وَقَفَاتٌ مَعَ حَدِيثِ: ( اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ.... )

مبارك العشوان 1
1439/04/17 - 2018/01/04 23:43PM

إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ ... وَرَسُولُهُ... أمَّا بَعْدُ... مُسلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ االلهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: االلهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ؛ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. قَالَ: لاَ، ( وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ) وَفِي رِوَايَةٍ: ( فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفِطْـرَةِ، وَإِنْ أَصـْبَحْتَ أَصـَبْتَ أَجْرًا ) وفي لفظٍ: ( أَصَبْتَ خَيْرًا )

فِي هَذَا الحَدِيثِ عِبَادَ اللهِ جُمْلَةً مِنْ آدَابِ النَّومِ، وَجُمْلَةً مِنْ الدَّعَوَاتِ المُبَارَكَةِ؛ فَمِنْ ذَلِكَ: النَّوْمُ عَلَى طَهَارَةٍ، وَأَنْ يَكُونَ عَلى شِقِّهِ الأَيْمَن، وَأنْ يَأتِيَ  بِهَذَا الذِّكْرِ.

يَقُولُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: وَلَهُ فَوَائِدُ: مِنْهَا أَنْ يَبِيتَ عَلَى طَهَارَةٍ؛ لِئَلَّا يَبْغَتَهُ الْمَوْتُ؛ فَيَكُونُ عَلَى هَيْئَةٍ كَامِلَةٍ، وَيُؤْخَذُ مِنْهُ النَّدْبُ إِلَى الِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ بِطَهَارَةِ الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ أَوْلَى مِنْ طَهَارَةِ الْبَدَنِ.

وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ أَصْدَقَ لِرُؤْيَاهُ وَأَبْعَدَ مِنْ تَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ

وَرُوِيَ عَنِ الْعِجْلِيِّ: قَالَ مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِرًا وَنَامَ ذَاكِرًا؛ كَانَ فِرَاشُهُ مَسْجِدًا، وَكَانَ فِي صَلَاةٍ وَذِكْرٍ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَمَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ غَيرَ طَاهِرٍ، وَنَامَ غَيرَ ذَاكِرٍ، كَانَ فِرَاشُهُ قَبْراً، وَكَانَ جِيفَةً حَتَّى يَسْتَيقِظَ .

وَمِنْ آدَابِ النَّومِ فِي هَذَا الحَدِيثِ: النَّوْمُ عَلَى الشِّقِّ الأَيمَنِ.

وَكَذَلِكَ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى االلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَضْعُ اليَدِ اليُمْنَى تَحْتَ الخَدِّ الأَيْمَنِ.

يَقُولُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ التَّيَامُنَ، وَلِأَنَّهُ أَسْرَعُ إِلى الانْتِبَاهِ. أ هـ

قَدْ يَكُونُ مِنَ النَّاسِ مَن اعْتَادَ النَّومَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْسَرَ، وَقَدْ يَصْعُبُ عَلَيهِ النَّومُ عَلَى شِقِّهِ الأَيمَنَ؛ فَلْيُعَوِّدْ نَفْسَهُ وَلْيُجَاهِدْهَا عَلَى هَذِهِ السُّنَّةِ الَّتِي ثَبَتَتْ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ فِعْلِهِ؛ وَلْيَعْلَمْ أنَّهُ مَأجُورٌ عَلَى تَتَبُّعِهِ لِلسُّنَّةِ وَتَرْوِيضِ النَّفْسِ عَلَيهَا.  

وَمِنْ آدَابِ النَّومِ فِي هَذَا الحَدِيثِ: النَّومُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَهُوَ عَلَامَةٌ عَلَى حَيَاةِ القَلْبِ وَسَلَامَتِهِ مِنَ الغَفْلَةِ، فَلَيْسَ غَافِلاً مَنْ يَسْتَيقِظُ فَيَفْتَتِحُ يَومَهُ بِذِكْرِ اللهِ، وَيُرِيدُ النَّومَ فَيَخْتِمُ يَومَهُ بِذِكْرِ اللهِ، وَيَتَعَارُّ مِنَ الليلِ فَيَذْكُرُ اللهَ.

النَّومُ عَلى ذِكْرِ اللهِ؛ امْتِثَالٌ لِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ، وَاقْتِدَاءٌ بِفِعْلِهِ، وَاهْتِدَاءٌ بِهَدْيِهِ، كَمَا أنَّهُ حِصْنٌ حَصِينٌ؛ بِهِ يَحْفَظُ اللهُ عَبْدَهُ مِنَ الشُّرُورِ وَيَحْمِيهِ.

وَمَا أَشَدَّ حَاجَةَ العَبْدِ إِلَى رَبَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ يَحْفَظُهُ فِي يَقَظَتِهِ وَنَومِهِ.

