب، يعطيها المؤمن والكافر، والتقي والفاجر ولو كانت تساوي عنده تعالى جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء؛ أرأيتم عباد الله خير خلق الله ـ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ـ وأفضل صحبه رضي الله عنهم وأرضاهم، يخرجهم الجوع من بيوتهم، يربطون من الجوع الأحجار على بطونهم، يأكلون الجلد وورق الشجر حتى تتقرح أشداقهم.
عباد الله: لتوقظنا هذه الأحاديث وأمثالها من رقدتنا، لتنبهنا من غفلتنا، وقد غرقنا في دنيانا؛ نتتبع ملذاتها وشهواتها، ينام أحدنا وهي أكبر همه، ويستيقظ وهي أكبر همه، ويتواصى الناس أيما تواصٍ باللهث ورائها، وعدم تفويت فرصها؛ كل هذا وهي المتاع الزائل:{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }غافر 39 الآخرة هي دار القرار؛ فلنتواص بها الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، الآخرة للمتقين، ولو نالهم في الدنيا ما نالهم من فقر وحاجة أو مرض أو ظلم أو غيرها، قال تعالى: { وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ، وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }الزخرف 33ـ 35 اختار المتقون الآخرة على الدنيا، وآثروا الباقي على الفاني فلهم في آخرتهم الفوز العظيم، والنعيم المقيم، والخلود في جنات النعيم؛ فلا تحزن أيها التقي ولو عشت حياتك كلها في ضيق من العيش؛ ولا تفرح أيها الشقي ولو عشت حياتك كلها في رغد من العيش؛ فموعد الجميع الآخرة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ) أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني.
جعلني الله وإياكم من المتقين وأورثنا جنات النعيم، وبارك...وأقول ما تسمعون..


الخطبة الثانية:
الحمد لله...أما بعد: فلننظر أخي المسلم إلى النعم التي نتقلب فيها، ولو عددنا ها فلن تحصيها: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا } النحل 18 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ) رواه الترمذي و حسنه الألباني.
إذا اجتمع الإسلام والقوت للفتى * وكان صحيحاً جسمه وهو في أمن
فقد ملك الدنيا جميعا وحــــازها * وحق عليه الشـــــــكر لله ذي المن
نعم الله علينا تترى، وأفضاله تبارك وتعالى تتوالى؛ خلق فسوى، وقدر فهدى، وأطعم وسقى، وكفى وآوى، أسبغ النعم ودفع النقم، نتقلب في نعمه تعالى ليلنا ونهارنا: { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } النحل 53 ولم يبق علينا إلا أن نشكر ربنا تبارك وتعالى عظيم الشكر.
ثم لتعلموا رحمكم الله أن الشكر أنواع: فمنها الشكر بالقلب وهو: الاعتراف لله تعالى بأنه المنعم المعطي. ومنها الشكر باللسان وهو: حسن الثناء على الله، وكثرة الحمد والمدح له، وفي الحديث: ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم. ومن أنواع الشكر: الشكر بالجوارح وهو: أن يستعان بنعمه تعالى على طاعته، فلا يعصى بنعمة من نعمه، أو يستعان بها على معصيته؛ والعمل الصالح والاجتهاد في العبادة من أعظم الشكر، كما قال تعالى: { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سـبأ 13 وكان صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ولما قيل له في ذلك قال: ( أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورً ) رواه البخاري ومسلم. فأخبر أن الاجتهاد في العبادة شكر للمنعم سبحانه.
فلتجتهد أيها المسلم في عبادة ربك، ولتتقرب إلى الله بما أنعم عليك؛ فإن كنت ذا علم فعلم الناس أمور دينهم، وإن كنت ذا مال فأنفق منه، وقدمه لنفسك؛ فرج به كربة مكروب، وسع به على محتاج، وإن كنت ذا جاه فابذل جاهك لله، فقد كان رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: ( اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ ) رواه البخاري.
عباد الله: كان عليه الصلاة والسلام إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِـــــهِ قَالَ: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ ) رواه مسلم، وهذا من أذكار النوم: فإذا أويت إلى فراشك فقل هذا الدعاء وتأمله، تأمله وأنت على فراشك، وبين أهلك، في أمن وأمان، ورغد من العيش واطمئئنان، تأمله وتذكر أقواما لا يجدون ما يطعمون، بل قد يموت أحدهم جوعا وعطشا، تأمله وتذكر أقواما لا يجدون من يؤيهم، يقاسون شدة الحروب، تحت نيران المدافع والدبابات وقصف الطائرات، تأمل هذا الدعاء واشكر ربك على نعمه فقد وعد تعالى من شكره أن يحفظ له النعم ويديمها، ويزيده من فضله، وتوعد تعالى بالعذاب الشديد من جحد، وتنكر للمنعم، وبدل نعمه كفراً، وبارزه بالمعاصي فمن فعل ذلك حلت به نقم الله عز وجل، ونزلت به النوازل وأحيط به من كل مكان،:{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } النحل 112 جعلني الله وإياكم شاكرين لنعمائه، مثنين بها عليه قابليها.
ثم صلوا وسلموا... اللهم صل ... عباد الله: اذكروا الله ...
المشاهدات 2590 | التعليقات 0