وَقَدْ جَاءَتِ السُّنَّةُ عِبَادَ اللهِ بِهَذَا الذِّكْرِ وَبِغَيرِهِ، وَهِيَ مَا يُعْرَفُ بِأذْكَارِ النَّومِ.

وَمِنْهَا: آيَةُ الكُرْسِيِّ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ.

وَمِنْهَا: الْمُعَوِّذَاتِ يَنَفُثُ فِي يَدَيْهِ، وَيَقْرَأَ بِهَا، وَيَمْسَحُ جَسَدَهُ.

وَمِنْهَا: أنْ يُسَبِّحَ اللهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَيَحْمَدَهُ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ وَيُكَبِّرَهُ أرْبَعاً وَثَلاثِينَ.

إِلَى غَيرِ ذَلِكَ مِنْ أَذْكَارِ النَّومِ؛ وَهِيَ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى مُيَسَّرَةٌ فِي كُتُبِ الأَذْكَارِ، وَهَكَذَا فِي الجَوَّالَاتِ وَنَحْوِهَا.

يَنْبَغِي أنْ يَحْفَظَ الإِنْسَانُ هَذِهِ الأذْكَارَ، وَيُحَافِظَ عَلَيهَا كُلَّ لَيلَةٍ، وَيَجْعَلَ هَذَا الذِّكْرَ آخِرَ مَا يَقُولُ، كَمَا يَنْبَغِي أنْ يُعَلِّمَهَا أَولَادَهُ وَمَنْ تَحْتَ رِعَايَتِهِ.  

بَارَكَ اللهُ... وَأقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ... الغَفُورُ الرَّحِيم.

 

 الخطبة الثانية: 

الحَمْدُ لِلهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَبَعْدُ:

فَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا الذِّكْرَ العَظِيمَ مَعَانِيَ جَلِيلَةٍ؛ يَنْبَغِي لِلمُسْلِمِ أنْ يَتَأمَّلَهَا وَيَسْتَحْضِرَهَا وَهُوَ يَدْعُو بِهِ.

تَضَمَّنَ تَمَامَ الانْقِيَادِ لِلهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَصِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيهِ، وَكَمَالَ الاعْتِمَادِ عَلَيهِ.

( اللهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ) اسْتَسْلَمْتُ لَكَ، وَجَعَلْتُ نَفْسِي مُنْقَادَةً لَكَ، تَابِعَةً لِحُكْمِكَ؛ إِذْ لَا قُدْرَةَ لِي عَلَى تَدْبِيرِهَا وَلَا عَلَى جَلْبِ مَا يَنْفَعُهَا إِلَيْهَا وَلَا دَفْعِ مَا يَضُرُّهَا عَنْهَا.

( وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ) تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فِي أَمْرِي كُلِّهِ.

وَالتَّوَكُّلُ رَحِمَكُمُ اللهُ عِبَادَةٌ جَلِيلَةٌ؛ وَلْيُبْشِرْ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }الطلاق  3

قَالَ الشيخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أيْ: فِي أمْرِ دِيْنِهِ وَدُنَيَاهُ، بِأنْ يَعْتَمِدَ عَلَى اللهِ فِي جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ، وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ، وَيَثِقَ بِهِ فِي تَسْهِيلِ ذَلَكَ { فَهُوَ حَسْبُهُ } أيْ: كَافِيهِ الأمْرَ الذِي تَوَكَّلَ عَلَيهِ بِهِ، وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ فِي كَفَالَةِ الغَنِيِّ القَوِيِّ العَزِيزِ الرَّحِيمِ، فَهُوَ أقْرَبُ إِلَى العَبْدِ مِنْ كُلِّ شَيءٍ...الخ

وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ: ( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَـرُوحُ بِطَانًا ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.  

فَلَا تَقْلَقْ أَخِي المُسْلِمُ عَلَى رِزْقِكَ؛ وَتُصَابَ بِالهُمُومِ وَالغُمُومِ؛ فَرِزْقُكَ الذِي كَتَبَ اللهُ لَكَ سَتَأْخُذَهُ، لَا مَانِعَ لِمَا أعْطَاكَ اللهُ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَكَ، وَلَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } هود 6

ثُمَّ اعلَمْ أخِي المُسْلِمُ أنَّ فِعْلَ الْأَسْبَابِ لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ بَلْ إنَّهُ طَاعَةٌ لِلهِ وَامْتِثَالٌ لِأَمْرِهِ؛ { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِــــهِ وَإِلَيْهِ النُّشُـــورُ } الملك 15  يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: أَيْ: فَسَافِرُوا حَيْثُ شِئْتُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا، وَتَرَدَّدُوا فِي أَقَالِيمِهَا وَأَرْجَائِهَا فِي أَنْوَاعِ الْمَكَاسِبِ وَالتِّجَارَاتِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ سَعْيَكُمْ لَا يُجْدِي عَلَيْكُمْ شَيْئًا، إِلَّا أَنْ يُيَسِّرَهُ االلهُ لَكُمْ.

عبادَ اللهِ: وَفِي هَذَا الذِّكْرِ العَظِيمِ: ( وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ) اعْتَمَدْتُ فِي أُمُورِي عَلَيْكَ لِتُعِينَنِي عَلَى مَا يَنْفَعُنِي.

( رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ) خَوفاً مِنْ عِقَابِكَ، وَطَمَعًا فِي ثَوَابِكَ.

وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ عَلَيهِ المُؤمَنُ، يَعْبُدُ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا مَحَبَّةً لَهُ وَتَعظِيماً، وَخَوفاً، وَرَجَاءً؛ قَالَ تَعَالَى: { وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا }الأعراف 56 وَقَالَ تَعَالَى: { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ }الإسراء57 { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90  

لَا بُدَّ أنْ يَجْمَعَ بَينَ الخَوفِ والرَّجَاءِ؛ خَوفٌ لَا يُقَنِّطُهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَرَجَاءٌ لَا يُؤَمِّنُهُ مِنْ عَذَابَ اللهِ.

 وَفِي هَذَا الذِّكْرِ العَظِيمِ: ( لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ )

لَيْسَ لِلعَبْدِ مَلَاذٌ وَلَا مَفَرٌّ وَلَا مَهْرَبٌ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَى اللهِ.

قَالَ تَعَالَى: { كَلَّا لَا وَزَرَ،  إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ }القيامة 11- 12 وَقَالَ تَعَالَى: { فَفِرُّوا إِلَى اللهِ } يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:  وَهُوَ الفِرَارُ إِلَيهِ، أيْ: الفِرَارُ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، إِلَى مَا يُحِبُّهُ، ظاهرًا وَبَاطِنًا، فِرَارٌ مِنَ الجَهْلِ إلَى العِلْمِ، وَمِنَ الكُفْرِ إِلَى الإِيمَانِ، وَمِنَ المَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ، وَمِنَ الغَفْلَةِ إِلَى ذِكْرِ اللهِ، فَمَنْ اسْتَكْمَلَ هَذِهِ الأُمُورَ، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الدِّينَ كُلَّهُ وَقَدْ زَالَ عَنهُ المَرْهُوبُ، وَحَصَلَ لَهُ، نِهَايَةُ المُرَادِ وَالمَطْلُوبُ.

وَسَمَّى اللهُ الرُّجُوعَ إليهِ، فِرَاراً، لِأَنَّ فِي الرُّجُوعِ لِغَيرِهِ، أنْوَاعُ المَخَاوفِ وَالمَكَارِهِ، وَفِي الرُّجُوعِ إِليهِ، أنواعُ المَحَابِّ وَالأَمْنِ، وَالسُّرُورِ وَالسَّعَادَةِ وَالفَوزِ، فَيَفِرُّ العَبْدُ مِنْ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، إِلَى قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، وَكُلُّ مَنْ خِفْتَ مِنْهُ فَرَرَتَ مِنْهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَإِنَّهُ بِحَسَبِ الخَوفِ مِنْهُ، يَكُونُ الفِرَارُ إِلَيهِ.

( آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ) صَدَّقْتُ وَأَقْرَرْتُ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ؛ أنَّهُ وَحْيٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى وتَنْزيلٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَأنَّهُ مُشْتَمِلٌ عَلَى الحَقِّ وَالهُدَى، وَصَدَّقْتُ كَذَلِكَ وَأَقْرَرْتُ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ؛ وَأنَّ اللهَ تَعَالَى أرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ، وَأنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، آمَنْتُ بِهِ وَبِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ، أُطِيعُهُ فِيمَا أَمَرَ وَأصَدِّقُهُ فِيمَا أخْبَرَ، وَأجْتَنِبُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ وَلَا أعْبُدَ اللهَ إلَّا بِمَا شَرَعَ.

ألَا فَاحْرِصُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ؛ الأَذْكَارَ المُطْلَقَةَ وَالأَذْكَارَ المُقَيَّدَةَ؛ وَتَأَمَّلُوا هَذِهِ الأَذْكَارَ وَتَفَهَّمُوا مَعَانِيهَا.

ثُمَّ صَلوا وَسَلِّمُوا... اللهُمَّ أعِزَّ الإسْلَامَ...

اللهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا ...

عِبَادَ اللهِ: اذكُرُوا اللهَ...

 

 

المشاهدات 1777 | التعليقات 0